المجموع : 68
لِلحالِ بِالقَدَرِ اللَطيفِ تَغَيُّرُ
لِلحالِ بِالقَدَرِ اللَطيفِ تَغَيُّرُ / فَليَنأَ عَنكَ تَفاؤُلٌ وَتَطَيُّرُ
قَد حارَ آدَمُ في القَضاءِ وَآلُهُ / أَفَلِلمَلائِكِ في السَماءِ تَحَيُّرُ
تَتَخَيَّرينَ الأَمرَ كَي تَحظَي بِهِ / هَيهاتَ لَيسَ عَلى الزَمانِ تَخَيُّرُ
وَتَدَيَّري عِندَ السِماكِ أَو أَلسُها / فَلِكُلِّ جِسمٍ في التُرابِ تَدَيُّرُ
أَنا بِاللَيالي وَالحَوادِهِ أُخبَرُ
أَنا بِاللَيالي وَالحَوادِهِ أُخبَرُ / سَفَرٌ يَجِدُّ بِنا وَجِسرٌ يُعبَرُ
واجَهتَ قُبَّرَةً فَخِفتَ تَطَيُّراً / ما كُلُّ مَيتٍ لا أَبا لَكَ يُقبَرُ
مِن أَحسَنِ الأَحداثِ وَضعُكَ غابِراً / في التُربِ يَأكُلُهُ تُرابٌ أَغبَرُ
ما أَجهَلَ الأُمَمَ الَّذينَ عَرَفتُهُم / وَلَعَلَّ سالِفَهُم أَضَلُّ وَأَتبَرُ
يَدعونَ في جُمَعاتِهِم بِسَفاهَةٍ / لِأَميرِهِم فَيَكادُ يَبكي المِنبَرُ
جِئنا عَلى كُرهٍ وَنَرحَلُ رُغَّماً / وَلَعَلَّنا ما بَينَ ذَلِكَ نُجبَرُ
ما قيلَ في عِظَمِ المَليكِ وَعِزِّهِ / فَاللَهُ أَعظَمُ في القِياسِ وَأَكبَرُ
وَكَأَنَّما رُؤياكَ رُؤيا نائِمٍ / بِالعَكسِ في عُقبى الزَمانِ تُعَبَّرُ
فَإِذا بَكَيتَ بِها فَتِلكَ مَسَرَّةٌ / وَإِذا ضَحِكتَ فَذاكَ عَينٌ تَعبُرُ
سُرَّ الفَتى مِن جَهلِهِ بِزَمانِهِ / وَهوَ الأَسيرُ لِيَومِ قَتلٍ يُصبَرُ
لَعِبَت بِهِ أَيّامُهُ فَكَأَنَّهُ / حَرفٌ يُلَيَّنُ في الكَلامِ وَيُنبَرُ
عَجَزَ الأَطِبَّةُ عَن جُروحِ نَوائِبٍ / لَيسَت بِغَيرِ قَضاءِ رَبِّكَ تُسبَرُ
وَالمَينُ أَغلَبُ في المَعاشِرِ كَم أَخٍ / لِلدَفرِ وَهوَ إِذا يُسَمّى العَنبَرُ
شَرُفَ اللَئيمُ وَكَم شَريفٍ رَأسُهُ / هَدَرٌ يُقَطُّ كَما يُقَطُّ المِزبَرُ
سَل أُمَّ غَيلانَ الصَموتَ عَنِ اِبنِها / وَبَناتِ أَوبَرَ ما أَبوها أَوبَرُ
وَالشَرُّ يَجلِبُهُ العَلاءُ وَكَم شَكا / نَبَأً عَلِيٌّ ما شَكاهُ قَنبَرُ
إِجعَل تُقاكَ الهاءَ تَعرِف هَمسَها
إِجعَل تُقاكَ الهاءَ تَعرِف هَمسَها / وَالراءَ كَرَّرَها الزَمانَ مُكَرِّرُ
قالوا جَهَنَّمُ قُلتُ إِنَّ شَرارَها / وَلَهيبَها يَصلاهُما المُتَشَرِّرُ
لا تُخبِرَنَّ بِكُنهُ دينِكَ مَعشَراً / شُطُراً وَإِن تَفعَل فَأَنتَ مُغَرِّرُ
وَاِصمُت فَإِنَّ الصَمتَ يَكفي أَهلَهُ / وَالنُطقُ يُظهِرُ كامِناً وَيُقَرِّرُ
أَصبَحتُ غَيرَ مُمَيَّزٍ مِن عالَمٍ
أَصبَحتُ غَيرَ مُمَيَّزٍ مِن عالَمٍ / مِثلَ البَهائِمِ كُلُّهُم مُتَحَيِّرُ
يَتَخَيَّرونَ عَلى المَليكِ قَضاءَهُ / سَفِهَ الغُواةُ وَلَيسَ فيهِم خَيِّرُ
فَاِكفُف لِسانَكَ أَن تُعَيِّرَ وَاِعلَمَن / أَن لَيسَ يَأمَنُ ما يَعيبُ مُعَيِّرُ
ما حَطَّ رُتبَتَكَ الحَسودُ وَما الَّذي / ضَرَّ الأَميرَ بِأَن يُقالَ أُمَيِّرُ
وَسُهَيلٌ اللَمّاحُ صُغِّرَ لَفظُهُ / فَاِنظُر أَهَيَّرَهُ بِذاكَ مُهَيِّرُ
وَعَهِدتُني زَمَنَ الشَبيبَةِ ذاكِياً / قَبسي فَأَخمِدَ وَالخُطوبُ تُغَيِّرُ
لا يَستَطيعُ الناسُ دَفعَ فَضيلَةٍ / بِالقَدرِ صَيَّرَها إِلَيكَ مُصَيِّرُ
هَذي الكَواكِبُ لِلمَليكِ شَواهِدٌ / مِنها الخَفيِّ لِناظِرٍ وَالنَيِّرُ
نِمنا وَما رَقَدَت وَحَلَّ مُقيمُنا / وَالنَجمُ في أُفُقِ السَماءِ يُسَيَّرُ
وَالمَرءُ حَيّاهُ المَشيبُ فَشانَهُ / عِندَ الحَبائِبِ وَهوَ نَضرٌ شَيِّرُ
آلَيتُ لا يَدري بِما هُوَ كائِنٌ / مُتَفائِلٌ بِالأَمرِ أَو مُتَطَيِّرُ
كَالدارِ صَبَّحَها سِوى قُطّانُها / فَثَوَوا بِها وَتَحَمَّلَ المُتَدَيِّرُ
كَيفَ اِحتَيالُكَ وَالقَضاءُ مُدَبَّرٌ
كَيفَ اِحتَيالُكَ وَالقَضاءُ مُدَبَّرٌ / تَجني الأَذى وَتَقولُ إِنَّكَ مُجبَرُ
أَرواحُنا مَعَنا وَلَيسَ لَنا بِها / عِلمٌ فَكَيفَ إِذا حَوَتها الأَقبُرُ
وَمَتَى سَرى عَن أَربَعينَ حَليفُها / فَالشَخصُ يَصغُرُ وَالحَوادِثُ تَكبَرُ
نَفسٌ تُحِسُّ بِأَمرِ أُخرى هَذِهِ / جِسرٌ إِلَيها بِالمَخاوِفِ يُعبَرُ
مَن لِلدَفينِ بِأَن يُفَرَّجَ لَحدُهُ / عَنهُ فَيَنهَضَ وَهوَ أَشعَثُ أَغبَرُ
وَالدَهرُ يَقدُمُ وَالمَعاشِرُ تَنقَضي / وَالعَجزُ تَصديقٌ بِمَينٍ يُخبَرُ
زَعِمَ الفَلاسِفَةُ الذينَ تَنَطَّسوا / أَنَّ المَنِيَّةَ كَسرُها لا يُجبَرُ
قالوا وَآدَمُ مِثلُ أَوبَرَ وَالوَرى / كَبَناتِهِ جَهِلَ اِمرُؤٌ ما أَوبَرُ
كُلُّ الَّذينَ تَحكَونَ عَن مَولاكُمُ / كَذِبٌ أَتاكُم عَن يَهودَ يُحَبَّرُ
رامَت بِهِ الأَحبارُ نَيلَ مَعيشَةٍ / في الدَهرِ وَالعَمَلُ القَبيحُ يُتَبِّرُ
عُكِسَ الأَنامُ بِحِكمَةٍ مِن رَبِّهِ / فَتَحَكَّمَ الهَجَرِيُّ فيهِ وَسَنبَرُ
كَذِبٌ يُقالُ عَلى المَنابِرِ دائِماً / أَفَلا يَميدُ لِما يُقالُ المِنبَرُ
وَأَجَلُّ طيبِهِمُ دَمٌ مِن ظَبيَةٍ / وَقَذىً مِنَ الحيتانِ وَهوَ العَنبَرُ
وَلَعَلَّ دُنيانا كَرِقدَةِ حالِمٍ / بِالعَكسِ مِمّا نَحنُ فيهِ تُعَبَّرُ
فَالعَينُ تَبكي في المَنامِ فَتَجتَني / فَرَحاً وَتَضحَكُ في الرُقادِ فَتَعبَرُ
وَالنَفسُ لَيسَ لَها عَلى ما نالَها / صَبرٌ وَلَكِن بِالكَراهَةِ تَصبِرُ
يَغدو المُدَجَّجُ بازِياً أَو أَجدَلاً / فَيَروحُ مُحتَكِماً عَلَيهِ القُبَّرُ
يا صالِحَ اِجعَل وَصفَ شَخصِك وَاِسمَهُ
يا صالِحَ اِجعَل وَصفَ شَخصِك وَاِسمَهُ / مِثلَنِ إِنَّكَ في بِحارِكَ ماهِرُ
ما فِضَّةُ الإِنسانِ إِلّا فَضَّةٌ / وَالتِبرُ تَتبيرٌ وَجَدُّكَ ظاهِرُ
وَالدُرُّ دَرٌّ لِلهُمومِ تُسِرُّهُ / إِنَّ الجَواهِرَ بِالأَذاةِ جَواهِرُ
كَذَبَ الَّذي سَمّى المُمَلَّكَ قاهِراً / نَحنُ الأَذِلَّةُ وَالمَليكُ القاهِرُ
وَكَذاكَ يُدعى طاهِراً مَن كُلُّهُ / نَجسٌ وَيُفقَدُ في الأَنامِ الطاهِرُ
يا رَبِّ عيشَةُ ذي الضَلالِ خَسارُ
يا رَبِّ عيشَةُ ذي الضَلالِ خَسارُ / أَطلِق أَسيرَكَ فَالحَياةُ إِسارُ
وَكَأَنَّ عُمرَ المَرءِ شُقَّةُ ظاعِنٍ / تُسرى بِأَنفاسٍ لَهُ وَتُسارُ
وَكَأَنَّما الدُنِّيا كَعابٌ أَيُّنا / رَجّى لَها صِلَةً فَذاكَ يَسارُ
سَتَعودُ أَشباهٌ لِعادٍ مَرَّةً / وَتَهُبُّ مِن رَقداتِها الأَيسارُ
وَإِذا الفَتى لَحَظَ الزَمانَ بِعَينِهِ / هانَ الشَقاءُ عَلَيهِ وَالإِعسارُ
الحَظُّ يُقسَمُ عاشَ بِشرٌ ما اِشتَكى
الحَظُّ يُقسَمُ عاشَ بِشرٌ ما اِشتَكى / نَظَراً وَعُمِّرَ أَكمَهاً بَشّارُ
وَهيَ الحَوادِثُ عُوَّذٌ وَلَواقِحٌ / وَشَوائِلٌ وَحَوائِلٌ وَعِشارُ
كَم شُرنَ مِن أَريٍ يَكونُ مَقيلُهُ / ثَغراً يُشارُ لَهُ وَلَيسَ يُشارُ
وَالفَقرُ مَوتٌ غَيرَ أَنَّ حَليفَهُ / يُرجى لَهُ بِتَمَوُّلٍ إِنشارُ
وَنَرى مُباشَرَةَ التُرابِ مَهانَةً / وَإِلَيهِ تَرجِعُ هَذِهِ الأَبشارُ
قَد ضَنَّ مَن رُزِقَ الغِنى بِزَكاتِهِ / وَغَدا فَلا فَلحٌ وَلا تِعشارُ
لَم يُعطِ رُبعَ العُشرِ مِن أَوراقِهِ / فَتُرامَ مِن سَقيِ الحَيا أَعشارُ
ذَهَبَ الكِرامُ فَلَيتَهُم ذَهَبٌ يُرى
ذَهَبَ الكِرامُ فَلَيتَهُم ذَهَبٌ يُرى / وَنُضارُ أَحسابِ الرِجالِ نُضارُ
إِن يَبقَ لا يَهرَم وَإِن يُطرَح إِلى / حَمراءَ موقَدَةٍ فَلَيسَ يُضارُ
لا يُدرِكُ اليَومَ الَّذي خَلَّفتَهُ / تَقريبُ سابِقَةٍ وَلا إِحضارُ
أَقصَرتُ مِن قَصرِ النَهارِ وَقَد أَنى
أَقصَرتُ مِن قَصرِ النَهارِ وَقَد أَنى / مِنّي الغُروبُ وَلَيسَ لي إِقصارُ
وَيَنالُ طالِبُ حاجَةٍ بِفَلاتِهِ / ما لا تَجودُ بِمِثلِهِ الأَمصارُ
وَإِذا الحَوادِثُ جَهَّزَت جَيشاً لَها / خَمَدَت قُرَيشٌ فيهِ وَالأَنصارُ
أَنا ما حَجَجتُ فَكَم تَحُجُّ نَوائِبٌ / شَخصي وَيَفقِدُ عِندَها الإِحصارُ
قَدُمَ الزَمانُ وَعُمرُهُ إِن قِستَهُ / فَلَدَيهِ أَعمارُ النُسورِ قِصارُ
الهَمُّ مُنتَشِرٌ وَلَكِن رَبُّهُ / يَوماً يَصيرُ إِلى الثَرى فَيُصارُ
وَالمُعصِراتُ مِنَ الخِرادِ عَواصِفٌ / كَالمُعصِراتِ صَنيعُها إِعصارُ
كَم يَسمَعُ الناسُ العِظاتِ وَكَم رَأَوا / غَيرَ الجَميلِ فَغُضَّت الأَبصارُ
أَفطِر وَصُم وَأَفطِر خائِفاً
أَفطِر وَصُم وَأَفطِر خائِفاً / صَومُ المَنِيَّةِ لَهُ إِفطارُ
وَأُراعُ مِن تِربي وَلا أَرتاعُ مِن / تُربي وَفي قُربِ الأَنيسِ خِطارُ
مَن كَالصَعيدِ الحُرِّ مِن أَبنائِهِ / زَهرُ الرَبيعِ وَرَوضُهُ المِعطارُ
وَكَأَنَّ في كَفِّ الزَمانِ بِنَورِهِ / قُطُراً تُعَمُّ بِنَشرِهِ الأَقطارُ
مُتَمَطِّرينَ إِلى الخِيانَةِ وَالأَذى / وَهُمُ السَحائِبُ مالَها إِمطارُ
وَمِنَ الفَضيلَةِ لِلجَوامِدِ أَنَّها / لا حِسَّ يَتبَعُها وَلا أَوطارُ
تَخِذَ الغُرابُ عَلى المَفارِقِ مَوقِعاً / وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّهُ سَيُطارُ
اللُبُّ قُطبٌ وَالأُمورُ لَهُ رَحىً
اللُبُّ قُطبٌ وَالأُمورُ لَهُ رَحىً / فَبِهِ تُدَبَّرُ كُلُّها وَتُدارُ
وَالبَدرُ يَكمُلُ وَالمَحاقُ مَآلُهُ / وَكَذا الأَهِلَّةُ عُقبُها الإِبدارُ
إِلزَم ذَراكَ وَإِن لَقيتَ خَصاصَةً / فَاللَيثُ يَستُرُ حالَهُ الإِخدارُ
لَم تَدرِ ناقَةُ صالِحٍ لَمّا غَدَت / أَنَّ الرَواحَ يُحَمُّ فيهِ قُدارُ
هَذي الشُخوصُ مِنَ التُرابِ كَوائِنٌ / فَالمَرءُ لَولا أَن يُحِسُّ جِدارُ
وَتَضِنُّ بِالشَيءِ القَليلِ وَكُلُّ ما / تُعطي وَتَملِكُ ما لَهُ مِقدارُ
وَيَقولُ داري مَن يَقولُ وَأَعبُدي / مَه فَالعَبيدُ لِرَبِّنا وَالدارُ
يا إِنسَ كَم يَرِدُ الحَياةَ مَعاشِرٌ / وَيَكونُ مِن تَلَفٍ لَهُم إِصدارُ
أَتَرومُ مِن زَمَنٍ وَفاءً مُرضِياً / إِنَّ الزَمانَ كَأَهلِهِ غَدّارُ
تَقِفونَ وَالفُلكُ المُسَخَّرُ دائِرٌ / وَتُقَدِّرونَ فَتَضحَكُ الأَقدارُ
طُرُقُ العُلكا مَجهولَةٌ فَكَأَنَّها
طُرُقُ العُلكا مَجهولَةٌ فَكَأَنَّها / صُمُّ العَدائِدِ ما لَها أَجذارُ
وَالعَقلُ أَنذَرَنا بِما هُوَ كائِنٌ / في الدَهرِ ثُمَّ تَشَعَّبَ الإِنذارُ
أَعذَرتَ طِفلَكَ سالِكاً نَهجَ الهُدى / وَلِذاكَ في طَلَبِ العُلا إِعذارُ
وَنُحاذِرُ الأَشياءَ بعدَ يَقينِنا / أَن لا يَرُدُّ الكائِناتِ حِذارُ
بِالصَمتِ يُدرِكُ طامِرٌ ما رامَهُ / وَتَخيبُ مِنهُ بَعوضَةٌ مِهذارُ
أَمتارُ مِن هَذا الأَنامِ وَكَيفَ لي
أَمتارُ مِن هَذا الأَنامِ وَكَيفَ لي / وَمِنَ الزَمانِ وَشَرِّهِ أَمتارُ
سِترٌ وَبُخلٌ وَالتَجَنُّبُ وَالنَوى / أَستارُ مِثلِكَ دونَنا إِستارُ
لَو تَترُكُ الدُنيا الفَتى وَمرادَهُ / لَوَجَدتَهُ يَشتَطُّ أَو يَختارُ
أَمسى يَذِمُّ الخاتِرينَ مُحَقِّقاً / وَاللَهُ يَشهَدُ أَنَّهُ خَتّارُ
وَإِذا الغِنى لَزِمَ الغَنِيُّ لِأَجلِهِ / طَلَبَ المُعينِ فَذَلِكَ الإِقتارُ
وَلَرُبَّ ومُشتارٍ تَرَقّى في الذُرى / فَجَنى المَنِيَّةَ في الَّذي يَشتارُ
لا تَصحَبَنَّ يَدَ اللَيالي فاجِراً
لا تَصحَبَنَّ يَدَ اللَيالي فاجِراً / فَالجارُ يُؤخَذُ أَن يَعيبَ الجارُ
هَذي سَجايا آلِ آدَمَ إِنَّهُم / لِثِمارِ كُلِّ ظُلامَةٍ أَشجارُ
وَاللَهُ لَيسَ بِطالِبٍ مِن جابِرٍ / ما نالَ أَبجَرُ وَاِبنُهُ حَجّارُ
ضَرَبَت كِنانَةَ نَجرَ خُشبَ فِتيَةٌ / لَقَبٌ مَضى لِأَبيهِمُ النَجّارُ
ثُمَّ اِستُبيحوا عَنوَةً فَكَأَنَّهُم / جاروا وَما كانوا الرَسولَ أَجاروا
فَجَرَت قُرَيشٌ بِالفِجارِ وَحَربِه / وَلِكُلِّ نَفسٍ في الحَياةِ فِجارُ
أَهجُر وَلا تَهجُر وَهَجِّر ثُمَّ لا / تُهجِر فَيُذهِبَ ماءَكَ الإِهجارُ
وَأَراكَ توجَرُ حينَ توجِرُ ناشِئاً / عِظَةً وَإِن لَم يُرضِكَ الإيجارُ
وَإِذا بَذَلتُم نائِلاً لِتُعَوَّضوا / عَنهُ فَأَنتُم في الجَميلِ تِجارُ
ثُعَلُ بنُ عَمرٍو ما حَماهُ شامِخٌ / صَعبٌ وَلا ثُعَلَ الوُحوشُ وِجارُ
قَد عادَ شَوكُ فَزارَةٍ مُتَحَرِّقاً / وَتَصَدَّعَت مِن دارِمِ الأَحجارُ
لا تَأسَفَنَّ لِفائِتٍ ما واحِدٌ
لا تَأسَفَنَّ لِفائِتٍ ما واحِدٌ / يُقضى لَهُ في نَفسِهِ إيثارُ
وَيَوَدُّ أَن لا تَنقَضي آثارُهُ / وَلتُدرَسَنَّ كَشَخصِهِ الآثارُ
تَمشي عَلَينا الحادِثاتُ وَوَطؤُها / كَسَنا البَوارِقِ لَيسَ فيهِ عِثارُ
أَظَنَنتَ دَهرَكَ عَن خِطابِكَ صامِتاً / وَإِذا أَبَهتَ فَإِنَّهُ مِكثارُ
هَذا اِمرُؤُ القيسِ بنُ حُجرٍ في الثَرى / دَثَرَت مَعالِمُهُ فَأَينَ دِثارُ
إِن كانَ مَن قَتَلَ المُحارِبَ مُجبَراً / يُسطى عَلَيهِ فَأَينَ يُبغى الثارُ
تُلفي الكَبيرَ عَلى تَقادُمِ سِنِّهِ / وَالطَبعُ فيهِ طَماعَةٌ وَكِثارُ
وَتَخافُ مِن كَونِ الرَدى وَكَأَنَّهُ / صَيدٌ لِضارِيَةِ الخُطوبِ مُثارُ
فَاِبعِد مِنَ الثَرثارِ حَتّى الوِردَ / مِنَ نَهرٍ عَلى الظَمَإِ اِسمُهُ الثَرثارُ
دُنياكَ تُشبِهُ ناضِحاً مُتَرَداً
دُنياكَ تُشبِهُ ناضِحاً مُتَرَداً / مِن شَأَنِها الإِقبالُ وَالإِدبارُ
آلَيتُ ما الحِبرُ المِدادُ بِكاذِبٍ / بَل تَكذِبُ العُلَماءُ وَالأَحبارُ
زَعَموا رِجالاً كَالنَخيلِ جُسومُهُم / وَمَعاشِرٌ أُمّاتُهُم أَشبارُ
إِن يَصغُروا أَو يَعظُموا فَبِقُدرَةٍ / وَلِرَبِّنا الإِعظامُ وَالإِكبارُ
وَوَجَدتُ أَصنافَ التَكَلُّمِ سِتَّةً / بِالمَينِ مِنها أُفرِدَ الإِخبارُ
خاطَت إِبارُ الشَيبِ فَودَكَ بَعدَما / خَلُقَ الشَبابُ فَهَل لَهُنَّ إِبارُ
يُستَصغَرُ الحَيُّ الحَقيرُ وَدونَهُ / أُمَمٌ تَوَهَّمُ أَنَّهُ جَبّارُ
جَشِبٌ كَفاكَ مُطاعِماً وَعَباءَةٌ / أَغنَتكَ أَن تُتخَيَّرَ الأَوبارُ
أَمّا وَبارِ فَقَد تَحَمَّلَ أَهلُها / وَتَخَلَّفَت بَعدَ القَطينِ وَبارُ
وَالشَخصُ في الغَبراءِ غُبِّرَ فَاِنثَنى / وَكَأَنَّما هُوَ لِلغُبارِ غُبارُ
يا طالِباً ثَأرَ القَتيلِ أَلَم يَبِن / لَكَ أَنَّ كُلَّ العالَمينَ جُبارُ
وَتَخالَفُ الأَهواءُ هَذا مُدَّعٍ / فِعلاً وَذَلِكَ دينُهُ الإِجبارُ
أَجزاءُ دَهرٍ يَنقَضينَ وَلَم يَكُن
أَجزاءُ دَهرٍ يَنقَضينَ وَلَم يَكُن / بَيني وَبَينَ جَميعِهِنَّ جِوارُ
يَمضي كَإِيماضِ البُروقِ وَما لَها / مُكثٌ فَيُسمَعَ أَو يُقالَ حِوارُ
أَنوارُ مَهلاً كَم ثَوى مِن رَبرَبٍ / نورٍ وَلاحَت في الدُجى أَنوارُ
مَنَعَ الزِيارَةَ مِن لَميسَ وَزَينَبٍ / حَتفٌ لِكُلِّ خَريدَةٍ زَوّارُ
وَتَسيرُ عَن أَترابِها لِتُرابِها / جُملٌ وَيورَثُ دُملُجٌ وَسِوارُ
يَرمي فَلا يُشوي الزَمانُ إِذا رَمى / سَهماً وَأَخطَأَ ذَلِكَ الأَسوارُ
وَنَسورُ لِلرُتبِ العُلا فَيَرُدُّنا / لِلقَدرِ صَرفُ نَوائِبٍ سَوّارُ
وَكَأَنَّما الصُبحُ الفَتيقُ مُهَنَّدٌ / لِلقَهرِ ماءُ فِرِندِهِ مَوّارُ
قَد ذَرَّ قَرنٌ ثُمَّ غابَ فَهَل لَهُ / مَعنىً أَجَل هُوَ لِلنُفوسِ بَوارُ
إِن غارَ بَيتَ أُمَّنا في لَيلِهِ / فَإِذا يَغورُ فَثائِرٌ مِغوارُ
صُوَرٌ تُبَدَّلُ غَيرَها فَمُعَوَّضٌ / بِالخَيطِ خَيطٌ وَالصُوارِ صُوارُ
إِنّي أُواري خَلَّتي فَأُريهِمُ / رِيّاً وَفي سِرِّ الفُؤادِ أَوارُ
يُخفي العُيوبَ وَفي الغُيوبِ حَديثُها / وَغَداً يُبَيِّنُ أَمرَها المِشوارُ
وَوَنى الرِجالُ العامِلونَ وَما وَنى / فَلَكٌ بِخِدمَةِ رَبِّهِ دَوّارُ
وَيَكُرُّ مِن جَيشِ القَضاءِ مُسَلَّطٌ / ثَورٌ وَشابَةُ تَحتَهُ خَوّارُ
أَطوارُ دارِكَ بِعتَهُ مِن ظالِمٍ / وَالناسُ مِثلُ زَمانِهِم أَطوارُ
مازالَ رَبُّكَ ثابِتاً في مُلكِهِ / يَنمي إِلَيهِ لِلعِبادِ جُؤارُ
وَأَتَت عَلى الأَكوارِ جَمعِ الكَور وَال / كَورِ المُسَرَّحِ هَذِهِ الأَكوارُ
أَيّامَ سُنبُلَةُ السَماءِ زَريعَةٌ / وَسُهَيلُها فَحلُ النُجومِ حُوارُ
أَما القِيامَةُ فَالتَنازُعُ شائِعٌ
أَما القِيامَةُ فَالتَنازُعُ شائِعٌ / فيها وَما لِخَبيثِها إَصحارُ
قالَت مَعاشِرُ ما لِلُؤلُؤِ عائِمٍ / يَوماً إِلى ظُلَمِ المَحارِ مَحارُ
وَبَدائِعُ اللَهِ القَديرِ كَثيرَةٌ / فَيَحورُ فيها لُبُّنا وَيَحارُ
هَذي حُروفُ اللَفظِ سَطرٌ واحِدٌ / مِنها يُؤَلَّفُ لِلكَلامِ بِحارُ
أَفهِم أَخاكَ بِما تَشاءُ وَلا تُبَل / يا حارِ قُلتَ هُناكَ أَو يا حارُ
غَرَضُ الفَتى الإِخبارُ عَمّا عِندَهُ / وَمِنَ الرِجالِ بِقَولِهِ سَحّارُ
لَم تَأتِ آصالي بِما أَنا شاكِرٌ / مِنها فَتَفعَلَ مِثلَهُ الأَسحارُ
طَفَئَت عُيونُ الناظِرينَ وَأَشرَقَت
طَفَئَت عُيونُ الناظِرينَ وَأَشرَقَت / عَينُ الغَزالَةِ ما بِها عُوّارُ
وَيَكونُ لِلزُهرِ الطَوالِعِ مُنتَهىً / يَذوَينَ فيهِ كَما ذَوى النُوّارُ