المجموع : 17
وَرَدَ الكتابُ فضاعَ طيّبُ نَشرِهِ
وَرَدَ الكتابُ فضاعَ طيّبُ نَشرِهِ / وطَرِبتُ قبلَ نظامهِ من نثرِهِ
أحيا بزَورتهِ الفُؤادَ كأنَّما / في كلِّ سَطرٍ وجهُ كاتبِ سطرِهِ
شخَصَتْ لهُ أبصارُ عينِ محبِّهِ / حتى كأنَّ سَوادَها من حِبرِهِ
وتذكَّرَ العهدَ القديمَ متيَّمٌ / لَقِيَ الجِنايةَ والجَنَى من ذِكرِهِ
يا مَن يطارحُني القريضَ فكاهةً / هيهاتِ قد ذَهَبَ القريضُ بعصرِهِ
والشعِرُ من أرَبِ الصَباءِ وأين لي / أسفاً ومَن لي بالصَباءِ وشعِرِهِ
غَلَبَ المشيبُ على الشَبابِ بأبيضٍ / ذَلِقٍ فصارَ سوادُهُ في أسْرِهِ
ضيفٌ على رأْسي حَمَلتُ ثقيلَهُ / وقَريتُهُ طِيبَ الحياةِ بأسرِهِ
ولقد عَجِبتُ لمادحٍ لم يَهْجُني / كَرَمُ الطبيعةِ كانَ آيةَ عُذرِهِ
أمسى يَشُقُّ عليَّ تسليمٌ لهُ / ويَشُقُّ إنكارٌ لِرِفعةِ قدرِهِ
خَبَرٌ تداوَلَهُ الرُواةُ فأكبروا / وهوَ الصغيرُ إذا هَمَمتَ بخُبْرِهِ
لا تُعطِ حُكمَكَ ما بدا لكَ أمرُهُ / حتى تقومَ على حقيقةِ أمرِهِ
خيرُ الكلامِ كلامُ صِدقٍ نافعٌ / وأجلُّهُ في الشِعرِ فَهْوَ كذُرخرِهِ
مَن ضاعَ أكثرُ شِعرِهِ في باطلٍ / فكأنما قد ضاعَ أكثرُ عُمرِهِ
مرَّتْ بناصيتي الخُطوبُ فراعَها / جَلَدي وروَّعني الزَمانُ بمكرِهِ
ولَرُبَّما سَلِمَ الفتى مِمَّا دَرَى / ورَمَتْهُ داهيةٌ بما لم يَدرِهِ
ولَرُبَّ أشْيبَ في الكُهولةِ غافلٌ / ولَرُبَّ أمرَدَ عاقلٌ في صِغْرِهِ
هيهاتِ ما قلبُ الفتَى في سنِّهِ / أبداً ولكنْ قلبُهُ في صَدرِهِ
يا مَن رَضعتَ الحِلمَ من أفواقِهِ / ورَبيتَ في مَهدِ الكمالِ وحَجْرِهِ
قد نِلتَ ما مُنِعَ الكثيرُ وطالما / فَضَلَتْ ليالي الدَهرِ ليلةُ قَدْرِهِ
والنَّاسُ منهم كاسبٌ قد غاصَ في / خيرِ الزَّمانِ وخاسرٌ في شرِّهِ
فإذا اعتبرتَ الجانبَينِ كِلَيْهما / أقصَرتَ عن شكوى الزَمانِ وشُكرِهِ
أسَفاً على أسَفٍ وليسَ بمُنكَرِ
أسَفاً على أسَفٍ وليسَ بمُنكَرِ / أسَفُ الكبير على الحبيبِ الأصغرِ
وأحَرُّ مَنْ فارَقتَ نارَ صبَابةٍ / من لم يُمَتِّعْ مُقلتيكَ بمنظرِ
هذا هلالٌ قد رَماهُ مُحاقُهُ / في صدرِ غُرَّتهِ كسَلخِ الأشُهرِ
جادَ الزَّمانُ بما استرَدَّ فما وَفى / جُودُ الكريمِ بلْهفةِ المتحسِّرِ
كُنّا نُحاذِرُ من عَدُوٍّ أزرَقٍ / حتى بُلينا بالعَدُوّ الأصفرِ
نَحِساتُ أيَّامٍ أثَرْنَ عَجاجةً / سَطَعَتْ ولكنْ لا بريحٍ صَرصَرِ
يَرِدُ الرَّدَى من كُلِّ بابٍ سالِكاً / كلَّ الفِجاجِ حَذِرتَ أم لم تَحذَرِ
وإذا ابتُليتَ بما بهِ نَفَذَ القَضا / فاصبرْ على بلواكَ أو لا تَصبِرِ
لا بُدَّ من يَومٍ سَيحضُرُ ذاكراً / مَنْ كانَ يَنساهُ وإن لم يذكُر
نجري إلى أجلٍ فكُلُّ مُقَدَّمٍ / منا يَجُرُّ عِنانَ كلِّ مؤَخَّرِ
يا سابقاً من دُونِ غايتِهِ المُنَى / أنتَ المقرَّبُ عِندَ رَبِّكَ فابشِرِ
قد ذُقتَ حُلوَ الطيّبات ولم تَذُقْ / مُرَّ الخبائثِ في الزَّمانِ الأغبرِ
خَلَّفتَ لي حُزناً عليكَ وفوقَهُ / حُزناً لثُكلِ أبيكَ ليسَ بمُقصِرِ
لو باتَ في عينيَّ دَمعٌ واحدٌ / رَفعاً لهُ عن سَقْيِ ماءِ العُنصُرِ
إن لم تكُنْ تُرْوِي ثَراهُ فإنَّها / تُروي فُؤادَ مُحبِّهِ المُستعبِرِ
يا مَن بَكيَتُ على صِباهُ مُقبِلاً / حَسْبي البُكاءُ على صِبايَ المُدبرِ
إنَّ الحياةَ هيَ الصِّبا فإذا انقضَى / عنّي فإني ميّتٌ لم يُقبَرِ
نَبغي بَلاغَ المُنذِرينَ وعِندنا / من كُلِّ مَيْتٍ قامَ أبلغُ مُنذِرِ
هذا الخطيبُ على الرُؤوس منادياً / جَهراً وذاك النَّعشُ عُودُ المِنْبَرِ
يا أيَّها النُوَّامُ هُبُّوا واخَلعوا / حُلماً تَغافَلَ عنهُ كلُّ مُعبِّرِ
المَيْتُ يَعرِفُ حالةً حَضَرَتْ لَهُ / والحَيُّ يَجَهلُ حالةً لم تَحضُرِ
بغدادَ أيَّتُها الرِّكابُ فبادِري
بغدادَ أيَّتُها الرِّكابُ فبادِري / نَهرَ السَّلامِ بِنَهْلةٍ من باكرِ
وإذا وَقفتِ على الرُّصافةِ فانشُدي / قلبي ولكنْ من لَظاهُ فحاذِري
هل تَحملينَ من المَشُوقِ تَحيَّةً / نَفَحَتْ بأرواحِ الخُزامِ العاطرِ
وَلْهانُ تَرعَى الطَّيفَ مُقلةُ نائمٍ / منهُ وتَرعَى النَّجْمَ مُقلةُ ساهرِ
ما كُلُّ مَن عَرَفَ المَحبَّةَ عارفٌ / حَقَّ المحبّةِ باطناً كالظَّاهرِ
هانتْ مَوَدَّةُ مَن أحبَّكَ أوَّلاً / حَتَّى تَراهُ ثابتاً في الآخِرِ
وأنا الذي ذَهَبَ الهَوَى بفُؤادِهِ / من حيثُ ليسَ على الرُجوعِ بقادرِ
أضحى يُعنِّفُ عاذلي حتَّى إذا / عَرَفَ الذي أهواهُ أمسى عاذِري
أهوَى الكريمَ من الرِّجالِ ولو على / سَمْعٍ بهِ إنْ كُنْتُ لستُ بناظرِ
وأُحبُّ آثارَ العُلومِ وأبتغي / صُحُفَ الأدِيبِ على نُضارِ التاجرِ
للنَّاس في ما يعشَقُونَ مذاهبٌ / يَذهبْنَ بينَ ميَامِنٍ وميَاسِرِ
في كُلِّ قلبٍ من حبيبٍ صَبْوةٌ / يَبلَى ويترُكُها لقَلْبٍ غابرِ
لا تَنتَهِي هِمَمُ الفتَى فإذا انقَضَى / وَطَرٌ تجَدَّدَ غَيرُهُ في الخاطرِ
أمَلٌ طويلٌ والحَياةُ قصيرةٌ / تَنْجابُ بينَ مَواردٍ ومَصادرِ
ولَقد بَكَيْتُ على الشَّبابِ وعَصرهِ / فأضَعْتُ دَمْعي خاسراً في خاسرِ
لا يَعرِفُ الإنسانُ قِيمةَ نِعمةٍ / حتى تَزُولَ فَيستَفيقُ كحاسرِ
يَمْضي بما فيهِ الزَّمانُ كأنَّهُ / لم يأتِ عندَ أصاغرٍ وأكابرِ
والشَّيخُ أشبَهُ بالغُلامِ كلاهُما / في زَعْمِهِ مولودُ يومٍ حاضرِ
جرَّبتُ أخلاقَ الزَّمانِ وأهلِهِ / فَعَرَفْتُ يومي قبلَ أمسِ الدَّابرِ
وصَبَرتُ لكنْ حيثُ لم يكُ في يدي / دَفعُ البَلاءِ فأينَ فضلُ الصَّابرِ
يا أيُّها الطَّيفُ المُعَلِّلُ مُهجتي / بمَواعدٍ يُبرِقنَ غيرَ مَواطرِ
إنْ كُنتَ لا تَبغي الوفاءَ فلا تَعِدْ / بُخْلُ الحريصِ ولا مِطالُ الغادرِ
كيفَ اهتدَيتَ إليَّ تحتَ دُجُنَّةٍ / تَطغى بها عينُ الشِهابِ السائرِ
أنتَ الخَيالُ تَزُورُ مثلَكَ في الضَّنَى / لو كانَ مِثلَكَ في خُفوقِ الطَّائرِ
هل تُبلِغُ الشَّيخَ الكبيرَ رِسالةً / من عاجزٍ جُعِلَتْ وكيلَ القاصرِ
نَقَّطتُها مِثلَ العَرُوسِ بأدمُعٍ / مِثلِ اللآلئِ فَهْيَ نظمُ الناثرِ
زُفَّت إلى من لا تَقُومُ بِبابهِ / لو عُزِّزَتْ بِبيانِ عبدِ القاهرِ
اللَوْذعيُّ الكاملُ الفَرْدُ الذي / أفعالُهُ يَغلِبْنَ قولَ الشاعرِ
أمَةٌ إلى عبدِ الحميدِ جَلَبتُها / ممَّا تَفَضَّلَ من كِرامِ حَرائرِ
قد سَهَّلتْ لي الشِّعرَ صَنْعةُ صائغٍ / تأتي فأُرجِعُها بصَنْعةِ كاسرِ
يا أيُّها البحرُ العَرَمْرَمُ لم نُصِبْ / لَكَ لُجَّةً فأصَبْتَنا بِجواهرِ
أسرارُ عَقْدٍ من لَدُنْكَ تَضمَّنتَ / إكسِيرَ حَلٍّ من صِناعةِ جابرِ
بَيني وبَيْنَك ذِمَّةٌ مَطْويَّةٌ / طَيَّ السِجِلِّ إلى المَعادِ النَّاشرِ
لم يُبقِ لي هذا الزَّمانُ ذَخيرةً / فَجَعْلتُها في القلبِ بعضَ ذخائري
نَفَذَ القَضا من أوج ذلكَ المِنبَرِ
نَفَذَ القَضا من أوج ذلكَ المِنبَرِ / فاصبِرْ على بَلواكَ أولا تصبِرِ
ولقد أَتَى ما لَسْتَ تملِكُ بعدهُ / غيرَ البُكاءِ ولوعةِ المتحسِّرِ
يا أيُّها العَينُ التِّي تَبكي عّلى / فقْد الحبيبِ بدَمعِها المتّحدِّرِ
تبكينَ هذا اليومَ لكن في غدٍ / يُبكَى عليكِ وهكذا لم تخسَري
نَنهَى عن الحُزنِ المُذيبِ قلوبَنا / مثلَ النَّديمِ يَعيبُ شُربَ المُسكِرِ
إنَّ اللِّسان يُطيعُ أمرَ نصيحهِ / والقلب يَنبذهُ كمَن لم يُؤْمَرِ
يا راحلاً كَسَرَ الخواطرَ قائلاً / إنِّي حَلَفتُ عليكِ أن لا تُجبَرِي
تَسقِي مدامُعنا ثراكَ فإنَّها / أصفَى وأفضلُ مِن مياهِ العُنصُرِ
لو تُشتَرَى يا أيُّها القمرُ الذي / ذاقَ الخُسوفَ لتَمَّ سعدُ المُشتَري
هيهاتِ قد عزَّ الفِداءُ فخابَ مَن / يَفدي ولو أعطَى مَمَالِكَ قيصَرِ
داءٌ قديمٌ كم لهُ من حسرةٍ / في كلِّ قلبٍ من خَوالي الأدهُرِ
قد حيَّرَ الألبابَ في أحكامهِ / وأضاعَ رُشدَالفيلسوفِ الأكبرِ
يعفو عن الشَّيخِ المكبِّ على العَصا / عجزاً ويفتُكُ بالغُلامِ الأصغرِ
يا يُوسُفَ الحُسنِ البديعَ جَمالُهُ / ماذا أصابَ جَمالَ ذاكَ المنظرِ
في السِّتِّ عَشْرَةَ من حياتِك عِفتَهَا / كالبدرِ يَخسِفُ في انتصافِ الأشْهُرِ
ولقد رحلتَ بلا وَداعٍ ضارباً / ميعادَ تسليمٍ ليومِ المحَشرِ
فارقتَ دُنياكَ بلا وَداعٍ طالباً / دارَ النَّعيمِ فكانَ أربَحَ مَتْجرِ
وعلمتَ أنَّكَ لا مَحالَ مسافرٌ / فقصدتَ تسلُكُ في الطَّريقِ الأقصرِ
هذا الذي خُلِقَ العبادُ لأجلهِ / فالحيُّ يُحسبُ ميِّتاً لم يُقبَرِ
أعددْ لطفلِكَ نعشَهُ مَعَ مَهدِهِ / فَلقد يُضَمُّ كلاهما في المَحضَرِ
يا أيُّها الباكي على مَن باتَ في / دارِ السَّعادةِ كُفَّ دمعكَ واقصِرِ
قد فاز بالمُلكِ المُعَدِّ لمِثلِهِ / والمُلْكُ عادةُ يوسفٍ فاستبشِرِ
ما زِلتُ أسمَعُ ذكرَ عبد القادرِ
ما زِلتُ أسمَعُ ذكرَ عبد القادرِ / حتَّى تمنَّتْ أن تراهُ نَواظِري
واليومَ قد سَمَحَ الزَّمانُ بزَورةٍ / شَكَرَت بها بيروتُ فضلَ الزائرِ
هذا هو المولى الشَّهير بلُطفِهِ / في كلِّ قُطرٍ كالصَّباحِ الزَّاهِرِ
قد قامَ في مجدِ الملوكِ فزادَهُ / أُنساً يَعافُ بهِ اختيالَ الفاخِرِ
مُستعصِمٌ بالله في قولٍ وفِي / عملٍ لهُ من باطنٍ أو ظاهِرِ
بَعَثَ الإلهُ من المغَارِبِ رحمةً / لدِمَشقَ أحيتها بلُطفٍ باهرِ
النَّاسُ تَصطَنِعُ الجميلَ لواحدٍ / يا من جميلُكَ مع أُلوفِ عشائرِ
ضاهتْ ديارُكَ فُلكَ نوحٍ إذ حَمَى / ما فيهِ من فيضِ المياهِ الغامِرِ
طالت مكَارِمُكَ الجِسامُ فقَصَّرت / عن مدحِ جُودتِها لسانَ الشَّاعرِ
وبها الملوكُ تَحمَّلت لكَ مِنَّةً / بَعَثَتْ إليكَ بها هدايا الشَّاكرِ
تمَّمْتَ سَعيكَ في تِجارةِ قانِتٍ / بالحجِّ توسيعاً لرِبْحِ التَّاجِرَ
ما حجَّ بيتَ اللهِ قبلَكَ زائرٌ / أوَلى وأجدَرُ بالقَبولِ الوافِرَ
يا سيِّداً أبصرتُ منهُ فوقَ ما / قد كنتُ أسمَعُ في الحديثِ السَّائرَ
ما زالَ يحَسُدُ ناظري بكَ مِسمَعي / واليومَ يَحسُدُ مِسمَعي بكَ ناظري
هذا ضريحٌ لابنِ خيَّاطٍ بهِ
هذا ضريحٌ لابنِ خيَّاطٍ بهِ / قد غابَ عنَّا كوكبٌ تحتَ الثَّرَى
وهناكَ قد كتبَ المؤرِّخُ فوقَهُ / تَرثيكَ يا يعقوبُ أسباطُ الوَرَى
قد جاءَ بطرُسُ مِن عَواصِم أرمَنٍ
قد جاءَ بطرُسُ مِن عَواصِم أرمَنٍ / فأتاهُ في السَّفَرِ القَضاءُ الجاري
وثَوَى ضريحاً للمُؤرِّخِ فوقَهُ / طالَ البكاءُ على غريبِ الدَّارِ
لخليل نُعمانٍ على وَلدٍ لهُ
لخليل نُعمانٍ على وَلدٍ لهُ / نَوحٌ يكادُ يلينُ منهُ قبرهُ
نادى بهِ التأريخُ إنَّ اسكندراً / يَفنى الزَّمانُ وليسَ يَفنى ذِكرُهُ
آسينُ بنتُ الأرقشِ اندَرَجت هُنا
آسينُ بنتُ الأرقشِ اندَرَجت هُنا / في قبرِ أوحَدِهَا العزيزِ وذُخرِها
زارتهُ في تأريخها ولَعَاً بهِ / ليَظَلَّ يوسُفُ راقداً في حِجْرِها
إن ابنةَ الحَدَّادِ طنُّوسَ انطَوَتْ
إن ابنةَ الحَدَّادِ طنُّوسَ انطَوَتْ / في تُربةٍ والنَّفسُ حَلَّتْ في الذِرَى
فكتبتُ والتاريخُ أنشدَ عاجلاً / هل يزرَعُ السُّوسانُ إلاّ في الثَرَى
هذا ضريحُ كريمةٍ قد هاجَرَت
هذا ضريحُ كريمةٍ قد هاجَرَت / دراَ الحُسينِ سُلالةِ البربيرِ
كَتَبوا بحمدِ مؤرِّخيهِ لربِّها / قد أصبحتْ حَسناءُ بينَ الحُورِ
مكسمُيسُ المظلومُ بطركنا الذي
مكسمُيسُ المظلومُ بطركنا الذي / قامت بهِ التَّقوَى ولاح منارُها
صَرَفَ الحياةَ بغَيرةٍ مشهورةٍ / يَبقَى على طول المَدى تَذكارُها
هو كوكبُ الشَّرقِ اُستقرَّ قَرارُهُ / في جَنَّةٍ فُتِحَتْ لهُ أخدارُها
ولأجلهِ كَتَبَ المؤرِّخُ نظمَهُ / إنَّ الكواكبَ في السَّماءِ قَرارُها
أمسَى برحمةِ ربهِ مُتَوشِّحاً
أمسَى برحمةِ ربهِ مُتَوشِّحاً / رَجُلٌ عليهِ بنو السِّماطِ تحسَّروا
في مَضجَعٍ كَتَبَ المؤرِّخُ حولَهُ / قد باتَ عندَ الرُّسْل بُطرَسُ فابشِروا
أبدَى الحُسيَنُ لنا العِذارَ فقُلْ لهُ
أبدَى الحُسيَنُ لنا العِذارَ فقُلْ لهُ / إنَّ الليالي مَطلِعُ الأقمارِ
ولَقد نَرى في فِيكَ شَهْدَ فَصاحَةٍ / أرِّخ يحومُ عليهِ نملُ عِذارِ
قد سخَّرَ البرقَ الذي راحاتُهُ
قد سخَّرَ البرقَ الذي راحاتُهُ / في أرضِنا سُحُبٌ ونائلُهُ مَطَرْ
بَرْقٌ سَرَى مِن غيرِ رَعدٍ مُخبراً / مَعَ صمتِهِ بأقلَّ مِن لمحِ البَصَرْ
كلَ الطَّريقَ فكان أوَّلُ مُضغةٍ / بيروتَ والأُخرَى دِمشقَ على الأثَرْ
لو كانَ بينَ الشَّمسِ والقمرِ استَوَى / يوماً لكانت تُدرِكُ الشمسُ القمرْ
جادَ الفؤادُ بنصبِهِ ليَتمَّ ما / يَسعَى به في الأرضِ مِن نفع البَشَرْ
أعطَى الهَنا للنَّاسِ مَن مولاهُ قد / أعطاهُ في تأريخهِ أهنَى الظَفَرْ
للبِكرِ مريمَ بِيعةٌ معمورةٌ
للبِكرِ مريمَ بِيعةٌ معمورةٌ / قامت بتوفيقِ اليمينِ القادِرَهْ
فادخلْ إليها في الصَّباح مُؤرِّخاً / وقُلِ الشَّفاعةَ أرتجي يا طاهِرَهْ
تَرَكَتْ دِيارَ الشَّيخِ مَرْعي بَعلِها
تَرَكَتْ دِيارَ الشَّيخِ مَرْعي بَعلِها / ومَضَت إلى دارِ النَّعيمِ المُزِهِرَهْ
تلكَ التِّي تُدعَى أمينةَ وَهْيَ مِن / كلِّ العُيوبِ أمينةٌ مُتطَهِّرَهْ
حلَّت عليها رحمةُ اللهِ التِّي / تَسقِي ثراها كالغوادي المُمطِرَهْ
ولكلِّ ما عَثَرَتْ بهِ مِن هَفْوةٍ / في كلِّ تاريخٍ تَعُمُّ المَغفِرهُ