القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 17
وَرَدَ الكتابُ فضاعَ طيّبُ نَشرِهِ
وَرَدَ الكتابُ فضاعَ طيّبُ نَشرِهِ / وطَرِبتُ قبلَ نظامهِ من نثرِهِ
أحيا بزَورتهِ الفُؤادَ كأنَّما / في كلِّ سَطرٍ وجهُ كاتبِ سطرِهِ
شخَصَتْ لهُ أبصارُ عينِ محبِّهِ / حتى كأنَّ سَوادَها من حِبرِهِ
وتذكَّرَ العهدَ القديمَ متيَّمٌ / لَقِيَ الجِنايةَ والجَنَى من ذِكرِهِ
يا مَن يطارحُني القريضَ فكاهةً / هيهاتِ قد ذَهَبَ القريضُ بعصرِهِ
والشعِرُ من أرَبِ الصَباءِ وأين لي / أسفاً ومَن لي بالصَباءِ وشعِرِهِ
غَلَبَ المشيبُ على الشَبابِ بأبيضٍ / ذَلِقٍ فصارَ سوادُهُ في أسْرِهِ
ضيفٌ على رأْسي حَمَلتُ ثقيلَهُ / وقَريتُهُ طِيبَ الحياةِ بأسرِهِ
ولقد عَجِبتُ لمادحٍ لم يَهْجُني / كَرَمُ الطبيعةِ كانَ آيةَ عُذرِهِ
أمسى يَشُقُّ عليَّ تسليمٌ لهُ / ويَشُقُّ إنكارٌ لِرِفعةِ قدرِهِ
خَبَرٌ تداوَلَهُ الرُواةُ فأكبروا / وهوَ الصغيرُ إذا هَمَمتَ بخُبْرِهِ
لا تُعطِ حُكمَكَ ما بدا لكَ أمرُهُ / حتى تقومَ على حقيقةِ أمرِهِ
خيرُ الكلامِ كلامُ صِدقٍ نافعٌ / وأجلُّهُ في الشِعرِ فَهْوَ كذُرخرِهِ
مَن ضاعَ أكثرُ شِعرِهِ في باطلٍ / فكأنما قد ضاعَ أكثرُ عُمرِهِ
مرَّتْ بناصيتي الخُطوبُ فراعَها / جَلَدي وروَّعني الزَمانُ بمكرِهِ
ولَرُبَّما سَلِمَ الفتى مِمَّا دَرَى / ورَمَتْهُ داهيةٌ بما لم يَدرِهِ
ولَرُبَّ أشْيبَ في الكُهولةِ غافلٌ / ولَرُبَّ أمرَدَ عاقلٌ في صِغْرِهِ
هيهاتِ ما قلبُ الفتَى في سنِّهِ / أبداً ولكنْ قلبُهُ في صَدرِهِ
يا مَن رَضعتَ الحِلمَ من أفواقِهِ / ورَبيتَ في مَهدِ الكمالِ وحَجْرِهِ
قد نِلتَ ما مُنِعَ الكثيرُ وطالما / فَضَلَتْ ليالي الدَهرِ ليلةُ قَدْرِهِ
والنَّاسُ منهم كاسبٌ قد غاصَ في / خيرِ الزَّمانِ وخاسرٌ في شرِّهِ
فإذا اعتبرتَ الجانبَينِ كِلَيْهما / أقصَرتَ عن شكوى الزَمانِ وشُكرِهِ
أسَفاً على أسَفٍ وليسَ بمُنكَرِ
أسَفاً على أسَفٍ وليسَ بمُنكَرِ / أسَفُ الكبير على الحبيبِ الأصغرِ
وأحَرُّ مَنْ فارَقتَ نارَ صبَابةٍ / من لم يُمَتِّعْ مُقلتيكَ بمنظرِ
هذا هلالٌ قد رَماهُ مُحاقُهُ / في صدرِ غُرَّتهِ كسَلخِ الأشُهرِ
جادَ الزَّمانُ بما استرَدَّ فما وَفى / جُودُ الكريمِ بلْهفةِ المتحسِّرِ
كُنّا نُحاذِرُ من عَدُوٍّ أزرَقٍ / حتى بُلينا بالعَدُوّ الأصفرِ
نَحِساتُ أيَّامٍ أثَرْنَ عَجاجةً / سَطَعَتْ ولكنْ لا بريحٍ صَرصَرِ
يَرِدُ الرَّدَى من كُلِّ بابٍ سالِكاً / كلَّ الفِجاجِ حَذِرتَ أم لم تَحذَرِ
وإذا ابتُليتَ بما بهِ نَفَذَ القَضا / فاصبرْ على بلواكَ أو لا تَصبِرِ
لا بُدَّ من يَومٍ سَيحضُرُ ذاكراً / مَنْ كانَ يَنساهُ وإن لم يذكُر
نجري إلى أجلٍ فكُلُّ مُقَدَّمٍ / منا يَجُرُّ عِنانَ كلِّ مؤَخَّرِ
يا سابقاً من دُونِ غايتِهِ المُنَى / أنتَ المقرَّبُ عِندَ رَبِّكَ فابشِرِ
قد ذُقتَ حُلوَ الطيّبات ولم تَذُقْ / مُرَّ الخبائثِ في الزَّمانِ الأغبرِ
خَلَّفتَ لي حُزناً عليكَ وفوقَهُ / حُزناً لثُكلِ أبيكَ ليسَ بمُقصِرِ
لو باتَ في عينيَّ دَمعٌ واحدٌ / رَفعاً لهُ عن سَقْيِ ماءِ العُنصُرِ
إن لم تكُنْ تُرْوِي ثَراهُ فإنَّها / تُروي فُؤادَ مُحبِّهِ المُستعبِرِ
يا مَن بَكيَتُ على صِباهُ مُقبِلاً / حَسْبي البُكاءُ على صِبايَ المُدبرِ
إنَّ الحياةَ هيَ الصِّبا فإذا انقضَى / عنّي فإني ميّتٌ لم يُقبَرِ
نَبغي بَلاغَ المُنذِرينَ وعِندنا / من كُلِّ مَيْتٍ قامَ أبلغُ مُنذِرِ
هذا الخطيبُ على الرُؤوس منادياً / جَهراً وذاك النَّعشُ عُودُ المِنْبَرِ
يا أيَّها النُوَّامُ هُبُّوا واخَلعوا / حُلماً تَغافَلَ عنهُ كلُّ مُعبِّرِ
المَيْتُ يَعرِفُ حالةً حَضَرَتْ لَهُ / والحَيُّ يَجَهلُ حالةً لم تَحضُرِ
بغدادَ أيَّتُها الرِّكابُ فبادِري
بغدادَ أيَّتُها الرِّكابُ فبادِري / نَهرَ السَّلامِ بِنَهْلةٍ من باكرِ
وإذا وَقفتِ على الرُّصافةِ فانشُدي / قلبي ولكنْ من لَظاهُ فحاذِري
هل تَحملينَ من المَشُوقِ تَحيَّةً / نَفَحَتْ بأرواحِ الخُزامِ العاطرِ
وَلْهانُ تَرعَى الطَّيفَ مُقلةُ نائمٍ / منهُ وتَرعَى النَّجْمَ مُقلةُ ساهرِ
ما كُلُّ مَن عَرَفَ المَحبَّةَ عارفٌ / حَقَّ المحبّةِ باطناً كالظَّاهرِ
هانتْ مَوَدَّةُ مَن أحبَّكَ أوَّلاً / حَتَّى تَراهُ ثابتاً في الآخِرِ
وأنا الذي ذَهَبَ الهَوَى بفُؤادِهِ / من حيثُ ليسَ على الرُجوعِ بقادرِ
أضحى يُعنِّفُ عاذلي حتَّى إذا / عَرَفَ الذي أهواهُ أمسى عاذِري
أهوَى الكريمَ من الرِّجالِ ولو على / سَمْعٍ بهِ إنْ كُنْتُ لستُ بناظرِ
وأُحبُّ آثارَ العُلومِ وأبتغي / صُحُفَ الأدِيبِ على نُضارِ التاجرِ
للنَّاس في ما يعشَقُونَ مذاهبٌ / يَذهبْنَ بينَ ميَامِنٍ وميَاسِرِ
في كُلِّ قلبٍ من حبيبٍ صَبْوةٌ / يَبلَى ويترُكُها لقَلْبٍ غابرِ
لا تَنتَهِي هِمَمُ الفتَى فإذا انقَضَى / وَطَرٌ تجَدَّدَ غَيرُهُ في الخاطرِ
أمَلٌ طويلٌ والحَياةُ قصيرةٌ / تَنْجابُ بينَ مَواردٍ ومَصادرِ
ولَقد بَكَيْتُ على الشَّبابِ وعَصرهِ / فأضَعْتُ دَمْعي خاسراً في خاسرِ
لا يَعرِفُ الإنسانُ قِيمةَ نِعمةٍ / حتى تَزُولَ فَيستَفيقُ كحاسرِ
يَمْضي بما فيهِ الزَّمانُ كأنَّهُ / لم يأتِ عندَ أصاغرٍ وأكابرِ
والشَّيخُ أشبَهُ بالغُلامِ كلاهُما / في زَعْمِهِ مولودُ يومٍ حاضرِ
جرَّبتُ أخلاقَ الزَّمانِ وأهلِهِ / فَعَرَفْتُ يومي قبلَ أمسِ الدَّابرِ
وصَبَرتُ لكنْ حيثُ لم يكُ في يدي / دَفعُ البَلاءِ فأينَ فضلُ الصَّابرِ
يا أيُّها الطَّيفُ المُعَلِّلُ مُهجتي / بمَواعدٍ يُبرِقنَ غيرَ مَواطرِ
إنْ كُنتَ لا تَبغي الوفاءَ فلا تَعِدْ / بُخْلُ الحريصِ ولا مِطالُ الغادرِ
كيفَ اهتدَيتَ إليَّ تحتَ دُجُنَّةٍ / تَطغى بها عينُ الشِهابِ السائرِ
أنتَ الخَيالُ تَزُورُ مثلَكَ في الضَّنَى / لو كانَ مِثلَكَ في خُفوقِ الطَّائرِ
هل تُبلِغُ الشَّيخَ الكبيرَ رِسالةً / من عاجزٍ جُعِلَتْ وكيلَ القاصرِ
نَقَّطتُها مِثلَ العَرُوسِ بأدمُعٍ / مِثلِ اللآلئِ فَهْيَ نظمُ الناثرِ
زُفَّت إلى من لا تَقُومُ بِبابهِ / لو عُزِّزَتْ بِبيانِ عبدِ القاهرِ
اللَوْذعيُّ الكاملُ الفَرْدُ الذي / أفعالُهُ يَغلِبْنَ قولَ الشاعرِ
أمَةٌ إلى عبدِ الحميدِ جَلَبتُها / ممَّا تَفَضَّلَ من كِرامِ حَرائرِ
قد سَهَّلتْ لي الشِّعرَ صَنْعةُ صائغٍ / تأتي فأُرجِعُها بصَنْعةِ كاسرِ
يا أيُّها البحرُ العَرَمْرَمُ لم نُصِبْ / لَكَ لُجَّةً فأصَبْتَنا بِجواهرِ
أسرارُ عَقْدٍ من لَدُنْكَ تَضمَّنتَ / إكسِيرَ حَلٍّ من صِناعةِ جابرِ
بَيني وبَيْنَك ذِمَّةٌ مَطْويَّةٌ / طَيَّ السِجِلِّ إلى المَعادِ النَّاشرِ
لم يُبقِ لي هذا الزَّمانُ ذَخيرةً / فَجَعْلتُها في القلبِ بعضَ ذخائري
نَفَذَ القَضا من أوج ذلكَ المِنبَرِ
نَفَذَ القَضا من أوج ذلكَ المِنبَرِ / فاصبِرْ على بَلواكَ أولا تصبِرِ
ولقد أَتَى ما لَسْتَ تملِكُ بعدهُ / غيرَ البُكاءِ ولوعةِ المتحسِّرِ
يا أيُّها العَينُ التِّي تَبكي عّلى / فقْد الحبيبِ بدَمعِها المتّحدِّرِ
تبكينَ هذا اليومَ لكن في غدٍ / يُبكَى عليكِ وهكذا لم تخسَري
نَنهَى عن الحُزنِ المُذيبِ قلوبَنا / مثلَ النَّديمِ يَعيبُ شُربَ المُسكِرِ
إنَّ اللِّسان يُطيعُ أمرَ نصيحهِ / والقلب يَنبذهُ كمَن لم يُؤْمَرِ
يا راحلاً كَسَرَ الخواطرَ قائلاً / إنِّي حَلَفتُ عليكِ أن لا تُجبَرِي
تَسقِي مدامُعنا ثراكَ فإنَّها / أصفَى وأفضلُ مِن مياهِ العُنصُرِ
لو تُشتَرَى يا أيُّها القمرُ الذي / ذاقَ الخُسوفَ لتَمَّ سعدُ المُشتَري
هيهاتِ قد عزَّ الفِداءُ فخابَ مَن / يَفدي ولو أعطَى مَمَالِكَ قيصَرِ
داءٌ قديمٌ كم لهُ من حسرةٍ / في كلِّ قلبٍ من خَوالي الأدهُرِ
قد حيَّرَ الألبابَ في أحكامهِ / وأضاعَ رُشدَالفيلسوفِ الأكبرِ
يعفو عن الشَّيخِ المكبِّ على العَصا / عجزاً ويفتُكُ بالغُلامِ الأصغرِ
يا يُوسُفَ الحُسنِ البديعَ جَمالُهُ / ماذا أصابَ جَمالَ ذاكَ المنظرِ
في السِّتِّ عَشْرَةَ من حياتِك عِفتَهَا / كالبدرِ يَخسِفُ في انتصافِ الأشْهُرِ
ولقد رحلتَ بلا وَداعٍ ضارباً / ميعادَ تسليمٍ ليومِ المحَشرِ
فارقتَ دُنياكَ بلا وَداعٍ طالباً / دارَ النَّعيمِ فكانَ أربَحَ مَتْجرِ
وعلمتَ أنَّكَ لا مَحالَ مسافرٌ / فقصدتَ تسلُكُ في الطَّريقِ الأقصرِ
هذا الذي خُلِقَ العبادُ لأجلهِ / فالحيُّ يُحسبُ ميِّتاً لم يُقبَرِ
أعددْ لطفلِكَ نعشَهُ مَعَ مَهدِهِ / فَلقد يُضَمُّ كلاهما في المَحضَرِ
يا أيُّها الباكي على مَن باتَ في / دارِ السَّعادةِ كُفَّ دمعكَ واقصِرِ
قد فاز بالمُلكِ المُعَدِّ لمِثلِهِ / والمُلْكُ عادةُ يوسفٍ فاستبشِرِ
ما زِلتُ أسمَعُ ذكرَ عبد القادرِ
ما زِلتُ أسمَعُ ذكرَ عبد القادرِ / حتَّى تمنَّتْ أن تراهُ نَواظِري
واليومَ قد سَمَحَ الزَّمانُ بزَورةٍ / شَكَرَت بها بيروتُ فضلَ الزائرِ
هذا هو المولى الشَّهير بلُطفِهِ / في كلِّ قُطرٍ كالصَّباحِ الزَّاهِرِ
قد قامَ في مجدِ الملوكِ فزادَهُ / أُنساً يَعافُ بهِ اختيالَ الفاخِرِ
مُستعصِمٌ بالله في قولٍ وفِي / عملٍ لهُ من باطنٍ أو ظاهِرِ
بَعَثَ الإلهُ من المغَارِبِ رحمةً / لدِمَشقَ أحيتها بلُطفٍ باهرِ
النَّاسُ تَصطَنِعُ الجميلَ لواحدٍ / يا من جميلُكَ مع أُلوفِ عشائرِ
ضاهتْ ديارُكَ فُلكَ نوحٍ إذ حَمَى / ما فيهِ من فيضِ المياهِ الغامِرِ
طالت مكَارِمُكَ الجِسامُ فقَصَّرت / عن مدحِ جُودتِها لسانَ الشَّاعرِ
وبها الملوكُ تَحمَّلت لكَ مِنَّةً / بَعَثَتْ إليكَ بها هدايا الشَّاكرِ
تمَّمْتَ سَعيكَ في تِجارةِ قانِتٍ / بالحجِّ توسيعاً لرِبْحِ التَّاجِرَ
ما حجَّ بيتَ اللهِ قبلَكَ زائرٌ / أوَلى وأجدَرُ بالقَبولِ الوافِرَ
يا سيِّداً أبصرتُ منهُ فوقَ ما / قد كنتُ أسمَعُ في الحديثِ السَّائرَ
ما زالَ يحَسُدُ ناظري بكَ مِسمَعي / واليومَ يَحسُدُ مِسمَعي بكَ ناظري
هذا ضريحٌ لابنِ خيَّاطٍ بهِ
هذا ضريحٌ لابنِ خيَّاطٍ بهِ / قد غابَ عنَّا كوكبٌ تحتَ الثَّرَى
وهناكَ قد كتبَ المؤرِّخُ فوقَهُ / تَرثيكَ يا يعقوبُ أسباطُ الوَرَى
قد جاءَ بطرُسُ مِن عَواصِم أرمَنٍ
قد جاءَ بطرُسُ مِن عَواصِم أرمَنٍ / فأتاهُ في السَّفَرِ القَضاءُ الجاري
وثَوَى ضريحاً للمُؤرِّخِ فوقَهُ / طالَ البكاءُ على غريبِ الدَّارِ
لخليل نُعمانٍ على وَلدٍ لهُ
لخليل نُعمانٍ على وَلدٍ لهُ / نَوحٌ يكادُ يلينُ منهُ قبرهُ
نادى بهِ التأريخُ إنَّ اسكندراً / يَفنى الزَّمانُ وليسَ يَفنى ذِكرُهُ
آسينُ بنتُ الأرقشِ اندَرَجت هُنا
آسينُ بنتُ الأرقشِ اندَرَجت هُنا / في قبرِ أوحَدِهَا العزيزِ وذُخرِها
زارتهُ في تأريخها ولَعَاً بهِ / ليَظَلَّ يوسُفُ راقداً في حِجْرِها
إن ابنةَ الحَدَّادِ طنُّوسَ انطَوَتْ
إن ابنةَ الحَدَّادِ طنُّوسَ انطَوَتْ / في تُربةٍ والنَّفسُ حَلَّتْ في الذِرَى
فكتبتُ والتاريخُ أنشدَ عاجلاً / هل يزرَعُ السُّوسانُ إلاّ في الثَرَى
هذا ضريحُ كريمةٍ قد هاجَرَت
هذا ضريحُ كريمةٍ قد هاجَرَت / دراَ الحُسينِ سُلالةِ البربيرِ
كَتَبوا بحمدِ مؤرِّخيهِ لربِّها / قد أصبحتْ حَسناءُ بينَ الحُورِ
مكسمُيسُ المظلومُ بطركنا الذي
مكسمُيسُ المظلومُ بطركنا الذي / قامت بهِ التَّقوَى ولاح منارُها
صَرَفَ الحياةَ بغَيرةٍ مشهورةٍ / يَبقَى على طول المَدى تَذكارُها
هو كوكبُ الشَّرقِ اُستقرَّ قَرارُهُ / في جَنَّةٍ فُتِحَتْ لهُ أخدارُها
ولأجلهِ كَتَبَ المؤرِّخُ نظمَهُ / إنَّ الكواكبَ في السَّماءِ قَرارُها
أمسَى برحمةِ ربهِ مُتَوشِّحاً
أمسَى برحمةِ ربهِ مُتَوشِّحاً / رَجُلٌ عليهِ بنو السِّماطِ تحسَّروا
في مَضجَعٍ كَتَبَ المؤرِّخُ حولَهُ / قد باتَ عندَ الرُّسْل بُطرَسُ فابشِروا
أبدَى الحُسيَنُ لنا العِذارَ فقُلْ لهُ
أبدَى الحُسيَنُ لنا العِذارَ فقُلْ لهُ / إنَّ الليالي مَطلِعُ الأقمارِ
ولَقد نَرى في فِيكَ شَهْدَ فَصاحَةٍ / أرِّخ يحومُ عليهِ نملُ عِذارِ
قد سخَّرَ البرقَ الذي راحاتُهُ
قد سخَّرَ البرقَ الذي راحاتُهُ / في أرضِنا سُحُبٌ ونائلُهُ مَطَرْ
بَرْقٌ سَرَى مِن غيرِ رَعدٍ مُخبراً / مَعَ صمتِهِ بأقلَّ مِن لمحِ البَصَرْ
كلَ الطَّريقَ فكان أوَّلُ مُضغةٍ / بيروتَ والأُخرَى دِمشقَ على الأثَرْ
لو كانَ بينَ الشَّمسِ والقمرِ استَوَى / يوماً لكانت تُدرِكُ الشمسُ القمرْ
جادَ الفؤادُ بنصبِهِ ليَتمَّ ما / يَسعَى به في الأرضِ مِن نفع البَشَرْ
أعطَى الهَنا للنَّاسِ مَن مولاهُ قد / أعطاهُ في تأريخهِ أهنَى الظَفَرْ
للبِكرِ مريمَ بِيعةٌ معمورةٌ
للبِكرِ مريمَ بِيعةٌ معمورةٌ / قامت بتوفيقِ اليمينِ القادِرَهْ
فادخلْ إليها في الصَّباح مُؤرِّخاً / وقُلِ الشَّفاعةَ أرتجي يا طاهِرَهْ
تَرَكَتْ دِيارَ الشَّيخِ مَرْعي بَعلِها
تَرَكَتْ دِيارَ الشَّيخِ مَرْعي بَعلِها / ومَضَت إلى دارِ النَّعيمِ المُزِهِرَهْ
تلكَ التِّي تُدعَى أمينةَ وَهْيَ مِن / كلِّ العُيوبِ أمينةٌ مُتطَهِّرَهْ
حلَّت عليها رحمةُ اللهِ التِّي / تَسقِي ثراها كالغوادي المُمطِرَهْ
ولكلِّ ما عَثَرَتْ بهِ مِن هَفْوةٍ / في كلِّ تاريخٍ تَعُمُّ المَغفِرهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025