القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 5
لِهَوَى الْكَوَاعِبِ ذِمَّةٌ لا تُخْفَرُ
لِهَوَى الْكَوَاعِبِ ذِمَّةٌ لا تُخْفَرُ / وَأَخُو الْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ لا يَغْدِرُ
فَعَلامَ يَنْهَانِي الْعَذُولُ عَنِ الصِّبَا / أَوَلَيْسَ أَنَّ هَوَى النُّفُوسِ مُقَدَّرُ
قَدْ كَانَ لِي فِي بَعْضِ مَا صَنَعَ الْهَوَى / عُذْرٌ وَلَكِنْ أَيْنَ مَنْ يَتَبَصَّرُ
وَمِنَ الْبَلِيَّةِ غَافِلٌ عَمَّا جَنَتْ / يَدُهُ عَلَيَّ وَلائِمٌ لا يَعْذِرُ
لَمْ يَدْرِ مَنْ كَحَلَ الْكَرَى أَجْفَانَهُ / مَاذَا يُكَابِدُ فِي الْهَوَى مَنْ يَسْهَرُ
يَا غَافِلاً عَنِّي وَبَيْنَ جَوانِحِي / لَهَبٌ يَكَادُ لَهُ الْحَشَا يَتَفَطَّرُ
دَعْنِي أَبُثكَ بَعْضَ مَا أَنَا وَاجِدٌ / وَاحْكُمْ بِمَا تَهْوَى فَأَنْتَ مُخَيَّرُ
فَلَو اطَّلَعْتَ عَلَى تَبَارِيحِ الْجَوَى / لَعَلِمْتَ أَيُّ دَمٍ بِحُبِّكَ يُهْدَرُ
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ حُبِّكَ أَنَّنِي / أُغْضِي عَلى مَضَضِ الْهَوانِ وَأَصْبِرُ
أَوْرَدْتَنِي بلِحاظِ عَيْنِكَ مَوْرِداً / لِلْحُبِّ مَا لِلْقَلْبِ عَنْهُ مَصْدَرُ
هِيَ نَظْرَةٌ كَانَتْ ذَرِيعَةَ صَبْوَةٍ / وَاللَّحْظُ أَضْعَفُ مَا يَكُونُ وَأَقْدَرُ
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ وَحْيِ جُفُونِهَا / أَنَّ الْعُيُونَ الْجُؤْذُرِيَّةَ تَسْحَرُ
ظَلَمُوا الأَسِنَّةَ خَاطِئِينَ وَلَيْتَهُمْ / عَلِمُوا بِمَا صَنَعَ السِّنَانُ الأَحْوَرُ
أَمُطَاعِنَ الْفُرْسَانِ فِي حَمَسِ الْوَغَى / أَقْصِرْ فَرُمْحُكَ عَنْ غَريمِكَ أَقْصَرُ
أَيْنَ الْرِّمَاحُ مِنَ الْقُدُودِ وَأَيْنَ مِنْ / لَحْظٍ تَهِيمُ بِهِ السِّنَانُ الأَخْزَرُ
هَيْهَاتَ يَثْبُتُ فِي الوَقِيعَةِ دَارِعٌ / يَسْطُو عَلَيْهِ مُخَلْخَلٌ وَمُسَوَّرُ
لِلْحُسْنِ أَسْحِلَةٌ إِذَا مَا اسْتَجْمَعَتْ / فِي حَوْمَةٍ لا يَتَّقِيهَا مغْفَرُ
فَالْلَّحْظُ عَضْبٌ صَارِمٌ وَالْهُدْبُ نَبْ / لٌ صَائِبٌ وَالْقَدُّ رُمْحٌ أَسْمَرُ
أَنَّى يَطِيشُ عَنِ الْقُلُوبِ لِغَمْزَةٍ / سَهْمٌ وَقَوْسُ الْحَاجِبَيْنِ مُوَتَّرُ
يَا لَلْحَمِيَّةِ مِنْ غَزَالٍ صَادَنِي / وَمِنَ الْعَجَائِبِ أَنْ يَصِيدَ الْجُؤْذَرُ
بَدْرٌ لَهُ بَيْنَ الْقُلُوبِ مَنَازِلٌ / يَسْرِي بِهَا وَلِكُلِّ بَدْرٍ مَظْهَرُ
انْظُر لِطُرَّتِهِ وَغُرَّةِ وَجْهِهِ / تَلْقَ الْهِدَايَةَ فَهوَ لَيْلٌ أَقْمَرُ
نَادَيْتُ لَمَّا لاحَ تحْتَ قِنَاعِهِ / هَذَا الْمُقَنَّعُ فَاحْذَرُوا أَنْ تُسْحَرُوا
طَبَعَتْهُ فِي لَوْحِ الْفُؤَادِ مَخِيلَتي / بِزُجَاجَةِ الْعَينَينِ فَهُوَ مُصَوَّرُ
وَسَرَتْ بِجِسْمِي كَهْرَبَاءةُ حُسْنِهِ / فَمِنَ الْعُرُوقِ بِهِ سُلُوكٌ تُخْبرُ
أَنَا مِنْهُ بَيْنَ صَبَابَةٍ لا يَنْقَضي / مِيقَاتُهَا وَمَواعِدٍ لا تُثْمِرُ
جِسْمٌ بَرَتْهُ يَدُ الضَّنَى حَتَّى غَدَا / قَفَصاً بِهِ لِلْقَلْبِ طَيْرٌ يَصْفِرُ
لَوْلا التَّنَفُّسُ لاعْتَلَتْ بِيَ زَفْرَةٌ / فَيَخَالُنِي طَيَّارَةً مَنْ يُبْصِرُ
لا غَرْوَ أَنْ أَصْبَحْتُ تَحْتَ قِيَادِهِ / فَالْحُبُّ أَغْلَبُ لِلنُّفُوسِ وَأَقْهَرُ
يَعْنُو لِقُدْرَتِهِ الْمَلِيكُ الْمُتَّقَي / وَيَهَابُ صَوْلَتَهُ الْكَمِيُّ الْقَسْوَرُ
وَالْعِشْقُ مَكْرُمَةٌ إِذَا عَفَّ الْفَتَى / عَمَّا يَهِيمُ بِهِ الْغَوِيُّ الأَصْوَرُ
يَقْوَى بِهِ قَلْبُ الْجَبَانِ وَيَرْعَوِي / طَمَعُ الْحَريصِ وَيَخْضَعُ الْمُتَكَبِّرُ
فَتَحَلَّ بِالأَدَب النَّفِيسِ فَإِنَّهُ / حَلْيٌ يَعِزُّ بِهِ اللَّبِيبُ وَيَفْخَرُ
وَإِذا عَزَمْتَ فَكُنْ بِنَفْسِكَ وَاثِقاً / فَالْمُسْتَعِزُّ بِغَيْرِهِ لا يَظْفَرُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ لِلْمَرءِ مِنْ بَدَهاتِهِ / فِي الْخَطْبِ هَادٍ خَانَهُ مَنْ يَنْصُرُ
وَاحْذَرْ مُقَارَنَةَ اللَّئِيمِ وَإِنْ عَلا / فَالْمَرْءُ يُفْسِدُهُ الْقَرِينُ الأَحْقَرُ
وَمِنَ الرِّجَالِ مَنَاسِبٌ مَعْرُوفَةٌ / تَزْكُو مَوَدَّتُهَا وَمِنْهُمْ مُنْكَرُ
فَانْظُرْ إِلَى عَقْلِ الفَتَى لا جِسْمِهِ / فَالْمَرْءُ يَكْبُرُ بِالْفِعَالِ وَيَصْغُرُ
فَلَرُبَّمَا هَزَمَ الْكَتِيبَةَ وَاحِدٌ / وَلَرُبَّمَا جَلَبَ الدَّنيئَةَ مَعْشَرُ
إِنَّ الْجَمَالَ لَفِي الْفُؤَادِ وَإِنَّما / خَفِيَ الصَّوَابُ لأَنَّهُ لا يَظْهَرُ
فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا تَعِيشُ بِذِكْرِهِ / فَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا حَدِيثٌ يُذْكَرُ
رَفَّ النَّدَى وَتَنَفَّسَ النُوَّارُ
رَفَّ النَّدَى وَتَنَفَّسَ النُوَّارُ / وَتَكَلَّمَتْ بِلُغَاتِهَا الأَطْيَارُ
وَتَأَرَّجَتْ سُرَرُ الْبِطَاحِ كَأَنَّمَا / فِي بَطْنِ كُلِّ قَرَارَةٍ عَطَّارُ
زَهْرٌ يَرِفُّ عَلَى الْغُصُونِ وَطَائِرٌ / غَردُ الْهَدِيرِ وَجَدْوَلٌ زَخَّارُ
وَنَوَاسِمٌ أَنْفَاسُهُنَّ طَوِيلَةٌ / وَهَوَاجِرٌ أَعْمَارُهُنَّ قِصَارُ
وَالْبَاسِقَاتُ الْحَامِلاتُ كَأَنَّهَا / عُمُدٌ مُشَعَّبَةُ الذُّرَا وَمَنَارُ
عَقَدَتْ ذَلاذِلَ سُوقِهَا فِي جِيدِهَا / وَسَمَتْ فَلَيْسَ تَنَالُهَا الأَبْصَارُ
فَأُصُولُهَا لِلسَّابِحَاتِ مَلاعِبٌ / وَفُرُوعُهَا لِلنَّيِّراتِ مَطَارُ
يَبْدُو بِهَا زَهْوٌ تَخَالُ إِهَانَهُ / فُتُلاً تَمَشَّتْ في ذُرَاهَا النَّارُ
طَوْرَاً تَمِيلُ مَعَ الرِّيَاحِ وَتَارَةً / تَرْتَدُّ فَهْيَ تَحَرُّكٌ وَقَرَارُ
فَكَأَنَّمَا لَعِبَتْ بِهَا سِنَةُ الْكَرَى / فَتَمَايَلَتْ أَوْ بَيْنَهَا أَسْرَارُ
فَإِذَا رَأَيْتَ رَأَيْتَ أَحْسَنَ جَنَّةٍ / خَضْرَاءَ تَجْرِي بَيْنَهَا الأَنْهَارُ
يَتَرَنَّمُ الْعُصْفُورُ فِي عَذَبَاتِهَا / وَيَصِيحُ فِيهَا الْعَنْدَلُ الصَّفَّارُ
فَالتُّرْبُ مِسْكٌ وَالْجَدَاوِلُ فِضَّةٌ / وَالْقَطْرُ دُرٌّ وَالْبَهَارُ نُضَارُ
فَاشْرَبْ عَلَى وَجْهِ الرَّبِيعِ فَإِنَّهُ / زَمَنٌ دَمُ الآثَامِ فِيهِ جُبَارُ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَرءَ غَيْرُ مُخَلَّدٍ / وَالنَّاسُ بَعْدُ لِغَيْرِهِمْ أَخْبَارُ
إِنِّي وَإِن لَعِبَ الزَّمَانُ بِصَعْدَتِي / وَابْيَضَّ مِنِّي مَفْرِقٌ وَعِذَارُ
فَلَنِعْمَ ما بَقِيَتْ لَدَيَّ مَهَابَةٌ / تَقْذَى بِهَا عَيْنُ الْعِدَا وَوَقَارُ
وَسَعَى إِلَيَّ الْحِلْمُ فِي أَثْوَابِهِ / طَرِبَاً وَآنَ لِجَهْلِيَ الإِقْصَارُ
أَنَا لِلصَّدِيقِ كَمَا يُحِبُّ وَلِلْعِدَا / عِنْدَ الْكَرِيهَةِ ضَيْغَمٌ زَأَّرُ
خَيْلِي مُسَوَّمَةٌ وَرُمْحِي ذَابِلٌ / يَوْمَ الطِّعَانِ وَصَارِمِي بَتَّارُ
وَبِرَاحَتِي قَلَمٌ إِذَا حَرَّكْتُهُ / روِيَتْ بِهِ الأَفْهَامُ وَهْيَ حِرَارُ
تَرْتَدُّ عَنْهُ قَنَابِلٌ وَجَحَافِلٌ / وَتَكِلُّ عَنْهُ أَسِنَّةٌ وَشِفَارُ
غَردٌ إِذَا مَا جَالَ فَوْقَ صَحِيفَةٍ / سَجَدَتْ لِحُسْنِ صَرِيرِهِ الأَوْتَارُ
وَإِذَا امْتَطَى ظَهْرَ الْبَنَانِ لِغَايَةٍ / خَضَعتْ إِلَيْهِ قَوَارِحٌ وَمِهارُ
فَإِذَا رَكِبْتُ فَكُلُّ قِرْنٍ أَمْيَلٌ / وَإِذَا نَطَقْتُ فَكُلُّ نُطْقٍ رَارُ
أَلْقَى الْكَلامُ إِليَّ ثِنْيَ عِنَانِهِ / وَتَفَاخَرَتْ بِكَلامِيَ الأَشْعَارُ
أَيَا مَلِكَاً هَمَتْ كَفَّاهُ جُودَاً
أَيَا مَلِكَاً هَمَتْ كَفَّاهُ جُودَاً / عَلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ بَادِ وَقَارِي
عَرَاكَ النِّيلُ مِنْ بَلَدٍ بَعِيدٍ / فَأَلْبِسْهُ الْكَرَامَةَ فَهْوَ عَارِي
رَجَعَ الْخِدِيو لِمِصْرِهِ
رَجَعَ الْخِدِيو لِمِصْرِهِ / وَأَتَتْ طَلائِعُ نَصْرِهِ
وَتَهَلَّلَتْ بِقُدُومِهِ / فَرَحاً أَسِرَّةُ عَصْرِهِ
فَلْتَبْتَهِجْ أَوْطَانُهُ / بِحُلُولِهِ فِي قَصْرِهِ
وَلْيَشْتَهِرْ تَارِيخُهُ / رَجَعَ الْخِديو لِمِصْرِهِ
يَا أَيُّهَا السَّرِفُ الْمُدِلُّ بِنَفْسِهِ
يَا أَيُّهَا السَّرِفُ الْمُدِلُّ بِنَفْسِهِ / كَسَفِينَةٍ فِي لُجِّ بَحْرٍ ماخِرَهْ
أَتَظُنُّ أَنَّ الْفَخْرَ ثَوْبٌ مُعْلَمٌ / تَزْهُو بِلِبْسَتِهِ وَقِدْرٌ باخِرَهْ
هَيْهَاتَ ظَنُّكَ فَالْعُلا أُمْنِيَةٌ / مِنْ دُونِ مَبْلَغِهَا بِحارٌ زَاخِرَهْ
أَتْلَفْتَ دُنْيَاكَ الَّتِي أُوتِيتَهَا / وَلَسَوْفَ تَهْلِكُ حَسْرَةً فِي الآخِرَهْ
تَاللَّهِ لَوْ رَاجَعْتَ نَفْسَكَ مَرَّةً / لَوَجَدْتَهَا مِنْ سُوءِ فِعْلِكَ سَاخِرَهْ
حَتَّامَ تَفْخَرُ بِالْجُدُودِ وَلَمْ تَنَلْ / مَا أَحْرَزَتْ تِلْكَ الْجُدُودُ الْفَاخِرَهْ
فَاجْعَلْ لِنَفْسِكَ مِنْ فِعَالِكَ شَاهِدَاً / يُغْنِيكَ عَنْ ذِكْرِ الْعِظَامِ النَّاخِرَهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025