المجموع : 38
هنّ الوجوهُ الناضرَه
هنّ الوجوهُ الناضرَه / عيني إليها ناظره
آهاً لها عيناً على / تلك الأزاهرِ ماطره
رَقبَ الوشاةُ جفونها / فإذا همُ بالساهرَه
من لي بغزلانٍ على / سفحِ المخصّب نافره
ومعاطفٍ مثل الغصو / ن سبت حشايَ الطائره
يا صاحِ عللْ مهجتي / بسنا الكؤوس الدائره
واحرقْ بلمعِ شعاعها / هذي الليالي الكافره
وانظر لساعاتِ النَّها / رِ بجنح ليلٍ سائره
من كف مهضومِ الحشا / مثل المهاةِ الحادِره
رامي النواظر والقلو / ب بهاجرٍ وبهاجره
ذي مقلة تلقى الضرا / غمَ بالجفون الكاسره
تردي وأنتَ تحبها / وكذا تكون الساحره
أحيت وأرْدَت بالفتو / رِ وباللحاظ الشاطره
كيد المؤيد باليرا / ع وبالسيوف الباتره
ذات الحروف مجيرة / وظبا الأسنة جائره
أكرمْ بصنعِ يدٍ لها / هذي الأيادي الفاخره
محمرةُ الآفاق في / يوم الندى والنائره
فشعاع تبرٍ صاعد / ودماء قومٍ مائره
وتبسم مع ذا وذا / يزع الخطوب الكاشره
وتفنن في العلم يق / دح بين ذاك خواطره
لا يهمل الدنيا ولا / ينسى حقوقَ الآخره
عن كفه أو صدره / تروي البحار الزاخره
يا أيها الملك الذي / ردّ الحقائب شاكره
وسما بهمته على / غرَرِ النجوم الزاهره
حتى انتقى من زهرها / هذي الخلال الباهره
سقياً لدهرك إنه / دهرُ الأيادي الوافره
مترادِفٌ لذَوي الرَّجا / بهباته المتواتره
لولاك ما أمست قري / حتيَ الكليلةُ شاعره
أنت الذي روَّتْ غما / ئمه رُبايَ العاطره
وأبحتني بحر الندى / حتى نظمتُ جواهرَه
لا غروَ إن سلَّيتُ عن / بلدي حشايَ الذَّاكره
فلقد وجدت ديارَ مل / كك بالسعادةِ عامره
قهرت حماة ليَ العِدى / فحماة عندي القاهره
صيرت نومي مثل عطفك نافرا
صيرت نومي مثل عطفك نافرا / وتركت عزمي مثل جفنك فاترا
وسكنت قلباً طار فيك مسرةً / أرأيت وكراً قطّ أصبح طائرا
يا مخرباً ربع السلوّ جعلتني / أدعى بأنساب الصبابة عامرا
ويطيع قلبي حكم لحظك في الهوى / يا للكليم غدا يطيع السَّاحرا
رفقاً بقلبٍ في الصبابة والأسى / صيرته مثلاً فأصبح سائرا
ومسهدٍ يشكو القتار دموعه / مما سلكْنَ على هواك محاجرا
ما بالُ مقلتك الضعيفة لم تزل / وسنا وطرفي ليس يبرح ساهرا
خلقت بلا شك لأخلاق الأسى / ويد المؤيد للنوال بلا مرا
من مبلغ الملك المؤيد أنني / لولاه ما سميت نفسي شاعرا
وحلفت لم أمدح سواه لرغبةٍ / لكنني جرَّبت فيه الخاطرا
ملك ابن أيوب الثناءَ بنائلٍ / أضحى على حمل المغارم صابرا
وتملكته سماحةٌ وحماسةٌ / جعلا له في كلِّ نادٍ ذاكرا
وإذا سخا ملأ الدِّيارَ عوارفاً / وإذا غزا ملأَ القفار عساكرا
وإذا سطا جعلَ الحديد قلائداً / وإذا عفى جعل الحديد جواهرا
بينا الأسير لديه راكب أدهمٍ / حتى غدا بالعفو أدهم ضامر
تمحو ظلام الليل بيضُ سيوفه / مذ قيل إنَّ الليل يسمى كافرا
وتتابع المنن التي ما عيبها / إلا رجوع الوصفِ عنها قاصرا
يا ابن الملوك المالئين فجاجها / مدَحاً منظّمةَ الحلى ومآثرا
من كل ذي عرض يصفى جوهراً / فاعجب لأعراض تكون جواهرا
شكراً لشخصك ما أسير ممدحاً / وأعز منتصراً وأحلم قادرا
حملتني النعمى إلى أن لم أبن / من تغلبنَّ أشاكياً أم شاكرا
ونعم شكرتُ مواهباً لكَ حلوةً / حتى شققت من العداة مرائرا
لا غرْوَ إن عمرَ البيوتَ معانياً / عافٍ عمرت له البيوتَ ذخائرا
بكرت عليك سعادةٌ أبديةٌ / وبقيت منصورَ العزائم ظافرا
خدَمتك من فلك الثناء الدائر
خدَمتك من فلك الثناء الدائر / غرَرُ النجوم بكل معنًى باهر
يا شائدَ الحرمين بالهمم التي / ملأ الحديث بها لسان الذاكر
شيدت ما يبقى ويسري ذكره / في الأرض فاعجب للمقيم السائر
وعمرت فيها كلّ بيت عبادة / فأتى المديحُ بكلِّ بيت عامر
قسماً لو أنَّ الفضل مثلك صورةً / لحللتَ منها في مكان الناظر
أنت الذي حفّ المحاسن فضله / فأصاب باطنَ فضله للظاهر
فطَّرت أفواه الصيام تقرباً / ورميت أكباد العداة بفاطر
ورفعت للوفد الدّخان من القرى / ولقيت ذنبَ المخطئين بغافر
فتهنَّ بالعيد السعيد ممتعاً / بذخائر التقوى وأيّ ذخائر
لولاكَ لم يكُ للرَّجا من قوة / يلقى الزمان بها ولا من ناصر
فوحقّ جود يديك لولا أنت ما / سميت نفسي الآن باسم الشاعر
لكن نثرتَ مكارماً نظمتها / مِدَحاً فبلّغ ناظم عن ناثر
جوزيت عني بالثناء كما جزى / نفس الرياض ندى الغمام الباكر
إنْ حدّثت بك حالتي عن واصلٍ / فلقد تحدّث مهجتي عن جابر
يا من حمدت إلى حماه محاجراً / سُلكت ولو أني سلكت محاجري
خذها إليك بديهةً نزهتها / عن قامةِ سمرا ولحظٍ فاتر
ظهرت مناقبك الحسان فجئتها / من وصف سؤدد بلفظٍ ظاهر
ودنا بها سهلُ المديح فلم أقلْ / كم بين أكنافِ العذيب وحاجر
الله جارك إنَّ دمعيَ جاري
الله جارك إنَّ دمعيَ جاري / يا موحشَ الأوطان والأوطار
لما سكنت من التراب حديقة / فاضت عليك العينُ بالأنهار
شتان ما حالي وحالك أنت في / غرفِ الجنان ومهجتي في النار
خفّ النجا بك يا بنيّ إلى السرى / فسبقتني وثقلتُ بالأوزار
ليت الرّدى إذ لم يدعك أهاب بي / حتى ندوم معاً على مضمار
ليت القضا الجاري تمهل وِرده / حتى حسبت عواقب الإصدار
ما كنت إلا مثل لمحة بارق / ولى وأغرى الجفن بالإمطار
أبكيك ما بكت الحمامُ هديلها / وأحنّ ما حنت إلى الأوكار
أبكي بمحمرِّ الدّموع وإنما / تبكي العيون نظيرها بنضار
قالوا صغيراً قلت إنَّ وربما / كانت به الحسرات غير صغار
وأحقّ بالأحزان ماض لم يسيء / بيدٍ ولا لسنٍ ول إضمار
نائي اللقا وحماه أقرب مطرحاً / يا بعد مجتمع وقرب مزار
لهفي لغصن راقني بنباته / لو أمهلته التربُ للإثمار
لهفي لجوهرةٍ خفت فكأنني / حجبتها من أدمعي ببحار
لهفي لسار حار فيه تجلدي / وا حيرتي بالكوكب السيَّار
سكن الثرى فكأنه سكن الحشا / من فرط ما شغلت به أفكاري
أعزِز عليّ بأن ضيف مسامعي / لم يحظَ من ذاك اللسان بقاري
أعزز عليّ بأن رحلت ولم تخض / أقدام فكرك أبحر الأشعار
أعزز عليّ بأن رفقت على الردى / وعليك من دمعي كدّر نثار
أبنيّ إن تكسَ التراب فإنه / غايات أجمعنا وليس بعار
ما في زمانك ما يسّر مؤملاً / فاذهب كما ذهب الخيال الساري
لو أن أخباري إليك توصلت / لبكيتَ في الجنات من أخباري
أحزان مدّكرٍ ووحشةُ مفردٍ / ومقام مضيعة وذلّ جوار
أبنيّ إني قد كنزتك في الثرى / فانفع أباك بساعة الإقتار
أبنيّ قد وقفت عليّ حوادثٌ / فوقفنَ من طلل على آثار
ومضى البياض من الحياة وطيبها / لكنها أبقته فوق عذاري
نمْ وادعاً فلقد تقرح ناظري / سهراً ونامت أعينُ السمار
أرعى الدّجى وكأنَّ ذيل ظلامه / متشبثٌ بالنجم في مسمار
خلع الصباح على المجرة سجفه / أم قسمت شمس النهار دراري
أم غاب مع طفل أخيرُ دجنتي / لا كوكبي فيها ولا أسحاري
تبًّا لعاديةِ الزمان على الفتى / فلقد حذرت وما أفاد حذاري
وحويت ديناراً لوجهك فانتحى / صرف الزمان فراح بالدينار
أبنيّ إن تبعد فإنَّ مدى اللقا / بيني وبينك مسرِعُ التيار
إن تسقني في الحشر شربة كوثرٍ / فلقد سقتك مدامعي بغزار
كيف الحياة وقد دفنت جوانحي / ما بين أنجادٍ إلى أغوار
وحوى نبيّ تراب مصر وجلق / كالغيم مرتكناً على أقمار
طرقت على تلك النفوس طوارق / وطرت على تلك الجسوم طواري
وبدت لدى البيدا مطي قبورهم / علماً بأنهمُ على أسفار
قسماً بمن جعل الفناء مسافة / إنا على خطرٍ من الأخطار
قل للذين تقدمت أمثالهم / أين الفرار ولات حين فرار
ما بين أشهبَ للظلام معاود / ركضاً وأدهم للدجى كرار
يطأ الصغير ومن يعمر يلتحق / وعليه من شيبٍ كنقع غبار
مالي وعتب الشهب في تقديرها / ولقد تصاب الشهب بالأقدار
لا عقرب الفلك اللسوب من الردى / ينجو ولا أسد البروج الضاري
يرمي الهلال بقوسه أرواحنا / ولقد يصاب القوس بالأوتار
كتب الفناء على الشواهد حجة / غنيت عن الإقرار والإنكار
فلتظهر الفطن الثواقب عجزها / فظهوره سر من الأسرار
وليصطبر متفجع فلربما / فقد المنى ومثوبة الصبَّار
أين الملوك الرافلون إلى العلى / عثروا إلى الأجداث أيّ عثار
كانوا جبالاً لا ترام فأصبحوا / بيد الردى حفنات تربٍ هار
أينَ الكماةُ إذ العجاجة أظلمت / قدَحوا القسيّ وناضلوا بشرار
سلموا على عطب الوغى ودجى بهم / داجي المنون إلى محل بوار
أين الأصاغر في المهود كأنما / ضمت كمائمها على أزهار
خلط الحمام عظامهم ولحومهم / حتى تساوى الدّرّ بالأحجار
فلئن صبرت ففي الأولى متصبرٌ / ولئن بدا جزعي فعن أعذار
درّت عليك من الغمام مراضعٌ / وتكنفتك من النجوم جوار
تسقي ثراك وليس ذاك بنافعي / لكن أغالط مهجتي وأداري
لا تخش من غمِّ كغيم عارض
لا تخش من غمِّ كغيم عارض / فلسوفَ يسفر عن إضاءة بدرِه
إن تمس عن عبَّاس حالكَ راوياً / فكأنني بك راوياً عن بشره
ولقد تمرّ الحادِثات على الفتى / وتزول حتى ما تمر بفكرِه
وهو الزمان إذا جنى لم يعتذر / ويقوم من خلف الأذان بعذره
هوِّن عليك فربَّ خطبٍ هائل / دُفِعت قواه بدافعٍ لم تدرِه
ولرُبَّ ليلٍ في الهمومِ كدمل / صابرته حتَّى ظفرت بفجرِه
ولربَّما يجني الزمان على امرئٍ / مجنى ويا عجباً حلاوة صبرِه
ولربَّما أصبحت قاضي معشرٍ / فاصْبر على حلو الزمان ومرِّه
قدم الحبيب من السَّفر
قدم الحبيب من السَّفر / أرأيت بدراً قد سفر
بدر يقر العين ل / كن ما على وجهٍ أثر
كسناء نور الدين ذي ال / أفضال والفضل الأغرّ
دمتم بني حجر الكرا / م لكم فخارٌ معتبر
أهل المعالي والعلو / م لمن وعى ولمن نظر
والنسبة العلياء قد / شيدت بأبناءٍ أخر
شيمٌ زكت من أولٍ / وسعادة لحظت حجر
ومهابة ذابت لها الفرسان ذوْ
ومهابة ذابت لها الفرسان ذوْ / ب مدامع فلأجل ذا تتفطر
وخلائق كالراح إلاَّ أنها / أصفى من الماء القراح وأطهر
وحباء ميمون النقيبة ماهر / بشراً يكاد من النضارة يقطر
وأنامل قد سخرت نفحاتها / لذوي الرجا إن السحاب مسخر
وفضائل مثل العرائس تجتلى / فلذاك في أفكاره تتخطَّر
ويراعة حسد السلاح مضاءها / في كلِّ ما تنهى به أو تأمر
فلذاك من حنق يعبس أبيضٌ / في غمده الملقى ويرعد أسمر
غاص البحار بها وطار إلى السما / فالدرّ ينظم والكواكب تنثر
يا ابن الكرام هدوا وحاموا واعتلوا / وتكرَّموا فهمو نجومٌ تزهر
ومضوا كما يمضي الغمام وخلفوا / عبقاً كما ينشي الربيع وينشر
يا من إذا الأيام أذنبَ خطبها / جاءت ببسط يمينه تستغفر
حاشاك تغفل عن وليٍّ ودّه / صافٍ ولكن عيشه متكدّر
يستعبد النعمى لمجدك رقّه / ومديحه المشهور فيكَ محرَّر
مدح يجرُّ على جرير ذيله / متكبِّراً ويقل عنه كثير
حظٌّ توعَّرت المسالك نحوه / فإذا جريتُ وراءه أتعثر
حتَّى إذا وجهت نحوك رغبة / سهل الطريق وأمكن المتعذّّر
لا زلتَ مقصود الهبات ممتعاً / بالعمرِ تبني المكرمات وتعمر
ذكر الغمام بجود كفّك ذاكر / والشيء بالشيء المناسب يذكر
يا قلب أنتَ ومقلتي
يا قلب أنتَ ومقلتي / متحاربان كما أرى
هاتيك تمنعك الهدوّ / وأنتَ تمنعها الكرى
وأنا الذي قاسيتُ بي / نكما العذاب الأكبرا
كفَّا المدامع والأسى / فلقد كفى ما قد جرى
لا آخذَ الرحمن من / ملك الحشا فتجبرا
قابلت رونقَ خدِّه / فصبغت دمعي أحمرا
يا ناعس الأجفان قد / حكم الهوى أن أسهرا
ما كانَ أريح عاشقاً / لو أن وصلكَ يُشترى
لي صاحب ترك المليح وعاد في
لي صاحب ترك المليح وعاد في / حبّ المليحة من ذوي الأقدار
قد كانَ عبد الأشهب المنسوب في / حسنٍ فأضحى وهو عبد الدار
يفديك يا قاضي القضاة عليهم
يفديك يا قاضي القضاة عليهم / من كلِّ شيءٍ تشتكي كلّ الورى
شهد الشرى لكَ حين زارك بالتقى / والبرّ مختبر العلى ومخبرا
لا تعدم المدح السوائر سيِّداً / هذي خلائقهُ بتخبير الشرى
ثغرٌ عليه من الملاحة سكّر
ثغرٌ عليه من الملاحة سكّر / يحلو الحديثُ عليه وهو مكرر
عرف الذي قد رام عنه تصبري / أني قتيلٌ في هواه مصبر
ويحق لي فيه التغزل باهراً / وثنا تقيّ الدّين عندي أبهر
ذو العلم والفضل الذين هُما هُما / شهبٌ بأفاقِ السيادة تزهر
نظروا فكان أحق بالنظر الذي / كتقيه وأمينه لم ينظروا
ولئن شكوت لماله ولجاهه / حصري فإن ثناهما لا يحصر
طيرُ الثناءِ محلقٌ في أفقه / أبدَ الزمان وأنني لمقصر
غصنٌ بأوراق الغلائل يخطر
غصنٌ بأوراق الغلائل يخطر / وسوى هواه بمهجتي لا يخطر
يسقى بماء شبابه ومدامعي / فبحسنه وبحزن قلبي يثمر
في حسن يوسف في شمائله وفي / مدح ابن يعقوب القرائح تشعر
علاّمة الدنيا وكافي ملكها / فالسر يحفظ والفضائل تشهر
لا عيب فيه سوى ندى مستعبدٍ / رِقّ المديح وأنه لمحرر
لي من نداه عادةٌ قد أخرت / عني وتأخير الندى لا يؤثر
فترادفت عندي الهموم وربما / يرجى لها فرجٌ لديه وأكثر
غصون الحمى إن الفؤاد لطائر / إليكم وأني كامل الحب وافر
وُصفت بأوصاف القريض لشقوتي / فلا غَرْوَ إن دارت عليّ الدوائر
أهيم بكم في كل وادٍ من الأسى / على أنني لابنِ الخليفة شاعر
أمير بني فضل الإله وكلهم / بأقلامه والسيف ناهٍ وآمر
مقيمٌ على مغنى دمشق وظله / لآمالنا في الشرق والغرب ساتر
كذا أبداً يا ابن السيادة والتقى / لنا قوةٌ مهما نراك وناصر
ويروي أحاديث الثناءِ صحيحةً / عطاءٌ لنا من راحتيك وجابر
لك عارضٌ لدموع عيني ممطر
لك عارضٌ لدموع عيني ممطر / فدَعِ الجفاءَ فلست ممن يصبر
هيهات ما القلب الذي أحرقته / يا فاترَ الأجفان ممن يفتر
حسبي وحسبك إن جفنك ناعس / أبد الزمان وأن جفني يسهر
ألبستني ثوب الغرام مشهَّراً / فمدامعي حمرٌ ولوني أصفر
ونصبت للتبريح أحشائي التي / فيها من الأشواق فعلٌ مضمر
يا صاحب العطف الموشج شعره / قول العواذل في هواك يكفّر
إن كنتُ لم أسمع مقال عواذلي / فوحق حسنك أنهم لم يبصروا
بأبي غزالٌ كاسرٌ
بأبي غزالٌ كاسرٌ / قلبي بناظره الكسير
ذو وجنةٍ قد زان شع / رَ الصدغ منظرها النضير
خيلانها في جنةٍ / ولباسُهم فيها حرير
يا صاحباً صحبت معارفه الورى
يا صاحباً صحبت معارفه الورى / هنئتها خلعاً مجددة السرى
زهراء معلمة إذا لاقيتها / لاقيت منها العيش أبيض أخضرا
لا غَرْو حين نراك لابس خلعة / فالشمس تحت الغيم أمكن ما ترى
جادَت ضريحك يا خطيب غمامةٌ
جادَت ضريحك يا خطيب غمامةٌ / زكياءُ يخطب رعدها فيكرر
إما ليسعى نحو قبرك دانياً / شوق يحث ولوعة لا تتعثر
ولو أن مشتاقاً تكلف فوق ما / في وسعه لسعى إليك المنبر
أما حماة فعيش ساكنها
أما حماة فعيش ساكنها / صفو وكل زمانه سحَر
اسكندر الأيام مالكها / بدليل أن زمانه الخضر
ركبوا وقد ملأوا الفضا في أحمر
ركبوا وقد ملأوا الفضا في أحمر / كالشمسِ تشرق في العجاج الأكدر
فزمانهم يقضي بعيش أبيض / وجيوشهم تسري بموت أحمر
أفدِي مليحاً لي إلى
أفدِي مليحاً لي إلى / مرآه طول الدهر فقر
من خدِّه وجفونه / للحسن دينار وكسر
رقّ النسيم كرقتى من بعدكم
رقّ النسيم كرقتى من بعدكم / فكأننا في حبِّكم نتعاير
ووعدت بالسلوان واش عابكم / فكأننا في كذبنا نتخاير