القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 38
هنّ الوجوهُ الناضرَه
هنّ الوجوهُ الناضرَه / عيني إليها ناظره
آهاً لها عيناً على / تلك الأزاهرِ ماطره
رَقبَ الوشاةُ جفونها / فإذا همُ بالساهرَه
من لي بغزلانٍ على / سفحِ المخصّب نافره
ومعاطفٍ مثل الغصو / ن سبت حشايَ الطائره
يا صاحِ عللْ مهجتي / بسنا الكؤوس الدائره
واحرقْ بلمعِ شعاعها / هذي الليالي الكافره
وانظر لساعاتِ النَّها / رِ بجنح ليلٍ سائره
من كف مهضومِ الحشا / مثل المهاةِ الحادِره
رامي النواظر والقلو / ب بهاجرٍ وبهاجره
ذي مقلة تلقى الضرا / غمَ بالجفون الكاسره
تردي وأنتَ تحبها / وكذا تكون الساحره
أحيت وأرْدَت بالفتو / رِ وباللحاظ الشاطره
كيد المؤيد باليرا / ع وبالسيوف الباتره
ذات الحروف مجيرة / وظبا الأسنة جائره
أكرمْ بصنعِ يدٍ لها / هذي الأيادي الفاخره
محمرةُ الآفاق في / يوم الندى والنائره
فشعاع تبرٍ صاعد / ودماء قومٍ مائره
وتبسم مع ذا وذا / يزع الخطوب الكاشره
وتفنن في العلم يق / دح بين ذاك خواطره
لا يهمل الدنيا ولا / ينسى حقوقَ الآخره
عن كفه أو صدره / تروي البحار الزاخره
يا أيها الملك الذي / ردّ الحقائب شاكره
وسما بهمته على / غرَرِ النجوم الزاهره
حتى انتقى من زهرها / هذي الخلال الباهره
سقياً لدهرك إنه / دهرُ الأيادي الوافره
مترادِفٌ لذَوي الرَّجا / بهباته المتواتره
لولاك ما أمست قري / حتيَ الكليلةُ شاعره
أنت الذي روَّتْ غما / ئمه رُبايَ العاطره
وأبحتني بحر الندى / حتى نظمتُ جواهرَه
لا غروَ إن سلَّيتُ عن / بلدي حشايَ الذَّاكره
فلقد وجدت ديارَ مل / كك بالسعادةِ عامره
قهرت حماة ليَ العِدى / فحماة عندي القاهره
صيرت نومي مثل عطفك نافرا
صيرت نومي مثل عطفك نافرا / وتركت عزمي مثل جفنك فاترا
وسكنت قلباً طار فيك مسرةً / أرأيت وكراً قطّ أصبح طائرا
يا مخرباً ربع السلوّ جعلتني / أدعى بأنساب الصبابة عامرا
ويطيع قلبي حكم لحظك في الهوى / يا للكليم غدا يطيع السَّاحرا
رفقاً بقلبٍ في الصبابة والأسى / صيرته مثلاً فأصبح سائرا
ومسهدٍ يشكو القتار دموعه / مما سلكْنَ على هواك محاجرا
ما بالُ مقلتك الضعيفة لم تزل / وسنا وطرفي ليس يبرح ساهرا
خلقت بلا شك لأخلاق الأسى / ويد المؤيد للنوال بلا مرا
من مبلغ الملك المؤيد أنني / لولاه ما سميت نفسي شاعرا
وحلفت لم أمدح سواه لرغبةٍ / لكنني جرَّبت فيه الخاطرا
ملك ابن أيوب الثناءَ بنائلٍ / أضحى على حمل المغارم صابرا
وتملكته سماحةٌ وحماسةٌ / جعلا له في كلِّ نادٍ ذاكرا
وإذا سخا ملأ الدِّيارَ عوارفاً / وإذا غزا ملأَ القفار عساكرا
وإذا سطا جعلَ الحديد قلائداً / وإذا عفى جعل الحديد جواهرا
بينا الأسير لديه راكب أدهمٍ / حتى غدا بالعفو أدهم ضامر
تمحو ظلام الليل بيضُ سيوفه / مذ قيل إنَّ الليل يسمى كافرا
وتتابع المنن التي ما عيبها / إلا رجوع الوصفِ عنها قاصرا
يا ابن الملوك المالئين فجاجها / مدَحاً منظّمةَ الحلى ومآثرا
من كل ذي عرض يصفى جوهراً / فاعجب لأعراض تكون جواهرا
شكراً لشخصك ما أسير ممدحاً / وأعز منتصراً وأحلم قادرا
حملتني النعمى إلى أن لم أبن / من تغلبنَّ أشاكياً أم شاكرا
ونعم شكرتُ مواهباً لكَ حلوةً / حتى شققت من العداة مرائرا
لا غرْوَ إن عمرَ البيوتَ معانياً / عافٍ عمرت له البيوتَ ذخائرا
بكرت عليك سعادةٌ أبديةٌ / وبقيت منصورَ العزائم ظافرا
خدَمتك من فلك الثناء الدائر
خدَمتك من فلك الثناء الدائر / غرَرُ النجوم بكل معنًى باهر
يا شائدَ الحرمين بالهمم التي / ملأ الحديث بها لسان الذاكر
شيدت ما يبقى ويسري ذكره / في الأرض فاعجب للمقيم السائر
وعمرت فيها كلّ بيت عبادة / فأتى المديحُ بكلِّ بيت عامر
قسماً لو أنَّ الفضل مثلك صورةً / لحللتَ منها في مكان الناظر
أنت الذي حفّ المحاسن فضله / فأصاب باطنَ فضله للظاهر
فطَّرت أفواه الصيام تقرباً / ورميت أكباد العداة بفاطر
ورفعت للوفد الدّخان من القرى / ولقيت ذنبَ المخطئين بغافر
فتهنَّ بالعيد السعيد ممتعاً / بذخائر التقوى وأيّ ذخائر
لولاكَ لم يكُ للرَّجا من قوة / يلقى الزمان بها ولا من ناصر
فوحقّ جود يديك لولا أنت ما / سميت نفسي الآن باسم الشاعر
لكن نثرتَ مكارماً نظمتها / مِدَحاً فبلّغ ناظم عن ناثر
جوزيت عني بالثناء كما جزى / نفس الرياض ندى الغمام الباكر
إنْ حدّثت بك حالتي عن واصلٍ / فلقد تحدّث مهجتي عن جابر
يا من حمدت إلى حماه محاجراً / سُلكت ولو أني سلكت محاجري
خذها إليك بديهةً نزهتها / عن قامةِ سمرا ولحظٍ فاتر
ظهرت مناقبك الحسان فجئتها / من وصف سؤدد بلفظٍ ظاهر
ودنا بها سهلُ المديح فلم أقلْ / كم بين أكنافِ العذيب وحاجر
الله جارك إنَّ دمعيَ جاري
الله جارك إنَّ دمعيَ جاري / يا موحشَ الأوطان والأوطار
لما سكنت من التراب حديقة / فاضت عليك العينُ بالأنهار
شتان ما حالي وحالك أنت في / غرفِ الجنان ومهجتي في النار
خفّ النجا بك يا بنيّ إلى السرى / فسبقتني وثقلتُ بالأوزار
ليت الرّدى إذ لم يدعك أهاب بي / حتى ندوم معاً على مضمار
ليت القضا الجاري تمهل وِرده / حتى حسبت عواقب الإصدار
ما كنت إلا مثل لمحة بارق / ولى وأغرى الجفن بالإمطار
أبكيك ما بكت الحمامُ هديلها / وأحنّ ما حنت إلى الأوكار
أبكي بمحمرِّ الدّموع وإنما / تبكي العيون نظيرها بنضار
قالوا صغيراً قلت إنَّ وربما / كانت به الحسرات غير صغار
وأحقّ بالأحزان ماض لم يسيء / بيدٍ ولا لسنٍ ول إضمار
نائي اللقا وحماه أقرب مطرحاً / يا بعد مجتمع وقرب مزار
لهفي لغصن راقني بنباته / لو أمهلته التربُ للإثمار
لهفي لجوهرةٍ خفت فكأنني / حجبتها من أدمعي ببحار
لهفي لسار حار فيه تجلدي / وا حيرتي بالكوكب السيَّار
سكن الثرى فكأنه سكن الحشا / من فرط ما شغلت به أفكاري
أعزِز عليّ بأن ضيف مسامعي / لم يحظَ من ذاك اللسان بقاري
أعزز عليّ بأن رحلت ولم تخض / أقدام فكرك أبحر الأشعار
أعزز عليّ بأن رفقت على الردى / وعليك من دمعي كدّر نثار
أبنيّ إن تكسَ التراب فإنه / غايات أجمعنا وليس بعار
ما في زمانك ما يسّر مؤملاً / فاذهب كما ذهب الخيال الساري
لو أن أخباري إليك توصلت / لبكيتَ في الجنات من أخباري
أحزان مدّكرٍ ووحشةُ مفردٍ / ومقام مضيعة وذلّ جوار
أبنيّ إني قد كنزتك في الثرى / فانفع أباك بساعة الإقتار
أبنيّ قد وقفت عليّ حوادثٌ / فوقفنَ من طلل على آثار
ومضى البياض من الحياة وطيبها / لكنها أبقته فوق عذاري
نمْ وادعاً فلقد تقرح ناظري / سهراً ونامت أعينُ السمار
أرعى الدّجى وكأنَّ ذيل ظلامه / متشبثٌ بالنجم في مسمار
خلع الصباح على المجرة سجفه / أم قسمت شمس النهار دراري
أم غاب مع طفل أخيرُ دجنتي / لا كوكبي فيها ولا أسحاري
تبًّا لعاديةِ الزمان على الفتى / فلقد حذرت وما أفاد حذاري
وحويت ديناراً لوجهك فانتحى / صرف الزمان فراح بالدينار
أبنيّ إن تبعد فإنَّ مدى اللقا / بيني وبينك مسرِعُ التيار
إن تسقني في الحشر شربة كوثرٍ / فلقد سقتك مدامعي بغزار
كيف الحياة وقد دفنت جوانحي / ما بين أنجادٍ إلى أغوار
وحوى نبيّ تراب مصر وجلق / كالغيم مرتكناً على أقمار
طرقت على تلك النفوس طوارق / وطرت على تلك الجسوم طواري
وبدت لدى البيدا مطي قبورهم / علماً بأنهمُ على أسفار
قسماً بمن جعل الفناء مسافة / إنا على خطرٍ من الأخطار
قل للذين تقدمت أمثالهم / أين الفرار ولات حين فرار
ما بين أشهبَ للظلام معاود / ركضاً وأدهم للدجى كرار
يطأ الصغير ومن يعمر يلتحق / وعليه من شيبٍ كنقع غبار
مالي وعتب الشهب في تقديرها / ولقد تصاب الشهب بالأقدار
لا عقرب الفلك اللسوب من الردى / ينجو ولا أسد البروج الضاري
يرمي الهلال بقوسه أرواحنا / ولقد يصاب القوس بالأوتار
كتب الفناء على الشواهد حجة / غنيت عن الإقرار والإنكار
فلتظهر الفطن الثواقب عجزها / فظهوره سر من الأسرار
وليصطبر متفجع فلربما / فقد المنى ومثوبة الصبَّار
أين الملوك الرافلون إلى العلى / عثروا إلى الأجداث أيّ عثار
كانوا جبالاً لا ترام فأصبحوا / بيد الردى حفنات تربٍ هار
أينَ الكماةُ إذ العجاجة أظلمت / قدَحوا القسيّ وناضلوا بشرار
سلموا على عطب الوغى ودجى بهم / داجي المنون إلى محل بوار
أين الأصاغر في المهود كأنما / ضمت كمائمها على أزهار
خلط الحمام عظامهم ولحومهم / حتى تساوى الدّرّ بالأحجار
فلئن صبرت ففي الأولى متصبرٌ / ولئن بدا جزعي فعن أعذار
درّت عليك من الغمام مراضعٌ / وتكنفتك من النجوم جوار
تسقي ثراك وليس ذاك بنافعي / لكن أغالط مهجتي وأداري
لا تخش من غمِّ كغيم عارض
لا تخش من غمِّ كغيم عارض / فلسوفَ يسفر عن إضاءة بدرِه
إن تمس عن عبَّاس حالكَ راوياً / فكأنني بك راوياً عن بشره
ولقد تمرّ الحادِثات على الفتى / وتزول حتى ما تمر بفكرِه
وهو الزمان إذا جنى لم يعتذر / ويقوم من خلف الأذان بعذره
هوِّن عليك فربَّ خطبٍ هائل / دُفِعت قواه بدافعٍ لم تدرِه
ولرُبَّ ليلٍ في الهمومِ كدمل / صابرته حتَّى ظفرت بفجرِه
ولربَّما يجني الزمان على امرئٍ / مجنى ويا عجباً حلاوة صبرِه
ولربَّما أصبحت قاضي معشرٍ / فاصْبر على حلو الزمان ومرِّه
قدم الحبيب من السَّفر
قدم الحبيب من السَّفر / أرأيت بدراً قد سفر
بدر يقر العين ل / كن ما على وجهٍ أثر
كسناء نور الدين ذي ال / أفضال والفضل الأغرّ
دمتم بني حجر الكرا / م لكم فخارٌ معتبر
أهل المعالي والعلو / م لمن وعى ولمن نظر
والنسبة العلياء قد / شيدت بأبناءٍ أخر
شيمٌ زكت من أولٍ / وسعادة لحظت حجر
ومهابة ذابت لها الفرسان ذوْ
ومهابة ذابت لها الفرسان ذوْ / ب مدامع فلأجل ذا تتفطر
وخلائق كالراح إلاَّ أنها / أصفى من الماء القراح وأطهر
وحباء ميمون النقيبة ماهر / بشراً يكاد من النضارة يقطر
وأنامل قد سخرت نفحاتها / لذوي الرجا إن السحاب مسخر
وفضائل مثل العرائس تجتلى / فلذاك في أفكاره تتخطَّر
ويراعة حسد السلاح مضاءها / في كلِّ ما تنهى به أو تأمر
فلذاك من حنق يعبس أبيضٌ / في غمده الملقى ويرعد أسمر
غاص البحار بها وطار إلى السما / فالدرّ ينظم والكواكب تنثر
يا ابن الكرام هدوا وحاموا واعتلوا / وتكرَّموا فهمو نجومٌ تزهر
ومضوا كما يمضي الغمام وخلفوا / عبقاً كما ينشي الربيع وينشر
يا من إذا الأيام أذنبَ خطبها / جاءت ببسط يمينه تستغفر
حاشاك تغفل عن وليٍّ ودّه / صافٍ ولكن عيشه متكدّر
يستعبد النعمى لمجدك رقّه / ومديحه المشهور فيكَ محرَّر
مدح يجرُّ على جرير ذيله / متكبِّراً ويقل عنه كثير
حظٌّ توعَّرت المسالك نحوه / فإذا جريتُ وراءه أتعثر
حتَّى إذا وجهت نحوك رغبة / سهل الطريق وأمكن المتعذّّر
لا زلتَ مقصود الهبات ممتعاً / بالعمرِ تبني المكرمات وتعمر
ذكر الغمام بجود كفّك ذاكر / والشيء بالشيء المناسب يذكر
يا قلب أنتَ ومقلتي
يا قلب أنتَ ومقلتي / متحاربان كما أرى
هاتيك تمنعك الهدوّ / وأنتَ تمنعها الكرى
وأنا الذي قاسيتُ بي / نكما العذاب الأكبرا
كفَّا المدامع والأسى / فلقد كفى ما قد جرى
لا آخذَ الرحمن من / ملك الحشا فتجبرا
قابلت رونقَ خدِّه / فصبغت دمعي أحمرا
يا ناعس الأجفان قد / حكم الهوى أن أسهرا
ما كانَ أريح عاشقاً / لو أن وصلكَ يُشترى
لي صاحب ترك المليح وعاد في
لي صاحب ترك المليح وعاد في / حبّ المليحة من ذوي الأقدار
قد كانَ عبد الأشهب المنسوب في / حسنٍ فأضحى وهو عبد الدار
يفديك يا قاضي القضاة عليهم
يفديك يا قاضي القضاة عليهم / من كلِّ شيءٍ تشتكي كلّ الورى
شهد الشرى لكَ حين زارك بالتقى / والبرّ مختبر العلى ومخبرا
لا تعدم المدح السوائر سيِّداً / هذي خلائقهُ بتخبير الشرى
ثغرٌ عليه من الملاحة سكّر
ثغرٌ عليه من الملاحة سكّر / يحلو الحديثُ عليه وهو مكرر
عرف الذي قد رام عنه تصبري / أني قتيلٌ في هواه مصبر
ويحق لي فيه التغزل باهراً / وثنا تقيّ الدّين عندي أبهر
ذو العلم والفضل الذين هُما هُما / شهبٌ بأفاقِ السيادة تزهر
نظروا فكان أحق بالنظر الذي / كتقيه وأمينه لم ينظروا
ولئن شكوت لماله ولجاهه / حصري فإن ثناهما لا يحصر
طيرُ الثناءِ محلقٌ في أفقه / أبدَ الزمان وأنني لمقصر
غصنٌ بأوراق الغلائل يخطر
غصنٌ بأوراق الغلائل يخطر / وسوى هواه بمهجتي لا يخطر
يسقى بماء شبابه ومدامعي / فبحسنه وبحزن قلبي يثمر
في حسن يوسف في شمائله وفي / مدح ابن يعقوب القرائح تشعر
علاّمة الدنيا وكافي ملكها / فالسر يحفظ والفضائل تشهر
لا عيب فيه سوى ندى مستعبدٍ / رِقّ المديح وأنه لمحرر
لي من نداه عادةٌ قد أخرت / عني وتأخير الندى لا يؤثر
فترادفت عندي الهموم وربما / يرجى لها فرجٌ لديه وأكثر
غصون الحمى إن الفؤاد لطائر / إليكم وأني كامل الحب وافر
وُصفت بأوصاف القريض لشقوتي / فلا غَرْوَ إن دارت عليّ الدوائر
أهيم بكم في كل وادٍ من الأسى / على أنني لابنِ الخليفة شاعر
أمير بني فضل الإله وكلهم / بأقلامه والسيف ناهٍ وآمر
مقيمٌ على مغنى دمشق وظله / لآمالنا في الشرق والغرب ساتر
كذا أبداً يا ابن السيادة والتقى / لنا قوةٌ مهما نراك وناصر
ويروي أحاديث الثناءِ صحيحةً / عطاءٌ لنا من راحتيك وجابر
لك عارضٌ لدموع عيني ممطر
لك عارضٌ لدموع عيني ممطر / فدَعِ الجفاءَ فلست ممن يصبر
هيهات ما القلب الذي أحرقته / يا فاترَ الأجفان ممن يفتر
حسبي وحسبك إن جفنك ناعس / أبد الزمان وأن جفني يسهر
ألبستني ثوب الغرام مشهَّراً / فمدامعي حمرٌ ولوني أصفر
ونصبت للتبريح أحشائي التي / فيها من الأشواق فعلٌ مضمر
يا صاحب العطف الموشج شعره / قول العواذل في هواك يكفّر
إن كنتُ لم أسمع مقال عواذلي / فوحق حسنك أنهم لم يبصروا
بأبي غزالٌ كاسرٌ
بأبي غزالٌ كاسرٌ / قلبي بناظره الكسير
ذو وجنةٍ قد زان شع / رَ الصدغ منظرها النضير
خيلانها في جنةٍ / ولباسُهم فيها حرير
يا صاحباً صحبت معارفه الورى
يا صاحباً صحبت معارفه الورى / هنئتها خلعاً مجددة السرى
زهراء معلمة إذا لاقيتها / لاقيت منها العيش أبيض أخضرا
لا غَرْو حين نراك لابس خلعة / فالشمس تحت الغيم أمكن ما ترى
جادَت ضريحك يا خطيب غمامةٌ
جادَت ضريحك يا خطيب غمامةٌ / زكياءُ يخطب رعدها فيكرر
إما ليسعى نحو قبرك دانياً / شوق يحث ولوعة لا تتعثر
ولو أن مشتاقاً تكلف فوق ما / في وسعه لسعى إليك المنبر
أما حماة فعيش ساكنها
أما حماة فعيش ساكنها / صفو وكل زمانه سحَر
اسكندر الأيام مالكها / بدليل أن زمانه الخضر
ركبوا وقد ملأوا الفضا في أحمر
ركبوا وقد ملأوا الفضا في أحمر / كالشمسِ تشرق في العجاج الأكدر
فزمانهم يقضي بعيش أبيض / وجيوشهم تسري بموت أحمر
أفدِي مليحاً لي إلى
أفدِي مليحاً لي إلى / مرآه طول الدهر فقر
من خدِّه وجفونه / للحسن دينار وكسر
رقّ النسيم كرقتى من بعدكم
رقّ النسيم كرقتى من بعدكم / فكأننا في حبِّكم نتعاير
ووعدت بالسلوان واش عابكم / فكأننا في كذبنا نتخاير

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025