القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خاتِمة الأندَلُسِي الكل
المجموع : 7
حيَّا الرَّبيعُ بِنَرجِسٍ وَبَهارِ
حيَّا الرَّبيعُ بِنَرجِسٍ وَبَهارِ / فارْدُدْ تَحيَّتَهُ بكأسِ عُقارِ
لا تَجْنِ زَهْرَتَهُ لِغَير سُلافَةٍ / تصريفَكَ الدِّينارَ بالدِّينارِ
وَأْنَفْ لأيَّامِ الرَّبيعِ وفَضْلِها / فَضْلاً سِوى في الكاسِ والأوتارِ
أوَما تَرَى وَجْه الزَّمانِ قد اكْتَسى / كعِذارِ آسٍ أو كآسِ عِذارِ
والأرضُ قد لَبِسَتْ مَطارِفَ نَبْتِها / وتَوشَّحتْ بِصَوارِمِ الأنْهارِ
والدَّوْحُ أمْثال المَنابرِ فوقَها / خُطباءُ بالإسْحارِ في الأسْحارِ
فاقْدَحْ زِنادَ الكأْسِ عن لَهَبِيَّةٍ / تُغْشي ظَلامَ اللَّيلِ ضَوْءَ نَهارِ
ولْتَجْلُها بَدراً عَلى بَدْرٍ لَدى / بَدْرٍ تَفُزْ بِثَلاثةٍ أقْمارِ
مِنْ كَفِّ بارِعَةِ الجَمال بَديعةٍ / تُربي عَلى الأوْطار والأطْوارِ
في لَيْلةٍ كَسَتِ الشُّعورَ سَوادَها / وجَلَتْ من الوَجَناتِ ثَوْبَ شِعارِ
ما فاحَ نَدُّ اللَّيلِ عَن مِثْل الطِّلا / قُدِحَتْ شَرارَتُها بِصَوب قِطارِ
أفْدِي الَّتي لَوْلا سوادُ خِضابِها / مَحَتِ الدُّجا بأشِعَّةِ الأنْوارِ
هَيْفاءُ تُحْمى عن تَخالُسٍ ناظِرٍ / بِشفارِ سُمْرٍ أو بسُمْرِ شِفارِ
في ليلِ طُرَّتِها ولَيْلِ خِضابِها / بَدْرانِ من وَجْهٍ وكأْسِ عُقارِ
أعْيَتْ عَلى العُشَّاقِ طُرْقُ وصالِها / فَمَنالُها بالوَهْمِ والتَّذكار
عاطَيْتُها راحاً كأنَّ حَبابَها / تَحْتَ الدُّجا في الكأْسِ عِقْدُ دَراري
صَفْراءُ عَتَّقها الزَّمانُ وراضَها / طُوْلُ الثِّقافِ بِدَنِّها والغارِ
فأتَتْ كَما الأُلهوبُ تَلْفَحُ نارُها / حَرَّى ولا عَهْدٌ لَها بالنَّارِ
مازِلْتُ أسْقيها وأشْرَبُ رِيْقَها / والسُّكْرُ يَعطِفُنا عَلى مِقدارِ
حَتَّى ثَنَتْها الرَّاحُ طوعَ سَواعِدي / والرَّاحُ تَعْلَمُ كَيفَ أخْذُ الثَّارِ
فاسأل بِطيْبِ حَديثِ لَيْلَتِنا وَلا / تُغْفِلْ عَفافي عِنْدَها ووَقاري
شَهِدَتْ لِحُسْنِكَ آيَةٌ لا تُنْكَرُ
شَهِدَتْ لِحُسْنِكَ آيَةٌ لا تُنْكَرُ / خُطَّتْ بِها في صَفْحِ خَدِّكَ أسْطُرُ
أسْرارُ حُسنٍ في صَحيفةِ وَجْنَةٍ / تُوشَى بأقْلامِ الصِّبا وتُحَبَّرُ
فَنَعِيمُ كُلِّ مُتَيَّمٍ وشَقاؤهُ / حَسبُ الَّذي قَدْ خُطَّ فِيها تُقْدَرُ
يا مَنْ أغارُ عَلَيْهِ مِنْهُ وإنَّني / مِنِّي عَلَيْهِ عَلى نَواه لأغْيَرُ
لا تَصْدَعَنْ كَبدِي بِجَبْرِ حَواسِدي / فَلطَالَما باتَتْ عَلَيْك تَفَطَّرُ
للهِ أرْبَعَةٌ مِنَ الدَّهرِ
للهِ أرْبَعَةٌ مِنَ الدَّهرِ / حَسْبي بِها مِنْ جُملةِ العُمْرِ
سَمَحَ الزَّمانُ بِها عَلى بَخَلٍ / فِيهِ ووَفَّاها عَلى غَدْرِ
لم يَنْتَبِهْ طَرْفُ الخَطوب لَها / حَتَّى انقَضَت فَدَرَتْ ولَمْ تَدْرِ
أعْجِبْ بها أيَّامَ مالقَةٍ / بَيْنَ المُنى وصَحابَةٍ غُرِّ
ما شِئْتَ من حُسْنٍ ومن حَسَنٍ / ما شِئْتَ مِنْ شَمسٍ ومِنْ بدْرِ
ما رُمْتَ من أمْنٍ ومِن أمَلٍ / مارُمْتَ مِنْ بُشَرٍ ومِنْ بِشْرِ
عَفَّتْ ضَمائِرُنا فَظاهِرُنا / مُتشابِهُ الإعْلانِ والسِّرِّ
وصَفتْ خَواطِرُنا فَباطِنُنا / مُتَمازِجٌ كالرَّاحِ والقَطْرِ
يَسْعَى عَلَيْنا مُسْمِعٌ غَرِدٌ / يُغْنِيكَ عَنْ نُقْلٍ وعَنْ خَمْرِ
يَثْني المَعاطِفَ حُسْنُ نَغْمَتِهِ / فِعْلَ النَّسيمِ بِغُصنِهِ النَّضْرِ
يَتَلقَّفُ النَّغماتِ عَنْهُ رَشاً / أرْبَتْ مَحاسِنُهُ عَلى الحَصْرِ
فَيَصُوغُها رَقْصاً عَلى قَدَمٍ / كادَتْ تُبينُ مَعانِيَ الشِّعْرِ
قُلْ للقَضيبِ يُقيمُ مَعْطِفَهُ / إنْ كانَ لا يَدْرِي كما يدْرِي
في رَوْضةٍ جَرَّ الربيعُ بِها / ذَيْلَ المَحاسِنِ أيَّما جَرِّ
مَطْروزةِ الأدْواحِ بالزَّهْرِ / مَحْفُوفَةِ الأكنافِ بالزُّهْرِ
تُهْدِيهِمُ من نَوْرِها قِطَعاً / ما صِغْنَ من وَرِقٍ ولا تِبْرِ
لكِنَّهُ حُسْنٌ تَلوَّن لي / والحسنُ ألوانٌ فخُذْ عُذري
عَبثَ النَّسيمُ بقُضبِها ثَمِلاً / فَتَعانَقَتْ خَصْراً إلى خَصْرِ
والضَّمُّ يُعْدي اللَّثْمَ فابتَدَرَتْ / أزهارُها ثَغْراً عَلى ثَغْرِ
ولَرُبَّ لَثْمٍ كانَ أوَّلَهُ / ضَمٌّ وضَمٍّ جاءَ عَنْ سُكْرِ
ما احْوَلَّ عَيْنُ الباقِلا عَبَثاً / لِكنْ لِما بَصُرَتْ مِنَ الأمْرِ
كلّا ولا صاحَتْ بَلابِلُها / قَبْلَ الأوانِ سِوى مِنَ القَهْرِ
أفْدي لَيالِينا الَّتي سلَبَتْ / في ظِلِّها بِعَوارفِ الدَّهْرِ
أعقابَ شَعْبانٍ عَجِبْتُ لَها / بِيْضاً نَصَلْنَ أواخِرَ الشَّهْرِ
ولَرُبَّ مَحْمُودٍ عَواقِبُهُ / لَمْ يَجْرِ أوَّلُهُ عَلى ذِكْرِ
لَوْلا التَّحَرُّجُ قُلْتُ رُتْبَتُها / في القَدْرِ رُتْبَةُ لَيْلَةِ القَدْرِ
ماإنْ ذَمَمْتُ لها سِوى عَجَلٍ / بالفَجْرِ قَبْلَ صَبيحةِ الفَجْرِ
حَيَّتْكَ بِكْرٌ من بَنا
حَيَّتْكَ بِكْرٌ من بَنا / تِ الروْضِ أعْجَلَها ابْتِكارُ
طَلَعتْ لِغَيْرِ أوانِها / فَلِذاكَ ما اصفرَّ البَهارُ
جاءَتْكَ مُنْبِئَةً بإقْ / بال الرَّبيعِ لَها ابْتِدار
مَحْفُوفَةً بالآسِ مِنْ / هُ على مَحاسِنِها خِمارُ
فَكأنَّها ما بَيْنَهُ / خَدٌّ أحاطَ بِهِ عِذارُ
يا مَنْ تعجَّب في اصْطِبارْ
يا مَنْ تعجَّب في اصْطِبارْ / عُشَّاقِهِ عَنْهُ وحارْ
مِنْ بَعْدِ ما كَسَفتْ ذُكا / ءُ وأزْعَجَ اللَّيْلُ النَّهارْ
لَمّا بَدا في رَوْض خَدْ / دَيكَ النَّدِيْ صِلُّ العِذار
ارتاعَ طاوُوسُ الجما / ل فَمَدَّ أجْنِحةً وطارْ
فَلِذا القُلوبُ الطَّائِرا / تُ إليْهِ قَرَّ بِها القَرارْ
قالوا عَلِقْتَ بهِ كبيراً سِنُّهُ
قالوا عَلِقْتَ بهِ كبيراً سِنُّهُ / بادي العِذارِ وإنَّ ذا لنكيرُ
فأجَبْتُهمْ والقَلْبُ رَهْنُ بَلابلٍ / ومطيُّ صَدري لوْعَةٌ وزَفيرُ
إنَّ القُلوبَ على المِلاحِ قوالبٌ / ما لَمْ يَضِقْ عنهُ الصّغير صغيرُ
حازَ الجَمال بِصُورةٍ قَمَريَّة
حازَ الجَمال بِصُورةٍ قَمَريَّة / تَجلُو عَليكَ مَشارقَ الأنوارِ
وحَوى الكمالَ بِصُورةٍ عُمَرِيّة / تَتلو عليكَ مناقبَ الأبرارِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025