القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 26
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به / فأذاب جسمي في الهوى تذكاره
وكأنني من صفرةٍ غسلينُه / وكأنني من دقَّةٍ زُنارُهُ
فاذا جحدتُ هواه أو أنكرته / شهدت عليَّ من الهوى آثاره
فتنٌ تردَّدُ في الجفو
فتنٌ تردَّدُ في الجفو / نِ وفي الغصون وفي البدورِ
تلك الفنون إذا اجتمع / نَ فهنَّ مجتمع السرورِ
فاشرب على رغم الحسو / دِ وبِت على كيد الغيورِ
فالآن في فرح القلو / ب يطيب تهتيكُ السُّتورِ
والعيشُ في كيد العَدُو / وِ وفي مؤانسة النَّفورِ
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ / وبدا لمطلعِه الهلالُ المُقمِرُ
أهلاً وسهلاً بالحبيب فإنه / بحضوره كلُّ المحاسن تحضرُ
ما غاب إلا هامَ قلبي نحوه / شوقاً وكدتُ من الوساوس أُحشرُ
ولقد تَغشّى ماءَ دجلة إذ سرى / فيها الحبيب ربيعُ حسنٍ يزهرُ
ولقد تباهى نهرُه ببهائه / فغدا على أنهار دجلة يفخرُ
نهرٌ تطيَّبَ بالحبيب وطيبه / فكأنه بين الجنان الكوثرُ
قدم الذي بقدومه قدم المنى / فبه البلاد ومَن بها مُتبشِّرُ
تتبختر الأرواح في أجسامنا / شوقاً إليه إذا بدا يتبخترُ
ونظن أن الأرض تخطِر تحته / بلباقة الحركات ساعة يخطرُ
يمشي ولا ندري لشكل فنونه / أيميل أم يهتزُّ أم يتمرمَرُ
ما دامت الأبصار تبصر مثلَ ذا / في ذا الجمال فأيّ قلب يصبرُ
نورٌ على حُسنٍ على طيبٍ على / لينٍ تراه فكيف لا يتحيَّرُ
يسبي برقة سمرةٍ دريَّةٍ / فاللون درٌّ والغشاوة جوهرُ
يا حُسن خِطرة زعفرانِ عذاره / ومن العجايب زعفرانٌ أخطرُ
يا من يقلِّب ناظراً في لحظه / خمرٌ يدور على القلوب فيُسكر
واللَه لو أبصرتَ عينك عندما / ترنو لكنتَ بسحر عينك تُسحرُ
بل لو ترى الحركات منك عشقتها / عشقاً يُخاف عليك منه ويُحذر
فخذ المِراة عسى ترى ما قد نرى / من حُسن وجهك في المراة فتعذرُ
أطوي وأنشر فيك يا وشي المنى / فتجلُّدي يُطوى وشوقي يُنشَر
ماذا ترى فيمن رضاك حياتُه / وإليك موردُ عيشِه والمصدرُ
إن تصطنعه تجده عبدك في الورى / ووليَّ نعمتك التي لا تكفرُ
بيديك مهجته ودونك ماله / فاخبره فهو كما تحبُّ وأكثرُ
ودَعِ التعلَّلَ بالرقيب وغيره / لو شئت كنتَ على الزيارة تقدرُ
اعمل على أني أُرَدُّ عن الذي / أبغي فكيف أردُّ عيناً تبصرُ
إن كان قد حُظِر الوصال فإنني / أرضى وأقنع بالذي لا يُحظَرُ
فلأصبِرَنْ ولأكتمنَّ صبابتي / فعسى أفوز بما أُحبَّ وأظفرُ
هجرُ الملاح نصيب من لا يهجرُ
هجرُ الملاح نصيب من لا يهجرُ / لن يغدروا إلا بمن لا يَغدرُ
وإذا وفى لهمُ مُحبٌّ لم يَفُوا / وإذا تسلّى عنهم لم يعذِروا
واذا هُمُ مَلُّوا وفاءً أنكروا / ما لم يكن من قبل ذلك يُنكَرُ
أحسن أبا حسنٍ فإني حامدٌ / لك يا محمد في الذي لا يُذكَرُ
مولاي غيَّركَ التوثق في الهوى / عني لأني عنك لا أتغيرُ
عجباً لأنسك بي وأنت منفَّر / والآن عند أوان أُنسك تنفرُ
تعتلُّ أنك قد كبرتَ عن المنى / أتراك تكبر يا مناي وأصغرُ
الآن طِبتَ إذ التَحيتَ وإنما / غصن الفواكه حين يورق يُثمرُ
وكأن وجهك دُرَّة وكأنما / سَكُّ العذار بجانبيه جوهرُ
وكأنه قمرُ النهار بياضه / إذ حفَّه لونُ السماء الأخضرُ
لا تستَحِنَّ من اللُّحَيَّة إنَّها / سترٌ لنا دون الوشاة مُستّرُ
أمسى الهوى ممّا يليهم مظلماً / لكنَّه ممّا يلينا مقمرُ
ما ذا السَّوادُ سوادَ شَعرٍ إنما / هذا كتاب للفنون مُزَوَّرُ
فعلامَ نُحرَمُ في الهوى ما نرتجي / لمّا كُفينا في الهوى ما نحذرُ
الحب أول ما يكون لجاجة
الحب أول ما يكون لجاجة / تأتي به وتسوقه الأقدارُ
حتى إذا اقتحم الفتى لججَ الهوى / جاءت أمورٌ لا تُطاق كبار
اليوم يركض فيه طِر
اليوم يركض فيه طِر / فُ اللهو مخلوعَ العِذارِ
إن كنتَ جاري ما أُحا / ذِرُ ما أُحاذِر منك جاري
يا مُبدِعاً قتلَ النفوس جهارا
يا مُبدِعاً قتلَ النفوس جهارا / أشعلتَ بين حشا الجوانح نارا
أو ما تحنُّ لعاشقٍ متقلقلٍ / ما يستطيع على هواه قرارا
شمس النهار تغيبت من نورِهِ
شمس النهار تغيبت من نورِهِ / وتطيِّب المسك الذكيُّ بسُورِهِ
والبدر ليس ضياؤه كضيائه / عند التَّمام ولا كعشر عشيرهِ
لسنا نشكُّ ولا يشك أخو حجىً / في أنَّ يوسف لم يكن بنظيرِهِ
ونواعمٍ بيض الوجوه سبَينَني
ونواعمٍ بيض الوجوه سبَينَني / بحديثهنَّ وقد هَدا السُّمّارُ
يخطرنَ في بيض الثياب وصُفرِها / خمصُ البطون نواهدٌ أبكارُ
حتى إذا انبلج الصباحُ لناظري / ودَّعنَني ودموعُهنَّ غزارُ
فسألتُهنَّ عن الزيارة قُلنَ لي / زُرنا فقد زرناك يا غَدّارُ
في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ
في القلب من حَرِّ الصبابة نارُ / جَمرٌ عليه مَهابةٌ ووقارُ
لعب الهوى بجوارحي فَأَذابَها / فالقلب بين حشا الضلوع مُعَارُ
إن قلت قابله ماهون قبله / غُلِبَ العَزاءُ فما لَدَيَّ قَرارُ
قد كان في تلف المحبِّ بحبِّه / قبل الذي سلفت به الأشعارُ
اعلَم بأنَّ مسرَّتي
اعلَم بأنَّ مسرَّتي / لو كان فيها ما يَضرُّكْ
لَتَركتُ ذلك واتَّبَع / تُ مضرَّتي فيما يسرُّكْ
حَسَنٌ تكامل في المحاسن فاغتدى
حَسَنٌ تكامل في المحاسن فاغتدى / لكماله في الحسن أوحدَ عصرِهِ
واللَهِ ما أدري بأيِّ صفاته / أسَرَ القلوبَ فأُوثقت في أسرِهِ
أبوجهه أم شَعرِه أم نحرِهِ / أم قدِّه أم ردفه أم خصرِهِ
اللَهُ صيَّره خليفةَ شمسِه / فينا وأغنانا به عن بدرِهِ
خَلقٌ وخُلقٌ زيَّناه وذلَّلا / عزَّ النفوس لنهيه ولأمرِهِ
بصيانةٍ في أُنسه وتواضعٍ / في نيله وبشاشةٍ في كِبرِهِ
في طرفه سحرٌ يُشحِّطُنا به / فلذاك حُمرة خدِّه من قَطرِهِ
لو جاء ناظرُه ببابل لاعترت / هارُوتَ أو ماروتَ أُخذةُ سحرِهِ
لو أنَّ ذا القَرنَين في ظلماته / لاقاه يضحك لاستضاء بثغرِهِ
إني لأحسبني إذا استَنكَهتُه / ملكٌ تطلَّع في جِرابة عطرِهِ
قد ظَنَّ بي ظنّاً ولا وحياته / ما كان بل قد ظنَّه في سكرِهِ
إنَّ الوفاء ديانةٌ ولقد يُرى / غَدرُ الفَتى أخزى له من كُفرِهِ
أأمسُّه بنقيصةٍ لِم ذا ولو / مُلِّكتُ عمري زدتُه في عُمرِهِ
سيّان عندي نائمٌ في نومه / يُجنى عليه وميِّت في قَبرِهِ
إن كُنتُ رُمتُ خيانةً في وصله / جعل الإلهُ منيَّتي في هَجرِهِ
لو متُّ وجداً ما غدَرتُ بعهدِ مَن / أسَلُ الإلهَ كفايةً من غَدرِهِ
وإذا ابتذلتك يا مصون فكيف بي / بأخٍ أتِيهُ بصونه وبسترِهِ
إني أُجلُّك عن توهُّمك الخَنى / وأُجلُّ فاك بأن يفوه بذكرِهِ
من غير خُبرٍ تدَّعي ما تدَّعي / وتردُّ حجَّةَ مخبرٍ عن خُبرِهِ
ما كانَ ذا مقدارَ قدرك عنده / كلا ولا مقدارَه في قَدرِهِ
مُتَنَصِّرٌ صبغ الهوى جسمي به
مُتَنَصِّرٌ صبغ الهوى جسمي به / فأذابَ قلبي في الهوى تَذكارُهُ
فكأنَّني من صُفرةٍ غِسلينُه / وكأنَّني من دقَّةٍ زُنّارُهُ
وإذا جحدتُ هواه أو أنكرتُهُ / شهدت عَليَّ من الهوى آثارُهُ
لهفي على تلك المحا
لهفي على تلك المحا / سنِ والمحاجر في المَعاجرْ
وحواجبٍ كقوادم ال / خُطّافِ في حَلَق الأناجِر
أمضى وأنفذ في القلو / ب من الخناجر في الحناجر
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ
حُلَلُ المحاسن نزهة الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقد الزُّنّارِ
وإذا تنزَّه ناظري في روضةٍ / حنَّ الفؤاد إلى جنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهداً عن غامض الأسرارِ
قد يستَدلُّ بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدّخَان فثَمَّ موقِد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاء كلِّ مُهتَّك الأستارِ
فتجنَّبِ الأشرارَ تَجنُب شرَّهم / واختر لنفسك صحبة الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّار يُدعى فاجراً / وكذاك بَرّاً لاذ بالأبرارِ
ولأهلِه شَرَطٌ أذاهُ وغَيُّه / مَن أعجبَته مذاهبُ الشطّارِ
بَهرَجتَ جسمك والظنون جهابذٌ / عُكفٌ عليك وأنت كالدينارِ
ما بال ذكرك بالمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمَّن يعرِّض نفسَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حرّاً فدونك صحبة الأحرارِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ
صنم تصوَّر أحسنَ التصويرِ / في الحسن قد أمسى بغير نظيرِ
اللَهُ صوَّره بديعَ محاسنٍ / كيما يكون نموذجاً للحورِ
فلذاكَ زخرف وجهَه بدقائقٍ / فتنت وكحَّلَ طرفَه بفتورِ
وكأنَّ عارضَه صفيحةُ جوهرٍ / متنمنماً فيها عِذارَ غَريرِ
قد خطَّ فيه الشَّكلُ خَطَّ لبَاقَةٍ / منقوشةٍ من ظلمةٍ في نورِ
فالآن يُعذرُ من يهيم بحبِّه / إذ حصَّنَته ملاحةُ التعذيرِ
ماء البشاشة ضاحك في وجههه / أبداً كوجهِ مبشِّرٍ بسرورِ
دَلُّ الملاحِ يهزُّه فكأنَّه / وردٌ يُقَبِّل غُرَّةَ المنثورِ
كلُّ المِلاح إذا تراه تحسَّروا / حسداً كحسرة عاشقٍ مهجورِ
إني لأحسب حُسنَه متفرِّداً / إذ كان منفرداً بغير نظيرِ
كم عاشقٍ بفناء عرصة دارِه / كركوع موسى في فناء الطورِ
فإذا بدا بلوائه فكأنهم / أسرى وقد بَصُروا بوجهِ أميرِ
فمن الحقائق والخصو
فمن الحقائق والخصو / رِ إلى الترائبِ والنحورِ
ومن الوجوه إلى العيو / نِ إلى الخدودِ إلى الثغورِ
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ
قدم الرَّبيع فحطَّ في آذارِ / بعساكرٍ للزهر والأنوارِ
فتناثرت لقدومها بتفصحٍ / بعد العجومةِ ألسُن الأطيارِ
وكأنَّ إقبالَ الزمان من الشتا / إقبالُ مسحور من الأسحار
ومضى الشتاء بقرِّه فتسربلت / بعد التجمُّد حَيَّةُ الأنهارِ
خلعَ الربيعُ على الرياض وألبَسَت / خِلَع الربيعِ مُشَهَّرَ الأقطارِ
فيها رُفُوضٌ كالعيون تفتَّحت / بعد الغُموض كليلةَ الأبصارِ
وكأنَّما للأُقحوانة مُقلةٌ / حَبّات دُرٍّ طُفنَ بالدِّينارِ
ترنو إلى ساقٍ لها من حالِقٍ / سمحٍ يجود بواكفٍ مدرارِ
ومُدير كأسٍ ديره في خصره / خَصرٌ يحاكي دقَّةَ الزُّنّارِ
وكأنَّ إبريقاً يصبُّ بكأسه / بازٌ يصبُّ دماً من المنقارِ
وتُخال إذ سُكبت لصفو مزاجها / ذوبَ اللجينِ على مُذاب نُضارِ
فانفِ الهمومَ عن الفؤاد بقهوةٍ / عذراء صافيةٍ كلون النارِ
يسقيكها حلو اللِّثام مُقَرَّطٌ / خَدَاه مصبوغٌ كصبغ عُقَار
والعندليب مُغَرِّدٌ بصَفيره / يحكي معاني رنَّة الأوتارِ
وكَرِينَةٌ عَذراءُ يونانيَّةٌ / كالبدر غُرَّتها لذي إقمار
والعودُ يبكي كالحنين بحجرها / وتلفُّ أُذنَيه كفعل صِرارِ
والشاهجان فما ألذَّ بكاءه / يحكي أَغاني ساكن الأشجارِ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ
عيدُ الأمير على الزمان أميرُ / وكذاك تأثيرُ الخطيرِ خَطيرُ
يا زينةَ الأعياد عِش لتزينها / أبداً فعيشك للزمان حَبِيرُ
باليمن والبركات ظَلتَ مُعَيِّداً / وظِلالُ عيدِك غبطةٌ وسرورُ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ
روضُ المحاسنِ نزهةُ الأبصارِ / والعيشُ تحت معاقِدِ الأزرارِ
وإذا تَنَزَّه ناظري في روضةٍ / حَنَّ الفؤادُ إلى جَنى الأثمارِ
فلذاك صار اللحظُ في حكم الهوى / مستشهَداً عن غامض الأسرارِ
قد يُستَدَل بظاهرٍ عن باطنٍ / حيث الدُّخان فثَمَّ موقد نارِ
سمجٌ بمثلك صحبة الأشرارِ / وإخاءُ كلِّ مُهَتَّك الأستارِ
فتجنّبِ الأشرارَ تُكفى شرَّهم / واختر لنفسك صحبةَ الأخيارِ
مَن لاذ بالفُجّارِ يُدعى فاجراً / ومُبَرَّراً مَن لاذَ بالأبرارِ
لازال مَدعوراً أبوه وأُمُّه / مَن لا يزال مُحالفَ الدُّعّارِ
ولأهله شَرَطٌ أذاه وعيبُه / مَن أعجَبَته مذاهبُ الشُّطّارِ
بَهرَجتَ نفسَك والعيون بهارجٌ / عكفت عليك وأنت كالدِّينارِ
ما بال ذكرِكَ للمسامع مُكرَهاً / قبحاً ووجهك نزهة الأبصارِ
فبحسن وجهك كن لعرضك صائناً / عمّن يُعَرِّض عرضَه للعارِ
إنَّ القرين هو النظير فإن تكن / حُرّاً فدونك صحبة الأحرار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025