المجموع : 21
عِندي فديتُكَ سادَةٌ أحرارُ
عِندي فديتُكَ سادَةٌ أحرارُ / وقلوبُهُمْ شَوقاً إليكَ حِرارُ
وشَرابُنا شربُ العُلومِ وبينَنا / نُزَهُ الحديثِ ونُقْلُنا الأشعار
فامنُنْ علَينا بالبدارِ فإنَّما / أعمارُ أوقات السُّرورِ قِصارُ
قالُوا مَشيبُكَ قد تبسَّمَ ضاحِكاً
قالُوا مَشيبُكَ قد تبسَّمَ ضاحِكاً / وهْوَ النَّهار أتاكَ بالأنْوارِ
فاستوضِحِ القَصدَ اليمينَ ولا تَزُغْ / عَنهُ فإنَّكَ في ضياء نَهارِ
فأجبْتُهُمْ والحَقُّ بَدرٌ باهِرٌ / لا يَستسِرُّ ضياؤهُ بسِرارِ
إنَّ النَّهارَ وإنْ أضاءَ فإنَّها / يَهدي الضّياءَ إلى ذوي الأبصارِ
إنْ كنتَ تطلُب رتبَةَ الأحرارِ
إنْ كنتَ تطلُب رتبَةَ الأحرارِ / فأعْمَدْ لحِلْمٍ راجحٍ وَوَقارِ
وحَذارِ مِن سَفَهٍ يَشِينُكُ وَصمُهُ / إنَّ التَّسَفُّهَ بالمُروءةِ زارِ
وذَرِ السَّفيه إذا تَصدّى لامرِئٍ / مَتَحَلِّمٍ ونَحاهُ بالإضرار
فالماءُ يُطفي وهو لَيْنٌ مَسُّهُ / عَذْبٌ مَذاقَتُهُ لَهِيبَ النَّارِ
يا ناعماً بسُرورِ عَيشٍ زائلٍ
يا ناعماً بسُرورِ عَيشٍ زائلٍ / ستزولُ عنهُ طائعاً أو كارِها
إنَّ الحوادِثَ تنقُلُ الأحرارَ عن / أوطانِهِمْ والطَّيْرَ عن أوكارِها
ما إنْ سمِعْتُ بنُوّارٍ لهُ ثَمرٌ / في الوَقتِ يُمِتعُ سَمْعَ المَرءِ والبَصَرا
حتَّى أتاني كِتابٌ مِنكَ مُبتسِماً / عن كُلِّ لَفظٍ ومعنىً أشبَهَ الدُّرَرا
فكانَ لفظُكَ في آلائِه زَهَراً / وكانَ معناكَ في أثنائهِ ثَمَرا
تسابَقا فأصابا القَصْدَ في طَلقٍ / للهِ من ثَمَرٍ قد سابَقَ الزَّهَرا
لما تولَّيْتُ الأُمورَ وأظلَمَتْ
لما تولَّيْتُ الأُمورَ وأظلَمَتْ / في ناظِرَيَّ موارِدي ومصادِري
ويَئستُ مِمَّن كنتُ أرجو فضلَهُ / وأُعِدُّهُ عنوانَ صُحفِ ذخائري
وعلمتُ أنَّي قد أضعْتُ صنائعي / ووضعْتُها في غَيرِ حُرٍّ شاكِرِ
فأتى وفاؤكَ وهو أنسٌ ناضرٌ
فأتى وفاؤكَ وهو أنسٌ ناضرٌ / فأجارَني من صَرْفِ دَهرٍ جائرِ
فَلأشكُرَنَّكَ شكرَ رَوضٍ ناضرٍ / سمحَ الغَمامُ له بغَيْثٍ باكرِ
يا مَنْ أراهُ يَمتري بمَودَّتي
يا مَنْ أراهُ يَمتري بمَودَّتي / ما مُنصفٌ فيما يُحبُّ بمُمْتَري
إنْ كنتَ قد أُبلغِتَ عَنِّي سَيِّئاً / فالذَّنبُ فيهِ للكَذوبِ المُفتري
أو خَيَّلُوا لكَ أنَّ عهديَ أبترٌ / فالحُرُّ لا يرضى بعَهدٍ أبترِ
طَبعي كطبعِ المُشتَري ما فيهِ من / شَرٍّ فهلْ من مُشتَرٍ للمُشتري
لو أَنَّني أفنَيْتُ عُمري كُلَّهُ
لو أَنَّني أفنَيْتُ عُمري كُلَّهُ / في وصفِ شَوقي مُطنِباً مُسْحَنْفِرا
لَغدوْت فيه مُفرِّطاً لا مُفْرِطاً / ورجعتُ عنه مُعذِّراً لا مُعذِراً
إنْ كْنتَ تأنَسُ بالحبيبِ وقُربِهِ
إنْ كْنتَ تأنَسُ بالحبيبِ وقُربِهِ / فاصبِرْ على حُكمِ الرَّقيبِ ودارِهِ
إنَّ الرَّقيبَ إذا صبرتَ لحُكمِه / بوّاكَ في مَثوى الحَبيبِ ودارِهِ
ذَكِّرْ أخاكَ إذا تناسى واجِباً
ذَكِّرْ أخاكَ إذا تناسى واجِباً / أو عَنَّ في آرائهِ تَقصيرُ
فالرَّأيُ يَصْدَأُ كالحُسامِ لعارضِ / يطرا عَليهِ وَصْقلُهُ التَّذكيرُ
وإذا غنِيتَ فلا تكُنْ بَطِراً
وإذا غنِيتَ فلا تكُنْ بَطِراً / فوراءَ أيَّامِ الغِنى فَقْرُ
وإذا افتقرْتَ فلا تَكُنْ جَزِعاً / فوراءَ كُلِّ دُجُنَّةٍ فَجْرُ
كَم مُذنِبٍ قد ضافَني
كَم مُذنِبٍ قد ضافَني / فَقريْتُهُ صَفْحاً وغُفْرا
كم حاسِدٍ صابَرْتُهُ / فقتَلْتُهُ بالصَّبرِ صَبْرا
بأبي وأُمّي مَنْ شمائلُهُ
بأبي وأُمّي مَنْ شمائلُهُ / رِيحُ الشّمالِ تَنَفَّسَتْ سَحَرا
وإذا امتطى قَلَماً أنامِلُهُ / سحرَ العُقولَ بهِ وما سَحَرا
الدّهر يلعَبُ بالفتى
الدّهر يلعَبُ بالفتى / لعبَ الصَّوالِجِ بالكُرَهْ
أو لعبَ ريحٍ عاصِفٍ / عصفَتْ بكَفٍّ من ذُرَهْ
ويقودُهُ نحوَ السَّعا / دةِ والشَّقاءِ بلا بُرَهْ
الدَّهر قَنّاصٌ وما / لإنسانُ إلا قُنْبُرَهْ
مِن أينَ للرَّشَأ الغَريرِ الأحورِ
مِن أينَ للرَّشَأ الغَريرِ الأحورِ / في الخَدِّ مِثلُ عِذارِكَ المُتَحَدِّرِ
رَشَأ كأنَّ بعارِضَيْهِ كَليْهِما / مِسكاً تساقَكُ فوقَ وَرْدٍ أحمَرِ
لا تَفزعَنْ مِن كُلِّ شَيءٍ مُفزِعٍ
لا تَفزعَنْ مِن كُلِّ شَيءٍ مُفزِعٍ / ما كُلُّ تَدبير البُروجِ بضائرِ
يا راغِباً في الحَمدِ والشُّكْرِ
يا راغِباً في الحَمدِ والشُّكْرِ / ومُتيمَّاً بعَقيلَةِ الذِّكْرِ
قَيِّدْ بِبِرِّكَ شُكرَ ذي أمَلِ / فالبِرُّ قيدُ أوابِدِ الشُّكْرِ
أنا ضَيفُكَ المَكدودُ بالأسفارِ
أنا ضَيفُكَ المَكدودُ بالأسفارِ / فاجعَلْ قِراهُ قِراءَةَ الأسفارِ
سخُفَ الزَّمانُ فإنْ سَخُفْنا فاعْذُرِ
سخُفَ الزَّمانُ فإنْ سَخُفْنا فاعْذُرِ /
ما أجهلَ الإنسانَ بالد
ما أجهلَ الإنسانَ بالد / نيا وأعجبَ أمرَه
أضحى يُشيِّدُ قَصرَهُ / والموتُ يهدمُ عُمرَه