المجموع : 3
يا شَمسَ دينِ اللَهِ كَم لَكِ مِن يَدٍ
يا شَمسَ دينِ اللَهِ كَم لَكِ مِن يَدٍ / يُثني بِها بادٍ وَيَشهَدُ حاضِرُ
وَلَدَيَّ أَعمِدَةٌ قَليلٌ قَدرُها / جِدّاً وَلِلدِيوانِ والٍ قادِرُ
لا شَيءَ عِندي مَكسُها لَكِنَّني / أَخشى يَقولُ الناسُ جاهُكَ قاصِرُ
وَلَقد جَرى فيها بِواسِطَ وَقعَةٌ / ما كانَ لي فيها هُنالِكَ ناصِرُ
وَأُعيذُ مَجدَكَ أَن أُقابِلَ مِثلَها / مِن حَيثُ أَنتَ وَسَيبُكَ المُتظاهِرُ
وَبِأَمسِ كانَت لِي بِقُربِكَ صَيلَمٌ / ما لي وَبَيتِ اللَهِ فيها عاذِرُ
لَكِنَّني اِستَصغَرتُها وَلَقد أَرى / أَنَّ الصَغائِرَ بَعدَهُنَّ كَبائِرُ
فَاِدفَع بِجاهِكَ أَو بِمالِكَ مُنعِماً / عَنّي فَمالُكَ لِلعُفاةِ ذَخائِرُ
قَسَماً بِأَعرافِ الجِيادِ الضُمّرِ
قَسَماً بِأَعرافِ الجِيادِ الضُمّرِ / وَبِما أَثَرنَ مِن العَجاجِ الأَكدَرِ
وَبِما حَمَلنَ إِلى الوَغى مِن ماجِدٍ / طَلقِ المُحَيّا ذي جَبينٍ أَزهَرِ
وَبِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ وَمُفاضَةٍ / كَالنَّهرِ سابِغَةٍ وَعالٍ أَسمَرِ
لَو قيلَ مَن في الأَرضِ أَعلى هِمَّةٍ / وَأَعَزُّ نافِلَةٍ وَأَشرَفُ مَعشَرِ
ما قيلَ إِلّا ذاكَ فَضلٌ في العُلى / حامي حِمى الآباءِ سامي المَفخَرِ
الماجِدُ الأَحساب وَالمَلِكُ الَّذي / يَغشى الوَغى فَرداً بِوَجهٍ مُسفِرِ
الواهِبُ الجُردَ العِتاقَ يَقودُها / صُفرُ المَجاسِدِ مِن بَناتِ الأَصفَرِ
وَالمُكرِهُ السُّمرَ الدِقاقَ ومُنهِلُ ال / بيضِ الرِقاقِ مِنَ النَجيعِ الأَحمَرِ
وَمُقَنطِرُ البطَلِ الهزبرِ بِطَعنَةٍ / يَقضي قَضِيَّتَهُ وَلَمّا يَستُرِ
وَمُفَلِّقُ الهاماتِ في ضَنكِ الوَغى / بِمُذَلَّقِ الحَدَّينِ صافي الجَوهَرِ
كَم غادَرَت أَسيافُهُ مِن ماجِدٍ / جَزر السِباعِ مُجَدَّلٍ لَم يُقبَرِ
مُنيَ العِدى مِنهُ بِأَغلَبَ ثائِرٍ / يُنبيكَ مَنظَرُهُ بِصِدقِ المَخبَرِ
مُتَوَقِّدُ العَزماتِ أَكبَرُ هَمِّهِ / إِحياءُ مَأمورٍ وَمَوتُ مُؤَمَّرِ
وَالمَوتُ أَشهى عِندَهُ مِن أَن يُرى / في غَيرِ مَرتَبَةِ المَليكِ الأَكبَرِ
تلقاهُ أَثبَتَ ما يَكونُ جَنابُهُ / وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَنا المُتَكَسِّرِ
وَأَحَبُّ يَومٍ عِندَهُ يَومٌ بِهِ / يُعطي الهُنَيدَةَ لِلفَقيرِ المُقتِرِ
جَرّارُ كُلِّ كَتيبَةٍ فُرسانُها / أَوفى وَأَمضى مِن كَتيبَةِ دَوسَرِ
تَحتَ السَنوَّرِ وَالتَريكِ تَخالُهُم / وَالخَيلُ تَحتَ النَقعِ جِنَّةُ عَبقَرِ
ما صَبَّحَت داراً سَنابِكُ خَيلها / إِلّا وَوارَت جَوَّها بِالعِثيرِ
لِسِنانِهِ مِن كُلِّ فارِسِ بَهمَةٍ / ما بَينَ وَجَنَةِ خَدِّهِ وَالمحجِرِ
وَلِسَيفِهِ مِنهُ إِذا ما اِستَلَّهُ / ما بَينَ قُلَّةِ رَأسِهِ وَالأَنهُرِ
ما حِلمُ قَيسٍ ما وَفاءُ سَمَوأَلٍ / ما جودُ أَوسٍ ما شَجاعَةُ جَحدَرِ
لَو أَنَّهُم وُزِنُوا بِهِ لَم يَعدِلُوا / مِن كَفِّهِ اليُسرى بَنانَ الخِنصَرِ
آبى وَأَمنَعُ جانِباً مِن هانِئٍ / أَيّامَ يَمنَعُ خَلفَهُ اِبنَ المُنذِرِ
وَأَشَدُّ بَأساً مِن كُلَيبٍ إِذ سَطا / بِالسَيفِ يَجتَثُّ الذُرى مِن حِميَرِ
وَأَعَزُّ جاراً مِن فَتى بَكرٍ وَقَد / نَزَلَت بِساحَتِهِ عَقيلَةُ مِنقَرِ
ذُو هِمَّةٍ صَعَدت وَأَصبَحَ دونَها / زُحَلٌ وَأَوجُ عُطارِدٍ وَالمُشتَري
ما زالَ يَجتابُ البِلادَ مُشَمِّراً / تَشميرَ لا وانٍ وَلا مُتَحَيِّرِ
حَتّى ظَنَنّا أَنَّهُ في عَزمِهِ / يَسعى لِيَخرُجَ عَن مَدى الإِسكَندَرِ
رَضِيَ الخَليفَةُ هَديَهُ وَاِختارَهُ / وَحَباهُ بِالحَظِّ الجَزيلِ الأَوفَرِ
لَبّاهُ جَهراً وَاِصطَفاهُ لَهُ فَتىً / مِن بَينِ أَبناءِ النَبيتِ وَقَيذَرِ
وَأَمَدَّهُ بِخَزائِنٍ لَو صَبَّحَت / ذاتَ العِمادِ لَآذَنَت بِتَدَعثُرِ
فيها المَناجيقُ العِظامُ يَحُفُّها / نِفظٌ تَأَجَّج نارُهُ بِتَسَعُّرِ
وَقسِيُّ أُسدٍ لا تَرُدُّ نِصالَها / زُبرُ الحَديدِ وَلا صَفيحُ المَرمَرِ
وَقَضى إِلَيهِ أَنَّ حُكمَكَ نافِذٌ / ماضٍ بِأَكنافِ العِراقِ وَتُسترِ
فَاِضمُم إِلَيكَ الجَيشَ وَاِنهَض وَاِفتَتِح / ما شِئتَ مِن بَلَدٍ وَجِدَّ وَشَمِّرِ
فَلَكَ الكَرامَةُ وَالحِباءُ وَكُلُّ ما / تَسمُو لَهُ مِن عَسجَدٍ أَو عَسكَرِ
تِيهي بِهِ يا آلَ فَضلٍ وَاِرتَقي / فَوقَ السَماءِ عُلىً وَباهي وَاِفخَري
فَبِهِ تَطولُ رَبيعَةٌ كُلَّ الوَرى / مِن مُتهِمٍ أَو مُنجِدٍ أَو مُغورِ
جُزتَ المَدى وَبَلَغتَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ / أَقصى المَنى وَرَقيتَ أَعلى مِنبَرِ
وَجَرَت أَوامِرُكَ الشَريفَةُ في قُرى / كِسرى وَسابورِ المُلوكِ وَقَيصَرِ
بِع واسِطاً بِالنَأيِ وَالهَجرِ
بِع واسِطاً بِالنَأيِ وَالهَجرِ / وَدَعِ المُرورَ بِها إِلى الحَشرِ
أَرضٌ يُدَبِّرُها اِبنُ صابِئَةٍ / شابَت مَفارِقُها عَلى الكُفرِ
قَلفاءُ مِن نَبطِ البَطائِحِ لَم / تَمرُر لَها المَوسى عَلى بَظرِ
تَلقى الأُيورَ بِعُنبلٍ خَشِنٍ / مُتَعَثكِلٍ يُوفي عَلى الشِبرِ
قَد سَدَّ واسِعَ قُبلِها عَظمٌ / فَجَميعُ ما وَلَدَت مِن الدُبرِ
يا اِبنَ الدُيَيثِيِّ اللَعينِ لَقَد / رُمتَ المُحالَ فَغُصتَ في بَحرِ
لَكَ لِحيَةٌ كَالتَيسِ ما بَرِحَت / مِن بَولِهِ في ناطِفٍ تَجري
وَبِها إِذا حاضَت حَليلَتُكَ الر / رَعناءُ تَعرِفُ أَوَّلَ الطُهرِ
وَلَسَوفَ يَحلِقُها أَخُو كَرَمٍ / زاكي الأَرُومَةِ طَيِّبُ النَجرِ
وَهِيَ الَّتي غَرَّتكَ فَاِبغِ لَها / بَيتاً يُحَصِّنُها مِن الظَهرِ
وَاِجمَع حَوالَيها لِيَمنَعَها / ما اِسطَعتَ مِن مُستَحكَمِ الجَعرِ
فَلَقَد أَتاها ما سَيَترُكُها / مَرداءَ خالِيَةً مِنَ الشَّعرِ
وَلَعَلَّ ذَلِكَ فيهِ مَصلَحَةٌ / لَكَ يا لَئيمُ وَنَحنُ لا نَدري
نُمسي كَما قَد كُنتَ مُحتَرَماً / عِندَ الزُناةِ مُعَظَّمَ القَدرِ
يُعطيكَ حُكمَكَ كُلُّ ذي شَبَقٍ / يَهوى العُلوقَ مُضَبَّرٍ عُفرِ
لُقِّبتَ جَهلاً بِالسَديدِ وَما / سُدِّدتَ في نَهيٍ وَلا أَمرِ
وَلَقَد تَسَمَّيتَ الأَديبَ وَفي / أَدَبِ الحِمارِ عَجائِبُ الدَهرِ
لَو كُنتَ يا نُوتِيُّ ذا أَدَبٍ / لَخَلَعتَ عَنكَ مَلابِساً تُعري
يا تَيسُ قَرنُكَ كُلُّهُ نَقَدٌ / في النَطحِ لا يَقوى عَلى الصَخرِ
مَهلاً فَقَد نَبَّهتَ لَيثَ شَرىً / أَظفارُهُ وَنُيوبُهُ تَفري
مِن مَعشَرٍ لَبِسُوا العُلى وَنَشَوا / بَينَ الصَوارِمِ وَالقَنا السُمرِ
تَختالُ تَحتَهُمُ الجِيادُ إِذا / رَكِبُوا فَيَسمُو الطّرفُ كَالصَقرِ
أَهلُ القِبابِ الحُمرِ إِن نَزَلُوا / قَفراً وَأَهلُ الجامِلِ الدّثرِ
وَالراسياتُ مِنَ النَخيلِ لَهُم / وَمُكَرَّماتُ البَرِّ وَالبَحرِ
لا يَرهَبُ الأَيّامَ جارُهُمُ / وَنَزيلُهُم مِن مالِهم يُقري
أَنكَرتَني وَلَسَوفَ تَعرِفُني / فَتُقِرُّ أَنّي واحِدُ العَصرِ
فَاِذهَب فراراً كَيفَ شِئتَ فَما / تَنجو بِأَجنِحَةِ القَطا الكُدرِ
قَد يُمهِلُ اللَهُ الظَلومَ إِلى / حينٍ وَيَجزي المَكرَ بِالمَكرِ
أَسرَفتَ في ظُلمِ العِبادِ أَما / لِلبَعثِ في ناديكَ مِن ذِكرِ
وَأَعَنتَ قُطّاعَ الطَريقِ عَلى / فَقرِ التِجارِ وَخَيبَةِ السَفرِ
نِصفُ البِضاعَةِ حينَ تَظفرُها / مَكسٌ لَقَد بالغتَ في النُكرِ
خُنتَ الخَليفَةَ في رَعِيَّتِهِ / وَعَصَيتَهُ في السِرِّ وَالجَهرِ
وَتَناقَلَت أَيدي الرِكابِ بِما / أَحدَثتَ في أَيّامِهِ الذِكرِ
فَليَرمِيَنَّكَ بَعضَ أَسهُمِهِ / فَتُبَلُّ مِنكَ بِثَغرَةِ النَحرِ
اِردُد عَلَيَّ بِلا مُراجَعَةٍ / ما خانَني في نَظمِهِ فِكري
تُدعى السَديدَ وَما السَدادُ بِأَن / تُستَنكَحَ الحَسنا بِلا مَهرِ
لَكَ مُؤنَةُ العُمُدِ الخِباثِ وَقَد / وُزِنَت فَهَل لَكَ مُؤنَةُ الشِعرِ
وكَّلت عُثماناً فَوافَقني / فيها وَتابَعَهُ أَبو بَكرِ
حَتّى خَرَجتُ عَلى حِسابِهما / مِمّا جَلَبتُ بِراحَةٍ صَفرِ
قَد قُلتُ حينَ رَأَيتُ فِعلَهُما / وَيهاً فَهَذا بَيضَة العُقرِ
لا أَخلَفَ الرَحمَنُ مالَ فَتىً / يَأتيكُمُ فَيَبيعُ أَو يَشري
هَذا جَزاءُ النَظمِ فيكَ وَقَد / يُجزى الضِراطَ مُقَبِّلُ الحِجرِ
قابَلتَها إِذ أُنشِدَت بِرِضاً / وَعَقَقتَها فَوَقَعتَ عَن خبرِ
وَالعُذرُ لي فيما هَذَيتُ بِهِ / إِن كانَتِ الحُمّى مِن العُذرِ
أَلا فَمِثلُكَ لا أَجُودُ لَهُ / بِالمَدحِ في نَظمٍ وَلا نَثرِ
هِيَ سَبعَةٌ تَأتيكَ سَبعَ مائىٍ / تُنسِيكَها وَالحَصدُ لِلبَذرِ
عَن كُلِّ بَيتٍ صادِرٍ مائَةٌ / وَجَزاءُ مِثلي لَيسَ بِالنَزرِ
فَاِصبِر لَها يا نَذلُ لا كَرَماً / فَالكَلبُ يُجزى القَتلَ بِالعَقرِ