القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُقَرَّب العُيُونِي الكل
المجموع : 3
يا شَمسَ دينِ اللَهِ كَم لَكِ مِن يَدٍ
يا شَمسَ دينِ اللَهِ كَم لَكِ مِن يَدٍ / يُثني بِها بادٍ وَيَشهَدُ حاضِرُ
وَلَدَيَّ أَعمِدَةٌ قَليلٌ قَدرُها / جِدّاً وَلِلدِيوانِ والٍ قادِرُ
لا شَيءَ عِندي مَكسُها لَكِنَّني / أَخشى يَقولُ الناسُ جاهُكَ قاصِرُ
وَلَقد جَرى فيها بِواسِطَ وَقعَةٌ / ما كانَ لي فيها هُنالِكَ ناصِرُ
وَأُعيذُ مَجدَكَ أَن أُقابِلَ مِثلَها / مِن حَيثُ أَنتَ وَسَيبُكَ المُتظاهِرُ
وَبِأَمسِ كانَت لِي بِقُربِكَ صَيلَمٌ / ما لي وَبَيتِ اللَهِ فيها عاذِرُ
لَكِنَّني اِستَصغَرتُها وَلَقد أَرى / أَنَّ الصَغائِرَ بَعدَهُنَّ كَبائِرُ
فَاِدفَع بِجاهِكَ أَو بِمالِكَ مُنعِماً / عَنّي فَمالُكَ لِلعُفاةِ ذَخائِرُ
قَسَماً بِأَعرافِ الجِيادِ الضُمّرِ
قَسَماً بِأَعرافِ الجِيادِ الضُمّرِ / وَبِما أَثَرنَ مِن العَجاجِ الأَكدَرِ
وَبِما حَمَلنَ إِلى الوَغى مِن ماجِدٍ / طَلقِ المُحَيّا ذي جَبينٍ أَزهَرِ
وَبِكُلِّ أَبيَضَ صارِمٍ وَمُفاضَةٍ / كَالنَّهرِ سابِغَةٍ وَعالٍ أَسمَرِ
لَو قيلَ مَن في الأَرضِ أَعلى هِمَّةٍ / وَأَعَزُّ نافِلَةٍ وَأَشرَفُ مَعشَرِ
ما قيلَ إِلّا ذاكَ فَضلٌ في العُلى / حامي حِمى الآباءِ سامي المَفخَرِ
الماجِدُ الأَحساب وَالمَلِكُ الَّذي / يَغشى الوَغى فَرداً بِوَجهٍ مُسفِرِ
الواهِبُ الجُردَ العِتاقَ يَقودُها / صُفرُ المَجاسِدِ مِن بَناتِ الأَصفَرِ
وَالمُكرِهُ السُّمرَ الدِقاقَ ومُنهِلُ ال / بيضِ الرِقاقِ مِنَ النَجيعِ الأَحمَرِ
وَمُقَنطِرُ البطَلِ الهزبرِ بِطَعنَةٍ / يَقضي قَضِيَّتَهُ وَلَمّا يَستُرِ
وَمُفَلِّقُ الهاماتِ في ضَنكِ الوَغى / بِمُذَلَّقِ الحَدَّينِ صافي الجَوهَرِ
كَم غادَرَت أَسيافُهُ مِن ماجِدٍ / جَزر السِباعِ مُجَدَّلٍ لَم يُقبَرِ
مُنيَ العِدى مِنهُ بِأَغلَبَ ثائِرٍ / يُنبيكَ مَنظَرُهُ بِصِدقِ المَخبَرِ
مُتَوَقِّدُ العَزماتِ أَكبَرُ هَمِّهِ / إِحياءُ مَأمورٍ وَمَوتُ مُؤَمَّرِ
وَالمَوتُ أَشهى عِندَهُ مِن أَن يُرى / في غَيرِ مَرتَبَةِ المَليكِ الأَكبَرِ
تلقاهُ أَثبَتَ ما يَكونُ جَنابُهُ / وَالخَيلُ تَعثُرُ بِالقَنا المُتَكَسِّرِ
وَأَحَبُّ يَومٍ عِندَهُ يَومٌ بِهِ / يُعطي الهُنَيدَةَ لِلفَقيرِ المُقتِرِ
جَرّارُ كُلِّ كَتيبَةٍ فُرسانُها / أَوفى وَأَمضى مِن كَتيبَةِ دَوسَرِ
تَحتَ السَنوَّرِ وَالتَريكِ تَخالُهُم / وَالخَيلُ تَحتَ النَقعِ جِنَّةُ عَبقَرِ
ما صَبَّحَت داراً سَنابِكُ خَيلها / إِلّا وَوارَت جَوَّها بِالعِثيرِ
لِسِنانِهِ مِن كُلِّ فارِسِ بَهمَةٍ / ما بَينَ وَجَنَةِ خَدِّهِ وَالمحجِرِ
وَلِسَيفِهِ مِنهُ إِذا ما اِستَلَّهُ / ما بَينَ قُلَّةِ رَأسِهِ وَالأَنهُرِ
ما حِلمُ قَيسٍ ما وَفاءُ سَمَوأَلٍ / ما جودُ أَوسٍ ما شَجاعَةُ جَحدَرِ
لَو أَنَّهُم وُزِنُوا بِهِ لَم يَعدِلُوا / مِن كَفِّهِ اليُسرى بَنانَ الخِنصَرِ
آبى وَأَمنَعُ جانِباً مِن هانِئٍ / أَيّامَ يَمنَعُ خَلفَهُ اِبنَ المُنذِرِ
وَأَشَدُّ بَأساً مِن كُلَيبٍ إِذ سَطا / بِالسَيفِ يَجتَثُّ الذُرى مِن حِميَرِ
وَأَعَزُّ جاراً مِن فَتى بَكرٍ وَقَد / نَزَلَت بِساحَتِهِ عَقيلَةُ مِنقَرِ
ذُو هِمَّةٍ صَعَدت وَأَصبَحَ دونَها / زُحَلٌ وَأَوجُ عُطارِدٍ وَالمُشتَري
ما زالَ يَجتابُ البِلادَ مُشَمِّراً / تَشميرَ لا وانٍ وَلا مُتَحَيِّرِ
حَتّى ظَنَنّا أَنَّهُ في عَزمِهِ / يَسعى لِيَخرُجَ عَن مَدى الإِسكَندَرِ
رَضِيَ الخَليفَةُ هَديَهُ وَاِختارَهُ / وَحَباهُ بِالحَظِّ الجَزيلِ الأَوفَرِ
لَبّاهُ جَهراً وَاِصطَفاهُ لَهُ فَتىً / مِن بَينِ أَبناءِ النَبيتِ وَقَيذَرِ
وَأَمَدَّهُ بِخَزائِنٍ لَو صَبَّحَت / ذاتَ العِمادِ لَآذَنَت بِتَدَعثُرِ
فيها المَناجيقُ العِظامُ يَحُفُّها / نِفظٌ تَأَجَّج نارُهُ بِتَسَعُّرِ
وَقسِيُّ أُسدٍ لا تَرُدُّ نِصالَها / زُبرُ الحَديدِ وَلا صَفيحُ المَرمَرِ
وَقَضى إِلَيهِ أَنَّ حُكمَكَ نافِذٌ / ماضٍ بِأَكنافِ العِراقِ وَتُسترِ
فَاِضمُم إِلَيكَ الجَيشَ وَاِنهَض وَاِفتَتِح / ما شِئتَ مِن بَلَدٍ وَجِدَّ وَشَمِّرِ
فَلَكَ الكَرامَةُ وَالحِباءُ وَكُلُّ ما / تَسمُو لَهُ مِن عَسجَدٍ أَو عَسكَرِ
تِيهي بِهِ يا آلَ فَضلٍ وَاِرتَقي / فَوقَ السَماءِ عُلىً وَباهي وَاِفخَري
فَبِهِ تَطولُ رَبيعَةٌ كُلَّ الوَرى / مِن مُتهِمٍ أَو مُنجِدٍ أَو مُغورِ
جُزتَ المَدى وَبَلَغتَ يا اِبنَ مُحَمَّدٍ / أَقصى المَنى وَرَقيتَ أَعلى مِنبَرِ
وَجَرَت أَوامِرُكَ الشَريفَةُ في قُرى / كِسرى وَسابورِ المُلوكِ وَقَيصَرِ
بِع واسِطاً بِالنَأيِ وَالهَجرِ
بِع واسِطاً بِالنَأيِ وَالهَجرِ / وَدَعِ المُرورَ بِها إِلى الحَشرِ
أَرضٌ يُدَبِّرُها اِبنُ صابِئَةٍ / شابَت مَفارِقُها عَلى الكُفرِ
قَلفاءُ مِن نَبطِ البَطائِحِ لَم / تَمرُر لَها المَوسى عَلى بَظرِ
تَلقى الأُيورَ بِعُنبلٍ خَشِنٍ / مُتَعَثكِلٍ يُوفي عَلى الشِبرِ
قَد سَدَّ واسِعَ قُبلِها عَظمٌ / فَجَميعُ ما وَلَدَت مِن الدُبرِ
يا اِبنَ الدُيَيثِيِّ اللَعينِ لَقَد / رُمتَ المُحالَ فَغُصتَ في بَحرِ
لَكَ لِحيَةٌ كَالتَيسِ ما بَرِحَت / مِن بَولِهِ في ناطِفٍ تَجري
وَبِها إِذا حاضَت حَليلَتُكَ الر / رَعناءُ تَعرِفُ أَوَّلَ الطُهرِ
وَلَسَوفَ يَحلِقُها أَخُو كَرَمٍ / زاكي الأَرُومَةِ طَيِّبُ النَجرِ
وَهِيَ الَّتي غَرَّتكَ فَاِبغِ لَها / بَيتاً يُحَصِّنُها مِن الظَهرِ
وَاِجمَع حَوالَيها لِيَمنَعَها / ما اِسطَعتَ مِن مُستَحكَمِ الجَعرِ
فَلَقَد أَتاها ما سَيَترُكُها / مَرداءَ خالِيَةً مِنَ الشَّعرِ
وَلَعَلَّ ذَلِكَ فيهِ مَصلَحَةٌ / لَكَ يا لَئيمُ وَنَحنُ لا نَدري
نُمسي كَما قَد كُنتَ مُحتَرَماً / عِندَ الزُناةِ مُعَظَّمَ القَدرِ
يُعطيكَ حُكمَكَ كُلُّ ذي شَبَقٍ / يَهوى العُلوقَ مُضَبَّرٍ عُفرِ
لُقِّبتَ جَهلاً بِالسَديدِ وَما / سُدِّدتَ في نَهيٍ وَلا أَمرِ
وَلَقَد تَسَمَّيتَ الأَديبَ وَفي / أَدَبِ الحِمارِ عَجائِبُ الدَهرِ
لَو كُنتَ يا نُوتِيُّ ذا أَدَبٍ / لَخَلَعتَ عَنكَ مَلابِساً تُعري
يا تَيسُ قَرنُكَ كُلُّهُ نَقَدٌ / في النَطحِ لا يَقوى عَلى الصَخرِ
مَهلاً فَقَد نَبَّهتَ لَيثَ شَرىً / أَظفارُهُ وَنُيوبُهُ تَفري
مِن مَعشَرٍ لَبِسُوا العُلى وَنَشَوا / بَينَ الصَوارِمِ وَالقَنا السُمرِ
تَختالُ تَحتَهُمُ الجِيادُ إِذا / رَكِبُوا فَيَسمُو الطّرفُ كَالصَقرِ
أَهلُ القِبابِ الحُمرِ إِن نَزَلُوا / قَفراً وَأَهلُ الجامِلِ الدّثرِ
وَالراسياتُ مِنَ النَخيلِ لَهُم / وَمُكَرَّماتُ البَرِّ وَالبَحرِ
لا يَرهَبُ الأَيّامَ جارُهُمُ / وَنَزيلُهُم مِن مالِهم يُقري
أَنكَرتَني وَلَسَوفَ تَعرِفُني / فَتُقِرُّ أَنّي واحِدُ العَصرِ
فَاِذهَب فراراً كَيفَ شِئتَ فَما / تَنجو بِأَجنِحَةِ القَطا الكُدرِ
قَد يُمهِلُ اللَهُ الظَلومَ إِلى / حينٍ وَيَجزي المَكرَ بِالمَكرِ
أَسرَفتَ في ظُلمِ العِبادِ أَما / لِلبَعثِ في ناديكَ مِن ذِكرِ
وَأَعَنتَ قُطّاعَ الطَريقِ عَلى / فَقرِ التِجارِ وَخَيبَةِ السَفرِ
نِصفُ البِضاعَةِ حينَ تَظفرُها / مَكسٌ لَقَد بالغتَ في النُكرِ
خُنتَ الخَليفَةَ في رَعِيَّتِهِ / وَعَصَيتَهُ في السِرِّ وَالجَهرِ
وَتَناقَلَت أَيدي الرِكابِ بِما / أَحدَثتَ في أَيّامِهِ الذِكرِ
فَليَرمِيَنَّكَ بَعضَ أَسهُمِهِ / فَتُبَلُّ مِنكَ بِثَغرَةِ النَحرِ
اِردُد عَلَيَّ بِلا مُراجَعَةٍ / ما خانَني في نَظمِهِ فِكري
تُدعى السَديدَ وَما السَدادُ بِأَن / تُستَنكَحَ الحَسنا بِلا مَهرِ
لَكَ مُؤنَةُ العُمُدِ الخِباثِ وَقَد / وُزِنَت فَهَل لَكَ مُؤنَةُ الشِعرِ
وكَّلت عُثماناً فَوافَقني / فيها وَتابَعَهُ أَبو بَكرِ
حَتّى خَرَجتُ عَلى حِسابِهما / مِمّا جَلَبتُ بِراحَةٍ صَفرِ
قَد قُلتُ حينَ رَأَيتُ فِعلَهُما / وَيهاً فَهَذا بَيضَة العُقرِ
لا أَخلَفَ الرَحمَنُ مالَ فَتىً / يَأتيكُمُ فَيَبيعُ أَو يَشري
هَذا جَزاءُ النَظمِ فيكَ وَقَد / يُجزى الضِراطَ مُقَبِّلُ الحِجرِ
قابَلتَها إِذ أُنشِدَت بِرِضاً / وَعَقَقتَها فَوَقَعتَ عَن خبرِ
وَالعُذرُ لي فيما هَذَيتُ بِهِ / إِن كانَتِ الحُمّى مِن العُذرِ
أَلا فَمِثلُكَ لا أَجُودُ لَهُ / بِالمَدحِ في نَظمٍ وَلا نَثرِ
هِيَ سَبعَةٌ تَأتيكَ سَبعَ مائىٍ / تُنسِيكَها وَالحَصدُ لِلبَذرِ
عَن كُلِّ بَيتٍ صادِرٍ مائَةٌ / وَجَزاءُ مِثلي لَيسَ بِالنَزرِ
فَاِصبِر لَها يا نَذلُ لا كَرَماً / فَالكَلبُ يُجزى القَتلَ بِالعَقرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025