المجموع : 4
أَبَني زَبيبَةَ ما لِمُهرِكُمُ
أَبَني زَبيبَةَ ما لِمُهرِكُمُ / مُتَخَدِّداً وَبُطونُكُم عُجرُ
أَلَكُم بِآلاءِ الوَشيجِ إِذا / مَرَّ الشِياهُ بِوَقعِهِ خُبرُ
إِذ لا تَزالُ لَكُم مُغَرغَرَةٌ / تَغلي وَأَعلى لَونِها صَهرُ
لَمّا غَدَوا وَغَدَت سَطيحَتُهُم / مَلأى وَبَطنُ جَوادِهِم صِفرُ
اِصبِر حُصَينُ لَئِن تَرَكتَ بِوَجهِهِ
اِصبِر حُصَينُ لَئِن تَرَكتَ بِوَجهِهِ / أَثَراً فَإِنّي لا إِخالُكَ تَصبِرُ
ما سَرَّني أَنَّ القِنانَ تَخَرَّفَت / عَمّا أَصابَت مِن حِجاجِ المَحجَرِ
إِنَّ الكَريمَ نُدوبُهُ في وَجهِهِ / وَنُدوبُ مُرَّةَ لا تُرى في المَنحَرِ
لَكِنَّ في أَكتافِهِم وَظُهورِهِم / فَبِذاكَ فَاِفخَر بِئسَ ذاكَ المَفخَرُ
أَرضُ الشَرَبَّةِ تُربُها كَالعَنبَرِ
أَرضُ الشَرَبَّةِ تُربُها كَالعَنبَرِ / وَنَسيمُها يَسري بِمِسكٍ أَذفَرِ
وَقِبابُها تَحوي بُدوراً طُلَّعاً / مِن كُلِّ فاتِنَةٍ بِطَرفٍ أَحوَرِ
يا عَبلَ حُبُّكِ سالِبٌ أَلبابَنا / وَعُقولَنا فَتَعَطَّفي لا تَهجُري
يا عَبلَ لَولا أَن أَراكِ بِناظِري / ما كُنتُ أَلقى كُلَّ صَعبٍ مُنكَرِ
يا عَبلَ كَم مِن غَمرَةٍ باشَرتُها / بِمُثَقَّفٍ صُلبِ القَوائِمِ أَسمَرِ
فَأَتَيتُها وَالشَمسُ في كَبَدِ السَما / وَالقَومُ بَينَ مُقَدِّمٍ وَمُؤَخِّرِ
ضَجّوا فَصُحتُ عَلَيهِمُ فَتَجَمَّعوا / وَدَنا إِلَيَّ خَميسُ ذاكَ العَسكَرِ
فَشَكَكتُ هَذا بِالقَنا وَعَلَوتُ ذا / مَع ذاكَ بِالذِكَرِ الحُسامِ الأَبتَرِ
وَقَصَدتُ قائِدَهُم قَطَعتُ وَريدَهُ / وَقَتَلتُ مِنهُم كُلَّ قَرمٍ أَكبَرِ
تَرَكوا اللَبوسَ مَعَ السِلاحِ هَزيمَةً / يَجرونَ في عُرضِ الفَلاةِ المُقفِرِ
وَنَشَرتُ راياتِ المَذَلَّةِ فَوقَهُم / وَقَسَمتُ سَلبَهُمُ لِكُلِّ غَضَنفَرِ
وَرَجَعتُ عَنهُم لَم يَكُن قَصدي سِوى / ذِكرٍ يَدومُ إِلى أَوانِ المَحشَرِ
مَن لَم يَعِش مُتَعَزِّزاً بِسِنانِهِ / سَيَموتُ مَوتَ الذُلِّ بَينَ المَعشَرِ
لا بُدَّ لِلعُمرِ النَفيسِ مِنَ الفَنا / فَاِصرِف زَمانَكَ في الأَعَزِّ الأَفخَرِ
زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى
زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى / لِمُتَيَّمٍ نَشوانَ مَحلولِ العُرى
فَنَهَضتُ أَشكو ما لَقيتُ لِبُعدِها / فَتَنَفَّسَت مِسكاً يُخالِطُ عَنبَرا
فَضَمَمتُها كَيما أُقَبِّلَ ثَغرَها / وَالدَمعُ مِن جَفنَيَّ قَد بَلَّ الثَرى
وَكَشَفتُ بُرقُعَها فَأَشرَقَ وَجهُها / حَتى أَعادَ اللَيلَ صُبحاً مُسفِرا
عَرَبِيَّةٌ يَهتَزُّ لينُ قَوامِها / فَيَخالُهُ العُشّاقُ رُمحاً أَسمَرا
مَحجوبَةٌ بِصَوارِمٍ وَذَوابِلٍ / سُمرٍ وَدونَ خِبائِها أُسدُ الشَرى
يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدى / وَأَنا المُعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى
يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَمي / لَمّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى
وَلَقَد عَلِقتُ بِذَيلِ مَن فَخَرَت بِهِ / عَبسٌ وَسَيفُ أَبيهِ أَفنى حِميَرا
يا شَأسُ جِرني مِن غَرامٍ قاتِلٍ / أَبَداً أَزيدُ بِهِ غَراماً مُسعَرا
يا شَأسُ لَولا أَنَّ سُلطانَ الهَوى / ماضي العَزيمَةِ ما تَمَلَّكَ عَنتَرا