القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حَسّان بنُ ثابِت الكل
المجموع : 14
إِنَّ النَضيرَةَ رَبَّةَ الخِدرِ
إِنَّ النَضيرَةَ رَبَّةَ الخِدرِ / أَسرَت إِلَيكَ وَلَم تَكُن تُسري
فَوَقَفتُ بِالبَيداءِ أَسأَلُها / أَنّى اِهتَدَيتِ لِمَنزِلِ السَفرِ
وَالعيسُ قَد رُفِضَت أَزِمَّتُها / مِمّا يَرَونَ بِها مِنَ الفَترِ
وَعَلَت مَساوِئُها مَحاسِنَها / مِمّا أَضَرَّ بِها مِنَ الضُمرِ
كُنّا إِذا رَكَدَ النَهارُ لَنا / نَغتالُهُ بِنَجائِبٍ صُعرِ
عوجٍ نَواجٍ يَغتَلينَ بِنا / يُعفينَ دونَ النَصِّ وَالزَجرِ
مُستَقبِلاتٍ كُلَّ هاجِرَةٍ / يَنفَحنَ في حَلقٍ مِنَ الصُفرِ
وَمَناخُها في كُلِّ مَنزِلَةٍ / كَمَبيتِ جونِيِّ القَطا الكُدرِ
وَسَما عَلى عودٍ فَعارَضَنا / حِرباؤُها أَو هَمَّ بِالخَطَرِ
وَتَكَلُّفي اليَومَ الطَويلَ وَقَد / صَرَّت جَنادِبُهُ مِنَ الظُهرِ
وَاللَيلَةَ الظَلماءَ أُدلِجُها / بِالقَومِ في الدَيمومَةِ القَفرِ
يَنعى الصَدى فيها أَخاهُ كَما / يَنعى المُفَجَّعُ صاحِبَ القَبرِ
وَتَحولُ دونَ الكَفِّ ظُلمَتُها / حَتّى تَشُقَّ عَلى الَّذي يَسري
وَلَقَد أَرَيتُ الرَكبَ أَهلَهُمُ / وَهَدَيتُهُم بِمَهامِهٍ غُبرِ
وَبَذَلتُ ذا رَحلي وَكُنتُ بِهِ / سَمحاً لَهُم في العُسرِ وَاليُسرِ
فَإِذا الحَوادِثُ ما تُضَعضِعُني / وَلا يَضيقُ بِحاجَتي صَدري
إِنّي أُكارِمُ مَن يُكارِمُني / وَعَلى المُكاشِحِ يَنتَحي ظُفري
يُعيِي سِقاطي مَن يُوازِنُني / إِنّي لَعَمرُكَ لَستُ بِالهَذرِ
لا أَسرِقُ الشُعَراءَ ما نَطَقوا / بَل لا يُوافِقُ شِعرَهُم شِعري
إِنّي أَبى لي ذَلِكُم حَسَبي / وَمَقالَةٌ كَمَقالِعِ الصَخرِ
وَأَخي مِنَ الجِنِّ البَصيرُ إِذا / حاكَ الكَلامَ بِأَحسَنَ الحَبرِ
أَنَضيرَ ما بَيني وَبَينَكُمُ / صُرَمٌ وَما أَحدَثتُ مِن هَجرِ
وَلَقَد شَكَرتُ نَوالَكُم وَبَلاكُمُ / إِن كانَ عِندَكَ نافِعاً شُكري
لا تَقطَعي وَصلي وَتَلتَمِسي / غَيري وَلَمّا تَعلَمي خُبري
جودي فَإِنَّ الجودَ مَكرُمَةٌ / وَاِجزي الحُسامَ بِبَعضِ ما يَفري
وَحَلَفتُ لا أَنساكُمُ أَبَداً / ما رَدَّ طَرفَ العَينِ ذو شُفرِ
وَحَلَفتُ لا أَنسى حَديثَكِ ما / ذَكَرَ الغَوِيُّ لَذاذَةَ الخَمرِ
وَلَأَنتِ أَحسَنُ إِذ بَرَزتِ لَنا / يَومَ الخُروجِ بِساحَةِ القَصرِ
مِن دُرَّةٍ أَغلى المُلوكُ بِها / مِمّا تَرَبَّبَ حائِرُ البَحرِ
بَيضاءُ لَو مَرَّت بِذي نُسُكٍ / يَتلو البَيانَ يَلوحُ في الزُبرِ
مُتَبَتِّلٍ عَن كُلِّ فاحِشَةٍ / سَكَنَ الصَوامِعَ رَهبَةَ الوِزرِ
لَرَأَيتَهُ حَرّانَ يَذكُرُها / يَجتازُ رُؤيَتَها عَلى الذِكرِ
بَذَّت نِساءَ العالَمينَ كَما / بَذَّ الكَواكِبَ مَطلَعُ البَدرِ
مَمكورَةُ الساقَينِ شِبهُهُما / بَردِيَّتا مُتَحَيِّرٍ غَمرِ
تَنمي كَما تَنمي أَرومَتُها / بِمَحَلِّ أَهلِ المَجدِ وَالفَخرِ
يَعتادُني شَوقٌ فَأَذكُرُها / مِن غَيرِ ما نَسَبٍ وَلا صِهرِ
كَتَذَكُّرِ الصادي وَلَيسَ لَهُ / ماءٌ بِقُنَّةِ شاهِقٍ وَعرِ
وَلَقَد تُجالِسُني فَيَمنَعُني / ضيقُ الذِراعِ وَعِلَّةُ الخَفرِ
لَو كُنتِ لا تَهوَينَ لَم تَرِدي / أَو كانَ ما تَلوينَ في وَكرِ
لَأَتَيتُهُ لا بُدَّ طالِبَهُ / فَاِقنَي حَياءَكِ وَاِقبَلي عُذري
قُل لِلنَضيرَةِ إِن عَرَضتَ لَها / لَيسَ الجَوادُ بِصاحِبِ النَزرِ
قَومي بَنو النَجّارِ رِفدُهُمُ / حَسَنٌ وَهُم لي حاضِرو النَصرِ
المَوتُ دوني لَستُ مُهتَضِماً / وَذَوُو المَكارِمِ مِن بَني عَمروِ
جُرثومَةٌ عِزٌّ مَعاقِلُها / كانَت لَنا في سالِفِ الدَهرِ
يا حارِ مَن يَغدِر بِذِمَّةِ جارِهِ
يا حارِ مَن يَغدِر بِذِمَّةِ جارِهِ / مِنكُم فَإِن مُحَمَّداً لَم يَغدِر
إِن تَغدِروا فَالغَدرُ مِنكُم شيمَةٌ / وَالغَدرُ يَنبُتُ في أُصولِ السَخبَرِ
وَأَمانَةُ المُرِّيِّ حَيثُ لَقَيتَهُ / مِثلُ الزُجاجَةِ صَدعُها لَم يُجبَرِ
يا اِبنَ الَّتي لَبِثَت مَلِيّاً في اِستِها
يا اِبنَ الَّتي لَبِثَت مَلِيّاً في اِستِها / أَيرٌ وَفي حِرِها كُراعُ بَعيرِ
قَد كُنتُ لا أَهوى السِبابِ فَسَبَّني / أَحلامُ طَيرٍ في قُلوبِ حَميرِ
إِيّاكَ إِنّي قَد كَبِرتُ وَغالَني
إِيّاكَ إِنّي قَد كَبِرتُ وَغالَني / عَنكَ الغَوائِلُ قَبلَ شَيبِ المَكبَرِ
فَجَعَلتَني غَرَضَ اللِئامِ فَكُلُّهُم / يَرمي بِلُؤمِهِ بالِغاً كَمُقَصِّرِ
عَنّي تَضِبُّ لِثاتُكُم فَغَدَت بِكُم / سَوداءَ أَصلُ فُروعِها كَالعُنقُرِ
أَجَزَرتَهُم عِرضي تَهَكَّمُ سادِراً / ثَكِلَتكَ أُمُّكَ غَيرَ عِرضي أَجزِرِ
هَدَفٌ تَعاوَرَهُ الرُماةُ كَأَنَّما / يَرمونَ جَندَلَةً بِعُرضِ المَشعَرِ
أَمسى الفَتى عَمروُ بنُ عَبدٍ ثاوِياً
أَمسى الفَتى عَمروُ بنُ عَبدٍ ثاوِياً / بِجَنوبِ سَلعٍ ثارُهُ لَم يُنظَرِ
وَلَقَد وَجَدتَ سُيوفَنا مَشهورَةً / وَلَقَد وَجَدتَ جِيادَنا لَم تُقصِرِ
وَلَقَد لَقيتَ غَداةَ بَدرٍ عُصبَةً / ضَرَبوكَ ضَرباً غَيرَ ضَربِ الحُسَّرِ
أَصبَحتَ لا تُدعى لِيَومِ عَظيمَةٍ / يا عَمروُ أَو لِجَسيمِ أَمرٍ مُنكَرِ
أَبلِغ مُعاوِيَةَ اِبنَ حَربٍ مَألُكاً
أَبلِغ مُعاوِيَةَ اِبنَ حَربٍ مَألُكاً / وَلِكُلِّ أَمرٍ يُستَرادُ قَرارُ
لا تَقبَلَنَّ دَنِيَّةً أَعطَيتُها / أَبَداً وَلَمّا تَألَمِ الأَنصارُ
حَتّى تُبارَ قَبيلَةٌ بِقَبيلَةٍ / قَوَداً وَتُخرَبَ بِالدِيارِ دِيارُ
وَتَجيءَ مِن نَقبِ الحِجازِ كَتيبَةٌ / وَتَسيلَ بِالمُستَلئِمينَ صِرارُ
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةً فَتَفَلَّقَت
كانَت قُرَيشٌ بَيضَةً فَتَفَلَّقَت / فَالمُحُّ خالِصُهُ لِعَبدِ الدارِ
وَمَناةُ رَبّي خَصَّهُم بِكَرامَةٍ / حُجّابُ بَيتِ اللَهِ ذي الأَستارِ
أَهلُ المَكارِمِ وَالعَلاءِ وَنَدوَةِ ال / نادي وَأَهلُ لَطيمَةِ الحَيّارِ
وَلِوى قُرَيشٍ في المَشاهِدِ كُلِّها / وَبِنَجدَةٍ عِندَ القَنا الخَطّارِ
أَوفَت بَنو عَمروِ بنِ عَوفٍ نَذرَها
أَوفَت بَنو عَمروِ بنِ عَوفٍ نَذرَها / وَتَلَوَّثَت غَدراً بَنو النَجّارِ
وَتَخاذَلَت يَومَ الحَفيظَةِ إِنَّهُم / لَيسوا هُنالِكُمُ مِنَ الأَخيارِ
وَنَسوا وَصاةَ مُحَمَّدٍ في صِهرِهِ / وَتَبَدَّلوا بِالعِزِّ دارَ بَوارِ
أَتَرَكتُموهُ مُفرَداً بِمَضيعَةٍ / تَنتابُهُ الغَوغاءُ في الأَمصارِ
لَهفانَ يَدعو غائِباً أَنصارَهُ / يا وَيحَكُم يا مَعشَرَ الأَنصارِ
هَلّا وَفَيتُم عِندَها بِعُهودِكُم / وَفَدَيتُمُ بِالسَمعِ وَالأَبصارِ
جيرانُهُ الأَدنَونَ حَولَ بُيوتِهِ / غَدَروا وَرَبِّ البَيتِ ذي الأَستارِ
إِن لَم تَرَوا مَدَداً لَهُ وَكَتيبَةً / تَهدي أَوائِلَ جَحفَلٍ جَرّارِ
فَعَدِمتُ ما وَلَدَ اِبنُ عَمرٍ مُنذِرِ / حَتّى تُنيخُ جُموعُهُم بِصِرارِ
وَاللَهِ لا يوفونَ بَعدَ إِمامِهِم / أَبَداً وَلَو أُمِنوا بِحِلسِ حِمارِ
أَبلِغ بَني بَكرٍ إِذا ما جِئتَهُم / ذَمّاً فَبِئسَ مَواضِعُ الإِصهارِ
غَدَروا بِأَبيَضَ كَالهِلالِ مُبِرَّءٍ / خَلَصَت مَضارِبُهُ بِزَندٍ وارِ
مِن خَيرِ خِندِفَ كُلِّها بَعدَ الَّذي / نَصَرَ الإِلَهُ بِهِ عَلى الكُفّارِ
طاوَعتُمُ فيهِ العَدُوَّ وَكُنتُمُ / لَو شِئتُمُ في مَعزِلٍ وَقَرارِ
لا يَحسَبَنَّ المُرجِفونَ بِأَنَّهُم / لَن يُطلَبوا بِدِماءِ أَهلِ الدارِ
حاشا بَني عَمروِ بنِ عَوفٍ إِنَّهُم / كُتِبَت مَضاجِعُهُم مَعَ الأَبرارِ
ما البَكرُ إِلّا كَالفَصيلِ وَقَد نَرى
ما البَكرُ إِلّا كَالفَصيلِ وَقَد نَرى / أَنَّ الفَصيلَ عَلَيهِ لَيسَ بِعارِ
إِنّا وَما حَجَّ الحَجيجُ لِبَيتِهِ / رِكبانُ مَكَّةَ مَعشَرَ الأَنصارِ
نَفري جَماجِمَكُم بِكُلِّ مُهَنَّدٍ / ضَربَ القُدارِ مَبادِيَ الأَيسارِ
حَتّى تَكَنّوهُ بِفَحلِ هُنَيدَةٍ / يَحِمي الطَروقَةَ بازِلٍ هَدّارِ
أَشِرَت لَكاعِ وَكانَ عادَتَها
أَشِرَت لَكاعِ وَكانَ عادَتَها / لُؤمٌ إِذا أَشِرَت مَعَ الكُفرِ
لَعَنَ الإِلَهُ وَزَوجَها مَعَها / هِندَ الهُنودِ طَويلَةَ البَظرِ
أَخرَجتِ مُرقِصَةً إِلى أُحُدٍ / في القَومِ مُعنِقَةً عَلى بَكرِ
بَكرٍ ثَفالٍ لا حَراكَ بِهِ / لا عَن مُعاتَبَةٍ وَلا زَجرِ
وَعَصاكَ إِستُكِ تَتَّقينَ بِها / دَقَّ العُجايَةَ عارِيَ الفِهرِ
قَرِحَت عَجيزَتُها وَمَشرَجُها / مِن نَصِّها نَصّاً عَلى القَهرِ
ظَلَّت تُداويها زَميلَتُها / بِالماءِ تَنضَحُهُ وَبِالسِدرِ
أَقبَلتِ زائِرَةً مُبادِرَةً / بِأَبيكِ وَاِبنِكِ يَومَ ذي بَدرِ
وَبِعَمِّكَ المَسلوبِ بِزَّتَهُ / وَأَخيكَ مُنعَفِرَينِ في الجَفرِ
وَنَسيتَ فاحِشَةً أَتَيتِ بِها / يا هِندُ وَيحَكِ سُبَّةَ الدَهرِ
فَرَجَعتِ صاغِرَةً بِلا تِرَةٍ / مِمّا طَلَبتِ بِها وَلا وَترِ
زَعَمَ الوَلائِدُ أَنَّها وَلَدَت / وَلَداً صَغيراً كانَ مِن عَهرِ
عوجوا فَحَيّوا أَيّها السَفرُ
عوجوا فَحَيّوا أَيّها السَفرُ / بَل كَيفَ يَنطِقُ مَنزِلٌ قَفرُ
كُنتَ السَوادَ لِناظِري
كُنتَ السَوادَ لِناظِري / فَعَمي عَلَيكَ الناظِرُ
مَن شاءَ بَعدَكَ فَليَمُت / فَعَلَيكَ كُنتُ أُحاذِرُ
وَإِذا تَأَمَّلَ شَخصَ ضَيفٍ مُقبِلٍ
وَإِذا تَأَمَّلَ شَخصَ ضَيفٍ مُقبِلٍ / مُتَسَربِلٍ أَثوابَ مَحلٍ مُقفِرِ
أَومى إِلى الكَوماءِ هَذا طارِقٌ / نَحَرَتنِيَ الأَعداءُ إِن لَم تُنحَري
ميكالُ مَعكَ وَجِبرَئيلُ كِلاهُما
ميكالُ مَعكَ وَجِبرَئيلُ كِلاهُما / مَدَدٌ لِنَصرِكَ مِن عَزيزٍ قادِرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025