القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : بَدَوِيّ الجَبَل الكل
المجموع : 2
قف بالشآم مسائلا آثارها
قف بالشآم مسائلا آثارها / مرحى لمن أمّ الشآم و زارها
أهوى أزاهرها أحنّ لعهدها / أشتاق بلبلها أحبّ هزارها
قضّيت أيّامي القصار بظلّها / جادت مدامع مقلتيّ قصارها
أفدي مهفهفة القوام أسيرة / تشكو القيود فمن يفكّ إسارها
غلّوا الأسود الصيد من أبطالها / في الغوطتين و حجّبوا أقمارها
و كسوا مناكبها فلا أنجادها / تركوا لقاطنها و لا أغوارها
هذي الشام فحيّ ليث عرينها / يوم النزال لبابها مختارها
إن كان قد هجر الشام فإنّه / أبكى الشام و هزّها و أثارها
حزنت قبور الفاتحين و أطلقت / حمر الدموع و أرسلت مدرارها
و بكت غياض الغوطتين أما ترى / أنّ المدامع بلّلت أزهارها
يا ابن الصناديد الألى قد عفّروا / هام الملوك و نكّسوا جبّارها
ألموقدي نار الضيافة أرسلت / مثل الجبال الراسيات شرارها
من كلّ وضّاح الجبين مغامر / يغشى المعامع مستثيرا نارها
كأس المنيّة في فرند حسامه / فإذا التقت حلق البطان أدارها
قد أرقلت بك في الخضمّ مطيّة / هوجاء ما نكث الخضمّ مغارها
ظمأى تسير على الخضمّ مجرجرا / سير الذلول و لا تبلّ أوارها
فإذا بلغت الغرب و هو ممالك / بالسيف تمنع مجدها و ذمارها
رفعت على حدّ السيوف عروشها / و بنت بأشلاء الضعاف ديارها
قل إن جلست مخاطبا طاغوتها / و محاورا في بغيه جزّارها
ما للشآم نسيتم ميثاقها / و خفرتم بعد العهود جوارها
قرّبتم للطيّبات عبيدها / و حرمتم حتّى الكرى أحرارها
عزّ العزاء فكفكفوا عبراتها / و خلا النديّ فأطلقوا أطيارها
لا تكذب الأمم القويّة إنّها / باسم الحضارة ثقّفت خطّارها
و لتهنأ الأمم القوية . إنّها / قد أدركت ممّن تخادع ثارها
قالت : لقد بلّغتكم أوطاركم / و هي التي بلغت بنا أوطارها
يا عصبة الصيد الغطاريف الألى / حفظوا الجدود و خلدوا آثارها
هذي سيوف الفاتحين من البلى / قذ صنتم أجفانها و شفارها
جدّدتم عهد الحفاظ لأمّة / الله طهّر خيمها و نجارها
ارجعتم صور العروبة غضّة / فكأنكم ارجعتم إعصارها
و بعثتم أمم الجزيرة بعدما / طويت و حلل فذكم أطوارها
أنطقتم الصّور الجماد فخبّرت / عن شأنها و رويتم أخبارها
و سللتم صمصامها من غمده / متألّقا و جلوتم دينارها
و رفعتم ركن القضية عاليا / بجهادكم و كشفتم أسرارها
مرحى لناشئة الشام و مرحبا / بالنشء إن عثرت أقال عثارها
ألناهضين ليمنعوا ميراثها / و يجدّدوا علياءها و فخارها
هذي الرّبوع سررتم غيّابها / بجهادكم و حرستم حضّارها
أسهرتم جفن العدوّ و رحتم / ندمان كلّ فضيلة سمّارها
أرجعتم صور العروبة غضّة / فكأنّكم أرجعتم عصارها
و رفعتم ركن القضيّة عاليا / بجهادكم و كشفتم أسرارها
و أرى العدوّ دعاكم أغرارها / أفدي الذين دعاهم أغرارها
لا تفنطوا فلقد غرستم جنّة / تجني أكفّكم إذا أثمارها
و خذوا شعاركم القلى لعصابة / تخذت مولاة الغريب شعارها
نسيت عروبتها و لم تعشق بها / مئناف جنّات الحمى معطارها
أغفت على أعذارها فتريّثوا / ألله ليس بقابل أعذارها
حسب العروبة أنّكم لبّيتم / يوم النداء و كنتم أنصارها
بردى أدار عليكم صهباء / و جلت عرائسه لكم نوّارها
و اخجلتي للناكرين جميلها / و الثالمين مع العدوّ غررها
عقّوا البنين و ما سمعت بناقة / وطئت على مهد الصعيد حوارها
نغمات عودي لا تملّ لأنّها
نغمات عودي لا تملّ لأنّها / شعر يفيض عواطفا و شعورا
نغمات عودي لا تملّ لأنّها / لغو الملائك إذ تناجي الحورا
همست بها الأرواح في ملكوتها / شدوا أرقّ من الصّبا و زفيرا
يدني إليّ من الخيال شواردا / و يهزّ أعطافي هوى و سرورا
في ظلمة الأحزان من نغماته / نفسي الحزينة تستعير النورا
أحنو عليه معانقا متنهدا / فكأنني أمّ تضمّ صغيرا
و أبثّه شكوى الهوى فإخاله / يبكي عليّ متيّما مهجورا
سله عن الزمن الخؤون و أهله / تره عليما بالزمان خبيرا
شهد العصور السالفات و هدهدت / أوتاره السفّاح و المنصورا
و رأى حضارة جلّق و جلالها / و الملك في تلك الربوع كبيرا
إذ ماء جلّق كالرحيق عذوبة / و ظباء جلّق كالشموس سفورا
سلب الزمان بها ملوك أميّة / تاجا يشعّ ضياؤه و سريرا
يا لاثما فيها الثرى من حبّه / أعلمت أنّك تلثم الكافورا
و معانقا أغصانها من وجده / دلّل هواك فقد ضممت خضورا
هذا صلاح الدين فاخشع إنّه / ملك الكلوك مسالما و مغيرا
طاف الجلال به مليكا فاتحا / حيّا و طاف بلحده مقبورا
فالثم ثراه فقد لثمت خميلة / للمكرمات و قد شممت عبيرا
و اهتف لدى القبر النديّ مردّدا / بفنائه التهليل و التكبيرا
ليث المعامع و هو أوّل آسر / صيد الفوارس كيف صار أسيرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025