المجموع : 7
شَرُفَت بنَظم مَديحك الأشعارُ
شَرُفَت بنَظم مَديحك الأشعارُ / وتَحَيَّرَت في وصفك الأفكارُ
وأطاعك الذِّهنُ القَصيُّ ملبِّياً / وتصرَّفت بقضائك الأقدارُ
ما جن ليلُ الخطب إلا أشرقَت / وتَلألأَت من وجنك الأنوارُ
وهَمَت عَقَيبَ البَرقِ من بُشراكَ لل / عَافي سحائبُ جَوُدُهُنَّ نَضَارُ
أنتَ الكريمُ وخلِّ ما قد أنبأَت / عمن مضى في كُتبِها الأَخبَارُ
خلُقٌ كلينِ الماء راقَ لشاربِ / ظامٍ وعَزمٌ في التوقُّد نارُ
من ذا الذي يحكيك في مَجد وفي / شَرَف وجَدُّك جَعفَرُ الطَّيار
ولأنت من قومٍ يهونُ عليهمُ / يومَ الوغى أن تُبذَلَ الأعمَارُ
قومٌ قد اختاروا الثناءَ لأنَّهُ / أبداً يدومُ وحَبَّذا ما اختاروا
عَلِموا وقد علموا الصحيحَ بأنَّهُ / لا درهَمٌ يَبقى ولا دِينارُ
ما كلّ حينٍ تنجحُ الأسفارُ
ما كلّ حينٍ تنجحُ الأسفارُ / نفق الحمارُ وبارت الأشعارُ
خُرجي على كتفي وها أنا دائِرُ / بين البيوت كأنني عَطَّارُ
لم أدرِ عيباً فيه إلاَّ أنَّهُ / مع ذا الذكاءِ يُقال عنه حمارُ
ويلينُ في وقت المضيق ويلتوي / فكأنّما بيديكَ منه سوارُ
ولقد تحامته الكلابُ واحجمت / عنه وفيه كلُّ ما يُختارُ
فرعت لصاحبه عهوداً قد مضت / لما عَلِمنَ بأنه جزَّارُ
يمضي الزمانُ وأنتَ هاجر
يمضي الزمانُ وأنتَ هاجر / أو ما لهذا الهجر آخر
يا من تحكَّم في القلو / بَّ فإنه لهواك ذاكر
وإذا رَقَدت مُنعَّماً / فاذكر شَقيّاً فيكَ ساهر
شَتَّتَنَ ما بيني وبي / نك في الهوى لو كنت عاذر
النارُ في كبدي وظَل / مُك باردٌ والجَفنُ فاتر
حَتَّامَ تحكمُ في نفو / س العاشقين وأنتَ جائر
هلا اقتَدَيتَ بعَدل مو / لانا كمال الدين ظافر
بك يا بن نصرٍ جئتُ أر / جو نُصرَةً فانعم وبادِر
وأجر من الزمن الذي / دارت عليَّ به الدوائر
أصبحتُ في أمري ولا / أشكو لغير اللَه حائِر
ولكم يُذَكّرني الشتا / ءُ بأمره ولكم أكاسر
واللحمُ يَقبُحُ أن أعو / د لبَيعهِ والشعرُ بائر
يا ليتني لا كنت جَ / زَّاراً ولا أصبحتُ شاعِر
مَن مُنصفي من مَعشَرٍ
مَن مُنصفي من مَعشَرٍ / كَثُروا عليَّ وكَثَّرُوا
صادفتُهم وأرى الخرو / جَ من الصداقة يَعسُرُ
كالخطِّ يسهل في الطُّرو / س ومَحوُهُ مُتَعَذِّرُ
وإذا أردتُ كَشَطتُه / لكنَّ ذاك يُؤَثَّرُ
أو ما ترى الإسكندري
أو ما ترى الإسكندري / ية إذ غَدت تُهجى وتُهجَر
وهي التي اتخذ الزما / نُ منارَها في الأُفقِ مِنبَر
لا يستطيع يرى رغي / فا عنده في البيت يُكسر
فلو أنه صلَّى وحا / شاهُ لقال الخُبزُ أكبَر
وله محلٌّ في البِغا / ء به تقدَّمَ مَن تأخَّر
سَل عنه مسعوداً ويا / قوتاً ورَيحاناً وعنبر
كم ليلةٍ قد بات وه / و يُمَدُّ بينهمُ ويُقصَر
والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ
والعَصر إنَّ عدَاك في العَصرِ / وقد انتَهَوا لِهدَاية الخسرِ
ظلموا فما أبقوا لهم وَزَراً / يُنجى ولا سَلمُوا من الوِزرِ
ظهروا لنورك وهو شَمسُ ضُحىً / فتضاءلوا كتَضَاؤل الذَّرِّ
مكروا وقد مكرَ الإلهُ بهم / شَتَّانَ بين المَكرِ والمَكرِ
دَعهُم فلا بَرح التَّغَابُن من / حَسَد يُوَاصلهم إلى الحشرِ
وانشد إذا ما زرت تُربَتَهُم / مُتَهَكِّماً في السِّرِّ والجَهرِ
ماتوا بغيظهمُ وما ظَفرُوا / بمرادهم واضَيعَةَ العُمرِ
ومن العجائب كَونُهُم جهلوا / أن العلوم وديعهُ الصَّدرِ
لولا أخاف اللَه قلتُ لمن / يَروى مديحك اتلُ يا مُقرِي
حَجَّت لك العافونَ فازدحموا / كتزاحم الآمال في الفكرِ
نالوا المَنَى جنابك فاخ / تاروا المُقَامَ بها على النَّفرِ
أَغنيتني من بعد فقري
أَغنيتني من بعد فقري / ورَفَعتَ بعد الخَفضِ قَدري
وأَنلتَني منناص يَق / لُّ لكُترِها حمدي وشُكري
أصبحتُ يا مولاي من / نُعمَاك أسعَدَ أَهلِ عَصري
وغفرتُ لما أن وصل / تُ إلى جَنابك ذَنبَ دهري
وأَرحتَني من حِرفَةٍ / تُردى بصاحبها وتُزرى
ما بين قومٍ كلما / عايَنتُهم قد ضاقَ صدري
وكفاك أن كبيرَهُم / ورئيسهم في السوق صِهري
عَمٌّ يَعُرُّ أخاه وأب / نَ أخيه لو كان المَعَرِّي