المجموع : 15
أَخَوَيَّ مُرّا بِالقُبو
أَخَوَيَّ مُرّا بِالقُبو / رِ فَسَلِّما قَبلَ المَسيرِ
ثُمَّ ادعوا يا مَن بِها / مِن ماجِدٍ قَرمٍ فَخورِ
وَمُسَوَّدٍ رَحبِ الفِنا / ءِ أَغَرَّ كَالقَمَرِ المُنيرِ
يا مَن تَضَمَّنُهُ المَقا / بِرُ مِن صَغيرٍ أَو كَبيرِ
هَل فيكُمُ أَو مِنكُمُ / مِن مُستَجارٍ أَو مُجيرِ
أَو ناطِقٍ أَو سامِعٍ / يَوماً بِعُرفٍ أَو نَكيرِ
أَهلَ القُبورِ أَحِبَّتي / بَعدَ الجَزالَةِ وَالسُرورِ
بَعدَ الغَضارَةِ وَالنَضا / رَةِ وَالتَنَعُّمِ وَالحُبورِ
بَعدَ المَشاهِدِ وَالمَجا / لِسِ وَالدَساكِرِ وَالقُصورِ
بَعدَ الحِسانِ المُسمِعا / تِ وَبَعدَ رَبّاتِ الخُدورِ
وَالناجِياتِ المُنجِيا / تِ مِنَ المَهالِكِ وَالشُرورِ
أَصبَحتُم تَحتَ الثَرى / بَينَ الصَفائِحِ وَالصُخورِ
أَهلَ القُبورِ إِلَيكُمُ / لا بُدَّ عاقِبَةُ المَصيرِ
عَيبُ اِبنَ آدَمَ ما عَلِمتُ كَثيرٌ
عَيبُ اِبنَ آدَمَ ما عَلِمتُ كَثيرٌ / وَمَجيئُهُ وَذَهابُهُ تَغريرُ
يا ساكِنَ الدُنيا أَلَم تَرَ زَهرَةَ ال / دُنيا عَلى الأَيّامِ كَيفَ تَصيرُ
غَرَّتكَ نَفسُكَ لِلحَياةِ مُحِبَّةً / وَالمَوتُ حَقٌّ وَالبَقاءُ يَسيرُ
لا تُعظِمِ الدُنيا فَإِنَّ جَميعَ ما / فيها صَغيرٌ لَو عَلِمتَ حَقيرُ
نَل ما بَدا لَكَ أَن تَنالَ مِنَ الغِنى / إِن أَنتَ لَم تَقنَع فَأَنتَ فَقيرُ
يا جامِعَ المالِ الكَثيرِ لِغَيرِهِ / إِنَّ الصَغيرَ مِنَ الذُنوبِ كَبيرُ
هَل في يَدَيكَ عَلى الحَوادِثِ قُوَّةٌ / أَم هَل عَلَيكَ مِنَ المَنونِ خَفيرُ
أَم ما تَقولُ إِذا ظَعَنتَ إِلى البَلى / وَإِذا خَلا بِكَ مُنكَرٌ وَنَكيرُ
لِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ
لِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ / طوبى لِمُعتَبِرٍ ذَكورِ
طوبى لِكُلِّ مُراقِبٍ / وَلِكُلِّ أَوّابٍ شَكورِ
طوبى لِكُلِّ مُفَكِّرٍ / وَلِكُلِّ مُحتَسِبٍ صَبورِ
يا دارُ وَيحَكِ أَينَ أَر / بابُ المَدائِنِ وَالقُصورِ
مَنَّيتِنا وَغَرَرتِنا / يا دارُ أَربابِ الغُرورِ
بَل يا مُفَرِّقَةَ الجَمي / عِ وَيا مُنَغِّصَةَ السُرورِ
أَينَ الَّذينَ تَبَدَّلوا / حُفَراً بِأَفنِيَةٍ وَدورِ
زُرتُ القُبورَ فَحيلَ بَي / نَ الزَورِ فيها وَالمَزورِ
أَأُخَيَّ ما لَكَ ناسِياً / يَومَ التَغابُنِ في الأُمورِ
أَفنَيتَ عُمرَكَ في الرَوا / حِ إِلى المَلاعِبِ وَالبُكورِ
وَأَمِنتَ مِن خُدَعٍ تُصَو / وِرُها الوَساوِسُ في الصُدورِ
وَعَلَيكَ أَعظَمُ حُجَّةٍ / فيما تُعِدُّ مِنَ الغُرورِ
وَلَعَلَّ طَرفَكَ لا يَعو / دُ وَأَنتَ تَجمَعُ لِلدُهورِ
اِرضِ الزَمانَ لِكُلِّ ذي / مَرَحٍ وَمُختالٍ فَخورِ
فَلَسَوفَ تَقصِمُ ظَهرَهُ / إِحدى القَواصِمِ لِلظُهورِ
لا تَأمَنَنَّ مَعَ الحَوا / دِثِ عَثرَةَ الدَهرِ العَثورِ
لَو أَنَّ عُمرَكَ زيدَ في / هِ جَميعُ أَعمارِ النُسورِ
أَو كُنتَ مِن زُبَرِ الحَدي / دِ وَكُنتَ مِن صُمِّ الصُخورِ
أَو كُنتَ مُعتَصِماً بِأَع / لى الريحِ أَو لُحَجِ البُحورِ
لَأَتَت عَلَيكَ دَوائِرُ الدُ / نيا وَكَرّاتُ الشُهورِ
إِنَّ البَخيلَ وَإِن أَفادَ غِنىً
إِنَّ البَخيلَ وَإِن أَفادَ غِنىً / لَتَرى عَلَيهِ مَخايِلَ الفَقرِ
لَيسَ الغَنِيُّ بِكُلِّ ذي سِعَةٍ / في المالِ لَيسَ بِواسِعِ الصَدرِ
ما فاتَني خَيرُ اِمرِئٍ وَضَعتَ / عَنّي يَداهُ مَؤونَةَ الشُكرِ
اِذكُر مَعادَكَ أَفضَلَ الذِكرِ
اِذكُر مَعادَكَ أَفضَلَ الذِكرِ / لا تَنسَ يَومَ صَبيحَةِ الحَشرِ
يَومَ الكَرامَةِ لِلأُلى صَبَروا / وَالخَيرُ عِندَ عَواقِبِ الصَبرِ
في كُلِّ ما تَلتَذُّ أَنفُسُهُم / أَنهارُهُم مِن تَحتِهِم تَجري
أَأُخَيَّ ما الدُنيا بِواسِعَةٍ / لِمُنىً تَلَجلَجُ مِنكَ في الصَدرِ
تَرتاحُ مِن عِبَرٍ إِلى سِعَةٍ / وَتَفِرُّ مِن فَقرٍ إِلى فَقرِ
وَطَفِقتُ كَالظَمآنِ مُلتَمِساً / لِلآلِ في الدَيمومَةِ القَفرِ
تَبغي الخَلاصَ بِغَيرِ مَأخَذِهِ / لِتَنالَ رَوحَ اليُسرِ بِالعُسرِ
أَكثَرتَ في طَلَبِ الغِنى لَعِباً / وَغِناكَ أَن تَرضى عَنِ الدَهرِ
وَالخَيرُ مالٍ أَنتَ كاسِبُهُ / ما كانَ عِندَ اللَهِ مِن ذُخرِ
الخَلقُ مُختَلِفٌ جَواهِرُهُ
الخَلقُ مُختَلِفٌ جَواهِرُهُ / وَلَقَلَّ ما تَزكو سَرائِرُهُ
وَلَقَلَّ ما تَصفو طَبائِعُهُ / وَيَصِحُّ باطِنُهُ وَظاهِرُهُ
وَالناسُ في الدُنيا ذَوّ ثِقَةٍ / وَالدَهرُ مُسرِعَةٌ دَوائِرُهُ
لا خَيرَ في الدُنيا لِذي بَصَرٍ / نَفِذَت لَهُ فيحا بَصائِرُهُ
لَو أَنَّ ذِكرَ المَوتِ لازَمَنا / لَم يَنتَفِع بِالعَيشِ ذاكِرُهُ
كَم قَد ثَكِلنا مِن ذَوي ثِقَةٍ / وَمُعاشِرٍ كُنّا نُعاشِرُهُ
أَينَ المُلوكُ وَأَينَ عِزَّتُهُم / صاروا مَصيراً أَنتَ صائِرُهُ
فَسَبيلُنا في المَوتِ مُشتَرَكٌ / يَتلو أَصاغِرَهُ أَكابِرُهُ
مَن كانَ عِندَ اللَهِ مُذَّخِراً / فَسَتَستَبينُ غَداً ذَخائِرُهُ
أَمِنَ الفَناءِ عَلى ذَخائِرِهِ / وَجَرى لَهُ بِالسَعدِ طائِرُهُ
يا مَن يُريدُ المَوتُ مُهجَتَهُ / لا شَكَّ ما لَكَ لا تُبادِرُهُ
هَل أَنتَ مَعتَبِرٌ بِمَن خَرِبَت / مِنهُ غَداةَ قَضى دَساكِرُهُ
وَبِمَن خَلَت مِنهُ أَسِرَّتُهُ / وَبِمَن خَلَت مِنهُ مَنابِرُهُ
وَبِمَن خَلَت مِنهُ مَدائِنُهُ / وَتَفَرَّقَت عَنهُ عَساكِرُهُ
وَبِمَن أَذَلَّ الدَهرُ مَصرَعُهُ / فَتَبَرَّأَت مِنهُ عَشائِرُهُ
مُستَودَعاً قَبراً قَد اِقَلَهُ / فيها مِنَ الحَصباءِ قابِرُهُ
دَرَسَت مَحاسِنُ وَجهِهِ وَنَفى / عَنهُ النَعيمُ فَتِلكَ ساتِرُهُ
فَقَريبُهُ الأَدنى مُجانِبُهُ / وَصَديقُهُ مِن بَعدِ هاجِرُهُ
يا مُؤثِرَ الدُنيا وَطالِبَها / وَالمُستَعِدَّ لِمَن يُفاخِرُهُ
نَل ما بَدا لَكَ أَن تَنالَ مِنَ ال / دُنيا فَإِنَّ المَوتَ آخِرُهُ
أَفنَيتَ عُمرَكَ بِاغتِرارِك
أَفنَيتَ عُمرَكَ بِاغتِرارِك / وَمُناكَ فيهِ وَانتِظارِك
وَنَسيتَ ما لا بُدَّ مِن / هُ وَكانَ أَولى بِادِّكارِك
فَإِنِ اِعتَبَرتَ بِما تَرى / فَكَفاكَ عِلماً بِاعتِبارِك
لَكَ ساعَةٌ تَأتيكَ مِن / ساعاتِ لَيلِكَ أَو نَهارِك
بادِر بِجِدِّكَ قَبلَ أَن / تُقصى وَتُزعَجَ مِن قَرارِك
مِن قَبلِ أَن يَتَثاقَلَ الز / زُوّارُ عَنكَ وَعَن مَزارِك
مِن قَبلِ أَن تُلفى وَلَي / سَ النَأيُ إِلّا نَأيَ دارِك
أَأُخَيَّ فَاذخَر ما اِستَطَع / تَ لِيَومِ بُؤسِكَ وَافتِقارِك
فَلتَنزِلَنَّ بِمَنزِلٍ / تَحتاجُ فيهِ إِلى ادِّخارِك
لا تَرقُدَنَّ لِعَينِكَ السَهَرُ
لا تَرقُدَنَّ لِعَينِكَ السَهَرُ / وَاِنظُر إِلى ما تَصنَعُ العِبَرُ
اُنظُر إِلى عِبَرٍ مُصَرَّفَةٍ / إِن كانَ يَنفَعُ عَينَكَ النَظَرُ
وَإِذا سَأَلتَ فَلَم تَجِد أَحَداً / فَسَلِ الزَمانَ فَعِندَهُ الخَبَرُ
أَنتَ الَّذي لا شَيءَ تَملِكُهُ / وَأَحَقُّ مِنكَ بِمالِكَ القَدَرُ
اِصبِر لِدَهرٍ نالَ مِن
اِصبِر لِدَهرٍ نالَ مِن / كَ فَهَكَذا مَضَتِ الدُهورُ
فَرَحٌ وَحُزنٌ مَرَّةً / لا الحُزنُ دامَ وَلا السُرورُ
وَتَرى الفَتى يَلقى أَخاهُ وَخِدنَهُ
وَتَرى الفَتى يَلقى أَخاهُ وَخِدنَهُ / في بَعضِ مَنطِقِهِ بِما لا يُغفَرُ
وَيَقولُ كُنتُ مُلاعِباً وَمُمازِحاً / هَيهاتَ نارُكَ في الحَشا تَتَسَعَّرُ
أَلقَيتَها وَطَفِقتَ تَضحَكُ لاهِياً / وَفُؤادُهُ مِمّا بِهِ يَتَفَطَّرُ
أَوما عَلِمتَ وَمِثلُ جَهلِكَ غالِبٌ / أَنَّ المِزاحَ هُوَ السِبابُ الأَكبَرُ
إِن كانَ يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ
إِن كانَ يُعجِبُكَ السُكوتُ فَإِنَّهُ / قَد كانَ يُعجِبُ قَبلَكَ الأَخيارا
وَلَئِن نَدِمتَ عَلى سُكوتِكَ مَرَّةً / فَلَقَد نَدِمتَ عَلى الكَلامِ مِرارا
إِنَّ السُكوتَ سَلامَةٌ وَلَرُبَّما / زَرَعَ الكَلامُ عَداوَةً وَضِرارا
وَإِذا تَقَرَّبَ خاسِرٌ مِن خاسِرٍ / زادا بِذاكَ خَسارَةً وَتَبارا
وَإِذا صَفى وُدّي لَهُ
وَإِذا صَفى وُدّي لَهُ / زادَت مَوَدَّتَهُ كُدورَه
فَكَأَنَّما ماتَ الوَفا / ءُ فَلَيسَ مُرتَجِياً نُشورَه
وَالحُرُّ يُظهِرُ لِلعَدُو / وِ صَداقَةً عِندَ الضُرورَة
لَهفي عَلى الزَمَنِ القَصيرِ
لَهفي عَلى الزَمَنِ القَصيرِ / بَينَ الخَوَرنَقِ وَالسَديرِ
إِذ نَحنُ في غُرَفِ الجِنا / نِ نَعومُ في بَحرِ السُرورِ
في فِتيَةٍ مَلَكوا عِنا / نَ الدَهرِ أَمثالِ الصُقورِ
ما مِنهُمُ إِلّا الجَسو / رُ عَلى الهَوى غَيرُ الحَصورِ
يَتَعاوَرونَ مُدامَةً / صَهباءَ مِن حَلَبِ العَصيرِ
عَذراءَ رَبّاها شُعا / عُ الشَمسِ في حَرِّ الهَجيرِ
لَم تُدنَ مِن نارٍ وَلَم / يَعلَق بِها وَضَرُ القُدورِ
وَمُقَرطَقٍ يَمشي أَما / مَ القَومِ كَالرَشاءِ الغَريرِ
بِزُجاجَةٍ تَستَخرِجُ ال / سِرَّ الدَفينَ مِنَ الضَميرِ
زَهراءَ مِثلِ الكَوكَبِ الدُرِّي / يِ في كَفِّ المُديرِ
تَدَعُ الكَريمَ وَلَيسَ يَد / ري ما قَبيلٌ مِن دَبيرِ
وَمُخَصَّراتٍ زُرنَنا / بَعدَ الهُدّوِّ مِنَ الخُدورِ
رَيّا رَوادِفُهُنَّ يَل / بَسنَ الخَواتِمَ في الخُصورِ
غُرِّ الوُجوهِ مُحَجِّبا / تٍ قاصِراتِ الطَرفِ حورِ
مُتَنَعِّماتٍ في النَعي / مِ مُضَمَّخاتٍ بِالعَبيرِ
يَرفُلنَ في حُلَلِ المَحا / سِنِ وَالمَجاسِدِ وَالحَريرِ
ما إِن يَرَينَ الشَمسَ إِل / لا الفَرطَ مِن خَلَلِ السُتورِ
وَإِلى أَمينِ اللَهِ مَهرَ / بُنا مِنَ الدَهرِ العَثورِ
وَإِلَيهِ أَتعَبنا المَطا / يا بِالرَواحِ وَبِالبُكورِ
صُعرَ الخُدودِ كَأَنَّما / جُنِّحنَ أَجنِحَةَ النُسورِ
مُتَسَربِلاتٍ بِالظَلا / مِ عَلى السُهولَةِ وَالوُعورِ
حَتّى وَصَلنَ بِنا إِلى / رَبِّ المَدائِنِ وَالقُصورِ
ما زالَ قَبلَ فِطامِهِ / في سِنِّ مُكتَهِلٍ كَبيرِ
نَطَقَت بَنو أَسَدٍ وَلَم تَجهَر
نَطَقَت بَنو أَسَدٍ وَلَم تَجهَر / وَتَكَلَّمَت خَفياً وَلَم تَظهَر
وَأَما وَرَبَّ البَيتِ لَو نَطَقَت / لَتَرَكتُها وَصَباحُها أَغبَر
أَيَرومُ شَتمي مِنهُمُ رَجُلٌ / في وَجهِهِ عِبَرٌ لِمَن فَكَّر
وَاِبنُ الحُبابِ صَليبَةً زَعَموا / وَمِنَ المُحالِ صَليبَةٌ أَشقَر
ما بالُ مَن آباؤُهُ عَرَبُ ال / أَلوانِ يُحسَبُ مِن بَني قَيصَر
أَتَرونَ أَهلَ البَدوِ قَد مُسِخوا / شُقراً أَما هَذا مِنَ المُنكَر
وَلَرُبَّما حَذِرَ الفَتى
وَلَرُبَّما حَذِرَ الفَتى / ما لَيسَ يُنجي مِنهُ حِذر
كَالمُتَّقي قَطرَ السَحا / بِ وَحَولَهُ في الأَرضِ بَحر