القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 14
أبرق تألق بالغضا أم نار
أبرق تألق بالغضا أم نار / أم موهنا ضحكت إليك نوار
أنظر أبين قبابهم صور الدمى / محجوبة أم في الحدود صوار
رفعوا هوادهم فكم من حمرة / غطى عليها برقع وخمار
لا زال صبا بالعقيق ورِيُّهُ / صَخبُ الرواعدِ صَوبُهُ مِدرار
وسقى اللوى إذ عيشنا في ظلة / نضر وإذ عود الوصال نضار
وكؤوسنا بيد السقاة طوالع / مثل الشموس تديرها الأقمار
في روضة وشت الشمال بسرها / وهنا ووشت رقمها الأمطار
دارية النشر الذكي كأنما / نشرت بها طي البرود تجار
أومر فيها الخضر أو خضراؤها / ليل وزهر نجومه الأزهار
ومهفهف عبر الروادف زارني / فعلت على كثقلها أوزار
وشككت هل زناره من دقة / خصر له أم خصره الزنار
ودعته وراى الرقيب عناقنا / فسطا على ذاك الشقيق بهار
لعبت بلبي حالتاه فغرة / تجلو الظلام وموعد غرار
ما لذ لي نيل البخيل ولو غدا / فيه الغنى ويلذني الأعسار
هذا ورب قصائد اعتقتها / عن قصد مثر ربه الدينار
وجعلتها وفاعلي متكرم / يمناه واليسرى مني ويسار
وسماح عون الدين أحلف أنه / ذاك الجواد النافع الضرار
ملك يبشر سائليه بالغني / وجه طليق منه واستبشار
سبط اليدين إذا الأكف تجعدت / رحب الندى إن ضاقت الأعذار
شهد العيان بجوده لما غدت / عن غيره تتناقب الأخبار
كلف بأخذ الثأر في رهج الوغى / والجو أكلف والعجاج مثار
يغزو فتتبعه الوحوش لعادة / وثقت بها في الشبع والأطيار
هو واحد في المكرمات وجحفل / من باسه يوم الوغى جرار
أخذ الأمان على الزمان فجاره / مازال من كيد الخطوب يجار
خلوا القوافي السائرات لمجده / فهما بحق معصم وسوار
فعتاده في كل يوم أكدر / صافي الحديد فرنده موار
وذوابل طالت فاعمر العدا / في كل معركة بهن قصار
ما زرت ربع أبي المظفر مادحا / إلا لأكرم والكريم يزار
فسيوفه وضيوفه في غبطة / هذى تمور دما وتلك تسار
نشوان من طرب الثناء كأنه / ذو صبوة جارت عليه عقار
لله دارك وهي دار إقامة / بذل النضار بها وصين الجار
فلها رياض من خلائقك التي / راقت وأنملك الغزار بحار
عجبا لها فلقد حوت أقطارها / جودا تضيق لوسعه الأقطار
دارت لك الأفلاك فيها بالمنى / وقضى الزمان بنيل ما تختار
كالشمس أنت حللت في شرق الذرا / ودليل قولي إنه أذار
فاسعد بها واسمع بها رائية / غراء يخلب لفظها السحار
لو أنها سبقت زماني لادعى / أبياتها الحكمي أو بشار
في راحتيك النفع والضرر
في راحتيك النفع والضرر / يا من يدين لأمره القدر
أنت الذي في عمر موعده / أبدا وعمر عدوة قصرُ
أنت الذي آليت إنك لا / تبقي على شيء ولا ذرُ
أنت الذي لا ألعي يحصره / إن قال مبتدها ولا الحصرُ
أنت المسير كل مكرمة / بحديثها تتجمل السيرُ
بأبي إياد منك سالفة / راقت في صفوها كدرُ
ومواهب بالبشر تمزقها / في مثلها يتنافس البئرُ
يا من يروم اليسر من نفر / قفل المكارم عندهم عسرُ
أنزل بعون الدين وأدع به / أنا مقتر تتبادر البدرُ
سبط الأنامل رطبهن إذا / يبس الثرى وتجعد المطرُ
عقدت تمائمه على ملك / ما حل عقدة رأيه خورُ
يجفو الخنا ويعافه كرما / منه ويعفو وهو مقتدرُ
سيّان إن ذكرت عزيمته / في مأزق والصارم الذكرُ
حلو غداة السلم ممتدح / لكنه يوم الوغى صبرُ
لا الجود نزر من يديه إذا / أعطى ولا الإحسان مختصرُ
يعطيك فوق مناك من أمل / أملته فيه ويعتذرُ
متواضع والفخر يرفعه / متبلج والدهر معتكر
ومدرب في الحرب تعرفه / بيض الصوارم والقنا السمرُ
والسابقات تزينها أعذر / والسابغات كأنها غدرُ
ماروضة بالحزن باكرها / طل على المنثور منتثرُ
اغصانها من لينها هيفا / تحكي الخصور وماؤها خصرُ
نظرت إليها السحب باكية / فأتاك ببسم نبتها النضرُ
يوما باحسن من خلائقه / ولشبهها يستحسن الزهرُ
ففداء يحيى من عوائده / أن لا يرى في عوده ثمرُ
لم تخطر الجدوى بخاطره / وكذاك راح وماله خطرُ
يا من يصدق ظن أمله / لاغيرت أيامك الغِيَرُ
وبقيت يا من عصر دولته / للخائفين زمانهم عصرُ
لو أن كفك لامست حجرا / صلدا لا ورف ذلك الحجرُ
كم فيك لي غراء خالية / من كلفة أبياتها الغورُ
معقولة بنداك سائرة / ماسار يوما سيرها القمر
فاعطف عليها إنها قمر / أضحت إلى جدواك تفتقر
وافطر وعِيد وابق في نعم / كبد الحسود لها ستفطر
هجروا فواصل جفني السهر
هجروا فواصل جفني السهر / وسروا فبالا شواق لي أسروا
ولقد أبيت فراقهم حذرا / وكذا المحب من النوى حذرُ
أتكلف السلوان مجتهدا / عنهم وأنساه إذا ذكروا
وأبي الهوى لولا وشاتهم / فلم إلينا أعين خزرُ
لكشفت سر الوجد مذ سترت / عني خمور شفاهها الخمرُ
وخفرت في الحب الذمام / على خد يضرح ورده الخفرُ
وعليلة الألحاظ ساحرة / زارت فليلي كله سحرُ
كالظبي مرتاعا إذا نظرت / والغصن وهو مهفهف نضرُ
أذكى الجوى في قلب عاشقها / خصر لها ومبل خصرُ
يا علوما للمستهام بكم / يقضي ولا يقضي له وطر
قد قلت للمنضي طلائحه / في حيث لا طلح ولا سمرُ
يا من يروم اليسر من نفر / قفل المكارم منهم عسرُ
نفر إذا حاولت مجتهدا / بالمدح إيناسا لهم نفروا
هذا وزير العصر فادع به / أنا مقتر تتباكر البدرُ
فمتى وصلت أبا المظفر واس / تجديته فليهنك الظفرُ
سبط الأنامل رطبهن إذا / يبس الثرى وتماسك المطرُ
عقدت تمائمه على ملك / ما حل عقدة رأيه خورُ
يجفو الخنا ويعافه كرما / منه ويعفو وهو مقتدرُ
حلو غداةِ السلم ممتدح / لكنه يوم الوغى صبرُ
سيان إن ذكرت عزيمته / في مأزق والصارم الذكرُ
متواضع والفخر يرفعه / متبلج والدهر معتكرُ
يعطيك فوق مناك من أمل / أملته فيه ويعتذرُ
ومدرب في الحرب تعرفه / بيض الصوارم والقنا السمرُ
والسابقات يزينها عُذَر / والسابغات كأنها غدرُ
ما روضة بالحزن باكرها / طل على منثور ينتثرُ
نظرت اليها السحب باكية / فأتاك يبسهم نبتها النضرُ
يوما بأحسن من خلائقك الزُّ / هر التي من دونها الزهر
مولاي عون الدين يا ملكاً / في راحتيه النفع والضررُ
يا من يصدق ظن آمله / لا غيَّرت أيامك الغِيَرُ
يأبي أياد منك سالفة / راقت فما في صفوها كدرُ
ومواهب بالبشر تمزجها / في مثلها يتناقس البشرُ
ما أرتجي أوسا سواك على / دهري ولا لي خزرج أخرىُ
فسلمت للراجي نوالك ما / رق النسيم وأورق الشجرُ
أأبا الفضائل والفواضل والعلى
أأبا الفضائل والفواضل والعلى / والبر فضَّلت الإله على البشر
بأبي خلائقك اللواتي شاكلت / روضا ينم به شمال في سحر
أيجوز يا شمس المعالي والعلى / أني أصيف في قميص من قمر
من بعد مدحي الوزير مسيّرا / فيه من المدح المنقع والغررا
شعرا لو امتدح الشباب به وقد / ولى لاقبل والزمان لما غدرُ
ولقد تنقب وجه حظي عنده / ومتى سفرت لنجح آمالي سفر
بأبي وبي من زار سحرة
بأبي وبي من زار سحرة / فضمته ولثمت سحره
كالبدر وجها والديا / جي طرة والصبح غرة
ذو ناظر خنث الجفو / ن وقامة هيفاء نضرة
متغيب ما أن تزا / ل إلى الهجر ان هجره
يا ليته ألف الوصا / ل ومن جفوته وهجره
خصر لماه يخالني / من دقة ناحلت خصرةه
يا من حملت له الهوى / طوعا وفيه العدل مكره
أفدي فتور لواحظ / لك أعدت العضاء فتره
وشعاع حمرة وجنة / لك تحتها ماء وجمره
يا رب ليل غاب عن / ني بدره فخلفت بدره
ومزجت خمر الكأس لي / من ريقكَ الصافي بخمرة
فمتى أفيف ولي بكف / فكَ سكرة وبقيك سكرة
وإذا طمى بحر الهمو / م جعلت فيه الجسر جسرة
ووصلت كلّ عشيّة / خبببا وتقريبا ببكرة
أرجو وزيرا لم يزل / برا بمن يمتاح بره
ذو راحة هطالة / راحت لغر السحب ضره
وشجاعة تنسيك زي / دا في الوغى وتريك عمره
ليث ندى كفيه غي / ث يحمد الوراد أثره
ملك يجرر ذيل هم / ته على هام المجره
لا يعتريه سوا / لك لا وإن الححت ضجرة
يقري السديف بسدفة / ضيفانه والريح قره
بشرت طالب رفده / بالنجح حين رأيت بشره
مولاي عون الدين أن / ت لعين من يرجوك قره
لله كم ثغر فتح / ت رتاجه بعطفان ثغره
ولرب جيش كالكوا / كب والحص عددا وكثره
ناهدته بالمشرفي / ي وسابق نهد ونشره
وصدعته صدع الزجا / جة لا يرجي المرء جبره
فغدا يكرر منشدا / من صنته وضمنت نصره
ما يكشف الغماء خا / ئض غمرة إلا ابن حره
يا أيها الصدر الذي / لاملأ الأهوال صدره
يا من حلت أخلاقه / وغدت على الأعداء مرة
يا أحسن الكرما اح / سانا وأسرى الناس أسره
كم قد أزلت بشر كف / فك عن بني الآمال عسره
وغمرتهم بأنامل / معروفة بالعرف ثرة
فاستجل شعرا أنت تع / رف يا نبيه القدر قدرهخ
شعرا حجازيا له / غزل يقوم بعذر عذره
سهلا وجزلا فهوما / ء في تسلسله وصخره
وتهن بالعيد الشر / يف فقبله شرفت عشره
وانحر عدوَك حيث حل / ل فقد أحلّ الدين نحوه
ذنب العواذلِ ليس يغفر
ذنب العواذلِ ليس يغفر / والرفق بالعشاق أجدر
أقصر من العذلِ الطوي / ل فإن عمر الوصل أقصر
من لي بأسمر قدّه / عند التثني قد أسمر
خالي الضلوع من الغرا / م ينام عن ليلى وأسهر
دعني ووجد كثيّرٍ / وجدي به وعليه أكثر
ملك القلوب بأَسود / جعدٍ وخدٍ منه أخمر
وبأبيض كالأقحوان / وشارب كالأس أخضر
ريان ما يحمي الموز / زر منه ظمآن المخصر
يا حبذا سحر الريا / ض ومقلة حوراء تسحر
وسقيط طل حائر / أضحى على المنثور ينثر
وسحايب مسكيَّة / ونسيم ساريةٍ معنبر
والمشرفات على دجي / ل لاشرافَ ولا المثَفر
تلك المنازل لا خلت / ممن يجير بها وينحر
دمن لمولانا الوزي / ر أخي السماح أبي المظفر
ملك إذا جاء المدي / ح وجار فيه قبل قصر
إحسانه بين العفا / ة مردده فيهم مكرر
وسماحه ما لا يحد / دوجوده ما ليس يحصر
كم مغنم وماء جج / عن ذاك عف وذا نفر
يا قائد الخيل العتا / ق طوامح الأعراف ضُمّر
في كل يوم أيوم / لبس العجاجة فهو أكدر
يا قادما من سفرةٍ / طلع النجاح بها وأسفر
أفنيت أعداء الا ما / م بكل ماضي الحد مشهر
ونظمتهم بين القنا / نظما به الأرواح تنثر
قسما لأقبل من نجا / منهم بمهجته وأدبر
ولأنت أشجع في الوغى / والروع من أسد غضنفر
وأبر كفا في الندى / من صوب وكافٍ وأغزر
يفديك من معروفه / ياذاكر المعروف منكر
أبدا يقول بغير فع / ل فم وعريان منجر
ويظن جهلا أنه / بالمنع يريح وهو يخسر
ويريد مثلك أن يسو / د معاشرا ويقود عسكر
هيهات هم عبرس إذا / قيسوا البلو أنت جوهر
وإليك وشيء كلامهما / فيه يضاهي وشي عبقر
كالماء رق ورقشته / يد الصبا والنبت نوو
أنفت من المعنى المعا / د ونافت اللفظ المكرر
جاءت مقيَّدة وإن / كانت من القمرين أسير
إن دام هجركِ واستمرا
إن دام هجركِ واستمرا / ألفيتِ حلو العيش مرا
يا سلم منّي بالوصا / ل فما ينسوك أن أُسرّا
أضعفَت عن حمل الهوى / جسمي ضنى وضعفت خصرا
ما لحت في سر الدجى / للبدر إلا واستَسَرا
أودعت أثناء الجوا / نحِ ساعة التوديع جمرا
وبمهجتي سمراء تح / مبها رماح الخطَّمرا
نظرت بعيني مُغزِلٍ / وترنَّحت كالغصنِ نضرا
وأبي الهوى لولا وشا / ة ينظرون إلى شزوا
لوشفت خمرة ربقة / من لؤلؤ سموه ثغرا
وهصرت قد هزة / سكر الصبا فثملت سكرا
إني وما حجت إليه / أقاصدون الشعث غبرا
مغرى بحبك والوزي / ر يحبه للجود أغرى
ملك يرى في دسته / طودا وضرغاما وبحرا
غير ان مشبوح الذرا / ع مشيعا يقظا أغرا
أندى الورى ناد وأز / كاهم ثرى واد وأثرا
وأعز جار منهم / وإلى استباق المجد أجرى
يعطي إذا أعطى الندى / شفعا ويغشى الروع وترا
ومبدل عسر العفا / ءِ بما حوت يمناه يسرا
طلق المحيا كلما / كلح الزمان ازداد بشرا
مازال يفتح مرتجا / بسداده ويسد ثغرا
يفديك يا مسدى الوا / رف من يرى المعروف نكرا
مازال يبذل للقطوا / رض عرضه ويصونه وفرا
لا زلت عون الدين لي / عونا على دهري ونصرا
أعدتت للأعداء في / يوم الوفى بأسا وقهرا
وسوايقا قبّ الكُلى / وسوابغا يحسبن غدرا
يا أكثر الكرماء إِح / سانا وأحسنهنّ أثرا
حسبي ببشرك إن دجت / شيم الورق شما وبدرا
أطلقت بالمنّ العفا / ة فمن رأى طلقاء أسرى
أصبحت أكرم من يرى / فقرا نعم وأقل كبرا
لا زلت تولي من عطا / تك ثنيا وتفنر بكرا
من كل نظم ناثر / بالمدح في ناديك درا
تفني الزمان ولا تزا / ل مبقيا لعلاك ذكرا
فاسعد بعيدك وابق في / نعم عليك الدهر تترى
وانحر مع القوم الهجا / ن من العدو الغمر نحرا
أطلالَهم بلوى العقيقِ فحاجرِ
أطلالَهم بلوى العقيقِ فحاجرِ / لا عقّ نؤي حماك نوء محاجري
وحبتك من سحب الجفون بأدمع / تغنيك عن مسح الكبي الباكرِ
فلئن غدَوتِ من الأنيس خواليا / وحواليا من كلِّ ظبي نافرِ
فبما قصرت اللهو فيك بخرد / بيض كبيضات الظليم قواصرِ
ينظرنَ من خَلَلِ السجوف جآذرا / ويمسن في ورق الشباب الناضرِ
لما مررن على الغويرِ ونَثبِهِ / أزرت به منهن كثب مآزرِ
هنَّ الدمى لولا احمرار أنامل / ومنها الفلا لولا اسوداد غدائرِ
من كل ناضرة القوام غريرةٍ / هيفاء ناظرة بطرف فاترِ
ومعذر حلو الشمائل واللمى / كم لي على حبي له من عاذر
لم أنسه إذ زارني مثلثما / تحت الظلام على صباح سافرِ
بمناطق نطق وحجل صامت / وموزر عبل وكشح ضامرِ
يرنو بطرف ندى سقام ساحر / في رغده عن طرف صب ساهر
ويهز أعدل قامة فيها إذا / لعبت بها الخيلاء سيرة جائرِ
عاطيته صفراء ما خلت حشا / فرات لجيش همومه من صافرِ
برزت بروز الشمس بين شمامس / سجدوا لها إذ أخرجت من كافرش
بكر إذا مزجت رايت جبابها / متصاعدا كاللؤلؤ المتخادر
فكأنها من لطفها مخلوقة / في الكأس من خلق البهاء الاهرِ
بدريبادر جوده سؤاله / صدر نداه لوارد ولصادر
غيث يغيث المعتفين بسيبه / ليث له فتكات ليث خادر
قمن لراجيه بسد مفاقر / ولمن يداجيه بسود فواقر
سهل الخلائق والحجاب ممدح / رحب الجناب مرحب بالزائرِ
يبدو ندى يده ويحضر رفده / أبدا لباد يستحيح وحاضرِ
يلقى العِدا وترا وطلاَّب النّدى / بالشفع من إحسانه المتواترِ
حتم عليه بذل جود راتب / ما كن قط لحانم في النادرِ
بطل إذا غشي الحروب فبيضه / حمر تُمار من النجيع المائر
شيحان تحسبه عقابا نازلا / في متن أجرد كالعقاب الكاسرِ
ذو المكرمات السابقات وعودها / والعود لدن لا يلين لكاسر
جذلان يهزم جيش عسر عفاته / بميامن من جوده ومياسرِ
مازال يعمر بيت مدح واحد / فيه طوال السهر بيت الشاعرِ
فاعلق به تعلق بطود مانع / وانزل به تنزل ببحر زاخرِ
من رام حصر صفاته فقصاره / حصَر يغرّ بناظم وبنائرِ
من معشر وهبوا البدور وأصبحوا / حقا بدور أسرة ومنابرِ
أثروا من المجد التليد وآثروا / بطريفهم وحَووا كريم مآثرش
لك يا عبيد الله يا ابن محمد / فخر تقاعس عنه كل مفاخر
وتحلم عن قدرة وأجل ماء / وصف الرجال به تحلم قادر
يا من له أفلاك سعد لم تزل / أبدا تدور على العدا بدوائرِ
لا زلت تبهض آمليكَ بحمل ما / تسدى وتنهض كل جد عاثرِ
أسعد بعيد عائد لك بالمنى / في دولتي ملك وعز قاهرِ
وانحر عداك فإنهم أولى عدا / بالذَبحِ من بدنِ تَحل لناحرِ
لك سيرة محمودة الأثر
لك سيرة محمودة الأثر / وعلى ثراها بالفخار ثري
ومكارم تصفو كرائمها / للوفد مِن مَنٍّ ومِن كَدرِ
أنت الذي أفعاله أبدا / في دهمة الأيام كالغررِ
بأبي خلائقك التي خلقت / كالزهر بل كالأنجم الزُهُرِ
وعزائم لك حيث ذكرت / أغنت عن الصمصامة الذكرِ
يا قائدَ الخيل العتاقِ إلى / ليلٍ من الهيجاءِ معتَكِر
ومبيح ثغرٍ كان ممتنعا / ومحكِّم الأرماحِ في الثُّغَرِ
لحديث مجدك والقديم معا / فينا حيث غير مختصرِ
يا طالب المعروف من نَفَرٍ / عن طالبي معروفهم نُفُرِ
زر مادحا عضد الهدى فبه / تستغنِ عن عضدِ وعن وَزرِ
رب الوغى ما إن يزال له / فيها زناد بالنصالِ يري
والسابقات تروح مجفرة / والسابغات تلوح كالغدرِ
وأنزل بساحته وناد ندى / بدر الندى وواهب البِدَرِ
ما استمطرت أنواء راحته / فاحتاجت الدنيا إلى مطرِ
يا ابن المظفر دمت مشتملا / بملأتي نعماكَ والظَّفرِ
وبقيت محسودا ولا نظرت / يوما إليك نواظر الغِيرِ
أنت امرؤ في عودِهِ ثمرُ / يرجى وكم عود بلا ثَمرِ
ما إِن رأينا قبل جودِك ذا / جودا ولا ذا البِشرِ مِن بَشَرِ
فهناك باع ندىً وباع عداً / ضِدّان في طول وفي قِصَرِ
يا أيها المدر الذي عذبت / نعماه لي في الوِرد والمَدَرِ
إسعد بصومكِ وابق ما سَجَعَت / ورقُ الحمامِ بمورِقِ الشَّجَرِ
ما كنت قبل اليوم أدري
ما كنت قبل اليوم أدري / إن الملامة فيك تغري
يا جامعا من شعره / والثغر بين دجى وفجرِ
يا من يحرم زورتي / متعمدا ويحل هجري
لك مقلة فتانة / كحلاء قد كحلت بسحرٍ
وروادف حملت ما / زرهن ثقلا مثل وزري
بأبي وبي من قده / هيفا على الأغصان يزري
كالبدر بين عواذلي / فيه وبيني حرب بدرٍ
عانقته ولثمته / ناهيك من خصر وخصرِ
وأما وبرد رضابك ال / ممزوج من برد وخمرِ
وتجمع الضدين في خدي / ك من ماء وجمرِ
وعذارك اللام الذي / مذ لاح لاح وقام عذري
لقد استدام ابن الدوا / مي بالندى ما عشت شكري
علقته متمسكا / منه بطود عُلى وفخرِ
بمهذب الأخلاق لل / ق ماجد سمح أغرِ
غمر العفاة وعمهم / بسماح كف منه غمرِ
ومواهب كالفطر تح / يي المعتفين بكل قطرِ
متطول ما زال يب / دِل عسر آمله بيسرِ
تلقاه رب صنائع / ومرابع بيض وخضرِ
إِيها أبا الفرج الذي / أضحى مفرج كل ضرِ
لك غرة كالبدر ريش / رق بشرها ويد كبحرِ
كم من مقل مقتر / أضحى بجودك وهو مثري
رد من ندى كف به أس / تغنيت عن زيد وعمروِ
إن كنت أكفر من صلا / تك نعمة فاقطع بكفري
والله ما فرحي بعي / د الفطر قط وأنت تدري
إلا لرسم لي علي / ك جزاؤه ونظمي ونثري
زنت المواهب منك بالتكرير
زنت المواهب منك بالتكرير / وغدوت بالإحسان جد جديرِ
يا خير خلق نحن من أخلاقه / وسماحه في روضة وغديرِ
يا غيث جدب في الوغى يحمي حمى / ليث كثيف اللبدتين هصورِ
يا من أرى نصر الإله وفتحه / قد أحدقا بلوائه المنصورِ
قسما لقد سست الرعية آخذا / بالراي يشفع منك بالتدبيرِ
ولقد ونى الوانون عن طلب العلى / وبلغتها بالجد والتشميرِ
قد قلت للمنضي الطلاح أذابها / إيصالها الدلجات بالتهجيرِ
لا تعد ربع ابن المظفر مادحا / وأنزل بخير موازر ووزير
بمظفر الرايات يشرق رأيه / في كل خطب مظلم الديجورِ
حلو كطعم الشهد يوم مكارم / وندى ومر في الحروب مرير
يضحي وجر السمهرية دابه / في كل ذي عجاجة مجورِ
ما جردّت أسيافه في مأزق / ألا لتغمد في طلىً ونحورِ
أجرى من الريح الهبوب إلى ندى / ووغى وأثبت من حرا وثبير
عضد الهدى والدين يا ملكا صفت / نعماه للعافي من التكديرٍِ
يا من أخفت به الزمان وصرفه / وآمنت ما أخشاه من محذورِ
لك يا طويل الباع يوم كريهة / أقدام عنترة وراى قصير
يا خير من حاز المعالي والعلى / في أول من مجده وأخيرِ
أقسمت ما أوليتني من نعمة / إلا وكنت لها أبر شكورِ
يا أجود الأجواد يا مولى علا / في مجده عن مشبه ونظيرِ
أنا مذ عرفت بمدحكم وولائكم / ووصفت بالمنظوم والمنثورِ
في طود عز من ذمامك شامخ / عال وبحر من نداك غزيرِ
زادت مطاعمك الهنيئة واعتلت / قدرا عن الإحصاء والتقديرِ
فلمفطر مما تعد له قرى / أضعاف أجر الصائم المبرورِ
لا زلت طلق الوجه مرهوب السطا / ماضي الصريمة حازم التدبيرِ
حيا حيا المزن الدساكر
حيا حيا المزن الدساكر / وسقى المطيرة كل ماطر
حيث الرياض أريضة / وغصونها خضر نواضر
وعيون نرجسها المرا / ض إلى بنفسجها نواظر
والغدر ترقمها الصبا / والسرو منشور الغدائر
والبرق تبريّ السنا / والجو فضيّ المعاجر
والشمس من ظلل الغما / ئم حين تبدو في ستائرِ
والطل منثور على / زهر من المنثور زاهر
والورق يغني بالغنا / عن المعازف والمزاهرِ
واللهو أعدل عادل / فينا وساقي الراح جائز
ومعذر أضحى العذو / ل عليه لي في الحب حاذر
صبح منير في دجى / شعر ودعى في مآزر
أضحت تفتر سلوتي / الحاظ عينيه الفواتر
يلتذ بالنوم الهني / فديته وأبت ساهر
ماضره مع حسنه / إن البدور له ضرائر
لم أنسه يسعى بنج / م طالع والنجم غائر
بمدامةِ صفراء لم / تترك ببيت الهم صافر
صرف إذا مزجت رأي / ت حبابها كالدر دائر
ترمي السقاة إذا علا / ها الماء منه بالشرائر
شمس تربت في المعا / صر بين شماس وعاصر
ذخرت قديما للأكا / سر مفتناة والقياصر
طالت لنا عمرا فأي / يام السرور بها قصائر
لولا كبار كؤوسها / ما كنت من أهل الكبائر
لكن عفو الله أع / زم أن يكاثره مكاثر
وعلاء مجد الدين أك / بر أن يفاخره ماخر
ملك على إحسانه / دون الورى تثنى الخناصر
في كل أنمة له / بحر من المعروف زاخر
أسد له البيض الحدا / د إذا دجى خطب أظافر
مفني العشار بسيفه / وبسببه مغني العشائر
كلف بأخذ الثأر من / أعدائه والنقع ثائر
ذاكي شهاب المجد مو / فور الحجى زاكي العناصر
متوقد العزمات وال / ىراء يقظان الخواطر
مغمود سيف الحقد مح / مود الموارد والمصادر
ما زال يصفح عند تج / ريد الصفائح وهو قادر
ورث السيادة كابرا / عن كابر فمن المكابر
يا من إذا امتدت سا / ء النقع من وقع الحوافر
وغدت وجوه الموت بع / د تخفر فيها سوافر
ورأيت بحر حديدها / قد ماج بالجرد الضوامر
وتسعرت نار الوغى / ما بين جنتها المساعر
فرأيت آساد الشرى / من فوق عقبن كواسر
كنت المفرق جمعها / بالسمر والبيض الباتر
دارت على أعداء مل / كك يا أبا الفضل الدوائر
يا خير خرق منعم / يعطي على المداح الذخائر
يا جابر العِظم الكسي / ر وكاسرا بأس الجبابر
أيدت بالعدل الذي / أحيا لنا عدل الأكاسر
وغدا سماحك حاضرا / باد لباد بل لحاضر
يا من راتب جوده / أنِصت أمانيّ النوافر
الله يعلم من ضمي / رى وهو أعلم بالضمائر
إني أحبك وهو يش / هد حب سمع لي وناظر
وأسرّ أن تبقى إلى / يوم به تبلى السرائر
فتبل أعمار السرو / ر فبيت من والاك عامر
واخلد لتكمد حاسدا / وتسؤ ذا حنق مكاشر
مستقبل الإقبال مق / هور العدا جم المآثر
في دولة مقرونة / بالعز تابتة الأواصر
مسيت يا مجد الهدى
مسيت يا مجد الهدى / والدين والمولى المظفر
بسعادة ما إن لها / حد ولا عد فتحصر
وبقيت ما حدر الصبا / ح نقاب صفحته وأسفر
في دولة يطوى الزما / ن وملكها في الأرض ينشر
يا من يروم العرف من / نفر عن المعروف نفر
سلني فإني بالرجا / لِ إذا أردت الخبر أخبر
إن رمت ربحا من سوى أب / ن الصاحب المأمول تخسر
لا تطلبن له الشبي / ه وإن طلبت له تعذر
ملك سريع العفو مر / هوب السطا يرجى ويحذر
هو بالسماح من الورى / أحرى وبالإحسان أجدر
طلق المحيا واليدي / ن جبينه كالصبح أزهر
متهلل في سرجه / بحر وطود حجى وقور
ماء على راجي الندى / وعلى العدا نار تسعر
لا الجود منه تكلف / كلا ولا المعروف منكر
يقري ويطعم والعشا / يا قرة والجو أغبر
وتراه ما سد الفضا / ء النقع كالأسد الحزور
متهجما يلفى واز / رق رمحه بالطعن أحمر
وإذا رئي في صدر دس / ت كان أَجمل من تصدر
ذو النائل الجم المعا / د العدّ والرفد المكرر
دمث يالخلال وما انتشى / عطر الجمال وما تعطَّر
يا من رأينا أمره / أمضى من القدر المقدر
يا فاعل الفعل الجمي / ل وقائل القول المحرر
لعلاك مدحي يصطفى / ولمثل جود يديك يذخر
يا من نصيب عفاته / من وفره أَبدا موفر
يا من إذا استولى ندا / ه على أخي عدم وامطر
صاح الغريق ولو غدا / في ألف لباد وممطر
لا زلت تلفى ظافرا / أبدا وتعفو حين تظفر
لما نجا من دائه
لما نجا من دائه / وتخلص المثري الفقيرُ
وافيته وكأنني / من نافض الحمى نذيرُ
ودخلت دارا ليس يب / رح من زواياها النخيرُ
ورأيت حلجيه المفَط / طِر وهو من حلق يزيرُ
ويقول من ذا شاعر / اليوم ينتكس الأميرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025