القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ هانِئ الأَندَلُسِي الكل
المجموع : 6
فُتِقَتْ لكم ريحُ الجِلادِ بعنبرِ
فُتِقَتْ لكم ريحُ الجِلادِ بعنبرِ / وأمدَّكُمْ فَلَقُ الصّباحِ المسْفِرِ
وجنَيْتُمُ ثَمَرَ الوقائِعِ يانِعاً / بالنصر من وَرَق الحديدِ الأخضَر
وضربتُمُ هامَ الكُماةِ ورُعْتُمُ / بِيضَ الخُدورِ بكلِّ ليثٍ مُخدِر
أبَني العَوالي السَّمْهرِيّةِ والسّيو / فِ المَشرَفيّةِ والعَديدِ الأكثر
مَنْ منكُمُ المَلِكُ المُطاعُ كأنّهُ / تحتَ السَّوابغِ تُبّعٌ في حِمْيَر
كلُّ الملوكِ من السروجِ سواقِطٌ / إلاّ المُمَلَّكَ فوق ظهرِ الأشقر
القائدَ الخيلِ العِتاقِ شَوازباً / خُزراً إلى لَحْظِ السِّنان الأخزر
شُعْثُ النَّواصي حَشرةً آذانُها / قُبَّ الأياطلِ ظامِياتِ الأنْسُر
تَنبو سنابكُهُنَّ عن عَفْر الثَّرى / فيطَأنَ في خدِّ العزيزِ الأصعر
جيشٌ تَقَدَّمَهُ اللُّيوثُ وفوقها / كالغِيلِ من قصَبِ الوشيج الأسمر
وكأنّما سَلَبَ القَشاعِمَ رِيشَها / مما يَشُقُّ من العَجاج الأكدر
وكأنّما اشتَمَلتْ قناهُ ببارقٍ / مُتألِّقٍ أو عارِضٍ مُثعَنْجِر
تمتَدُّ ألسِنَةُ الصَّواعقِ فوقَهُ / عن ظُلَّتَيْ مُزْنٍ عليه كنَهْوَر
ويقوده اللَّيْثُ الغَضَنْفَرُ مُعْلَماً / من كلِّ شثن اللِّبْدَتينِ غضَنفر
نَحَرَ القَبولَ من الدَّبورِ وسار في / جَمْعِ الهِرَقْل وعزمةِ الاسكندر
في فِتيةٍ صَدَأُ الدروع عبيرُهْم / وخَلوقُهم عَلَقُ النجيعِ الأحمر
لا يأكُلُ السِّرحانُ شِلوَ طعينهم / مما عليه من القنا المتكسِّر
أنِسوا بهجرانِ الأنيسِ كأنّهُمْ / في عبقريِّ البِيدِ جِنّةُ عَبْقَر
يَغشَوْنَ بالبِيدِ القِفارِ وإنّمَا / تَلِدُ السَّبَنْتَى في اليَباب المُقفر
قد جاوروا أجَمَ الضّواري حولهم / فإذا همُ زأروا بها لم تَزأرِ
ومَشَوْا على قِطَعِ النفوسِ كأنّما / تمشي سنابكُ خيلهم في مَرمَر
قوْمٌ يبِيتُ على الحَشايا غيرُهُمْ / ومبيتهُم فوق الجياد الضُّمَّر
وتظَلُّ تسبَحُ في الدماء قِبابُهُمْ / فكأنّهُنَّ سفائنٌ في أبحر
فحياضُهم من كلِّ مهجةِ خالعٍ / وخيامُهم من كلِّ لِبدَة قَسْوَر
من كلِّ أهرتَ كالحٍ ذي لِبْدةٍ / يَرِدونَ ماءَ الأمنِ غير مكدَّر
راحوا إلى أُمِّ الرِّئالِ عشيَّةً / وغَدَوْا إلى ظبْي الكثيبِ الأعفر
طَردوا الأوابِدَ في الفدافِد طَردَهم / للأعْوَجِيَّةِ في مجالِ العِثْيَر
رَكِبوا إليها يومَ لَهْوِ قنيصهمْ / في زِيِّهِمْ يومَ الخميس المُصْحِر
إنّا لتجمعُنا وهذا الحيَّ من / بَكْرٍ أذِمَّةُ سالِفٍ لم تُخْفَر
أحلافُنَا فكأنّنَا منْ نِسْبَةٍ / ولِداتُنا فكأنّنَا منْ عُنصُر
اللاّبِسينَ من الجِلاد الهَبْوَ ما / أغناهُمُ عن لأمَةٍ وسَنَوَّر
لي منْهُمُ سيْفٌ إذا جَرَّدْتُهُ / يوماً ضرَبْتُ به رِقابَ الأعصُر
وفتكتُ بالزَّمَنِ المُدجَّجِ فتْكَةَ ال / بَرّاضِ يومَ هجائن ابنِ المُنذر
صَعْبٌ إذا نُوَبُ الزمان استصعبتْ / مُتَنَمِّرٌ للحادثِ المُتَنَمِّر
فإذا عَفَا لم تَلْقَ غيرَ مُمَلَّكٍ / وإذا سطا لم تَلْقَ غيرَ مُعفَّر
وكفاكَ من حُبِّ السماحَةِ أنّهَا / منه بموضع مُقلةٍ من مَحْجِر
فغمامُهُ من رحمَةٍ وعِراصُهُ / من جَنّةٍ ويمينُهُ من كوثر
المُدْنَفَانِ منَ البرِيّةِ كلِّهَا
المُدْنَفَانِ منَ البرِيّةِ كلِّهَا / جسمي وطَرْفٌ بابليٌّ أحوَرُ
والمُشرِقاتُ النّيّراتُ ثلاثةٌ / الشمسُ والقمرُ المنيرُ وجعفرُ
صَدَقَ الفَناءُ وكذَبَ العُمُرُ
صَدَقَ الفَناءُ وكذَبَ العُمُرُ / وجَل العِظاتُ وبالغَ النُّذُرُ
إنَا وفي آمَالِ أنفُسِنَا / طُولٌ وفي أعمارِنَا قِصَرُ
لنرى بأعيُننَا مصارعَنا / لو كانتِ الألْبابُ تعتبِرُ
ممّا دَهانَا أنّ حاضِرَنَا / أجفانُنَا والغائِبَ الفِكَرُ
فإذا تَدَبَّرْنَا جَوارِحَنا / فأَكَلُّهُنَّ العينُ والنّظَر
لو كانَ للألباب مُمتحِنٌ / ما عُدَّ منها السمعُ والبَصَرُ
أيُّ الحيَاةِ ألذُّ عِيشتَها / من بعد علمي أنّني بَشَر
خَرِسَتْ لَعَمْرُ اللّهِ ألسُنُنَا / لمّا تَكَلّمَ فوقَنا القَدَرُ
هل يَنفعَنّي عِزُّ ذي يَمنٍ / وحُجُولُه واليُمْنُ والغُرَر
ومَقاليَ المحمولُ شاردُهُ / ولسانيَ الصَّمصامةُ الذكَر
ها إنّها كأسٌ بَشعِتُ بهَا / لا مَلجَأٌ منْها ولا وَزَر
أفنتركُ الأيّامَ تفعلُ مَا / شاءَت ولا نَسطو فَنَنْتَصِر
هَلاّ بأيْدِينَا أسِنَّتُنَا / في حين نُقْدِمُها فتَشْتَجِر
فانبِذْ وشيجاً وارمِ ذا شُطَبٍ / لا البيَضُ نافعةٌ ولا السُّمُر
دنيا تُجمِّعُنا وأنْفُسُنا / شَذَرٌ على أحكامِها مَذَر
لو لم تُرِبْنا نابُ حادثها / إنّا نَراها كيفَ تأتَمِر
ما الدَّهرُ إلاّ ما تُحاذِرُهُ / هَفَوَاتُهُ وهَناتُه الكُبَر
واللّيْثُ لبدَتُه وساعِدُهُ / ودَرِيَّتَاهُ النّابُ والظُّفُر
في كلِّ يَوْمٍ تحتَ كَلكَلِهِ / تِرَةٌ جُبارٌ أوْ دَمٌ هَدَرُ
وهوَ المَخوفُ بَناتُ سَطوَتِه / لوْ كانَ يَعفوُ حينَ يَقْتَدِرُ
أقسَمْتُ لا يبقَى صَباحُ غَدٍ / مُتَبَلِّجٌ وأحَمُّ مُعتكِرُ
تَفنى النُّجومُ الزُّهرُ طالعةً / والنَّيِّرانِ الشّمسُ والقَمَرُ
ولئِنْ تَبَدّتْ في مَطالعِهِا / مَنُظومَةً فلَسَوْفَ تَنتثرُ
ولئن سرى الفلك المدار بها / فلسوف يسلمها وينفطر
أعَقيلةَ الملِكِ المُشَيِّعِها / هذا الثَّناءُ وهِذه الزُّمَرُ
شَهِدَ الغَمامُ وإن سقاكِ حَياً / أن الغمام إليك مفتقر
كم من يدٍ لك غير واحدة / لا الدَّمعُ يكفُرُها ولا المَطَرُ
ولقد نزَلْتِ بَنيَّةً علمتْ / ما قد طَوَتْهُ فَهْيَ تَفتَخرُ
تَغدو علَيها الشّمسُ بازِغَةً / فتَحِجُّ ناسِكَةً وتَعتَمِرُ
وتكادُ تذهَلُ عن مَطالِعها / مما تراوحها وتبتكر
فقفوا تضرج ثم أنفسنا / لا الصّافناتُ الجُردُ والعَكَرُ
سَفَحَتْ دِماءُ الدّارِعينَ بها / حتى كأنّ جُفونَهم ثُغَرُ
الهاتكِينَ بها الضُّلوعَ إذا / ما رَجّعوا الذّكرَاتِ أو زَفَروا
راحوا وقد نَضجتْ جوانحُهم / فيها قُلُوبَهُمُ وما شَعروا
وحَنَوا على جَمرٍ ضُلُوعَهمُ / فكأنّما أنفاسُهُمْ شَرَرُ
ويَكادُ فُولاذُ الحَديدِ معَ ال / مُهَجاتِ والعَبَراتِ يَبتَدِرُ
فكأنّما نامَتْ سُيوفُهُمُ / واستَيقَظَتْ من بعدِ ما وُتِرُوا
فتَقطّعتْ أغمادُها قِطَعاً / وأتَتْ إلَيهِمْ وهيَ تَعتَذِرُ
لم يَخلُ مَطلَعُها ولا أفَلَتْ / وبنو أبيها الأنجُمُ الزُّهُرُ
وبنَو عليٍّ لا يُقالُ لهم / صَبراً وهم أُسدُ الوَغى الضُّبُرُ
إنّ التي أخلَتْ عَرينَهُمُ / أضحَت بحيثُ الضّيغَمُ الهَصِر
من ذَلّلَ الدنيا ووطّدَهَا / حتى تلاقَى الشّاءُ والنَّمِر
بلغتْ مراداً من فدائِهِمُ / والأمُّ في الأبناء تُعتَقَر
تأتي الليالي دونَها ولها / في العُقْر مجدٌ ليس يَنعقر
أبقَتْ حديثاً من مآثِرِهَا / يَبقى وتَنْفَد قبلَه الصُّوَر
فإذا سَمعتَ بذِكرِ سُودَدِهَا / ليلاً أتاكَ الفجرُ يَنفجر
ولقد تكون ومن بدائعِها / حِكَمٌ ومن أيّامِها سِيَر
إنّا لَنُؤتَى من تَجارِبِهَا / عِلماً بما نأتي وما نَذَر
قسمَتْ على ابنَيْها مكارمَها / إنّ التراثَ المجْدُ لا البِدَر
حتى تولّتْ غيرَ عاتِبةٍ / لم يَبقَ في الدنيا لها وَطَر
من بعدِ ما ضُرِبَتْ بها مَثَلاً / قَحطانُ واستحيَتْ لها مُضَر
وإذا صَحِبْتَ العيشَ أوّلُهُ / صَفْوٌ فَهَيْنٌ بعده كَدر
وإذا انتَهَيتَ إلى مدَى أملٍ / دَرْكاً فيومٌ واحدٌ عُمُر
ولَخَيرُ عيشٍ أنتَ لابِسُهُ / عيشٌ جنى ثمراتِهِ الكِبَر
ولكُلِّ سابِقِ حلبةٍ أمَدٌ / ولكلِّ واردِ نهلَةٍ صَدَر
وحُدودُ تعميرِ المعمَّرِ أن / يسمو صُعوداً ثمّ ينحَدِر
والسيْفُ يبلى وهو صاعقةٌ / وتُنالُ منه الهامُ والقَصَر
والمرءُ كالظلِّ المديدِ ضُحىً / والفَيْءُ يَحسِرُهُ فينحسر
ولقد حلبْتُ الدّهرَ أشطُرَهُ / فالأعذَبانِ الصّابُ والصَّبِر
غَرَضٌ تَراماني الخُطوبُ فَذا / قوسٌ وذا سَهْمٌ وذا وَتَر
فجزِعتُ حتى ليسَ بي جَزَعٌ / وحَذِرتُ حتى ليس بي حَذَر
افتِك بهذا السامريّ الساحرِ
افتِك بهذا السامريّ الساحرِ / وأذِقهُ طَعمَ المشرفيّ البَاتِرِ
كم قُلتُ إذ نَزَّهتُ في وجناته / طرفي فما رَجَعت إليَّ محاجرِي
ذا ويحَكُم ماءٌ وَجَمرٌ مُحرِقٌ / فقد احترَقتُ وما تَرَوَّى ناظِرِي
خَيرُ البَريَّةِ يَعرُبٌ
خَيرُ البَريَّةِ يَعرُبٌ / وَبَنُو عَليّ خَيرُهُم
فكأنَّهُم من جَوهَرٍ / لم يَبقَ مِنهُم غَيرُهُم
حلفَ الزمانُ ليأتينَّ بمثلِه
حلفَ الزمانُ ليأتينَّ بمثلِه / حَنَثَت يمينُكَ يا زمانُ فكفِّرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025