المجموع : 34
يا بانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به
يا بانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به / لو كان يعقل هَدْمُها من دارِهِ
لا تبنينَّ بنيةً قوَّادةً / تُزْني بناتِ أبي البنات بجارِهِ
لم يَبنها إلا امرؤ متعصّبٌ / للكَشْخ يعجبه ارتفاع شَنارِهِ
يا بانيَ الدرج الوثيق بناؤُها / بالصخر ينقله على أشفارِهِ
شكراً لما هتَّكن من حُرماتِهِ / لا بل لما كثَّرن من أصهارِهِ
كم غافلٍ في سُوقه قنَّعتَهُ / في عُونه خِزياً وفي أبكارِهِ
لو غار هدَّمها بفيهِ وأنفهِ / طلباً لها حتى المماتِ بثارِهِ
لكنهُ رجلٌ يبرِّجُ عِرْسَهُ / وبناتِه ليزدْنَ في أنصارِهِ
يا ضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرياً
يا ضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرياً / للحقد لم تَقْدح بزَنْدٍ وارِي
أصبحتَ خصم الحق تهدم ما بنى / والحقُّ محتجٌّ وأنت تُمارِي
أطريت غثَّك لا سمينك ضلَّةً / واخترت من خُلقَيْكَ غيرَ خيارِ
شبَّهتَ نفسك والأُلى يولونها / آلاءهم بالأرض والعُمَّارِ
ورأيتَ حفظك ما أتوا من صالحٍ / أو سيِّئٍ كرماً وعتق نِجارِ
وزعمتَ فيك طبيعةً أرضيةً / يا سابق التقرير بالإقرارِ
ولقد صدقتَ وما كذبتَ فإنهُ / لا يُدفَع المعروف بالإنكارِ
لكن هاتيك الطبيعةَ في الفتى / مما تُلِط عليه بالأستارِ
ولَصمتُهُ عن ذكرها أولى به / من عدِّها في الفخر عند فخارِ
فينا وفيك طبيعةٌ أرضيةٌ / تهوي بنا أبداً لِشرِّ قرارِ
هبطت بآدمَ قبلنا وبزوجهِ / من جنّة الفردوس أفضل دارِ
فتعوَّضا الدنيا الدنيّة كاسمها / من تلكمُ الجنَّاتِ والأنهارِ
بئستْ لَعمرُ الله تلك طبيعةً / حَرمتْ أبانا قرب أكرم جارِ
واستأسرتْ ضعفَى بنيه بعدهُ / فهُمُ لها أسرى بغير إسارِ
لكنها مأسورةٌ مقسورةٌ / مقهورة السلطان في الأحرارِ
فجسومهم من أجلها تهوي بهم / ونفوسهم تسمو سموّ النارِ
لولا منازعةُ الجسوم نفوسَهم / نفذوا بسَوْرتها من الأقطارِ
أو قصّروا فتناولوا بأكفهم / قمرَ السماء وكلّ نجم ساري
عَرفوا لروح الله فيهم فضلَ ما / قد أثَّرتْ من صالح الآثارِ
فتنزَّهوا وتعظّموا وتكرموا / عن لؤم طبع الطين والأحجارِ
نزعوا إلى النَّجد الذي منه أتت / أرواحهم وسموا عن الأغوارِ
هذا عبيد الله منهم واحد / لكنه هو واحد المِضمارِ
ملك له هِممٌ تُنيف على العلا / ويدٌ تطول مواقع الأقدارِ
وإذا عطا للمجدِ نال بكفه / ما لا ينال الناس بالأبصارِ
ولقد رأيت معاشراً جمحتْ بهم / تلك الطبيعة نحو كل تَبارِ
تهوي نفوسُهُم هُوِيَّ جسومهم / سِفلاً لكل دناءةٍ وصَغارِ
تبعوا الهوى فهوى بهم وكذا الهوى / منه الهُوِيُّ بأهله فحَذارِ
لا ترضَ بالمثل الذي مثَّلْتَهُ / مثلاً ففيه مقالةٌ للزاري
وانظر بعين العقل لا عينِ الهوى / فالحق للعين الجليَّة عاري
الأرضُ في أفعالها مضطرةٌ / والحيُّ فيه تصرّفُ المختارِ
فمتى جريتَ على طباعك مثلَها / فكأن طِرْفك بعدُ من فخّارِ
أخرجت من باب المشيئة مثل ما / خرجتْ فأنت على الطبيعة جاري
أنَّى تكون كذا وأنت مُخَيَّرٌ / مُتَصرف في النقض والإمرارِ
أين اصطراف الحيّ في أنحائه / وحَويلُهُ فيما سوى المقدارِ
أين اختيار مخيَّرٍ حسناته / إن كنت لست تقول بالإجبارِ
شهد اتفاقُ الناس طرّاً في الهوى / وتفاوتُ الأبرار والفجارِ
أن الجميع على طباعٍ واحد / وبما يرونَ تفاضلُ الأطوارِ
فمتى رأيت حميدهم وذميمهم / فبفضل إيثار على إيثارِ
قاد الهوى الفجارَ فانقادوا له / وأبتْ عليه مقادةُ الأبرارِ
لولا صروف الاختيار لأعْنَقوا / لهوىً كما اتسقت جمال قِطارِ
ورأيتَهم مثل النجوم فإنها / متتابعاتٌ كلها لمدارِ
مُتيمِّمات سَمْتَ وجهٍ واحد / ولها مطالع جمَّةٌ ومَجاري
فانسَ الحُقود فإنها منسيةٌ / إلا لدى اللؤماء والأشرارِ
واعصِ الطباع إذا اطَّباك لحفظها / واختر عليه تَكُنْ من الأخيارِ
ما زال طبع الأرض يقهر لؤمَهُ / مَنْ فيه رُوح الواحد القهارِ
لا تنسَ روحَ الله فيك وأنها / جُعِلت لتصلِح منك كلَّ عُوارِ
إن الحُقُود إذا تذكرها الفتى / تحيا حياة الجمر بالمِسعارِ
ولعلها إن لا تضرَّ عدوهُ / وهو المسلِّف عاجل الإضرارِ
تَصْلَى جوانحُ صدره من حقده / بلهيب جمرٍ ثاقبٍ وأُوارِ
فلصدرِهِ من ذاك شرُّ بِطانة / ولقلبه من ذاك شر سُعارِ
ذاك الذي نقد المكيدة نفسه / نقداً وكاد عدوه بِضمارِ
ما نال منه منالَه من نفسه / وِترُ الأُلى وَتَروه بالأوتارِ
ردّت يداه كَيْدَه في نحرهِ / وكذا تكون مَكايد الأغمارِ
وكفى الحقود مهانةً وغضاضةً / أن لست تلقاه عدوّ جهارِ
لكنه يمشي الضَّراء بحقده / ليلاً ويَلبد تحت كل نهارِ
يلقى أعاديه بصفحة ذلةٍ / سِلمَ اللسان مُحارب الإضمارِ
لكن أهل الطّوْل من متجاوِزٍ / ومُعاقبٍ جهراً بغير تواري
طرحوا الضغائن إذ رأوا لنفوسهم / خطراً ينيف بها على الأخطارِ
فانظر بعين الرأي لا عينِ الهوى / فالحق للعين الجليّة عاري
النفسُ خيرك إنها علوية / والجسم شرُّك ليس فيه تماري
فانقدْ لخيرك لا لشرك واتبِعْ / أولاهما بالقادرِ الغفّارِ
كن مثل نفسك في السموّ إلى العلى / لا مثل طينة جسمِك الغدّارِ
فالنفس تسمو نحو علو مليكها / والجسم نحو السفلِ هاوٍ هاري
فأعِنْ أحقَّهما بعونك واقتسِر / طبع السِّفال بطبعك السَّوَّارِ
إياك واستضعافَ حقٍّ إنه / في كل حينٍ حاضرُ الأنصارِ
والحق والشُّبَهُ التي بإزائه / كالشمس جاوَرها هلالُ سِرارِ
وسميطةٍ صفراءَ ديناريةٍ
وسميطةٍ صفراءَ ديناريةٍ / ثمناً ولوناً زفها لك حَزْوَرُ
عظمتْ فكادت أن تكون إوزةً / ونَوتْ فكاد إهابها يتفطرُ
طفِقت تجود بذَوْبها جُوذابة / قَانَى لبابَ اللوز فيها السكّر
نِعَمُ السماء هناك ظَلّ صبيبُها / يَهمي ونعم الأرض ظلت تمطر
يا حسنَها فوق الخِوان وبنتُها / قدامها بصهيرها يُتَغَرْغَر
ظلْنا نقشِّر جلدها عن لحمها / وكأن تبراً عن لُجيْن يُقشَر
وتقدّمتْها قبل ذاك ثَرائد / مثل الرياض بمثلهن يُصَدَّر
ومدقَّقات كلُّهن مزخرفٌ / بالبيض منها مُلَسَّنٌ ومُدَنَّر
وأتتْ قطائف بعد ذاك لطائفَ / تَرْضى اللهاةُ بها ويرضى الحنجر
ضُحُكُ الوجوه من الطبرزَد فوقها / دمع العيون من الدِّهان تُعصّر
من مالِ ذي فخرٍ كأن بنانهُ / خُلُجُ الفرات إذا غدت تتفجَّرُ
يعطي الكثير فيستقِل كثيرهُ / وقليلُه مِن غيرِه مستكثَر
شمسٌ يحف يمينها وشمالها / بدرُ السماء ومشتريها الأزهَر
للّه دَرُّهُمُ ثلاثةُ إخوةٍ / حسنتْ مَناظرهم وطاب المخبَر
بكر الربيع يزف أخضر ناضراً / وهُمُ أزفُّ من الربيع وأنضرُ
وطغتْ ثلاثةُ أبحر فتزاخرتْ / وهُمُ هنالك بالفواضل أزخَر
عَمِروا على طول الزمان فإنهم / نجلٌ بهم يحيا السَّماح ويُعمَر
وأقول بعد مديحهم مستعتباً / ما للوفاء من الكرام يُؤخّر
قد جاءكم تمرٌ وأوجب قَسْمَهُ / قربُ المَصيف فما لنا لا نُتمر
لاسيما ولنا بذلك موعدٌ / ووفاءُ موعدكم وفاء يؤثَر
ما حبسكم لُطفاً لديكم مُحضَراً / عمّنْ لديه به ثناء محضر
جاءتك تستعديك قافيةٌ
جاءتك تستعديك قافيةٌ / يا ابن الفرات على أبي الصقر
مُهرتْ ضرائرُها وما مهرت / بقرىً وَلَهْيَ أحقُّ بالمهر
فاحكم فإنك لم تزل حَكَماً / للقوم في الجُلَّى من الأمر
واغضب لها غضباً يقود رضاً / يشكرْك قائلها يدَ الدهر
يا فاصدَ العرق المبارك فصدُهُ
يا فاصدَ العرق المبارك فصدُهُ / قسماً لقد صَفَّيْتَ غير مكدَّرِ
عِرق فَراه شبا الحديدة عن دمٍ / كعُصارة المسك الذكي الأذفرِ
يشفى من الكَلب العَياء إذا أبى / كلّ الإباء على الشفاء الأكبر
لو كان ماءً للوجوه لأشرقتْ / ورأت لها الأبصارُ أحسن منظر
سفكْت به كفُّ الطبيب صُبابةً / كم دونها من وِردِ موتٍ أحمر
إنّي أظن قرارةً حَظيتْ بهِ / ستكون أخرى الدهر معدنَ عنبر
لو تشرب الأرض الدماء لطيبها / شربتْ فَصيدك أمسِ أرضُ العسكر
أتلفْ به داءً وأخلِفْ صحةً / والبسْ جديد العيش لبسَ معمَّر
غادرتَ فصدك غرة مشهورة / في وجه يوم السبت حتى المحشر
قد كان يوماً لا نباهةَ باسمهِ / فكسوتَهُ سِيما أغرَّ مُشهَّر
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ / في نعمةٍ تنمي ودنيا تَزهرُ
لا زلتَ تقدُم في العلى طلابَها / ويُقدَّمون إلى الردى وتؤخّر
وأما ومن أردى عدوك ما استوى / لك قتلُهُ إلا وأنت مُعمَّر
قد كان دبّر ما علمت فعاقهُ / قدَرٌ عليه من السماء مدبّرُ
متنطِّق من جلده
متنطِّق من جلده / متختِّم في خَصرِهِ
أبداً تراهُ وصدرُهُ / في بطنه أو ظهره
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ / نعتدّهُ لفجاءة الزوّارِ
كمُهيَّئَيْنِ من المطاعم فيهما / شبهٌ من الأبرار والفجارِ
هامٌ وأرغفةٌ وضاءٌ فخمةٌ / قد أخرجا من جاحم فوار
كوجوه أهل الجنة ابتسمت لنا / مقرونةً بوجوه أهل النار
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله / فاقتلْه بالمعروف لا بالمنكرِ
أحسِنْ إليه إذا أساء فأنتما / من ذي الجزاء بمَسْمَع وبمنظرِ
العينُ لا تنفكُّ من نَظرٍ
العينُ لا تنفكُّ من نَظرٍ / والقلبُ لا ينفك من وطرِ
ومحاسنُ الأشياءِ فيك معاً / فملالِتيكَ ملالتي بصري
مُتعاتُ وجهك في بديهتها / جُددٌ وفي أعقابها الأُخَر
فكأن وجهك من تجدُّده / متنقلٌ للعينِ في صور
لو كُنتَ مجبولَ السما
لو كُنتَ مجبولَ السما / حِ لكنت كالشيء المسخَّرْ
أو كنت تبتاعُ الثنا / ءَ لكان جُودُك جودَ مَتْجَرْ
لكنْ رأيتَ الجودَ أح / سن ما رآهُ الناس منظر
لا يستعيرُ حُليَّهُ / من غيره بل فيه يظهر
ففعلتَهُ لا للثنا / ءِ ولا لطبعٍ فيك مُجبَر
لكنْ لأن محاسنَ ال / إحسانِ في الإحسان جوهر
والعرفُ معروفٌ لذا / تِ طباعه والنكرُ مُنكر
تُعطي وتمنعُ ما منع / تَ وأنتَ مقتدرٌ مخيَّر
ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحةٍ
ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحةٍ / من صحبة الأشرار والأخيارِ
أما الصديق فلا أُحب لقاءهُ / حذرَ القِلى وكراهة الإعوار
وأرى العدوّ قذى فأكره قربهُ / فهجرت هذا الخَلق عن إعذار
أرني صديقاً لا ينوء بسقطةٍ / من عيبه في قدر صدر نهار
أرني الذي عاشرتَهُ فوجدتهُ / متغاضياً لك عن أقل عثار
من جور إخوان الصفاء سرورهم / بتفاضل الأحوال والأخطار
لو أن إخوان الصفاء تناصفوا / لم يفرحوا بتفاضل الأعمار
أَأُحب قوماً لم يحبوا ربهم / إلا لفردوسٍ لديه ونار
طيُّ اللقاء له نشورُ
طيُّ اللقاء له نشورُ / فليطوه الجلْد الصبورُ
حتى يعود حديثُه / وكأنه عسلٌ مشور
لا تغترر بطهارةٍ / فيها البشاشة والسرور
فالقلبُ قلبٌ كاسمه / منهُ التقلب والفتور
للَّهِ لحيةُ حائكٍ أبصرتُها
للَّهِ لحيةُ حائكٍ أبصرتُها / ما أبصرتْ عيناي في مقدارِها
إني لأحسبُ أنّ من أشعارها / هذا الأثاث معاً ومن أوبارها
أأبيّ يوسف دعوة المستصغِرِ
أأبيّ يوسف دعوة المستصغِرِ / ويلَ التي حملتْك تسعةَ أشهرِ
ماذا الذي أصليتها في قبرها / قبل النشورِ من اللظَى المتسعِّر
أسلمتَها للقذع يلفَحُ وجهها / صبرتْ له كَرْهاً وإن لم تصبر
يا ابن التي حَرمتْ جنابى قبرها / ومجاوِريه حيا السحاب الممطر
قطعتْ شبيبتَها زِناً وسماحةً / وتجارةً خُسْراً لذاك المَتْجَر
لم تكتسب أن الدراهم شَجْوُها / لكِن لترشوهنّ عند المَكْبر
وكذلك الأكياسُ تُذخَر عُدّةَ / من مُسعدِ الأزمانِ للمتنكِّر
بظراء عُنْبلها كعظم ذِراعها / بخراء ثم أتت بأعمى أبخرِ
فقَت الفَياشُل عينَهُ في بطنها / فأتت به أعمى قبيح المنظر
ولها مغابن قد أبنَّ صُماحها / لا تستطيب بفيض سبعة أبحر
وحرٍ إذا ورد الزُّناة قليبه / لعنوا الدليل عليه عند المصدر
وله طوالَ الدهرِ زُمرة ناكةٍ / لا يرجعون إليه حتى المحشر
وتقول للضيفِ المُلمّ سماحةً / إن شئت في استي فأْتني أو في حرِ
أنا كعبة النيك التي نُصبت لهُ / فتلقّ منها حيث شِئت فكَبِّر
وتبيت بين مُقابل ومدابرٍ / مثل الطريق لمقبلٍ ولمدبر
يتكافآن الرهزَ من جِهتيهما / فكلاهما في ذاك غيرمقصر
كأجيريَ المبشار يجتذبانه / مُتنازعَيْه في فليج صنوبر
إنّ ابنها في العالمين لآية / واللَّه أحكم خالقٍ ومصوّر
عجباً لصورته وكيف تشابهت / منها المعالم وهي شتّى الجوهر
لو جاء يحكي لونَ كل أبٍ لهُ / لرأيت جلدته كَيُمنة عَبْقر
دع أمه واخصصْ قعيدة بيته / من هاجراتك بالنصيب الأوفر
يا زوجة الأعمى المباحِ حريمُهُ / يا عرس ذي القرنين لا الإسكندر
هل تذكرين العهد ليلة ليلةٍ / ناشدتُكِ الأير العظيم المِغْفر
باتت إذا أفردتُ عِدة نيكها / قالت عدمتُ الفرد عين الأعور
فإذا أضفتُ إلى الفريد قرينَهُ / قالت عدمت مصلِّياً لم يُوتر
هَذاكَ ديْدَنُها وذلك دَيْدَني / حتى بدا فلقُ الصباح المسفرِ
أرمي مَشيمتها برأس مُلَمْلَمٍ / ريّان من ماءِ الشبيبةِ أعْجرِ
عبل إذا فَتَقَ النساء بحدِّهِ / نِلْنَ الأمان من الوِلاد الأعسر
ماذا عسى أنا بالغٌ بعضيهتي / من مُعرقٍ في الزانيات مُكرّر
وإذا بحثتُ لأمه عن سوأةٍ / سَوْآءَ أحسبُ أنها لم تُشهَر
ألفيتُها في الأرض أبعد مذهباً / وأعَمَّ من ضوء النهار الأزهرِ
خُذها إليك مُشيحةً سيارةً / في الناس من بادٍ ومن مُتحضَّرِ
تغدو عليك بحاصبٍ وبتاربٍ / وعلى الرواة بلؤلؤٍ متخَيَّرِ
كالنار تحرقُ من تعرض لفحَها / وتكون مرتفَقَ امرئٍ متنوِّرِ
يا ابن الزنا يا ابن الزنا يا ابن الزنا / والحمد للَه العلي الأكبرِ
منع المخنث أحمدٌ
منع المخنث أحمدٌ / قَسِّي عمارةَ ديرِهِ
تِيهاً بأن مَلَك الحِما / ر عدمتُ قلة خيره
وأظنُّ بالمأبون ظنْ / ناً لا أظن بغيره
ما تاهَ أن ملك الحِما / ر بل استعفّ بأيره
غِيَرُ الحياة إلى الشُعو
غِيَرُ الحياة إلى الشُعو / ر سريعةٌ وإلى الثُغورِ
فتراهما يتغيرا / ن وكلُّ عُضوٍ ذو وُفور
هذِي تَشيب وهذه / تَبْلَى على مر الشهورِ
يسود أبيضُها ويَبْ / يضُّ البهيم بغير نور
حتى إذا غِيَرُ المما / ت أتتْ على أهل القبور
بدأ البلى بسوى الثغو / ر هنالكم وسوى الشعور
فالموت يستبقي الذي / تُبلي الحياة من الأمور
والعيش يستبقي الذي / تُبْلي المنية غيرَ زور
قد قلت إذ قالوا بجهلهمُ
قد قلت إذ قالوا بجهلهمُ / ما حبُ أيرِك كُوَّةً قذرَهْ
الأير شَبُّوط ولستَ ترى / كَمحبَةِ الشبُّوط للعَذِرَهْ
يا أيها المَوْعُوظُ فيَّ لِشَكْوه
يا أيها المَوْعُوظُ فيَّ لِشَكْوه / أبصرْ هُداكَ ففي العِظاتِ بصائرُ
وإذا قَدَرْتَ على المظالم فانزجِرْ / أوْ لا ففي الغِيرِ الحوادث زاجر
ومتى وُعِظت بعلّةٍ فنضَوْتها / فاحذر فقد يُوفى البلاءَ الحاذر
لا تُحْدِثنَّ لك الإقالة جُرأةً / فاللَّه من بعد الإقالة قادر
وارهبْ من الأقران قِرْناً مالَهُ / إلا العواقِبَ والعقوبة ناصر
إنفاقُ أيام الحياة على
إنفاقُ أيام الحياة على / رزقٍ أراصد قَبْضَهُ خُسْرُ
والربحُ أجمع في لقاء فتىً / بلقائه يُستخْلَفُ العُمْرُ
كابن الوزير فإنه رَجلٌ / لا يُستقلُّ بأن يُرَى شُكْرُ
مَلك تراه فلا ترى أبداً / إلا سُعوداً كلُّها زُهرُ
فاطلبْ لقاء أبي الحسين ولا / يَلفِتْكَ عنه القُلُّ والكُثرُ
ما في قعودك عنه عند غنىً / مَنَحتْكَه أيامُه عُذْرُ
أتَعُدُّ نائلَ كفه عوضاً / منه لَهِنَّكَ لَلْفَتَى الغُمرُ
لا تكفُرنَّ اللَّهَ نعمتَهُ / فيه فَيُسْقِطَ حظَّك الكفرُ
أوَ ليس كفراً أن تُقَوِّمهُ / بالقيمة الصُغْرَى لك الصُّغْرُ
قوِّمه بالدنيا سعادتِها / وخلودِها فلعلَّه العُشْرُ
واعلم بأن العسر ما مُنِحت / عيناك رؤية قاسمٍ يُسْرُ
واعلم بأن اليُسر ما منعت / عيناك رؤية قاسم عسرُ
يا من غدا ذُخري لنائبتي / إذ لا سواه من الورى ذخرُ
لا تولني البتراء إنك من / نجرٍ يشاكل غيرَه البُترُ
واثبُتْ على الحسنى فقد طَمَحَتْ / نحوي ونحوَك أعين خُزرُ
وتمام ما أسديتَ إذنُك لي / أو لا فعُرْفُكَ كلّه نُكْرُ
كلُّ الصنائع أو يخالطها / صافي رضاك مَناهلٌ كُدْرُ
لا تَحسبنَّ جداك أسكرني / حتى نسيتك ليس بي سُكرُ