القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 34
يا بانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به
يا بانيَ الدَّرجِ الذي أولَى به / لو كان يعقل هَدْمُها من دارِهِ
لا تبنينَّ بنيةً قوَّادةً / تُزْني بناتِ أبي البنات بجارِهِ
لم يَبنها إلا امرؤ متعصّبٌ / للكَشْخ يعجبه ارتفاع شَنارِهِ
يا بانيَ الدرج الوثيق بناؤُها / بالصخر ينقله على أشفارِهِ
شكراً لما هتَّكن من حُرماتِهِ / لا بل لما كثَّرن من أصهارِهِ
كم غافلٍ في سُوقه قنَّعتَهُ / في عُونه خِزياً وفي أبكارِهِ
لو غار هدَّمها بفيهِ وأنفهِ / طلباً لها حتى المماتِ بثارِهِ
لكنهُ رجلٌ يبرِّجُ عِرْسَهُ / وبناتِه ليزدْنَ في أنصارِهِ
يا ضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرياً
يا ضارب المَثَلِ المزخرفِ مُطْرياً / للحقد لم تَقْدح بزَنْدٍ وارِي
أصبحتَ خصم الحق تهدم ما بنى / والحقُّ محتجٌّ وأنت تُمارِي
أطريت غثَّك لا سمينك ضلَّةً / واخترت من خُلقَيْكَ غيرَ خيارِ
شبَّهتَ نفسك والأُلى يولونها / آلاءهم بالأرض والعُمَّارِ
ورأيتَ حفظك ما أتوا من صالحٍ / أو سيِّئٍ كرماً وعتق نِجارِ
وزعمتَ فيك طبيعةً أرضيةً / يا سابق التقرير بالإقرارِ
ولقد صدقتَ وما كذبتَ فإنهُ / لا يُدفَع المعروف بالإنكارِ
لكن هاتيك الطبيعةَ في الفتى / مما تُلِط عليه بالأستارِ
ولَصمتُهُ عن ذكرها أولى به / من عدِّها في الفخر عند فخارِ
فينا وفيك طبيعةٌ أرضيةٌ / تهوي بنا أبداً لِشرِّ قرارِ
هبطت بآدمَ قبلنا وبزوجهِ / من جنّة الفردوس أفضل دارِ
فتعوَّضا الدنيا الدنيّة كاسمها / من تلكمُ الجنَّاتِ والأنهارِ
بئستْ لَعمرُ الله تلك طبيعةً / حَرمتْ أبانا قرب أكرم جارِ
واستأسرتْ ضعفَى بنيه بعدهُ / فهُمُ لها أسرى بغير إسارِ
لكنها مأسورةٌ مقسورةٌ / مقهورة السلطان في الأحرارِ
فجسومهم من أجلها تهوي بهم / ونفوسهم تسمو سموّ النارِ
لولا منازعةُ الجسوم نفوسَهم / نفذوا بسَوْرتها من الأقطارِ
أو قصّروا فتناولوا بأكفهم / قمرَ السماء وكلّ نجم ساري
عَرفوا لروح الله فيهم فضلَ ما / قد أثَّرتْ من صالح الآثارِ
فتنزَّهوا وتعظّموا وتكرموا / عن لؤم طبع الطين والأحجارِ
نزعوا إلى النَّجد الذي منه أتت / أرواحهم وسموا عن الأغوارِ
هذا عبيد الله منهم واحد / لكنه هو واحد المِضمارِ
ملك له هِممٌ تُنيف على العلا / ويدٌ تطول مواقع الأقدارِ
وإذا عطا للمجدِ نال بكفه / ما لا ينال الناس بالأبصارِ
ولقد رأيت معاشراً جمحتْ بهم / تلك الطبيعة نحو كل تَبارِ
تهوي نفوسُهُم هُوِيَّ جسومهم / سِفلاً لكل دناءةٍ وصَغارِ
تبعوا الهوى فهوى بهم وكذا الهوى / منه الهُوِيُّ بأهله فحَذارِ
لا ترضَ بالمثل الذي مثَّلْتَهُ / مثلاً ففيه مقالةٌ للزاري
وانظر بعين العقل لا عينِ الهوى / فالحق للعين الجليَّة عاري
الأرضُ في أفعالها مضطرةٌ / والحيُّ فيه تصرّفُ المختارِ
فمتى جريتَ على طباعك مثلَها / فكأن طِرْفك بعدُ من فخّارِ
أخرجت من باب المشيئة مثل ما / خرجتْ فأنت على الطبيعة جاري
أنَّى تكون كذا وأنت مُخَيَّرٌ / مُتَصرف في النقض والإمرارِ
أين اصطراف الحيّ في أنحائه / وحَويلُهُ فيما سوى المقدارِ
أين اختيار مخيَّرٍ حسناته / إن كنت لست تقول بالإجبارِ
شهد اتفاقُ الناس طرّاً في الهوى / وتفاوتُ الأبرار والفجارِ
أن الجميع على طباعٍ واحد / وبما يرونَ تفاضلُ الأطوارِ
فمتى رأيت حميدهم وذميمهم / فبفضل إيثار على إيثارِ
قاد الهوى الفجارَ فانقادوا له / وأبتْ عليه مقادةُ الأبرارِ
لولا صروف الاختيار لأعْنَقوا / لهوىً كما اتسقت جمال قِطارِ
ورأيتَهم مثل النجوم فإنها / متتابعاتٌ كلها لمدارِ
مُتيمِّمات سَمْتَ وجهٍ واحد / ولها مطالع جمَّةٌ ومَجاري
فانسَ الحُقود فإنها منسيةٌ / إلا لدى اللؤماء والأشرارِ
واعصِ الطباع إذا اطَّباك لحفظها / واختر عليه تَكُنْ من الأخيارِ
ما زال طبع الأرض يقهر لؤمَهُ / مَنْ فيه رُوح الواحد القهارِ
لا تنسَ روحَ الله فيك وأنها / جُعِلت لتصلِح منك كلَّ عُوارِ
إن الحُقُود إذا تذكرها الفتى / تحيا حياة الجمر بالمِسعارِ
ولعلها إن لا تضرَّ عدوهُ / وهو المسلِّف عاجل الإضرارِ
تَصْلَى جوانحُ صدره من حقده / بلهيب جمرٍ ثاقبٍ وأُوارِ
فلصدرِهِ من ذاك شرُّ بِطانة / ولقلبه من ذاك شر سُعارِ
ذاك الذي نقد المكيدة نفسه / نقداً وكاد عدوه بِضمارِ
ما نال منه منالَه من نفسه / وِترُ الأُلى وَتَروه بالأوتارِ
ردّت يداه كَيْدَه في نحرهِ / وكذا تكون مَكايد الأغمارِ
وكفى الحقود مهانةً وغضاضةً / أن لست تلقاه عدوّ جهارِ
لكنه يمشي الضَّراء بحقده / ليلاً ويَلبد تحت كل نهارِ
يلقى أعاديه بصفحة ذلةٍ / سِلمَ اللسان مُحارب الإضمارِ
لكن أهل الطّوْل من متجاوِزٍ / ومُعاقبٍ جهراً بغير تواري
طرحوا الضغائن إذ رأوا لنفوسهم / خطراً ينيف بها على الأخطارِ
فانظر بعين الرأي لا عينِ الهوى / فالحق للعين الجليّة عاري
النفسُ خيرك إنها علوية / والجسم شرُّك ليس فيه تماري
فانقدْ لخيرك لا لشرك واتبِعْ / أولاهما بالقادرِ الغفّارِ
كن مثل نفسك في السموّ إلى العلى / لا مثل طينة جسمِك الغدّارِ
فالنفس تسمو نحو علو مليكها / والجسم نحو السفلِ هاوٍ هاري
فأعِنْ أحقَّهما بعونك واقتسِر / طبع السِّفال بطبعك السَّوَّارِ
إياك واستضعافَ حقٍّ إنه / في كل حينٍ حاضرُ الأنصارِ
والحق والشُّبَهُ التي بإزائه / كالشمس جاوَرها هلالُ سِرارِ
وسميطةٍ صفراءَ ديناريةٍ
وسميطةٍ صفراءَ ديناريةٍ / ثمناً ولوناً زفها لك حَزْوَرُ
عظمتْ فكادت أن تكون إوزةً / ونَوتْ فكاد إهابها يتفطرُ
طفِقت تجود بذَوْبها جُوذابة / قَانَى لبابَ اللوز فيها السكّر
نِعَمُ السماء هناك ظَلّ صبيبُها / يَهمي ونعم الأرض ظلت تمطر
يا حسنَها فوق الخِوان وبنتُها / قدامها بصهيرها يُتَغَرْغَر
ظلْنا نقشِّر جلدها عن لحمها / وكأن تبراً عن لُجيْن يُقشَر
وتقدّمتْها قبل ذاك ثَرائد / مثل الرياض بمثلهن يُصَدَّر
ومدقَّقات كلُّهن مزخرفٌ / بالبيض منها مُلَسَّنٌ ومُدَنَّر
وأتتْ قطائف بعد ذاك لطائفَ / تَرْضى اللهاةُ بها ويرضى الحنجر
ضُحُكُ الوجوه من الطبرزَد فوقها / دمع العيون من الدِّهان تُعصّر
من مالِ ذي فخرٍ كأن بنانهُ / خُلُجُ الفرات إذا غدت تتفجَّرُ
يعطي الكثير فيستقِل كثيرهُ / وقليلُه مِن غيرِه مستكثَر
شمسٌ يحف يمينها وشمالها / بدرُ السماء ومشتريها الأزهَر
للّه دَرُّهُمُ ثلاثةُ إخوةٍ / حسنتْ مَناظرهم وطاب المخبَر
بكر الربيع يزف أخضر ناضراً / وهُمُ أزفُّ من الربيع وأنضرُ
وطغتْ ثلاثةُ أبحر فتزاخرتْ / وهُمُ هنالك بالفواضل أزخَر
عَمِروا على طول الزمان فإنهم / نجلٌ بهم يحيا السَّماح ويُعمَر
وأقول بعد مديحهم مستعتباً / ما للوفاء من الكرام يُؤخّر
قد جاءكم تمرٌ وأوجب قَسْمَهُ / قربُ المَصيف فما لنا لا نُتمر
لاسيما ولنا بذلك موعدٌ / ووفاءُ موعدكم وفاء يؤثَر
ما حبسكم لُطفاً لديكم مُحضَراً / عمّنْ لديه به ثناء محضر
جاءتك تستعديك قافيةٌ
جاءتك تستعديك قافيةٌ / يا ابن الفرات على أبي الصقر
مُهرتْ ضرائرُها وما مهرت / بقرىً وَلَهْيَ أحقُّ بالمهر
فاحكم فإنك لم تزل حَكَماً / للقوم في الجُلَّى من الأمر
واغضب لها غضباً يقود رضاً / يشكرْك قائلها يدَ الدهر
يا فاصدَ العرق المبارك فصدُهُ
يا فاصدَ العرق المبارك فصدُهُ / قسماً لقد صَفَّيْتَ غير مكدَّرِ
عِرق فَراه شبا الحديدة عن دمٍ / كعُصارة المسك الذكي الأذفرِ
يشفى من الكَلب العَياء إذا أبى / كلّ الإباء على الشفاء الأكبر
لو كان ماءً للوجوه لأشرقتْ / ورأت لها الأبصارُ أحسن منظر
سفكْت به كفُّ الطبيب صُبابةً / كم دونها من وِردِ موتٍ أحمر
إنّي أظن قرارةً حَظيتْ بهِ / ستكون أخرى الدهر معدنَ عنبر
لو تشرب الأرض الدماء لطيبها / شربتْ فَصيدك أمسِ أرضُ العسكر
أتلفْ به داءً وأخلِفْ صحةً / والبسْ جديد العيش لبسَ معمَّر
غادرتَ فصدك غرة مشهورة / في وجه يوم السبت حتى المحشر
قد كان يوماً لا نباهةَ باسمهِ / فكسوتَهُ سِيما أغرَّ مُشهَّر
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ
أفْطِرْ وأكباد العُداة تفطّرُ / في نعمةٍ تنمي ودنيا تَزهرُ
لا زلتَ تقدُم في العلى طلابَها / ويُقدَّمون إلى الردى وتؤخّر
وأما ومن أردى عدوك ما استوى / لك قتلُهُ إلا وأنت مُعمَّر
قد كان دبّر ما علمت فعاقهُ / قدَرٌ عليه من السماء مدبّرُ
متنطِّق من جلده
متنطِّق من جلده / متختِّم في خَصرِهِ
أبداً تراهُ وصدرُهُ / في بطنه أو ظهره
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ
ما إن علمنا من طعامٍ حاضرٍ / نعتدّهُ لفجاءة الزوّارِ
كمُهيَّئَيْنِ من المطاعم فيهما / شبهٌ من الأبرار والفجارِ
هامٌ وأرغفةٌ وضاءٌ فخمةٌ / قد أخرجا من جاحم فوار
كوجوه أهل الجنة ابتسمت لنا / مقرونةً بوجوه أهل النار
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله
وإذا بغى باغٍ عليك بجهله / فاقتلْه بالمعروف لا بالمنكرِ
أحسِنْ إليه إذا أساء فأنتما / من ذي الجزاء بمَسْمَع وبمنظرِ
العينُ لا تنفكُّ من نَظرٍ
العينُ لا تنفكُّ من نَظرٍ / والقلبُ لا ينفك من وطرِ
ومحاسنُ الأشياءِ فيك معاً / فملالِتيكَ ملالتي بصري
مُتعاتُ وجهك في بديهتها / جُددٌ وفي أعقابها الأُخَر
فكأن وجهك من تجدُّده / متنقلٌ للعينِ في صور
لو كُنتَ مجبولَ السما
لو كُنتَ مجبولَ السما / حِ لكنت كالشيء المسخَّرْ
أو كنت تبتاعُ الثنا / ءَ لكان جُودُك جودَ مَتْجَرْ
لكنْ رأيتَ الجودَ أح / سن ما رآهُ الناس منظر
لا يستعيرُ حُليَّهُ / من غيره بل فيه يظهر
ففعلتَهُ لا للثنا / ءِ ولا لطبعٍ فيك مُجبَر
لكنْ لأن محاسنَ ال / إحسانِ في الإحسان جوهر
والعرفُ معروفٌ لذا / تِ طباعه والنكرُ مُنكر
تُعطي وتمنعُ ما منع / تَ وأنتَ مقتدرٌ مخيَّر
ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحةٍ
ذقتُ الطعوم فما التذذت كراحةٍ / من صحبة الأشرار والأخيارِ
أما الصديق فلا أُحب لقاءهُ / حذرَ القِلى وكراهة الإعوار
وأرى العدوّ قذى فأكره قربهُ / فهجرت هذا الخَلق عن إعذار
أرني صديقاً لا ينوء بسقطةٍ / من عيبه في قدر صدر نهار
أرني الذي عاشرتَهُ فوجدتهُ / متغاضياً لك عن أقل عثار
من جور إخوان الصفاء سرورهم / بتفاضل الأحوال والأخطار
لو أن إخوان الصفاء تناصفوا / لم يفرحوا بتفاضل الأعمار
أَأُحب قوماً لم يحبوا ربهم / إلا لفردوسٍ لديه ونار
طيُّ اللقاء له نشورُ
طيُّ اللقاء له نشورُ / فليطوه الجلْد الصبورُ
حتى يعود حديثُه / وكأنه عسلٌ مشور
لا تغترر بطهارةٍ / فيها البشاشة والسرور
فالقلبُ قلبٌ كاسمه / منهُ التقلب والفتور
للَّهِ لحيةُ حائكٍ أبصرتُها
للَّهِ لحيةُ حائكٍ أبصرتُها / ما أبصرتْ عيناي في مقدارِها
إني لأحسبُ أنّ من أشعارها / هذا الأثاث معاً ومن أوبارها
أأبيّ يوسف دعوة المستصغِرِ
أأبيّ يوسف دعوة المستصغِرِ / ويلَ التي حملتْك تسعةَ أشهرِ
ماذا الذي أصليتها في قبرها / قبل النشورِ من اللظَى المتسعِّر
أسلمتَها للقذع يلفَحُ وجهها / صبرتْ له كَرْهاً وإن لم تصبر
يا ابن التي حَرمتْ جنابى قبرها / ومجاوِريه حيا السحاب الممطر
قطعتْ شبيبتَها زِناً وسماحةً / وتجارةً خُسْراً لذاك المَتْجَر
لم تكتسب أن الدراهم شَجْوُها / لكِن لترشوهنّ عند المَكْبر
وكذلك الأكياسُ تُذخَر عُدّةَ / من مُسعدِ الأزمانِ للمتنكِّر
بظراء عُنْبلها كعظم ذِراعها / بخراء ثم أتت بأعمى أبخرِ
فقَت الفَياشُل عينَهُ في بطنها / فأتت به أعمى قبيح المنظر
ولها مغابن قد أبنَّ صُماحها / لا تستطيب بفيض سبعة أبحر
وحرٍ إذا ورد الزُّناة قليبه / لعنوا الدليل عليه عند المصدر
وله طوالَ الدهرِ زُمرة ناكةٍ / لا يرجعون إليه حتى المحشر
وتقول للضيفِ المُلمّ سماحةً / إن شئت في استي فأْتني أو في حرِ
أنا كعبة النيك التي نُصبت لهُ / فتلقّ منها حيث شِئت فكَبِّر
وتبيت بين مُقابل ومدابرٍ / مثل الطريق لمقبلٍ ولمدبر
يتكافآن الرهزَ من جِهتيهما / فكلاهما في ذاك غيرمقصر
كأجيريَ المبشار يجتذبانه / مُتنازعَيْه في فليج صنوبر
إنّ ابنها في العالمين لآية / واللَّه أحكم خالقٍ ومصوّر
عجباً لصورته وكيف تشابهت / منها المعالم وهي شتّى الجوهر
لو جاء يحكي لونَ كل أبٍ لهُ / لرأيت جلدته كَيُمنة عَبْقر
دع أمه واخصصْ قعيدة بيته / من هاجراتك بالنصيب الأوفر
يا زوجة الأعمى المباحِ حريمُهُ / يا عرس ذي القرنين لا الإسكندر
هل تذكرين العهد ليلة ليلةٍ / ناشدتُكِ الأير العظيم المِغْفر
باتت إذا أفردتُ عِدة نيكها / قالت عدمتُ الفرد عين الأعور
فإذا أضفتُ إلى الفريد قرينَهُ / قالت عدمت مصلِّياً لم يُوتر
هَذاكَ ديْدَنُها وذلك دَيْدَني / حتى بدا فلقُ الصباح المسفرِ
أرمي مَشيمتها برأس مُلَمْلَمٍ / ريّان من ماءِ الشبيبةِ أعْجرِ
عبل إذا فَتَقَ النساء بحدِّهِ / نِلْنَ الأمان من الوِلاد الأعسر
ماذا عسى أنا بالغٌ بعضيهتي / من مُعرقٍ في الزانيات مُكرّر
وإذا بحثتُ لأمه عن سوأةٍ / سَوْآءَ أحسبُ أنها لم تُشهَر
ألفيتُها في الأرض أبعد مذهباً / وأعَمَّ من ضوء النهار الأزهرِ
خُذها إليك مُشيحةً سيارةً / في الناس من بادٍ ومن مُتحضَّرِ
تغدو عليك بحاصبٍ وبتاربٍ / وعلى الرواة بلؤلؤٍ متخَيَّرِ
كالنار تحرقُ من تعرض لفحَها / وتكون مرتفَقَ امرئٍ متنوِّرِ
يا ابن الزنا يا ابن الزنا يا ابن الزنا / والحمد للَه العلي الأكبرِ
منع المخنث أحمدٌ
منع المخنث أحمدٌ / قَسِّي عمارةَ ديرِهِ
تِيهاً بأن مَلَك الحِما / ر عدمتُ قلة خيره
وأظنُّ بالمأبون ظنْ / ناً لا أظن بغيره
ما تاهَ أن ملك الحِما / ر بل استعفّ بأيره
غِيَرُ الحياة إلى الشُعو
غِيَرُ الحياة إلى الشُعو / ر سريعةٌ وإلى الثُغورِ
فتراهما يتغيرا / ن وكلُّ عُضوٍ ذو وُفور
هذِي تَشيب وهذه / تَبْلَى على مر الشهورِ
يسود أبيضُها ويَبْ / يضُّ البهيم بغير نور
حتى إذا غِيَرُ المما / ت أتتْ على أهل القبور
بدأ البلى بسوى الثغو / ر هنالكم وسوى الشعور
فالموت يستبقي الذي / تُبلي الحياة من الأمور
والعيش يستبقي الذي / تُبْلي المنية غيرَ زور
قد قلت إذ قالوا بجهلهمُ
قد قلت إذ قالوا بجهلهمُ / ما حبُ أيرِك كُوَّةً قذرَهْ
الأير شَبُّوط ولستَ ترى / كَمحبَةِ الشبُّوط للعَذِرَهْ
يا أيها المَوْعُوظُ فيَّ لِشَكْوه
يا أيها المَوْعُوظُ فيَّ لِشَكْوه / أبصرْ هُداكَ ففي العِظاتِ بصائرُ
وإذا قَدَرْتَ على المظالم فانزجِرْ / أوْ لا ففي الغِيرِ الحوادث زاجر
ومتى وُعِظت بعلّةٍ فنضَوْتها / فاحذر فقد يُوفى البلاءَ الحاذر
لا تُحْدِثنَّ لك الإقالة جُرأةً / فاللَّه من بعد الإقالة قادر
وارهبْ من الأقران قِرْناً مالَهُ / إلا العواقِبَ والعقوبة ناصر
إنفاقُ أيام الحياة على
إنفاقُ أيام الحياة على / رزقٍ أراصد قَبْضَهُ خُسْرُ
والربحُ أجمع في لقاء فتىً / بلقائه يُستخْلَفُ العُمْرُ
كابن الوزير فإنه رَجلٌ / لا يُستقلُّ بأن يُرَى شُكْرُ
مَلك تراه فلا ترى أبداً / إلا سُعوداً كلُّها زُهرُ
فاطلبْ لقاء أبي الحسين ولا / يَلفِتْكَ عنه القُلُّ والكُثرُ
ما في قعودك عنه عند غنىً / مَنَحتْكَه أيامُه عُذْرُ
أتَعُدُّ نائلَ كفه عوضاً / منه لَهِنَّكَ لَلْفَتَى الغُمرُ
لا تكفُرنَّ اللَّهَ نعمتَهُ / فيه فَيُسْقِطَ حظَّك الكفرُ
أوَ ليس كفراً أن تُقَوِّمهُ / بالقيمة الصُغْرَى لك الصُّغْرُ
قوِّمه بالدنيا سعادتِها / وخلودِها فلعلَّه العُشْرُ
واعلم بأن العسر ما مُنِحت / عيناك رؤية قاسمٍ يُسْرُ
واعلم بأن اليُسر ما منعت / عيناك رؤية قاسم عسرُ
يا من غدا ذُخري لنائبتي / إذ لا سواه من الورى ذخرُ
لا تولني البتراء إنك من / نجرٍ يشاكل غيرَه البُترُ
واثبُتْ على الحسنى فقد طَمَحَتْ / نحوي ونحوَك أعين خُزرُ
وتمام ما أسديتَ إذنُك لي / أو لا فعُرْفُكَ كلّه نُكْرُ
كلُّ الصنائع أو يخالطها / صافي رضاك مَناهلٌ كُدْرُ
لا تَحسبنَّ جداك أسكرني / حتى نسيتك ليس بي سُكرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025