المجموع : 12
انظر إليه كأنه غصن بدا
انظر إليه كأنه غصن بدا / لكنه غصن ببدر مثمر
وانظر إلى ذاك اللثام كأنه / من فوق عارضه سحاب مقمر
باللَه يا قمر الهوى هل لمعة / من نور وصلك للقلوب تنور
أو لفتة من جيد عطفك إنما / لفتات أجياد المها لا تنكر
ظلّ المساعد في هواك وإنما / كثر اللحاة على هواك فاكثروا
ما بالهم لا يعذرون متيماً / كل الصبابة فيه جزء أيسر
ما للعدول على هواك يلومني / عمي العذول أما يراك فيعذر
أنسيت ليلة زرت ترقب واشيا / من وجنتيك يذيع ما هو مضمر
ما قمت ترفل بالدجى حتى غدا / برد النسيم بعنبر يتعطر
والسحب كالركبان تقتحم السرى / والبدر يخفى بينهن ويظهر
يكسو السحائب غير لون ثيابها / فكأنها فيه بساط أصفر
ومدامة كالشمس في افلاكها / يسعى بها قمر الجمال الأزهر
يسعى بها من وجنتيه بروضة / يشفى العليل بها ويجلى المنظر
ويلاه من اين السلو طريقه / ضاع الطريق وليس عنه مخبر
ويلاه جار على فؤادي ناظر / بعث الغرام فليته لا ينظر
ذكر المعاهد في العقيق وما جرى
ذكر المعاهد في العقيق وما جرى / فجرت مدامعه عقيقاً أحمرا
دمن لهوت بها وأيام الصبا / كالغصن عاوده الشباب فاثمرا
كانت وكنا لا نراع بحادث / ولنا من الأيام أن نتبخترا
ويلاه من فلك قضى دورانه / أن لا نرى منه الذي كنا نرى
أيام تشرق بالخدود كأنها / زهر أصاب من السحائب ممطرا
أيام ترشفنا النعيم زجاجة / ماء الحياة بها يرى متفجرا
يسعى بها ذو وجنة قمرية / يشفي الغليل بها ويجلوا المنظرا
للَه نفس متيّم جشمتها / خطط الغرام ورمت أن تتبصرا
رامت من المقل النجاة فما نجت / ما كل واردة أصابت مصدرا
قالوا جنيت فقلت أي جناية / لهوى النفوس بما عليها قدرا
خلوا فؤادي والغرام فإنه / لا ذنب للإنسان في قدر جرى
يا أيها القمر الذي حركاته / في كلّ آونة تزين الأعصرا
أنظر إلي ولا تسل عن حالتي / فالعين ليس يفيدها ما لا ترى
يا حاديي تلك الركاب عشية / جدّ الهوى فترفقا بي تؤجرا
إن تسرقا لي نظرة أحيا بها / فكأنما أحييتما كل الورى
كم ليلة عانقت بيض ظبائها / وعناقها بالبيض منعقد العرى
صافحت فيها كل صفحة وجنة / نلت الجنان بها وذقت الكوثرا
والنفس تأنس حيث حل حبيبها / ولو أنها باتت مجاورة الثرى
ولقد ذكرت الخيل يوم طرادها / والشمس تلتثم القتام الأكدرا
فوقفت ما بين الأسنة والظبي / ظمآن أرتشف النجيع الأحمرا
والعيش في شرف النفوس ومن يهن / كان الحمام به أحق وأجدرا
كم سرت في طلب المعالي موعياً / عزماً تضيق لديه أوعية السُرى
قلقلت فيه ركائباً تعشو إلي / نار الوغى وتصد عن نار القرى
وهززت أطراف الرماح لغارة / هصرت لي العود الذي لن يهصرا
إن التأخر في الأمور هو الردى / أو ما ترى عصر المشيب تأخرا
لو كان معنى الجبن شخصا بارزاً / لم تلق خلقاً منه أسوء منظرا
فإذا حلمت حلمت لا عن ذلة / لكن لي معنى بذاك مقدرا
وإذا غضبت نفخت في قصب القنا / فأحلتها في الحال جمرا مسعرا
إياك من غضب الحليم فإنه / كالنصّل صيّره الصقال مجوهرا
ولربّ صاعقة أتت من ممطر / والنار قد تلج القضيب الأخضرا
ولقد أقول لبائس يشكو الأذى / متأسفاً من دهره متحسّرا
خفض عليك فلا تكن قلق الحشا / إن الظلام يعود صبحاً مسفرا
تشكو الزمان وفي الزمان ندى الذي / لولا مس الحصباءَ أصبح جوهرا
فلقد أذمَّ من الخطوب سميدع / ذمم المكارم عنده لن تخفرا
إيه فصبغة كلّ علم أصبحت / أمة لأعلم من رأيت ومن ترى
هو صبغة اللَه الذي اكتحلت به / عين السواد من العراق فأبصرا
هو صبغة اللَه التي حيّا بها / زحل الزمان فصار بدرا نيّرا
الفاضح الحكاء بالحكم التي / وقف الكمال ببابها متحيّرا
لم تثنه في الجود لومة لائم / أرأيت بالجبل النسيم مؤثّرا
تجري المكارم من مواقع بأسه / فتخال عذب الماء من حجر جرى
زانت مكارمه المكارم كلّها / فكأنها كانت لعين محجرا
وأغر في مرآة جوهر علمه / أمست وجوه الغيب أوضح ما يرى
نالت به الأيام أوفر حظها / للَه من وجد النصيب الأوفرا
قيسَ الوجود به فكان كماله / كفاً وكان العالمون الخنصرا
يا من به صور المكارم أبصرت / والدهر لولا الشمس لم يك مبصرا
أأقيس جودك بالمكارم كلّها / من قاس بالذهب الصعيد الأغبرا
لم تجر خيلك في ميادين النّدى / إلا أثرت من المكارم عثيرا
إني رأيت لك الحوادث غلمة / لو رمتَ أهداها إليك تصورا
أبدلت بالقلم الحسام فلم تزل / تبري يداك به الوشيجَ الاسمرا
أعددت منه كتائباً ملكيّة / تثني بأيسرها العديد الأكثرا
قلم إذا أرسلته في مشكل / وافاك عن نبأ الغيوب مخبّرا
يجري فلا يمضي الزمان مضاءه / ما كل منصلت يقد المغفرا
للَه عصرك فاز منك بسؤدد / كنت الأنام به وكان الأعصرا
ولقد رفلت من العلى بموشح / لو مسّ ترب الأرض أصبح عنبرا
طبع الزمان على هواك فأصبحت / تلقي ضمائره إليك المضمرا
ولك اليد البيضا الكريمة لم تكن / إلا ثريا الجود في فلك الثرى
بحر لو إنّ البحر يشبه وردها / لم يهد للوراد إلا جوهرا
بأبي انفرادك في العلوم كأنما / قلم العلوم بغير لوحك ما جرى
يا آل بيت اللَه عزّ مقامكم / عن أن يقال وجلّ عن أن يذكرا
لكم الحديث حديث قرآن العلى / يتلو من الآيات ما لا يفترى
إن كان علم الناس أصبح عارضاً / فعلومكم كانت لذلك أبحرا
لمعت لكم في المكرمات بوارق / لو شامها قيظ الزمان لا مطرا
تاللَه ما نشر السماحة ريحه / إلا وجدت لها المكارم عشيرا
أنت الذي نبهت راقدة الهدى / من بعد ما عبثت بها سنة الكرى
ولكم كففت من الحوادث راميا / من بعد ما جذب القسبيّ فأوترا
يا موجباً بذل الجوائز إذ غدا / لكتاب آيات السماح مفسّرا
حاشا لجودك أن تجود بأصغر / والدهر نال بك الفخار الأكبرا
يا آخذاً بيد الندى من أمة / تركته متلول الجبين معفّرا
إن يحيى فيك اللَه دارسة العلى / فكذاك يحيي اللَه بالماء الثرى
من ذا يحاول وصف شأوك كلّه / لا بل يجل ثناك عن أن يحصرا
ولقد وقفت ببابه أنا والورى / كل تحير عن مداه وفصرا
لو يشتري ذاك الثناء شريته / لكن من الأشياء ما لا يشتري
أو ما ترى الإنسان يحسب هاذياً / في القول إن بسط الكلام فأكثرا
هذا كتاب غلا جعلت ختامه / من غيبة الأسرار مسكا أفذرا
طرقت وطرف النجم يعثر بالسرى
طرقت وطرف النجم يعثر بالسرى / والليل قد ملأ الجفون من الكرى
خطرت كما اهتزت أنابيب القنا / ورنت فقل ما شئت في أسد الشرى
قالت مراشفها لطالب وردها / ما كل واردة أصابت مصدرا
وكان وجنتها ونقطة خالها / شجر من الكافور يحمل عنبرا
تندى مراشفها بأعذب سلسل / فعجبت للنيران تصحب كوثرا
يا حسنها بتشكلات جمالها / طورا قضيب نقى وطورا جؤذرا
عنّت فكاد الدهر يرقص نشوة / لغنائها والصخر يورق مثمرا
من ربرب الحي السويحلي سربها / لكن كل الصيد في جوف الفرا
من كلّ ذات غدائر رفاقة / ذرّت على الآفاق مسكا أذفرا
وتخال فوق أسيلها أصداغها / جيش النجاشي قد تقدم قيصرا
تدمي النواظر خدها فكأنما / نفض الشقيق عليه لونا أحمرا
يا حاديي تلك الظعون عشية / جدّ الهوى فترفقا بي تؤجرا
إن تسرقا لي نظرة أحيا بها / فكأنما أحييتما كل الورى
والنفس تأنس حيث حلّ أنيسها / ولو أنه سكن اليباب المقفرا
ولكم طرقت الخيس حول كناسها / والشهب تعتنق الظلام الأكدرا
أقدم فكم دون التأخر آفة / أو ما ترى عصر المشيب تأخرا
لو كان معنى العجز شخصاً بارزاً / لو تلق خلقاً منه أسوأ منظر
ولقد أقول لبائس يشكو الأذى / متأسفاً من دهره متحسرا
خفض عليك ولا تكن قلق الحشا / إن الظلام يعود صبحا مسفرا
تشكو الزمان وفي الزمان حزور / لو لامس الحصباء أصبح جوهرا
هذا سليمان الذي أشفى على / زحل العراق فصار بدرا نيرا
الباهر الوزراء بالحكم التي / وقف الكمال ببابها متحيرا
سرت وزارته البلاد كأنما / أهدت إلى الوفاد أنواع القرى
زانت مكارمه المكارم كلها / فكأنها كانت لعين محجرا
نالت به الزوراء أوفر حظّها / للَه من وجد النصيب الأوفرا
تجري السماحة من صلابة بأسه / فتخال عذب الماء من حجر جرى
هذا الوزير وصاحب العهد الذي / ذمم المكارم عنده لن تخفرا
ذو همة ليست تقاس بغيرها / من قاس بالشم الرواسي العشيرا
ملك ولكن الملوك عبيده / ما كل منصلت يقد المغفرا
يا من به صور المكارم أبصرت / والدهر لولا الشمس لم يك مبصرا
طبع الزمان على هواك فأقبلت / تلقي ضمائره إليك الهدى
أنت الذي ايقظت للناس الهدى / من بعد ما عبثت به سنة الكرى
للَه عصرك فاز منك بسؤدد / كنت الأنام به وكان الأعصرا
يا آخذا بيد الندى من أمية / تركته متلول الجبين معفرا
إن يحيى فيك اللَه دراسة العلى / فكذاك يحيي اللَه بالماء الثرى
ولكم كففت من الحوادث راميا / من بعد ما جذب القسبيّ فأوترا
يا عيد هذا العيد كم لك عائد / عادت به الأيام روضاً أنظرا
سهلت للناس العسير بحكمة / طول الفلاسف عن مداها قصّرا
وبدت لسعدك طلعة ميمونة / كالبرق أقبل بالغمام مبشرا
ومضى قصارى السوء عنك فأرخو / للعيد عيد منك اشرف نيّرا
أدر الزجاجة لا عدمت مديرا
أدر الزجاجة لا عدمت مديرا / واسق الندامى نضرة وسرورا
وأفض علينا من تجلي حسنها / ناراً تدك من القلوب الطورا
عجباً لها يا للملا ببروزها / ناراً وقد حشت العوالم نورا
من خالها زوراً فقد غنمت بها / يد معشر لا يشهدون الزورا
هات اسقنا ذات الصفاء وخلنا / من عين كرم كدّرت تكديرا
للَه خمر لم يخامر جرمها / خبث فكانت للطهور طهورا
معصورة بالوهم لم تذكر لها / أهل العصور السالفات عصيرا
مخبوءة في حانةٍ قد عطّرت / كلّ العوالم ريحها تعطيرا
يا صاحبيّ إلا أعذراني بالتي / لطفت فكانت للرحيم نشورا
طوت الدهور وما استحال شبابها / فكأنها لم تعرف التغييرا
شمطاء فاعجب من حداثة سنها / عذراء فاغنم وصلها معذورا
أم الدهور وحبذا تاثيرها / من قبل أن يجد الوجود أثيرا
هي جنة المأوى فقل لاباتها / ذوقوا عذاباً دونها وسعيرا
بل صورة الحسن التي مهما بدت / لعيون قوم كبروا تكبيرا
اللَه أكبر يالها من صورة / لا يستطيع لها امرؤ تصويرا
فاشرب وغنّ على اسمها مترنّما / واقض الليالي ضاحكاً مسرورا
واشكر زماناً أنت فيه لماجد / لولاه لم يك سعيه مشكورا
هذا سليمان الذي لقحت به / أم الكمال مباركا مبرورا
بأبي الوزير وقيم الملك الذي / أمسى له الراي السديد وزيرا
حامي ثغور المسلمين بمرهفٍ / كم فضّ من أهل الشقاق ثغورا
ملك توسّم بالخصال حميدة / وارتاد روضَ المكرمات نضيرا
أخذ العراق به الأمان فلم يخف / هولا وكان الخائف المذعورا
سكنت نفيسات السخاء بكفّه / شبه اللآليء قد سكن بحورا
وأغر لما استصفحته معاشر / وجدوه بالصفح الجميل جديرا
شاموا بوارقه فكانت نضرة / للرائدين وروضة وغديرا
خِدن المكارم والمكارم خِدنه / كلّ إلى كلّ يطير سرورا
نظم الهبات الباهرات قلائدا / لم تتخذ إلا العفاة نحورا
أولاه مولاه السياسة والهدى / وكفى بربّك هادياً ونصيرا
يا من تهللت البلاد بعوده / طرباً كما شرح الصدور سرورا
كم بدرة في بدرة أطلعتها / للناظرين كواكباً وبدورا
أقبلت باليمن المطلّ على الورى / كالغيث أقبل بالربيع مطيرا
وعفا لمقدمك الزمان مؤرخاً / بالسعد عدت مكرماً محبورا
قسماً بربّ الراقصات إلى منى
قسماً بربّ الراقصات إلى منى / غرّ الوجوه مقلّدات المنحر
ومناسك الحرم الحرام وما حوى / ذاك المقام من المحلّ الأنور
والعاكفين على محاريب التُقى / والطائفين بركن ذاك المشعر
ومعالم الإسلام لاح منارها / فأضاءت الدنيا بأبلج أنور
ما للحوائج غير همّة أحمد / ذي الحزم والعزم الأجل الأكبر
ملك عليه من الهداية والنهى / والمكرمات دلائل لم تنكر
هو كوكب الاسعاد والقمر الذي / ليل الخطوب بغيره لم يقمر
قاموس أنواع المعارف لم يزل / يهدي لوارده صحاح الجوهر
وقف الصواب من الأمور جميعها / ما بين مورد رأيه والمصدر
تتفجر الآلاء منه نوابعاً / كالشرق ينبوع الصباح المسفر
نشاب أكباد برشق أسنَّة / عن غير أنياب الردى لم تكثر
يا بدر لا تطمع بمثل كماله / أين النحاس من النضار الأنضر
آليت أن ترقى مراقي أحمد / اللَه أكبر قد حنثت فكفّر
وله السجايا الواضحات كأنها / درر الكواكب في الآهاب الأخضر
إن لم يكن للمجد إلا أفقه / فالشرق يأتي بالصباح المسفر
بشرى لأحمد ذي المحامد أنّه / في ذمّة اللَه التي لم تخفر
العاقد الحلال من يظفر به / يظفر بأكسير السعود الأكبر
فكّاك معتقل مغيث طريدة / يا دهره خييت بين الأدهر
مقدام كلّ كتيبة جرّارةٍ / فكأن تبّع في أوائل حمير
خطاط مجدٍ غير أنّ يراعه / لا يستمد سوى المداد الأحمر
من معشر بيض كأن فعالهم / غزر تلوح على جباه الأعصر
أهل اليد البيضاء والمقل التي / نظروا بها تمثال ما لم ينظر
من كلّ ذي دنف ترى لحسوده / غيظ الجريح إلى السنان الأخزر
أن ينظروا الفيت أبهج منظر / أو يسيروا الفيت أصدق مخبر
يا عيسَ آمالي إليه ترحلي / وإذا انختِ بداره فاستبشري
أو ما علمت بأنها الدار التي / دارت بها كرة النصيب الأوفر
ينبيك حسن رياضها وحياضها / كيف الجنان وكيف طعم الكوثر
يا صاحبي قم للسرور فهذه
يا صاحبي قم للسرور فهذه / بكر المدام تزف في الأبكار
مسك ولكن في غلالة نرجس / ماء ولكن في طبيعة نار
يا صاحبي قم للشرور فهذه
يا صاحبي قم للشرور فهذه / بكر المدام تزفّ في الابكار
وانظر إلى ذاك الحباب كأنه / زهر الأقاحي نابت في النار
تلك البراقع لو أذاعت ما بها
تلك البراقع لو أذاعت ما بها / لرأيت كيف تهتك الأستار
قد أوترت أيدي الخطوب قلوبنا / واليوم نشكوها إلى الأوتار
قوما إلى الزقّ الجريح فطالما / جبر الهوى بدم إليه جبار
عودا إلى العود الرخيم وناديا / عصر الشباب بنغمة المزمار
كل المعالي من علاي تولّدت
كل المعالي من علاي تولّدت / وكذا العناصر أصلها من عنصري
لكنّه متصنّع
لكنّه متصنّع / كم غشّ أقواماً وغَر
ثور على زيِّ ابن آ / دم إنها احدى الكبر
لا تعذلوه على حماقته / التي فيها اشتهر
فالجهل أبدى العذر عنه / وما أساء من اعتذر
فالفِقه لم يفقه به / وببيت شعرِ ما شعر
زيف ينفقه على / أعمى البصيرة والبَصر
يا من بدائع حسنه قد أبدعت
يا من بدائع حسنه قد أبدعت / في العاشقين فانجدوا وأغاروا
ماذا الذي أغراك أن تقلا فتى / تجري بواديك الصبّا فيَغار
مالي أراك تطول فخراً في الورى
مالي أراك تطول فخراً في الورى / قل لي بأيّ قد بلغت المفخرا
أبرأي رسطاليس أم برضاعه / أم لطف تبريز حكى الاسكندرا
أم نسبة ملمومة بمحمد / ومحمد جد التقيّ بلا مرا
أما العلوم فقد جهلت وجوهها / فكأن هيكل ذاتها ما صورا
وكذا المناقب كلهن عدوتها / وعدتك إذ كل لكل أنكرا
والشعر ما أحرزت منه شعرة / وإلى المعاد أظن أن لا تشعرا
والنحو ما وردت ركابك نحوه / فترى هنالك مورداً أو مصدرا
إن الفخور لجائر في قصده / واللَه يمقت من بغى وتجبرا
فاخفض جناحك لا تكن متكبرا / ما شيمة النجباء ان تتكبرا
لا تفخرن فما يحق بمن غدا / من طينة مسنونة أن يفخرا
والمرء يفصح فعله عن أصله / وكفى بفعل المرء عنه مخبرا