المجموع : 6
طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً
طَرَقَ النَعِيُّ عَلى صُفَينَةَ غُدوَةً / وَنَعى المُعَمَّمَ مِن بَني عَمروِ
حامي الحَقيقَةِ وَالمُجيرَ إِذا / ما خيفَ حَدُّ نَوائِبِ الدَهرِ
الحَيُّ يَعلَمُ أَنَّ جَفنَتَهُ / تَغدو غَداةَ الريحِ أَو تَسري
فَإِذا أَضاءَ وَجاشَ مِرجَلُهُ / فَلَنِعمَ رَبَّ النارِ وَالقِدرِ
أَبلِغ مَوالِيَهُ فَقَد رُزِئوا / مَولىً يَريشُهُمُ وَلا يَشري
يَكفي حُماتَهُمُ وَيَمنَحُهُم / مِئَةً مِنَ العِشرينَ وَالعَشرِ
تُروي سِنانَ الرُمحِ طَعنَتُهُ / وَالخَيلُ قَد خاضَت دَماً يَجري
قَد كانَ مَأوى كُلِّ أَرمَلَةٍ / وَمُقيلَ عَثرَةِ كُلُّ ذي عُذرِ
تَلقى عِيالَهُمُ نَوافِلُهُ / فَتُصيبُ ذا المَيسورِ وَالعُسرِ
أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً
أَبَني سُلَيمٍ إِن لَقَيتُم فَقعَساً / في مَحبَسٍ ضَنكٍ إِلى وَعرِ
فَاِلقَوهُمُ بِسُيوفِكُم وَرِماحِكُم / وَبِنَضخَةٍ في اللَيلِ كَالقَطرِ
حَتّى تَفُضّوا جَمعَهُم وَتَذَكَّروا / صَخراً وَمَصرَعَهُ بِلا ثَأرِ
وَفَوارِساً مِنّا هُنالِكَ قُتِّلوا / في عَشرَةٍ كانَت مِنَ الدَهرِ
لاقى رَبيعَةَ في الوَغى فَأَصابَهُ / طَعنٌ بِجائِفَةٍ إِلى الصَدرِ
بِمُقَوَّمٍ لَدنِ الكُعوبِ سِنانُهُ / ذَربِ الشَباةِ كَقادِمِ النِسرِ
وَنَجا رَبيعَةُ يَومَ ذَلِكَ مُرهَقاً / لا يَأتَلي في جودِهِ يَجري
فَأَتَت بِهِ أَسَلَ الأَسِنَّةِ ضامِرٌ / مِثلُ العُقابِ غَدَت مِنَ الوَكرِ
وَلَقَد أَخَذنا خالِداً فَأَجارَهُ / عَوفٌ وَأَطلَقَهُ عَلى قَدرِ
وَلَقَد تَدارَكَ رَأيَنا في خالِدٍ / ماساءَ خَيلاً آخِرَ الدَهرِ
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ / عَلى الفَتى القَرمِ الأَغَر
أَبيَضُ أَبلَجُ وَجهُهُ / كَالشَمسِ في خَيرِ البَشَر
وَالشَمسُ كاسِفَةٌ لِمَهلَكِهِ / وَما اِتَّسَقَ القَمَر
وَالإِنسُ تَبكي وُلَّهاً / وَالجِنُّ تُسعِدُ مَن سَمَر
وَالوَحشُ تَبكي شَجوَها / لَمّا أَتى عَنهُ الخَبَر
المِدرَهُ الفَيّاضُ يَحمِلُ / عَن عَشيرَتِهِ الكِبَر
يُعطي الجَزيلَ وَلا يَمُنَّ / وَلَيسَ شيمَتُهُ العَسَر
وَيلي عَلَيهِ وَيلَةً / أَصبَحتُ حِصني مُنكَسِر
ياصَخرُ مَن لِحَوادِثِ الدَهرِ
ياصَخرُ مَن لِحَوادِثِ الدَهرِ / أَم مَن يُسَهِّلُ راكِبَ الوَعرِ
كُنتَ المُفَرِّجَ ما يَنوبُ فَقَد / أَصبَحتَ لا تُحلي وَلا تُمري
يُحثى التُرابُ عَلى مَحاسِنِهِ / وَعَلى غَضارَةِ وَجهِهِ النَضرِ
جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما
جارى أَباهُ فَأَقبَلا وَهُما / يَتَعاوَرانِ مُلاءَةَ الفَخرِ
حَتّى إِذا نَزَتِ القُلوبُ وَقَد / لَزَّت هُناكَ العُذرَ بِالعُذرِ
وَعَلا هُتافُ الناسِ أَيَّهُما / قالَ المُجيبُ هُناكَ لا أَدري
بَرَزَت صَحيفَةُ وَجهِ والِدِهِ / وَمَضى عَلى غُلوائِهِ يَجري
أَولى فَأَولى أَن يُساوِيَهُ / لَولا جَلالُ السِنِّ وَالكِبرِ
وَهُما كَأَنَّهُما وَقَد بَرَزا / صَقرانِ قَد حَطّا عَلى وَكرِ
أَسَدانِ مُحمَرّا المَخالِبِ نَجدَةً
أَسَدانِ مُحمَرّا المَخالِبِ نَجدَةً / بَحرانِ في الزَمَنِ الغَضوبِ الأَنمَرِ
قَمَرانِ في النادي رَفيعا مَحتِدٍ / في المَجدِ فَرعا سُؤدُدٍ مُتَخَيَّرِ