القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَعْفَر الحِلّي الكل
المجموع : 11
اللَّهُ أَكبر ما جَرى
اللَّهُ أَكبر ما جَرى / أَم أَي خطب قَد عَرى
اللَه أَي ملمة / طرقت فأذعرت الوَرى
وَمِن الذعور كَأَنَّهُم / أخذتهم سنة الكَرى
هَل أَنَّهُ في السُور أَسرا / فيل أَعلن مجهرا
أَم هَل أَحاطَ بِها العَذا / ب وَكُل قَوم أذعرا
ما ذاكَ إِلا أَن بَد / رَبني النَبي تَكورا
وَالدَهر أَفقَد أَهله / كَهف الحِماية جَعفَرا
بِاللَه أَقسم أَن رب / ع المَجد أَصبَح مقفرا
وَالدينُ حُلَّت مِنهُ سا / عة بَينه وَثقى العَرى
أبت العلى إِلا ضَجي / عة جسمه أن تقبرا
وَالمكرمات تَوسدت / بِأزائه تَحتَ الثَرى
يا ناعياً في مَوت كَه / ف العز أَعلن مخبرا
هَيجت لي حُزناً عَلى / أَمثاله لَن يصبرا
لَم تَدر ما فاهَت بِهِ / شَفَتاك في فيك الثَرى
تاللَه قَد أَشجيت أَح / مد وَالبتول وَحيدرا
وَقَد اقشعرَّ لعظم ما / قُلت الصَفا وَتَفطَرا
يا طالب المَعروف لا / تَطوي المخيف المقفرا
وَأرخ قلوصك أَنَّهُ / قَد غابَ منتجع الوَرى
حمد القعود وَذم بَع / د وَفاته هول السرى
يا لَيت شِعري وَالَّذي / فَقَد الحِمى لَن يَشعرا
هَل يَهتدي بَعد المضل / ل إِذا مَشى متنورّا
كلا فَقَد كانَ الدُجى / بِمنار جعفر مبصرا
مِن للعفات إِذا اِشتكَت / ألم المَجاعة وَالعرى
وَلِمَن يؤم الرَكب بَع / د وَفاته يَبغي القرى
وَلرب قائِلة أَرى / يا صاح لَونك أَصفَرا
وَأَراك تَجبهني بِوجه / ك غَير ما كنا نَرى
وَأَراك صار تعاند / ما بَين عَينك وَالكَرى
ما بال جسمك أَيُّها ال / جلد الصَبور قَد اِنبَرى
فَأَجبتها وَالقَلب في / نار الهموم تسعرا
كفيّ فَقَد ذَهب الَّذي / عاشت بِنائله الوَرى
كُنا وَكان وَنَحن مِن / هُ بِطيب عَيش أَعصرا
فَلَهُ بِأَن يَهب النَدى / وَلَنا بِأَن نتبطر
يَهب الكَثير وَلَم يَكُن / لِجَزيله مُستكثِرا
كانَ الزَمان بِكَفه / خَصب المَرابع أَخضَرا
وَبِوجهِهِ كان الدُجى / كُالصُبح أَبلَج نَيرا
حَتّى مَضى فَغَدا الصَبا / ح بَكل عَين أَكدَرا
بِأَبي الَّذي ببكاه شا / ركَني العَذول وَأعذرا
وَيَقول مِن عَجب أتخ / لص دَمع عَينك أَحمَرا
هَلا مَزَجت دَم الفؤا / د بِدَمع عَينك إِذ جَرى
عَجَباً لِذاكَ الطود كَي / فَ عَلى العَواتق قَد سَرى
وَالبَدر تمّ كَأَن فيهِ ال / ليل صُبحاً مُسفِرا
كَيفَ اِنزَوى وَالعود مِن / هُ عَلى الأَنام تَعذرا
يا ثاوياً في مهبط ال / أملاك جاور حَيدَرا
إِن تُمسي مَغبوطاً نَزل / ت جِنانها وَالأَقصرا
فَالقَلب مني قَد غَدا / بِلظى الجَوى مُتسعرا
آها أبا الهادي فرز / ؤك ما أجل وَأَكبَرا
مِنهُ الجِبال تَكدكدت / وَالخافِقات تَضجرا
فَاصبر عَلى الجِلى فَأَن / ت أَحَق في أَن تصبرا
لا تَبكينَّ محجَّباً / نَزل الجناب المُزهرا
وَسَعى إِلى المختار كَي / يَرد السَبيل الكَوثَرا
كَذب الَّذي قال المَكا / رم أُقبرت مُذ أقبَرا
إِن المَكارم مِنهُ قَد / رَجعت إِلَيك القَهقَرى
فَسَقى الآله ثَرىً بِهِ / باتَ الصَلاح مدثرا
وَغدا المَطاف لَدى مَلا / ئِكَة السَما وَالمشعرا
للهمّ نيران بِأَحشائي فَقَد
للهمّ نيران بِأَحشائي فَقَد / تَخبو وَقَد تَزداد بِالإسعار
فَإِذا اِرتشفت مِن السَبيل دُخانه / دلَّ الدُخان عَلى وُجود النار
نم يا عدوّ فَقَد نعمت قَرارا
نم يا عدوّ فَقَد نعمت قَرارا / قَد ماتَ مَن يَحشو فؤادك نارا
فَلطالما قَد بتّ خيفة بأسه / تَرعى النُجوم وَتكثر الأَفكارا
ترك النهار عَليك لَيلاً مُظلِما / وَأَصار لَيلك إِذ سَهرت نَهارا
فَاثبت لِشأنك لا تفر مَخافة / إِذ قَد كَفتك يَد الحَمام فرارا
عَثر الزَمان فَلا لَعاً بِمهذب / كَم قَد أَقالَ مِن الزِمان عثارا
فلَّ الرَدى مِن آل جعفر صارِماً / أَمضى مِن السَيف الصَقيل غرارا
بكر النَعي فَخال كُل مكوّن / طرقته داعية الفَنا إبكارا
فَأبان للدُنيا بذائع سره / شرا وَمِن فَمه أطار شرارا
رَنت العُيون لَهُ فَعدن خَواسئا / وَأَمدَت الأَيدي فَعدن قصارا
فَترى الأَنام لعظم ما قَد ساءَها / مِن فَقد محسنها تَجُول حَيارى
مَن لي بأن يدع النَعي كَلامه / فَلَقَد أَذابَ حَشا الهُدى اِستعبارا
وَلرب كاتم فرحة ألفيته / متشمتا يَتطلع الأَخبارا
ثلج الحَشا عطت حشاه ألم تكن / أَحشاؤه مِن قبل ذاكَ حرارا
وَاحرَّ قَلبي إِذ رَأَيت بَشاشة / بِوجوه قَوم كَم طَلاها قارا
تَأتي لِمَن يَروي حَديث وَفاته / فَتوجه الأَسماع وَالأَبصارا
الدَهر خوَّلها بِنعمى لَم تَكُن / طَلبت لَها خَولاً وَلا أنصارا
جار الزَمان وَيا لَهُ العُقبى بِما / أَسدى ألم يَعلم عَلى مَن جارا
تبت يَداه لَقد أَساءَ لِمحسن / أَندى الأَنام يَداً وَأَمنَع جارا
يا لَيت شعري هَل يَليق لِزائر / بلد الوصي وَهَل يَطيب مَزارا
مِن بَعد ما أَودى ابن جعفر الَّذي / أَورى بِجانحة الوَصي أَوارا
يا مَيتاً درت الأَنام بِأَنَّهُ / مَلأ النَواظر هَيبة وَوَقارا
ينمى لِجعفر وَالعَجيب لجعفر / إِني يَمد عَلى الأَنام بِحارا
مِن كُل وضاح الاسرة عيلم / وَيجير في الجَليَّ وَلَيسَ يجارا
وَرثوا المَكارم كابراً عَن كابر / بل كلهم كانوا بِها كِبارا
قُل لِلّذي يَرتاد أَزهار الهُدى / صل آل جعفر وَاقطف الأَزهارا
إِن جئت دارهم تجدها هالة / وَتَرى وُجوهَهم بِها أَقمارا
كشف الغِطاء أَبوهُم فَتبينت / لَهُم العُلوم وَإِن تَكُن أَسرارا
أَحيوا مَآثر جدهم لَما اِقتَفوا / آثاره لِيجددوا الآثارا
النازِلون مِن العلا الغرف الَّتي / كانوا لَها بِعلومهم عمارا
بَعَثوا إِلى الآفاق نور فَقاهة / لَم تَبقَ في أُفق الرَشاد غبارا
بَلغوا بمجدهم السما حَتّى لَقَد / تَخذوا الفَراقد وَالسهى سمارا
فَهُم الأُولى إن تَدعهم لملمة / بَذَلوا النُفوس وَفارَقوا الأَعمارا
وَلرب حادثة تعمُّ لوانها / وَردت وَتهتك لِلورى اِستارا
فَجلوا لها كالأسد توسع طردها / عَكسا وَفارط وَردها إصدارا
يا آل جعفر الذين بهديهم / كانوا لحائرة السَبيل منارا
وَالسالكين مِن العلوم بِمنهج / عَنهُ المعلم وَابن سينا حارا
فَلَنا بِمَهدي الأَنام سَليله / خلف بِهِ نَستَدفع الأَقدارا
مَولى يَهز إِلى النَوال مَعاطِفاً / مثل الغُصون إِذا اِكتَسَت نوارا
وَاستعبد الأَحرار بر يمينه / وَالبر قَد يستعبد الأَحرارا
قُل لِلّذي باراه خلفك فاتئد / هَيهات كَيفَ أَخو السَحاب يُباري
فَلتقبلوها كاعبا بكرا ومن / مثلي يَزف كَواعباً أَبكارا
يعيا الشَريف بِها وَإِن يَك مفلقا / وَتَعيد للعجمية المهيارا
يا عَين إن تغر العُيون فَغوري
يا عَين إن تغر العُيون فَغوري / وَاسق البطاح بِدَمعك المهمور
فَلَقَد فَجَعت بِنور آل محمد / وَالعَين يفجعها افتقاد النُور
عَصفت عَلى الشَرع الشَريف مُلمة / نَسفت قَواعد بَيته المَعمور
بكر النَعي إِلى الغري فراعَنا / بَل راعَ جانب حَيدر ببكور
فَتَرى الأَنام لِهَول ما قَد قالَهُ / مِن عاثر رُعباً وَمِن مَذعور
فَكَأن إِسرافيل بَكر معلما / وَكَأَنَّما قَد حانَ نَفخ الصُور
حلَّت بِها شم نكبة لَو أَنَّها / بثبير لانثلت عُروش ثَبير
قادَ الحمام أَميرها الصَعب الَّذي / مُذ كانَ ما اِنقادَت لِحُكم أَمير
وَتخاذَلَت عَنهُ وَلا مِن ذابل / يَثني وَلا مِن صارم مَشهور
وَغَدَت تَميل مِن الكَآبة أَرؤساً / لَم تَعطِ إِلا نَفثة المَصدور
يا آل هاشمٍ الذين سُيوفَهُم / لَم تَثنِ إِلا عَن دَم مَهدور
نسر المَنية كَيفَ انشب ظفره / فيكُم فاقلع راسي الاظفور
يا غلب غالب قَد عذرتك فَانثني / ما دفعك المَقدور بِالمَقدور
حي لَها شم قَد تَداعى سُوره / وَالحَي مطمعة بِدُون السُور
كَسر الزَمان جَناحَها فترعرعت / بِنهوضها كَترعرع المَكسور
أَودى أَخو العَزمات ناظم عقدها / فَتناجَت عَن لؤلؤ مَنثور
لَو أَنَّ بِنت طَريف تفقد مثله / ما عاتبت شَجراً عَلى الخابور
مِما أَصابَ فُؤادَها مِن مُحرق / يَبقى نَضير الدَوح غَير نَضير
أَعلي إِن الكَرخ بابنك كاظم / تَاللَه قَد ضاءَت بِأَكمَل نُور
وَتَرى قُلوص الزائرين بحيه / تَفري حَشا البيدا لِخَير مَزور
لَم يَلثم المَحزون ترب جَنابه / إِلا وَبَدل حُزنه بِسُرور
وَتَميت طلعته الدُجى لَكنه / يَحييه بِالتهليل وَالتَكبير
لَكن هذا الدَهر خافر ذمة / لَم يَرضه إِلا بوار الدور
أَردى بَنيك وَغالهم بعميدهم / مَن كانَ عزّ لو آئها المَنشور
فَلأعتبن عَلى حِماك وتربه / كَم قَد حَوى مِن عالم نَحرير
أَفدي الَّذي بلغ العُلا في مَجده / وَسمي السَها في علمه الإ كسير
ذا ميّت نشرته كف محمد / طوبى لَهُ مِن مَيت مَنشور
يَهني المَكارم إِن في آفاقها / قَمرين قَد خَلقا بِغير نَظير
فمحمد وعلي مِن أَكفائها / خلقا لَها وَكِلاهُما مِن نُور
الراقيان إِلى العُلى حَتّى لَقَد / نَفَذا وَراء حجابها المَستُور
عبرا عَلى نَهر المَجرة رفعة / وَتخطيا شعري السَما بِعُبور
يا سادة أَمن الأَنام بحبهم / في القبر صَولة منكر وَنَكير
أَنا في الخَطايا موقر لَكن أَرى / حُبي لَكُم ضَربا مِن التَكفير
يَشفى لديغ الجَهل بَين بُيوتكم / برقى التعلم لا رقى المَسحور
فَلتقبلوها مِن لِساني قالة / تُبدي لَكُم عُذري مِن التَقصير
إِن لَم أَجد بِنظامها فَمصابكم / بَقيت بِهِ الشعري بِغَير شُعور
انشر لِواك مؤيداً مَنصورا
انشر لِواك مؤيداً مَنصورا / حيا الآله لواءك المَنشورا
واقصر بخيلك يمنة أو يسرة / اللَه جارك لا تَرى مَحذورا
يا اِبن النَبي محمد وَسميه / طابت حجورك أَولاً وَأَخيرا
أَعطاك رَبك بسطة في دينه / فَاِنهض وَطهر أَرضه تَطهيرا
أَو لَيسَ سَيفك ذو الفَقار بِهِ ظماً / لا يَستَقي إِلا الدَم المَهدورا
ماذا اِنتِظارك بالألى جحدوا الهُدى / لَم لا تصيرهم هباً مَنثورا
عَدلوا عَن النَهج القَويم وَغادروا / قُرآن جدك خلفهم مَهجورا
وَصدور سمرك جوَّع لا تَبتَغي / إِلا كلاً وَمناحرا وَصدورا
يا وارث العَلياء مِن آبائه / ما زال ذكرك بَيننا مَنشورا
وَصل العِراق كتابكم فَتهللت / فرحا وَأَصبح مِن بها مَسرورا
فَكأنها قبل الكتاب وَنشره / كانَت ظَلاماً فَاستَحالَت نُورا
كَم سَيد لَكَ بِالعِراق يود أَن / يَلقاك لَو كانَ اللقا مَقدورا
وَأَما وَبيض ظباك وَهِيَ حُرية / أَن يَحلفوا قَسماً بِها مَبرورا
لَو لَم تقم بحدود مَكة حارِساً / ما حَج شَخص بَيتها المَعمورا
لَم يَخشَ قَد عَلى الشَريعة عادياً / وَظباك قَد ضربت عَلَيها سورا
عمرت دين اللَه بِالسَيف الَّذي / إِن سلَّ خرب للضلالة دُورا
ما قابلتك قَبيلة إِلّا اشتهت / عرج الضباع لَها تَكُون قُبورا
لَم تصبح الحَي العصاة بغارة / إِلا وَقَبلك قَد بَعثت نَذيرا
شاء الإِلَه بِأَن تَعيش مُعمرا / لما أَراد بخلقه تَعميرا
ملكاً كَبيراً عالِماً نَحريرا / أَسدا هصوراً سَيدا مَنصورا
اللَه أذهب عَنكُم الرجس الَّذي / يَخشى وَطهر بَيتكم تَطهيرا
تَهب العَطايا لِلوَفود وَلَم تَكُن / تَبغي جَزاء مِنهُم وَشكورا
متعاقبين كَأَنَّهُم قَد أَودَعوا / بِبلادكم كنزاً لَهُم مَذخورا
لو أَنت تُعطي الأَرض في أَطباقِها / مِن عَظم قَدرك لَم يَكُن تَبذيرا
أَهدي السلام مَع النَسيم السائر
أَهدي السلام مَع النَسيم السائر / لِأَخ تغلغل حبه بضمائري
وَأزف مالكة الثَنا لمهذب / وَرث النَجابة كابراً عَن كابر
يا أَيُّها المَولى الذي أَصفيته / وَدّي وَإِخلاصي وَصَفو سَرائري
يا هاشِماً وَرث العُلا مِن هاشم / فَسمى عَلى بادي الوَرى وَالحاضر
أَهوى لقاك وَبَيننا بَيداء لا / بِالخف نَقطَعها وَلا بِالحافر
وَتَهزني الذِكرى إِلَيك مَحبة / فَكَأن قَلبي في جَناحي طاير
أَدرك ثَراتك أَيُّها المَوتور
أَدرك ثَراتك أَيُّها المَوتور / فَلَكُم بِكُل يَد دَم مَهدور
عذبت دماءكم لِشارب علّها / وَصفت فَلا رنق وَلا تكدير
وَلسانها بِكَ يا اِبن أَحمَد هاتف / أَفهكذا تغضي وَأَنتَ غَيور
ما صارم إِلا وفي شَفراته / نَحر لآل محمد مَنحور
أَنتَ الولي لِمَن بظلم قَتّلوا / وَعَلى العِدى سُلطانك المَنصور
وَلو أَنك استأصلت كُل قبيلة / قتلا فَلا سرف وَلا تَبذير
خُذهُم فَسنة جَدكم ما بَينَهُم / منسية وَكِتابَكُم مَهجور
إن تحتقر قدر العِدى فلربما / قَد قارف الذنب الجَليل حَقير
أَو أَنَّهُم صغروا بجنبك همة / فَالقَوم جرمهم عَليك كَبير
فَأَبوا علي الحسن الزَكي بِأَن يَرى / مَثواه حَيث محمد مَقبور
وَاسأل بِيَوم الطف سَيفك إنَّهُ / قَد كلم الأَبطال فَهوَ خَبير
يَوم أَبوك السبط شمَّر غَيرة / لِلدين لَمّا أَن عناه دثور
وقَد اِستَغاثَت فيهِ ملة جَده / لَما تَداعى بَيتَها المَعمور
وَبِغَير أَمر اللَه قامَ مُحكَماً / بِالمُسلِمين يَزيد وَهُوَ أَمير
نَفسي الفِداء لِثائر في حَقه / كَاللَيث ذي الوَثبات حين يَثور
أَضحى يُقيم العَدل وَهوَ مهدم / وَيُجبِّر الإِسلام وَهوَ كَسير
وَيذكر الأَعداء بَطشة رَبِهم / لَو كانَ ثَمة يَنفَع التَذكير
وَعَلى قُلوبهم قَد اِنطَبَع الشَقا / لا الوَعظ يبلغها وَلا التَحذير
فَنضا اِبن حَيدر صارماً ما سلَّه / إلا وَسِلن مِن الدِماء بُحور
فَكَأن عزرائيل خط فرنده / وَبِهِ أَحاديث الحمام سُطور
دارَت حَماليق الكماة لخوفه / فَيدور شَخص المَوت حيث يَدور
وَاستيقَن القَوم البوار كَأَن اس / رافيل جاءَ وَفي يَديهِ الصور
فهوى عَلَيهُم مثل صاعقة السَما / فَالروس تسقط وَالنُفوس تَطير
لَم تثن عامله المسدد جَنة / كَالمَوت لَم يَحجزه يَوماً سُور
شاكي السِلاح لَدى ابن حَيدر أَعزَل / وَاللابس الدرع الدلاص حَسير
غَير أَن يَنفض لبدتيه كَأَنَّهُ / أَسد بآجام الرِماح هَصور
وَلصوته زجل الرعود تَطير بِا / لالباب دَمدمة لَهُ وَهَدير
قَد طاحَ قَلب الجَيش خَيفة بَأسهِ / وَإِنهاض مِنهُ جَناحَهُ المَكسور
بِأَبي أَبيّ الضَيم صال وَماله / إِلّا المثقف وَالحسام نَصير
وَبقلبه الهَم الَّذي لَو بَعضه / بثبير لَم يَثبت عَلَيهِ ثَبير
حزن عَلى الدين الحَنيف وَغربة / وَظما وَفقد أَحبة وَهَجير
حَتّى إِذا نَفذ القَضاء وَقَدر ال / مَحتوم فيهِ وَحَتم المَقدور
زجت لَهُ الأَقدار سَهم مَنية / فَهوى لقاً فاندك مِنهُ الطُور
وَتَعطل الفلك المدار كَأَنَّما / هُوَ قُطبه وَعَلَيهِ كانَ يَدور
وَهوَين ألوية الشَريعة نكّصا / وَتعطل التَهليل وَالتَكبير
وَالشَمس ناشرة الذَوائب ثاكل / وَالأَرض تَرجف وَالسَماء تَمور
بِأَبي القَتيل وَغَسله علق الدما / وَعَلَيهِ مِن أَرج الثَنا كافور
ظمآن يَعتلج الغليل بصدره / وَتبلُّ للخطي مِنهُ صُدور
وَتَحكَّمت بيض السُيوف بِجسمه / وَيح السُيوف فَحكمهن يَجور
وَغَدَت تَدوس الخَيل مِنهُ أَضالعا / سر النَبي بطَيِها مَستور
في فتية قَد أرخصوا لفدائه / أَرواح قُدس سومهن خَطير
ثاوين قَد زَهَت الرُبى بِدمائهم / فَكأنَّها نوارها المَمطور
رقدوا وَقَد سَقوا الثَرى فَكأنَّهم / نَدمان شُرب وَالدِماء خمور
هُم فتية خَطَبوا العُلا بِسيوفهم / وَلها النُفوس الغاليات مُهور
فَرحوا وَقَد نَعيت نُفوسَهُم لَهُم / فَكَأن لَهُم ناعي النُفوس بَشير
فَاستنشقوا النقع المثار كَأَنَّهُ / ندُّ المَجامر مِنهُ فاح عَبير
وَاستيقنوا بِالمَوت نيل مرامهم / فَالكل مِنهم ضاحك مَسرور
فَكأنَّما بيض الحُدود بواسماً / بيض الخُدود لَها ابتَسَمنَ ثُغور
وَكَأَنَّما سمر الرِماح مَوائِلا / سمر المِلاح يَزينهن سُفور
كسروا جُفون سُيوفهم وَتقحموا / بِالخَيل حَيث تَراكم الجَمهور
مِن كُل شَهم لَيسَ يَحذر قَتله / إِن لَم يَكُن بِنَجاته المَحذور
عاثوا بِآل أُمية فكأنهم / سرب البغاث يَعثن فيهِ صُقور
حَتّى إِذا شاءَ المهيمن قربهم / لِجواره وَجَرى القَضا المَسطور
رَكَضوا بِأَرجلهم إِلى شُرك الرَدى / وَسَعوا وكلٌّ سَعيه مَشكور
فَزَهَت بهم تِلكَ العراص كَأَنَّما / فيها ركدن أَهلة وَبدور
عارين طرَّزت الدِماء عَلَيهُم / حمر البُرود كَأَنَّهُن حَرير
وَثوا كُل يَشجي الغُيور حَنينها / لَو كانَ ما بَين العداة غيور
حرم لاحمد قَد هَتَكن ستورها / فهتكن مِن حرم الإِله ستور
كَم حرّة لَما أَحاط بِها العَدى / هَربت تَخف العدوَ وَهِيَ وَقور
وَالشَمس تَوقد بِالهَواجر نارَها / وَالأَرض يَغلي رَملَها وَيَفور
هَتفت غَداة الرَوع باسم كَفيلها / وَكَفيلها بِثَرى الطُفوف عَفير
كانَت بِحَيث سجافها تُبنى عَلى / نَهر المَجرة ما لَهُن عُبور
يَحمين بِالبيض البَواتر وَالقَناالس / سُمر الشَواجر وَالحماة حُضور
ما لا حظت عَين الهِلال خَيالَها / وَالشُهب تَخطف دُونَها وَتَغور
حَتّى النَسيم إِذا تَحظى نَحوَها / ألقاه في ظل الرِماح عثور
فَبَدا بِيَوم الغاضرية وَجهَها / كَالشَمس يَسترها السَنا وَالنُور
فَيَعود عنهاالوَهم وَهُوَ مقيد / وَيَرد عَنها الطَرف وَهُوَ حَسير
فَغَدت تَود لَو أَنَّها نَعيت وَلَم / يَنظر إِلَيها شامَت وَكَفور
وَسرت بِهن إِلى يَزيد نَجائب / بِالبيد تنجد تارة وَتَغور
حنت طلاح العَيس مسعدة لَها / وَبَكى الغَبيط لَها وَناحَ الكُور
نَزلت بِنا دَهياء أَدهَشَت الوَرى
نَزلت بِنا دَهياء أَدهَشَت الوَرى / وَرقت إِلى بَدر الهُدى فَتكورا
ما صالح إِلّا هلال هداية / إِن غابَ ضل أَخو الهُدى وَتَحَيرا
بَكَت المَكارم فَقده فَشجونها / مشتدة وَالدين منحل العُرى
قَلب الزَمان لَهُ المجن فخانه / وَاغتاله فاغتال مِنهُ غَضَنفَرا
يا صاحِبيّ تَنعما بِهنا الكرى / وَلي السهاد أِلا اعذلا أَو فاعذرا
أَودى أَبو الهادي فأَودى بِالحَشا / وَفؤادَها وَبِمُقلتيَّ وَبِالكَرى
لِلّه نَعش قَد سَرى بسكينة / عَنهُ اِنحطَطَن بَنات نَعش مُذ سَرى
مَشَت المَلائك خَلفه وَأَمينها / جبريل هلل مُذ رآه وَكبرا
دَفَنوه في جدث فَأَيقَن مِن رَأى / أن البُحور غَدَت تَغيض في الثَرى
يا راكِباً وَجناء انحلها السَرى / قَد راحَ يَخبط في الوهاد مشمرا
أَسرع هَديت وَدَع بصدرك حاجة / وَأعمد بعيسك قاصِداً أُم القُرى
عج لِلمَقام وَنح بِهِ مُتَعَلِقا / بِستوره إِن تَلقه مُتسترا
وَلَعَله قَد هَتِّكت أَستاره / مِما عَرى بَيت النُبوة ما عَرى
وَانع المَقامة وَالحَطيم وَزمزما / وَالبيت في أَركانه وَالمشعرا
قف حَيث معتلج البطاح فَكَم حَوَت / تِلكَ المَرابع مِن لَويٍّ قسورا
قُل فيهُم قدمات أَوطأ كَم قَرى / في الخَطب أَو قَل ماتَ ابذلكم قَرى
هدي المَسيح لَهُ بابهة بِها / أَربى عَلى كِسرى المَلاك وَقَيصَرا
كادَت تَعود الجاهلية بَعدَه / مِن فَترة في فَقده دَهَت الوَرى
لَكنما بَعث الإِلَه محمدا / بَين البَرية مُنذِرا وَمُبَشِرا
هُوَ مَصدر العلماء وَهوَ المُبتَدا / لَهُم فَكُن بِالفَضل عَنهُ مُخبِرا
مَلأ الصُدور مَهابة فَإِذا رَنى / طَرف العَدُّو لَهُ يَرد القهقرى
يَمشي لِكُل فَضيلة وَملمة / قَدما وَمشي القَوم كانَ إِلى وَرا
خشن بِذات اللَه لا خشن الرَدا / يُبدي إِلَيك خلاف ما قَد أَضمَرا
وَإِذا تَرى عرفانه وَمَقامه / شاهَدت رسطاليس وَالاسكَندرا
وَبنى عَلى ما أَسست أَسلافه / وَسِواه بدّل ما بَنوه وَغَيرا
متَمحض لِلّه في خَلواته / لَم يَغدو في لذاته مُتَسَتِرا
المُشتري جُمَل المَكارم وَالتُقى / وَإِذا تباع كَريمة أَو تُشتَرى
لا تندبنَّ سِوى مَناقب عزه / فَسوى مَناقبه حَديث مُفتَرى
لا تَسألن سِواه علماً أَو نَدىً / وَأَبيك كُل الصَيد في جَوف الفَرا
زَعم الحَسود بِأَن يُباري شَأوه / هَيهات ذا أَين الثَريا وَالثَرى
حلف السَماحة حينَ يَهبط واديا / وَأَخو الفَصاحة حينَ يرقى مِنبرا
مِن هَمه كِتمان كُل فَضيلة / فيهِ وَيَأبى اللَه حَتّى تَظهَرا
وَجَرى إِلى العَلياء جرية سابق / وَأَخوه كانَ مصليّاً لَما جَرى
إِن الحُسين نَشا لانف محمد / رَيحانة فيها الوُجود تَعطرا
لا يحسن النادي إِذا لم تلقه / كَاللَيث محتبياً بِهِ متصدرا
وَالذكر للهادي أَراه بِمنطقي / حسناً زَهى بِهما الوُجود وَأَزهَرا
نَشآ فقل يا غلة الصادي أَبردي / وَحلى محط الرحل يانوق السرى
سَقيا لتربة سيد فخرت عَلى الس / سَبع الشِداد وَحَقَها أَن تَفخَرا
قَد كانَ صالح وَالسِيادة ناقة / شاء الإِلَه بِمَوته أَن تُعقَرا
بُشرى العِراق فَفيك أَشرَق نُورَها
بُشرى العِراق فَفيك أَشرَق نُورَها / هِيَ جَنة الدُنيا وَأَنتَ وَزيرَها
دبرتها بِالرَأي وَهِيَ عَظيمة / لِسِواك لَيسَ بِممكن تَدبيرها
وَغَمزتها غَمز الكَمي قَناته / حَتّى اِستَقَمنَ كُعوبَها وَصُدورَها
سَكَّنت مِن ضَوضائِها وَلَكُم بِها / كانَت شَقاشق لا يقرّ هَديرها
وَإمام هذا العَصر إِذ وَلاكها / لا شَك أن مراده تَعميرها
فَخلى بِأَمنك جَوَها وَحلى بِيمنك / صُفوَها وَأضا بِوَجهك نُورَها
وَإِذا الثَنايا وَالثُغور طلعتها / ضَحكت ثَنيات العُلى وَثُغورَها
قَد سرَت فينا سيرة العَدل الَّتي / كانَت رِجال اللَه قَبل تَسيرها
أَمنت بِكَ الأَقطار حينَ حَكمتها / حَتّى اِصطَلحنَ بِغاثها وَصُقورَها
وَالبهم راتِعَة بِكُل خَميلة / وَالأَطلس السرحان لَيسَ يَضيرها
وَسِياسة الإِسلام أَنتَ خَبيرها / وَعَليمها وَسَميعها وَبَصيرها
قَد جئت مِن شعر النَبي بِطاقة / نَفح الخَلائق نَشرها وَعَبيرها
فَنشم نَشر المسك حينَ نَشمها / وَنَزور دار الخُلد حينَ نَزورها
هِيَ طاقَة الرَيحان شرف قَدرها / هادي الأَنام بَشيرها وَنَذيرها
إِن لَم تَصل بَلد الوَصي فَإنَّها / حِكم بِدا لِلعارفين ظُهورَها
إِن الوَصي مِن النَبي كَنَفسه / وَكَأَنَّما الشعرات مِنهُ صُدورَها
وَمَع التَأسف حينَ لَم نَحضر لَها / فَحُضور سَيدنا الوَصي حُضورَها
طوبى لِمَن حب ابن عَم محمد / فَبحبه لذنوبنا تَكفيرها
وَيَحيل قبح صَنيعنا حسناً كَما / قِطَع النحاس يَحيلها أَكسيرها
فَلنشكرنَ رِعاية الملك الَّذي / هُوَ ظل كُل المسلمين وَسُورَها
سُلطاننا الغازي الَّذي بِحسامه ال / أرض اطمَأَنت وَاستقمن أُمورَها
هَيهات أَن تخفي الطَوايح ملة / عَبد الحَميد وَليها وَنَصيرها
مازال يَحميها بِعَزمته كَما / يَحمي مخدرة الحجال غيورَها
بَحر لَهُ شَرع الإلَه مَوارد ال / عليا فَطابَ وَرودها وَصُدورَها
فَغَدا يَقل مِن الزَمان ثقاله / بيد خَفيف لِلعُلى تَشميرها
يا دَولة شأت الكَواكب رفعة / نظر الإِلَه لَها فَعز نَظيرها
بَيضاء أوّلها النَبي محمد / وَإِلى القِيامة يَستمدّ أَخيرَها
يُوصي بِها أَشياخَها لِشبابها / حفظاً وَيَعهد للصغير كَبيرها
متهلل بجمال يُوسف تاجَها / وَمُقبل قَدم النَبي سَريرها
هِيَ حبوة الملك الَّذي قَد دبر الد / دُنيا وَكانَ عَلى الهُدى تَدبيرها
لَو يَغمد الأَسياف عَنها ساعة / لا راب كُل موحد تَغييرها
قَد حلَّ قَسطنطين وَهِيَ بَعيدة / مِن دُونِها سَهل الفَلا وَوعورها
لَكن أَنعمه الجسام قَريبة / يَتعاقبان عشيها وَبكورها
كَالشَمس أَبعَد مِن يَديك مِن السَما / وَإِليك اَقرب من خَيالك نُورَها
قَد بَث جُند اللَه في أَقطارَها / فَهم لِغائبة الثُغور حضورها
فَإِذا سللن سُيوفَهُم في مَعرك / فَغمودهن مِن العصاة نُحورَها
وَإِذا شَرَعنَ رِماحهم في مَوقف / فَمقرّهن مِن البغاث صُدورَها
وَإِذا زَججن سِهامهم فَكأنها / أَطيار حَتف وَالقُلوب وكورها
آساد حَرب كَم أَثاروا عَثيرا / بِجياد خَيل لا يَخاف عُثورَها
العاديات الضابحات الموريا / ت القادِحات إِذا الكماة تغيرها
إِن وجهوها للعصاة وَدورها / نسفت بغارتها العصاة وَدَورَها
وَيدمرون الناكثين بذنبهم / إِن الذُنوب معجل تدميرها
ما قابلتهم دَولة إِلّا وَقَد / هَلكت وَكان إِلى الجَحيم مَصيرها
اللَه يَعلم كَيفَ يَبعَث مَيتها / وَبُطون ساغبة السِباع قُبورَها
حَمد المظفر دَولة نبوية / ما كانَ في الدول البعاد نَظيرها
مِن قاس فيها دَولة فَبرأيه / شرع صَحيحات العُيون وعورها
رُوح العَدو عَلى ذبابة سَيفه / مثل الذبابة كَيفَ شاء يَطيرها
وَلَكُم أَجار مِن الزَمان قَبائِلا / جارَت عَلَيها بِالسنين دُهورَها
وَلَو استجارَت فيهِ باكِية الحَيا / مِن ضَرب سَوط البَرق فَهوَ يُجيرها
وَلَجادَت السُحب الثقال بَدرَها / وَبها البَوارق لا يَشب سَعيرها
أَخويّ ما جاوَرت دارَكُما
أَخويّ ما جاوَرت دارَكُما / إِلا لجور نَوائب الدَهر
فَرقدت في أَمن كَسانحة ال / بَطحاء قَد أَمنت مِن الذُعر
وَنَصبت وَجهي نَحوَ بَيتِكُما / عِندَ الصَلاة وَواجب الذكر
وَالآن عِندي حاجة عَرضت / نَفت الرقاد وَأَقلَقَت فكري
لي في خَبايا البَيت زاوية / عادية العمرين وَالعُمر
وَكَأَن ظلمتها أَجار كَما / رَب البَرية ظُلمة القَبر
سيان إِن دَخل الضَرير بِها / أَو من يَقلب مقلة الصَقر
لا يَلقط الحُب الحمام بِها / وَالفار مَأمون مِن الهر
لَو تَسمحان بكوتين لَها / طَلعت عليَّ أَشعة الفَجر
وَغُنمتما مني الدُعا أَبَدا / وَرَبحتما بِالحَمد وَالشُكر
أَقبلت مُلتَمِساً محلّ قَرار
أَقبلت مُلتَمِساً محلّ قَرار / مَتأمِلاً للجار قَبل الدار
فَهَداني المَهدي لِخَير مَحلة / لِأماجد كانوا حماة الجار
أَبناء جَعفر عِندَ ساحة مَجدِهم / مثل النُجوم تَحف بِالأَقمار
يا طالب العلم اِغتَنم مِن علمهم / وُحز الغِنى يا طالب الدِينار
لَو كانَ جار أَبي دَواد حاضِرا / لَرَأى القُصور بِجاره عَن جاري
تَفدى العمارة بِالحويش واظفر ال / عَباس تَفدى في حَبيب الحار
كضم قائل لي لَم تركت جوارنا / وَعرفتنا خدماً مَدى الأَعمار
فَأَجبته إِن الجوار لعصمة / للمرء في الاحضار والأسفار
جار الفَتى عَبد الحسين كَأَنَّهُ / مُتعَلق بِالبَيت ذي الأَستار
كَم قَد حَباني عَنبرا هوَ عَنبر / وبخارة لَيسَت بِذات بخار
فَيمينه البَيضاء يمن لِلوَرى / وَيَساره لِلناس كَنز يَسار
فَإِذا تَكلم مجهرا في بابه / فَاللوح لَم يَحوج إِلى مسمار
وَانظم بأحمد ما استطعت مِن الثَنا / فَمديحه ضَرب مِن الأَذكار
كَم قَد حَباني قيمة لَو قوّمت / لازداد درهمها عَلى القنطار
وَالديك أثكله بخير دجاجة / قَد باتَ يَندبها عَلى الأَوكار
يا لَيتما جبر خلا مِن داره / أَو داره تَخلو من الدِيار
قد كُنت ثالثهم هناك وَلم أَكُن / لاثنين ثان اذهما في الغار
وَلَقَد كَتبت وَفكرتي مَشغولة / عَنكُم بنقل الجصّ وَالأحجار
طابوق داري وَالحجار جَميعه / في استا جابر المعمار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025