المجموع : 5
كم بالكنائِس مِنْ مُبَتَّلَةٍ
كم بالكنائِس مِنْ مُبَتَّلَةٍ / مثل المَهاةِ يَزينُها الخَفَرُ
مِنْ كلِّ ساجدةٍ لصورتها / لو أَنصفت سجدتْ لها الصُوَر
قدّيسَةٌ في حبل عاتقها / طولٌ وفي زُنّارها قِصَر
غَرَسَ الحياءُ بصحن وَجْنَتِها / وَرْداً سقى أَغصانه النَّظرُ
وتكلّمت عنها الجُفون فلوْ / حاورتَها لأَجابك الحَوَر
وحَكَتْ مدارِعُها غدائرَها / فأَراك ضعفيْ ليلةٍ قمرُ
عن خاطري نبأ الخيالِ الخاطرِ
عن خاطري نبأ الخيالِ الخاطرِ / فأعجب لزورةِ واصلٍ من هاجرِ
لم يعْدُ أَنْ جعل الرُّقاد وسيلةً / فأَتى الجوانحَ من سَواد النّاظر
ولقد علمتُ على تباريح الجوى / أَنّ السُّلُوَّ خرابُ قلبٍ عامر
وإِذا استقلّ عن الفؤاد قطينهُ / لم يبق منه سوى محلٍ داثر
أَرضى اليسيرَ وما رِضاكَ يَسيرُ
أَرضى اليسيرَ وما رِضاكَ يَسيرُ / أَنا في الهوى غِرٌّ وأَنت غريرُ
ولو اقتصرت على حُشاشة مُغْرمٍ / وافاك من مأْسورك الميسور
ما أَذعنتْ لك في فؤادي طاعةٌ / إِلاّ وأَنتَ على القلوب أَمير
ضمنتْ ثناياك العذابُ مَخافتي / فهل الثّغور الضاحكات ثُغور
يا هندُ مَنْ لأخي غرامٍ ما جرى
يا هندُ مَنْ لأخي غرامٍ ما جرى / بَرْقُ الثّغور لطرفه إِلاّ جرى
أَبكته شَيْبتُه وهل من عارضٍ / شِمْتُ البوارقَ فيه إِلاّ أَمطرا
لا تنكري وَضَحاً لَبِسْتُ قتيرَه / رَكْضُ الزمان أَثار العِثْيَرا
أَتراك عن وَتْرٍ وعن وَتَرِ
أَتراك عن وَتْرٍ وعن وَتَرِ / ترمي القلوبَ بأَسهم النظرِ
كيف السبيلُ إِلى طِلاب دمي / والثأْر عند معاقل الحَوَر
هي وَقعة الحَدَق المِراض فمِن / جُرحٍ جبارٍ أَو دمٍ هَدِر
تمضي العزائِم حيث لا وَزَر / وَتُفَلُّ دون معاقِد الأُزَُر
يا صاحِ راجعْ نظرةً أَمماً / فقدِ اتّهمت على المها بصري
بكَرتْ تطاعننا لواحظُها / فتنوب أَعيننا عن الثُّغَرِ
وتُرِي مباسمها معاصمها / مَجْلُوَّةً في لؤلؤ الثَّغَرِ
لا لائم العشّاق إِنَّهمُ / لَيَرَوْن ذنبك غيرَ مُغتفَر
أَوما علمتَ بأَنها صور / جادتْ بأَنفسها على الصُّور
ومُدامة كالنار مطفِئها / غرضٌ لها ترميه بالشَّرر
يجري الحَباب على جاجتها / والتّبرُ خيْرُ مراكبِ الدُّرَر
كالجمر تلفح كف حاملها / فتظنُّه منها على خطر
والكأْس والساقي إِذا اقترنا / فانظر إلى المرّيخ والقمر
عَذَلا على طربي بجائرةٍ / لولا مجير الدين لم تَجُر