المجموع : 9
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه / وَسعى إِلَيكَ بِفَيضِه المُتكاثِرِ
فاِهنَأ به وَاخلَع على أَعطافِه / حُللاً مطرَّزَةً بحُسنِ مَآثِرِ
وَاجعَل بلادَك فيه روضَ سعادةٍ / تُمسي وَتُصبِحُ في رَبيعٍ ناضِر
حتّى يَسودَ على سِنينٍ قد مَضَت / وَيكونَ عامَ فَضائِلٍ وَمفاخرِ
مولايَ هذا السَعد قال مؤرِّخا / بُشرى أَبا العباسِ عامُ بَشائِر
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا / وَالسَعدُ ظَلَّ له عُلاكَ سَميرا
وَالدينُ وَالدُنيا يَتيه كِلاهُما / طولَ المَدى بك عِزَّةً وَسُرورا
أَعزَزتَ شَأنَ رَعِيَّةٍ بك فاخَرَت / أُمَماً وَكنتَ لها أَباً وَأَميرا
وَشَعائِرُ الشَهرِ الكريمِ أَقَمتَها / حَتّى تَوَلّى عن حِماكَ قَريرا
لا زلتَ تُسدي لِلمَواسِم بهجَةً / وَلِمُلكِ مصرَ نَضارَةً وَحُبورا
وَتُذَلِّل الصَعبَ الخطيرَ بهمَّةٍ / تَدَع الجَليلَ من الأُمورِ يَسيرا
وَتَرى بَنيكَ الأَكرَمينَ جَميعَهم / بِسماء مجدِك أَنجُما وَبُدورا
بشراك فَالإِقبال قال مؤرِّخا / تَوفيقُ عيدُ الفِطر جاء مُنيرا
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا / وَاِسطَع بِأُفقِ السَعدِ بَدرا
وَتَحُلُّ أَعيادُ الزَما / نِ بَواسِماً بِحُلاكَ ثَغرا
وَاحكم فحُكمُك في البَرِي / يَةِ نافذٌ نَهياً وَأَمرا
فَلَقَد مَلأتَ مهابَةً / وَهوىً قُلوبَ الناسِ طُرّا
سَمّيتَ باسم محمَّدٍ / فَحُمِدتَ أَفعالا وَذِكرا
وَدُعيتَ توفيقا فَكن / تَ بغايَة التَوفيقِ أَحرى
حَلَفَ الزَمانُ بِأَن يُوَف / فِيكَ المُنى فَوَفى وَبَرّا
وَغَدا يَسوقُ لك السرو / رَ وَحظُّه في أَن تُسَرّا
هذا جُلوسُك عيدهُ / مَلأَ المَلا بِشرا وَبُشرى
يومٌ بِطابَعِ يُمنهِ / وجهُ الزمان غدا أَغرّا
أَلبَستَه مِنَناً تَهُز / زُ معاطِفَ الأَيّام كِبرا
وَإِبابُ عبّاسٍ كسا / هُ جلابِباً لِلحُسن أَخرى
حَنَّت إِلَيهِ تَشَوُّقا / مصرٌ فعاد يَؤُمّ مِصرا
من بعد ما طافَ المَما / لكَ عابِراً بَرّا وَبَحرا
وَأَرى المَغارِبَ طَلعةً / يُتلى الكمالُ بها وَيُقرا
وَمَكارما منك اِستَمَدَّ / جَمالها غَضّا وَنَضرا
وَمَطارفا لِلفَضلِ أَن / تَ بِلُبسها في الكَون أَدرى
وَمخايلا من والدٍ / فوق النجوم الشُهبِ قَدرا
قد صَيَّرت كلَّ الجَوا / رحِ وَالقلوبِ لدَيه أَسرى
فَاِهنَأ به وَبِصِنوِهِ / إِذ أَشبَهاكَ علاً وَفَخرا
فَبِفَضلِ ذا وَبِمِثلِ ذا / حقٌّ لِعَينِك أَن تَقَرّا
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا / وَبِقَدرِكَ الأَسمى يَتيه تَكبُّرا
وَمَفاخِرُ الآباءِ زِدتَ جَمالَها / كَالرَوضِ حيّاه الرَبيعُ فَنَوَّرا
حَسبُ الديار ديارِ مصرَ إِذا دَجى / ليلُ الخُطوبِ بحُسنِ رأيك نَيِّرا
وَكَفى الرَعِيَّةَ أَن يَقوم بِرَعيها / مَولىً يَلَذُّ بِأن تَنامَ وَيَسهَرا
لِلمُلكِ سَيفٌ منك أُحكِمَ صَقلُه / وَبدت بِمَتنَيه خلالُك جوهرا
شَهدَت سيوفُ الهند حين رَأينه / أَنَّ السُيوفَ بِمصرا أَكرمُ عُنصُرا
وَغَدَت تُقِرُّ بِأَنَّ ماضي حدِّه / قد رَدَّ باتِرَها المُصَمِّمَ أَبتَرا
عَبّاس فَد سُستَ البِلادَ سِياسَةً / سيحدِّثُ التاريخُ عنها الأَعصُرا
أَنفَذتَ حُكمَك بادِهاً بمسائِلٍ / دَقَّت على الحكماء أَن تُتصوَّرا
طَرِبت لحِكمتِها الشيوخُ وَأَذعَنت / فَلو أَنَّ رَسطاليسَ ثمَّ لكبَّرا
زَيَّفتَ قول المُرجِفين مبيِّنا / لِلحَقِّ نَهجا كاد أن يَتَنكَّرا
وَبَنيتَ سدّاً من ذكائك دونهم / فَأَرَيتَنا يَأجوجَ وَالإِسكِندرا
يا صاحبَ النيل الذي جرَّت به / مصرٌ على البُلدان ذَيلا أَخضرا
حَقَّتَ آمالَ البِلادِ وَجُزتَها / شَأواً وما جُزتَ الشبابَ الأَنضَرا
رامَتكَ شِبلا كي تُعِزّ عَرينَها / فَأَبَيتَ إِلّا أَن تَكون غَضَنفَرا
هِمَتٌ إِذا مَدَّت لِمفتخَرِ يَداً / لا تَرتَضى إِلّا الأَعزَّ الأَكبرا
وَعزيمَةٌ مَيمونةٌ لو لامَسَت / صَخرا لعادَ الصَخرُ رَوضاً أَزهرا
لِلَّه كيف رَكَضتَ في طرُق العُلا / فَقَطَعتَها حينَ المجوِّدُ قَصَّرا
لو أَنَّ غيرَك سالِكٌ هَضَباتِها / وَرأى مجاهلَ سُبلِها لتَعثَّرا
لكنَّ جَأشَك لا يمكِّن مَنهَجا / يُفضى إِلى العلياء أَن يَتَوَعَّرا
يا لَيتَ أَصلاً أَنت خيرُ فروعِه / يوماً يُرَدُّ إلى الحَياة لِيَنظرا
وَيراكَ تَبني المجدَ مثلَ بنائه / وَتَذودُ عن حَوض الجُدودِ مظفَّرا
وَتُحَيِّر الدُنيا بِسيرَتك التي / قَد سارَها قِدماً فَأَكبَرَها الوَرى
يِاِبنَ الذين سَموا لأَبعدِ غايةٍ / فَتَسَنَّموا القُنَنَ الشَوامخَ وَالذُرا
عَزِّز بناءهم الذي قد وَطَّدوا / تَشكَر وَشيِّده يَشِد لك مفخَرا
وَتَولَّ تَذليلَ الصِعابِ فإنَّها / مرهونةٌ حتى تقول وَتأمُرا
إِن الذي جعل العزائِم بعضَ ما / أوتيتَ قَدَّرَ أن تُعانَ وَتُنصَرا
لم يَخلُق اللَهُ الشَهامةَ في امرىءٍ / إِلّا لخير قد أَراد وَدبَّرا
وَمُغالِبُ العَقَباتِ حَتماً غالبٌ / إِلّا إذا اطَّرَحَ الثَبات وَأَقصَرا
بُشرى فَشهرُ الصَوم أَقبَلَ باسماً / يُهدى إليك من السلام الأَعطَرا
وَيُثيبُك الأَجرَ المُضاعفَ راحِلا / إِذ كنتَ أَفضَلَ من يُثاب وَأَجدَرا
شهرٌ كما زِنتَ الإِمارةَ ناشِرا / فينا لواءَ العدل زانَ الأَشهُرا
لِلَّهِ درُّ نَداكما فَلَقَد جَرَت / أَيّامُه أَجراً وَكفُّك أَبحُرا
بُشراك بِالعيدِ السَعيد فَإِنَّه / قد أَمَّ بابَك راضيا مُستَبشرا
وَرأى بناديك البهيِّ مهابةً / كَتبت على جنَبات عرشِك أَسطُرا
وَاهنَأ فَإنَّ لنا هناءً طيِّبا / في أَن تُسَرَّ به وحظّاً أَوفَرا
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف / من رَوضِها ما تَشتَهيه نَضيرا
إن رُمتَ شعرا هذه أَفنانُه / يَحمِلن من طيب الكلامِ زُهورا
أَو رُمتَ نَثراً هذه فَقَراتُه / قد مَثَّلَت بجمالِها المَنثورا
حِكَمٌ تُقِرُّ لها النُهى وَمناظِرٌ / إِن جالَ فيها الطَرفُ عادَ قَريرا
لو كانَت الآدابُ تُصبِحُ أُمَّةً / لَتَخَيَّرَت صِدقَ الإِخاءِ أَميرا
اليومَ آن لشاكرٍ أن يجهَرا
اليومَ آن لشاكرٍ أن يجهَرا / بِالشُكرِ مُرتَفِعَ العَقيرَةِ في الوَرى
إنّ الإِمارةَ لم تَزل في أَهلِها / شَمّاءِ عاليَةَ القواعِدِ وَالذُرا
وَالتاجَ مقصورٌ عليهِم يَنتَقي / مِنهم كبيراً للعلاء فَأَكبَرا
وَالعرش إن أخلاهُ منهم ماجِدٌ / ذكرَ الأَماجدَ منهمُ وَتخيَّرا
أحسينُ حبُّك في القُلوبِ مُحَقَّقٌ / قد أظهرَ الإِخلاصُ منه المُضمَرا
فاِحرص عليهِ فهوَ ملكٌ آخرٌ / إن شئتَ مُلكا جنبَ مُلكٍ أَنضَرا
وَالمُلكُ آلَ إِليكَ يحدو خطوَه / شوقٌ إليكَ وَإن أَتى متأَخِّرا
لم يَعدُ فيما فاتَ بابَك ناسيا / بَل وانياً حتى يَشِبَّ وَيَكبَرا
عزّى عن العبّاس أَنَّكَ عمُّه / وَأجلُّ مَن ساس الأُمورَ وَدَبَّرا
وَأزالَ لوعةَ كلِّ قلبٍ بعده / أَنَّ الدواءِ لما به بك قُدِّرا
يا ناظرَ الماضي وَشاكِرَ عهدِهِ / وَالحالُ بين يديهِ أجملُ مَنظَرا
هذي الحقائِق باهراتٍ فَانتَبِه / لا يُلهِيَنَّكَ طيفُ ماضٍ في الكَرى
هذا ابنُ إسماعيل نجماً طالعا / لهدايةِ الساري فحَيِّ على السُرى
المُلكُ من يُمناه على العهدِ الذي / أَخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى
وَالنيلُ لم يَبرَح على العهدِ الذي / أخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى
متهادِيا بين البِقاعِ مُناجِيا / أَرجاءَها بالخِصب يَكتَنِفُ الثَرى
وَالشَرعُ بين الناسِ ناهٍ آمرٌ / ما زالَ حُكمُ اللَهِ فيه موَقّرا
وَالبيتُ بيت محمد قد شادَه / لبَنيهِ لم يَستَثنِ منهم معشَرا
وَالعَمُّ أكبرُ حِكمةً وَدِرايَةً / بِالأَمرِ لو أَنَّ المُكابِرَ فكَّرا
حالٌ إذا نَظرَ الأَريبُ جَمالَها / شكرَ الإِلهَ وحَقُّهُ أن يُشكَرا
ملأَت زوايا البيت بنتُ محمّد
ملأَت زوايا البيت بنتُ محمّد / نوراً وخامَر ساكِنيهِ سُرورُ
وَشدا بشيرُ السَعد فيه مؤرِّخا / لِوَفِيَّةٍ من نورِ بَدرٍ نورُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ / حَسناءُ مُرهَقةُ القَوامِ فنَذكُر
هَيفاءُ أَسكَرَها الجمالُ وَبعضُ ما / أوفى على قدرِ الكِفايَةِ يُسكِرُ
تَثِبُ القُلوبُ إلى الرءوس إذا بَدت / وَتُطِلُّ من حدقِ العُيونِ وَتنظُرُ
وَتبيتُ تكفُرُ بالنُحورِ قلائِدٌ / فَإِذا دنَت من نَحرِها تَستَغفِرُ
وَتَزيدُ في فَمِها اللآلىءُ قيمةً / حتّى يسودُ كبيرَهُنَّ الأَصغَرُ
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ / لِلظالِمين غداً وَلِلأَشرارِ
لم يُبقِ عفوكَ في السَمواتِ العُلا / وَالأَرضِ شبراً خالِياً لِلنّارِ
يا ربِّ أَهِّلني لِفَضلِكَ واكفِني / شَطَطَ العُقولِ وَفِتنةَ الأَفكار
وَمُر الوجودَ يَشِفُّ عنكَ لكي أَرى / غَضَبَ اللَطيفِ وَرحمَةَ الجَبّارِ
يا عالِمَ الأَسرارِ حَسبي مِحنَةً / عِلمي بِأَنَّكَ عالمُ الأَسرار
أَخلِق بِرَحمَتِكَ التي تَسعُ الوَرى / أَلّا تَضيقَ بِأَعظَمِ الأَوزارِ
إني لِتُعجِبُني الغداةَ صَحيفَتي / مَلأى من الآثامِ وَالأَوضارِ
حاشا لِمِثلي أَن يُدِلَّ بطاعَةٍ / فيها مُسَجَّلةٍ على الغَفّارِ
أَو أَن يُعِدَّ وَثيقَةً يَنجو بها / يومَ القيامَةِ من يَد القهّارِ
لَيسَ الكريمُ بِطالِبٍ عن صُنعِه / أَجراً وَليسَ العَفوُ صفقَةَ شاري