القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِسْماعِيل صَبْري باشا الكل
المجموع : 9
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه
توفيقَ مصرَ العامُ وافى سعدُه / وَسعى إِلَيكَ بِفَيضِه المُتكاثِرِ
فاِهنَأ به وَاخلَع على أَعطافِه / حُللاً مطرَّزَةً بحُسنِ مَآثِرِ
وَاجعَل بلادَك فيه روضَ سعادةٍ / تُمسي وَتُصبِحُ في رَبيعٍ ناضِر
حتّى يَسودَ على سِنينٍ قد مَضَت / وَيكونَ عامَ فَضائِلٍ وَمفاخرِ
مولايَ هذا السَعد قال مؤرِّخا / بُشرى أَبا العباسِ عامُ بَشائِر
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا
العيدُ عاد بِما تَشاء بَشيرا / وَالسَعدُ ظَلَّ له عُلاكَ سَميرا
وَالدينُ وَالدُنيا يَتيه كِلاهُما / طولَ المَدى بك عِزَّةً وَسُرورا
أَعزَزتَ شَأنَ رَعِيَّةٍ بك فاخَرَت / أُمَماً وَكنتَ لها أَباً وَأَميرا
وَشَعائِرُ الشَهرِ الكريمِ أَقَمتَها / حَتّى تَوَلّى عن حِماكَ قَريرا
لا زلتَ تُسدي لِلمَواسِم بهجَةً / وَلِمُلكِ مصرَ نَضارَةً وَحُبورا
وَتُذَلِّل الصَعبَ الخطيرَ بهمَّةٍ / تَدَع الجَليلَ من الأُمورِ يَسيرا
وَتَرى بَنيكَ الأَكرَمينَ جَميعَهم / بِسماء مجدِك أَنجُما وَبُدورا
بشراك فَالإِقبال قال مؤرِّخا / تَوفيقُ عيدُ الفِطر جاء مُنيرا
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا
عِش لِلعُلا مَولى وَذُخرا / وَاِسطَع بِأُفقِ السَعدِ بَدرا
وَتَحُلُّ أَعيادُ الزَما / نِ بَواسِماً بِحُلاكَ ثَغرا
وَاحكم فحُكمُك في البَرِي / يَةِ نافذٌ نَهياً وَأَمرا
فَلَقَد مَلأتَ مهابَةً / وَهوىً قُلوبَ الناسِ طُرّا
سَمّيتَ باسم محمَّدٍ / فَحُمِدتَ أَفعالا وَذِكرا
وَدُعيتَ توفيقا فَكن / تَ بغايَة التَوفيقِ أَحرى
حَلَفَ الزَمانُ بِأَن يُوَف / فِيكَ المُنى فَوَفى وَبَرّا
وَغَدا يَسوقُ لك السرو / رَ وَحظُّه في أَن تُسَرّا
هذا جُلوسُك عيدهُ / مَلأَ المَلا بِشرا وَبُشرى
يومٌ بِطابَعِ يُمنهِ / وجهُ الزمان غدا أَغرّا
أَلبَستَه مِنَناً تَهُز / زُ معاطِفَ الأَيّام كِبرا
وَإِبابُ عبّاسٍ كسا / هُ جلابِباً لِلحُسن أَخرى
حَنَّت إِلَيهِ تَشَوُّقا / مصرٌ فعاد يَؤُمّ مِصرا
من بعد ما طافَ المَما / لكَ عابِراً بَرّا وَبَحرا
وَأَرى المَغارِبَ طَلعةً / يُتلى الكمالُ بها وَيُقرا
وَمَكارما منك اِستَمَدَّ / جَمالها غَضّا وَنَضرا
وَمَطارفا لِلفَضلِ أَن / تَ بِلُبسها في الكَون أَدرى
وَمخايلا من والدٍ / فوق النجوم الشُهبِ قَدرا
قد صَيَّرت كلَّ الجَوا / رحِ وَالقلوبِ لدَيه أَسرى
فَاِهنَأ به وَبِصِنوِهِ / إِذ أَشبَهاكَ علاً وَفَخرا
فَبِفَضلِ ذا وَبِمِثلِ ذا / حقٌّ لِعَينِك أَن تَقَرّا
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا
بِعلاكَ يَختال الزَمانُ تَبَختُرا / وَبِقَدرِكَ الأَسمى يَتيه تَكبُّرا
وَمَفاخِرُ الآباءِ زِدتَ جَمالَها / كَالرَوضِ حيّاه الرَبيعُ فَنَوَّرا
حَسبُ الديار ديارِ مصرَ إِذا دَجى / ليلُ الخُطوبِ بحُسنِ رأيك نَيِّرا
وَكَفى الرَعِيَّةَ أَن يَقوم بِرَعيها / مَولىً يَلَذُّ بِأن تَنامَ وَيَسهَرا
لِلمُلكِ سَيفٌ منك أُحكِمَ صَقلُه / وَبدت بِمَتنَيه خلالُك جوهرا
شَهدَت سيوفُ الهند حين رَأينه / أَنَّ السُيوفَ بِمصرا أَكرمُ عُنصُرا
وَغَدَت تُقِرُّ بِأَنَّ ماضي حدِّه / قد رَدَّ باتِرَها المُصَمِّمَ أَبتَرا
عَبّاس فَد سُستَ البِلادَ سِياسَةً / سيحدِّثُ التاريخُ عنها الأَعصُرا
أَنفَذتَ حُكمَك بادِهاً بمسائِلٍ / دَقَّت على الحكماء أَن تُتصوَّرا
طَرِبت لحِكمتِها الشيوخُ وَأَذعَنت / فَلو أَنَّ رَسطاليسَ ثمَّ لكبَّرا
زَيَّفتَ قول المُرجِفين مبيِّنا / لِلحَقِّ نَهجا كاد أن يَتَنكَّرا
وَبَنيتَ سدّاً من ذكائك دونهم / فَأَرَيتَنا يَأجوجَ وَالإِسكِندرا
يا صاحبَ النيل الذي جرَّت به / مصرٌ على البُلدان ذَيلا أَخضرا
حَقَّتَ آمالَ البِلادِ وَجُزتَها / شَأواً وما جُزتَ الشبابَ الأَنضَرا
رامَتكَ شِبلا كي تُعِزّ عَرينَها / فَأَبَيتَ إِلّا أَن تَكون غَضَنفَرا
هِمَتٌ إِذا مَدَّت لِمفتخَرِ يَداً / لا تَرتَضى إِلّا الأَعزَّ الأَكبرا
وَعزيمَةٌ مَيمونةٌ لو لامَسَت / صَخرا لعادَ الصَخرُ رَوضاً أَزهرا
لِلَّه كيف رَكَضتَ في طرُق العُلا / فَقَطَعتَها حينَ المجوِّدُ قَصَّرا
لو أَنَّ غيرَك سالِكٌ هَضَباتِها / وَرأى مجاهلَ سُبلِها لتَعثَّرا
لكنَّ جَأشَك لا يمكِّن مَنهَجا / يُفضى إِلى العلياء أَن يَتَوَعَّرا
يا لَيتَ أَصلاً أَنت خيرُ فروعِه / يوماً يُرَدُّ إلى الحَياة لِيَنظرا
وَيراكَ تَبني المجدَ مثلَ بنائه / وَتَذودُ عن حَوض الجُدودِ مظفَّرا
وَتُحَيِّر الدُنيا بِسيرَتك التي / قَد سارَها قِدماً فَأَكبَرَها الوَرى
يِاِبنَ الذين سَموا لأَبعدِ غايةٍ / فَتَسَنَّموا القُنَنَ الشَوامخَ وَالذُرا
عَزِّز بناءهم الذي قد وَطَّدوا / تَشكَر وَشيِّده يَشِد لك مفخَرا
وَتَولَّ تَذليلَ الصِعابِ فإنَّها / مرهونةٌ حتى تقول وَتأمُرا
إِن الذي جعل العزائِم بعضَ ما / أوتيتَ قَدَّرَ أن تُعانَ وَتُنصَرا
لم يَخلُق اللَهُ الشَهامةَ في امرىءٍ / إِلّا لخير قد أَراد وَدبَّرا
وَمُغالِبُ العَقَباتِ حَتماً غالبٌ / إِلّا إذا اطَّرَحَ الثَبات وَأَقصَرا
بُشرى فَشهرُ الصَوم أَقبَلَ باسماً / يُهدى إليك من السلام الأَعطَرا
وَيُثيبُك الأَجرَ المُضاعفَ راحِلا / إِذ كنتَ أَفضَلَ من يُثاب وَأَجدَرا
شهرٌ كما زِنتَ الإِمارةَ ناشِرا / فينا لواءَ العدل زانَ الأَشهُرا
لِلَّهِ درُّ نَداكما فَلَقَد جَرَت / أَيّامُه أَجراً وَكفُّك أَبحُرا
بُشراك بِالعيدِ السَعيد فَإِنَّه / قد أَمَّ بابَك راضيا مُستَبشرا
وَرأى بناديك البهيِّ مهابةً / كَتبت على جنَبات عرشِك أَسطُرا
وَاهنَأ فَإنَّ لنا هناءً طيِّبا / في أَن تُسَرَّ به وحظّاً أَوفَرا
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف
يا طالِبَ الآداب دونكَ فاقَتِطِف / من رَوضِها ما تَشتَهيه نَضيرا
إن رُمتَ شعرا هذه أَفنانُه / يَحمِلن من طيب الكلامِ زُهورا
أَو رُمتَ نَثراً هذه فَقَراتُه / قد مَثَّلَت بجمالِها المَنثورا
حِكَمٌ تُقِرُّ لها النُهى وَمناظِرٌ / إِن جالَ فيها الطَرفُ عادَ قَريرا
لو كانَت الآدابُ تُصبِحُ أُمَّةً / لَتَخَيَّرَت صِدقَ الإِخاءِ أَميرا
اليومَ آن لشاكرٍ أن يجهَرا
اليومَ آن لشاكرٍ أن يجهَرا / بِالشُكرِ مُرتَفِعَ العَقيرَةِ في الوَرى
إنّ الإِمارةَ لم تَزل في أَهلِها / شَمّاءِ عاليَةَ القواعِدِ وَالذُرا
وَالتاجَ مقصورٌ عليهِم يَنتَقي / مِنهم كبيراً للعلاء فَأَكبَرا
وَالعرش إن أخلاهُ منهم ماجِدٌ / ذكرَ الأَماجدَ منهمُ وَتخيَّرا
أحسينُ حبُّك في القُلوبِ مُحَقَّقٌ / قد أظهرَ الإِخلاصُ منه المُضمَرا
فاِحرص عليهِ فهوَ ملكٌ آخرٌ / إن شئتَ مُلكا جنبَ مُلكٍ أَنضَرا
وَالمُلكُ آلَ إِليكَ يحدو خطوَه / شوقٌ إليكَ وَإن أَتى متأَخِّرا
لم يَعدُ فيما فاتَ بابَك ناسيا / بَل وانياً حتى يَشِبَّ وَيَكبَرا
عزّى عن العبّاس أَنَّكَ عمُّه / وَأجلُّ مَن ساس الأُمورَ وَدَبَّرا
وَأزالَ لوعةَ كلِّ قلبٍ بعده / أَنَّ الدواءِ لما به بك قُدِّرا
يا ناظرَ الماضي وَشاكِرَ عهدِهِ / وَالحالُ بين يديهِ أجملُ مَنظَرا
هذي الحقائِق باهراتٍ فَانتَبِه / لا يُلهِيَنَّكَ طيفُ ماضٍ في الكَرى
هذا ابنُ إسماعيل نجماً طالعا / لهدايةِ الساري فحَيِّ على السُرى
المُلكُ من يُمناه على العهدِ الذي / أَخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى
وَالنيلُ لم يَبرَح على العهدِ الذي / أخَذَته قبلُ عليه ناضِرَةُ القُرى
متهادِيا بين البِقاعِ مُناجِيا / أَرجاءَها بالخِصب يَكتَنِفُ الثَرى
وَالشَرعُ بين الناسِ ناهٍ آمرٌ / ما زالَ حُكمُ اللَهِ فيه موَقّرا
وَالبيتُ بيت محمد قد شادَه / لبَنيهِ لم يَستَثنِ منهم معشَرا
وَالعَمُّ أكبرُ حِكمةً وَدِرايَةً / بِالأَمرِ لو أَنَّ المُكابِرَ فكَّرا
حالٌ إذا نَظرَ الأَريبُ جَمالَها / شكرَ الإِلهَ وحَقُّهُ أن يُشكَرا
ملأَت زوايا البيت بنتُ محمّد
ملأَت زوايا البيت بنتُ محمّد / نوراً وخامَر ساكِنيهِ سُرورُ
وَشدا بشيرُ السَعد فيه مؤرِّخا / لِوَفِيَّةٍ من نورِ بَدرٍ نورُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ
تُمسي تُذَكِّرُنا الشَبابَ وَعهدهُ / حَسناءُ مُرهَقةُ القَوامِ فنَذكُر
هَيفاءُ أَسكَرَها الجمالُ وَبعضُ ما / أوفى على قدرِ الكِفايَةِ يُسكِرُ
تَثِبُ القُلوبُ إلى الرءوس إذا بَدت / وَتُطِلُّ من حدقِ العُيونِ وَتنظُرُ
وَتبيتُ تكفُرُ بالنُحورِ قلائِدٌ / فَإِذا دنَت من نَحرِها تَستَغفِرُ
وَتَزيدُ في فَمِها اللآلىءُ قيمةً / حتّى يسودُ كبيرَهُنَّ الأَصغَرُ
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ
يا رَبِّ أينَ تُرى تُقامُ جهَنَّمُ / لِلظالِمين غداً وَلِلأَشرارِ
لم يُبقِ عفوكَ في السَمواتِ العُلا / وَالأَرضِ شبراً خالِياً لِلنّارِ
يا ربِّ أَهِّلني لِفَضلِكَ واكفِني / شَطَطَ العُقولِ وَفِتنةَ الأَفكار
وَمُر الوجودَ يَشِفُّ عنكَ لكي أَرى / غَضَبَ اللَطيفِ وَرحمَةَ الجَبّارِ
يا عالِمَ الأَسرارِ حَسبي مِحنَةً / عِلمي بِأَنَّكَ عالمُ الأَسرار
أَخلِق بِرَحمَتِكَ التي تَسعُ الوَرى / أَلّا تَضيقَ بِأَعظَمِ الأَوزارِ
إني لِتُعجِبُني الغداةَ صَحيفَتي / مَلأى من الآثامِ وَالأَوضارِ
حاشا لِمِثلي أَن يُدِلَّ بطاعَةٍ / فيها مُسَجَّلةٍ على الغَفّارِ
أَو أَن يُعِدَّ وَثيقَةً يَنجو بها / يومَ القيامَةِ من يَد القهّارِ
لَيسَ الكريمُ بِطالِبٍ عن صُنعِه / أَجراً وَليسَ العَفوُ صفقَةَ شاري

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025