المجموع : 3
فدحتك من إحدى الكبائر
فدحتك من إحدى الكبائر / بمقلة عدد الأكابر
سوداء لا يجلو الشهاب / سرارها إن جن عاكر
ومروعة تبكي ومن / نفثاتها كالنار ثائر
وَلَها لهول مصابها / روح تردد في الحناجر
والى المقابر تَنثَني / فتثير افنية المقابر
وَتصك حهتها اسى / بصفيح ارسمها الدواثر
يفري المرائر شجوها / والشجو ما يفري المرائر
وَلَها سوافح عبرة / كالجمر من فوق المحاجر
وَالدَمع يصليه الجوى / فيسوس منه الخد فائر
تنعى ابن موسى لا الكَليم / بل ابن جعفر وَالمفاخر
فلتلق من تيجانها / صيد القياصر والاكاسر
أَمنيع ضيم الجار كيف / عليك صرف الدهر جائر
أَضياء عين المجد بعدك / طرفه اقذاه عائر
فاذا بكاك فانما / انسلها تبكي النواظر
واما وعز علاك اذ كانت / تذل له الجبابر
لو كانَ غير اللَه ما / اضرعت خدك طوع آمر
لكنما حتم القضا / او حان ترحال المسافر
رَعيا لشبهك ياسما / لمعت كانعمه الزواهر
وحكاه بدرك طالعا / والشيء يذكر بالنظائر
سقيا لحفظ عهوده / هيهات يسلوهن ذاكر
تنسى بواكره النفائس / ام نفائسه البواكر
وعذرت ثمة من كبا / واقلت عثرة كل عاثر
اني لمستام الحبصى / من سوم هاتيك الجواهر
عذرا بني العز الكرام / لها فاني اليوم عاذر
وَعسى لسر احجمت / وَاللَه اعلم بالسرائر
فاسلم ابا المهدي / ممتثل النواهي والاوامر
وانهض لعز الدين / منتصرا بربك خير ناصر
كالليث دمدم كاسرا / وَيقل عنك الليث كاسر
انت ابن بجدتها وانت / سراج مشكاة المفاخر
انتَ المقيم عمادها / وَلكل كسر انت جابر
انت الشفاء لدائها / ولكل جرح انت سابر
اعميد اهليه الاكابر / صبرا ولست اقول كابر
فالى الحَبيب اشاره الاحياء / اذ تلوى الخناصر
وَبه المدارس نالَت البشرى / واعواد المنابر
يهنى العماد اقامها / جم المناقب والمآثر
كالبحر الا انه / عذب الموارد والمصادر
واذا تعرض مشكل / يرتد عنه الطرف حاسر
فاكشف بضوء الفرقدين / سراره ان جن عاكر
وانظر اليه بذينك العينين / تنكشف السرائر
فابنا علي والزكي / اليهما قصد النواظر
واذا ندبت بني الرضا / للفخر حين زها المفاخر
القى العصى موسى فابطل / بالحَقيقة كل ساحر
وَسَما علي طائرا / بالفخر بورك منه طائر
بهما لعمر ابي الحسين / غدا الحسين قرير ناظر
من تلق منهم تلقه / ملأ المسامع والمناظر
من باهر للعقل / قل لمثله لو قيل باهر
يا تربة الرمم الَّتي / ضمنت من الغيب الضمائر
ما انت الا المسك / لَولا نسبة لدم اليعافر
ولانت ازكى تربة / طهرت باعظمها الزواهر
فَعَلى الاوائل منهم / اسنى التحيَّة والاواخر
ما هب معتل النَسيم / وَهاجَ فقد الالف طائر
طرقتك مرزئة تأجج نارها
طرقتك مرزئة تأجج نارها / وَتَكاد تلحق بالسماء شرارها
درست رسوم مدارس العلم الَّتي / صحف الخَليل قضت بها اوطارها
عمدت الى موسى الكليم بزفرة / منه اليد البيضاء تصلى نارها
وعلى علي وهو في محرابه / عطف بحاسمة تبل غرارها
وبمهجة الحسن الزكي تمثلت / سما تمكن من حشاه مرارها
وعلى الامين محمد بمصابها / عمدت فادركت الرزية ثارها
وعلى الفتى جاشَت فتنة / عمياء قد عصفت تثير غبارها
لمعت بآفاق البلاد فسعرت / بالنار من اعصارها اعصارها
حتىّ تبوء لغيبة بغيابه / انوار يوسف جللت اقطارها
وعلى النقي بن الزكي تأَلبت / نوب الخطوب فضاعفت اوزارها
ما للشَريعة والحوادِث لم تزل / تَجتاح في ارزائها اقمارها
جذت يمين المكرمات وبعدها / عطفت على نسق اليَمين يسارها
نوب تشاكل بدءها وختامها / فكانَ من ايرادها اصدارها
عبرت على الشعرى العبور فقصرت / من خطوها وغدا العويل شعارها
حتىّ توارَت بالحجاب فَلَم تزر / عين الهداية ليلها ونهارها
يا طَلعة الشمس المنيرة حجبت / بالطف اسرار القضا انوارها
يا غيبة المهدي وهي رَزيَّة / دهت العلوم فهتكت استارها
واِستشعرت نفسي الرواجف بعدها / اذ كل نفس لا تقر قرارها
قَد آن نفخ الصور لولا رجعة / المهدي كذبت الورى اخبارها
هي رجعة منه اِستعارتها العلى / لاخ الفضائل جعفر فاعارها
يا قر بما ابتعث الاله لدينه / ذاتا تصفح قدسها فاِختارها
قرت به عين الرسالة صادعا / بالأَمر يجلو بالقضاء غبارها
وافى دعامة عزها فاقامها / ورقى منابر وحيها فانارها
واعاد ذاك الغرس غضا يانعا / في روضة تجني الأَنام ثمارها
في دارة الشرف الرَفيع ببقعة / بل جنة قد فجرت انهارها
بمهابط الوحي الَّتي يوحى بها / كشف الفطاء لكاشف اسرارها
بمطاف املاك السماء وحسبها / فخراً ان أعتبرت هناك مزارها
وبحضرة القدس الَّتي ود السهى / لو طاف معتمرا بها اوزارها
فَعليك صلى اللَه من متوسد / حصباء احسد عن دياري دارها
أمحدثي عما رآه بمكَّة
أمحدثي عما رآه بمكَّة / عن كل ما فيها من الآثار
وسواك لو يَقضي جميع زَمانه / ما جاءَ ممّا جئت في معشار
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى من الحضار
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها من الأَنباء
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما جاء في شيء من الأَشياء
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / ابدا سواك بمكَّة من رائي
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها عَلى التفصيل
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كانَ الّا عابرا لسبيل
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك الجيل
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها بغير توقف
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسأَلته بعض الَّذي ما جاء في
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك الموقف
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها خفيا او جلي
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كان الا واقفا في معزل
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك يرى بذاك المنزل
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها حديثا صادقا
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما خلته الا خيالا طارقا
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سواك فكان ذاكَ الفارقا
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز الى الحمى
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسأَلته عن بعضه لم يدر ما
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / حي سوى من يَشتَكي داء العمى
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز إِلى الغري
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / بين المشاعر خلته لم يشعر
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / احد سواك بمسمع وبمنظر
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / وَبطيبة ومن الحجاز الى النجف
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / وَسألته بعض السؤال لما عرف
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / راء سواك بها ليعرف ما وصف
امحدثي عمّا رآه بمكَّة / عن كل ما فيها مع الأَيجاز
وَسواك لو يقضى جميع زَمانه / ما كانَ الا كالفَتى المجتاز
حتىّ كأَنَّك قد رأَيت وَلَم يكن / اعمى فَلا يَمشي على عكاز
أمحدثي عمّا رآه بمكَّة / خير الحَديث حديث سوق عكاظ