القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 14
في عيدِ مَولانا الصَغي
في عيدِ مَولانا الصَغي / رِ وَعيدِ مَولانا الكَبيرِ
إِشراقُ عيدِ الفِطرِ وَال / أَضحى عَلى عَرشِ الأَميرِ
إِن صَوَّروكَ فَإِنَّما قَد صَوَّروا
إِن صَوَّروكَ فَإِنَّما قَد صَوَّروا / تاجَ الفَخارِ وَمَطلَعَ الأَنوارِ
أَو نَقَّصوكَ فَإِنَّما قَد نَقَّصوا / دينَ النَبِيِّ مُحَمَّدِ المُختارِ
سَخِروا مِنَ الفَضلِ الَّذي أوتيتَهُ / وَاللَهُ يَسخَرُ مِنهُمُ في النارِ
لا تَجزَعَنَّ فَلَستَ أَوَّلَ ماجِدٍ / كَذَبَت عَلَيهِ صَحائِفُ الفُجّارِ
رَسَموا بِذاتِكَ لِلنَواظِرِ جَنَّةً / مَحفوفَةً بِمَكارِهِ الأَشعارِ
وَتَقَوَّلوا عَنكَ القَبيحَ وَهَكَذا / يُمنى الكَريمُ بِغارَةِ الأَشرارِ
لَن يَحجُبوكَ عَنِ الوَرى أَو يَحجُبوا / فَلَقَ الصَباحِ وَمَشرِقَ الأَقمارِ
أَو يَبلُغوا عَلياكَ حَتّى يَبلُغوا / بَينَ الزَواهِرِ صورَةَ الجَبّارِ
ما أَنتَ ذَيّاكَ البَغيضُ فَتَنثَني / مُتَسَربِلاً بِالعارِ فَوقَ العارِ
لَعِبوا بِهِ في صورَةٍ قَد أَسفَرَت / عَن عَزلِهِ فَأَقامَ حِلسَ الدارِ
رَبّاكَ والِدُكَ الكَريمُ عَلى التُقى
رَبّاكَ والِدُكَ الكَريمُ عَلى التُقى / وَعَلى النَزاهَةِ وَالضَميرِ الطاهِرِ
فَنَشَأتَ بَينَ رِعايَةٍ وَعِنايَةٍ / وَدَرَجتَ بَينَ مَحامِدٍ وَمَفاخِرِ
وَسَمَوتَ يا سامي إِلى أَوجِ العُلا / وَبَرَعتَ قَومَكَ بِالذَكاءِ النادِرِ
رَبّى أَبوكَ عُقولَنا وَنُفوسَنا / فَاِهنَأ بِوالِدِكَ الأَمينِ وَفاخِرِ
وَاِهنَأ بِما أوتيتَهُ مِن نِعمَةٍ / في عَهدِ مَولانا الأَميرِ الزاهِرِ
يا مالِئَ الكُرسِيِّ مِنهُ مَهابَةً / وَكِفايَةً يا مِلءَ عَينِ الناظِرِ
إِنَّ الَّتي قُلِّدتَها في حاجَةٍ / لِعَزيمَةٍ تَمضي وَرَأيٍ باتِرِ
فَأَفِض ضِياءَكَ في النَظارَةِ كُلِّها / وَاِقبِض عَلى الأَعمالِ قَبضَ القادِرِ
وَاِخدُم بِلادَكَ بِالَّذي أوتيتَهُ / مِن فِطنَةٍ وَأَقِل عِثارَ العاثِرِ
هَنَّأتُ مِصرَ وَنيلَها وَرِجالَها / لَمّا رَأَيتُكَ في ثِيابِ الآمِرِ
وَرَأَيتُ في الديوانِ قَدرَكَ عالِياً / وَالناسُ تَهتِفُ بِالثَناءِ العاطِرِ
ما بَينَ مُعتَرِفٍ بِفَضلِكَ مُعلِنٍ / أَو ضارِعٍ لَكَ بِالدُعاءِ وَشاكِرِ
أَمُهَندِسَ النيلِ السَعيدِ تَحِيَّةً / مِن مِصرَ تَحدوها تَحِيَّةُ شاعِرِ
يَدعو إِلَهَكَ أَن يُكَثِّرَ بَينَنا / أَمثالَ سامي في الزَمانِ الحاضِرِ
يا كاسِيَ الأَخلاقِ في
يا كاسِيَ الأَخلاقِ في / بَلَدٍ عَنِ الأَخلاقِ عاري
لَم يَبقَ فينا مَن يُجا / دِلُ في مَقامِكَ أَو يُماري
بِالأَمسِ قَد عَلَّمتَنا / أَدَبَ الكِتابَةِ وَالحِوارِ
وَاليَومَ قَد أَلطَفتَنا / بِالطَيِّباتِ مِنَ الثِمارِ
بِكِتابِ رَسطاليسَ تا / جِ نَوادِرِ الفَلَكِ المُدارِ
جاهَدتَ في تَفضيلِهِ / وَوَصَلتَ لَيلَكَ بِالنَهارِ
تَزِنُ الكَلامَ كَأَنَّهُ / ماسٌ بِميزانِ التِجارِ
وَتَصونُ مَعنى رَبِّهِ / صَونَ اللَآلِئِ في المَحارِ
وَتَضَنُّ دُهقانَ الكَلا / مِ كَضَنِّ دُهقانِ النُضارِ
حَتّى حَسِبتُكَ في الأَنا / ةِ وَالاِختِبارِ وَالاِختِيارِ
صَنَعاً يُصَوِّرُ في الفُصو / صِ لَدى الفَراعِنَةِ الكِبارِ
إِنّي قَرَأتُ كِتابَهُ / بَينَ الخُشوعِ وَالاِعتِبارِ
فَإِذا المُتَرجِمُ ماثِلٌ / جَنبَ المُؤَلِّفِ في إِطارِ
وَعَلَيهِما نورٌ يَفي / ضُ مِنَ المَهابَةِ وَالوَقارِ
قالوا لَقَد هَجَرَ السِيا / سَةَ وَاِنزَوى في عُقرِ دارِ
تَرَكَ المَجالَ لِغَيرِهِ / وَرَأى النَجاةَ مَعَ الفِرارِ
لا تَظلِموا رَبَّ النُهى / وَحَذارِ مِن خَطَلٍ حَذارِ
هَجَرَ السِياسَةَ لِلسِيا / سَةَ لا لِنَومٍ أَو قَرارِ
لَو أَنَّهُم عَلِموا الَّذي / يَبني لَهُم خَلفَ السِتارِ
لَسَعَوا إِلى حامي الفَضي / لَةِ وَالحَقيقَةِ وَالذِمارِ
وافاهُمُ بِدَعائِمَ ال / أَخلاقِ وَالحِكَمِ السَواري
أُسِّ السِياسَةِ وَالنَجا / حِ وَحِصنِ سَيِّدَةِ البِحارِ
كَلِفَت بِها وَتَمَسَّكَت / قَبلَ الفَيالِقِ وَالجَواري
يا عاشِقَ الخُلُقِ الصَري / حِ وَشانِئَ الخُلُقُ المُواري
إِنّي اِختَبَرتُكَ في الكُهو / لَةِ وَالصِبا حَقَّ اِختِبارِ
لَم يَجرِ في ناديكَ هُج / رُ القَولِ أَو خَلعُ العِذارِ
حُلوُ التَواضُعِ وَالتَوا / ضُعُ آيَةُ القَومِ الخِيارِ
مُرُّ التَكَبُّرِ حينَ يَد / عوكَ التَواضُعُ لِلصَغارِ
سِر في طَريقِكَ وادِعاً / فَلَأَنتَ مَأمونُ العِثارِ
وَاِجعَل عَلى لُقَمِ الطَري / قِ صُوىً تَلوحُ لِكُلِّ ساري
إِنّا إِلى كُتبِ السِيا / سَةِ يا حَكيمُ عَلى أُوارِ
عَجِّل بِها قَبلَ الفَسا / دِ وَقَبلَ عادِيَةِ البَوارِ
إِنّا نُناضِلُ أُمَّةً / أَقطابُها أُسدٌ ضَواري
عَرَكوا الزَمانَ وَأَهلَهُ / وَتَحَصَّنوا مِن كُلِّ طاري
أَمسَت سِياسَتُهُم كَطِل / لَسمٍ يُحَيِّرُ كُلَّ قاري
إِن يَنكِروا بَعضَ الغُمو / ضِ عَلى أَديبٍ ذي اِقتِدارِ
فَلِأَنَّهُم لَم يَذكُروا / أَنَّ المُتَرجِمَ في إِسارِ
لَم يَعيَ أَحمَدُ أَن يَجي / ءَ بِآيِ قَيسٍ أَو نِزارِ
وَهوَ المُجَلّي في أَسا / ليبِ الفَصاحَةِ وَالمُباري
لُغَةُ العُلومِ حَقائِقٌ / هِيَ عَن زَخارِفِنا عَواري
تَأبى الغُلُوَّ وَتَحسَبُ ال / إِغراقَ كَالثَوبِ المُعارِ
وَالنَقلُ إِن عَدِمَ الأَما / نَةَ كانَ عُنوانَ الخَسارِ
قَلَمٌ إِذا رَكِبَ الأَنامِلَ أَو جَرى
قَلَمٌ إِذا رَكِبَ الأَنامِلَ أَو جَرى / سَجَدَت لَهُ الأَقلامُ وَهيَ جَواري
يَختالُ ما بَينَ السُطورِ كَضَيغَمٍ / يَختالُ بَينَ عَوامِلٍ وَشِفارِ
تَأوي الظِباءُ إِلَيهِ وَهيَ أَوانِسٌ / وَتَحيدُ عَنهُ الأُسدُ وَهيَ ضَواري
ما حالُ خُلقُ الماءِ بَينَ سُطورِهِ / إِلّا إِلى خُلُقِ الزِنادِ الواري
فَإِذا رَضيتَ فَأَحرُفٌ مِن رَحمَةٍ / وَإِذا غَضِبتَ فَأَحرُفٌ مِن نارِ
يا اِبنَ الَّذي غَنّى اليَراعُ بِكَفِّهِ / فَصَبَت إِلَيهِ مَسامِعُ الأَقدارِ
لَكَ في دَمي حَقٌّ أَرَدتُ وَفاءَهُ / يَومَ الوَفاءِ فَقَصَّرَت أَشعاري
لَم يُنسِني مَرُّ الزَمانِ وَلَم يَزَل / حِفظُ الوِدادِ سَجِيَّتي وَشِعاري
هَذا كِتابُكَ قَد حَكَت آياتُهُ / آياتِ موسى التِسعِ في الإِكبارِ
نَسَجَ الحَريرَ أَبوكَ نَسجَ نِجارِهِ / وَنَسَجتَ أَنتَ حَرائِرَ الأَفكارِ
فَإِذا نَثَرتَ عَلى الصَحيفَةِ خِلتُها / غَرساً أَلَحَّ عَلَيهِ صَوبُ قِطارِ
يا صاحبَ المِصباحِ ما ذَنبُ النُهى / حَتّى حَجَبتَ مَطالِعَ الأَنوارِ
قَد كُنتَ تَهديها السَبيلَ بِضَوئِهِ / فَتَرَكتَها في ظُلمَةٍ وَعِثارِ
باتَت تُرَجّي مِنكَ عَودَةَ غائِبٍ / نورُ البَصائِرِ فيهِ وَالأَبصارِ
وَشَمائِلُ الفِكرِ الَّتي أَرسَلتَها / حِكَماً فَأَغنَتها عَنِ الأَسفارِ
فَاِشرَع يَراعَكَ يا مُحَمَّدُ إِنَّهُ / نارُ اللِئامِ وَجَنَّةُ الأَحرارِ
وَاِبعَث لَنا عيسى فَهَذا وَقتُهُ / فَالناسُ بَينَ مُخادِعٍ وَمُواري
وَمُطاوِلٍ في الكاتِبينَ وَمُدَّعٍ / في العالِمينَ وَمولَعٍ بِفَخارِ
أَمِنوا يَراعَكَ حينَ طالَ سُكونُهُ / فَتَطَلَّعوا لِمَراتِبِ الأَقمارِ
إِنّي لَأَنظِمُ ما نَثَرتَ وَإِن يَكُن / نَثرُ النَظيمِ مَطِيَّةَ النَثّارِ
وافى كِتابُكَ يَزدَري
وافى كِتابُكَ يَزدَري / بِالدُرِّ أَو بِالجَوهَرِ
فَقَرَأتُ فيهِ رِسالَةً / مُزِجَت بِذَوبِ السُكَّرِ
أَجرَيتَ في أَثنائِها / نَهرَ اِنسِجامِ الكَوثَرِ
وَفَرَطتَ بَينَ سُطورِها / مَنظومَ تاجِ القَيصَرِ
وَخَبَأتَ في أَلفاظِها / مِن كُلِّ مَعنىً مُسكِرِ
فَتَرى المَعاني الفارِسِي / يَةَ في مَغاني الأَسطُرِ
كَالغانِياتِ تَقَنَّعَت / خَوفَ المُريبِ المُجتَري
مَعنىً أَلَذُّ مِنَ الشَما / تَةِ بِالعَدُوِّ المُدبِرِ
أَو مِن عِتابٍ بَينَ مَح / بوبٍ وَحِبٍّ مُعذِرِ
أَو فَترَةٍ أَضاعَها ال / قامِرُ عِندَ المَيسِرِ
أَو مَجلِسٍ لِلخَمرِ مَع / قودٍ بِيَومٍ مُمطِرِ
تِسعونَ بَيتاً شِدتَها / فَوقَ سِنانِ السَمهَري
وَالسَمهَرِيُّ قَلَمٌ / في كَفِّ لَيثٍ قَسوَرِ
أَفَتى القَوافي كَيفَ أَن / تَ فَقَد أَطَلتَ تَحَسُّري
أَتُرى أَراكَ أَمِ اللِقا / ءُ يَكونُ يَومَ المَحشَرِ
ما كانَ ظَنّي أَن تَعي / شَ أَيا لَئيمَ المَكسِرِ
وَلَقَد قُذِفتَ إِلى الجَحي / مِ وَبِئسَ عُقبى المُنكَرِ
تَاللَهِ لَو أَصبَحتَ أَف / لاطونَ تِلكَ الأَعصُرِ
وَغَدا أَبُقراطَ بِبا / بِكَ كَالعَديمِ المُعسِرِ
وَبَرَعتَ جالينوسَ أَو / لُقمانَ بَينَ الحُضَّرِ
ما كُنتَ إِلّا تافِهَ ال / آدابِ عِندَ المَعشَرِ
غُفرانَكَ اللَهُمَّ إِن / ني مِن ظُلامَتِهِ بَري
سَوَّيتَهُ كَالكَركَدَن / نِ وَجاءَنا كَالأَخدَري
وَجهٌ وَلا وَجهُ الخُطو / بِ وَقامَةٌ لَم تُشبَرِ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ مِث / لَ لِسانِهِ لَم يُبتَرِ
كَم باتَ يَلتَحِمُ العُرو / ضَ وَجاءَ بِالأَمرِ الفَري
فَاِفعَل بِهِ اللَهُمَّ كَال / نَمروذِ فَهوَ بِها حَري
وَاِنزِل عَلَيهِ السُخطَ إِن / أَمسى وَلَم يَستَغفِرِ
فَهوَ الَّذي اِبتَدَعَ الرِبا / وَأَقامَ رُكنَ الفُجَّرِ
وَأَقامَ دينَ عِبادَةِ ال / دينارِ بَينَ الأَظهُرِ
وَلَقَد عَجِبتُ لِبُخلِهِ / وَلِكَفِّهِ المُستَحجِرِ
لا يَصرِفُ السُحتوتَ إِل / لا وَهوَ غَيرُ مُخَيَّرِ
لَو أَنَّ في إِمكانِهِ / عَيشاً بِغَيرِ تَضَوُّرِ
لَاِختارَ سَدَّ الفَتحَتَي / نِ وَقالَ يا جَيبُ اِحذَرِ
هَذا صَبِيٌّ هائِمٌ
هَذا صَبِيٌّ هائِمٌ / تَحتَ الظَلامِ هُيامَ حائِر
أَبلى الشَقاءُ جَديدَهُ / وَتَقَلَّمَت مِنهُ الأَظافِر
فَاُنظُر إِلى أَسمالِهِ / لَم يَبقَ مِنها ما يُظاهِر
هُوَ لا يُريدُ فِراقَها / خَوفَ القَوارِسِ والهَواجِر
لَكِنَّها قَد فارَقَت / هُ فِراقَ مَعذورٍ وَعاذِر
إِنّي أَعُدُّ ضُلوعَهُ / مِن تَحتِها وَاللَيلُ عاكِر
أَبصَرتُ هَيكَلَ عَظمِهِ / فَذَكَرتُ سُكّانَ المَقابِر
فَكَأَنَّما هُوَ مَيِّتٌ / أَحياهُ عيسى بَعدَ عازَر
قَد كانَ يَهدِمُهُ النَسي / مُ وَكادَ تَدروهُ الأَعاصِر
وَتَراهُ مِن فَرطِ الهُزا / لِ تَكادُ تَثقِبُهُ المَواطِر
عَجَباً أَيَفرِسُهُ الطَوى / في قَلبِ حاضِرَةِ الحَواضِر
وَتَغولُهُ البُؤسى وَطَر / فُ رِعايَةِ الأَطفالِ ساهِر
كَم مِثلِهِ تَحتَ الدُجى / أَسوانَ بادي الضُرِّ طائِر
خَزيانَ يَخرُجُ في الظَلا / مِ خُروجَ خُفّاشِ المَغاوِر
مُتَلَفِّعاً جِلبابَهُ / مُتَرَقِّباً مَعروفَ عابِر
يَقذى بِرُؤيَتِهِ فَلا / تَلوي عَلَيهِ عَينُ ناظِر
قَعَدَت شُعوبُ الشَرقِ عَن
قَعَدَت شُعوبُ الشَرقِ عَن / كَسبِ المَحامِدِ وَالمَفاخِر
فَوَنَت وَفي شَرعِ التَنا / حُرِ مَن وَنى لا شَكَّ خاسِر
تَمشي الشُعوبُ لِقَصدِها / قُدُماً وَشَعبُ النيلِ آخِر
كَم في الكِنانَةِ مِن فَتىً / نَدبٍ وَكَم في الشَأمِ قادِر
لَكِنَّهُم لَم يُرزَقوا / رَأياً وَلَم يَرِدوا المَخاطِر
هَذا يَطيرُ مَعَ الخَيا / لِ وَذاكَ يَرتَجِلُ النَوادِر
جَهِلوا الحَياةَ وَما الحَيا / ةُ لِغَيرِ كَدّاحٍ مُغامِر
يَجتابُ أَجوازَ القِفا / رِ وَيَمتَطي مَتنَ الزَواخِر
لا يَستَشيرُ سِوى العَزي / مَةِ في المَوارِدِ وَالمَصادِر
يَرمي وَراءَ الباقِيا / تِ بِنَفسِهِ رَميَ المُقامِر
ما هَدَّ عَزمَ القادِري / نَ بِمِصرَ إِلّا قَولُ باكِر
كَم ذا نُحيلُ عَلى غَدٍ / وَغَدٌ مَصيرَ اليَومِ صائِر
خَوَتِ الدِيارُ فَلا اِختِرا / عَ وَلا اِقتِصادَ وَلا ذَخائِر
دَع ما يُجَشِّمُها الجُمو / دُ وَما يَجُرُّ مِنَ الجَرائِر
في الإِقتِصادِ حَياتُنا / وَبَقاؤُنا رَغمَ المُكابِر
تَربو بِهِ فينا المَصا / نِعُ وَالمَزارِعُ وَالمَتاجِر
سَل حِشمَتاً عَنهُ فَهَ / ذا حِشمَتٌ في الجَمعِ حاضِر
أَحيا الصِناعَةَ وَالتِجا / رَةَ مِثلَما أَحيا الضَمائِر
لَم أَنسَ ما سالَت بِهِ
لَم أَنسَ ما سالَت بِهِ / مِن خاطِري تِلكَ المَقاطِر
لَم أَنسَ نَحتي لِاِصطِلا
لَم أَنسَ نَحتي لِاِصطِلا / حٍ دونَهُ نَحتُ المَحاجِر
أَهلاً بِأَوَّلِ مُسلِمٍ
أَهلاً بِأَوَّلِ مُسلِمٍ / في المَشرِقَينِ عَلا وَطار
النيلُ وَالبُسفورُ في / كَ تَجاذَبا ذَيلَ الفَخار
يَومَ اِمتَطَيتَ بُراقَكَ ال / مَيمونَ وَاِجتَزتَ القِفار
تَلهو وَتَعبَثُ بِالرِيا / حِ عَلى المَفاوِزِ وَالبِحارِ
لَو سابَقَتكَ سَوابِقُ ال / أَفكارِ أَدرَكَها العِثار
حَسَدَتكَ في الأُفُقِ البُرو / قُ وَغارَ في الأَرضِ البُخار
تَجري بِسابِحَةٍ تَشُق / قُ سَبيلَها شَقَّ الإِزار
وَتَكادُ تَقدَحُ في الأَثي / رِ فَيَستَحيلُ إِلى شَرار
مِثلَ الشِهابِ اِنقَضَّ في / آثارِ عِفريتٍ وَثار
فَإِذا عَلَت فَكَدَعوَةِ ال / مُضطَرِّ تَختَرِقُ السِتار
وَإِذا هَوَت فَكَما هَوَت / أُنثى العُقابِ عَلى الهَزاز
وَتُسِفُّ آوِنَةً وَآ / وِنَةً يَحيدُ بِها اِزوِرار
فَيَخالُها الراؤونَ قَد / قَرَّت وَلَيسَ بِها قَرار
لَعِبَ الجَوادُ أَقَلَّ لَي / ثاً مِن قُضاعَةَ أَو نِزار
أَو كَاللَعوبِ مِنَ الحَما / ئِمِ فَوقَ مَلعَبِهِ اِستَطار
وَكَأَنَّها في الأُفقِ حي / نَ يَميلُ ميزانُ النَهار
وَالشَمسُ تُلقي فَوقَها / حُلَلَ اِحمِرارٍ وَاِصفِرار
مَلِكٌ تُمَثِّلُهُ لَنا ال / سيما فَيَأخُذُنا اِنبِهار
فَتحي بِرَبِّكَ ما رَأَي / تَ بِذَلِكَ الفَلَكِ المُدار
أَبَلَغتَ تَسبيحَ المَلا / ئِكِ أَو دَنَوتَ مِنَ السِرار
أَم خِفتَ تِلكَ الراصِدا / تِ هُناكَ مِن شُهُبٍ وَنار
أَرَأَيتَ سُكّانَ النُجو / مِ وَأَنتَ في ذاكَ الجِوار
أَهُناكَ في المِرّيخِ ما / في الأَرضِ مِن عِلَلِ الشِجار
أَهُناكَ يَستَعدي الضَعي / فُ عَلى القَوِيِّ فَلا يُجار
ما لِاِبنِ آدَمَ زادَ في / غُلَوائِهِ فَطَغى وَجار
يا لَيتَ شِعري هَل لَهُ / في عالَمِ المَلَكوتِ ثار
أَم لاذَ مُعتَصِماً بِكُر / سِيِّ المُهَيمِنِ وَاِستَجار
فَاِستَلَّ مِن قَلبِ الجَما / دِ الصُلبِ أَجنِحَةً وَطار
وَتَسَلَّقَ الأَجواءَ مُم / تَطِياً عَواصِفَها وَسار
يَرجو النَجاءَ مِنَ المَظا / لِمِ وَالمَغارِمِ وَالدَمار
يا أَيُّها الطَيّارُ طِر / فَإِذا بَلَغتَ مَدى المَطار
فَزُرِ السُها وَالفَرقَدَي / نِ إِذا أُتيحَ لَكَ المَزار
وَسَلِ النُجومَ عَنِ الحَيا / ةِ فَفي السُؤالِ لَكَ اِعتِبار
هُم يُنبِئونَكَ أَنَّ كُل / لَ الكائِناتِ إِلى بَوار
وَالظُلمُ مِن طَبعِ النِظا / مِ فَإِن ظُلِمتَ فَلا تُمار
إِنَّ الَّذي بَرَأَ السَدي / مَ هُوَ الَّذي بَرَأَ الغُبار
في العالَمِ العُلوِيِّ وَال / سُفلِيِّ أَحكامٌ تُدار
خُلِقَ الضَعيفُ لِخِدمَةِ ال / أَقوى وَلَيسَ لَهُ خِيار
فَتَقَوَّ يَرهَبكَ القَوِي / يُ وَهُن يُلازِمكَ الصَغار
في الأَرضِ ما تَبغونَ مِن / عِزٍّ وَآمالٍ كِبار
فيها الحَديدُ وَفيهِ بَأ / سٌ يَومَ يُمتَهَنُ الذِمار
فيها الكُنوزُ الحافِلا / تُ لِمَن تَبَصَّرَ وَاِستَنار
مِنها اِستَمَدَّ قُواهُ مَن / قَهَرَ المَمالِكِ وَاِستَعار
وَبِما اِحتَوَت رَدَّ الحَصي / فُ الرَأيِ غارَةَ مَن أَغار
في ذِمَّةِ الآفاقِ سِر / وَاِرجِع إِلى تِلكَ الدِيار
وَاِجعَل تَحِيَّتَنا إِلى / بَلَدٍ بِهِ لِلمُلكِ دار
دارٌ عَلَيها لِلخِلا / فَةِ وَالهُدى رُفِعَ المَنار
دارُ الغُزاةِ الفاتِحي / نَ الصَفوَةِ الغُرِّ الخِيار
في كُلِّ حاضِرَةٍ لَهُم / غَزوٌ فَفَتحٌ فَاِنتِصار
ضَرَبوا الزَمانَ بِسَوطِ عِز / زَتِهِم فَلانَ لَهُم فَدار
يَمشونَ في غابِ القَنا / مَشيَ المُرَنَّحِ بِالعُقار
مِن كُلِّ أَروَعَ فاتِكٍ / لا يَستَشيرُ سِوى الغِرار
ذي مِرَّةٍ تُشجيهِ ذا / تُ النَقعِ لا ذاتُ الخِمار
يَغشى المَعامِعَ ضارِباً / بِحَياتِهِ ضَربَ القِمار
لا يَنثَني أَو تَخرُجَ ال / أَجرامُ عَن فَلَكِ المَدار
عَبَسَت لَهُم أَيّامُهُم / وَالعَبسُ يَعقُبُهُ اِفتِرار
ما عابَهُم أَنَّ الصُعو / دَ يَليهِ في الدَهرِ اِنحِدار
فَلِكُلِّ غادٍ رَوحَةٌ / وَلِكُلِّ وُضّاءٍ سِرار
وَلَسَوفَ يَعلو نَجمُهُم / وَيَسودُ ذَيّاكَ الشِعار
نَثَروا عَلَيكَ نَوادِيَ الأَزهارِ
نَثَروا عَلَيكَ نَوادِيَ الأَزهارِ / وَأَتَيتُ أَنثُرُ بَينَهُم أَشعاري
زَينَ الشَبابِ وَزَينَ طُلّابِ العُلا / هَل أَنتَ بِالمُهَجِ الحَزينَةِ داري
غادَرتَنا وَالحادِثاتُ بِمَرصَدٍ / وَالعَيشُ عَيشُ مَذَلَّةٍ وَإِسارِ
ما كانَ أَحوَجَنا إِلَيكَ إِذا عَدا / عادٍ وَصاحَ الصائِحونَ بَدارِ
أَينَ الخَطيبُ وَأَينَ خَلّابُ النُهى / طالَ اِنتِظارُ السَمعِ وَالأَبصارِ
بِاللَهِ ما لَكَ لا تُجيبُ مُنادِياً / ماذا أَصابَكَ يا أَبا المِغوارِ
قُم وَاِمحُ ما خَطَّت يَمينُ كُرومَرٍ / جَهلاً بِدينِ الواحِدِ القَهّارِ
قَد كُنتَ تَغضَبُ لِلكِنانَةِ كُلَّما / هَمَّت وَهَمَّ رَجاؤُها بِعِثارِ
غَضَبَ التَقِيِّ لِرَبِّهِ وَكِتابِهِ / أَو غَضبَةَ الفاروقِ لِلمُختارِ
قَد ضاقَ جِسمُكَ عَن مَداكَ فَلَم يُطِق / صَبراً عَلَيكَ وَأَنتَ شُعلَةُ نارِ
أَودى بِهِ ذاكَ الجِهادُ وَهَدَّهُ / عَزمٌ يَهُدُّ جَلائِلَ الأَخطارِ
لَعِبَت يَمينُكَ بِاليَراعِ فَأَعجَزَت / لَعِبَ الفَوارِسِ بِالقَنا الخَطّارِ
وَجَرَيتَ لِلعَلياءِ تَبغي شَأوَها / فَجَرى القَضاءُ وَأَنتَ في المِضمارِ
أَوَ كُلَّما هَزَّ الرَجاءُ مُهَنَّداً / بَدَرَت إِلَيهِ غَوائِلُ الأَقدارِ
عَزَّ القَرارُ عَلَيَّ لَيلَةَ نَعيِهِ / وَشَهِدتُ مَوكِبَهُ فَقَرَّ قَراري
وَتَسابَقَت فيهِ النُعاةُ فَطائِرٌ / بِالكَهرَباءِ وَطائِرٌ بِبُخارِ
شاهَدتُ يَومَ الحَشرِ يَومَ وَفاتِهِ / وَعَلِمتُ مِنهُ مَراتِبَ الأَقدارِ
وَرَأَيتُ كَيفَ تَفي الشُعوبُ رِجالَها / حَقَّ الوَلاءِ وَواجِبَ الإِكبارِ
تِسعونَ أَلفاً حَولَ نَعشِكَ خُشَّعُ / يَمشونَ تَحتَ لِوائِكَ السَيّارِ
خَطّوا بِأَدمُعِهِم عَلى وَجهِ الثَرى / لِلحُزنِ أَسطاراً عَلى أَسطارِ
آناً يُوالونَ الضَجيجَ كَأَنَّهُم / رَكبُ الحَجيجِ بِكَعبَةِ الزُوّارِ
وَتَخالُهُم آناً لِفَرطِ خُشوعِهِم / عِندَ المُصَلّى يُنصِتونَ لِقاري
غَلَبَ الخُشوعُ عَلَيهِمُ فَدُموعُهُم / تَجري بِلا كَلَحٍ وَلا اِستِنثارِ
قَد كُنتَ تَحتَ دُموعِهِم وَزَفيرِهِم / ما بَينَ سَيلٍ دافِقٍ وَشَرارِ
أَسعى فَيَأخُذُني اللَهيبُ فَأَنثَني / فَيَصُدُّني مُتَدَفِّقُ التَيّارِ
لَو لَم أَلُذ بِالنَعشِ أَو بِظِلالِهِ / لَقَضَيتُ بَينَ مَراجِلٍ وَبِحارِ
كَم ذاتِ خِدرٍ يَومَ طافَ بِكَ الرَدى / هَتَكَت عَلَيكَ حَرائِرَ الأَستارِ
سَفَرَت تُوَدِّعُ أُمَّةً مَحمولَةً / في النَعشِ لا خَبَراً مِنَ الأَخبارِ
أَمِنَت عُيونَ الناظِرينَ فَمَزَّقَت / وَجهَ الخِمارِ فَلَم تَلُذ بِخِمارِ
قَد قامَ ما بَينَ العُيونِ وَبَينَها / سِترٌ مِنَ الأَحزانِ وَالأَكدارِ
أُدرِجتَ في العَلَمِ الَّذي أَصفَيتَهُ / مِنكَ الوِدادَ فَكانَ خَيرَ شِعارِ
عَلَمانِ مِن فَوقِ الرُؤوسِ كِلاهُما / في طَيِّهِ سِرٌّ مِنَ الأَسرارِ
ناداهُما داعي الفِراقِ فَأَمسَيا / يَتَعانَقانِ عَلى شَفيرٍ هاري
تَاللَهِ ما جَزِعَ المُحِبُّ وَلا بَكى / لِنَوىً مُرَوِّعَةٍ وَبُعدِ مَزارِ
جَزَعَ الهِلالِ عَلَيكَ يَومَ تَرَكتَهُ / ما بَينَ حَرِّ أَسىً وَحَرِّ أُوارِ
مُتَلَفِّتاً مُتَحَيِّراً مُتَخَيِّراً / رَجُلاً يُناضِلُ عَنهُ يَومَ فَخارِ
إِنَّ الثَلاثينَ الَّتي بِكَ فاخَرَت / باتَت تُقاسُ بِأَطوَلِ الأَعمارِ
ضَمَّت إِلى التاريخِ بِضعَ صَحائِفٍ / بَيضاءَ مِثلَ صَحائِفِ الأَبرارِ
شَبَّهتُهُنَّ بِنُقطَةٍ عِطرِيَّةٍ / وَسِعَت مُحَصَّلَ رَوضَةٍ مِعطارِ
خَلَّفتَها كَالمَشقِ يَحذو حَذوَها / راجى الوُصولِ وَمُقتَفي الآثارِ
ماذا عَلى الساري وَهُنَّ مَناثِرٌ / لَو سارَ بَينَ مَجاهِلٍ وَقِفارِ
ما زِلتَ تَختارُ المَواقِفَ وَعرَةً / حَتّى وَقَفتَ لِذَلِكَ الجَبّارِ
وَهَدَمتَ سوراً قَد أَجادَ بِناءَهُ / فِرعَونُ ذو الأَوتادِ وَالأَنهارِ
وَوَصَلتَ بَينَ شَكاتِنا وَمَشايِخٍ / في البَرلَمانِ أَعِزَّةٍ أَخيارِ
كَشَفوا الغِطاءَ عَنِ العُيونِ فَأَبصَروا / ما في الكِنانَةِ مِن أَذىً وَضِرارِ
نَبَذوا كَلامَ اللُردِ حينَ تَبَيَّنوا / حَنَقَ المَغيظِ وَلَهجَةَ الثَرثارِ
وَرَماهُمُ بِمُجَلَّدَينِ رَمَوهُما / في رُتبَةِ الأَصفارِ لا الأَسفارِ
واهاً عَلى تِلكَ المَواقِفِ إِنَّها / كانَت مَواقِفَ لَيثِ غابٍ ضاري
لَم يَلوِهِ عَنها الوَعيدُ وَلا ثَنى / مِن عَزمِهِ قَولُ المُريبِ حَذارِ
فَاِهنَأ بِمَنزِلِكَ الجَديدِ وَنَم بِهِ / في غِبطَةٍ وَاِنعَم بِخَيرِ جِوارِ
وَاِستَقبِلِ الأَجرَ الكَبيرَ جَزاءَ ما / ضَحَّيتَ لِلأَوطانِ مِن أَوطارِ
نِعمَ الجَزاءُ وَنِعمَ ما بُلِّغتَهُ / في مَنزِلَيكَ وَنِعمَ عُقبى الدارِ
أُختَ الكَواكِبِ ما رَما
أُختَ الكَواكِبِ ما رَما / كِ وَأَنتِ رامِيَةُ النُسورِ
ماذا دَهاكَ وَفَوقَ ظَه / رِكِ مَربِضُ الأَسَدِ الهَصورِ
خَضَعَت لِإِمرَتِهِ الرِيا / حُ مِنَ الصَبا وَمِنَ الدَبورِ
فَغَدا يُصَرِّفُ مِن أَعِن / نَتِها تَصاريفَ القَديرِ
فَتحي وَهَل لي إِن سَأَل / تُ عَنِ المُصيبَةِ مِن مُحيرِ
وَيلاهُ هَل جُزتَ الحُدو / دَ وَأَنتَ مُختَرِقُ السُتورِ
فَرَماكَ حُرّاسُ السَما / ءِ وَتِلكَ قاصِمَةُ الظُهورِ
أَم غارَ مِنكَ السابِحا / تُ وَأَنتَ تَسبَحُ في الأَثيرِ
حَسَدَتكَ حينَ رَأَتكَ وَح / دَكَ ثُمَّ كَالفَلَكِ المُنيرِ
وَالعَينُ مِثلُ السَهمِ تَن / فُذُ في التَرائِبِ وَالنُحورِ
حاوَلتَ أَن تَرِدَ المَجَر / رَةَ وَالوُرودَ مِنَ العَسيرِ
فَوَرَدتَ يا فَتحي الحِما / مَ وَأَنتَ مُنقَطِعُ النَظيرِ
وَهَوَيتَ مِن كَبِدِ السَما / ءِ وَهَكَذا مَهوى البُدورِ
إِن كانَ أَعياكَ الصُعو / دُ بِذَلِكَ الجَسَدِ الطَهورِ
فَاِسبَح بِروحِكَ وَحدَها / وَاِصعَد إِلى المَلِكِ الكَبيرِ
إِن راعَنا صَوتُ النَعِي / يِ وَفاتَنا نَبَأُ البَشيرِ
فَلَعَلَّ مَن ضَنَّت يَدا / هُ عَلى الكِنانَةِ بِالسُرورِ
أَن يَستَجيبَ دُعاءَها / في حِفظِ صاحِبِكَ الأَخيرِ
باتَت تُراقِبُ في المَشا / رِقِ وَالمَغارِبِ وَجهَ نوري
مَلَكَ النُهى لا تَبعُدي
مَلَكَ النُهى لا تَبعُدي / فَالخَلقُ في الدُنيا سِيَر
إِنّي أَرى لَكِ سيرَةً / كَالرَوضِ أَرَّجَهُ الزَهَر
رَبّى أَبوكِ الناشِئي / نَ فَعاشَ مَحمودَ الأَثَر
وَسَلَكتِ أَنتِ سَبيلَهُ / في الناشِئاتِ مِنَ الصِغَر
رَبَّيتِهِنَّ عَلى الفَضي / لَةِ وَالطَهارَةِ وَالخَفَر
وَعَلى اِتِّباعِ شَريعَةٍ / نَزَلَت بِها آيُ السُوَر
فَلِبَيتِكُم فَضلٌ عَلى ال / أَحياءِ أُنثى أَو ذَكَر
لِلَّهِ دَرُّكِ إِن نَثَر / تِ وَدَرُّ حِفني إِن نَثَر
قَد كُنتِ زَوجاً طَبَّةً / في البَدوِ عاشَت وَالحَضَر
سادَت عَلى أَهلِ القُصو / رِ وَسَوَّدَت أَهلَ الوَبَر
غَربِيَّةٌ في عِلمِها / مَرموقَةٌ بَينَ الأُسَر
شَرقِيَّةٌ في طَبعِها / مَخدورَةٌ بَينَ الحُجَر
بَينا تَراها في الطُرو / سِ تَخُطُّ آياتِ العِبَر
وَتُريكَ حِكمَةَ نابِهٍ / عَرَكَ الحَوادِثَ وَاِختَبَر
فَإِذا بِها في مَطبَخٍ / تَطهو الطَعامَ عَلى قَدَر
صَبراً أَبا مَلَكٍ فَإِن / نَ الباقِياتِ لِمَن صَبَر
وَبِقَدرِ صَبرِ المُبتَلى / طولُ المُصيبَةِ وَالقِصَر
كُن أَنتَ أَنتَ إِذا تُسا / ءُ كَأَنتَ أَنتَ إِذا تُسَرّ
يا بَرَّةً بِالوالِدَي / نِ أَبوكِ بَعدَكِ لا يَقِرّ
فَسَلي إِلَهَكِ سُلوَةً / لِأَبيكِ فَهوَ بِهِ أَبَرّ
وَليَهنِكِ الخِدرُ الجَدي / دُ فَذاكَ دارُ المُستَقَرّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025