القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 10
لِمَن السوابقُ والجيادُ الضُمَّرُ
لِمَن السوابقُ والجيادُ الضُمَّرُ / تخدي ويزجرها الغرام فتعثَرُ
حفَّت بها أُمَمُ الرِّجال كأَنّها / زمرٌ تساق إلى الجنان وتحشر
يَتَشرَّفون بحمل ثَوبِ نبيِّهم / فوق الرؤوس هو الطراز الأخضر
وحلاوة الإِيمان حشو قلوبهم / ولسانهم عن ذكره لا يفتر
يبكون من فرحٍ به بمدامعٍ / كالدّرّ فوقَ خدودهم تتحدر
كلٌّ له ممَّا اعتراه صبابة / كبدٌ تذوب ومهجة تتسعر
مترجّلين كأنّما مالت بهم / راحٌ يسكِّر ذكرها أو تسكر
وترى السَّكينة والوقار عليهم / والخيل من تيه بها تتبختر
حَمَلَت ثياب نبيِّنا وسعت به / سعياً على أيدي الليالي يشكر
وتفاخروا في لَثْمها وتبركوا / حقًّا لمثلهم بها أن يفخروا
أمُّوا بها النّعمان حتَّى شاهدوا / إشراقَ نور ضريحه فاستبشروا
حيث الهدى حيث المكارم والتقى / حيث الفضائل منه عنه تنشرُ
أرضٌ مقدَّسةٌ وترب طاهر / ومشاهد فيها الذنوب تكفر
وبكوا سروراً في معاهد أُنسِهِ / غشَّى عيونهم السنا فاستعبروا
لاحتْ لهم هذي القباب فهلَّلوا / وبدا لهم هذا المقام فكبَّروا
هذا إمامُ المسلمين ومذهب ال / حقَّ المبين وسرّه والمظهر
هذا مداد العلم هذا بابُه / إنَّ العلوم بصدره تتفجَّر
هذا صباح الحقّ هذا شمسه / قد راقَ منظره ورق المخبر
هذا الذي في كلِّ حالٍ لم يزل / عَلَماً على الأَعلام لا يتنكر
هذا الذي أوفى الفضائل كلَّها / فازَ المُقِرُّ بها وخابَ المنكِرُ
هذا المنى هذا الغنى هذا التقى / هذا الهُدى هذا العُلى والمفخر
هذا الإِمامُ الأعظم الفرد الذي / آثاره تبقى وتفنى الأَعصر
إنْ تنكر الأَرفاض فضل إمامِنا / عَرَفوا الحقيقة والصواب فأنكروا
لُعِن الرَّوافض إنَّما أخبارهم / كذِبٌ على آل النبي تُزَوّر
السَّادة الغرّ الميامين الأُلى / قد نزّهوا ممَّا سمته وطُهروا
كذبت عليهم شيعة مخذولة / قالوا كما قالَ اليهود وكفَّروا
وكذا الهشامان اللَّذان تزندقا / فقضى بكفرهما الإِمام وجعفر
ساؤوا رسول الله في أصحابه / وبقولهم بالإِفك وهو يكفر
لعنوا بما قالوا وغُلَّت منهم ال / أيدي وذلّوا بعدها واستحقروا
هتكوا الحسين بكلِّ عامٍ مرَّةً / وتمثَّلوا بعداوةٍ وتصوَّروا
وَيلاهُ من تلك الفضيحة إنَّها / تُطوى وفي أيدي الروافض تُنْشَرُ
كتموا نِفاقاً دينَهم ومخافةً / فلو اسْتُطِيعَ ظهوره لاستظهروا
أو كانَ ينفذ أمره لتأثَّروا / أو كانَ يَسمع قولهم لتحيَّروا
لا خير في دين ينافون الورى / عنه من الإِسلام أو يتستَّروا
ليس التقى هذي التقيّة إنَّما / هذا النّفاق وما هواه المنكر
هم حرَّفوا كَلِمَ النَّبيّ وخالفوا / هم بدَّلوا الأَحكام فيه وغيَّروا
لو لم يكن سَبُّ الصَّحابة دينَهم / لتهوَّدوا في دينهم وتنصَّروا
سبُّوا أئمَّتنا وأنجمَ ديننا / من نرتجي يوم المعاد ونذخر
قد جاهدوا في الله حقّ جهاده / وتطاولوا لكنَّهم ما قصَّروا
فتحوا البلاد ودوَّخوها عنوة / جمع الضلال بفتحها يتكسر
إنَّ الجهاد على الروافض لازمٌ / ويثاب فاعله عليه ويؤجر
من لم يعادِهمُ فذاك مذبذبُ / أو لم يكفرهم فذاك مكفَّر
يا قدوة الإِسلام يا عَلَم الهُدى / إنَّ الهُدى من نور علمك يظهر
ولقد ورثت عن النَّبيِّ علومه / فجرت لديك فإنَّما هي أبحر
جئناكَ في ثوب النَّبي محمَّدٍ / فيه الفخار وفيه ما نتخيَّر
ومنوّرٍ بضريح أفضل مرسلٍ / يا حبَّذا ذاك الضريح الأَنور
ومعفّرٍ بترابِ أشرفِ حضرةٍ / فالمسك بعض أريجه والعنبر
هو رحمةٌ للعالمين ورأفةٌ / وهو البشير لخلقه والمنذر
متوسِّلين بسترِ قبرِ محمَّدٍ / ستر به قبر الرَّسول مسَتَّر
يا ربَّنا بمحمَّدٍ وبآلِهِ / مَن منهم أثر الهداية يؤثر
وبصحبة النَّاصرين لدينه / من أوضحوا سبل الهُدى إذ أظهروا
يا ربّ بالعلماء أعلام الهُدى / العاملين بما تقول وتأمر
نحنُ العبيد كما علمت بحالنا / والعَبْدُ يا ربّ العباد مقصّر
كل يرجّي فضل رحمة ربِّه / ويخاف إيعاد الذنوب ويحذر
متذلِّلين مقصّرين لذنبهم / يا من يذلّ لعزِّهِ المستكبر
فاسبل علينا ثوب حلمك مالنا / إلاَّ بحلمك يا كريمُ تَسَتُّرُ
واغفر بعفوك يا غفور ذنوبنا / إنَّ الذنوب بجنب عفوك تغفر
وانصر إمام المسلمين وجيشه / نعم الإِمام لما به نستنصر
يا ربّ سامحْنا على هفواتنا / فذنوبنا ممَّا علمنا أكبر
هذا عليٍّ قد أتى متوسِّلاً / يرجو الثواب إذا الخلايق تحشر
فأجبه بالغفران واخذل ضدَّه / يا من يفوز بعفوه المستنصر
واعلِ على رغم الأعادي قَدْرَهُ / وانصره إنَّك سيِّدي مَن تنصرُ
دمِّر به أهل الضلال جميعها / ليفرّقوا في سيفه ويُدمَّروا
أيِّد به الدِّين القويم فإنَّه / ذو غيرة بالدِّين لا يتغيَّرُ
لا يتَّقي في الله لومة لائمٍ / خصم الأَعادي والعدوُّ الأكبرُ
يا ليلةً في آخر الشَّهر
يا ليلةً في آخر الشَّهر / قد جئتِ بعد الصَّوم بالفطرِ
كشف الصباح لنا حوادثها / وتكشَّفت عن مضمر الغدر
أصبحتُ منها غير مفتقر / أبداً إلى حرس على وكر
هجمت عليَّ بحادث جلل / وهجومها من حيث لا أدري
خطبٌ ألمَّ ويا لنازلةٍ / طلعت عليَّ به مع الفجر
في ليلة ليلاء تحسبها / يوم الفراق وليلة القبر
ما جنَّ حتَّى جنَّ طارقه / طرق المبيت بطارق الشر
وأظن أن الشمس ما كسفت / إلاَّ لتكشف بعدها ضري
ولقد أقمت مقام ذي سفه / صَعُبَ المقامُ به على الحر
في منزل أخذوا مساحته / يوماً فما أوفى على شبر
يا مؤجري داراً سُرِقتُ بها / لا فُزتَ بعد اليوم بالأجر
لولا الضرورة كنت مرتحلاً / عنها وكنت نزلت في قفر
دامي العيون على أُصَيبِيَةٍ / سوء الحظوظ وأوجه غر
ما عندهم صبر على أمَل / يرجونه في العسر لليسر
فرحوا بزينتهم ولو عقلوا / لم يفرحوا بغلائل حمر
من كل مبتهج بكسوته / طرب الشمائل باسم الثغر
ناموا وما انتبهوا لشقوتهم / إلاَّ انتباه الخوف والذعر
يتلفَّتون إلى غلائلهم / فدموعهم من فقدها تجري
ضاقت بهم بغداد أجمعُها / واليوم ضاق لضيقهم صدري
ونظيرة الخنساءِ مكثرة / بالنوح باكية على صخر
ولقد عجبت لها ويعجبني / أمران ما اتفقا على أمر
أبكي على حظٍّ منيت به / وهي التي تبكي على القِدر
هذا وتضحكني مقالتها / كيف البقاء بنا مع الفقر
فكأنما كانت وأين لها / في نعمة موصوفة الخير
هل كنت قبل اليوم في سعة / وملابس من سندس خضر
أوَ ما ذكرت العمر كيف مضى / لا كانَ ذاك العمر من عمر
إذ تذكرين جلاجلاً سرقت / ولقد نسيت الجوع في شهر
وبنوك يومئذ بمسغبة / خمص البطون حواني الظهر
صفرٌ يسوؤك ما عرفت بهم / من شؤم وقع حوادث غبر
وعددت ألف قضيّة سلفت / تطوى الضلوع بها على الجمر
ما أنكرت منهنَّ واحدة / فلطمتها بأنامل عشر
وعذرتها وعذلت عاذلها / والعذل بيَّنَ بَيِّنَ العذر
وقع البلاء فلم يُفِدْ جزع / فتعلّلاً بعواقب الصبر
بعد الرجاء بموطن خشن / يلقي الكرام بجانب وعر
بَلَدٌ كبارُ ملوكِه بَقَرٌ / صاروا ولاة النهي والأمر
لا يفقهون حديث مكرمة / فيهزّهم نظمي ولا نثري
أصبحتُ أشقى بين أظهرهم / فكأنني أصبحت في أسر
يرقى الدنيُّ إلى مراتبهم / حتَّى يريك النعل في الصدر
وإذا سألتهمُ بمسألةٍ / بخلوا ولو بقلامة الظفر
ذهب الذين أنال نائلهم / وأعدّهم من أنفس الذخر
إنْ ساءَني زمنٌ سرِرت بهم / وكفيت فيهم صولة الدهر
ومدحتهم وشكرت نعمتهم / بغرائب الأبيات من شعري
ولئن شكرت بمثلها أحداً / فأبو الجميل أحقّ بالشكر
لم يبق من أهل الجميل سوى / عبد الغني ونيله الوفر
إلاَّ تداركني برحمته / إنِّي إذاً وأبي لفي خسر
وترحَّلت بي عن مَباركِها / ولاّجة في المهمه القفر
ومبدّد الأموال مهلكها / بالمكرمات لخالد الذكر
قسماً به وجميل مصطنع / من فضله قسماً لذي حجر
لولاه ما علق الرجاء ولا / عرف الجميل بأهله ذا العصر
ما زال أندى من مجلّلة / بالقطر تملي سائر القطر
فانشر ثناءك ما استطعت على / عبق العناصر طيب النشر
مزجت محبته بأنفسنا / مثل امتزاج الماء والخمر
لفضائل شهد العدو بها / ومناقب كالأنجم الزهر
درع يقي من كل نائبةٍ / لا ما يقي في البرد والحر
أمعلّلي بحديثه كرماً / حَدِّثْ ولا حرج عن البحر
وإذا أثابك من مكارمه / فمثوبة في الأجر والفخر
أدعو له ولمن يلوذ به / في العالمين دعاء مضطر
أنْ لا يزال كما أشاهده / كالبدر أو في رفعة البدر
أكْرِمْ بطيف خيالكم من زائرِ
أكْرِمْ بطيف خيالكم من زائرِ / ما زار إلاَّ مُؤْذِناً ببشائر
وافى على بُعد المزار وربما / بلَّ الغليل بغائب من حاضر
والنجم يصرف للغروب عنانه / حتَّى بصرت به كليل الناظر
وكأنَّ ضوءَ في أثر الدجى / إظهارُ حُجّةِ مسلمٍ للكافر
لا تحسبوا أنّي سلوت غرامكم / هجراً فبعداً للمحب الهاجر
جمرات ذاك الوجد حشو جوانحي / وجمال ذاك الوجه ملء نواظري
أعِدِ ادّكارك يوم مجتمع الهوى / إنِّي لأصبو عند ذكر الذاكر
أيام نرفل بالنعيم ونصطلي / نار المدامة من عصير العاصر
ولقد ذكرت العيش وهو كأنَّما / برزت محاسنه بروض ناضر
ومليكة الأفراح في أقداحها / قد رصعت تيجانها بجواهر
صبغت بإكسير الحياة لجينها / فكأنها ملكت صناعة جابر
خلع العذار لها النزيف وبان في / جنح الظلام منادمي ومسامري
متجاهر يهفو إلى لذاته / أحبب إلى اللذات من متجاهر
ذهبت لذاذات الصبا وتصرّمت / أوقات أُنْسِكَ في الزمان الغابر
وإذا امرؤ فقد الشباب فما له / في اللهو بعد مشيبة من عاذر
ولقد أقول لطامع برجوعها / كيف اقتناصُك للغزال النافر
لله ما أروى بنا متلفت / يوم الفحيم بجيد أحوى الناظر
والركب مرتحل بكل غريرة / تبني الكناس بغاب ليث خادر
أرأيت ما فعل الوداع بمقلة / ما قرّحت بالدمع غير محاجري
وجَرَتْ على نَسَقٍ مدامعُ عبرة / شبّهتها باللؤلؤ المتناثر
شيّعت هاتيك الظعون عشية / ورجعت بعدهم بصفقة خاسر
لا كانَ يوم وداعهم من موقف / وقف المتيم فيه وقفة حائر
والدمع يلحق آخراً في أوَّلٍ / والبين يرفق أوَّلاً في آخر
مَن ناصري منكم على مضض الهوى / هيهات ليس على الهوى من ناصر
لا تعذلنّ فللغرام قضية / سَدَّت عليَّ مسامعي ومناظري
يا سعد حين ذكرت شرقيّ الحمى / هل كانَ قلبي في جناحي طائر
كشفت لديك سريرة أخفيتها / فعرفت ثمة باطني من ظاهري
وجفا الخيال ولم يزرني بعدها / أين الخيال من الكئيب الساهر
يا أهل هذا الحي كيف تصبري / عنكم ومن لي بالفؤاد الصابر
ولقد طربت لذكركم فكأنني / بغداد يوم قدوم عبد القادر
وافى من الشام العراق بطلعة / شِمْنا بها برق الحيا المتقاطر
فَزَها بطلعته العراق وأهله / والروض يزهو بالسحاب الماطر
وتقدمته قبل ذاك بشارة / ما جاءت البشرى لها بنظائر
وافى فأشرق كل فجٍّ مظلم / فيه وأحيا كل فضل داثر
وضفا السرور على أفاضل بلدة / سرُّوا بمحياه البهي الباهر
نعموا بوجه للنعيم نضارة / فيه وقرّت فيه عين الناظر
بأغرَّ أبيضَ تنجلي بجبينه / ظلمات سجف ستائر لدياجر
يبتاع بالمال الثناء وإنَّما / في سوقه ربحت تجارة تاجر
صعب على صعب الخطوب وجائر / أبداً على جور الزمان الجائر
إنْ كانَ ذا البأس الشديد فرأفة / فيه أرقّ من النسيم الحاجري
حُيّيتَ ما بين الورى من قادم / ونعمت بين أكارم وأكابر
قد زعزعت بك عن دمشق أبوَّةً / نتجت به أمُّ الزمان العاقر
وشحذت عزمك للمجيء غراره / ولرب عزم كالحسام الباتر
وطلعت كالقمر المنير إذا بدا / زاه بأنوار المحاسن زاهر
واخترتَ من بغداد أشرفَ منزلٍ / ما بين خير عصابة وأخاير
فانزل على سَعَة الوقار ورحبه / في منزل رحب وبيت عامر
بُنيت قواعده على ما ينبغي / من سؤدد سامي العلى ومفاخر
فلئن تعبت فبعد هذا راحة / أو قيل ما قالوا فليس بضائر
ولسوف تبلغ بعد ذاك مآرباً / ما ليس يخطر بعضها بالخاطر
وكفاك ربك شر كل معاند / ركب الغرور فلا لعاً للعاثر
أبني جميلٍ إنَّني بجميلكم / ميزت بين الناس دون معاصري
إنِّي لأفخر فيكم فيقال لي / لله شاعر مجدهم من شاعر
فلو أنَّني آتي بكل قصيدة / عذراء من غرر القصائد باكر
وجلوتها فكأنما هي غادة / حلّيتها من مدحكم بأساور
وإذا تناشدها الرواة حسبتها / أرواح أنفاس النسيم العاطر
لم أقضِ حق الشكر من إحسانكم / لكن أُطاوِلُه بباع قاصر
عذبت لديكم في الأنام مواردي / حتَّى رأيت من الغريب مصادري
هاتيكم الأيدي الَّتي لا ينقضي / مدح الجميل لها وشكر الشاكر
مُذْ سَلَّ في العشَّاق سيفَ الناظرِ
مُذْ سَلَّ في العشَّاق سيفَ الناظرِ / وسطا كما يسطو بماضٍ باتر
جرح الفؤاد بصارمٍ من لحظه / رشأ يصول بلحظ خشف فاتر
ما كنتُ أعلم أنْ أرى صرف الردى / من أعيُنٍ تحكي عيون جآذر
ويلاه من لك العيون فإنَّها / فتكت بنا فتك الهزبر الثائر
تبدو العيون النجل في حركاتها / في زيّ مسحور وسيما ساهر
قَمَر إذا نظر العذول جماله / أضحى عذولي بالصبابة عاذري
يجفو ويوصل في الهوى لمشوقه / والصدّ من شيم الغزال النافر
أمسى يعاطيني مدامة ريقه / والنجم يلحظنا بطرق ساهر
ما زلتُ ألثِمه وأرشفُ ثغره / حتَّى بلغت به مناء الخاطر
لله أيَّام الوصال فإنَّها / مرَّت ولكن في جناحي طائر
وإذا ذكرت لبانة قضَّيتها / ولعت مدامع أعيني بمحاجري
وليالياً بالأَبرقين تصرَّمت / كانَ الحبيب منادمي ومسامري
إنْ غاب من أهوى وعزّ لقاؤه / فالقلب لم يبرح بوجد حاضر
لي حسرة ممَّن أوَدُّ ولوعة / وقدت لواعج نارها بضمائري
لم يبقَ لي أملٌ أرجِّي نيله / إلاَّ نوال يمين عبد القادر
لو لم يكنْ بحر النوال لما غدا / يهب المؤمّل من ندًى وجواهر
وترى الركائب حاملات في الورى / أخبار حسن حديثه المتواتر
ذو همَّة وعزائم بين الملا / أغْنَتْهُ عن حمل الحسم الشاطر
أحيا حديث الفضل بعد مماته / وجمال ذياك الزَّمان الغابر
والتارك العافي بجنَّة فضله / ترك المعادي في لحود مقابر
ودليل شيمته صفاء جنانه / والشيء باطنه يرى من ظاهر
شِيَمٌ له نتلو بحسنِ ثنائها / كتبت محاسنها بكلِّ دفاتر
يعفو عن الجاني ويغفر ذنبه / والعفو أحسنُ ما أتى من قادر
لم ألقَ بين الناس أكرمَ ماجد / لوفوده ولضدّه من قاهر
بالرأي آصفُ ما يحاول رأيه / يقف الذكيّ لديه وقفة حائر
هيهات أن يأتي الزَّمان بمثله / نتجت به أُمُّ الزَّمان العاقر
يأتي من الدُّنيا بكلِّ بديعةٍ / ومن الفضائل في عجيب باكر
في وجهه آيات كلّ فضيلة / يلقى العفاة ترحباً ببشائر
إنَّ الحياة لوفده بيمينه / وبسيفه قتل العدوّ الفاجر
ذو همَّة وشجاعة يوم الوغى / في الحرب يسطو كالعقاب الكاسر
من عصبة جمعوا الشجاعة والندى / نالوا المعالي كابراً عن كابر
وإذا أتيت لبابه في حاجةٍ / أغناك في بذلك العطاء الوافر
بسط اليدين على الأنام تكرُّماً / ونوالها مثل السحاب الماطر
صَدَرَ المؤمّل عن موارد بحره / يروي أحاديثَ العطا عن جابر
متقمِّصٌ بالمكرمات مؤزَّرٌ / من ريّه في عزَّةٍ ومفاخر
قَسَماً ببارق مرهف في كفِّه / حين النزال وبحره المتكاثر
لم ألقَ بين الناس قطّ مماثلاً / لجنابه العالي ولا بمناظر
غوث الصريح إذا دُعي لملمَّةٍ / في كشفه الأَخطار أيّ مبادر
كم وارد نهر النضار ببابه / من فضله السَّامي ومن من صادر
يا أيُّها المولى الَّذي أفضاله / في عاتقي وثناؤه في ضامري
خذها إليك قصيدة من أخرسٍ / بثناك ينطق في لسان شاكر
هُنِّيتَ بالعيد الجديد ولم تزل / سعد الكرام ورغم أنفِ الفاجر
لا زلت مسعود الجناب مؤيَّداً / وعِداك في ذلٍّ وحالٍ بائر
لله مَنْزِلٌ جابرٍ منْ منزِلٍ
لله مَنْزِلٌ جابرٍ منْ منزِلٍ / فيه الكرامةُ للمحبِّ الزائرِ
رُفعَتْ قواعده وشيد بناؤه / لمكارمٍ وأكارمٍ وأكابر
مَلأَت قلوب الزائرين مَسَرَّةً / فَغَدَتْ تقرّ بها عيون النَّاظر
من كلِّ ما جمعت بخدمة جابرٍ / من شادنٍ أحوى وليثٍ خادر
حاز الشَّجاعة والسَّماحةَ فارتقى / رتب العُلى من سؤدد ومفاخر
تَرِدُ العُفاة مناهلاً من جوده / الوافي وتصدُرُ بالعَطاء الوافر
شَهِدَتْ مبانيه بحسن صنيعه / وبما يجدّد من بديع مآثر
حلَّ الأَميرُ أبو المكارم جابرٌ / فيها فزانَتْ بالبهاء الباهر
ولقَدْ نَزَلْتُ بها فقلتُ مؤرِّخاً / دارُ الإِمارة قد بُنِيتِ بجابر
جاءَ الرَّبيعُ بوردِهِ وبهارِهِ
جاءَ الرَّبيعُ بوردِهِ وبهارِهِ / فَلْيَسْعَ ساقينا بكأس عقاره
وليشربنَّ الرَّاح ناشد لذَّة / لم يُلفِها إلاَّ لدى أزهاره
يا أيُّها الندماء دونكم الَّتي / تشفي نجيَّ الهمِّ بعد بواره
صفراء صافية تزيل بصفوها / ما كابدَ الإِنسان من أكداره
يسعى بها أحوى أغنُّ كأَنَّه / ريمُ الفلاة بجيده ونفاره
في مجلسٍ بزغَتْ شموسُ مرامه / وجلى لنا فيه سنا أقماره
لله ما فعلَ السُّرور بموطنٍ / تجري كُمَيْتُ الرَّاح في مضماره
أمبادرَ اللّذّات أَيَّةَ آية / أجرى بسعي منادمٍ وبداره
خذها إذا اكْتَسَتِ الكؤوس بصبغها / خلع الوَقُورُ بها ثياب وقاره
ومورد الوَجَنات إنْ حيَّيْتَه / حيّى بوجنته وآس عذاره
ظبيٌ أُسودُ الغاب من قُتَلائِه / وصوارم الأَلحاظ من أنصاره
قمرٌ إذا ما لاحَ ضوءُ جبينه / أَصلى فؤادَ الصَّبِّ جذوةَ ناره
ويقول ثائر من أُبيدَ بلحظه / من آخذٌ يا للرجال بثاره
إنِّي لأعْلَمُ أَنَّه في ريقه / ما راح يسقي الرَّاح في مِسْطاره
فرشَ الرَّبيعُ لنا خمائِلَ سُنْدُسٍ / خضرٍ تَفوحُ برنده وعراره
شكراً لآثار الغَمام بروضهِ / فَلَهُ اليدُ البيضاءُ في آثاره
روضٌ محاسنُ أَرضِه كسمائه / وشروقُ بهجة ليله كنهاره
فاشرب على النَّغمات من أطياره / فكأَنَّها النغماتُ من أوتاره
تتراقَصُ الأَغصان من طربٍ به / ما بينَ شدوِ حمامه وهزاره
لا تنكروا ميلَ الغصونِ فإنَّما / هذي الغصونُ شَرِبْنَ من أنهاره
وإذا أَتى فصلُ الرَّبيع فبادروا / لتناهب اللّذّات في آذاره
فكأَنَّه وَجْه الخرائد مسفراً / كلّ الجمال يلوحُ في أسفاره
وتَنَزَّهوا في كلّ روضٍ معشبٍ / لا سيَّما بالغضِّ من نوَّاره
ولقد أسَرَّ لي النَّسيم أَريجَه / خبراً رواه العِطر عن عَطَّاره
فإذا تَنَفَّستِ الصّبا باحتْ بما / كتمته بالأَنفاس من أسراره
يا حبَّذا زمنٌ يزيدك بهجةً / يحكي عليَّ القدر باستيثاره
متهلّل للوافدين كأَنَّه / روضٌ سقاه الغيث من مدراره
فتعطَّرَتْ أنفاسه وتبرَّجت / أزهاره في وَبْلِهِ وقطاره
نَشَرَتْ محاسنُ طيّه من بعد ما / سَحَبَ السَّحاب عليه فضلَ إزاره
ذاكَ النَّقيب له مناقبُ جَمَّةٌ / عَدَدَ النُّجوم يَلُحْنَ من آثاره
بأبي الشَّريف الهاشميّ فإنَّه / سادَ الأنامَ بمجده وفخاره
زاكي العناصر طيِّبٌ من طيِّبٍ / فَرْعٌ رسول الله أَصْلُ نجاره
نورُ النُّبوَّة ساطعٌ من وجهه / أوَ ما نرى ما لاحَ من أنواره
عذب النوال لسائليه وإنَّه / كالشّهد تجنيه يدا مشتاره
تيَّار ذاك البحر يعذُبُ ماؤه / فاغرفْ نميرَ الماء من تيَّاره
كرِّرْ حديثك لي بمدْح ممجَّدٍ / يحلو إلى الأَسماع في تكراره
إنْ أَمْتَدِحْهُ بألفِ ألف قصيدةٍ / لم أَبْلُغِ المعشار من معشاره
جَرَّدْته لوَ انَّ الدهر حازَ أمانه / ما جارَ معتدياً على أحراره
هو رحمةٌ نزلتْ على أخياره / وهو الخيار المصطفى لخياره
فَلَقَدْ تعالى في علوِّ مقامه / حتَّى رأيت البدر من أنظاره
أَمِنَ المخوفَ من الزَّمان كأَنّما / أخَذَ العهودَ عليه من أخطاره
اليُمن كوَّن واليسارُ كلاهما / في الدَّهر طوع يمينه ويساره
أميسّر الأَمر العسير أَعِدْ إلى / عبدٍ يراكَ اليسر في إعساره
نظراً تريه به السَّعادة كلَّها / يا مَن يراه السَّعد في أنظاره
مستحضر فيك المديح وحاضرٌ / منك الغنى أبداً مع استحضاره
يا سيِّداً لا زال في إحسانه / من فضله بلجينه ونضاره
أوليته منك المكارم فاجتنى / ثمرات غرسِ يديك من أفكاره
فلكم غرستَ من الجميل مغارساً / كانَ الثناء عليك من أثماره
واقْبَلْ من الدَّاعي لمجدك عُمْرَهُ / ما يستقلّ لديك من أشعاره
لك بالمعالي رُتبة تختارُها
لك بالمعالي رُتبة تختارُها / فافخر فأَنتَ فخارُنا وفخارُها
يا ساعدَ الدِّين القويم وباعَه / لَحَظَتْكَ من عين العُلى أنظارها
لله أَيَّةُ رفعةٍ بُلّغْتَها / قَرَّتْ وليس بغيرك استقرارها
في ذروة الشَّرف الرَّفيع مقامها / وعلى أهاضيب العُلى أوكارها
فلتَهْنَ فيك شريعة قد أصبَحتْ / وعليك ما بين الأَنام مدارها
ولقد ملأْتَ الكون في نور الهدى / كالشَّمس قد ملأَ الفضا أنوارها
وكشفْتَ من سرِّ العلوم غوامضاً / لولاك ما انكشَفَتْ لنا أسرارها
يا دوحةَ الفضل الَّذي لا يجتنى / إلاَّ بنائل جوده أَثمارها
الله أكبر أَنت أكبر قدوة / لم تعرف الثقلات ما مقدارها
ولتسمُ فيك المسلمون كما سمتْ / في جدّه عدنانُها ونزارها
من حيث أنَّ لسانه صمصامُها ال / ماضي وإنَّ يراعَهُ خطَّارُها
فردٌ بمثل كماله ونواله / لم تسمح الدُّنيا ولا أعصارها
دنياً بها انقرض الكرام فأَذنبت / فكأنَّما بوجوده استغفارها
وكأَنَّما اعتذرت إلى أبنائها / فيه وقد قُبِلَتْ به أعذارها
أَمُؤمّلاً نَيْلَ الغنى بأَكُفِّه / يُغنيك عن تلك الأَكُفِّ نضارها
بَسَطَتْ مكارمُه أَنامِلَ راحةٍ / تجري على وُفَّاده أنهارها
أَحرارنا فيما تنيل عبيدُها / وعبيدُه من سيبه أحرارها
هاتيك شِنْشِنَة وقد عُرِفَتْ به / لم تقضِ إلاَّ بالنَّدى أوطارها
كم روضةٍ بالفضل باكرها الحيا / فزهتْ بوابل جوده أزهارها
هو دِيمةٌ لم تنقطع أنواؤها / وسحابةٌ لم تنقشعْ أمطارها
أحيا ربوعَ العلم بعد دروسها / عِلْماً وقد رَجَعَتْ لها أعمارها
وكذا القوافي الغرّ بعد كسادها / رَبحَتْ بسوق عكاظه تجارها
حَمَلَتْ جميل ثنائه ركبانها / وتحدَّثت بصنيعهِ سمَّارها
ورَوَتْ عن المجد الأَثيل رواتها / وتواتَرَتْ عن صحَّة أخبارها
فضلٌ يسير بكلِّ أرضٍ ذكرُه / وكذا النجوم أَجلُّها سيَّارُها
وله التصانيف الحسان وإنَّها / قد أسفَرَتْ عن فضله أسفارها
هي كالرِّياض تفتَّحت أزهارها / أو كالحِسان تفكَّكتْ أزرارها
تبدي من المخفيّ ما يُعيي الورى / وتحير عند بروزها أفكارها
لا زالَ خائضُ ليلها في ثاقب / من فكرة حتَّى استبان نهارها
مصبوبة من لفظه بعبارة / يحلو لسامع لفظها تكرارها
لو كانَ مالُكَ مثل عِلْمكَ لاغتدت / من مالِكَ الأَرضون أو أقطارها
ولقد شملت المسلمين بنعمةٍ / كُفَّار نعمةِ ربِّها كُفَّارها
قرَّتْ عيونُ الدِّين فيك وإنَّما / حُسَّاد فضلك لا يقرّ قرارها
راموا الوصول إلى سعاد سعودها / فنَأَتْ بهم عنهم وشطَّ مزارها
تختار لذَّات الكمال على الهوى / تلك المشقَّة قلَّ مَنْ يختارها
فإذا نثرتَ فأَنتَ أَبلغُ ناثِرٍ / نظَّام لؤلؤ حكمةٍ نثَّارها
رسائلٌ أين الصّبا من لفظها / الشَّافي وأَين أريجُها وعَرارُها
خَطٌّ كليلاتِ السُّعود تراوَحَتْ / فيها بطيب نسيمها أَسحارها
هل تدري أيّ رويّة لك في الحجى / ومن العجيب فديتك استحضارها
تأتي كسَيْل المزن حيث دعوتها / وكجُودِ كفّك وافرٌ مدرارها
فلكم دجوت دُجنَّةً من مُشْكِلٍ / ينجابُ فيك ظلامُها وأُوارها
وجَلَيْتَ فيه من العلوم عرائساً / فأتاك من ملك الزَّمان نثارها
قد زدتَ فيها رفعةً وتواضعاً / وأرى الرِّجال يَشينُها استكبارها
إنَّ الرَّزانةَ في النُّفوس ولم تطش / نفسٌ وقار الرَّاسيات وقارها
إنْ كنتَ مفتخراً بلبس علامةٍ / فعُلاك يا شرف الوجود فخارها
صِيغَتْ لعِزّك سيِّدي من جوهر / حيث الجواهر أَنتَ أَنتَ بحارها
فكأَنَّما من صَدرِك استخراجها / أَو من جمالك أشْرَقتْ أنوارها
لا زالَ يأخذ بالنواظر نورها / لكنْ بأحشاء الحواسد نارها
إنَّ العناية أَقْبَلَتْ بجميع ما / تهوى عليك وهذه آثارها
قتلت عداك بلوغُها وكأَنَّها / قتلى العيون فلبس يُدركُ ثارها
وكفاك إقرار العداة بما به / قَرَّ الولاة ولم يفد إنكارها
ولقد خَلَقْتَ سماء كلّ فضيلةٍ / طَلَعَتْ على آفاقها أقمارها
هل في العراق ومن عليه ومن له / منها وليس لأَلْفِهِمْ معشارها
ولقد سَتَرْتَ على عوادي بلدةٍ / لولاك لم يستر وحقّك عارها
يا قطبَ دائرة الرئاسة والعلى / أضحى يدور لأمره دوارها
لحقت سوابقك الأُلى فسبقتهم / بسوابقٍ ما شقَّ قط غبارها
خذها تغيظ الحاسدين قصيدةً / ما ملَّ فيك أبا الثنا إكثارها
لا زالت الأَيَّام توليك المنى / وجرتْ على ما تشتهي أقدارها
ومَليحَةٍ أخَذَتْ فُؤادي كلّه
ومَليحَةٍ أخَذَتْ فُؤادي كلّه / وجَرَتْ بحكمِ غرامِها الأَقْدارُ
فتَّانة باللّحظ ساحرة به / ومن اللّواحظ فاتنٌ سحَّارُ
خَفَرَتْ غداةَ البين ذمَّة وامقٍ / سُلِبَ القرارَ فما لديه قرارُ
وَدَّعْتُها يوم الرَّحيل وفي الحشا / نارٌ وفي وَجَناتها أنوارُ
والرَّكبُ مُلْتمِسٌ نوًى بغريرةٍ / تُرمى لها الأَنجاد والأَغوار
بمدامعٍ باحتْ بأَسرار الهوى / للعاذلين وللهوى أسرارُ
لا ينْكُرنَّ المستهام دموعه / ممَّا يَجنّ فإنَّها إقرار
وخَلَتْ لها في الرّقمتين منازل / كانت تلوح لنا بها أَقمار
يا دارها جادتك ساجمة الحيا / وجَرَتْ عليكِ سيولها الأَمطار
أَأُميمُ ما لي كلّ آنٍ مرَّ بي / وهواك تستهوي ليَ الأَفكار
أُمسي وأُصبحُ والجوى ذاك الجوى / واللَّيل ليلٌ والنهَّار نهار
لا أستفيقُ من الخمار وكيفَ لي / بالصَّحْو منه وثغرك الخمَّار
أَتنفّس الصّعداء يبعث عبرتي / لهفٌ عليك كما تُشَبُّ النَّار
إنْ كانَ غاضَ الصَّبر بعد فراقها / منِّي فهاتيك الدُّموع غزار
إنِّي لأَطربْ في إعادة ذكرها / ما أَطْرَبتْ نغماتها الأَوطار
ما لي على جند الهوى من ناصرٍ / عزَّ الغرام وذلَّت الأَنصار
ليستْ تقالُ لديه عثرة مغرمٍ / حتَّى كأَنَّ ذنوبها استغفار
مولايَ قَد حان الوَداعُ
مولايَ قَد حان الوَداعُ / وقد عزَمْتُ على المَسيرِ
كم زَرْتُ حضرتَك الَّتي / ما زلتُ منها في حبور
ورجَعْتُ عنك بنائلٍ / غمرٍ وبالخير الكثير
والله يعلَمُ أنّني / عن شكر فضلك في قصور
يا مفرَداً في عَصره / بالفضلِ معدوم النظير
يا يوسُفَ البدر الَّذي / يسمو على البدر المنير
ما لي بغيرك حاجةٌ / كغِنى الخطير عن الحقير
وسواك يا مولاي لا / والله يخطر في ضميري
ما كلُّ وَرّاد يفوز / بمورد العذب النمير
لا زلتَ أهلاً للجميل / مَدى الليالي والشهور
أسَفاً على تلك المحاسن
أسَفاً على تلك المحاسن / كيْفَ بدَّلَها الغبارُ
وبياضِ هاتيك الخدود / فكيف سوَّرها العذار
كانَ العزيزَ وقد بدا / وعليه للذل انكسار
كانت محاسنُ وجهِهِ / تزهو كما يزهو النضار
ويزين ذيّاك البياضَ / من الحياءِ الاحمرار
يهوى زيارَته المشوقَ / وإن يكن شَطَّ المزار
فَغَشاه ليلٌ ما له / من بعد غشيته نهار
وجَفاه من يَهواه حتَّى / لا يزورُ ولا يزار
إن كانَ فيه بقيَّةٌ / فلسَوْفَ يُدْرِكها البَوار

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025