المجموع : 10
إنِّي أحاجي منك فرداً في الحجى
إنِّي أحاجي منك فرداً في الحجى / تزهو به الدنيا ونيسابور
فأقولُ ما شجرٌ بديعٌ وصفُهُ / لكنَّهُ ببلادِهِ مقصورُ
أوراقُهُ ورق وعودٌ عودُهُ / والنَّورُ تبرٌ قد علاهُ نورُ
ونشارُهُ الياقوتُ فيه الجزع مَطْ / ويٌّ وبينَهما يُرى الكافورُ
يا ليلةً كالمسكِ منظرُها
يا ليلةً كالمسكِ منظرُها / وكذاكَ في التشبيهِ مخبرُها
أحييتُها والبدرُ يخدِمُني / والشمسُ أنهاها وآمُرُها
واهاً لغزنةَ إذ غَدَتْ
واهاً لغزنةَ إذ غَدَتْ / للمُلْكِ والإسلامِ دارا
من كعبةٍ قد أصبحَتْ / للمجدِ والعليا مدارا
في صدرِها الملكُ الذي / قطبُ السعودِ عليهِ دارا
الغيمُ بينَ مُمَسَّكٍ ومُعَصْفَرِ
الغيمُ بينَ مُمَسَّكٍ ومُعَصْفَرِ / والماءُ بينَ مُصَنْدَلٍ ومُعَنْبَرِ
والروضُ بينَ مُدَمْلَجٍ ومُتوَّجِ / والوردُ بينَ مدرهَمٍ ومدنَّرِ
والأرضُ قَدْ لَبِسَتْ قميصاً أخضراً / تختالُ فيه بطيلسانٍ أحمرِ
لتروقَنا بظرائفٍ ولطائفٍ / من حسنِ منظرِها وطيبِ المخبرِ
سبحانَ مُحْيِي الأرض بعد مماتِها / وكذاكَ يحيي الخلقَ يومَ المحشرِ
كم في ضميرِ الغيبِ من أسرارِ
كم في ضميرِ الغيبِ من أسرارِ / تهدي اليسارَ إلى ذوي الإعسارِ
فاسْتَشْعِرِ الظنَّ الجميلَ تَوَقُّعاً / لمناجحِ الأوطارِ في الأطوارِ
إنِّي بُليتُ بسيِّدٍ كالدهرِ إذْ
إنِّي بُليتُ بسيِّدٍ كالدهرِ إذْ / يُنْحي بسطوتِهِ على الأحرارِ
فرطُ الفظاظَةِ والصلابةِ دأْبُهُ / وأنا لديهِ بذُلَّةٍ وصَغَارِ
بي فاقةٌ غطَّيْتُها بتجمُّلٍ
بي فاقةٌ غطَّيْتُها بتجمُّلٍ / وتحمُّلٍ وتَخَمُّلٍ وتَسَتُّرِ
فالحالُ ظاهرُها مروءة موسِرٍ / لكنَّ باطِنَها خَصَاصَةُ ومعسرِ
يا لابساً لنقابِ وردٍ أحمرِ
يا لابساً لنقابِ وردٍ أحمرِ / يا فارشاً وجهي بوردٍ أصفرِ
حتَّامَ تُنْحِلُني بخصرٍ ناحلٍ / وتُعِلُّني بعليلِ طرفٍ أحورِ
يا واحداً في الحُسْنِ ها أنا واحدٌ / في الحُزْنِ أُصْلى حَرَّ نارٍ مضمرِ
وأَظَلُّ بينَ تذلُّلٍ وتَحَيُّرِ / إذ أنتَ بينَ تدلُّلٍ وتَجَبُّرِ
ما لي بوصفِكَ سيدي من طاقةٍ / ولوَ انَّني استمليتُ طبعَ البُحْتري
يا ربِّ أنتَ وهبتَها ليَ نعمةً
يا ربِّ أنتَ وهبتَها ليَ نعمةً / أضحَتْ تُعينُ على الزمانِ بِبِرِّها
ووهبتَ منها نعمةً لا تُلْهِني / يا ربِّ أنتَ بسُكْرِها عن شُكرِها
اخنى عليه الشهر والدهر
اخنى عليه الشهر والدهر / ومحسا محاسن وجهه الشعر
من يصف ما قد دهاه يقل / لا تعجبوا قد يكسف البدر