المجموع : 9
ذَهَبَ الرَسولُ إِلى الحَبيبِ وَعادا
ذَهَبَ الرَسولُ إِلى الحَبيبِ وَعادا / وَعَلَيهِ وَجهٌ لِلحَديثِ أَعادا
قُل يا رَسولُ فَلي فُؤادٌ في الهَوى / سَمَّتْهُ سُكّانُ الهُمومِ بِلادا
إِن كُنتَ مِنهُ عَلى رَبيعٍ لَم تَفِد / فَعَلى جَنوبي ما وَفَدتُ جَمادى
جَمرٌ مِنَ الهِجرانِ مَكتوبٌ عَلى ال / قَلبِ اِستمدَّ مِنَ الهُمومِ مِدادا
لا لَفظَةٌ لانَت أَتَيتَ بِها وَلا / عَتباً أَتَيتَ بِهِ وَلا ميعادا
مُذ قُلتَ ما اِستَوفى الرِسالَةَ صامِتاً / قُلنا وَلا لَبّى النِداءَ مُنادى
وَزَعَمتَ أَنَّ الغَيظَ أَوقَدَ جَمرَهُ / أَفَلا صَبَرتَ عَسى يَصيرُ رَمادا
مَن يُذكِرُ المَولى تَناسى عَبدَهُ
مَن يُذكِرُ المَولى تَناسى عَبدَهُ / لي عِندَهُ وَعدٌ وَقَلبِيَ عِندَهُ
لي في وَلائِكَ أَيُّ عَقدٍ صادِقٍ / ما حَلَّ شَكٌّ حَلَّ يَوماً عَقدَهُ
فَلَديَهِ لي قَلبٌ أَسيرٌ لَم أُرِد / إِلّا كَرامَتَهُ لَهُ لِأَرُدَّهُ
قَلبٌ أَجَلُّ وَسيلَةٍ عِندي لَهُ / وَكَفى بِها أَن قَد تَضَمَّنَ وُدَّهُ
لا تَفتَحَن بابَ العِتابِ فَإِنَّني / أَخشى عَلَيهِ أَن يُفَتِّحَ وَردَهُ
يا طَرفُ ما لَكَ ساهِدٌ في راقِدِ
يا طَرفُ ما لَكَ ساهِدٌ في راقِدِ / يا قَلبُ ما لَكَ راغِبٌ في زاهِدِ
مَن يَشتَري عُمري الرَخيصَ جَميعَهُ / مِن وَصلِكَ الغالي بِيَومٍ واحِدِ
عاتَبتُهُ فَتَوَرَّدَت وَجَناتُهُ / وَالقَلبُ صَخرٌ لا يَلينُ لِقاصِدِ
فَنَظَرتُ مِن ذي في حَريرٍ ناعِمٍ / وَضَرَبتُ مِن ذا في حَديدٍ بارِدِ
وَقَبَّلتُ تُرباً ما سَمِعتُ وَلا الوَرى
وَقَبَّلتُ تُرباً ما سَمِعتُ وَلا الوَرى / بِتُربٍ سِواهُ قَد سَمِعنا بِوِردِهِ
وَلَولا وَقارُ الشَيبِ كُنّا بِأَمرِهِ / حَكَمنا عَلى عَصرِ الشَبابِ بِرَدِّهِ
وَإِذا فَتىً أَسدى يَداً لِيَ مَرَّةً
وَإِذا فَتىً أَسدى يَداً لِيَ مَرَّةً / مَلَأَت يَدَيهِ في الثَوابِ بِها يَدي
أَجزي بِواحِدَةٍ أُلوفاً مِثلَها / وَأَحوزُ بِالتَكريرِ فِعلَ المُبتَدي
فَسَرَحتُ فيهِ سَوامَ طَرفِيَ رائِعاً
فَسَرَحتُ فيهِ سَوامَ طَرفِيَ رائِعاً / ما بَينَ أَزهارٍ وَأَرضِ عِهادِ
أَفدي بِأَبيَضِ ناظِرَيَّ بَياضَهُ / وَسَوادَ أَحرُفِهِ بِنورِ سَوادي
لا تَحسَبَنَّ البُعدَ غَيَّرَني
لا تَحسَبَنَّ البُعدَ غَيَّرَني / وَالبُعدُ غَيرُ مُغَيِّرٍ عَهدي
فَإِذا الَّذي حَسُنَت مُوَدَّتُهُ / بِالقُربِ ضاعَفَها عَلى البُعدِ
سَلَفوا يَرَونَ الذِكرَ عَقباً صالِحاً
سَلَفوا يَرَونَ الذِكرَ عَقباً صالِحاً / وَمَضَوا يَعُدّونَ الثَناءَ خُلودا
وَتَجَشُّمُ المَكروهِ لَيسَ بِضائِرٍ
وَتَجَشُّمُ المَكروهِ لَيسَ بِضائِرٍ / ما خِلتُهُ سَبَباً إِلى المَحمودِ