المجموع : 8
هَذي يَدي إِنَّ الكَواكبَ لا تَدي
هَذي يَدي إِنَّ الكَواكبَ لا تَدي / أفَتهتدي إِن كنتَ ممَّن يهتَدي
كم مِن دمٍ هَدرِ بغيرِ جنايةٍ / سفكتهُ مقلةُ قاتلٍ مُتعمِّدِ
خُذ جانباً عن وصلِ سَلمى في الهوَى / تَسلمُ وحِد عن حيِّ سُعدَى تَسعدِ
واستجلِها مشن كفِّ ظامي الخصرِ مَع / سُولِ اللَّمى خَصِرِ المراشِف أَغيدِ
شفقيِّ خدِّ أحمرٍ صبُحيِّ ثَغ / رِ أبيضِ ليليِّ خالٍ أسودِ
يسطُو على عُشَّاقهِ مِن قَدِّهِ / ولِحاظِهِ بمثقَّفٍ ومهنَّدِ
قالت لنارِ صبابتي وجَناتُهُ / لكِ أُسوتي لا تخمُدي وتوقَّدي
حمراءُ عاصِرُها قديمٌ عصرهُ / بقيت على مرَّ الزَّمانِ السَّرمدِ
هيَ جوهرٌ محضٌ إليهِ تنتهي / وبهِ إذا فكَّرتَ فيها تَبتَدي
نَشرت على قُضبِ الزُّمرُّدِ فَاحِما / نَسَجت عليهِ لها سُجوفَ زَبرجَدِ
وتعنَّست في خدرِها لمَّا انجلَت / فرأت لحاظَ العينِ منها في اليدِ
ياقوتهُ في دُرَّةٍ قد رُصِّعت / بمُجمَّعِ مِن لُؤلؤِ ومنضَّدِ
راحٌ تروحُ الرُّوحُ واجدةً بها / وَجدا وتفقِدُ كلَّ رُوحٍ مُكمدِ
يُمسي المديرُ لها يطوفُ بجامدٍ / مِن فضَّةٍ وبذائبٍ من عَسجَدِ
عَجباً لِمَن يومَ النَّوى يَتجلَّدُ
عَجباً لِمَن يومَ النَّوى يَتجلَّدُ / وغَرامهُ وَقفٌ عليهِ مُخَلَّدُ
تَسري الرِّكابُ بِمن يحبُّ وَلمَ يمُت / أَتُرَى حَديُدٌ قلبَهُ أَم جلمَدُ
ما نَفعهُ ببقائهِ وشَقاؤهُ / مُتضاعفٌ وَعناؤهُ مُتجدِّدُ
هيَ مهجةٌ لا بدَّ مشنها فَليجدُ / عَجلاً بهَا إِن كانَ ممَّن يُسعدُ
بأبي الرَّكائبَ إِنَّ فوقَ حُدُوجها / كِللاً تُزَرُّ على البُدورِ وتُعقدُ
لا تَشتكي عيِسٌ تسيرُ بمِثلها / كلاً ولا يَنأى علَيها فَدفدُ
شَجرٌ تَميلث على طلائحَ رُزَّحِ / وَثمارُهَا هِيفٌ كَواعبُ نُهَّد
من كلِّ زائدةِ الجَمالِ وَوَجهُهَا / لِضيائهِ الشَّمسُ الُمنيرةُ تَسجُدُ
حَسُنَت فمَلَّكها الجَمالَ مُخَلخَلٌ / وَمُسوَّرق وُمدَملجٌ ومُقلَّدُ
قَمَرُ السَّماءِ الُمستنيرُ إذَا بدَت / وإذَا رنَت ظَبيُ الكِناسِ الأَغيدُ
نَقضت عُهودَ مَواثقي وأَحالَها ال / إِعراضُ عَمَّا كُنتُ مِنها أَعهدُ
ما ذاكَ إلاَّ أَنَّ غُصنَ قَوامِها / نَضِرٌ بأَنفَاسِ الصبِّا يَتأوَّدُ
وعَقيلةٍ مِن حَيِّ ذُهلٍ ساءَها / كَوني يَقومُ بِيَ الزَّمانُ وَيقعُدُ
قالَت إلى كَم ذا السُّرى وإلى مَتى / يَجري بِعزمتِكَ الذًَّميل وَيَركدُ
قُلتُ اتركيني والبلادَ فَلَم أَضِف / إلاَّ على مَن يُستَماحُ وَيُقصَدُ
قَالت وَهل في الأرضِ إِن عُدمَ النَّدى / مَن عِندهُ بَذلُ الرَّغائبِ يوجدُ
مَن ذا يُجيرُ مِنَ الخُطوبِ وجَورِها / فأَجَبتُها الَمِلكُ العَزيزُ مُحمَّدُ
الظَّاهريُّ مَناقِباً لا تَنطَوي / والنَّاصرِيُّ مَآثراً لا تُجحدُ
أَحللت آمالي بهِ مُسترفِداً / بِراً فَغادرَني أَبرُّ وأَرفِدُ
وَقصدتهُ أَبغي مَواهبَ كفِّهِ / فَغدوتُ في سامي ذَرَاهُ أُقصدُ
ودنوتُ مِنهُ في الخَسِيسِ مَكانتَي / واليَومَ مِن دوِني السُّها والفَرقدُ
كُنتُ الوَحيدَ فَردَّني وكأَنَّني / قَد عاشَ جَدَّي خالدٌ أَو مَزيَد
أَمنَ الضَّلالَ الُمستضيءُ بنورهِ / وثَنَى أَعادِيهُ بهِ الُمستنجِدُ
وَحَوَى الَمعالي الُمقتفِي آثارَهَ / ونَجَا بصائبِ رَأيهِ الُمسترشدُ
عَطِّل ركابكَ أيُّها السّاري فلا
عَطِّل ركابكَ أيُّها السّاري فلا / كَفٌّ تُرَى لنَدىً ولاَ وجُهٌ نَدِ
واللهِ لاَ فرحَ الزَّمانُ وأَهلهُ / بِمُؤمَّلٍ بعدَ العزيزش مُحمَّدِ
إن كانَ وصلُكَ لا أراهُ عائدا
إن كانَ وصلُكَ لا أراهُ عائدا / فابعث خيالَكَ في الكَرى لي عائِدا
يا مُضرماً نارَ الأسى بجَفاهُ في / كَبدي لِوجدي لا تبيتُ مُكابدا
ما بالُ فاتر مُقلتيكَ يصدُّ عن / قلبي الصَّدي ذاكَ الرُّضابَ الباردا
وحِدادُ بيضِ مُهنَّداتِ سُيوفِها / عن إثم ثَغرِك غادرتني حائِدا
ليسَ الُمقبَّلُ منكَ إلاَّ قِبلةً / يا فوزُ من أَمسى إليها ساجدا
سُبحانَ من أعطاكَ طَرفاً ساجياً / يكسو القُلوبَ شجىً وفرعاً واردا
لَحظٌ وشَعرق لا تَرى مِن ذا وذا / إلاَّ أُسودَ كريهةِ وأَساودِا
إن كنتَ ترضَى يا مُعذِّبَ مُهجتي / سَهَري فلا أُعطيتَ طرفاً راقدا
ما بالُ قَلبكَ مُولَعٌ بزَرُودِ
ما بالُ قَلبكَ مُولَعٌ بزَرُودِ / أَصبابَةً نحوض الظبَّاءِ الغِيدِ
إن فاحَ في طَيِّ النَّسيم مُعطراً / نَشرٌ كَخُوطِ البانَةِ الأُملودِ
أَتعلُّلٌ بلوى العَقيقِ وبَانِهِ / وبِرندِهِ وبِظلِّهِ الَممدودِ
تِه فالهَوَى أَحلى إِذا ما ذُقتهُ / مِن كُلِّ مَالٍ طارِفٍ وَتَليدِ
لَولا الهَوَى ما راحَ آسُ حَديقَةٍ / كَسَوالِفٍ وَغُصوُنُها كَقُدودِ
من ماتَ بالبيضِ الصِّفاحِ وَلم يَمُت / باللَّحظِ ظُلماً لم يكُن بشَهيدِ
وأُلذُّ ما أَلفَ الُمحبُّ صَبابةً / بِمدامِعٍ في الهَجرِ بالتَّسهيدِ
وإذا هَويتَ ولم يرِقَّ من الضَّنى / لكَ في الصَّبابَةٍ قلبُ كلِّ حسودٍ
فَدَعِ الهَوَى لأُهليهِ فَذَليلُهُ / كَعزيزهِ وَشَقيُّهُ كَسَعيدِ
ما عندَ سُكَّانٍ بنَجدِ
ما عندَ سُكَّانٍ بنَجدِ / شَوقي الذي ألقى ووجدي
يا جيرةً بلوى النَّقا / هل نلتَقي من بَعدِ بُعدِ
أقوى لبُعدِكُم الحِمَى / وَذُرا الأَراكِ وَلَيسَ يُجدي
وشكَت حمائمُ دَوحِهِ / ما قَد شَكَا للِدَّمعِ خَدِّي
وَبَكى لفقدكُمُ أَسىً / ما فيهِ من بانٍ وَرَندِ
كُنتُم لهُ الأُنسَ الذي / عندَ التَّداني كانَ عِندي
أصبحَتُ من كَلفي بِكُم / والفَخرُ لي كَأقلِّ عبدِ
علقت بكُم روحي هوىً / يا ليتها ظَفِرَت بِسَعدِ
عُودوا فإِن حالَ الزَّمَا / نُ فَعلِّلوا قَلبي بِوَعدِ
فَمَتى ذَكرتُ سِواكُمُ / يوماً فأَنتمُ جُلُّ قَصدي
لَولاَكَ يا ظبي الصَّريمِ لما غَدا
لَولاَكَ يا ظبي الصَّريمِ لما غَدا / قَلبي وطر في هائماً ومُسهدَّا
كلاَّ ولا راحَ النَّسيمُ مُحدثاً / خبراً رواهُ عن الصبَّابِة مُسنَدا
من أجلِ عطفكَ يا غَزالُ ومُقلةٍ / لك قد هَويتُ مُثقَّفاً ومُهنَّدا
وأهيمُ إِن واجَهتُ بدراً طالِعاً / وأُجَنُّ إن عاينَتُ ظَبياً أَغيدا
ويشوقُني في الدَّوح نَشرٌ عابقٌ / عطراً يُرنِّحُ غُصنَ بان أَملدا
إن كانَ فرعُكَ قد أضَلَّ مُتيَّماً / فَعلى النَّوى صبُحُ الثَّنِيَّةِ قد هَدى
أدعوتَ قلباً قد أَجابَكَ طائِعاً / وَصَددتَ عنهُ فَما عَدا ممَّا بدَا
ما زالَ يَمنحُهُ هواكَ صَبابَةً / أَبداً تُحرِّكُهُ وَما هذا سُدَى
وأَسرتَ قلبي حَيثُ دَمعي مُطلقٌ / فارحمَ لديكَ مُسلسَلاً ومُقيَّدا
صيَّرتني خبراً لا كانَ من الضنَّى / والُمنتهَى بي في الغَرامِ الُمبتَدا
لَم أَنسَ لَيلةَ زُرتُها في غَفلةٍ
لَم أَنسَ لَيلةَ زُرتُها في غَفلةٍ / مِن كَاشحٍ وَمُراقبٍ وَحسُودِ
فَضَممتُ مِنها غُصنَ بَانٍ أَهَيفٍ / مُتَرنِّحٍ من بَانهِ الَمقدودِ
وَلَثمتُ ثَغراً وَاحياي وَخَجلَتي / إِن قُلتُ مِثلُ اللُّؤلُؤِ الَمنضودِ
فَشَكرتُ صَمتَ خلاخِلٍ وأَساورٍ / وَشكَوتُ نُطقَ مَخانِقٍ وَعُقودِ