أدركت آمالَ الشريعة في العدا
أدركت آمالَ الشريعة في العدا / وتركت نظم جموعهم متبددا
وكففت من دون المدى جمحاتهم / من بعد ما راموا المزيد على المدى
وثنت عزائمهم عزائمك التي / أغنت عن الأسياف أن تتقلدا
وتضحضحت فرقاً بحورُ جيوشهم / لما أتاهم بحر جيشكَ مُزبدا
ألقوا بأيديهم مافةَ صولةٍ / تستأصِلُ الأدنى بها والأبعدا
واستسلموا إذ لم يروا تحت الثرى / نفقاً ولا فوقَ الثريا مصعداً
ما جاءت الدنيا بمثلكَ ناصراً / للدين منصورَ اللواءِ على العدا
أعلى الملوكِ يداً وأمنعهُم حمىً / واعمهم صفحاً وأبعدُهُم مدى
عمَّ الورى عدلاً وجوداً فاغتدى / هذا لهم ظِلا وهذا مورِدا
ما الجُودُ مما كان في طبعِ الحيا / لكن رأى منهُ المواهِبَ فاقتدى
والنجمُ لو لم يسرِ في جُنحِ الدجا / ورأى دليلاً من هُداهُ لما اهتدى
من حيثُ قابلتِ العيونُ جبينَهُ / حسبت سناهث نيراً متوقدا
لم ترتو الأبصارُ من لألأئه / إلا وعادت نحوهُ تشكو الصدى
خُلِعَت سريرتُهُ عليهِ فاغتدى / متحملاً منها بأجملِ مُرتدى
لا يعدمُ الإسلامُ منكَ حياطةً / ورعايةً وحمايَةً وتفقدا
وأراكَ رَبُّكَ في بنيكَ كفايةً / ترعى المضاعَ وتجمَعُ المتبددا
كملَ السُرورُ بهم وتمَّ وعمَّهم / فضلٌ إلهي وخصَّ محمدا
اهنأ أميرَ المؤمنينَ بأنجمٍ / منها تقابِلُ في المطالِعِ أسعدا
واللَه خَصَّكَ بالكمالِ وشاءَ أن / يبقى على الأيامِ أمرُكَ سَرمَدا
رؤيا لأمرِكُم العليِّ بعزِّهِ / تقضي وطُول بقائِهِ متجدِّدا
أضحى حبيبٌ كاسمِهِ لمَّا غدا / لي في المنامِ على امتداحِكَ مُنجِدا
أوصى إليَّ فقمتُ غيرَ مُضيِّعٍ / لوصايَةٍ منهُ أغني منشدا