المجموع : 9
أَنْتَ الحَبِيبُ وَإِنْ سَلَبْتَ رُقَادِي
أَنْتَ الحَبِيبُ وَإِنْ سَلَبْتَ رُقَادِي / وأَطْعْتَ فِيَّ تَعَرُّضَ الحُسَّادِ
لاَ كَانَ قَلْبٌ ضَلَّ فِيكَ بِوَجْدِهِ / إِنْ مَال عَنْكَ إِلى هُدَىً ورَشَادِ
مَلَكَتْ خُدُودُكَ أَسْوَدَيَّ فَمَاؤُهَا / مِنْ مُقْلَتِي وَلَهيبُهَا بِفُؤَادِي
وَا رَحْمَتَاهُ لِمُقْلَةٍ بِدُموُعِهَا / غَرْقَى وَنَاظِرُهَا لِوَجْهِكَ صَادِي
قَسَماً بِسَالِفِ عيشَةٍ سَلَفَتْ لَنَا / بِسُلاَفَةٍ أَوْ شَادِنٍ أَوْ شَادِي
وَبِطيِبِ لَيْلاَتِ العَقِيقِ وَمَا جَنَتْ / تِلْكَ الظِبَاءُ بهِ عَلى الآسَادِ
لاَ حِلْتُ عَنْ وَادِي الاُثَيْلِ بَسَلْوَةٍ / تُنْسِي عُهُودَ أُهَيْلِ ذَاكَ الوَادِي
حَيٌّ بهِ مَاتَ السُّلُوُ أَمَا تَرَى / لُبْسَ الجُفُونِ عَلَيهِ ثَوْبَ حِدَادِ
وَمُحَجَّبٍ مَا الوَجْدُ فِيهِ مُحَجَّباً / عَنْ عَاذِليِّ وَلاَ التَّصَبُّرُ بَادِي
مَهْمَا انْثَى فَأَنَا الطَّعِينُ بِقَامَةٍ / هَيْفَاءَ تَهْزَأَُ بِالقَنَا المَيَّادِ
وَإِذَا رَنَا فَأَنَأ القَتِيلُ بِمُقْلَةٍ / نَجْلاَءَ أمض مِنْ حُدُودِ حِدَادِ
عَجَباً لِمَنْهَلِ خَدِّهِ منْ مَوْرِدِ
عَجَباً لِمَنْهَلِ خَدِّهِ منْ مَوْرِدِ / وَعيُوُنُهُ هِيَ مِنْ عُيُونِ الوُرَّدِ
تَتَزَاحَمُ الأَلْحَاظُ وَهْيَ بِدَمْعِهَا / رَيَّا وتَصْدُرُ عَنْهُ أَكْثَرُهَا صَدِي
يَا سَاكِناً حَبَّ القُلُوبِ خَوَافِقَاً / إِنَّ السُّكُونَ بِخَافِقٍ لَمْ يُعْهَدِ
مَا بَالُ قَلْبٍ أَنْتَ فِيهِ ونَارُهُ / فِي مَاءِ حُسْنِكَ دَائِماً لَمْ تُخْمَدِ
وَلقَدْ سَلَلْتَ فَلاَ تَكُنْ مُتَمَسِّكاً / سَيْفاً مِنَ الأَجْفَانِ لَيْسَ بِمُغْمَدِ
وَقَتلْتَ سُلْوَانِي وَصَبْرِيَ والكَرَىَ / وبِمُقْلَتِي دَمُهَا جَرَى لَمْ تَجْحَدِ
إِنْ شَاهَدَتْ عَطْفَيْكَ أَغْصَانُ النَّقَا / وَسَهَتْ فَكَيْفَ لِسَهْوِهَا لَمْ تَسْجُدِ
ومُحَجَّبٍ أَهْدَى إِلىَّ خَيَالَهُ / فِكْرِي لِعَجْزِ النَّاظِرِ المُتَسَهِّدِ
فَظَفِرْتُ بِالدَّانِي القَريبِ وَإِنْ نَأَى / وَالنَّازِحِ النَّائِي وَإِنْ لَمْ يَبْعُدِ
يا بَرْقَ نَجْدٍ هَلْ حَكَيْتَ فُؤَادِي
يا بَرْقَ نَجْدٍ هَلْ حَكَيْتَ فُؤَادِي / فِي ذَا التَّلَّهُبِ والخُفُوقِ البَادِي
لَوْلاَ اشْتِرَاكُ هَوَاكُمَا لمْ تَسْفَحَا / دَمْعَيْكُمَا في سَفْحِ ذَاكَ الوَادِي
أَتُرىَ سُوَيْكِنَةُ الحِمَى بِجَمَالِهَا / سَلَبَتْ رُقَادَكَ في الهَوى وَرُقَادِي
عَرَّضْتُ قَلْبِي يَوْمَ رَامَةَ إِذْ بَدَتْ / بِنَوَاظِرٍ تَحْكي حُدُودَ حِدَادِ
وَسَأَلْتُهَا سَلْبِي لِعِلْمِيَ أَنْ مَنْ / سَلَبَتْهُ صَارَ أَمِيرَ ذَاكَ النَّادِي
وَأَغَنَّ تَعْشَقُ لَيْنَهُ قُضُبُ النَّقَا / إِنْ مَاسَ أَهْيَفُ قَدِّهِ الميَادِ
يسقِي الندِيمَ بِكَأْسِهِ وَبِلَحْظِهِ / وَبِثَغْرِهِ رَيّاً فَيُصْبِحُ صَادِي
مَاذَاكَ إِلاَّ أَنَّ وَقَّادَ الجَوَى / بَيْنَ الجَوَانِحِ دَائِمُ الإِيْقَادِ
وَيَبِيتُ أَدْنَى لِلحَشَا مِنْ مُهْجَتِي / وَأَبِيتُ أَشْكُو مِنْهُ فَرْطَ بُعَادِ
فَكَأَنَّمَا نَهْوَى اتحَادَ وَصِالِنَا / شَغَفاً وَنَكْرَهُ فُرْقَةَ التَّعْدَادِ
لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ
لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ / فَالسَّيْفُ قَتَّالٌ بِرِقْةِ حَدِّهِ
وَدَعِ الجُفُونَ فَإِنَّمَا وَسْنَانُهَا / أَضْحَى سِنَاناً فِي مُثَقَّفِ قَدِّهِ
ظَبْيٌّ حَكَى نَوْمِي دَوَامُ نَفَارِهِ / عَنِّى فَواصَلَ ضِدَّهُ مَعَ صَدِّهِ
وَسَرَى إِلى جِسْمِي الضَّنَا مِن خَصرِهِ / فَهَوِيتُ ذَاكَ لإِنَّهُ مِنْ عِنْدِهِ
عَجِبَ الحَسُودُ وَقَدْ رَأَى سُكْرِي بِلاَ / حَدٍّ وقَلْبِي فِي عُقُوبَةِ حَدِّهِ
خَفِّضْ عَلَيْكَ أَلَيْسَ خَفْقُ وِشَاحِهِ / يَحْكِي فُؤَادِي أَوْ تَلَهُّبُ خَدِّهِ
هِيَ نِسْبَةٌ لَوْ أَنَّ قَلْبِيَ نَالَهَا / مُتَوَقِّداً لَعَذَرْتُهُ فِي وَقْدِهِ
شُكْرِي لِصَبْرِي عَنْهُ إِذْ هُوَ خَانَنِي / وَرَأَى الخِيَانَةَ كَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ
ولَمْدَمَعِي بُعْداً وَسَحْقاً إِنَّهُ / دُرٌّ لَدَيَّ ولَمْ يَكُنْ فِي عِقْدِهِ
مَنْ مُنْصِفِي مِنْ قُرْبِهِ فَلَقَدْ أَبَى / قُرْبِي وَمَنْ ذَا مُنْقِذِي مِنْ بُعْدِهِ
يا بَانَةَ الوَادِي وَيَا وَرْقَاءَهُ / نُوحِي لِغُصنِكِ إِذْ أَنُوحُ لِفَقْدِهِ
أَنْتِ الحَزِينَةُ والحَزِينُ أَنَا كِلاَنَا / اليَوْمَ مَعْذُورٌ يَنُوحُ بِوَجْدِهِ
حَالِي كَحَالِكِ وَالمُجَاوِرُ كَفُّهُ / لِلمَاءِ يَعْرِفُ حَرَّهُ مِنْ بَرْدِهِ
سَلَّتْ جُفُونُكَ لي سُيوفَ حِدَادِ
سَلَّتْ جُفُونُكَ لي سُيوفَ حِدَادِ / فَقَتَلْنَنِي وَلَبَسْنَ ثَوْبَ حِدَادِ
وَطَفِقْنَ يُبْدِينَ الذُّبُولَ تَصَوُّنَا / أَنَسَيْنَ أَنَّ دَمِي بِخَدِّكَ بَادِي
يَا بَدْرَ تَمٍّ سَلْوَتي كَمَحَاقِهِ / وكَمَا لُهُ وَنُمُوُّهُ كَوِدَادِي
لَوْ أَنَّ فَرْطَ نُعَاسِ جَفْنِكَ مَانِحي / مَا عَنْهُ يَفْضُلُ مَا شَكَيْتُ سُهَادِي
بَرِّدْ بِظَلْمِكَ حَرُّ ظُلْمِكَ جَارِياً / فِيهِ عَلى مَا لَيْسَ بِالمُعْتَادِ
أَوَ فَارْتَجِعْ قَلْبِي الذَّيِ أَعْدَيْتَني / فِيهِ كَمِثْلِ قَوَامِكَ المَيَّادِ
وَعَجِبْتُ مِنْ وِرْدِ العِطَاشِ بِمْنَهَلٍ / وَعُيُونُهُ مِنْ أَعْيُنِ الوُرَّادِ
أَرْسَلْتُ طَرْفِي نَحْوَ خَدِّكَ رَائِداً / فَعَلِمْتُ كَيْفَ خِيَانَةَ الرُّوَادِ
قَالُوا القَضِيبُ عَلى الكَثِيبِ نَظِيرُهُ / أَرَأَيْتَ كَيْفَ تَقَوُّلُ الحُسَّادِ
مَنْ لِي لَو أنَّكَ كَالقَضِيبِ تَنَالُهُ / كَفِّي وَيُصْبحُ زَهْرُهُ بِوِسَادِي
قَالَ العَذُولُ أَرَى حَلاَوَةَ وَعْدِهِ / لِخِدَاعِهِ ضَرْباً مِنَ الإِيعَادِ
كَالعُودِ يَضْرِبُ في فُؤَادٍ فَارغٍ / فَتَأَسَّ لَو أَحْتَالُ بِالإِنْشَادِ
لاَ تَعْذِلَنِّي مَا فُؤَادُكَ فِي يَدي / صَبْراً وَلَمْ يَكُ في يَدَيْكَ فُؤَادِي
وَتَنحْ عَنْ زَفَراتِ أَنْفَاسِي التِّي / لَوْلاَ الدُّمُوعُ لأَحْرَقَتْ عُوَّادِي
لَوْ كْنْتُ فِيهِ هَائِماً وَحْدِي
لَوْ كْنْتُ فِيهِ هَائِماً وَحْدِي / لَعَذَرْتُ عُذَّالِي عَلى وَجْدِي
أَمَا وَكُلُّ الكَوْنِ يَعْشِقُهُ / فَعَلاَمَ أُخْفِي فِيه مَا عِنْدِي
هَامَ النَّسِيمُ بِلُطْفِهِ فَلِذَا / ظَهَرَ اْعتِلاَلٌ فِي صَبَا نَجْدِ
وَلَهُ عُيُونُ الزَّهْرِ رَامِقَةُ / بِنَوَاظِرٍ مُلِئَتْ مِنَ السُّهْدِ
وَأَبِيكَ لَوْلاَ لِينُ قَامَتِهِ / مَا اشْتَقْتُ لِينَ مَعَاطِفِ الرَّنْدِ
يَا قَاتِلي وَجَوَانِحِي أَبَداً / تَشْتَاقُهُ فِي القُرْبِ والبُعْدِ
لَكَ أَنْ تَجُورَ عَليَّ يَا أَمَلي / وَعَلَيَّ أَنْ أَرْضَى بِمَا تُبْدِي
وَلَئِنْ أَرَاقَ دَمِي هَوَاكَ فَيَا / شَرَفِي وَيَا حَظِّي وَيَا سَعْدي
أَخْفَيْتُ حُبْكَ إِذْ خَفِيتَ ضَناً / فَكَأَنَّنَا كُنَّا عَلى وَعْدِ
لَكَ نَاظِرٌ أَبَداً لَحِاجِبِهِ / يَشْكُو ظُلاَمَةَ عامِلِ الغَدِّ
لَكَ عَارضٌ لَمَّا أَعْتَرَضْتُ رَأَي / إِطْلاَقَ جَارِي الدَّمْعِ في نَقْدِي
لاَ تَطْمَعَنَّ فَمَا سَلُوُّ فُؤَادِهِ
لاَ تَطْمَعَنَّ فَمَا سَلُوُّ فُؤَادِهِ / فِي وُسْعِ طَاقَتِهِ وَلاَ اسْتِعْدَادِه
هَيْهَاتَ أَنْ يُصْغِي إِلى غَيْرِ الهَوى / قَلْبُ المُحِبِّ فَإِنْ شَكَكْتَ فَنَادِهِ
أَعْطَى هَوَى لَيْلَىجَميعَ رُسُومِهِ / إِلاَّ مُنَيْزِلَةَ الَّذِي بِفُؤَادِهِ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ وَصْلَهُ عَانَقْتُهُ / حَتَّى أَرَى التَّوْحِيدَ فِي تَعْدَادِهِ
لَكِنَّنِي مَا رمْتُ أَشْهَدُ حُسْنَهُ / إِلاَّ فَنِيتُ فَغِبْتُ عَنْ إِشْهَادِهِ
يَا سَيْفَ مُقْلَتِهِ سَكِرْتَ فَعَرْبِدِ
يَا سَيْفَ مُقْلَتِهِ سَكِرْتَ فَعَرْبِدِ / كَيْفَ اشْتَهَرْتَ عَلى المُحِبِّ المُكْمَدِ
ورَمَيْتَ عَنْ قَوْسِ الفُتُورِ فَأَصْبَحَتْ / غَرَضاً لأَسْهُمِكَ القُلُوبُ فَسَدِّدِ
مَنْ لَمْ يَمُتْ بِعَذَابِ حُرْقَةِ قَلْبِهِ / مُتَنَعِّماً لاَ فَازَ مِنْكَ بِمَوْعِدِ
لِلصَّبِّ أُسْوَةُ خَالِ خَدِّكَ إِنَّهُ / مُتَمَتِّعُ فِي جَمْرِهِ المُتَوَقِّدِ
وَصِلْ عَلى رَغْمِ الحَسُودِ
وَصِلْ عَلى رَغْمِ الحَسُودِ / إِلَيْكَ سَعْداً يَا سَعِيدُ
فَدَنَا البعِيدُ وَيَا هَنَا ال / مُشْتَاقِ إِذْ يَدْنُو البَعِيدُ