القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَفيف الدين التِّلِمْسانيّ الكل
المجموع : 9
أَنْتَ الحَبِيبُ وَإِنْ سَلَبْتَ رُقَادِي
أَنْتَ الحَبِيبُ وَإِنْ سَلَبْتَ رُقَادِي / وأَطْعْتَ فِيَّ تَعَرُّضَ الحُسَّادِ
لاَ كَانَ قَلْبٌ ضَلَّ فِيكَ بِوَجْدِهِ / إِنْ مَال عَنْكَ إِلى هُدَىً ورَشَادِ
مَلَكَتْ خُدُودُكَ أَسْوَدَيَّ فَمَاؤُهَا / مِنْ مُقْلَتِي وَلَهيبُهَا بِفُؤَادِي
وَا رَحْمَتَاهُ لِمُقْلَةٍ بِدُموُعِهَا / غَرْقَى وَنَاظِرُهَا لِوَجْهِكَ صَادِي
قَسَماً بِسَالِفِ عيشَةٍ سَلَفَتْ لَنَا / بِسُلاَفَةٍ أَوْ شَادِنٍ أَوْ شَادِي
وَبِطيِبِ لَيْلاَتِ العَقِيقِ وَمَا جَنَتْ / تِلْكَ الظِبَاءُ بهِ عَلى الآسَادِ
لاَ حِلْتُ عَنْ وَادِي الاُثَيْلِ بَسَلْوَةٍ / تُنْسِي عُهُودَ أُهَيْلِ ذَاكَ الوَادِي
حَيٌّ بهِ مَاتَ السُّلُوُ أَمَا تَرَى / لُبْسَ الجُفُونِ عَلَيهِ ثَوْبَ حِدَادِ
وَمُحَجَّبٍ مَا الوَجْدُ فِيهِ مُحَجَّباً / عَنْ عَاذِليِّ وَلاَ التَّصَبُّرُ بَادِي
مَهْمَا انْثَى فَأَنَا الطَّعِينُ بِقَامَةٍ / هَيْفَاءَ تَهْزَأَُ بِالقَنَا المَيَّادِ
وَإِذَا رَنَا فَأَنَأ القَتِيلُ بِمُقْلَةٍ / نَجْلاَءَ أمض مِنْ حُدُودِ حِدَادِ
عَجَباً لِمَنْهَلِ خَدِّهِ منْ مَوْرِدِ
عَجَباً لِمَنْهَلِ خَدِّهِ منْ مَوْرِدِ / وَعيُوُنُهُ هِيَ مِنْ عُيُونِ الوُرَّدِ
تَتَزَاحَمُ الأَلْحَاظُ وَهْيَ بِدَمْعِهَا / رَيَّا وتَصْدُرُ عَنْهُ أَكْثَرُهَا صَدِي
يَا سَاكِناً حَبَّ القُلُوبِ خَوَافِقَاً / إِنَّ السُّكُونَ بِخَافِقٍ لَمْ يُعْهَدِ
مَا بَالُ قَلْبٍ أَنْتَ فِيهِ ونَارُهُ / فِي مَاءِ حُسْنِكَ دَائِماً لَمْ تُخْمَدِ
وَلقَدْ سَلَلْتَ فَلاَ تَكُنْ مُتَمَسِّكاً / سَيْفاً مِنَ الأَجْفَانِ لَيْسَ بِمُغْمَدِ
وَقَتلْتَ سُلْوَانِي وَصَبْرِيَ والكَرَىَ / وبِمُقْلَتِي دَمُهَا جَرَى لَمْ تَجْحَدِ
إِنْ شَاهَدَتْ عَطْفَيْكَ أَغْصَانُ النَّقَا / وَسَهَتْ فَكَيْفَ لِسَهْوِهَا لَمْ تَسْجُدِ
ومُحَجَّبٍ أَهْدَى إِلىَّ خَيَالَهُ / فِكْرِي لِعَجْزِ النَّاظِرِ المُتَسَهِّدِ
فَظَفِرْتُ بِالدَّانِي القَريبِ وَإِنْ نَأَى / وَالنَّازِحِ النَّائِي وَإِنْ لَمْ يَبْعُدِ
يا بَرْقَ نَجْدٍ هَلْ حَكَيْتَ فُؤَادِي
يا بَرْقَ نَجْدٍ هَلْ حَكَيْتَ فُؤَادِي / فِي ذَا التَّلَّهُبِ والخُفُوقِ البَادِي
لَوْلاَ اشْتِرَاكُ هَوَاكُمَا لمْ تَسْفَحَا / دَمْعَيْكُمَا في سَفْحِ ذَاكَ الوَادِي
أَتُرىَ سُوَيْكِنَةُ الحِمَى بِجَمَالِهَا / سَلَبَتْ رُقَادَكَ في الهَوى وَرُقَادِي
عَرَّضْتُ قَلْبِي يَوْمَ رَامَةَ إِذْ بَدَتْ / بِنَوَاظِرٍ تَحْكي حُدُودَ حِدَادِ
وَسَأَلْتُهَا سَلْبِي لِعِلْمِيَ أَنْ مَنْ / سَلَبَتْهُ صَارَ أَمِيرَ ذَاكَ النَّادِي
وَأَغَنَّ تَعْشَقُ لَيْنَهُ قُضُبُ النَّقَا / إِنْ مَاسَ أَهْيَفُ قَدِّهِ الميَادِ
يسقِي الندِيمَ بِكَأْسِهِ وَبِلَحْظِهِ / وَبِثَغْرِهِ رَيّاً فَيُصْبِحُ صَادِي
مَاذَاكَ إِلاَّ أَنَّ وَقَّادَ الجَوَى / بَيْنَ الجَوَانِحِ دَائِمُ الإِيْقَادِ
وَيَبِيتُ أَدْنَى لِلحَشَا مِنْ مُهْجَتِي / وَأَبِيتُ أَشْكُو مِنْهُ فَرْطَ بُعَادِ
فَكَأَنَّمَا نَهْوَى اتحَادَ وَصِالِنَا / شَغَفاً وَنَكْرَهُ فُرْقَةَ التَّعْدَادِ
لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ
لاَ تُخْدَعَنَّ بِرِقَّةٍ فِي خَدِّهِ / فَالسَّيْفُ قَتَّالٌ بِرِقْةِ حَدِّهِ
وَدَعِ الجُفُونَ فَإِنَّمَا وَسْنَانُهَا / أَضْحَى سِنَاناً فِي مُثَقَّفِ قَدِّهِ
ظَبْيٌّ حَكَى نَوْمِي دَوَامُ نَفَارِهِ / عَنِّى فَواصَلَ ضِدَّهُ مَعَ صَدِّهِ
وَسَرَى إِلى جِسْمِي الضَّنَا مِن خَصرِهِ / فَهَوِيتُ ذَاكَ لإِنَّهُ مِنْ عِنْدِهِ
عَجِبَ الحَسُودُ وَقَدْ رَأَى سُكْرِي بِلاَ / حَدٍّ وقَلْبِي فِي عُقُوبَةِ حَدِّهِ
خَفِّضْ عَلَيْكَ أَلَيْسَ خَفْقُ وِشَاحِهِ / يَحْكِي فُؤَادِي أَوْ تَلَهُّبُ خَدِّهِ
هِيَ نِسْبَةٌ لَوْ أَنَّ قَلْبِيَ نَالَهَا / مُتَوَقِّداً لَعَذَرْتُهُ فِي وَقْدِهِ
شُكْرِي لِصَبْرِي عَنْهُ إِذْ هُوَ خَانَنِي / وَرَأَى الخِيَانَةَ كَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ
ولَمْدَمَعِي بُعْداً وَسَحْقاً إِنَّهُ / دُرٌّ لَدَيَّ ولَمْ يَكُنْ فِي عِقْدِهِ
مَنْ مُنْصِفِي مِنْ قُرْبِهِ فَلَقَدْ أَبَى / قُرْبِي وَمَنْ ذَا مُنْقِذِي مِنْ بُعْدِهِ
يا بَانَةَ الوَادِي وَيَا وَرْقَاءَهُ / نُوحِي لِغُصنِكِ إِذْ أَنُوحُ لِفَقْدِهِ
أَنْتِ الحَزِينَةُ والحَزِينُ أَنَا كِلاَنَا / اليَوْمَ مَعْذُورٌ يَنُوحُ بِوَجْدِهِ
حَالِي كَحَالِكِ وَالمُجَاوِرُ كَفُّهُ / لِلمَاءِ يَعْرِفُ حَرَّهُ مِنْ بَرْدِهِ
سَلَّتْ جُفُونُكَ لي سُيوفَ حِدَادِ
سَلَّتْ جُفُونُكَ لي سُيوفَ حِدَادِ / فَقَتَلْنَنِي وَلَبَسْنَ ثَوْبَ حِدَادِ
وَطَفِقْنَ يُبْدِينَ الذُّبُولَ تَصَوُّنَا / أَنَسَيْنَ أَنَّ دَمِي بِخَدِّكَ بَادِي
يَا بَدْرَ تَمٍّ سَلْوَتي كَمَحَاقِهِ / وكَمَا لُهُ وَنُمُوُّهُ كَوِدَادِي
لَوْ أَنَّ فَرْطَ نُعَاسِ جَفْنِكَ مَانِحي / مَا عَنْهُ يَفْضُلُ مَا شَكَيْتُ سُهَادِي
بَرِّدْ بِظَلْمِكَ حَرُّ ظُلْمِكَ جَارِياً / فِيهِ عَلى مَا لَيْسَ بِالمُعْتَادِ
أَوَ فَارْتَجِعْ قَلْبِي الذَّيِ أَعْدَيْتَني / فِيهِ كَمِثْلِ قَوَامِكَ المَيَّادِ
وَعَجِبْتُ مِنْ وِرْدِ العِطَاشِ بِمْنَهَلٍ / وَعُيُونُهُ مِنْ أَعْيُنِ الوُرَّادِ
أَرْسَلْتُ طَرْفِي نَحْوَ خَدِّكَ رَائِداً / فَعَلِمْتُ كَيْفَ خِيَانَةَ الرُّوَادِ
قَالُوا القَضِيبُ عَلى الكَثِيبِ نَظِيرُهُ / أَرَأَيْتَ كَيْفَ تَقَوُّلُ الحُسَّادِ
مَنْ لِي لَو أنَّكَ كَالقَضِيبِ تَنَالُهُ / كَفِّي وَيُصْبحُ زَهْرُهُ بِوِسَادِي
قَالَ العَذُولُ أَرَى حَلاَوَةَ وَعْدِهِ / لِخِدَاعِهِ ضَرْباً مِنَ الإِيعَادِ
كَالعُودِ يَضْرِبُ في فُؤَادٍ فَارغٍ / فَتَأَسَّ لَو أَحْتَالُ بِالإِنْشَادِ
لاَ تَعْذِلَنِّي مَا فُؤَادُكَ فِي يَدي / صَبْراً وَلَمْ يَكُ في يَدَيْكَ فُؤَادِي
وَتَنحْ عَنْ زَفَراتِ أَنْفَاسِي التِّي / لَوْلاَ الدُّمُوعُ لأَحْرَقَتْ عُوَّادِي
لَوْ كْنْتُ فِيهِ هَائِماً وَحْدِي
لَوْ كْنْتُ فِيهِ هَائِماً وَحْدِي / لَعَذَرْتُ عُذَّالِي عَلى وَجْدِي
أَمَا وَكُلُّ الكَوْنِ يَعْشِقُهُ / فَعَلاَمَ أُخْفِي فِيه مَا عِنْدِي
هَامَ النَّسِيمُ بِلُطْفِهِ فَلِذَا / ظَهَرَ اْعتِلاَلٌ فِي صَبَا نَجْدِ
وَلَهُ عُيُونُ الزَّهْرِ رَامِقَةُ / بِنَوَاظِرٍ مُلِئَتْ مِنَ السُّهْدِ
وَأَبِيكَ لَوْلاَ لِينُ قَامَتِهِ / مَا اشْتَقْتُ لِينَ مَعَاطِفِ الرَّنْدِ
يَا قَاتِلي وَجَوَانِحِي أَبَداً / تَشْتَاقُهُ فِي القُرْبِ والبُعْدِ
لَكَ أَنْ تَجُورَ عَليَّ يَا أَمَلي / وَعَلَيَّ أَنْ أَرْضَى بِمَا تُبْدِي
وَلَئِنْ أَرَاقَ دَمِي هَوَاكَ فَيَا / شَرَفِي وَيَا حَظِّي وَيَا سَعْدي
أَخْفَيْتُ حُبْكَ إِذْ خَفِيتَ ضَناً / فَكَأَنَّنَا كُنَّا عَلى وَعْدِ
لَكَ نَاظِرٌ أَبَداً لَحِاجِبِهِ / يَشْكُو ظُلاَمَةَ عامِلِ الغَدِّ
لَكَ عَارضٌ لَمَّا أَعْتَرَضْتُ رَأَي / إِطْلاَقَ جَارِي الدَّمْعِ في نَقْدِي
لاَ تَطْمَعَنَّ فَمَا سَلُوُّ فُؤَادِهِ
لاَ تَطْمَعَنَّ فَمَا سَلُوُّ فُؤَادِهِ / فِي وُسْعِ طَاقَتِهِ وَلاَ اسْتِعْدَادِه
هَيْهَاتَ أَنْ يُصْغِي إِلى غَيْرِ الهَوى / قَلْبُ المُحِبِّ فَإِنْ شَكَكْتَ فَنَادِهِ
أَعْطَى هَوَى لَيْلَىجَميعَ رُسُومِهِ / إِلاَّ مُنَيْزِلَةَ الَّذِي بِفُؤَادِهِ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ وَصْلَهُ عَانَقْتُهُ / حَتَّى أَرَى التَّوْحِيدَ فِي تَعْدَادِهِ
لَكِنَّنِي مَا رمْتُ أَشْهَدُ حُسْنَهُ / إِلاَّ فَنِيتُ فَغِبْتُ عَنْ إِشْهَادِهِ
يَا سَيْفَ مُقْلَتِهِ سَكِرْتَ فَعَرْبِدِ
يَا سَيْفَ مُقْلَتِهِ سَكِرْتَ فَعَرْبِدِ / كَيْفَ اشْتَهَرْتَ عَلى المُحِبِّ المُكْمَدِ
ورَمَيْتَ عَنْ قَوْسِ الفُتُورِ فَأَصْبَحَتْ / غَرَضاً لأَسْهُمِكَ القُلُوبُ فَسَدِّدِ
مَنْ لَمْ يَمُتْ بِعَذَابِ حُرْقَةِ قَلْبِهِ / مُتَنَعِّماً لاَ فَازَ مِنْكَ بِمَوْعِدِ
لِلصَّبِّ أُسْوَةُ خَالِ خَدِّكَ إِنَّهُ / مُتَمَتِّعُ فِي جَمْرِهِ المُتَوَقِّدِ
وَصِلْ عَلى رَغْمِ الحَسُودِ
وَصِلْ عَلى رَغْمِ الحَسُودِ / إِلَيْكَ سَعْداً يَا سَعِيدُ
فَدَنَا البعِيدُ وَيَا هَنَا ال / مُشْتَاقِ إِذْ يَدْنُو البَعِيدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025