المجموع : 3
جَمع المَحاسِنَ حينَ عُذّرَ خَدُّهُ
جَمع المَحاسِنَ حينَ عُذّرَ خَدُّهُ / وَبَدا بنفسَجُه الطَريُّ وَوردُهُ
غُصنٌ تَميسُ بِهِ الصبا وَيُعينُها / مَرحُ الصِبا فَيَميلُ ليناً قَدُّهُ
لا غَروَ إِن جَرحَ القُلوبَ بلحظه / أَنَّ الحُسامَ كَذاكَ يَفعَلُ حَدُّهُ
وَيغُرُّكَ الضَعفُ الَّذي في جَفنه / وَالسَيفُ يَقطَعُ نَصلُهُ لا غِمدُهُ
يُشفي غَليلي رَشفُ بَردِ رِضابهِ / وَيَزيدُني ظَمأٌ إِلَيهِ ووردهُ
غَضبان يَقصدُ ذِلَّتي وَأَعزهُ / أَبَداً وَيعشَقُ قتلتي وَأَودُّهُ
يا مَن يُصَوِّرُ كُلَّ شَىء هَيِّن / إِلّا تَعتُّبُهُ عَليَّ وَصَدُّهُ
وَلَئِن وَفا إِن خُنتُ دَمعي مُسعداً / فَلمِثل هَذا اليَوم كُنتُ أُعِدُّهُ
أَبَدى عِذارُكَ إِذ تَبَدّى
أَبَدى عِذارُكَ إِذ تَبَدّى / عُذري وَصارَ هَواكَ جدّا
نَفسي فِداؤُكَ ما أَقَلَّ / لِحُسنِ وَجهِكَ أَن يُفَدّا
يا مَن تَفَرَّد بِالجَمالِ / عَن البَريَّةِ واِستَبَدا
فَضَحَ الغَزالَةَ حُسنُه / وَأَبانَ نَقصَ البانِ قَدّا
وَحَمَت عَقارِبُ صُدغِه / آساً بوجنَتِهِ وَوَردا
أَوما كَفاكَ عَذابنا / بِالصَدِّ حَتّى زِدتَ بُعدا
أَتُحَرّمُ الوَصلَ الحلالَ / وَتَسحَتِلُّ القَتلَ عَمدا
أَسَفي عَلى سَعدٍ وَمِن / خَوفِ الوِشاةِ أَقول سُعدى
أَجد الشمالض وان جَرَت / حَرّى عَلى الأَحشاءِ بَردا
قالوا تَنامُ فَقُلتُ مَن / شَوقِ الخَيالِ رَقدتُ قَصدا
النَومُ يُصلحُ بَينَنا / وَالنَومُ أَصلحُ لي وَأَجدا
لَولا مَحبَّتُهُ الَّتي / أَبَداً تُريني الغيَّ رُشدا
لَصبرتُ عَنه تَجَلُّدا / إِذ لَم أَكُن في الحُبِّ جَلدا
وَشَغَلتُ بِالهادي الدُعاةِ وَذا / كَ أَرشَدُ لي وَأَهدى
مَلِكٌ أَنامِلُهُ عَلى / العافي مِن الأَنداءِ أَندى
سَهل خَلائِفُه إِذا / يَمّمتَهُ يَمَّمتَ سَعدا
غَرَسَ الصَنائِعَ في الأَنا / مِ فأَثمرت شُكراً وَحَمدا
مِن آلِ غَسّانَ الأُلى / فَضلوا الوَرى بأساً وَمَجدا
صَبٌّ عَلى طولِ الزَمانِ / يَزيدُ بِالعَلياءِ وَجدا
حَسَنُ السَريرَةِ لَم يَزَل / لِلَّهِ ما أَخفى وَأَبدى
ماضٍ عَلى الأَعداءِ / لا فَلَّت لَهُ الأَعداءُ حَدّا
مَلأَ الفَضاءَ عَليهُمُ عَدَداً / وَسَدَّ الأَرضَ سَدّا
كالبَحرِ يُجري خَلفَهُم / سُفُناً وَفَوقَ الأَرضِ جُردا
فَتَبعتَهُمُ مَسرىً وَمغَدا /
ما كانَ مثلهُما لِذي / القَرنينِ أَعواناً وَجُندا
شادَت عَلَيها دونَتهم / مِن خَوفِها يأجوجُ سَدّا
بحتوفِهم طَعناً / واِحراقاً وَقَدّا
أَلا ظَبيةَ / أَو شادِنٍ تَخذوهُ عَبدا
بِجِراحِه أَو مُوثَقاً / حَلَقاً وَقَيدا
وَمُحارِبٌ نَجّاهُ ذو عُددٍ / يَفوتُ الطَيرَ شَدّا
بِالفَرارِ مِن / الرَدى وَالعارُ أَردى
هَولٌ أَشابَ صِغارَهُم / وَأَتوكَ شيبَ الرأسِ مُردا
أفنَيتَهُم وَورِثتَهم / مالاً وَمَملكَةً وَوِلدا
يا خَيرَ غَسّانٍ أَباً / وَأَحقَّهم بِالمُلكِ جَدا
وَسبقتَ سَبقَهم الوَرى / بأَساً وَنَيلَ عُلىً وَجِدا
مَولايَ لا وَقفَ الرَسولُ عَليَّ / ما أَبقَيتَ جُهدا
طَلَباً لِشكركَ ما اِستَطَع / تَ وَحَقُّ شُكرِكَ لا يُرَدّا
فاِغفر فان أَخطأتَ في قَلبي / فَقَد أَحسَستُ قَصدا
يا بَهجَةَ الأَيامِ لا / ذاقَت لَكَ الأَيام فَقدا
ما كانَ واشٍ عَن تَلدّدِه
ما كانَ واشٍ عَن تَلدّدِه / لَو غادَرَ البَينُ شَيئاً مِن تجلّدِه
أَوما إِلَينا بأَطرافٍ مُخَضَّبةٍ / وَماسَ فآنآدَ صَبري في تَوَدّدِه
رَمى بِطَرفٍ وَلَم يَمدُد إِليَّ يَداً / فَما لِنَضح دَمي الهامي عَلى يَدِهِ