القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 15
إن الوجود الحق شيء واحدُ
إن الوجود الحق شيء واحدُ / يا سعد من يجلى له فيشاهدُ
وجمال علوة واضح متكتم / وعليه من حسن الملاح شواهد
قف ساعة حتى أعلمك الهوى / يا من يبيت وللهوى هو عابد
إن المحبة فيك كدَّر صفوها / جهل بمن تهوى لأنك جاحد
فلو انمحى عن عين ناظرك السوى / لعرفت من لهواه أنت القاصد
لكن عيونك عن مرادك في عمى / وتظل تنكر ذاته وتعاند
هو ظاهر في كل شيء باطن / أبداً إليه كل شيء ساجد
عود العلا ضربت به يده على / طبل الملا فالعالمون قصائد
ترك المراد له فكان مرادا
ترك المراد له فكان مرادا / وجرى بميدان الفناء جوادا
طلب الحبيب لأجله منه ولم / يطلب له من نفسه ليزادا
فهو الذي شرب الحقيقة صرفة / فاختال إطلاقاً وفك قيدا
وبدا بأفلاك الوجود على الورى / شمساً تنير خلائقاً وبلادا
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ
لي رتبة العلامة الشهم الأَسَدّْ /
قد أنشبت بين العدا ناب الأسدْ /
والحب رغما عن أنوف أولى الحسدْ /
سكن الفؤاد فعش هنيئاً يا جسدْ / هذا النعيم هو المقيم إلى الأبدْ
يا نسوة الحظ الخسيس رويدكن /
يا ليتكن عرفتني يا ليتكن /
فأنا الذي نلت العلا من يوم كن /
أصبحت في كنف الحبيب ومن يكن / جار الحبيب فعيشه العيش الرغد
عرش الوجود أظلني بضيائه /
وحبا التجلي لي ثياب ولائه /
وأتى من الرحمن طيب ندائه /
عش في أمان الله تحت لوائه / لا خوف في هذا الجناب ولا نكد
يا هيكل الأنوار سرك ما اكتمن /
إن بعت ما تلقاه أنت هو الثمن /
أنت الحفيظ على الجميع المؤتمن /
لا تختشي فقداً فعندك بيت من / كل المنى لكَ من أياديه مدد
هي حضرة في الشام طاب بها اليمن /
وبعلمها والفضل أشرقت الدمن /
ذات بها قد جاد مولانا ومن /
رب الجمال ومرسل الجدوى ومن / هو في المحاسن كلها فرد أحد
أنا من أعز أولى النهى وأجلها /
وربيت في نهل العلوم وعلها /
ووقفت في الشجرات لا في ظلها /
قطب النهى غوث العوالم كلها / أعلى عليٍّ سار أحمد من حمد
يا من تثنى وهو عندي واحد /
حق له منه عليه شواهد /
إني الذي أبداً لوجهك ساجد /
روح الوجود حياة من هو واجد / لولاه ما تمّ الوجود لمن وجد
أنا من كبار لا يطاق رضيعهم /
وبصيرهم عين العلا وسميعهم /
هم نابتون عليه وهو ربيعهم /
عيسى وآدم والصدور جميعهم / هم أعين هو نورها لما ورد
عجزت عقول ذوي النهى عن كنهه /
وتولهت عين السوى في شبهه /
والكل عن كل لنا لم يلهه /
لو أبصر الشيطان طلعة وجهه / في وجه آدم كان أول من سجد
قمر تبدى في سماء كماله /
لو تبصر الأقمار نور هلاله /
غابت وذابت تحت ذيل ظلاله /
أو لو رأى النمرد نور جماله / عبد الجليل مع الخليل ولا عند
هو باطن حجب الجهول المنكرا /
بل ظاهر من نوره بهر الورى /
طمعت نفوسٌ فيه ملقاةٌ ورا /
لكن جمال الحق جل فلا يُرى / إلا بتخصيص من الله الصمد
في ظلمة الأكوان لاح لك الضيا /
فاسرع إلى لألائه متملِّيا /
وإذا رميت عليه جهدك والعيا /
فابشر بمن سكن الجوانح منك يا / أنا قد ملأت من المنى عيناً ويد
يا مؤمناً دع عنك طاغية الجفا /
متحيرين وكن بنا متعففا /
نحن الذين نرى جمال المصطفى /
عين الوفا معنى الصفا سر الوفا / نور الهدى بحر الندى جسد الرشد
حتى تجلى من سموات الرضى /
وبه على الأكوان قد سمح القضا /
لا شيء إلا بعد ظلمته أضا /
هو للصلاة مع السلام المرتضى / الجامع المخصوص ما دام الأبد
إن السيادة والريا
إن السيادة والريا / سة في الشقي وفي السعيد
ثوبان للمولى الذي / سُمِّي بأسماء العبيد
لهما الشقيّ قد ادعى / بنزاع خاطره العنيد
فنزاعه المذموم لا / ما ليس عنه من محيد
ولدا السعيد هما لقد / نُسبا إلى الرب المجيد
قد أسلمت أفهامه / فأبت عن الأمر الشديد
فغدت سيادته على / كل الوجود بلا مزيد
وله الرياسة دائماً / في دولة الكون الجديد
والسر فيه بأنه / قد زال من بيت القصيد
لا زال منه وصفه / وبقِيْ كأحوال المريد
إن المراد هو المري / د إذا حوى حكم الفريد
ومشى إليه القهقرى / ورأى البرية من بعيد
وجميع أبعاد السوى / قرب لذي الأمر الوحيد
والقرب ما قد كان في / أزل على الشان المديد
والوهم زال ولم يكن / من قبل في فهم البليد
والقوم قد دخلوا إلى / ذات لقاها يوم عيد
والكهف يأوي أهله / والكلب منهم بالوصيد
ودخولهم عين الخرو / ج بمقتضى القول السديد
والأمر أمر واحد / لكن بتكرار عديد
والقرب قرب الذات وه / و الأصل لا قرب الوريد
إن الوريد من الورو / د وما ورودك بالمفيد
أهل الحمى حرسوا الحمى / عمن يروم وصال غيد
لا عن محارمهم فهم / منهم كأمثال الوليد
فاظهر لهم منهم بهم / واشهدْ تكن عين الشهيد
إن الفروع من الأصو / ل صناعة المبدي المعيد
هذا الكثير الواحدُ
هذا الكثير الواحدُ / فافرح به يا واجدُ
فجميعنا منه له / طول الزمان محامد
ما الكل إلا راكع / أبداً إليه وساجد
ولنا معانيه التي / منه تلوح مساجد
إن السجود هو الفنا / فيه لمن هو قاصد
وكذا الركوع الموت عن / دعوى النفوس الوارد
فاعجب لأمر زائد / منه وما هو زائد
خلق تكثَّر عدُّهم / فتناسلوا وتوالدوا
وتفرقوا فرقاً وهم / محسودهم والحاسد
وجميعهم صور له / عادت بهن عوائد
وهم الشؤن لذاته / فطوارف وتوالد
وأمورنا انتظمت به / عنه فنحن قصائد
أيقظ فؤادك وانتبه / لظهوره يا راقد
واعلم بأنك واجد / فيه وأنك فاقد
فهو الذي بشؤنه / متقارب متباعد
والكل منه له به / في الحالتين فوائد
بحر يميد بسفنه / أبداً وما هو مائد
هو مطلق وقيوده / معدودة والعادد
فاسكن به في ظله / فهو الكريم الماجد
أيان تقصده تجد / منه تمد موائد
إن النصارى واليهود كلاهما
إن النصارى واليهود كلاهما / لا عقل فيهم والعقول شواهدُ
جعل النصارى الرب جلَّ ثلاثةً / ثم ادعوا أن الثلاثة واحد
والعقل يأبى والتناقض واضحٌ / بين الورى وإن استراب الجاحد
وكذا اليهود وإن تكاثر عدُّهم / فيما مضى لم يبد منهم راشد
في أربعين من السنين تحيروا / في مَهمَهٍ ما قدرُه متزايد
لم يقدروا أن يخرجوا منه وهم / عدد كثير عن ألوف زائد
داروا وقد رجعوا لموضع بدئهم / وتناسلوا في تيههم وتوالدوا
وكذا الإله إذا أضل جماعة / خاب الرجا منهم وضل القاصد
حكَمٌ يحاربها اللبيب وإنها / لَأَحَقُّ فيها أن تقال قصائد
وملاك ذلك كلِّه فقدُ الحجا / ممن أضل له الإله الماجد
ومن اهتدى والله أكمل عقله / بعناية سبقت يرى فيشاهد
والعقل نور الله في ملكوته / وبه لنا التكليف وهو الشاهد
في الدال بالإهمال إعمالٌ بدا
في الدال بالإهمال إعمالٌ بدا / خبرٌ له عين الحقيقة مبتدا
وعليه من كل الجهات علائمٌ / دلَّت على التقوى وأنواع الهدى
صدق الذي هو كاذبٌ في طوره / طبق الإرادة في الشعار وفي الرِّدا
إن الذوات توهُّماتُ العقل في / أوصاف باريها كإرجاع الصدى
والحرف ينشأ بانحراف الطبع عن / سنن استقامته فتشهده العدا
طُوِيَ الطريق على انتشار جهاته / فانظر لمطلقه تراه مقيدا
يا ظاهراً في كل ما هو ظاهرٌ / يا باطناً نفسي لأنفسك الفدا
والسر في يوم القيامة قولهم / نفسي وقولك أمتي متقصدا
هذا هو النور المبين لعارفٍ / ولغارف من بحر شرعك جددا
هذا وهذا ثم هذا بعده
هذا وهذا ثم هذا بعده / هذا وهذا لم يزل معدودا
وهو الحساب ولا حساب سوى السوى / بالوهم صار له الجميع عمودا
فانظر إلى العدد الذي هو واحد / وهو الكثير مراتباً وقيودا
واعبر به في الهاء منحرفا إلى / سرِّ الأسامي واعتبره حدودا
هذا به طوراً يكون حضوره / فتراه قطباً قائماً مقصودا
كالشمس في الأفلاك تنزل رتبة / فيقال جاءت طالعاً مسعودا
إني كَشَفَت وما كشفت لأنني / بالإذن كنت له أقيم رقودا
طوران لي طور أنا
طوران لي طور أنا / والطور اِلآخرُ سيدي
وهما معاً لي تارة / جمعٌ يكون لمفرد
جمع قديم عهده / في مفرد متحد
والغير إما نفسه / أو نفس مولى الأعبد
شيءٌ خُصصتُ به ولا / تلقاه إلا في يدي
قد قال هذا قبلنا / قول الإمام المرشد
لي سكرتان وسكرة / هي للمريد المقتدي
فاسمع هديت ولا تكن / فيما تقول بمعتدي
صدق الطريق نجاة من / هو في المقام الأحمدي
هيهات ليس المنتهي / في الله مثل المبتدي
وإن استحال الإنتها / في الجامع المتوحد
واصمت ولا تنطق فما ال / هادي إليه المهتدي
واحذر خيالك أن يوس / وس بالمقال لك الردي
فيريك أنك صرت مث / ل أمامك المتجرد
بالفهم في أقواله / وبظنك المتردد
هذي علوم الذوق كال / محسوس بالحس الندي
لا بالتفهم والتوه / هم من إليها يهتدي
بل بالصفاء وبالوفا / وطهارة القلب الصدي
مالنفس إلا كدرة / في صفو روحك تغتدي
فامسح بأمر الله كد / رة روحك المتجسد
قلب المحقق واجدٌ بل فاقدُ
قلب المحقق واجدٌ بل فاقدُ / والكون أجمعه لديه قصائدُ
لا شك عند العارفين جميعهم / أن الوجود الحق حق واحد
وسواه معدوم وموجود به / عقد عليه من النقول شواهد
والكل فان مستحيل ما عدا / من قد تجلى فيه وهو الماجد
فإذا امرؤ في الله كان لقلبه / عقد صحيح أو خيال فاسد
ذاك الوجود به تجلى ظاهراً / للعارفين يرونه فيشاهد
ويقول قائلهم لقد عقد الورى / عقداً وما اعتقدوه إني عاقد
يعني على حسب الذي أنا عارف / لا مقتضى ما يقتفيه الجاحد
والكفر كفر في الحقيقة مثل ما / هو في الشريعة عند من هو قاصد
أعني به عند الذي هو ناظر / في عقده الموجود فيه الواجد
لا عند من هو للوجود محقق / منا وإن ضجت عليه حواسد
هو كل شيء في الوجود الواحدِ
هو كل شيء في الوجود الواحدِ / هو كل موجود هناك وواجدِ
هو علم الأسماءَ آدمَ كلَّها / هو كل مولود يكون ووالدِ
ما قصدنا الشيء الذي هو هالك / بل قصدنا وجه الوجود القاصد
وهو الوجود الحق في غيب الورى / متنزه عن درك كل مشاهد
هو لم يلد أبداً ولم يولد ولا / كفء له أحد مقالة لاحِدِ
لا شيء يشبهه ولا هو مشبه / شيئاً تعالى عن دراية وارد
والكل صورهن من عدم له / وقايامهن به بأمر واحد
هو أمره القدر المقدر دائماً / في عين معترف بذاك وجاحد
متنزه هو عن مقادير الورى / بوجوده الحق المبين الشاهد
قمنا به بوجود أمر سائل / كاللمح من بصر إقامة عابد
والجاهلون بأمره أيضاً لهم / هذا ولكن بالوجود الجامد
الله أكبر لا سواه وإنما / يعطي ويمنع ليس بالمتباعد
عدم أحاط به الوجودْ
عدم أحاط به الوجودْ / هو صبغة الله الودودْ
صبغ العوالم كلها / بوجوده فهي الشهود
وهو المحب لها أما / بالنفس منه لها يجود
هي لم تكن شيئاً وقد / صارت به شيئاً يسود
وبدت به بيضاً وقد / كانت به من قبل سود
نفس الوجود محيطة / بالكائنات بلا نفود
هو مطلق لكن له / من كل معدوم قيود
وله ركوع الكائنا / ت جميعها وله السجود
وبه الشفاء لها على / حكم القضا وبه السعود
الله أكبر هذه / هي أحرف ولها مدود
كلماته قد خطها / في لوحه قلم الوجود
يمحو ويثبت دائماً / بالعلم من كرم وجود
وهي الحدود له فثق / بالحافظين على الحدود
إني أنا بك يا ودودْ
إني أنا بك يا ودودْ / عدم أحاط به الوجودْ
حق أحاط بباطلٍ / وله الركوع به السجودْ
وكذا العوالم كلها / مثلي ومثلك يا كنود
ما ثم غير إحاطة / بالكل من رب ودود
والظل أنت وعلمه / في نور طلعته العمود
يا ذا المحيط بنا كما / هو بالجميع له النفود
سور به ظهرت لها / صور بأنواع الحدود
قدم كمثل دوائر / أوساطها عدم يرود
والله قال بكل شي / ء قل محيط محض جود
بل ذاك قرآن مجي / د وهو في لوح الورود
يا من تحير فيه لم / يعرفه ما هذا الصدود
كم ذا التواني هذه / أكفان مثلك واللحود
فاطلب إلهك وحده / منه به ودع الجحود
واعلم بأنك إن طلب / ت سواه معه فلا يجود
هو واحد في ملكه / والخلق أجمعهم جنود
كن فيه يقظاناً له / ودع البرية في رقود
وانظر إليه به ولا / تنظر إليك عسى تسود
في قلبك السر الخفي / شمس لها منك القيود
هذا مقام أولي النهى / تلك الجهابذة الأسود
فاسلك على منهاجهم / واحرص على حفظ العهود
ترفع إلى أوج العلا / وتكون من أهل الشهود
غنى لنا داعي السرور وغردا
غنى لنا داعي السرور وغردا / فسمتعه في الصبح يعلن بالنِدا
فأقمت في قلبي صلاة تحيتي / للوجه من ذاك الحبيب إذا بدا
وجه هو النور المبين لمن يرى / يا سعد من يهوى الحبيب تعبدا
نحن الدهان له بنا متلون / وهو الوجود الحق حيث تجردا
هي وردة قل كالدهان سماؤنا / كانت كما القرآن أفصح مشهدا
فنراه يصبغنا بمحض إرادة / أزلية كيف اقتضته على المدى
يمحو ويثبت ما يشا بوجوده / كالبحر بالأمواج لم يظهر سدى
وهو المنزه والمقدس دائماً / عن كل شيء كثرةً وتعددا
هي صبغة الله التي جاءت لنا / في الذكر نعرفها على رغم العدا
وهي الشؤن له التي قد جاءنا / نص الكتاب بها يلوح محددا
الله أكبر بعد هذا كله / يا عارفون تحققوا وخذوا الهدى
ولقد شهدتُ قِبالة الأقصى الذي
ولقد شهدتُ قِبالة الأقصى الذي / وردَت إليه بنا كبار مواردِ
كاساً من الحجر الرخام مدوَّراً / في بركةٍ جمعت بفكرٍ شاردِ
وأتيتُهُ فشربتُ منه فيا له / كاس تدفَّق بالزلالِ الباردِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025