القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الصوفيّ العُماني الكل
المجموع : 3
مَا كلُّ من مَلَك الثَّراءَ يَجودُ
مَا كلُّ من مَلَك الثَّراءَ يَجودُ / كلاً وكلُّ الرجال تَسودُ
مَا كلُّ من طلب السباقَ بمُدرِكٍ / شَأواً ولا كل البُروق تجود
مَا كلُّ من رام المعاليَ راقياً / فِيهَا ولا كل الصُّعودِ صعود
مَا كلُّ مُوفٍ للدِّمام سَمَوْءلاً / كلاً ولا حاكِي القَريضِ لبيد
مَا كلُّ خانقةِ الجَناحِ جَوارِحاً / كلاً ولا خَفْقُ الرياحِ بُنود
مَا كلُّ وَقّاهِ القَريحةِ مُنشِداً / كلاً ولا كلُّ القصيدِ قصيد
مَا كلُّ عقلٍ للهدايةِ قائداً / كلاً ولا كلُّ المِراس شديد
مَا كلُّ سهمٍ فِي الرماية صائباً / كلاً ولا كلُّ المَقال سَديد
مَا كلُّ من قاد الكتائب فَيْصلاً / كلاً ولا كلُّ الوقائع سود
ملكٌ تخرُّ لَهُ الجَبابر سُجَّداً / وبَرِقٌ من جَزعٍ لَهُ الجُلْمود
حكمٌ عَلَيْهِ من الجَلالِ مَهابةٌ / وله من النصر العزيز جنود
عَلم يُريك من العلوم عَجائباً / لولا النبوةُ قلت ذا داود
قمر يريك من الجمال أشعَّةً / وعليه من نسج البهاء بُرود
سيفٌ تُسَلُّ لَهُ السيوفُ وتنقضي / ولها بهامِ المُلحدين غُمود
فَرْدٌ تَفَرَّدَ بالفتوح فنصرُه / م العالَمِ الأعلى لَهُ ممدودُ
أسد لَهُ كلُّ الأُسودِ ثعالبٌ / مَولىً لَهُ كلُّ الأنامِ عَبيد
بَطَل لَهُ فِي المُذنبين وَقائِع / ولدى النَّدى فِي المُدْقِعِين رُعود
شهدتْ لَهُ يوم النِّزال مَشاهِدٌ / إِذ مَلَّ جيشَ البَغْيِ وهْو حَصيد
غَدروا بِهِ والغدرُ مَهْلَكةُ الوَرى / فَثَنى عِنانَ الجيشِ وهْو وَحيد
ضحكتْ صَوارِمُه وهن عَواتِقٌ / وبكتْ رِماحُ الخَطِّ وهْي جُمود
للهِ وِقفةُ باسلٍ خُذِلت لَهَا / كلُّ العِدى والعالَمون شُهود
فَصَّلتَ مُجْمَلهم بعزمٍ لَمْ يَزَلْ / يُردِي النفوسَ مخافةً ويُبيد
تجري مقاديرُ الإلهِ عنايةً / منه لَهُ فيما بَشا ويُريد
عَذْبُ المَناهلِ للوفودِ بمالِه / ولدَى الوغى مُرُّ المَداقِ شديد
لم يَحلُلِ العافونَ غيرَ رِحابِه / لولاه مَا حَدَتِ المَطيَّ وُفودُ
فالويلُ يَا صُورُ ارجِعي وتَعذَّري / فالعُذرُ للجانِي بِهِ ممدود
واستسلِمي فِي راحَتَيْه فإنما / حبلُ الأمانِ بكَفِّه مَعْقود
وذَرِي مغالبةَ الملوكِ فإنّ مَن / نَاواهمُ فِي قبرِه مَلْحود
أَظننتَ أهلَك مانِعينَ ذِمارَهم / هل يمنعُ الموتَ الزُّؤَامَ جَليد
لَمْ تُغنِهم عندَ اللقاءِ نقودُهم / لا يَدْفَعنْ سهمَ القضاءِ نُقود
فبدتْ لهم فَوْقَ الكثيبِ مَصانِعٌ / لكنّها فَوْقَ الكُعوب قيود
شُهْبٌ تلوح لناظريها أَنْجُباً / قِلَعٌ ولكنْ فِي القلوبِ حَديدُ
عُجِنت بماءِ المُزْنِ تربتُها إذن / لكنَّ من دَمِّ العِدى مولود
وإذا تَراءَتْها العيونُ تَظُنُّها / فَوْقَ السحاب أساسُها مَعْقُود
وتخالُها لَبِناً يُشاد بناؤُها / لكتها لحمُ العدى وكُبود
قِلَعٌ لَهَا بالمَشْرِقين مَشارقٌ / لَهَا بأقصى المَغْرِبين عُفود
ولهنَّ من شَفَق الغُروب أَجِلَّةٌ / ولهن من فَلَق الصباح عَمود
سجدتْ لطَلْعَتِها الشَّواهقُ وانثنَتْ / أعطافُ أوديةِ القِفار تَميد
هَذَا هو النَّبَأ العظيم لمنكِرٍ / قَدْرَ الملوكِ فإِنَّ ذا لَكَمود
رِفْقاً أَميرَ المؤمنين فإنما / خضعتُ لطعتِك العُتاة الصِّيدُ
وأَتَوْكَ طَوعاً مُهْطِعين كَأَنَّهم / تَحْتَ الإطاعة مُذعِنون هُجود
يا نِعمةَ المَوْلَى وأيَّ فضيلةٍ / فَلأَنْتَ صالحُ والأَنام ثَمود
يَا أَيُّها الزمن المَجيد بفيصلٍ / رُحماك هل ملكٌ سواه مَجيد
ما فِي الوجود أَرَى تركتَ بقيةً / تأتي بِهَا حَتَّى المَعادِ تعود
فكأنني بالملحدين تَشَدَّفوا / قَدْ وَرَّثَتْهُ المُلكَ قبلُ جُدود
فالمالُ يُورَثُ لَيْسَ أخلاقٌ الفتى / والمُلكُ كَيْفَ النصرُ والتأييد
فَلأَنْتَ شمسٌ والزمانُ سماؤُها / وأخوك بدرٌ والجُدود سُعود
وبَنوك تيمورُ الهِزْمَرُ ونادِرٌ / قَمران والبدرُ المُنير محمُودُ
ومحمدٌ وأخوه أحمدُ وابن عَمْ / مَتِهم ذِياب الفارِس الصِّنْدِيد
كَرُمَتْ أَرومتُهم وعَزَّ نِحارُهم / لا ضيرَ قَدْ بالأصلِ يَزْكُو العود
فَلأَنْتُمُ واللهِ سادةُ معشرٍ / نَعِمَ الزمانُ بكم وطاب الْجُود
أنت الكفيلُ لذا الزمانِ وأهلِهِ / وزعيمُه ولواءه المَعْقُود
وإِلَيْكَها غَرَّاءَ تَنْفُثُ سِحْرَها / مَا صَدَّها عن قِبْلَتَيْكَ صدود
خَطَرَت تَهزَّعُ فِي بُرود جَمالِها / مَرَحاً ومنظرها إِلَيْكَ جديد
مَا للحمائمِ بالغصون تُغرِّدُ
مَا للحمائمِ بالغصون تُغرِّدُ / أَشجاكِ نوحِي أم شجاكِ المَعْهَدُ
قَدْ كنتُ فِي وَلَعِ الصبابة والجَوى / واليومَ بالتفريق وَيْك أُهَدَّد
لم يكفِ أني بالصدودِ معذَّب / حَتَّى غدوتُ بكل بابٍ أُطرَد
فالهجرُ أَفْتَلُ مَا يكون عَلَى الفتى / إنْ كَانَ طبعاً فِي الهوى يَتودَّد
من كَانَ ذا نفسٍ عَلَيْهِ عزيزة / صَعْبٌ عَلَيْهِ قَطْعُ مَا يتعوَّد
إن كَانَ داعِي الهجرِ يَا وُرْقُ الَّذِي / أبكاكِ إن مَدامِعِي لا تَجمُد
نُوحِي عَلَى فَنَن الغصونِ تَرَنُّماً / وتَردَّدي فلعلَّ نوحَك يُسْعِد
لو أن نار الوجدِ من جَمْرِ الغَضَى / خَمَدت ولكنْ نارُه لا تَخْمَد
كم ذا أَهيم هَوىً ونارُ صبابتي / فِي كل آنٍ بالحَشى تَتوقَّد
وأُعانق الباناتِ شوقاً إنها / كقُدودِهم أغصانُها تَتَأَوَّدُ
وأُغازل الظَّبَياتِ فِي كُنُساتِها / فأقول مَا للظبيِ غُصْنٌ أَمْلَد
فأَتيهُ بالبيداءِ أَنْتَشِق الصَّبا / فلملَّ عَرْفاً من شَداهم يوجَد
مُتَبَدِّدَ الأفكارِ طوراً أَرْتَدِي / ثوبَ السُّهادِ وتارة أَتَوَسَّد
يا جِيرةً بانُوا فبانَ تَصَبُّري / هل نظرةٌ منكم بِهَا أَتَزَوَّد
غادرتُموني فِي الهوى كَلِفاً وَقَدْ / خَلَق التجلدُ والهوى يتجدَّد
يا سادةً هل بالحِمَى لي عودةٌ / فيعود مَا قَدْ كنتُ منكم أَعْهَد
رَعْياً لذاك العيشِ كَانَ بقربِكم / رَغْداً وعيشي من رِضاكم أَرْغَد
حمَّلتموني بالجَفا مَا لَمْ أُطِق / صبراً عَلَيْهِ جَهْدَ مَا أتجلَّد
ونَقَضتُم عهدَ المودةِ بيننا / وتركتُموني هائماً أَترَدَّد
يا حادِيَ الرُّكبانِ مَهْلاً إنني / بَيْنَ الهَوادج مُطْلَق ومُقيدُ
قد كنتُ فِي مهدِ الجَفا متقلِّباً / والآن فِي أَسْر الفراقِ مُصفَّد
فكِلاهما نارانِ نارٌ بالجفا / تُورَى ونار بالفراقِ تَوَقَّد
إن الزمان ببَيْنِنا ذو حالةٍ / كم حالة للدهرِ لا تتعدَّد
يَقْضِي بتفريقِ الأَحبة شَرْعُه / ولجمعِ شَمْل الأَكْرَمين يُبدِّد
في حالتين من الزمان مَعاشُنا / وكلاهما فِي حالةٍ لا تُحْمَد
إنْ أقبلتْ أيامُه أَوْ أدبرتْ / هِمَمٌ فذا لهوُ المعاشِ الأَنْكَد
إني لَمِن نكدِ الزمان عَلَى شَفىً / لولا المليكُ بن المليكِ الأَوْحَد
إنْ تشكُ نفسي ضِيقَ دهرٍ أسرعتْ / ليمينِه فأَنالَها مَا يُوجَد
ملكٌ لَهُ ثوبُ الجلالةِ مَلْبَسٌ / وله عَلَى ظهر المَجَرَّةِ مَسْنَدُ
هو رحمةٌ للمسلمين ونعمة / للمجتدين وآيةٌ لا تُجْحَد
مُتكفِّل لبني الزمان برزقِهم / فيداه فِي كرمِ تَغُور وتُنجِد
هَذَا هو الملك الَّذِي عَقِمت بِهِ / أُمُّ الممالك إنهما لا تُولِد
شمسُ العَوالم أنت سِرُّ الله فِي / هَذَا الزمانِ ونُوره المُتجسِّد
فالاسمُ يُعرِب عن صفاتِك إنه / هو فَيْصَلٌ عَضْب الغِرار مُهنَّد
مولايَ إنك فِي القضاءِ مُحكَّم / وبسَيفِ نصرِ الله أنت مُؤيَّد
مُدَّت إِلَيْكَ يدُ المَمالك رغبةً / وأَتتْكَ فِي حُلَل المهابةِ تَسْجُد
إن الخلافةَ فِي بني سلطانَ قَدْ / أَضحتْ تُراثاً فيهمُ تتردَّدُ
قد شَيَّدوها بالقَواضبِ والقَفا / وبِها مِنا نَصَبوا الخيامَ ومَهَّدوا
إن غاب عنها سيدٌ منهم أتى / من بعِده منهم إليها سيد
يَتناوبون بعرشِها حَتَّى انتهَتْ / فِي واحدٍ فهْو الجميعُ المُفْرَد
لولا أبو تيمورَ مَا كَانَ الأُولَى / من قبلِه مَلَكوا وَلَمْ يكُ أَحْمَد
فلتهْنَ يَا ملكَ الزمانِ فإنها / سِيقتْ إِلَيْكَ فأنت فِيهَا الفَرْقَد
أَوْفَى الزمانُ بوعدِه المعهودِ
أَوْفَى الزمانُ بوعدِه المعهودِ / كَرَماً كما قَدْ سرَّنا بحُمودِ
واستبشرتْ أوقاتُنا فكأنها / بظهوره قَدْ بُشِّرَتْ بخُلُودِ
وبه استنارتْ بهجةً أيامُنا / لكنها لَمْ تَخْلُ من تَنْكِيدِ
سَرَّت بإنجاز الوعودِ قلوبَنا / لكنها قَدْ كَدَّرت بسُعود
هجمتْ بنو عبسٍ عَلَيْهِ مُذْ غدا / مستقبِلَ المِحْراب للتَّهْجِيد
فغَدا مُعَفَّر بالتراب مُضَرَّجاً / بدمائِه يكسوه ثوبُ صَعيد
لبسوا ثيابَ العارِ ثُمَّ تَجلبَبُوا / بمطارِفِ التَّعنيف والتفنيدِ
لَهْفِي عَلَيْهِ لو رأيتُ مُصابَهُ / كنتُ الفداءَ بطارِفي وتَليدي
عيني تجود بدمعِها لكنّه / قلبي لَهُ أقسى من الجُلمودِ
إذ خان بالسلطان سيدِنا أبي ال / فضلِ المليك الأَرْيَحيِّ سعيدُ
أَضحى سَليباً من ممالكه وَقَدْ / ركب الجوادَ مشرَّداً فِي البِيد
حَتَّى أتى بالحزمِ فانفتحتْ لَهُ / أبوابُها بالعِزِّ والتمجيد
فاستصرخ الملكَ الأَغرَّ أبا النَّدى / قُطْبَ المعالي مُظْهِر التوحيد
فأتتْه غاراتُ الإِله منوطةً / من فيصلٍ بالنصر والتأييد
تَطوِي السَّباسِبَ والوِهادَ يَحفُّها / طيرُ المنيةِ فِي أَكُفِّ الصِّيدِ
وبها السَّوابِقُ كالبوارِقِ سُرَّباً / يحملنَ كل غَضَنْفَرٍ صِنْديد
فانحلَّ مَا بالحزمِ من عزم العِدى / واستنكفتْ أطماعُ كل مَرِيد
ودَنَتْ قُطوفُ الأمنِ يانعةً وَقَدْ / لبس الزمانُ جلاببَ التَّوطيد
فهناك أُلقيَتِ العَصا وأَناخ بي / حادِي الهوى ووضعت ثَمَّ قُيودي
وبسطتُ مدحِي للمُملَّك فيصلٍ / مولى الأَنام خَليفة المعبودِ
ومددتُ كفي فِي جواهرِ فضلِه / فنظمتُها بقلائدٍ وعُقودِ
فابتزَّها مني الزمانُ فأصبحتْ / فِي جيدهِ مقرونةً بسُعود
وَطفِقتُ أَكْرَع فِي مَواردِ جُودِه / فتلاطمتْ أمواجُها بخدودي
فغَرفتُ من بحر المواهبِ والسخا / يَا حبَّذا من مَنْهَلٍ مورود
ولئن سَطا دهري عَلَيَّ بمِخْلَبٍ / حسبي حِمىً بلوائه المعقود
وإِذا أناختْ بي ركائبُ فاقةٍ / نُخْتُ المطيَّ بظلِّه الممدود
وإِذا السحائبُ عَزَّ يوماً قَطْرُها / هَطلتْ غَوادِي راحتيْه بجود
مِنَنا حَملتُ بعاتقي من وفرةٍ / فَتنظَّمتْ بِسُموطِها فِي جِيدي
يَا ابن الملوكِ أبا الملوكِ ومن همُ / فِي وَجْنَة الأيام كالتَّوريد
قد شيَّدُوا ركن المعالي وابْتَنَوا / للمجدِ بيتاً مُحكَم التشييد
قامت دعائمُه بسَعْيِك واستوتْ / أركانُه بمقامك المحمود
لا بِدْعَ أَنْ كلُّ الورى قَدْ جُمِّعوا / فِي واحدٍ بالحَصْر والتجديد
لا زلتَ فِي وجهِ الليالي غُرّةً / وبك الزمانُ ومَنْ بِهِ فِي عيدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025