المجموع : 3
بَغْدَادُ مَكَّتُنا وَأَحْمَدُ أَحْمَدُ
بَغْدَادُ مَكَّتُنا وَأَحْمَدُ أَحْمَدُ / حُجُّوا إلى تِلْكَ المناسِكِ وَاسجُدوا
يَا مُذْنِبينَ بِها ضَعُوا أَوْزارَكُمْ / وَتَطَهَّرُوا بِترابِها وَتَهَجَّدُوا
فَهُناكَ مِنْ جَسَدِ النُّبُوَّةِ بَضْعَةٌ / بِالْوَحْيِ جِبْريلٌ لَها يَتَرَدَّدُ
بَابُ النَّجَاةِ مَدينَةُ الْعِلْمِ الَّتي / ما زالَ كَوْكَبُ هَدْيِها يَتَوَقَّدُ
ما بَينَ سِدْرَتِهِ وَسُدَّةِ دَسْتِهِ / نَبَأٌ يُقِرُّ لَهُ الكَفُورُ المُلْحِدُ
هَذا هُوَ السِّرُّ الَّذِي بَهَرَ الوَرَى / فِي ظَهْرِ آدَمَ فَالمَلائِكُ سُجَّدُ
هذا الصِّراطُ المُسْتَقيمُ حَقِيقَةً / مَنْ زَلَّ عَنْهُ فَفِي الجَحيمِ يُخَلَّدُ
هذا الذي يَسْقِي العِطاشَ بِكَفِّهِ / وِالحَوْضُ مُمْتَنِعُ الحِمى لا يُورَدُ
سَمْعاً أَميرَ المؤمِنينَ لِمدحَةٍ / صَدَقَتْ فَهَلْ أَنَا قَارِئ أَوْ مُنْشِدُ
القَائِمُ المَهْدِيُّ أنتَ بَقِيَّةُ ال / إسلام تَمْهَدُ تارَةً وَتُشَيِّدُ
بُعْداً لِمُنْتَظِرٍ سِواهُ وَقَدْ بَدَتْ / مِنْهُ البَرَاهِينُ الّتي لا تُجْحَدُ
إنْ كانَ فَوْقَ الطُّورِ ناجِى رَبَّهُ / موسى فَبِالمِعْراجِ أَنْتُم أَزْيَدُ
أوْ كانَ يُوسُفُ عَبَّرَ الرُّؤْيا فَكمْ / لِلْغَيْبِ مِنْكُمْ مَصْدَرٌ أَو مَوْرِدُ
اللَّه أَنْزَلَ وَحْيَهُ لِمُحمَّدٍ / وَإِليْكُمُ أَفْضَى بِذاكَ مُحَمَّدُ
يا ساكِنْي دارَ السَّلامِ لجِارِكُمْ / شَرَفٌ أُنافِسُكُمْ عَلَيْهِ وَأحْسُدُ
إنّي أَوَدُّ إِذْا وَطِئْتُمْ أَرْضَها / لَو أنَّ تُرْبَتَها لِعَينَيْ إثْمِدُ
إنَّ الخَليفَةَ مِنْ ذُؤَابَةِ هاشِمٍ / لِلدّين وَالدُّنيا دَليلٌ مُرْشِدُ
الدَّهْرُ فِي يَدِهِ فَجودٌ مُرْسَلٌ / سَبْطٌ وَبَأْسٌ مُكْفَهِرٌّ أَجْعَدُ
يا مَنْ لِمْبغِضِهِ الجَحيمُ قَرارُهُ / ولِمَن يُواليْهِ النَّعيمُ السَّرْمِدُ
لَولا التَّقِيَّةُ كُنْتُ أَوَّلَ مَعْشَرٍ / غَالَوا فَقالُوا أنتَ ربٌ تُعْبَدُ
مَلِكٌ إِذْا ظَمِئَتْ شِفاهُ رِماحِهِ / فِي معْرَكٍ فَدَمُ الوَريدِ المَورِدُ
مَلِكُ إِذْا الْتَطَمَتْ صُفوفُ جُيوشِهِ / أَيقَنْتَ أنَّ البَرَّ بَحْرٌ مُزْبِدُ
يَعْلوهُ مِنْ زُمَرِ المَلائِكِ فِيلقٌ / بِالرُّعبِ يَنْصُرُ عَزمَهُ وَيُؤَيِّدُ
يا عاقِداً لِلطَّعْنِ فَضْلَ لِوائِهِ / مَهْلاً فَأجْنِحَةُ المَلاّئِكِ تًعْقَدُ
أَنِفَتْ صَوارِمُهُ الجُفُونَ فَأصْبَحَتُ / بِالنَّصرِ فِي قِمَمِ الخِوارِجِ تغْمَدُ
إنْ كانَ أَطْمَعَ مَنْكِليّاً صَفْحُهُ / فَوَراءَ ذاكَ الصَّفْحِ نارٌ تُوقَدُ
عَصَفَتْ رِياحُ الصّافِناتِ بِجَيْشِهِ / شَدّاً فَطارَ هَباؤُهُ المُتَبَدِّدُ
سَدَّ العَجاجُ عَنِ الهَزيمةِ سَبْلَهُ / فَسَقاهُ ماءَ المَوتِ دَجنٌ أَسْوَدُ
ثُمَّ انْجَلى عَنْهُ القَتامُ فَهارِبٌ / وَمُزَمَّلٌ بدِمِائِهِ وَمُصَّفَّدُ
خَلَطَ القَنا بِعِظَامِهِ فَتَشابَهَتْ / هِيَ وَالقَنا المُتَقَصِّفُ المُتَقَصِّدُ
زَجَّتْ بِهِ عَن أَصْبَهانَ وَأُخْتِها / هَمَذَانَ حَرْبٌ نارُها لا تَخْمَدُ
مَسْحاً بِأعْناقِ الجِيادِ وَسوِقها / إنْ كانَ قَد أَنْجاهُ طِرْفٌ أَجْرَدُ
لَو كُنْتُ حاضِرَ جَمْعِهِمْ لَشَفِيتُ مِن / أَعداءِ أَحْمَدَ غُلَّةّ لا تَبْرُدُ
هَلَكُوا بِعْصيانٍ وَفُزتُ بِطاعَةٍ / وَاللَّه يُشْقي مَن يَشاءْ وَيُسْعِدُ
أَمَلي يَخِفُّ وَجُوْدُ مُوسى مُثْقِلي / فَالشَّوقُ يُنهِضُ وَالعَطايا تُقعِدُ
مَلِكٌ يَهِشُّ تَلَطُّفاً بِعُفاتِهِ / فَكَأنَّهُ المُسْتَعْطِفُ المُسْتَرفِدُ
عَقَدَ الإمامُ عَلَيْهِ خِنْصَرَ عَزْمِهِ / فَرَآهُ سِيْفاً لِلْخُطوبِ يُجَرَّدُ
مَنْ مُبْلِغُ عَنَّي أَباهُ أَنَّ مِن / آلِ الرَّسولِ أَباً لَهُ يَتَوَدَّدُ
دامَتْ صَلاةُ إلهِنا وَسَلامُهُ / أبَداً عَلى ذاكَ الإمام تَجَدَّدُ
قَالُوا تَشَفَّعَ بِالْجَما
قَالُوا تَشَفَّعَ بِالْجَما / لِ وَلَوْ تَثَبَّتَ كانَ أَجْوَدْ
فَأَجَبْتُ إِنِّي مُسْلِمٌ / أَرْجو الشَّفاعَةَ مِن مُحَمَّدْ
بَينَ البَنانِ وَصُدْغِهِ المَعْقُودِ
بَينَ البَنانِ وَصُدْغِهِ المَعْقُودِ / خَمْرانِ مِن كَأْسٍ وَمِنْ عَنْقُودِ
هذِي تُدارُ لَنا بِأَبْيَضِ ناعِمٍ / تَرِفٍ وَتِلْكَ تُدارُ فِي تَوْريدِ
ساقٍ كَأَنَّ جَبِينَهُ فِي شَعْرِهِ / قَمَرٌ تَبَلَّجَ فِي اللَّيالِي السُّودِ
غُصْنٌ تَرَنَّحَ رِدْفُهُ فِي خَصْرِهِ / فَعَجِبْتُ لِلْمَعْدومِ فِي المَوْجودِ
وَضَّاحُ دُرِّ الثَّغرِ مَعْسولُ اللَّمَى / مُتَضايِقُ الأَجْفانِ رَحْبُ الجِيدِ
يَلْوِي عَلى زَرَدِ العِذارِ دَلالَهُ / كَمْ فِتْنَةٍ بَيْنَ اللِّوَى وَزَرودِ
نَبَتَتْ عَلى الكَافُورِ مِسْكَةُ خَالِهِ / وَالمِسْكُ يَنْبُتُ فِي الظِّبَاء الغِيدِ
فِي جَفْنِهِ لِمُحِبِّهِ وَعَدُوِّهِ / سِيْفانِ مِن لَحْظٍ وَحَدِّ حَدِيدِ
هذا يَقُومُ عَلى القُلُوبِ دَليلُهُ / قَطْعاً وَذاكَ السَّيْفُ بِالتَّقْلِيدِ
إيَّاكَ وَالأتْراكَ إنَّ لِبَعْضِهِمْ / أَشْخاصَ غُزْلانٍ وَفِعْلَ أُسُودِ
أَجْسامُهُمْ كَالمَاءِ إلاَّ أَنَّها / حَمَلَتْ قُلُوباً مِن صَفَا الجُلْمُودِ
هُمْ أَوْرَثوا الجِسْمَ السَّقامَ وَعَذَّبُوا / أَجْفانَنا بِالدَّمْعِ وَالتَّسْهِيدِ
أَرْعَى الكواكِبَ مُعْوِلاً فَكَأنَّني / وُكِّلْتُ بِالتَّعْدادِ وَالتَّعْديدِ