المجموع : 6
وأنيقةٍ أنُفٍ يُضَوِّعُ طِيبها
وأنيقةٍ أنُفٍ يُضَوِّعُ طِيبها / جُنْح الدُّجى عمدُ التراب وجعدهُ
جيدَتْ من الديم السراع بواكفٍ / بسمتْ بوارقهُ وزمجر رعْدهُ
في متْن أملس نازحٍ عن طارقٍ / خاوي الصُّوى ما فيه إلا رُبْدهُ
راحت له معتلَّةً من نسمةٍ / تجري فيحسدهُ الكِباءُ ونَدُّهُ
كأريج عرض ابن الحسين وذكره / في العَمِّ إذ تُتْلى عُلاهُ ومجدهُ
تَضِرُ النعيم لبيقُ عطْفٍ بالعُلى / تخشى بوادرهُ ويُرْجى رِفْده
يلوي ويخلفُ في الأمور وعيدهُ / كرماً ويصدقُ في المكارم وعْدهُ
خِرْقٌ ذخائره إذا ذخر امرؤٌ / مالاً مناقبه الفِخامُ وحمْدهُ
يستعذب المُرَّ الأليمَ بعزْمهِ / فكأنما صابُ المآثر شَهْدهُ
وتُطيعهُ شُمس الخطوب بقصدهِ / فكأنَّ أحْداثَ الليالي جُنْدهُ
ويقول في النادي فيحصرُ دونهُ / حُمْس الجدال إذا يقولُ ولُدُّهُ
ولنعمَ مأوى الطَّارقين عشيَّةً / وليلُ يلتهم المواقدَ بَرْدهُ
حين اشتداد القُرِّ يجحدُ عنده / مُستودع النار الكمينةِ زنْدهُ
فهناك ضيفُ الزَّيْنبيِّ بغبْطةٍ / ثاوٍ وللخصب المُحسَّدِ وفْدهُ
منْ مُوردي ماء النحور جيادهمْ / والقاعُ يخْفي بالعجاجةِ وِرْدُهُ
الناصرينَ الدين حالَ يَغُوثُهُ / من دون طاعته وضلَّل وَدُّهُ
وإذا عُرى الأحساب جاذبها الورى / فلهم من الحسب المُكَرَّم عِدُّهُ
سيلٌ من العلياءِ سالَ ومِنْ عُلى / قاضي القُضاة أخي المناقِبِ مَدُّهُ
كثُرتْ رواياتُ الرُّواةِ فواعِدٌ
كثُرتْ رواياتُ الرُّواةِ فواعِدٌ / بالخير عنك ومخبرٌ بوَعيدِ
وتقسَّموا شُعباً فملمحُ رخْصةٍ / ومُبالغٌ في الخوفِ والتَّشْديدِ
وتنوَّعتْ قُربُ العِبادِ فراشِدٌ / ومُضَلَّلُ الأعمال غيرُ رشيدِ
وأتيتُ بابك مُفلساً من عُدَّةٍ / لي غير حُسن الظَّنِّ والتوحيدِ
وَصَلَ الجوادُ من الجَوادِ
وَصَلَ الجوادُ من الجَوادِ / رَبِّ العَوارِفِ والأيادي
رحْبُ اللَّبانِ سَما لَهُ / لَحْظٌ ورادِفَةٌ وهادي
جُمِعَتْ لِمُرْسِلِهِ المَناقِبُ / وهو مَجْموع المُرادِ
فَتَشابَها مُتَسابِقَيْنِ / بيومِ مَيْدانٍ ونادِ
هذا سَبوقٌ للأجا / وِدِ وهو سَبَّاق الجِيادِ
أهْداهُ أرْوَعُ ماجِدٌ / سامي المَحَلَّةِ والعِمادِ
تشْكو العِشارُ الكُومُ صارِمَهُ / كما تشْكو الأعادي
فصباحُهُ جَمُّ الغُبارِ / وليْلُهُ جَمُّ الرَّمادِ
الخِرْقُ عِزُّ الدِّينِ هازِمُ / كلِّ رائعَةِ نَأدِ
بمَضاءِ إِقْدامٍ تُظاهِرُهُ / أناةٌ مِنْ سَدادِ
كالسَّيْفِ ثَبْتٌ في الغُمودِ / وقاطِعٌ يومَ الجِلادِ
يَهْتَزُّ مِن ذِكْرِ العُلى / هَزَّ المُثَقَّفَةِ الصِّعادِ
ويُرِيكَ مِن قَسَماتِهِ / لَمعانَ مُرْهفَةٍ حِدادِ
وهو المُجاهِدُ بالشَّآمِ / وبالعراق أخُو جِهادِ
مِن تَحتِ راياتِ الإِمامَةِ / وهي داعيَةُ الرَّشادِ
فأعِيذُ مَجْدَ المَرْزُبانِ / بِرافِعِ السَّبعِ الشِّدادِ
وأبيحُهُ مِدَحاً تَدارَسُ / في الحَواضِرِ والبَودي
تَتأرَّجُ الدُّنْيا لَها / مِن غيرِ مِسْكٍ أوْ جِسادِ
سَيَّارةٌ أبْياتُها / كَمسيرِ صيتي في البِلادِ
كيف الرُّقادُ ولاتَ حين رُقادِ
كيف الرُّقادُ ولاتَ حين رُقادِ / رَحَلَ الشَّبابُ ولم أفُزْ بمرادِ
هِمَمٌ عن الغرض المُحاوَل بُدِّلتْ / أمَلاً فَبدَّلَتِ الكَرى بسُهادِ
سِيَّانِ مُعْتلجُ الحِمامِ وحسْرةٌ / ضربتْ وجوهَ العَزْم بالأسْدادِ
إنَّ المَعالي حالَ دونَ بُلوغِها / عَدمُ الثَّراءِ وقِلَّةُ الإِنْجادِ
فعلى العراقِ كآبَةٌ منْ مُغْرَمٍ / جعل الضُّلوعَ ركائبَ الأحْقادِ
يُبْدي حَفائظَهُ وليس بحاصِل / إلاَّ على الإِبْراقِ والإِرْعادِ
طرقتْ بأشراف العُذيب مُسَهَّداً
طرقتْ بأشراف العُذيب مُسَهَّداً / أغْضى الجُفونَ على قَذىً وقَتادِ
والجوُّ مِنْ فَقْدِ الصَّباحِ كأنهُ / أسْوانُ مُشتملٌ بثَوْبِ حِداد
ما أنْصَفَتْ بغدادُ ناشئها الذي
ما أنْصَفَتْ بغدادُ ناشئها الذي / كَثُرَ الثَّناءُ به على بغْدادِ
سَلْ بي إذا مَدَّ الجِدالُ رواقَهُ / بصَوارمٍ غيرِ السُّيوفِ حِدادِ
وجرتْ بأنواعِ العُلومِ مَقالَتي / كالسَّيْلِ مَدَّ إلى قَرارِ الوادي
وذعرْتُ ألْبابَ الخصوم بخاطرٍ / يقْظانَ في الإصْدارِ والإيرادِ
فتصدَّعوا مُتَفرِّقينَ كأنَّهُمْ / مالٌ تُفَرِّقُهُ يَدُ ابن طِرادِ