المجموع : 3
دَعْ بينَ أثوابي وبينَ وِسادي
دَعْ بينَ أثوابي وبينَ وِسادي / شَبَحاً يَصُدُّ فوارسي وجِيادي
إنّي أخافُ عليكَ إنْ أخرجتَهُم / يوماً كيومِ الحارثِ بنِ عُبَادِ
ما زلتُ أخشى أن أعادَ من الهَوى / حتى خَفِيَ جسَدي عن العُوّادِ
أَمُمَلِّكَ الحادي عزيزَ قِيادِهِ / لمَ لا تُملِّكُني ذَليلَ قِيادي
نادَى المُنادي بالرّحيلِ فخِلْتُهُ / بينَ الجوانحِ بالرحيلِ يُنادي
واستبطنوا الوادي وماذا ضرَّهُمْ / ألاّ يجودَ الغيثُ بطنَ الوادي
دَعهم وقلبي ما أريدُ رُجوعَهُ / أبَداً فقلبي كانَ أصلَ فَسادي
لو يَعلمونَ صلاحَ حالي عندهم / ما فرّقوا بيني وبينَ فُؤادي
مَثَلٌ خلَعْتُ على الزّمانِ رِداءَهُ / عَوَزُ الدّراهِمِ آفَةُ الأجْوادِ
يا سعدُ سعدَ بني تميم شيخكم / لا يستقلُّ بظهرهِ في النّادي
ولِعَتْ بصحةِ جِسمهِ أيامُهُ / ولعَ الهَوى بصحائِحِ الأكبادِ
فانهوا سفيهتكم فقد حذرتُها / ما تحذرُ الأيامُ من إيعادي
جعلتْ بحارَ الأرضِ مثلَ أناملي / ولو انصفتْ ما كنَّ من أنْدادي
ورأَتْ نجومَ الليلِ في أفْلاكِها / فتوَهّمَتْها من شِرارِ زِنادي
أنا عبدُ من لو قال للشّمْسِ اغرُبي / غَرَبَتْ وقد طَلَعَتْ على الأشْهادِ
المُستَقِلُّ من الوَزارةِ رُتْبَةً / إشراقُها فوق الخلافةِ بادِ
لا تَحسِبي أحَداً يمُجّدُ فِعلَهُ / والأزد في الدّنيا من الأمجادِ
قومٌ إذا هطَلَ السحابُ ببلدةٍ / هطَلَتْ أكفُّهم بكلِّ بِلادِ
لو قيل للأيامِ هاتي جائداً / ودعي الوزيرَ لما أتَتْ بجَوادِ
الواهبُ الآدابِ مثلَ هِباتِهِ ال / أموالَ والرّفادَ للرفَادِ
وفتى المكارمِ والأيادي مَنْ غدتْ / من عقلهِ عندَ العقولِ أيَادِ
لا تأمَنوا آراءَهُ وظُنونَه / إنّ الغُيوبَ لها من الأمدادِ
وتعَوّذوا باللهِ من أقلامِهِ / إنّ السّيوفَ لها منَ الحُسّادِ
لا تألفُ الأفكارُ ساحةَ همِّه / إلاّ كإلْفِ البرقِ للأرعادِ
كلُّ الملوكِ عبيدُه في أرضِهِ / لا فخرَ بالآباءِ والأجْدادِ
أوَ مَا كَفاكُمْ أنه مولاكُم / هلْ من مَزيدٍ للفَتى المزدادِ
عقَّ الكُماةُ لخوفِه هيجاءَهُم / وهُمُ لطاعتِها منَ الأوْلادِ
وتقنّعُوا بالنّزْرِ من أيامِهِمْ / حتى ظنناهُم من الزُّهادِ
ومن الترابِ عَجاجُهُمْ وعَجاجُهُ / ممّا يُحَطّمُ من قَنا وجِيادِ
القابلُ الجردِ العِتاقِ كُماتُها / أُسْدٌ مخالِبُها صدورُ صِعادِ
قومٌ إذا طعَنوا الفوارِسَ في الوَغى / غرِقَتْ رِماحُهُم إلى الأعضادِ
سلبَ الكواكبَ نورَها وكأنّهُ / قومٌ بها فوقَ الكواكبِ صادِ
قلْ لي فأينَ تُريدُ قد حُزْتَ المدى / وعلوتَ حتى صِرتَ بالمِرصادِ
السّيفُ لحظُكَ والجبالُ ضَرائبٌ / والرمحُ خوفُكَ والنجومُ أعَادِ
ما اسْتشرفتْ عيناكَ رأسَ مُدَجَّجٍ / إلا تحدَّرَ قبلَ ضَربِ الهادِي
ما للطّوائِفِ يَمنعونَكَ طاعَةً / أعْطاكَها صرفُ الزّمانِ العادي
لتُصَبِّحَنّ بك المَنايا أرضَهُمْ / في جحْفَلٍ يأتي بِلا ميعادِ
تشكو إليكَ الشّمسُ حَرَّ صدورِه / فَرَقاً إذا زَفَرَتْ منَ الأحْقادِ
حتى يُقالَ إذا غدَتْ أسيافُهُ / تَرمي أعالي طيرِهِ بالزّادِ
أَجثوم طيرٍ طرنَ عن هاماتِهِم / أمْ هامُهم طارتْ عن الأجْسادِ
كذَبَ المحدثُ بالشّجاعةِ والنّدى / عن خِنْدِفٍ وربيعةٍ وإيادِ
لو أبصرتْ عيناكَ آل مهلّبٍ / والخيلُ راويةُ النحورِ صَوادِ
يخْرُجْنَ من رَهَجِ العَجاجِ كأنّها / أسْيافُهُمْ خرَجَتْ من الأغْمادِ
وضِرابَهم قُلَلَ الكُماةِ وفي القَنا / قِصَرٌ ولم يُسْفَكْ نَجيعُ قُرادِ
أو لَوْ رأيتَ جَنابَهم متدفقاً / متوسّعاً لتضايُقِ الرُّوّادِ
ووُجوهَهُمْ للبذلِ من إشراقِها / قد قنّعَتْ شمسَ الضُحى بسَوادِ
لرأيتَ أو كلتَ جفونكَ أنْ تَرى / لُجَجَ البحارِ وآنفَ الأطْوادِ
وعلِمتَ أنّهم على رغمِ العِدى / ذهبوا بكلِّ نَدى وكلِّ جِلادِ
يا من نُصغِرُهُ إذا قلنا لهُ / ملِكَ الملوكِ وماجِدَ الأمجادِ
وتُجاوِزُ الفُلكَ المُدارَ إرادتي / وأرى عطاياه تَجوزُ مُرادي
وذبابُ سيفكِ أنّهُ قَسَمُ الوَغى / والموتُ في ثوبٍ من الفِرْصادِ
لأُطرِّزَنّ بكَ الزّمانَ مَدائِحاً / تَختالُ بينَ الشدوِ والإنشادِ
تَدَعُ المَسامِعَ والقُلوبَ لحُسْنِها / عِندَ الرُّواةِ تُشدُّ بالأصْفادِ
قسَماً لقد نشرَ الحَيا
قسَماً لقد نشرَ الحَيا / بمناكبِ العَلَمَينِ بُرداً
وتنفستْ يمنيَّةٌ / تَستضحِكُ الزَّهرَ المندَّى
وجريحةُ اللبّاتِ تَنْ / شُرُ من سقيطِ الدمع عِقَدا
نازعتُها حَلَبَ الشؤو / نِ وقلما استعبرتُ وجدَا
ومُساجلٍ لي قد شقق / تُ لدائِه في فيَّ لحداَ
لا ترمِ بي فأنا الذي / صيرتُ حُرَّ الشِّعرِ عَبدَا
بشواردٍ شمسِ القيا / دِ يزدن عند القُرب بُعداَ
وممسّكِ البردين في / شبه النقا شبهاً وقَدّا
فكأنما نسجتْ علي / ه يدُ الغمامِ الجونِ جلدَا
واذا لوتكَ صفاته / أَعطاكَ مسَّ الروعِ فقدَا
فكأَنَّ معصمَ غادةٍ / في ماضغيهِ اذا تَبَدَّى
يحدو قوائمَ أَربعاً / يَتركن بالتَّلْعَاتِ وهدَا
جاب المُطَّرب قد تَفَرْ / رَدَ بالفراهةِ واستَبَدَّا
واذا تخللَ هضبةً / فكأَنَّ ظل الليلِ مَدَّا
واذا هوى فكأنَّ رك / ناً من عَمَايَةَ قد تَردَّى
واذا استقلَّ رأَيتَ في / أَعطافه هَزلاً وجدَا
متقرطٌ أُذناً تَعي / زَجْرَ العَسوفِ اذا تَعدَى
خَرقاءُ لا يجد السرا / رُ اذا تولجها مَرَدَا
أَوطأْتُهُ مرعى نسي / بي واجتنبتُ وصالَ سُعدَى
ملكٌ رأى الاحسانَ من / عُددِ العواقبِ فاستعدَّا
كافي الكفاة اذا انثنت / مقل القَنا الخطى رُمْدَا
تكسوه نشرَ العرفِ كَفْ / فٌ من جفونِ الطلِ أَندَى
لا زلتَ يا أَملَ العفا / ةِ لفارطِ الآمالِ وِردَا
والقَ الليالي لابساً / عيشاً برود الظلِ رَغدَا
لام العَذولُ على هواهُ وفنَّدا
لام العَذولُ على هواهُ وفنَّدا / فأَعاد باللومِ الغرامَ كما بَدَا
رَشأٌ قدِ اتخذَ الضلوعَ كناسَه / والقلبَ مَرعى والمدامعَ موردَا
ثَمِلُ القوامِ اذا بَدَا واذا رَنَا / فَضَحَ الغزالةَ والغزالَ الاغيدَا
كالوَردِ خَداً والهلالِ تباعداً / والظبى جيداً والقضيب تَأَودَا
مترنحُ الاعطافِ من خَمرِ الصِّبا / أَو قَدْ تَراه باللحاظِ معربَدا
أَيقنت أَنَّ من المُدامةِ ريقه / لما بدا دُرُّ الحَبَابِ مُنَضَّدَا
وعلمتُ أَنَّ من الحديدِ فؤادَه / لما انتضى من مقلتيهِ مُهَنَّدا
سيفٌ ترقرقَ في شَباه فِنْدُهُ / مالى بغير جوانحى أَنْ يُغمدَا
من منصفى من جَورهِ فلقد غدا / مَدْمي وسيفُ لحاظهِ متقلدَا
زَرقَ الأسنةَ في الرماحِ فلم أرَ / في رمحِ قامتهِ سناناً أَسودَا
آنستُ من وجدى بجانبِ خدهِ / ناراً ولكنْ ما وجدتُ بها هُدَى
متوردُ الوجناتِ ماءُ جبينهِ / الاّ ارتدى ثوبَ الحياءِ مُوَرَّدَا