المجموع : 7
لنا ملكان حازا كلَّ فخرٍ
لنا ملكان حازا كلَّ فخرٍ / بما مَلكاهُ مِنْ رقِّ الأعاد
فيحيى للفوارسِ مَسْتَعِدُّ / وأنت أبا عليٍّ للجراد
وحدائقٍ خُضْرِ المعاطِفِ أُلْبِسَتْ
وحدائقٍ خُضْرِ المعاطِفِ أُلْبِسَتْ / منْ حُسْنِ بهجتها ثيابَ زبرجد
زَرَّتْ عليها الشمسُ فَضْلَ ردائها / فبدا زَبَرْجَدُهُنَّ تحتَ العسجد
لا مثلَ مجلسنا وقد نُظِمتْ به
لا مثلَ مجلسنا وقد نُظِمتْ به / في جيدِ أعناق السُّرور قلائدُ
وافى به القُرَشيُّ وهو كأنَّهُ / قمرٌ وأكواسُ المُدام فراقِد
ظبيٌ حماه الله بالحسنِ الذي / بذَّ المحاسِنَ فهو فيه واحد
أحوى أغَنُّ إذا ذكرتُ جلالهُ / قامتْ عليه من الجمال شواهد
كَمُلَ السرورُ به ولولا شخصُه / ما قادنا نحو المسرَّةِ قائد
ذَرْني ونجداً لا حملتُ نجادي
ذَرْني ونجداً لا حملتُ نجادي / إن لم أَخُطَّ صعيدَهُ بِصِعادِ
وأُخَضْخِضَنَّ حشا الظلامِ إلى الدُّمى / وَأُصَافِحنَّ سوالفَ الأجياد
حيثُ العبيرُ وشى تأرُّجُه على / مَسْرَى الظباءِ ومَسْرَحِ الأبراد
ولقد مررتُ على الكثيبِ فأرْزَمَتْ / إبلي ورجَّعتِ الصهيلَ جيادي
ما بينَ ساحاتٍ لهمْ ومعاهدٍ / سُقِيَتْ من العَبَراتِ صَوْبَ عِهاد
ضَرَبُوا ببطنِ الواديَيْنِ قِبابَهُمْ / بينَ الصوارمِ والقنا المنآد
والورقُ تهتفُ حولهمْ طرَباً بهمْ / فبكلِّ مَحْنِيَّةٍ ترنمُ شادي
يا بانةَ الوادي كفى حزنا بنا / ألاّ نطارحَ غيرَ بانةِ وادي
أين الظِّباءُ المشْرئبُّةُ بالضُّحى / في مُنحَناك وأينَ عَهْدُ سعاد
وردوا ومن بعضِ المناهلِ أدمعي / وَنَأَوا وبعضُ الظاعنينَ فؤادي
فسقتهمُ حيثُ ارتمتْ برحالهمْ / هوجُ الركابِ روائحٌ وغوادي
ينهلُّ وابلُها كما ينهلُّ مِنْ / يُمْنى أبي الفضلِ الكريمِ أيادي
الأريحيُّ إلى السماحةِ مثلما / يرتاحُ للماءِ المروَّقِ صادي
والمعتلي فوقَ السماكِ أرومةً / والمزدري في الحلم بالأطواد
قاضٍ إذا يمَّمْتُ عَدْلَ قضائهِ / لم أُعْطَ جَوْرَ الحادثاتِ قِيادي
متواضِعٌ واللهُ يَرْفَعُ قدرَهُ / عنْ أنْ يُقاسَ بسائرِ الأمجاد
ما قُلِّدَ الأحكامَ دونَ تُقىً وهلْ / يُتَقَلَّدُ الصَّمْصامُ دونَ نِجادِ
طلقُ المحيّا واليدينِ إذا احْتبى / وإذا حبا رَحْبُ النَّدى والنادي
لو أُلبِسَ الليلُ البهيمُ جَلالَهُ / لم تَشتمل أرجاؤُهُ بسَوادِ
طاب الثَّناءُ تضوُّعاً منهُ على / حَسَنِ الشمائلِ طيِّبِ الميلاد
فإذا تنازعنا حديثَ عَلائِهِ / سَمَراً كَحَلْنا أَعْيُناً بسُهاد
تُحْدى به الأنضاءُ عندَ لُغوبِها / فتهيمُ بالتأويبِ والإسآدِ
وإذا الدُّجى أرخى السدولَ ورَنَّقَتْ / سِنَةُ النُّعاسِ بأعْيُنِ الهُجَّادِ
نَبّهْتُ للإدلاجِ صحبي فاهتَدَوْا / بضياءِ كوكبِ عَزمِهِ الوَقَّادِ
يا غُرَّةَ الزمنِ البهيمِ وعِصْمَةَ الرَّ / جُلِ الطَّريدِ ونُجْعَةَ المُرْتادِ
خُذْ منْ ثنائي ما يكادُ نظامُهُ / يُنسي فصاحةَ يَعْرُبٍ وإيادِ
أنا مَنْ تَمَنَّتْهُ الملوكُ فلم أُعجْ / منها على ذي طارفٍ وتِلاد
ورأتْ لساني كالسِّنانِ ذلاقةً / فتذكّرَتْهُ يومَ كلِّ جِلاد
لو لا تزهُّدُ هِمَّتي في نيْلها / لم تَخْشَ ذاتُ يدي صروفَ نفاد
كُنْ ناصري يا ناصرَ العَليا على / زَمَنٍ على أَهْلِ البلاغةِ عاد
الدهرُ لا تصفو مشاربه لنا / إلاّ إذا استشفعتَ لِلوُرَّادِ
وبنو الزمانِ وإن بدا مَلَقٌ بهمْ / أضغانُهم كالجمر تحتَ رماد
لا غَرْوَ أنك قد نشأتَ خلالَهُمْ / قد ينبتُ النُّوَّار بين قَتاد
عجباً لمن رامَ استباقكَ منهمُ / أنَّى يرومُ العَيْرُ سَبْقَ جواد
جَلَّ اعتلاؤكَ أنْ يُساجِلَهُ علاً / مَنْ ذا يُضاهي لجَّةً بثِماد
لا زلتَ ترفُلُ في سَوابغِ أَنْعُمٍ / فضفاضَةِ الأذيالِ والأبراد
وبقيتَ زيناً للبلادِ ورِفْعَةً / إنَّ الصوارمَ زينةُ الأغماد
ومهفهفٍ نبتَ الشقيقُ بخده
ومهفهفٍ نبتَ الشقيقُ بخده / واهتزَّ أملودُ النَّقا في بردهِ
ماء الشبيبة والجمال أرق من / صَقْلِ الحسامِ المنتضى وفِرِنْده
يُحيى الأنامَ بلمحةٍ منْ وَصْلِهِ / مِنْ بَعْدِ ما وردوا الحمامَ بصدّه
إن كنت أهديتَ الفؤادَ له فقلْ / أيّ الجوى لجوانحي لم يُهْدِه
هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ
هَل لِي سِوى وُطفِ الغَمائِمِ مُسعِدُ / بَينَ اللَواعِجِ وَجدُهُ يَتَوَقَّدُ
فَتبَسُّمُ الأَنوارِ عِندَ بُكائِها / قَد دَلَّ أَنّ بُكاءَهُنَّ تَعَمُّدُ
يا لائِمِيَّ وَقَد سَفَحتُ مَدامِعي / لَمّا خَلا بِالسَفحِ مِنها مَعهَدُ
كُنتُم تَرَون الرَأيَ رَأيي في البُكا / لَو أَنّ لَيلَكُم كَلَيلِيَ سَرمَدُ
الصُبحُ مَسدُود المَطالِعِ دُونَنا / وَالنجم عَن خَطوِ الغُروبِ مُقَيَّدُ
لا تُنكِرُوا خَفَقانَ قَلبِي إِنّهُ / سَكرانُ مِن خَمرِ الجُفونِ مُعَربِدُ
وَلتَسألُوا الرَكبَ اليَمانِيّ الأَلى / ظَعَنُوا بِميَّة أَينَ مِنها المَوعِدُ
بِالكِلَّةِ الحَمراءِ مِنها جُؤذَرٌ / وَسنانُ مَصقُولُ التَرائِبِ أَغيَدُ
خَفَقَت لَهُ زُهرُ الكَواكِبِ غيرةً / لَمّا تَحلّى الدُرَّ مِنهُ مُقَلَّدُ
وَبَكى الحَمامُ صَبابَةً إِن لَم يَكُن / بِقضيب قامتِه الرطيب يُغَرِّدُ
فَليَعلِم الغادُونَ أَنّ جَوانِحي / مَثوى الأَحِبَّةِ غُوَّرُوا أَو أَنجَدُوا
أَم يَنشُدُ الركبانُ بَين رِحالِهم / وَقَد اِرتَمَت بِهُم النَوى ما أَنشَدُوا
ضاعَ الفُؤادُ غَداةَ بَينِهِمُ وَما / في غَيرِ هاتيكَ المَراحِلِ يُوجَدُ
وَمُهفهَفٍ نَبتَ الشَقيقُ بَخَدِّهِ
وَمُهفهَفٍ نَبتَ الشَقيقُ بَخَدِّهِ / وَاهتَزّ أَملُودُ النَقا في بُردِهِ
فَأَتى بَرَوضِ الحُسنِ أَخضَرَ يانِعاً / غَضَّ الجَنى مِن وَجنَتَيهِ وَقَدِّهِ
فَليَبخَلِ الرَوضُ الأَنيقُ بَزَهرِهِ / خَدّاهُ أَحسَنُ بَهجَةً مِن وَردِهِ
وَلَيَكهَمِ السَيفُ الصَقيلُ فَإِنّما / عَيناهُ تُغني عَن ذَلاقَة حَدِّه
ماءُ الشَبِيبَةِ وَالجَمالِ أَرَقّ مِن / صَقلِ الحُسامِ المُنتَضى وَفِرِندِهِ
وَنَسِيمُهُ أَندى وَأَعطَرُ مِن صَبا / نَجدٍ وَنَشرِ عَرارِه أَو رَندِهِ
ذُو عِزّةٍ يُعزى الصباحُ لِنُورِها / حُسناً كَما يُعزى السَرابُ لِوَعدِهِ
وَسنانُ مَكحُولُ المَدامِعِ كاحِلٌ / جَفنَ المُحبِّ المُستَهامِ بِسُهدِهِ
إِن كُنتُ أَهدَيتُ الفُؤادَ لَهُ فَقُل / أَيَّ الجَوى لِجَوانِحي لَم يُهدِهِ
يَحيى الوَرى بِتَحِيّةٍ مِن وَصلِهِ / مِن بَعدِما وَرَدُوا الحِمامَ بِصَدِّه