القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 15
وعدَتْ ولم تفِ لي بذاك الموعدِ
وعدَتْ ولم تفِ لي بذاك الموعدِ / فغَدا الغرام غريمَ قلبي المُكمَدِ
هيفاءٌ أُرضيها وتُسخِطُني وقد / طاوعْتُها وعصَيْتُ كلّ مفنّدِ
يا دمعَ عيني زِدْ ولا تنقُصْ ويا / نارَ الأسى بين الحشا لا تخمُدي
بكرت مؤنّبَتي تلومُ على الهوى / وتروح جاهلةً عليّ وتغتدي
ظنّت بأن اللومَ يصلحني وما / علمَتْ بأن اللومَ فيها مفسدي
تاللهِ لا حاولتُ عنها سلوةً / وإذا انتهيتُ الى النهاية أبتدي
الهجر شرّد نومَ عيني في الهوى / وأذلَّ مع عزّي جنودُ تجلّدي
ويلاهُ من رشأٍ غريرٍ أغيدٍ / أربى على حورِ الحِسانِ النُهّدِ
أشكو أبكي وهو يضحكُ لاهياً / عني ويرثي لي ويبكي حُسّدي
لا تغرُرَنكَ رقّةٌ في خدّه / فالقلبُ منه قد قسا كالجَلْمَدِ
الصدق شيمتهُ ولكن لم يزلْ / في الحبّ يكذبُ مخلِفاً للموعدِ
مالي إذا أبرمتُ عنه سلوةً / في النومِ أنقضُها برغمي في غَدِ
بالله ربّك قلْ له يا عاذلي / زِدْ عزّةً في الحبّ ذُلاً أزدَدِ
أنا قد رضيتُ بأنْ أكونَ مدلّهاً / في حبّه فعلامَ أنت مفنّدي
يا طالبَ النيران دونكَ فاقتبِسْ / من نارِ قلبي المستهامِ المُكمَدِ
يا صادياً هذي دُموعي أصبحتْ / تنهلُّ من جَفنَيْ دونَكَها رِدِ
قد كان دمعي أبيضاً قبلَ النّوى / فاليومَ أصبح أحمراً كالعسجَدِ
أقررتُ أني عبدُه فتيقّنوا / ثم اشهدوا هو سيّدي هو سيدي
فله الجمالُ كما الفخارُ بأسره / متجمّعٌ في الحافظِ بن محمدِ
فخرُ الأئمة أحمدُ المحمودُ مَنْ / فاقَ البريّة بالنّدى والسؤددِ
زُرْهُ تزُرْ أزكى البريّة عنصُراً / متودّداً ناهيكَ من متودّد
متيقظٌ فطنٌ أغرُّ مهذبٌ / جمُّ العطايا صادقٌ في الموعدِ
فاقَ الورى فعَلا عُلوّ الفرقدِ / حتى لقد سمّوهُ سعدَ الأسعُدِ
يُعطيكَ عند سؤاله متبسّماً / وإذا امتنعتَ ولم تسلْهُ يَبتدي
وإذا ادلهمّ الخطبُ يوماً في الورى / لا تعدلَنْ عن رأيه المتوقّد
شهدتْ له الأعداءُ أجمعُ أنه / علمٌ ومَن هذا الذي لم يشهدِ
ما زال يرغبُ في الثوابِ ديانةً / منه ويزهدُ في اكتسابِ العسجدِ
علمٌ به كل البريّة تهتدي / وبرائه في كلِّ خَطبٍ تقتدي
أعراضُه للمادحين وجاهُه / للقاصدينَ ومالُه للمجتدي
في الفقهِ مثلُ الشافعيّ ومالكٍ / وأبي حنيفةَ وابنِ حنبلَ أحمدِ
ضاهى البخاريّ المحدّثَ رتبةً / مع مُسلمٍ ومسدَّدِ بنِ مسرْهَدِ
وأبو عبادةَ في القريض وجروَلٌ / لو عاصراهُ أصبحا كالأعبُدِ
يا أحمدُ المحمودُ من دون الورى / أنت الذي أوضحتَ شِرعةَ أحمدِ
خُذها إليك قصيدة رقّت كما / رقّت شكايةَ مُستهامٍ مُكمَدِ
ألبستَها بمديحك السامي إذاً / ثوبَ الفخارِ ومثلُه لم يوجَدِ
أنعِمْ إذاً بقبولها متفضلاً / فقبولُها فرَجي وغيظُ الحُسَّدِ
لا زلتَ في نعَمٍ وعزٍّ دائمٍ / ألفاً فمثلُك في الورى لم يولَدِ
ما ناح قُمريٌّ وغرّد طائرٌ / سحَراً على غُصن رطيبٍ أملَدِ
عودي على اسمِ اللهِ عودي
عودي على اسمِ اللهِ عودي / لمحمّدٍ وأبي السعودِ
عودي لبدرَيْ آل قح / طانٍ وشمسَيْ آلِ هودِ
الرافعينَ طريفَ مج / دِهِما على أسِّ التليدِ
والناشرينَ على عُقا / بِ الجيشِ أجنحةَ البُنودِ
قُطْبَيْ سماءِ المُلْكِ حي / نَ تدورُ أفلاكُ الجنودِ
كم أنطَقا بمنابِر ال / هاماتِ ألسنةَ الغُمودِ
وعلى الرماحِ ثعالِبٌ / قد عُلِّمَتْ قَنْصَ الأسودِ
ها قد علِمْتَ صحيح ودّي
ها قد علِمْتَ صحيح ودّي / ورضيتَ بعد القُرْبِ بُعْدي
وجهَدتَ نفسَك في العُدو / لِ عن الصداقةِ كلَّ جَهْدِ
ولقد تخِذْتُك لي أخاً / فرفضتَني ونقَضْتَ عهدي
وبعثتَ لي برسالةٍ / عن صدرِ ذي حنق وحقدِ
خُنتَ الإخاءَ فشِمْتَ عضْ / بَ الهَجْو شيمةَ كلِّ وغْدِ
هذا وقلبُك عالمٌ / بمحلِّكَ المأثورِ عندي
أُسْدي لك الفعلَ الجمي / لَ ولي قبيحَ الفعلِ تُسْدي
يا أوّلاً في كل عدٍّ
يا أوّلاً في كل عدٍّ / وجماعةً في شخصِ فردِ
ومُجلّياً كل الخطو / بِ بكوكَبَيْ جِدٍّ وجَدِّ
ومرفّعي من كلّ غَو / رٍ كنتُ أسكنُه ونجْدِ
ومقابِلي من فكره / وقريضِه بلظًى وندِّ
أنا لا أمُتُّ إليك في ال / إحسانِ لي إلا بودّي
فأفِضْ عليّ رداءَ عف / وِكَ في الذي أخفي وأُبدي
وانظُرْ إليّ بعين مو / لًى صافحٍ عن ذنبِ عَبْدِ
واقبَلْ شفيعَ مودّةٍ / لم يقلِهِ أحدٌ برَدِّ
وأعِدْ عليّ بشاشةً / كانت على الأربابِ بَعْدي
فلقد ظمِئْتُ وفي انبسا / طِك بالطّلاقةِ عذْبُ وِرْدِ
إن لم تكُنْ جمّاً لديْ / كَ مياهُها فاسمَحْ بثَمْدِ
واسلَمْ لحالَيْ سطوةٍ / وسماحةٍ تُردي وتُجْدي
شخص مُعاويُّ المِعِيْ
شخص مُعاويُّ المِعِيْ / يُهدي لها طَرفاه زَرْدا
يحكي العصا إن راح يب / تلعُ العصا لا بل أشدّا
وتظنه بلعا لشد / دة بلعه لو كان سعدا
إن بلّغتك العيسُ نَجْدا
إن بلّغتك العيسُ نَجْدا / فازدَد بها كلفاً ووجْدا
واحلل عزالي أدمعِ / تستضحك الزهر المندّا
حتى إذا فوّقْتَ منْ / هُ بمسقَطِ الأنداءِ بُرْدا
وجرى النسيمُ مُلاعباً / فاهتزّ خوطَ البانِ قدّا
واشتاقَ ثغرُ الأقحوا / نِ من الشقيقِ الغضِّ خدّا
واستنشرتْ دُرَرُ الشؤو / نِ فنظّمتْ برباهُ عِقْدا
وجرى السّحابُ على رسو / مِ عن الديار تعيد ردا
فاحملْ لها طيبَ السلا / مِ رُبوعِها خمراً وشهدا
يا حاديَ الأظعانِ رِفْ / قاً فالقلوبُ لديكَ تُحدى
في مُنحنى الأحداجِ بد / رٌ قد أعاد البدرَ عَبْدا
وبطرفِه مرضٌ به / أعدى القلوبَ وما تعدّى
وافترّ عن مترشف / ترك الصدى حظي وصدّا
يا قاتلي بيدِ الظَما / هلاّ أبَحْتَ لذاك وِرْدا
أنا من علمتَ فلا تخَفْ / يقضي على العلاتِ عهْدا
مهّدْتَ عُذري في الهوى / وتخِذْتَ ظهرَ العيسِ مَهْدا
ومددْتَ جيبَ الليلِ عن / صدرِ الصَباحِ بهنّ قَدّا
حتى إذا الشفقُ استطا / رَ بفحمةِ الظلماءِ وقْدا
كبنفْسجٍ شقّ النسيْ / مُ بمُلتقى طرفَيْه وَرْدا
أجرَيْتَ ذكرى أحمدٍ / فملأتها مدْحاً وحَمْدا
وخطرْتَ في فرْدِ المدا / ئح باسمِه فغدوتَ فرْدا
حبْرٌ رأى حِبرَ الثنا / ء عليه أحسنَ ما تردّى
سبْطُ الأناملِ غارسٌ / منا أثَيْتَ النبْتَ جَعْدا
وعلى عُلاهُ قدِ انطوَتْ / أبداً رُواقُ العزّ مَدّا
ذو راحةٍ كالغيثِ بلْ / أجدى بلا ضررٍ وأنْدى
وقريحُهُ أروى وأوْ / رى من جبينِ الشمسِ زَنْدا
وأجرى الى شأوِ العُلا / هِمَماً تفوتُ الوهْمَ شدّا
وأعادَ فيها ما كسا / هُ بُرودَ أمداحٍ وأبدى
ورأى التُقى والدينَ من / عُدَدِ العواقبِ فاستعدّا
جمُّ العوارِفِ والمعا / رِفِ كيف جادلَنا أجدّا
متجنّبُ الإيعادِ حِلْ / ماً سابقٌ بالبذْلِ وعْدا
لو كان غيثاً لم يكُنْ / يُبدي إذا ما سحّ رَعْدا
يَلقى المُنيخُ ببابه / عيشاً كما يهواهُ رغْدا
سفِهَ الزّمانُ فلم يزَل / حتى كَسا عِطفَيْه رُشدا
للشّرعِ منه مشرِّعٌ / يُدعى لديهِ البحرُ ثَمْدا
صفّى موارِدهُ وسلْ / سلَ ماءه علماً ومدّا
وروى فأروى غُلّةَ الظ / مآنِ حيثُ هدى وأهدى
يا حافظَ الدينِ المُضيْ / عَ المالِ معرفةً ورِفْدا
لا زال فضلُك عاقداً / في نحرِ عيدِ النحرِ عَقْدا
وعليَّ نظمُ قصائدٍ / ينثُرْنَ شمْلَ عداك قَصْدا
عقدتْ عليكَ لواءَها / فحُباهُم تنحلّ حِقْدا
عُبِدَتْ وأفرطَ حُسنُها / فأعادَ حُرَّ الشِّعرِ عَبْدا
هيهاتَ لا تَصْدى أزا / هِرُها وأنت لها تصدّى
لو أنها سمحَتْ بطيفٍ عائدِ
لو أنها سمحَتْ بطيفٍ عائدِ / نصبَ الرُقادُ لها جِبالةَ صائدِ
لكنها حجَبَتْهُ فاحتجبَ الكرى / عن شاهدٍ وافى بدمعِ شاهدِ
يا ليتَهُ متعاهِدٌ ذا صبوةٍ / لم يُبقِ منه الحبُّ غيرَ مَعاهَدِ
عدِم السُلوّ وما أراهُ بواجدٍ / سبباً يبلّغُهُ لقلب واجِدِ
ومريضةُ الأجفانِ إلا أنها / أعدَتْ شكايتُها فؤادَ العائدِ
أهدى إليّ البينُ وصلَ وداعِها / فمنحتُه ذمّاً بألسُنِ حامدِ
ما زِلْتُ أخدعُها على علاّتِه / حتى قرنْتُ حمائلاً بقلائدِ
ولقد ظمِئْتُ وما ظفِرْتُ ببلّةٍ / من ذاكَ العذْبِ الشنيبِ الباردِ
كان الفراقُ هو التلاقي فانظُروا / ضدّيْنِ قد جُمِعا بحالٍ واحدِ
ونديِّ أُنْس وشّحَتْ أعطافَه / دُرَرُ الكؤوسِ فهزّ معطَفَ ناهِدِ
عاطيتُ فيه الشمسَ تحت نُجومِها / بدراً تبلّجَ في قضيبٍ مائدِ
وظفرْتُ من ذهبِ المُدامِ بسائلٍ / يحتلّ من ماءِ الكؤوسِ بجامِدِ
في ظلِّ أيامِ السُرورِ كنايةً / عن ظلِّ أيام الأجلِّ الماجدِ
عمرو الحُروبِ لديه غيرُ معمِّرٍ / بل خالدُ المعروفِ ليس بخالدِ
شيمٌ تقسّمتِ المكارمَ فاغتدتْ / فرحَ الوليّ ورُغْمَ أنفِ الحاسدِ
غصبَ الكواكبَ وصفُها فلمجدِه / في صولةِ المرّيخِ ظرفُ عُطاردِ
ذو العَضْبِ والعذْبِ اللذَيْن تكفّلا / قطعَ الوريدِ ووصْلَ ريِّ الوارد
من معشرٍ عقَدوا المعاقِدَ للوغى / وتكفّلوا فيها بحدِّ مَعاقِدِ
ركبوا الجيادَ الجُرْدَ واعتقلوا القنا / فكأنّهمْ أُسْدٌ سطَتْ بأساوِدِ
أغنَتْهُمُ الأرماحُ حملَ مَخاصرٍ / وكفتْهُمُ الأدراعُ لبس مجاسِدِ
ظفَروا لأن أبا المظفّرِ صائلٌ / فيهم بأطولِ ساعدٍ ومُساعدِ
وذكيةُ النفَحات زادَك نشرُها / أرَجاً على طولِ المدى المُتباعِدِ
من قاصدٍ لك والمنازلُ غُربةٌ / بقصائدٍ ملقنّةٍ بقصائدِ
وارَتْكَ من ثغرٍ يسرّكَ أهلُه / عبَروا رُبوعَ جوامعٍ ومَساجدِ
أجريتَ ماء العدْلِ فيهمْ سَلْسَلاً / وأبحْتَهُم منهُ أجلّ موارِدِ
وكسوتَهُم حُللَ الحُنوّ عليهمُ / فغدوتَ أشفقَ فيهمُ من والدِ
منهم بحمدِك والثناءِ جميعهمْ / متوافقون على لسانٍ واحدِ
هذا مَقامُ أبيكَ فاسْمُ بمجدِه
هذا مَقامُ أبيكَ فاسْمُ بمجدِه / فالشّهمُ يروي عن أبيه وجدِّهِ
ما إن ركبْتَ مقلِّداً بحُسامِه / حتى مشَيْتَ موشِّحاً في بُردِه
ولقد أشَمْتَ الثغر منك مهنّداً / خِلناهُ ذاك العَضْبَ رُدَّ لغِمْدِه
فكأنّ عدلَك أُقحوانةُ ثغرِه / وكأن بأسكَ جُلّنارة خدّه
فاعْقُدْ عليه البدرَ تاجاً وانتظِمْ / زهرَ الكواكب لؤلؤاً في عِقدِه
واسحَبْ بعسكرك السحابَ فبيضَهُ / من برقِه وصهيلَه من رعدِه
من كلِّ مشحوذِ الظُبى كلسانه / أو كل ممتدّ اللواءِ كقدّه
يهدَونَ منكَ بضوءِ بدرٍ أقسمَتْ / أن لا تفارقَهُ كواكبُ سعدِه
جيشٌ تولى النصرُ حملَ لوائه / واستوثَقَ الإقبالَ مُحكمُ عقدِه
حتى إذا صرفَ الصُروفَ وردّها / فجرَتْ بطاعةِ صِرفِه في ردّه
وأفاضَ بين مسائلٍ أو سائلٍ / عذْباً بحارَ الأرضِ نُطفةُ ثَمْدِه
فاستطْعمَ العُلماءَ من أوصافِه / ما لم يبِنْ صبرُ الزمان بشهدِه
حتى لقد رجعوا هناك ورجّعوا / قُلْ كلُّ خيرٍ عندنا من عِندِه
من ندِّه ولو انّهُ متصوّر / من عنبرِ المَلكوتِ أو من ندِّه
متزيّنٌ من نفسه بمحاسِنٍ / هي في الحُسامِ العضْبِ ماءُ فِرنْدِه
ليس الزمانُ لديهِ سُنْدُسُ آسِه / وتذهّبَتْ أعلامُه من وردِه
كفى أميرَ المؤمنينَ مناقِباً / أنّ المعظَّم واحدٌ من جُندِه
هو واحدٌ بالعين إلا أنه / يُربي على الآلافِ ساعة عدِّه
لبسَتْ به الإسكندريةُ لأمَةً / ردّتْ على داودَ مُحكمَ سردِه
فحمى مسارحَها وكانتْ قبلَه / كالغيلِ فارقَهُ مقدَّمُ أُسْدِه
لا تبكِ للإسكندَرِ الماضي فذا ال / إسكندرُ الماضي أتى من بعدِه
يُغنيكَ عن أعراقِه أخلاقُه / كالعضْبِ يُشبه حدَّهُ في حدِّه
شرفاً لدهرٍ قد أتى بك مالكاً / ودّ الزمانُ الحرُّ رتبةَ عبدِه
أصبحتَ تاجاً يستنيرُ برأسه / وغدوْتَ حُلياً تستبينُ بزَندِه
وخلُصْتَ كالذهبِ الخلاصَ ولم يزَلْ / أبداً يَزيدُ بسَبْكِه في نقْدِه
مرضُ الأسودِ الاجتمامُ ورعدةُ الصم / صامِ تُطربُ قدّهُ في قدِّه
والروضُ أفوحُ بالنسيم وطالما / نفحَتْ بطيبِ العودِ لفحةُ وتْدِه
فلكَ الهناءُ وللعُلا بسلامةٍ / لا ينتهي فهْي الهناءُ لحدّه
وإليكَ من حوكِ البديعِ قصيدةً / صمِتَتْ ولكنْ ترجمَتْ عن قصدِه
جاءَتْكَ كالترَفِ الشمائلُ واعِداً / بوصالِه متحفِّزاً من صدّه
دأبَ البديعُ بها فسلسلَ لفظُها / راحاً تؤمّنُ شارباً من حدِّه
فاسلَمْ فذكرُك عارضٌ متعرِّضٌ / ينهلُّ في غورِ المديحِ ونجدِه
ماسَتْ فقيل هي القضيبُ الأملَدُ
ماسَتْ فقيل هي القضيبُ الأملَدُ / ورنَتْ فقيلَ هي الغزالُ الأغيَدُ
ورأتْ بديعَ جمالِها فتبسّمتْ / عن لؤلؤ بمثالِه تتقلّدُ
بيضاءُ روضُ الحُسْنِ منها أخضرٌ / ومدامِعي حُمر وعيشيَ أسوَدُ
فعلَتْ سيوفُ الحُسنِ في أجفانِها / ما يفعلُ الصَمصامُ وهْو مجرّدُ
ومؤنّبٌ فيها كأنّ فؤادَهُ / مما أطالَ هو المشوقُ المُكمَدُ
كاتمتُه أصلَ الصبابةِ جاحداً / وعلى المحبِّ دلائلٌ لا تُجحَدُ
يا هذه إن كنتُ دونَكِ ثانياً / طرْفي ففي قلبي المقيمُ المُقعَدُ
دافعتُ في صدرِ الظنونِ ولم يكنْ / بسوى الثُريّا يُسترابُ الفرقدُ
هل عندَ ليلِ الشعرِ أني نائمٌ / ولصَبوَتي طرفٌ عليه مسهَّدُ
يا ضيفَ طيفٍ ما هَداهُ لمَضجَعي / إلا لهيبٌ في الحشى يتوقّدُ
واللهِ لولا أنني بكَ طامعٌ / ما كنتُ كلَفي بحبّك أرقُدُ
هذي النجومُ وأنت من إخوانها / بجميع ما نصّبته لك تشهد
كم فيكَ عن بلقيسَ من نبأ فهلْ / قلبي سليمانٌ وطرْفي الهدهد
لا تنفِ همّي بالعُقارِ فإنها / أبداً يُثارُ بشُربِها ما يوجَدُ
لي روضةٌ من خاطري ومُدامةٌ / وُرْقُ القوافي بينهنّ تغرِّدُ
وكفاك في فخرِ الأئمةِ أحمدٌ / إنْ قُلْتَ يا فخرَ الأئمةِ أحمدُ
حبْرٌ لنا في راحتيهِ سَحابةٌ / ذابَ اللُجينُ بها وسالَ العسجَدُ
متنوّعُ الأوصافِ من أفكاره / نارٌ مضرّمةٌ وبحرٌ مُزبِدُ
هو واحدُ العَليا وواحدُها الذي / ألقابُه وصفاتُه تتعدَّدُ
فَقْرٌ يُلينُ المشكلاتِ فيستوي / في العِلمِ نِظّارٌ بها ومقلِّدُ
وروايةٌ صحّتْ وسحّتْ فارتوى / من جانبيْها مرسَلٌ أو مسنَدُ
الحمدُ في الطرفين منها واضحٌ / أوَ ليسَ فيها أحمدٌ ومحمّدُ
وفصاحةٌ دعْ عنك ذكرَك من مضى / إنّ المبرِّدَ عندَها لمُبرَّدُ
وإصابةٌ في الرأي تشهدُ أنّهُ / سهمٌ لشاكلةِ الرميّ مسدَّدُ
هذي أحاديثُ الكمال ولم تزَلْ / لجلالِه تُعزى وعنهُ تُسنَدُ
متملِّكٌ في الفُرسِ هضبةَ نِسبةٍ / ما بينَها إلا العُلا والسؤْدَدُ
يا ماجداً قذَفَتْ بحارُ صفاتِه / دُرّاً بلبّاتِ القريضِ تنضَّدُ
لبسَتْ بك الأعوامُ ثوبَ فضائلٍ / خلقَ الزمانُ وذكرُها يُتجدَّدُ
فاهنأ به حولاً يعيدُك يمنه / حولاً تُشدُّ به العُلا وتشيَّدُ
وسمعتَ أنّ القمحَ خُصَّ بقِسمةٍ / ضيزى وتلك قضيةٌ لا تُحمَدُ
لا يستوي الطرَفانِ قومٌ غُيَّبٌ / عند الدروسِ بها وقومٌ شُهّدُ
فارجِعْ الى فضلِ الحُكومةِ بينَنا / هذي الدفاتِرُ والمحابرُ تشهَدُ
شقّ الكمالُ عليه جيبَ سوادِه
شقّ الكمالُ عليه جيبَ سوادِه / وأفاضَ طرْفَ المجدِ ماءُ فؤادِهِ
وتيقّنَتْ رُتبَ المفاخرِ أنها / خفضت وقد رفعوه في أعوادِه
وانهلّ دمعُ الغيثِ بعد مُصابِه / أسفاً عليه وكان من حُسّادِه
واعتاضتِ الأطيارُ من تعريدِها / نوحاً يُبين الحزنَ في تَردادِه
ويدُ الدجى منذ استقلّ سريرَه / نفضَتْ على الإصباحِ صِبغَ حِدادِه
خلعَ الشبابَ وما انقضتْ أيامُه / وأبى لباسَ الغصن من أبرادِه
وأظنّهُ هزّ السماحَ بعطفِه / كرَماً فقسّمَهُ على عُوّادِه
بدرٌ تغشّاهُ الكُسوفُ وطالما / ضاءَتْ سيادتُه بأفْقِ سوادِه
ومهنّدٌ ما كُنتُ أحسَبُ قبلها / أنّ التُرابَ يكونُ من أغمادِه
صالَتْ عليه يدُ الزمانِ ولم يزَلْ / بنَوالِه يحنو على أولادِه
وتحكمتْ فيه المنونُ وطالما / حكمتْ ببيضِ ظُباهُ في أضدادِه
بالأمس كنت أقولُ أُنشدُ مدحَه / وأرجّع النَغَماتِ في إنشادِه
فبأي لفظٍ أستطيعُ رثاءَهُ / إن لم أمُتْ فخرِسْتُ عن إيرادِه
أما الزمانُ فقد تعطّلَ جيدُه / قُلْ من فرائدِه ومن إفرادِه
كم صارمٍ ملقًى بعاتقِ صارمٍ / بصُعودِه أو دافعٌ بصِعادِه
كم صارم ملقى بعاتق صارمٍ / أنخشى عليه ونجده ونجاده
هيهاتَ أن يَثْني المنيّةَ مانعٌ / بصعوده أو دافع بصعاده
شدّتْ فخلِّ الدهرَ عن شُدّادِه / وعدَتْ فخلِّ قبيلةً عن عادِه
سفرٌ جميعُ الناسِ ممتحَنٌ به / ويفوزُ فيه من التُقى من زاده
عجباً لمغرورٍ بدارِ سفاهةٍ / عما يبلّغُه لدارِ رشادِه
أيرى البقاءَ وقد رأى ما كان منْ / آبائه الماضينَ أو أجدادِه
هذا أبو عبد الإلهِ مخلَّدٌ / إنْ كان خُلِّدَ سيّدٌ لسَدادِه
ولقد يموتُ المرءُ قبل مماتِه / ولقد يعودُ المرءُ قبل مَعادِه
ذهبَ الذي كنا نقولُ لضيفِه / روحٌ نفوسُ الخلقِ من أجسادِه
ما أحسنَ الذكرَ الجميلَ فإنه / روحٌ نفوسُ الخلقِ من أجسادِه
ذهب الذي كنّا نقولُ لمنْ رَوى / خبرَ الأفاضلِ نُصَّ عن إسنادِه
من للمُسائلِ في المسائل بعدَه / عُرْفاً ومعرفةً بقدْرِ مُرادِه
لولا رجاءٌ في رجاءٍ ما اعتلى / للشّرْعِ ضوءُ عَمودِ وعِمادِه
حملَتْ به أمُّ السيادةِ ماجداً / رسمةُ الرئاسةِ فيهِ من ميلادِه
ومهذّبِ الألفاظِ يُنسي دهرَهُ / سحبانَ وائلِه وقَسَّ إيادِه
كذبَ الذي يرمي الزمانَ بأنّه / نزْرُ الفضائلِ وهو من أمجادِه
يا من يعلّمنا العزاءَ بعلمِه / خُذْ بالعزاءِ وأَعفِ من تَرْدادِه
واعْلَمْ بأن محمّداً لم يطْوِه / موتٌ وأنت نشرْتَ من إحمادِه
صلّى الإله على صَداهُ فإنّه / من سِرِّ صفوتِه ومنْ عُبّادِه
وسقى ثراهُ من الغمائمِ صيِّبٌ / ضحِكُ المعاهِدِ من بُكاءِ عِهادِه
أرحِ المطيّةَ برهةً يا حادي
أرحِ المطيّةَ برهةً يا حادي / قد كلَّ هاديها من الإسآدِ
هذا اللوى وبه شفاءُ صبابَتي / لو أنه أجرى على المُعتادِ
يا مُسقطَ العلمينِ هل من مُخبرٍ / عن مستقرّي زينب وسعادِ
حلّتْ مطاياهم بملتفِّ الغضى / فكأنّما شبّوهُ في الأكبادِ
قلبي من الشُعراءِ أصبحَ هائماً / من حبّهم في كل مسرحِ وادِ
ولقد عذلْتَ فما عدلْتَ عن الهوى / ورأيتَ غيّي فيه عينَ رشادي
وجعلتَ للعُذّالِ عزَّ تمنّعي / عنهمْ وللأحبابِ ذُلَّ قِيادي
علّ النوى يُدْنيكَ من ذي لوعةٍ / أضحى سقيمَ حشىً صحيحَ وِدادِ
بل عل طفَكَ إن يمنَّ بزورَةٍ / فأبثّهُ ما قد أجنّ فؤادي
إمّا أقمتُ فإن حبّك لم يزَلْ / حظّي وإن أرحلْ فذكرُك زادي
ومن العجائب أنني من مدمعي / أصبحتُ في بحرٍ وقلبي صادِ
وأما ولمعُ البيضِ ماءً سلسلاً / ما بين أغصانِ القَنا المُنآدِ
لأكلفنّ العيسَ طيّ مهامهٍ / تُردي كواهلَها به والهادي
فأروحُ والسيرُ المُجدُّ مُسامِري / منهنّ والأكوارُ لينُ مِهادي
لك يا جمالَ الملكِ هزّتْ معطَفي / ريحانُ ريحِ ندًى وريحُ ودادِ
فشقَقْتُ أثوابَ الدُجى عن مهمهٍ / عافى المسالكَ ما به من هادِ
بعرَنْدَسٍ كالطودِ خَلْقاً لم يزلْ / وقفاً على الإتهامِ والإنجادِ
أطربْتَها وهْناً بذكركَ فانبرتْ / كالجأبِ أُنسّ بنائه المرتادِ
قالت وما قالت ولا شكتِ السُرى / حسبي وحسبُك ذكرُه من حادِ
حتى إذا جنّ الظلامُ وبحْتَ في / أسدافِه كالكوكبِ الوقّادِ
مادَتْ بناظرنا إليك وإنما / مادتْ بناظرنا الى مُمتادِ
فرأيتُ ليثَ الغابِ منك شهامةً / وحَيا السحاب ندًى وبدرَ النّادي
ونطقْتَ بالليثِ البديعِ فلم يدعْ / فضلاً يبينُ به خطيبُ إيادِ
ولطالَما أنطقتَ في هام العِدى / يومَ الكريهةِ ألسُنَ الأغمادِ
فافخَرْ بعزِّ فضائلٍ أحرزْتَها / إرثاً عن الآباءِ والأجدادِ
الله جمّع فيك أشتاتَ العُلا / ومن العجيبِ تجمّعُ الأضدادِ
فتكبرُ العلماءُ فيك جلالةً / شبّهتُه بتواضعِ الزُهّادِ
وحِجاكَ يهنو للندى ولربّما / قربُوا به طوْداً من الأطوادِ
أشكو إليك دعيّ شعري ماله / حظّي من الإصدارِ والإيراد
لولاك مزّقتِ الأهاجي عِرضَهُ / مني بألسنةِ لديّ حِدادِ
لا يغرُرَنْكَ تجاوُزي عن فعلِه / فلقد أثارَ كمائنَ الأحقادِ
أأحبِّرُ المدْحَ البديعَ وينثَني / هو بالحُبورِ يُفيضُ بيضَ أيادِ
أبدى شمائلَ جفوةٍ وبِعادِ
أبدى شمائلَ جفوةٍ وبِعادِ / خِلٌّ عهدْناهُ أخا إسعادِ
وأطاعَ سُلطانَ الهوى ولطالما / أعيا نُهاهُ مكائدَ الحُسّادِ
وازورّ منه جانبٌ وتقلّصتْ / تلك الظلالُ وجفّ ذاك الوادي
وتكدرتْ تلك المناهلُ بعدما / صفتِ المياهُ بها على الإيراد
عفّى رسومَ مودةٍ قد شادها / قِدْماً برأي نُهًى وفرطِ سَدادِ
وا رحمتاه لواثقٍ بودادكم / خجِلٍ أضلّ مناهجَ الإرشادِ
ظنّ الزمانُ بمخلصٍ في ودّه / سمْجاً فضنّ وجاءَ بالمُعتادِ
عجباً لذاك البشْرِ عادَ تجهّماً / ومن المُحالِ نتائجُ الأضدادِ
أهملتُ حفظُكمُ مَعيني قانعاً / بتحمّلٍ بين العشيرةِ بادِ
فجبهتموني بالقبيح مِلالةً / هذا جزاءُ المُكثرِ المتمادي
ليستْ بأوّلِ وقفةٍ مذمومةٍ / خابتْ لديها صفقةُ الأمجادِ
ما كنتُ أولَ من تكلّفَ عِشرةً / تَسْبي برونقها نُهى المرْتادِ
دعوى التصابي في الأنامِ كثيرةً / لكنّ صدقَ الودّ في آحادِ
ما كنتُ بالزَيْف الرديّ وإنما / قلّتْ فديتُك خِبرةُ النُقّادِ
لا تُكرِهَنّ على المودةِ إنها / ليستْ تجودُ لعاشقٍ بقيادِ
هي شيمةٌ منه احتوتْ متغرِّباً / وصبَتْ لمؤثرِ هجرةٍ وبِعادِ
بدرٌ تجلّى للكُسوفِ وطالما / جلّى دياجي كلِّ خطب عادِ
وسراجُ هَدْيٍ كنتُ آنسُ قربَه / فخَبا سناهُ بعدما إيقادِ
شِمْتُ اعتزامُك بارقاً ومهنّداً / ذُخْراً ليومِ جَدا ويومِ جِلادِ
فانهلّ ذاك وما ظفِرْتُ ببَلّةٍ / منه لأشهرَ ذا عليّ أعادي
قلبي جَنى يا غادرين فما لكمْ / عذبتُمُ جَفْني بطول سُهادِ
أتنوحُ ورقاءُ الحَمام وإلفُها / يشدو بفرع أراكِها المُنآدِ
يبكي وما يطوي الضلوعَ على جوى / حُرَقٍ تلظّى في صميمِ فؤادي
وألوذُ بالصبرِ الجميلِ ولم أفُزْ / من عذْبِ خالصِ ودِّكُم بِبرَادِ
لا قرّ طرفي بالوصالِ ولا دَنا / بدُنوّ داركُمُ إليّ مُرادي
إن صنتُ دمعَ العينِ بعد عظيم ما / لاقيتُ من فَجْعي بأهلِ وِدادي
ومزنرٍ أضحى يقول ثلاثةً
ومزنرٍ أضحى يقول ثلاثةً / وأقول من وجهين لا بل واحدُ
حتى إذا علِقَتْ بنا يدُ مُنكرٍ / كانت لنا فيما يقولُ مقاصدُ
هذي مناظرةٌ نتيجةُ فقهِها / منّي ومنه راكعٌ أو ساجدُ
أستغفر الله العظيمَ فإنّني / بالزورِ معترفٌ وقلبي جاحدُ
كانت يدٌ لك عندَ عب
كانت يدٌ لك عندَ عب / دٍ أنت وحدَك سيّدُهْ
فقطعتَها ويعُزُّ عنْ / دي قولُهُم قُطِعَتْ يدُهْ
والشمسُ في وقتِ الأصي
والشمسُ في وقتِ الأصي / لِ بَهارةٌ لُفت بورْدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025