القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 2
من كان في المجد المُؤثَّل راغباً
من كان في المجد المُؤثَّل راغباً / فَلْيَطَّلبْه بهمّة البارودي
فخري الذي ابتكر المفاخر وأغتدى / منهنّ مفتخراً بكلّ جديد
وأبى سوى غُرِّ المَساعي إذ سعى / مُتشبِّثاً منها بكل مُفيد
وبنى له بدمشق مجداً طارفاً / من بعد مجد في دمشق تَليد
أن كان محمود الفِعال فإنه / ورِث المكارم عن أب محمود
نفع البلاد بماله وبسَعْيِه / وبحسن رأيٍ في الأمور سديد
ورأى الشَتات بها فقام مُوَحِّداً / فيها المساعيَ أيّما توحيد
ودعا الرجال بها فألَّف شِركةً / ترمي إلى غرض أغرَّ حميد
تغني البلاد بسعيها عن غيرها / وتُعيد عهد ثرائها المفقود
وتقوم بالعمل المفيد لأهلها / من نسج أردِيَة لهم وبُرود
حتى تكون عن الأجانب في غِنىً / وتعيش غير أسيرة التقليد
أو ما ترى أهل البلاد تقيّدوا / للغرب من حاجاتهم بقُيود
الغرب يكسوهم ملابس هم بها / يَعرَوْن من مال لهم ونُقود
وتراه يَسْلَخهم بمصنوعاته / سلخ الشياه فهم بغير جلود
هذي سفائنهم تروح وتغتدي / ببضائع لم تُحص بالتعديد
فكأنما هي لامتصاص دمائنا / بعض المحاجم أو كبعض الدود
حتى متى نَشْقى ليَسْعَد غيرنا / ونُذلِّل القُربى لعِزّ بعيد
ونُجانب الوطنيّ من أشيائنا / ولو أنّه من أحسن الموجود
أن البلاد لتشتكي من أهلها / وتقول قول الرازح المجهود
يا سادة الأوطان لستم سادةً / ما عِشتم من فقركم كعبيد
أفسيّد من عاش وهو لغيره / في حاجة بل ذاك عيش مَسود
أن السيادة تستدير مع الغنى / في حالتَيْ عدم له ووجود
لا يستقلّ بسيفه الشعب الذي / لا يستقلّ بنقده المنقود
من كان مَحلول العُرا في ماله / وجب انحلال لوائه المعقود
يا قومنا أنتم كغارس كرمة / وسواه منها قاطف العُنقود
كم تزرعون بأرضكم ولغيركم / مما زرعتم حَبّ كل حَصيد
فتبصّروا يا قوم في أحوالكم / وتنبَّهوا من غفلة ورقود
من شاء منكم أن يُعزَّ بلاده / فَلْيَسْعَ سعيَ مُعزّها البارودي
عقل وتجرِبة وجِدّ زائد
عقل وتجرِبة وجِدّ زائد / هذي صفات حازها المتقاعد
جعلوا التقاعد للجنود كرامة / كي يستريح من الجهاد مجاهد
ليس التقاعد للرجال بَطالة / أن البطالة للرجال مفاسد
لكنه عمل جديد نافع / عمّا تقوم به الحكومة حائد
بالسعي تزدهر الحياة وإنما / لون الحياة بغير سَعيٍ كامد
أن الحياة ليقظة فعّالة / فالراقد الكسلان فيها بائد
لن تبلغ العلياءَ في ساحاتها / هِمَمُ مثبَّطة وعزم راقد
أنظر تجدْ شُعَب الحياة كثيرة / فيها من السعي الحثيث مَشاهد
فكأنّ أشغالَ الحياةَ مراجلٌ / والسعيَ نارٌ والبلادَ مواقد
يا أيها المتقاعدون ألا اتّقوا / نقداً يصول به عليكم ناقد
علمت تجاربكم وأيقن رأيُكم / أن الحياة تعاوُنٌ وتعاضد
فاستمسكوا بعُرا المودة بينكم / كي لا يكون تباغُض وتحاسُد
كونوا جميعا في الحياة كأنكم / رجل إذا دهت الدواهي واحد
في الحرب طاب لكم جلاد فلْتَطِب / في السلم أعمال لكم ومقاصد
تركَتْ أكُفّكم السيوف وعندها / منكم أشدّ من السيوف سواعد
كل الحياة معارك لكنّما / فيها سلاح المرء جُهد جاهد
ولربما كانت سلاحاً نافذاً / عند اللئام دسائس ومكايد
فأْتُوا من الأعمال ما هو صالح / للناس فيه مصالح وفوائد
وتتبعوا سبل الحياة ولا يكُن / منكم إلى غير المكارم قاصد
وتصرّفوا في أمرها بمهارة / وذروا السيوف فأنهنّ جوامد
ما عاب من سَلّ المهنَّد أنه / للسيف من بعد التجالُد غامد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025