القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 9
بمنازلِ الفُسْطاطِ حلَّ فؤادي
بمنازلِ الفُسْطاطِ حلَّ فؤادي / فارْبَعْ على عَرَصاتِهن ونادِ
يامصرُ هلْ عَرَضتْ لغصنٍ فوقهَ / قمرٌ لرَبْعِك أَوْبةٌ لِمَعاد
تَرِفٌ يُميِّله الصِّبا مَيْل الصَّبا / بقَوامِ خُوط البانة المَيّاد
أَتُرَى أَنالَ النِّيلَ بعضَ رُضابِه / فعَذُبْنَ منه مياهُ ذاك الوادي
فأَجاد منه طعمَه لكنّ ذا / يُرْوِى وذاك يَزيد كَرْبَ الصّادي
واهاً على تلك الرسوم فإنها / آثارُ أحبابي وأهلِ ودادي
فلقد أَحِنُّ لها ولَسْنَ منازلي / وأَوَدُّها شَغَفاً ولْسن بلادي
دِمنٌ لبستُ بها الشبابَ ولِمَّتِي / سَوداءُ تَرْفُل في ثياب حِداد
والعيشُ غَضٌّ والديارُ قريبةٌ / وأَبيتُ من أَملي على ميعاد
والقلبُ حيث القلبُ رَهْنٌ والظُّبا / حَدَقُ الظِّبا والغِيد قَيْدُ الغادي
شَتَّتُّ شملُ الدمعِ لما شَتَّتوا / شَمْلي وصِحْتُ به بَدادِ بَدادِ
فالآنَ تخترِقُ الدموعُ سَواكِبا / ما بينَ مثْنَى تَوْأَمٍ وفُرادِ
قانِي المَسيلِ كأنَّ فيضَ غُروبِه / فوقَ الخدود عُصارة الفِرْصاد
وعَشيةٍ أَهْدَتْ لعيِنك مَنْظرا
وعَشيةٍ أَهْدَتْ لعيِنك مَنْظرا / قَدِمَ السرورُ به لقلبك وافِدا
روضٌ كمُخْضرِّ العِذار وجَدْول / نَقَشت عليه يدُ النسيم مَباردا
والنخلُ كالهِيف الحِسانِ تَزيَّنت / فلَبِسْنَ من أثمارهن قلائدا
يا محلَّ الروحِ من جَسَدي
يا محلَّ الروحِ من جَسَدي / وحُسامي في العِدَا ويَدِي
يا أبا إسحاقَ دعوة من / لم يَرَ الشكوى إلى أحد
خذ حديثي فهْو أطيبُ من / نغمات المُسْمِع الغَرِد
يغتدى في أُذْن سامعِه / كزُلالٍ في لَهاةِ صَد
ليَ مولىً لو طلبتَ له / مُشْبِهاً في الخَلْقِ لم تجد
فهْو فردٌ في الملاحةِ إذ / حاز منها كلَّ منفردِ
قَمرٌ شمسٌ نَقاً غُصُنٌ / شادِنٌ يَفْترُّ عن بَرَدِ
رُمتُ وَصْلا منه يُخمِد ما / أَضْرمتْ عيناهُ في كبدي
فابتدَى بالمطل يُسعِفُني / في غدٍ آتِي وبعدَ غد
ففَنِي صبِري لموعده / وانقضَى في خُلْفِه جَلَدي
وأخٍ لي وهْو أَرأَفُ بي / من أبٍ بَرٍّ على وَلد
قال لما أنْ شكوتُ له / ما أُقاسيه من الكَمَد
ما الذي تختار قلت له / ائِتِه في زيِّ مُفتِقد
وتَحدثْ في سِوَى خَبَري / بالذي يُرْضيه واقتصِد
ثم عَرِّض بي كأنك في / ذكرِ حالي غيرُ مُقْتصِد
فإذا أصغَى إليك فقُل / قد جَرى منكم إلى أمد
ثم أَدَّاه رجاؤكمُ / لقياسٍ غير مُطَّردِ
فغَدا مستبدلا فرأى / ما يؤاتيه فلم يَعُدِ
فمَضَى فيما شَرَعتُ له / مستحِثا غيرَ مُتَّئِدِ
وقضى ما قد حددتُ له / ثم لم ينقص ولم يَزد
فلَها عنه مغالطةً / وحَشاهُ في لَظَى الحَرَد
فأتى في إثْرِ ساعته / قِلقا كالشادِن الشرِد
غَرَضي لو كنتَ حاضرَ ما / مرَّ من لومٍ ومن فَنَد
وعتابٍ كنتُ أحسَبُه / نَفَثاتِ السحرِ في العُقَدِ
ومَقامٍ لو تُشاهده / ظامئاتُ الخْمِس لم تَرِدِ
أسدٌ في راحَتْي رَشَأً / كرَشاً في راحَتْي أسد
لَلَثمتُ الورد ملتزِما / وتَرشَّفتُ الأَقاحَ نَدِ
فرَشادِي في الهوى سَفَهٌ / وسَفاهِي في الهوى رَشدي
أَمُعيرَ بدرِ التِّمِّ وجها والظِّبا
أَمُعيرَ بدرِ التِّمِّ وجها والظِّبا / حَدَقا وأغصانِ الرياضِ قُدودا
والمِسْكِ نَشْرا والأَقاحِ تَبسُّما / والخمرِ ريقا والشَّقيقِ خدودا
رِفْقا بمن أَسرتْ لحاظُك قلبَه / فقتيلُ سيفِ اللحظ من لا يُودَى
أقسمتُ لو كاتبتُكم
أقسمتُ لو كاتبتُكم / حَسْبَ اشتياقي واعتقادي
وفعلت ما يقضي به / أسَفِي على طول البعاد
لَكتبتُ في خدي لكم / بسواد عيني أو فؤادي
ولكان ذكركمُ يج / لُّ عَن الصَّحائِف والمِداد
لا فرقَ بينكمُ وبين فؤادي
لا فرقَ بينكمُ وبين فؤادي / في حالَتَىْ قُربِي لكمُ وبِعادي
فلَقد حَبَبْتكم على عِلاّتِكم / كمحبَّةِ الآباءِ للأَولاد
ونَزلتُمُ مني وَإنْ لم تُنصِفوا / بمَنازلِ الأرواحِ في الأجساد
ورجوتُ أن أسلو لسوء صَنيعِكم / عندي فصار ذَريعةَ لودادي
قد كنتُ أطمعُ بالخيال لو أنكم / لم ترحلوا يومَ النَّوَى برُقادي
ولذكركم في مِسْمَعىَّ لَذاذةٌ / كالماء عذبا في لَهاةِ الصّادي
مَجدٌ تَقاصرَ عن سَماهُ الفَرْقَدُ
مَجدٌ تَقاصرَ عن سَماهُ الفَرْقَدُ / وسعادةٌ أسبابها تتأكد
رُتَبٌ خُصِصْتَ بها وما صادفتها / لكنْ أَفادَكها الحِجَا والسؤدد
وسياسةٌ ورياسةٌ ونَفاسة / وتَفقُّد وتَسدُّد وتَأَيُّد
إنّ الخلافةَ ما اصْطَفَتْك لنفسها / حتى اخْتُبِرت لكلِّ أمرٍ يُحْمَد
فاشْتُقَّت الألْقابُ فيك لأنها / وصفٌ جميلٌ في صفاتٍ تُوجد
فدَعتْك بالمأمون وهْي جِبِلَّة / مما يُثَبِّتُها لديك المَوْلِد
تاج الخلافِة وهْو تاجُ فَضائلٍ / تَقْضِي الجواهرُ دُونَه والعَسْجَد
فَخْرُ الصَّنائِع أيُّ فخر صِبغه / أَبدا على طول المَدى يتجدَّد
وإذا وجيه الملك قيل فإنه / وَجْهٌ له من كلِّ فضلٍ مُسْعِد
نِعْمَ الذَّخيرةُ أنت للأمرِ الذي / يَنْحُو أميرَ المؤمنين ويَقْصِد
يُزْهَى بك التشريفُ والخِلَعُ التي / جَلَّت وجوهر طرفها المتوقِّد
ما خاب فيك دعاؤُنا ورجاؤُنا / واللهُ يَعْلم ما نقول ويَشْهَد
كم من قَريحِ القلبِ في ظُلَم الدُّجَى / ودعاؤها لك دائم يتردّدُ
وضعيفةٍ تحنو على أطفالها / فلَهم نوالُك كلَّ وقت يُورَد
ومُكرِّرِ الزَّفَرَاتِ في مِحْرابه / يَقْرأ ويركع للإله ويسجد
أوْليتَه بِرّا فأَخْلَص دعوةً / نجَحَتْ وأنت بها المَجِيد الأَسْعَد
فأبْشِرْ فهذا بعضُ ما سَتنالُه / إنّ الذي يأتِي أَجلُّ وأَرْغَد
شَمِل الورى فَضْلانِ منك ونعمةٌ / أَسْديتَها أو مِنَّةٌ تُتقلَّد
من يزرعِ المعروفَ زَرْعَك للنَّدى / لا شكَّ مثلَ حصيدِ سَعْدِك يَحْصُد
مولاىَ قد أَوْليتَ عبدَك نِعمةً / فَله عليك بها ثَناءٌ سَرْمَد
والآن قد أضحتْ حَواشِى حالِه / هُدْبا فلا تُرْفَى ولا هي تُعْقَد
فكأنني بعضُ الملائكةِ التي / لا تغتذى وكأن بيتيَ مسجد
وتكاثُرُ الأطفالِ فاقَ تَجلُّدي / لكنّني كم قَدْرُ ما أتجلَّد
فكأننا ليكائهم في مأتمٍ / طولَ الزمانِ وما لنا من نفقد
وتَعُّذر الجارى أَضَرَّ بحالهم / وأَضرَّبى وهو القليل الأنكد
هو خمسةٌ عدداً يَصِحُّ ثلاثةً / لكنْ هُمُ عَشْرٌ تَتِمُّ وأزْيَد
وتساوىُ العَدَدين عندَك هينٌ / لو شئتَه ما كان أمرا يبعُد
فاقْصِدْ مَسَرَّتَهم فتلك غنيمةٌ / فثَناؤها وثوابُها لا يَنْفَذ
قد وَجَّهوني قاصِدين وأيقنوا / أنْ سوف يفعلها الأجلُّ محمد
يا دارُ حَلَّت فيك كلُّ سعادةٍ
يا دارُ حَلَّت فيك كلُّ سعادةٍ / طولَ الزمانِ على نظامٍ واحدِ
وَحَويْتِ كل مَسَرَّةٍ وكُفيتِ ك / لَّ مَضَرَّةٍ وعَلَوْتِ كلَّ مُعانِد
وغَدتْ ببابك للنجاح بَشائر / من صادِرٍ يَلْقَى عزيمةَ وارد
وتَنافستْ في مدِح ساكِنك الوَرى / من بينِ مُثْنٍ لا يَمَلُّ وحامد
فلقد سَما فوقَ النجومِ بمثِلها / مِن زُهْرِ أفعالٍ وجَدٍّ صاعد
فإذا ابتغيْنا الفضلَ كان مَقرُّه / بيدَيْ أبى عبد الإله القائد
لم يُعْلِ شاهِنْشاهُ رتبةَ قَدْرِه / في العز إلا وهْو أَخْبَرُ ناقد
اللهُ يرفعُ في المعالي قَدْرَه / أَبدا على رغم العدو الحاسد
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما
انظرْ فقد أَبْدَى الأَقاحِي مَبْسِما / يَفترُّ ضَحْكا فوقَ قَدٍّ أَمْلَدِ
كفُصوصِ دُرٍّ لُطِّفَتْ أجرامُه / وتَنظَّمتْ من حولِ شَمْسةِ عَسْجدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025