المجموع : 13
جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ
جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ / بالرِفْقِ يُطْمَعُ في صلاح الفاسدِ
واحذرْ حسودَك ما استطعتَ فإنه / إن نِمْتَ عنه فليسَ عنك براقدِ
إن الحسودَ وإن أراكَ توَدُّداً / منه أضرُّ من العدوِّ الحاقدِ
ولَربَّما رَضِيَ العدوُّ إِذا رأى / منك الجميلَ فصار غيرَ معاندِ
ورِضا الحسودِ زوالُ نعمتِكَ التي / أُوتِيتَها من طَارفٍ أو تالدِ
فاصْبِرْ على غَيظِ الحسودِ فنارُهُ / ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ
أوما رأيتَ النارَ تأكلُ نفسها / حتى تعودَ إِلى الرَّمادِ الهامدِ
تضفو على المحسود نعمة ربِّهِ / ويذوبُ من كَمَدٍ فُؤادُ الحاسدِ
قالوا وقد بكَرُوا لعذلِيَ إذْ رأَوا
قالوا وقد بكَرُوا لعذلِيَ إذْ رأَوا / أني بَقِيتُ بلا صديقٍ فارِدا
هلاّ اقتنيتَ صداقةً من صاحبٍ / يَغدو على نُوَبِ الزمان مُسَاعِدا
فأجَبْتُهم والحقُ ينصرُ نفسَه / والصِدقُ لا يبغي عليه شاهِدا
إن الصديقَ هو اسْمُ معنىً لم نجدْ / من طالبيهِ في البريةِ واجدا
من لي بهمْ واللّهُ لم يخلقْهُمُ / إن لم أقلْ حقاً فهاتُوا واحِدا
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ / وانْظُرْ به عُقَبَ الزمان يعاودِ
وإنِ استَمَرَّ به الفَسادُ فخَلِّهِ / فالغُصْنُ يُقْطَعُ للفسادِ الزائدِ
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى / خَطْبٌ ولا تتفرقُوا آحادَا
تأبَى القِداحُ إِذا اجتمعْنَ تكسُّراً / وإِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا
حُبُّ اليهودِ لآل موسى ظاهِرٌ
حُبُّ اليهودِ لآل موسى ظاهِرٌ / وولاؤُهم لبني أخيه بادي
وإمامهم من نسلِ هارونَ الأُلَى / بهِم اهتدَوا ولكلِّ قومٍ هادي
وأرى النصارى يُكرِمونَ محبَّةً / لنبيِّهم نَخِراً من الأعوادِ
وتمسكوا بولاءِ شمعونَ الصَّفَا / فصفتْ قلوبُهم مِنَ الأحقادِ
وإِذا تولَّى آلَ أحمدَ مسلمٌ / قتلوهُ أو وسموهُ بالإلحَادِ
هذا هو الدَّاءُ العياءُ بمثلِهِ / ضلَّتْ حلومُ حواضرٍ وبوادي
لم يحفَظوا حَقَّ النبيِّ محمَّدٍ / في آلِه واللّهُ بالمرصادِ
إني لأذكركمْ وقد بلغَ الظما
إني لأذكركمْ وقد بلغَ الظما / منّي فاشْرَقُ بالزُلالِ الباردِ
وأُرِي العِدَى أنَّ الاساءَةَ منكمُ / خَطأٌ وتلك سَجيَّةٌ من عامدِ
ويصِحُّ لي قولُ الوُشاةِ عليكُمُ / فأردُّهُ عنكمْ بظَنٍّ فاسدِ
وإِذا طويتُ هواكِ عنهم نَمَّ بي / وَجْدٌ يدلُّ على لسانٍ حامدِ
وإِذا سُئِلتُ عن السُّلوِّ أجبتُهم / بلسانِ معترفٍ ونيَّةِ جاحدِ
إنْ لم يكنْ سِحراً هواكِ فإنَّهُ / والسحرُ قُدَّاً من أدِيمٍ واحدِ
ما زلتُ أزهَدُ في مَودَّةِ راغبٍ / حتى ابْتُلِيْتُ برغبةٍ في زاهدِ
ولَربَّما نالَ المُرادَ مرفَّهٌ / لم يَسْعَ فيه وخابَ سَعْيُ الجاهدِ
هذا هو الدَّاءُ الذي ضاقتْ بهِ / حِيَلُ الطبيبِ وطالَ يَأْسُ العائِدِ
قالوا خَسِرْتَ القلبَ منذُ عَلِقْتَهُ
قالوا خَسِرْتَ القلبَ منذُ عَلِقْتَهُ / ورَبِحْتَ فيهِ شَماتَةَ الحُسَّادِ
فأجبتُهمْ لا تعذُلونِي إنَّنِي / صانعتُهمْ عن مُهْجتي بفؤادي
لو أنّ يومَ فراقِهم عن موعدٍ
لو أنّ يومَ فراقِهم عن موعدٍ / لم يَفْجِعوا قلبي بحُسْنِ تجلُّدِ
جَدَّ الرحيلُ وفي الفُؤادِ لُبانةٌ / بينَ الأهِلَّةِ والغُصونِ المُيَّدِ
وترى الثُّريَّا والهلال مُظاهِراً
وترى الثُّريَّا والهلال مُظاهِراً / بمعنبرٍ من حلتَيْهِ ومُجْسَدِ
كالدُّرِّ فُصِّلَ في وِشاحِ خَريدةٍ / حسناءَ تجلى من لثامٍ أسْوَدِ
وكأنهُ وكأنها في جَنْبِه / عنقودةٌ في زورقٍ من عَسْجَدِ
وبمهجتي مَنْ لا أريدُ لمهجتِي
وبمهجتي مَنْ لا أريدُ لمهجتِي / طِيْبَ الحياةِ وَروْحَهَا من بَعْدِهِ
وردَ النَّعِيُّ وكنتُ آمُل أنْ أرَى / وَجْهَ المبشِّرِ مقبِلاً من عندِهِ
لم يكفني أن عِشْتُ بعدَ فِراقهِ / حتى ابتُلِيتُ من الشَّقاءِ بفَقْدِهِ
فَلْتُظهرِ الأيامُ أقصى كيدِهَا / وليبْلُغِ المقدارُ غايةَ جُهْدِهِ
لم يبقَ لي شيءٌ أُسَرُّ بقربِه / من بعدِ يومِكَ أو أُسَاءُ لبُعْدِهِ
بالنار صنعتها وفيها
بالنار صنعتها وفيها / سرها وولادّها
إصلاحها منها ومنها / دائماً إفسادها
فيها إذا بتها ومنها / دائما إجمادُها
وبها لدى التحمير زال / بياضها وسوادُها
أو ما ترى الحمى التي / عاد المريض عدادُها
زادت فزاد مياهها / مَتحاً وبان فسادُها
ولذاك رفق قوامها / لما هدا إيقادُها
وعلى اعتدال الحر حاد / رسوبها ورمادُها
طبقات نارك لا تلّهب / ها ولا إجمادُها
ولها على التدريج فض / ل زيادة تردادُها
فيصير للاجلاد من / هادُ ربَة تعتادُها
إن لم تعوَّد زايلت / أرواحَها أجسادُها
وإلى قرارتها يكو / ن لدى السبوك معادُها
والماء من أعدائها / وبه يطيب رمادُها
ورموزنا فيها يطو / ل لطولها تعدادها
قالوا النحاس مثاله بشر
قالوا النحاس مثاله بشر / نفس وروح حية وجسد
وأراد تدبير الدواء على / هذا المثال الحق كل أحد
وتبلّدوا فيها وما عرفوا / كيف الطريق والطريق جدد
جمعوا الغرائب من طبائعهم / بالدفن أو بالسحق تسحق يد
حتى إذا سبكوا دواءهم / طرحوا عليه دواءهم ففسد
لا منه صبغ أمّلوه ولا / فيه على نار السبوك جلد
ولو أنهم جمعوا الغرائب في ال / تدبير انجح طالب ووجد
أو ما رأوا حكماءنا جمعوا / بين الغرائب نسبة وولد
جعلوا أسافلها أعاليها / حتى ترقّى هابط وصعد
وتَرَوَّحَ الجسد الغليظ بمي / قات وتمت للمزاج مدد
وتَجَسَّدَ الروح اللطيف به / ذا حَلَّ مالاقى وذاك عقد
حتى إذا تجت إناثهُم / في البحر قام جنينها وقعد
ومضى عليها مدة فنشا / من ذلك التزويج خير ولد
أما الحديد فإنه
أما الحديد فإنه / إن لان منه فوائدُ
مزج الرصاص به فأن / جبَ وهو نعم الوالدُ
نزع الحرارة واليبو / سة عنه رطب باردُ
فإذا الطباع تعادلت / صلح المزاج الفاسدُ
وإذا تزعفر بالندى / فالصبغ منه خالدُ
وإذا ارتقى في صبغه / صُعُداً فغُنمٌ باردُ
فيه البلاغ لقانع / يشقى به ويكابدُ
يضحي الفقير بنيله / وهو الغني الواجدُ