القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 13
جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ
جاملْ عدوَّكَ ما استطعتَ فإنهُ / بالرِفْقِ يُطْمَعُ في صلاح الفاسدِ
واحذرْ حسودَك ما استطعتَ فإنه / إن نِمْتَ عنه فليسَ عنك براقدِ
إن الحسودَ وإن أراكَ توَدُّداً / منه أضرُّ من العدوِّ الحاقدِ
ولَربَّما رَضِيَ العدوُّ إِذا رأى / منك الجميلَ فصار غيرَ معاندِ
ورِضا الحسودِ زوالُ نعمتِكَ التي / أُوتِيتَها من طَارفٍ أو تالدِ
فاصْبِرْ على غَيظِ الحسودِ فنارُهُ / ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ
أوما رأيتَ النارَ تأكلُ نفسها / حتى تعودَ إِلى الرَّمادِ الهامدِ
تضفو على المحسود نعمة ربِّهِ / ويذوبُ من كَمَدٍ فُؤادُ الحاسدِ
قالوا وقد بكَرُوا لعذلِيَ إذْ رأَوا
قالوا وقد بكَرُوا لعذلِيَ إذْ رأَوا / أني بَقِيتُ بلا صديقٍ فارِدا
هلاّ اقتنيتَ صداقةً من صاحبٍ / يَغدو على نُوَبِ الزمان مُسَاعِدا
فأجَبْتُهم والحقُ ينصرُ نفسَه / والصِدقُ لا يبغي عليه شاهِدا
إن الصديقَ هو اسْمُ معنىً لم نجدْ / من طالبيهِ في البريةِ واجدا
من لي بهمْ واللّهُ لم يخلقْهُمُ / إن لم أقلْ حقاً فهاتُوا واحِدا
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ
جامِلْ أخاك إِذا استربْتَ بوُدِّهِ / وانْظُرْ به عُقَبَ الزمان يعاودِ
وإنِ استَمَرَّ به الفَسادُ فخَلِّهِ / فالغُصْنُ يُقْطَعُ للفسادِ الزائدِ
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى
كونُوا جميعَاً يا بَنِيَّ إِذا اعتَرى / خَطْبٌ ولا تتفرقُوا آحادَا
تأبَى القِداحُ إِذا اجتمعْنَ تكسُّراً / وإِذا افترقْنَ تكسَّرتْ أفرادَا
حُبُّ اليهودِ لآل موسى ظاهِرٌ
حُبُّ اليهودِ لآل موسى ظاهِرٌ / وولاؤُهم لبني أخيه بادي
وإمامهم من نسلِ هارونَ الأُلَى / بهِم اهتدَوا ولكلِّ قومٍ هادي
وأرى النصارى يُكرِمونَ محبَّةً / لنبيِّهم نَخِراً من الأعوادِ
وتمسكوا بولاءِ شمعونَ الصَّفَا / فصفتْ قلوبُهم مِنَ الأحقادِ
وإِذا تولَّى آلَ أحمدَ مسلمٌ / قتلوهُ أو وسموهُ بالإلحَادِ
هذا هو الدَّاءُ العياءُ بمثلِهِ / ضلَّتْ حلومُ حواضرٍ وبوادي
لم يحفَظوا حَقَّ النبيِّ محمَّدٍ / في آلِه واللّهُ بالمرصادِ
إني لأذكركمْ وقد بلغَ الظما
إني لأذكركمْ وقد بلغَ الظما / منّي فاشْرَقُ بالزُلالِ الباردِ
وأُرِي العِدَى أنَّ الاساءَةَ منكمُ / خَطأٌ وتلك سَجيَّةٌ من عامدِ
ويصِحُّ لي قولُ الوُشاةِ عليكُمُ / فأردُّهُ عنكمْ بظَنٍّ فاسدِ
وإِذا طويتُ هواكِ عنهم نَمَّ بي / وَجْدٌ يدلُّ على لسانٍ حامدِ
وإِذا سُئِلتُ عن السُّلوِّ أجبتُهم / بلسانِ معترفٍ ونيَّةِ جاحدِ
إنْ لم يكنْ سِحراً هواكِ فإنَّهُ / والسحرُ قُدَّاً من أدِيمٍ واحدِ
ما زلتُ أزهَدُ في مَودَّةِ راغبٍ / حتى ابْتُلِيْتُ برغبةٍ في زاهدِ
ولَربَّما نالَ المُرادَ مرفَّهٌ / لم يَسْعَ فيه وخابَ سَعْيُ الجاهدِ
هذا هو الدَّاءُ الذي ضاقتْ بهِ / حِيَلُ الطبيبِ وطالَ يَأْسُ العائِدِ
قالوا خَسِرْتَ القلبَ منذُ عَلِقْتَهُ
قالوا خَسِرْتَ القلبَ منذُ عَلِقْتَهُ / ورَبِحْتَ فيهِ شَماتَةَ الحُسَّادِ
فأجبتُهمْ لا تعذُلونِي إنَّنِي / صانعتُهمْ عن مُهْجتي بفؤادي
لو أنّ يومَ فراقِهم عن موعدٍ
لو أنّ يومَ فراقِهم عن موعدٍ / لم يَفْجِعوا قلبي بحُسْنِ تجلُّدِ
جَدَّ الرحيلُ وفي الفُؤادِ لُبانةٌ / بينَ الأهِلَّةِ والغُصونِ المُيَّدِ
وترى الثُّريَّا والهلال مُظاهِراً
وترى الثُّريَّا والهلال مُظاهِراً / بمعنبرٍ من حلتَيْهِ ومُجْسَدِ
كالدُّرِّ فُصِّلَ في وِشاحِ خَريدةٍ / حسناءَ تجلى من لثامٍ أسْوَدِ
وكأنهُ وكأنها في جَنْبِه / عنقودةٌ في زورقٍ من عَسْجَدِ
وبمهجتي مَنْ لا أريدُ لمهجتِي
وبمهجتي مَنْ لا أريدُ لمهجتِي / طِيْبَ الحياةِ وَروْحَهَا من بَعْدِهِ
وردَ النَّعِيُّ وكنتُ آمُل أنْ أرَى / وَجْهَ المبشِّرِ مقبِلاً من عندِهِ
لم يكفني أن عِشْتُ بعدَ فِراقهِ / حتى ابتُلِيتُ من الشَّقاءِ بفَقْدِهِ
فَلْتُظهرِ الأيامُ أقصى كيدِهَا / وليبْلُغِ المقدارُ غايةَ جُهْدِهِ
لم يبقَ لي شيءٌ أُسَرُّ بقربِه / من بعدِ يومِكَ أو أُسَاءُ لبُعْدِهِ
بالنار صنعتها وفيها
بالنار صنعتها وفيها / سرها وولادّها
إصلاحها منها ومنها / دائماً إفسادها
فيها إذا بتها ومنها / دائما إجمادُها
وبها لدى التحمير زال / بياضها وسوادُها
أو ما ترى الحمى التي / عاد المريض عدادُها
زادت فزاد مياهها / مَتحاً وبان فسادُها
ولذاك رفق قوامها / لما هدا إيقادُها
وعلى اعتدال الحر حاد / رسوبها ورمادُها
طبقات نارك لا تلّهب / ها ولا إجمادُها
ولها على التدريج فض / ل زيادة تردادُها
فيصير للاجلاد من / هادُ ربَة تعتادُها
إن لم تعوَّد زايلت / أرواحَها أجسادُها
وإلى قرارتها يكو / ن لدى السبوك معادُها
والماء من أعدائها / وبه يطيب رمادُها
ورموزنا فيها يطو / ل لطولها تعدادها
قالوا النحاس مثاله بشر
قالوا النحاس مثاله بشر / نفس وروح حية وجسد
وأراد تدبير الدواء على / هذا المثال الحق كل أحد
وتبلّدوا فيها وما عرفوا / كيف الطريق والطريق جدد
جمعوا الغرائب من طبائعهم / بالدفن أو بالسحق تسحق يد
حتى إذا سبكوا دواءهم / طرحوا عليه دواءهم ففسد
لا منه صبغ أمّلوه ولا / فيه على نار السبوك جلد
ولو أنهم جمعوا الغرائب في ال / تدبير انجح طالب ووجد
أو ما رأوا حكماءنا جمعوا / بين الغرائب نسبة وولد
جعلوا أسافلها أعاليها / حتى ترقّى هابط وصعد
وتَرَوَّحَ الجسد الغليظ بمي / قات وتمت للمزاج مدد
وتَجَسَّدَ الروح اللطيف به / ذا حَلَّ مالاقى وذاك عقد
حتى إذا تجت إناثهُم / في البحر قام جنينها وقعد
ومضى عليها مدة فنشا / من ذلك التزويج خير ولد
أما الحديد فإنه
أما الحديد فإنه / إن لان منه فوائدُ
مزج الرصاص به فأن / جبَ وهو نعم الوالدُ
نزع الحرارة واليبو / سة عنه رطب باردُ
فإذا الطباع تعادلت / صلح المزاج الفاسدُ
وإذا تزعفر بالندى / فالصبغ منه خالدُ
وإذا ارتقى في صبغه / صُعُداً فغُنمٌ باردُ
فيه البلاغ لقانع / يشقى به ويكابدُ
يضحي الفقير بنيله / وهو الغني الواجدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025