القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 22
لا كانَتِ الدُنيا فَلَيسَ يَسُرُّني
لا كانَتِ الدُنيا فَلَيسَ يَسُرُّني / أَنّي خَليفَتُها وَلا مَحمودُها
وَجَهِلتُ أَمري غَيرَ أَنّي سالِكٌ / طُرقاً وَخَتها عادُها وَثَمودُها
زَعَموا بِأَنَّ الهَضبَ سَوفَ يُذيبُه / قَدَرٌ وَيَحدُثُ لِلبِحارِ جُمودُها
وَتَشاجَروا في قُبَّةِ الفَلَكِ الَّتي / مازالَ يَعظُمُ في النُفوسِ عَمودَها
فَيَقولُ ناسٌ سَوفَ يُدرِكُها الرَدى / وَيَمينُ قَومٌ لا يَجوزُ هُمودُها
أَتُدالُ يَوماً فِضَّةٌ مِن فِضَّةٍ / فَيَصيرُ مِثلَ سَبيكَةٍ جُلمودُها
إِن فَرَّقَت شُهُبَ الثَرَيّا نَكبَةٌ / فَلِجُذوَةِ المِرّيخِ حُقَّ خُمودُها
وَإِذا سُيوفِ الهِندِ أَدرَكَها البِلى / فَمِنَ العَجائِبِ أَن تَدومَ غُمودُها
أَنا صائِمٌ طولَ الحَياةِ وَإِنَّما
أَنا صائِمٌ طولَ الحَياةِ وَإِنَّما / فِطري الحِمامُ وَيَومَ ذاكَ أُعَيِّدُ
لَونانِ مِن لَيلٍ وَصُبحٍ لَوَّنا / شَعري وَأَضعَفَني الزَمانُ الأَيِّدُ
وَالناسِ كَالأَشعارِ يَنطِقُ دَهرُهُم / بِهُم فَمُطلِقُ مَعشَرٍ وَمِقَيِّدُ
قالوا فُلانٌ جَيِّدٌ لِصَديقِهِ / لا يَكذِبوا مافي البَريَّةِ جَيِّدُ
فَأَميرُهُم نالَ الإِمارَةَ بِالخَنى / وَتَقيُّهُم بِصَلاتِهِ مُتَصَيِّدُ
كُن مَن تَشاءُ مُهَجَّناً أَو خالِصاً / وَإِذا رُزِقتَ غِناً فَأَنتَ السَيِّدُ
وَاِصمُت فَما كُثِرَ الكَلامُ مِن اِمرِئٍ / إِلّا وَظُنَّ بِأَنَّهُ مُتَزَيِّدُ
قَد كانَ قَبلَكَ ذادَةٌ وَمَقاوِلٌ
قَد كانَ قَبلَكَ ذادَةٌ وَمَقاوِلٌ / ذادوا وَما صَرَفَ الخُطوبَ ذِيادُ
أُمَراءُ حُكّامٌ كَأَيّامٍ أَتَت / شَفعاً بِها الجُمعاتُ وَالأَعيادُ
كَزِيادٍ الأُمَويِّ أَو كَزِيادٍ المَ / رِّيِّ إِذ وَلّى فَأَينَ زِيادُ
تُثنى الخَناصِرُ في الكِرامِ عَلَيهُمُ / وَتُمَدُّ نَحوَ سِناهُمُ الأَجيادُ
وَالمُطلَقاتُ مِنَ النُفوسِ كَأَنَّما / جُمِعَت لَها الأَغلالُ وَالأَقيادُ
وَحَبائِلُ الأَيّامِ لَيسَ بِمُفلِتٍ / صَقرٌ مَكائِدَها وَلا فِيّادُ
اللَهُ أَكبَرُ ما اِشتَرَيتُ بِضاعَةً
اللَهُ أَكبَرُ ما اِشتَرَيتُ بِضاعَةً / إِلّا وَأَدرَكَ سوقَها الإِكسادُ
بدَنٌ بِلا بَدَنٍ يَعيشُ وَكَم طَوى / جَسَدٌ سَنيهِ وَما عَلَيهِ جِسادُ
أَضحَت تَظُنُّ بِكَ الدِيانَةَ وَالغِنى / وَالعِلمَ فَاِهتاجَت لَكَ الحُسّادُ
وَلَقَد صَفِرتَ مِنَ الثَلاثِ كَأَنَّما / أَدَمٌ حَواكَ مِنَ الخُلوِّ مَسادُ
شَغيلَ السَعادَةَ عَنكَ أَهلُ مَمالِكٍ / رُزِقوا الَّذي حُرِمَ الكِرامُ وَسادوا
رَقَدوا وَلَم تَرقُد وَنالوا ما اِبتَغوا / وَعَجِزتَ عَنهُ وَلِلكَيانِ فَسادُ
وَمِنَ المَعاشِرِ مَن يَظَلُّ كَأَنَّهُ / ضَمِنُ الفُؤادَ يَسادُ حينَ يَسادُ
خَمِدَت خَواطِرُ مِنهُمُ وَتَكاثَفَت / أَرواحُهُم فَكَأَنَّها أَجسادُ
مُهِّدَت لَهُم فُرشٌ وَباتَ لَدَيهُمُ / وُسُدٌ وَبِتَّ وَما لَدَيكَ وِسادُ
مَن يُؤتَ حَظّاً يَبتَهِج وَيَكُن لَهُ / عِزٌّ فَتَرهَبَ ضَأنَه الآسادُ
وَلَو اِدَّعى ظَبيُّ الفَلاةِ وَلائَهُ / لَعَداهُ مِن قُنّاصِهِ الإيسادُ
ما سَرَّني أَنّي إِمامُ زَمانِهِ
ما سَرَّني أَنّي إِمامُ زَمانِهِ / تُلقى إِلَيَّ مِنَ الأُمورِ مَقالِدُ
يا حارِ إِنَّ العُمرَ حارٍ فَاِنتَبِه / يا خالِدُ اِتَّقِ لَيسَ يُعرَفُ خالِدُ
فَعَلامَ تَجتَنِبُ الحِمامَ بِجَهلِها / مُهَجٌّ تُطاعِنُ في الوَغى وَتُجالِدُ
يَرجو الأَبُ الطِفلَ الصَغيرَ وَطالَما / هَلَكَ الوَليدُ وَعاشَ فينا الوالِدُ
آلَيتُ ما مُثري الزَمانِ وَإِن طَغى
آلَيتُ ما مُثري الزَمانِ وَإِن طَغى / مُثرٍ وَلا مَسعودُهُ مَسعودُ
ما سَرَّ غاوينا الجَهولَ وَإِنَّما / هَتَفَ الحَمامُ بِهِ وَناحَ العودُ
كاساتُهُ المَلأى وَعَزفُ قِيانِهِ / لِلحادِثاتِ بَوارِقٌ وَرُعودُ
هَلِكَت سُعودٌ في القَبائِلِ جَمَّةٌ / وَأَقامَ في جَوِّ السَماءِ سُعودُ
بَدرٌ يُصَوَّرُ ثُمَّ يَمحُقُ نورُهُ / وَيُغَرِّبُ المِرّيخُ ثُمَّ يَعودُ
لا تَحمِلَن ثِقلاً عَلَيَّ فَإِنَّني / وَهناً وَقُدّامَ الرِكابِ صَعودُ
وَالوَعدُ يُرقَبُ وَالنَجاحُ لِمِثلِنا / أَن يَستَمِرَّ بِمَطلِهِ المَوعودُ
وَمِنَ العَجائِبِ ظَنُّ قَومٍ أَنَّهُ / يُثني الفَتى بِالغَيِّ وَهُوَ قَعودُ
كوني الثُرَيّا أَو حَضارِ أَو ال
كوني الثُرَيّا أَو حَضارِ أَو ال / جَوزاءَ أَو كَالشَمسِ لا تَلِدُ
فَلَتِلكَ أَشرَفُ مِن مُؤَنِّثَةٍ / نَجَلَت فَضاقَ بِنَسلِها البَلَدُ
أُقعُد فَما نَفَعَ القِيا
أُقعُد فَما نَفَعَ القِيا / مُ وَلا ثَنى خَيراً قُعودُ
غَنَّتكَ دُنياكَ الخلو / بُ وَحُبُّها في الكَفِّ عودُ
أَمّا إِساءَتُها فَقَد / كانَت وَحُسناها رُعودُ
وَالمَرءُ يَهبِطُ هاوِياً / وَالعَيشُ مِن كَلَفٍ صَعودُ
وَالشَخصُ مِثلُ اليَومِ يَم / ضي في الزَمانِ فَلا يَعودُ
أَسعِد بِلا مِنٍّ فَإِنَّ / الجَودَ بِالنُعمى سُعودُ
وَالغَيثُ أَهنَوءُهُ الَّذي / يَهمي وَلَيسَ لَهُ رُعودُ
يا صاعِ لَستُ أُريدُ صاعَ مَكيلَةٍ
يا صاعِ لَستُ أُريدُ صاعَ مَكيلَةٍ / فَأَضيفَهُ لَكِن أَرَخَّمُ صاعِدا
لا تَدنُوَنَّ مِنَ الشُرورِ وَأَهلِها / فَتَكونَ مِن أَهلِ العُلى مُتَباعِدا
فَالمَرءُ يَقعُدُ بِالمَكارِمِ قائِماً / وَيَقومُ في طَلَبِ المَعالي قاعِدا
خَيرُ المَواهِبِ ما أَتاكَ مُيَسَّراً / غَيرَ المُرازِحِ بِالمِطالِ مَواعِدا
وَالغَيثُ أَهنَأُ ما تَراهُ عَطيَّةً / ما لَم يَحُثُّ بَوارِقاً وَرَواعِدا
خَمسٌ بِراحَتِها تُعانُ وَراحَةٌ / بِأَشاجِعٍ تَدعو لِأَيدٍ ساعِدا
عَونٌ لَهُ عَونٌ إِلى أَن يَبلُغَ الخَ / لّاقَ جَلَّ مُظاهِراً وَمُساعِدا
يَستَأسِدُ النَبتُ الغضيضُ فَلا تَلُم
يَستَأسِدُ النَبتُ الغضيضُ فَلا تَلُم / رَجُلاً مَتى أَبصَرتَهُ مُستَأسِدا
وَإِذا حُسِدتَ فَإِنَّ شُكرَ فَضيلَةٍ / أَن لا تُؤاخِذَ في الإِساءَةِ حاسِدا
وَمِنَ الرَزيَّةِ رَن تَبيتَ مُكَلَّفاً / إِصلاحَ مَن صَحِبَ الغَريزَةَ فاسِدا
وَالدَينُ مَتجَرُ مَيِّتٍ فَلِذالِكَ لا / تُلفيهِ في الأَحياءِ إِلّا كاسِدا
إِركَع لِرَبِّكَ في نَهارِكَ وَاِسجُدِ
إِركَع لِرَبِّكَ في نَهارِكَ وَاِسجُدِ / وَمَتى أَطَقتَ تَهَجُّداً فَتَهَجَّدِ
وَإِذا غَلا البُرُّ النَقِيُّ فَشارِكِ ال / فَرَسَ الكَريمَ وَساوِ طِرفَكَ تَمجُدِ
وَاِجعَل لِنَفسِكَ مِن سَليطِ ضِيائِها / أُدماً وَنَزرَ حَلاوَةٍ مِن عُنجُدِ
وَاِرسُم بِفَخّارِ شَرابَكَ لاتُرِد / قَدَحَ اللُجَينِ وَلا إِناءَ العَسجَدِ
يَكفيكَ صَيفَكَ مِن ثِيابِكَ ساتِرٌ / وَإِذا شَتَوتَ فَقِطعَةٌ مِن بُرجُدِ
أَنهاكَ أَن تَلِيَ الحُكومَةَ أَو تَرى / حِلفَ الخَطابَةِ أَو إِمامَ المَسجِدِ
وَذَرِ الإِمارَةَ وَاِتِّخاذَكَ دِرَّةً / في المِصرِ يَحسَبُها حُسامَ المُنجِدِ
تِلكَ الأُمورُ كَرِهتُها لِأَقارِبٍ / وَأَصادِقٍ فَابخَل بِنَفسِكَ أَو جُدِ
وَلَقَد وَجَدتُ وَلاءَ قَومٍ سُبَّةً / فَاِصرِف وَلاءَكَ لِلقَديمِ الموجِدِ
وَلِتَحلَ عِرسُكَ بِالتُقى فَنِظامُهُ / أَسنى لَها مِن لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
كُلٌّ يَسبَحُ فَاِفهَمِ التَقديسَ في / صَوتِ الغُرابِ وَفي صُياحِ الجُدجُدِ
وَاِنزِل بِعِرضِكَ في أَعَزِّ مَحَلَّةٍ / فَالغَورُ لَيسَ بِمَوطِنٍ لِلمُنجِدِ
أكتُم حَديثَكَ عَن أَخيكَ وَلا تَكُن
أكتُم حَديثَكَ عَن أَخيكَ وَلا تَكُن / أَسرارُ قَلبَكَ مِثلَ أَسرارِ اليَدِ
وَلِكُلِّ عَصرٍ حائِدٌ وَمُقَدَّمٌ / لِلحَربِ يَضرِبُ في جَبينِ الأَصيدِ
فَمَضى يَزيدٌ وَمَخلِدٌ في دَولَةٍ / وَثَنى الزَمانُ إِلى يَزيدَ وَمَزيَدِ
وَتَقارُبُ الأَسماء لَيسَ بِموجِبٍ / كَونَ التَقارُبِ في الفِعالِ الأَزيَدِ
فَالغُمرُ نافى الغَمرَ عِندَ قِياسِهِ / وَالسيدُ غَيرُ مُشابِهٍ لِلسَيِّدِ
وَتُدَيُّرُ الأَوطانِ حُبَّ وَطالَما / قُنِصَ الحَمامُ عَلى الغُصونِ المُيَّدِ
ظُلِمَ الأَنامُ فَناصَ بِيَدَكِ مُفرَداً / حَتّى تُعدُّ مِنَ الرِجالِ البُيّدِ
وَمَتّى رُزِقتَ شَجاعَةً وَبَلاغَةً / أَوطَنتَ مِن رَبعِ العُلى بِمُشَيَّدِ
فَالطَيرُ سَودَدُها الرَفيعُ وَعُزُّها / قُسِما عالى خُطَبائِها وَالصَيَّدِ
وَأذا الحِمامُ أَتى فَما يَكفيكَهُ / نَفرُ الجَبانِ وَلا حِيادُ الحُيَّدِ
وَمُقَيَّدٌ عِندَ القَضاءِ كَمُطلَقٍ / فيما يَنوبُ وَمُطلَقٌ كَمُقَيَّدِ
فَالظَبيَّةُ الغَيداءُ صَبَّحَها الرَدى / أَدماءَ تَرتَعُ في النَباتِ الأَغيَدِ
قَدَرٌ يُريكَ حَليفَ ضَعفٍ أَيِّداً / وَيَرُدُّ قِرنَ الأَيدِ ضِدَّ مُؤَيَّدِ
أَمّا المُجاوِرُ فَاِرعَهُ وَتَوَقَّهُ
أَمّا المُجاوِرُ فَاِرعَهُ وَتَوَقَّهُ / وَاِستَعفِ رَبَّكَ مِن جِوارِ المُلحِدِ
لَيسَ الَّذي جَحَدَ المَليكَ وَقَد بَدَت / آياتُهُ بِأَخٍ لِمَن لَم يَجحَدِ
وَأَرى التَوَحُّدَ في حَياتِكَ نِعمَةً / فَإِن اِستَطَعتَ بُلوغَه فَتَوَحَّدِ
لا تَبدَأَوني بِالعَداوَةِ مِنكُمُ
لا تَبدَأَوني بِالعَداوَةِ مِنكُمُ / فَمَسيحُكُم عِندي نَظيرُ مُحَمَّدِ
أَيَعيثُ ضَوءُ الصُبحِ ناظِرَ مُدلِجٍ / أَم نَحنُ أَجمَعُ في ظَلامٍ سَرمَدِ
كُمهُ البَصائِرِ لا يَبينُ لَها الهُدى / أَو مُبصِرٌ أَبَداً بِعَينَي أَرمَدِ
جَسَدٌ يُعَذَّبُ في الحَياةِ حَسِبتُهُ / مُستَشعِراً حَسَدَ العِظَامِ الهُمَّدِ
إِنَّ السُيوفَ تُراحُ في أَغمادِها / وَتَظَلُّ في تَعَبٍ إِذا لَم تُغمَدِ
مَن لي بِجِسمٍ لا يُحِسُّ رَزِيَّةً / لَكِن يُعَدُّ كَتُربَةٍ أَو جَلمَدِ
رَوحٌ إِذا اِتَّصَلَت بِشَخصٍ لَم يَزَل / هُوَ وَهيَ في مَرَضِ العَناءِ المُكمِدِ
إِن كُنتِ مِن ريحٍ فَيا ريحُ اِسكُني / أَو كُنتِ مِن لَهَبٍ فَيا لَهّبُ اخمُدِ
كُفّي دُموعَكِ لِلتَفَرُّقِ وَاِطلُبي
كُفّي دُموعَكِ لِلتَفَرُّقِ وَاِطلُبي / دَمعاً يُبارِكُ مِثلَ دَمعِ الزاهِدِ
فَبِقَطرَةٍ مِنُ تَبوخُ جَهَنَّمٌ / فيما يُقالُ حَديثُ غَيرِ مُشاهِدِ
خافي إِلهَكِ وَاِحذَري مِن أُمَّةٍ / لَم يَلبَسوا في الدينِ ثَوبَ مُجاهِدِ
أَكَلوا فَأَفنوا ثُمَّ غَنّوا وَاِنتَشوا / في رَقصِهِم وَتَمَتَّعوا بِالشاهِدِ
حالَت عُهودُ الخَلقِ كَم مِن مُسلِمٍ / أَمسى يَرومُ شَفاعَةً بِمُعاهِدِ
وَهُوَ الزَمانُ قَضى بِغَيرِ تَناصُفٍ / بَينَ الأَنامِ وَضاعَ جُهدُ الجاهِدِ
سَهِدَ الفَتى لِمَطالِبٍ ما نالَها / وَأَصابَها مَّن باتَ لَيسَ بِساهِدِ
اللَهُ صَوَّرَني وَلَستُ بِعالِمٍ
اللَهُ صَوَّرَني وَلَستُ بِعالِمٍ / لِمَ ذاكَ سُبحانَ القَديرِ الواحِدِ
فَلتَشهَدِ الساعاتُ وَالأَنفاسُ لي / أَنّي بَرِئتُ مِن الغَوِيِّ الجاحِدِ
جَهلٌ مَرامِيَ أَن تَكونَ مُوافِقي
جَهلٌ مَرامِيَ أَن تَكونَ مُوافِقي / وَشُكوكُ نَفسي بَينَهُنَّ تَعادي
لَيسَ التَكَثُّرُ مِن خَليقَةِ صادِقٍ / فَاِذهَب لِعادِكَ أَستَمَرَّ لِعادي
لَو كانَ لي غَيمٌ لَجادَ بِمائِهِ / مِن غَيرِ إِبراقٍ وَلا إِرعادِ
أَخلِف إِذا أَوعَدتَ غافِرَ زَلَّةٍ / مِن جارِمٍ وَأَنِل بِلا ميعادِ
وَلَقَد غَدَوتُ بِأُمَّةٍ وَبِإِمَّةٍ / قَزميَّتَينِ وَهِمَّةٍ مِن عادِ
وَالجُسمُ يَهوي بِالطِباعِ إِلى الثَرى / وَيَبينُ فيهِ تَكَلُّفُ الإِصعادِ
وَأَخالُ نَفسي حينَ تَفقِدُ شَخصَها / تَلقى الَّذي عَمِلَتهُ قَبلَ مَعادِ
لا تَشرَبَن ماعِشتَ مِن دَمِ أَبيَضٍ / سَبِطٍ وَلا سودٍ يَلُحنَ جِعادِ
دَعَةٌ لِمِثلِكَ تَركُ دَعدٍ لِلنَوى / وَسَعادَةٌ لَكَ هِجرَةٌ لِسُعادِ
لَم تَبلُغِ الآرابَ شِدَّةُ ساعِدٍ / ما لَم يُعِنها اللَهُ بِالإِسعادِ
أَروى دَمٌ قَلباً وَتِلكَ سَفاهَةٌ
أَروى دَمٌ قَلباً وَتِلكَ سَفاهَةٌ / وَالدهرُ مِن عَجَلٍ وَمِن إِروادِ
فَرَوائِحٌ وَبَواكِرٌ وَمَعارِفٌ / وَمَناكِرٌ وَحَواضِرٌ وَبَوادِ
وَجَوادُ قَومٍ عُدَّ مِن بُخَلائِهِم / وَحَليفُ بُخلٍ عُدَّ في الأَجوادِ
وَالخَلقُ أَطوارٌ يُزيلُ شُخوصَهُم / بَعدَ المُثولِ مُثَبِّتُ الأَطوادِ
شِيَمٌ مِنَ الدُنِّيا يُجازُ بِها المَدى / سَتُشاكِلُ الأَذواءَ بِالأَذوادِ
وادٍ مِنَ المَوتِ الزُؤامِ وَكُلُّنا / أَشفى لِيُدفَعَ فَوقَ جُرفِ الوادي
سَفَرٌ يَطولُ مِنَ الأَنامِ عَلى كَراً / مِن غَفلَةٍ وَكَراً مِنَ الأَزوادِ
وَأَوادِمُ الزَمَنِ الطَويلِ كَثيرَةٌ / وَأَوادِمُ الطَعمِ الشَهيِّ أَوادِ
وَأَمَضُّ مِن ثِقَلَِ العِيادَةِ لِلفَتى / نُوَبٌ تَكونُ عَوادِيَ العُوّادِ
لا يُفجِعَنَّكَ وَالخَطوبُ كَثيرَةٌ / أَنَّ الغَوادِرَ لِلفِراقِ غَوادِ
عَمَدَت لَنا الأَيّامُ وَهِيَ دَوائِبٌ / لِتَرُدَّ أَقداماً مَكانَ هَوادِ
فَطَوارِقٌ جاءَتهُمُ بِطَوارِدٍ / وَنَوادِبٌ قامَت لَهُم بِنَوادِ
هَمٌّ بِأَسوِدَةِ القُلوبِ مَناخُهُ / لِبيضِ حينَ أَنَخنَ بِالأَفوادِ
اِذكُر إِلَهَكَ إِن هَبَبتَ مِنَ الكَرى
اِذكُر إِلَهَكَ إِن هَبَبتَ مِنَ الكَرى / وَإِذا هَمَمتَ لِهَجعَةٍ وَرُقادِ
إِحذَر مَجيئَكَ في الحِسابِ بِزائِفٍ / فَاللَهُ رَبُّكَ أَنقَدُ النُقّادِ
تَغشى جَهَنَّمَ دَمعَةٌ مِن تائِبٍ / فَتَبوخُ وَهِيَ شَديدَةُ الإيقادِ
قَلَّدَتني الفُتيا فَتَوِّجني غَداً
قَلَّدَتني الفُتيا فَتَوِّجني غَداً / تاجاً بِإِعفائي مِنَ التَقليدِ
وَمِنَ الرَزِيَّةِ أَن يَكونَ فُؤا / دُكَ الوَقّادُ في جَسَدٍ عَلَيهِ بَليدِ
وَحَوادِثُ الأَيّامِ تولَدُ جِلَّةً / وَتَعودُ تَصغُرُ ضِدَّ كُلِّ وَليدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025