المجموع : 22
لا كانَتِ الدُنيا فَلَيسَ يَسُرُّني
لا كانَتِ الدُنيا فَلَيسَ يَسُرُّني / أَنّي خَليفَتُها وَلا مَحمودُها
وَجَهِلتُ أَمري غَيرَ أَنّي سالِكٌ / طُرقاً وَخَتها عادُها وَثَمودُها
زَعَموا بِأَنَّ الهَضبَ سَوفَ يُذيبُه / قَدَرٌ وَيَحدُثُ لِلبِحارِ جُمودُها
وَتَشاجَروا في قُبَّةِ الفَلَكِ الَّتي / مازالَ يَعظُمُ في النُفوسِ عَمودَها
فَيَقولُ ناسٌ سَوفَ يُدرِكُها الرَدى / وَيَمينُ قَومٌ لا يَجوزُ هُمودُها
أَتُدالُ يَوماً فِضَّةٌ مِن فِضَّةٍ / فَيَصيرُ مِثلَ سَبيكَةٍ جُلمودُها
إِن فَرَّقَت شُهُبَ الثَرَيّا نَكبَةٌ / فَلِجُذوَةِ المِرّيخِ حُقَّ خُمودُها
وَإِذا سُيوفِ الهِندِ أَدرَكَها البِلى / فَمِنَ العَجائِبِ أَن تَدومَ غُمودُها
أَنا صائِمٌ طولَ الحَياةِ وَإِنَّما
أَنا صائِمٌ طولَ الحَياةِ وَإِنَّما / فِطري الحِمامُ وَيَومَ ذاكَ أُعَيِّدُ
لَونانِ مِن لَيلٍ وَصُبحٍ لَوَّنا / شَعري وَأَضعَفَني الزَمانُ الأَيِّدُ
وَالناسِ كَالأَشعارِ يَنطِقُ دَهرُهُم / بِهُم فَمُطلِقُ مَعشَرٍ وَمِقَيِّدُ
قالوا فُلانٌ جَيِّدٌ لِصَديقِهِ / لا يَكذِبوا مافي البَريَّةِ جَيِّدُ
فَأَميرُهُم نالَ الإِمارَةَ بِالخَنى / وَتَقيُّهُم بِصَلاتِهِ مُتَصَيِّدُ
كُن مَن تَشاءُ مُهَجَّناً أَو خالِصاً / وَإِذا رُزِقتَ غِناً فَأَنتَ السَيِّدُ
وَاِصمُت فَما كُثِرَ الكَلامُ مِن اِمرِئٍ / إِلّا وَظُنَّ بِأَنَّهُ مُتَزَيِّدُ
قَد كانَ قَبلَكَ ذادَةٌ وَمَقاوِلٌ
قَد كانَ قَبلَكَ ذادَةٌ وَمَقاوِلٌ / ذادوا وَما صَرَفَ الخُطوبَ ذِيادُ
أُمَراءُ حُكّامٌ كَأَيّامٍ أَتَت / شَفعاً بِها الجُمعاتُ وَالأَعيادُ
كَزِيادٍ الأُمَويِّ أَو كَزِيادٍ المَ / رِّيِّ إِذ وَلّى فَأَينَ زِيادُ
تُثنى الخَناصِرُ في الكِرامِ عَلَيهُمُ / وَتُمَدُّ نَحوَ سِناهُمُ الأَجيادُ
وَالمُطلَقاتُ مِنَ النُفوسِ كَأَنَّما / جُمِعَت لَها الأَغلالُ وَالأَقيادُ
وَحَبائِلُ الأَيّامِ لَيسَ بِمُفلِتٍ / صَقرٌ مَكائِدَها وَلا فِيّادُ
اللَهُ أَكبَرُ ما اِشتَرَيتُ بِضاعَةً
اللَهُ أَكبَرُ ما اِشتَرَيتُ بِضاعَةً / إِلّا وَأَدرَكَ سوقَها الإِكسادُ
بدَنٌ بِلا بَدَنٍ يَعيشُ وَكَم طَوى / جَسَدٌ سَنيهِ وَما عَلَيهِ جِسادُ
أَضحَت تَظُنُّ بِكَ الدِيانَةَ وَالغِنى / وَالعِلمَ فَاِهتاجَت لَكَ الحُسّادُ
وَلَقَد صَفِرتَ مِنَ الثَلاثِ كَأَنَّما / أَدَمٌ حَواكَ مِنَ الخُلوِّ مَسادُ
شَغيلَ السَعادَةَ عَنكَ أَهلُ مَمالِكٍ / رُزِقوا الَّذي حُرِمَ الكِرامُ وَسادوا
رَقَدوا وَلَم تَرقُد وَنالوا ما اِبتَغوا / وَعَجِزتَ عَنهُ وَلِلكَيانِ فَسادُ
وَمِنَ المَعاشِرِ مَن يَظَلُّ كَأَنَّهُ / ضَمِنُ الفُؤادَ يَسادُ حينَ يَسادُ
خَمِدَت خَواطِرُ مِنهُمُ وَتَكاثَفَت / أَرواحُهُم فَكَأَنَّها أَجسادُ
مُهِّدَت لَهُم فُرشٌ وَباتَ لَدَيهُمُ / وُسُدٌ وَبِتَّ وَما لَدَيكَ وِسادُ
مَن يُؤتَ حَظّاً يَبتَهِج وَيَكُن لَهُ / عِزٌّ فَتَرهَبَ ضَأنَه الآسادُ
وَلَو اِدَّعى ظَبيُّ الفَلاةِ وَلائَهُ / لَعَداهُ مِن قُنّاصِهِ الإيسادُ
ما سَرَّني أَنّي إِمامُ زَمانِهِ
ما سَرَّني أَنّي إِمامُ زَمانِهِ / تُلقى إِلَيَّ مِنَ الأُمورِ مَقالِدُ
يا حارِ إِنَّ العُمرَ حارٍ فَاِنتَبِه / يا خالِدُ اِتَّقِ لَيسَ يُعرَفُ خالِدُ
فَعَلامَ تَجتَنِبُ الحِمامَ بِجَهلِها / مُهَجٌّ تُطاعِنُ في الوَغى وَتُجالِدُ
يَرجو الأَبُ الطِفلَ الصَغيرَ وَطالَما / هَلَكَ الوَليدُ وَعاشَ فينا الوالِدُ
آلَيتُ ما مُثري الزَمانِ وَإِن طَغى
آلَيتُ ما مُثري الزَمانِ وَإِن طَغى / مُثرٍ وَلا مَسعودُهُ مَسعودُ
ما سَرَّ غاوينا الجَهولَ وَإِنَّما / هَتَفَ الحَمامُ بِهِ وَناحَ العودُ
كاساتُهُ المَلأى وَعَزفُ قِيانِهِ / لِلحادِثاتِ بَوارِقٌ وَرُعودُ
هَلِكَت سُعودٌ في القَبائِلِ جَمَّةٌ / وَأَقامَ في جَوِّ السَماءِ سُعودُ
بَدرٌ يُصَوَّرُ ثُمَّ يَمحُقُ نورُهُ / وَيُغَرِّبُ المِرّيخُ ثُمَّ يَعودُ
لا تَحمِلَن ثِقلاً عَلَيَّ فَإِنَّني / وَهناً وَقُدّامَ الرِكابِ صَعودُ
وَالوَعدُ يُرقَبُ وَالنَجاحُ لِمِثلِنا / أَن يَستَمِرَّ بِمَطلِهِ المَوعودُ
وَمِنَ العَجائِبِ ظَنُّ قَومٍ أَنَّهُ / يُثني الفَتى بِالغَيِّ وَهُوَ قَعودُ
كوني الثُرَيّا أَو حَضارِ أَو ال
كوني الثُرَيّا أَو حَضارِ أَو ال / جَوزاءَ أَو كَالشَمسِ لا تَلِدُ
فَلَتِلكَ أَشرَفُ مِن مُؤَنِّثَةٍ / نَجَلَت فَضاقَ بِنَسلِها البَلَدُ
أُقعُد فَما نَفَعَ القِيا
أُقعُد فَما نَفَعَ القِيا / مُ وَلا ثَنى خَيراً قُعودُ
غَنَّتكَ دُنياكَ الخلو / بُ وَحُبُّها في الكَفِّ عودُ
أَمّا إِساءَتُها فَقَد / كانَت وَحُسناها رُعودُ
وَالمَرءُ يَهبِطُ هاوِياً / وَالعَيشُ مِن كَلَفٍ صَعودُ
وَالشَخصُ مِثلُ اليَومِ يَم / ضي في الزَمانِ فَلا يَعودُ
أَسعِد بِلا مِنٍّ فَإِنَّ / الجَودَ بِالنُعمى سُعودُ
وَالغَيثُ أَهنَوءُهُ الَّذي / يَهمي وَلَيسَ لَهُ رُعودُ
يا صاعِ لَستُ أُريدُ صاعَ مَكيلَةٍ
يا صاعِ لَستُ أُريدُ صاعَ مَكيلَةٍ / فَأَضيفَهُ لَكِن أَرَخَّمُ صاعِدا
لا تَدنُوَنَّ مِنَ الشُرورِ وَأَهلِها / فَتَكونَ مِن أَهلِ العُلى مُتَباعِدا
فَالمَرءُ يَقعُدُ بِالمَكارِمِ قائِماً / وَيَقومُ في طَلَبِ المَعالي قاعِدا
خَيرُ المَواهِبِ ما أَتاكَ مُيَسَّراً / غَيرَ المُرازِحِ بِالمِطالِ مَواعِدا
وَالغَيثُ أَهنَأُ ما تَراهُ عَطيَّةً / ما لَم يَحُثُّ بَوارِقاً وَرَواعِدا
خَمسٌ بِراحَتِها تُعانُ وَراحَةٌ / بِأَشاجِعٍ تَدعو لِأَيدٍ ساعِدا
عَونٌ لَهُ عَونٌ إِلى أَن يَبلُغَ الخَ / لّاقَ جَلَّ مُظاهِراً وَمُساعِدا
يَستَأسِدُ النَبتُ الغضيضُ فَلا تَلُم
يَستَأسِدُ النَبتُ الغضيضُ فَلا تَلُم / رَجُلاً مَتى أَبصَرتَهُ مُستَأسِدا
وَإِذا حُسِدتَ فَإِنَّ شُكرَ فَضيلَةٍ / أَن لا تُؤاخِذَ في الإِساءَةِ حاسِدا
وَمِنَ الرَزيَّةِ رَن تَبيتَ مُكَلَّفاً / إِصلاحَ مَن صَحِبَ الغَريزَةَ فاسِدا
وَالدَينُ مَتجَرُ مَيِّتٍ فَلِذالِكَ لا / تُلفيهِ في الأَحياءِ إِلّا كاسِدا
إِركَع لِرَبِّكَ في نَهارِكَ وَاِسجُدِ
إِركَع لِرَبِّكَ في نَهارِكَ وَاِسجُدِ / وَمَتى أَطَقتَ تَهَجُّداً فَتَهَجَّدِ
وَإِذا غَلا البُرُّ النَقِيُّ فَشارِكِ ال / فَرَسَ الكَريمَ وَساوِ طِرفَكَ تَمجُدِ
وَاِجعَل لِنَفسِكَ مِن سَليطِ ضِيائِها / أُدماً وَنَزرَ حَلاوَةٍ مِن عُنجُدِ
وَاِرسُم بِفَخّارِ شَرابَكَ لاتُرِد / قَدَحَ اللُجَينِ وَلا إِناءَ العَسجَدِ
يَكفيكَ صَيفَكَ مِن ثِيابِكَ ساتِرٌ / وَإِذا شَتَوتَ فَقِطعَةٌ مِن بُرجُدِ
أَنهاكَ أَن تَلِيَ الحُكومَةَ أَو تَرى / حِلفَ الخَطابَةِ أَو إِمامَ المَسجِدِ
وَذَرِ الإِمارَةَ وَاِتِّخاذَكَ دِرَّةً / في المِصرِ يَحسَبُها حُسامَ المُنجِدِ
تِلكَ الأُمورُ كَرِهتُها لِأَقارِبٍ / وَأَصادِقٍ فَابخَل بِنَفسِكَ أَو جُدِ
وَلَقَد وَجَدتُ وَلاءَ قَومٍ سُبَّةً / فَاِصرِف وَلاءَكَ لِلقَديمِ الموجِدِ
وَلِتَحلَ عِرسُكَ بِالتُقى فَنِظامُهُ / أَسنى لَها مِن لُؤلُؤٍ وَزَبَرجَدِ
كُلٌّ يَسبَحُ فَاِفهَمِ التَقديسَ في / صَوتِ الغُرابِ وَفي صُياحِ الجُدجُدِ
وَاِنزِل بِعِرضِكَ في أَعَزِّ مَحَلَّةٍ / فَالغَورُ لَيسَ بِمَوطِنٍ لِلمُنجِدِ
أكتُم حَديثَكَ عَن أَخيكَ وَلا تَكُن
أكتُم حَديثَكَ عَن أَخيكَ وَلا تَكُن / أَسرارُ قَلبَكَ مِثلَ أَسرارِ اليَدِ
وَلِكُلِّ عَصرٍ حائِدٌ وَمُقَدَّمٌ / لِلحَربِ يَضرِبُ في جَبينِ الأَصيدِ
فَمَضى يَزيدٌ وَمَخلِدٌ في دَولَةٍ / وَثَنى الزَمانُ إِلى يَزيدَ وَمَزيَدِ
وَتَقارُبُ الأَسماء لَيسَ بِموجِبٍ / كَونَ التَقارُبِ في الفِعالِ الأَزيَدِ
فَالغُمرُ نافى الغَمرَ عِندَ قِياسِهِ / وَالسيدُ غَيرُ مُشابِهٍ لِلسَيِّدِ
وَتُدَيُّرُ الأَوطانِ حُبَّ وَطالَما / قُنِصَ الحَمامُ عَلى الغُصونِ المُيَّدِ
ظُلِمَ الأَنامُ فَناصَ بِيَدَكِ مُفرَداً / حَتّى تُعدُّ مِنَ الرِجالِ البُيّدِ
وَمَتّى رُزِقتَ شَجاعَةً وَبَلاغَةً / أَوطَنتَ مِن رَبعِ العُلى بِمُشَيَّدِ
فَالطَيرُ سَودَدُها الرَفيعُ وَعُزُّها / قُسِما عالى خُطَبائِها وَالصَيَّدِ
وَأذا الحِمامُ أَتى فَما يَكفيكَهُ / نَفرُ الجَبانِ وَلا حِيادُ الحُيَّدِ
وَمُقَيَّدٌ عِندَ القَضاءِ كَمُطلَقٍ / فيما يَنوبُ وَمُطلَقٌ كَمُقَيَّدِ
فَالظَبيَّةُ الغَيداءُ صَبَّحَها الرَدى / أَدماءَ تَرتَعُ في النَباتِ الأَغيَدِ
قَدَرٌ يُريكَ حَليفَ ضَعفٍ أَيِّداً / وَيَرُدُّ قِرنَ الأَيدِ ضِدَّ مُؤَيَّدِ
أَمّا المُجاوِرُ فَاِرعَهُ وَتَوَقَّهُ
أَمّا المُجاوِرُ فَاِرعَهُ وَتَوَقَّهُ / وَاِستَعفِ رَبَّكَ مِن جِوارِ المُلحِدِ
لَيسَ الَّذي جَحَدَ المَليكَ وَقَد بَدَت / آياتُهُ بِأَخٍ لِمَن لَم يَجحَدِ
وَأَرى التَوَحُّدَ في حَياتِكَ نِعمَةً / فَإِن اِستَطَعتَ بُلوغَه فَتَوَحَّدِ
لا تَبدَأَوني بِالعَداوَةِ مِنكُمُ
لا تَبدَأَوني بِالعَداوَةِ مِنكُمُ / فَمَسيحُكُم عِندي نَظيرُ مُحَمَّدِ
أَيَعيثُ ضَوءُ الصُبحِ ناظِرَ مُدلِجٍ / أَم نَحنُ أَجمَعُ في ظَلامٍ سَرمَدِ
كُمهُ البَصائِرِ لا يَبينُ لَها الهُدى / أَو مُبصِرٌ أَبَداً بِعَينَي أَرمَدِ
جَسَدٌ يُعَذَّبُ في الحَياةِ حَسِبتُهُ / مُستَشعِراً حَسَدَ العِظَامِ الهُمَّدِ
إِنَّ السُيوفَ تُراحُ في أَغمادِها / وَتَظَلُّ في تَعَبٍ إِذا لَم تُغمَدِ
مَن لي بِجِسمٍ لا يُحِسُّ رَزِيَّةً / لَكِن يُعَدُّ كَتُربَةٍ أَو جَلمَدِ
رَوحٌ إِذا اِتَّصَلَت بِشَخصٍ لَم يَزَل / هُوَ وَهيَ في مَرَضِ العَناءِ المُكمِدِ
إِن كُنتِ مِن ريحٍ فَيا ريحُ اِسكُني / أَو كُنتِ مِن لَهَبٍ فَيا لَهّبُ اخمُدِ
كُفّي دُموعَكِ لِلتَفَرُّقِ وَاِطلُبي
كُفّي دُموعَكِ لِلتَفَرُّقِ وَاِطلُبي / دَمعاً يُبارِكُ مِثلَ دَمعِ الزاهِدِ
فَبِقَطرَةٍ مِنُ تَبوخُ جَهَنَّمٌ / فيما يُقالُ حَديثُ غَيرِ مُشاهِدِ
خافي إِلهَكِ وَاِحذَري مِن أُمَّةٍ / لَم يَلبَسوا في الدينِ ثَوبَ مُجاهِدِ
أَكَلوا فَأَفنوا ثُمَّ غَنّوا وَاِنتَشوا / في رَقصِهِم وَتَمَتَّعوا بِالشاهِدِ
حالَت عُهودُ الخَلقِ كَم مِن مُسلِمٍ / أَمسى يَرومُ شَفاعَةً بِمُعاهِدِ
وَهُوَ الزَمانُ قَضى بِغَيرِ تَناصُفٍ / بَينَ الأَنامِ وَضاعَ جُهدُ الجاهِدِ
سَهِدَ الفَتى لِمَطالِبٍ ما نالَها / وَأَصابَها مَّن باتَ لَيسَ بِساهِدِ
اللَهُ صَوَّرَني وَلَستُ بِعالِمٍ
اللَهُ صَوَّرَني وَلَستُ بِعالِمٍ / لِمَ ذاكَ سُبحانَ القَديرِ الواحِدِ
فَلتَشهَدِ الساعاتُ وَالأَنفاسُ لي / أَنّي بَرِئتُ مِن الغَوِيِّ الجاحِدِ
جَهلٌ مَرامِيَ أَن تَكونَ مُوافِقي
جَهلٌ مَرامِيَ أَن تَكونَ مُوافِقي / وَشُكوكُ نَفسي بَينَهُنَّ تَعادي
لَيسَ التَكَثُّرُ مِن خَليقَةِ صادِقٍ / فَاِذهَب لِعادِكَ أَستَمَرَّ لِعادي
لَو كانَ لي غَيمٌ لَجادَ بِمائِهِ / مِن غَيرِ إِبراقٍ وَلا إِرعادِ
أَخلِف إِذا أَوعَدتَ غافِرَ زَلَّةٍ / مِن جارِمٍ وَأَنِل بِلا ميعادِ
وَلَقَد غَدَوتُ بِأُمَّةٍ وَبِإِمَّةٍ / قَزميَّتَينِ وَهِمَّةٍ مِن عادِ
وَالجُسمُ يَهوي بِالطِباعِ إِلى الثَرى / وَيَبينُ فيهِ تَكَلُّفُ الإِصعادِ
وَأَخالُ نَفسي حينَ تَفقِدُ شَخصَها / تَلقى الَّذي عَمِلَتهُ قَبلَ مَعادِ
لا تَشرَبَن ماعِشتَ مِن دَمِ أَبيَضٍ / سَبِطٍ وَلا سودٍ يَلُحنَ جِعادِ
دَعَةٌ لِمِثلِكَ تَركُ دَعدٍ لِلنَوى / وَسَعادَةٌ لَكَ هِجرَةٌ لِسُعادِ
لَم تَبلُغِ الآرابَ شِدَّةُ ساعِدٍ / ما لَم يُعِنها اللَهُ بِالإِسعادِ
أَروى دَمٌ قَلباً وَتِلكَ سَفاهَةٌ
أَروى دَمٌ قَلباً وَتِلكَ سَفاهَةٌ / وَالدهرُ مِن عَجَلٍ وَمِن إِروادِ
فَرَوائِحٌ وَبَواكِرٌ وَمَعارِفٌ / وَمَناكِرٌ وَحَواضِرٌ وَبَوادِ
وَجَوادُ قَومٍ عُدَّ مِن بُخَلائِهِم / وَحَليفُ بُخلٍ عُدَّ في الأَجوادِ
وَالخَلقُ أَطوارٌ يُزيلُ شُخوصَهُم / بَعدَ المُثولِ مُثَبِّتُ الأَطوادِ
شِيَمٌ مِنَ الدُنِّيا يُجازُ بِها المَدى / سَتُشاكِلُ الأَذواءَ بِالأَذوادِ
وادٍ مِنَ المَوتِ الزُؤامِ وَكُلُّنا / أَشفى لِيُدفَعَ فَوقَ جُرفِ الوادي
سَفَرٌ يَطولُ مِنَ الأَنامِ عَلى كَراً / مِن غَفلَةٍ وَكَراً مِنَ الأَزوادِ
وَأَوادِمُ الزَمَنِ الطَويلِ كَثيرَةٌ / وَأَوادِمُ الطَعمِ الشَهيِّ أَوادِ
وَأَمَضُّ مِن ثِقَلَِ العِيادَةِ لِلفَتى / نُوَبٌ تَكونُ عَوادِيَ العُوّادِ
لا يُفجِعَنَّكَ وَالخَطوبُ كَثيرَةٌ / أَنَّ الغَوادِرَ لِلفِراقِ غَوادِ
عَمَدَت لَنا الأَيّامُ وَهِيَ دَوائِبٌ / لِتَرُدَّ أَقداماً مَكانَ هَوادِ
فَطَوارِقٌ جاءَتهُمُ بِطَوارِدٍ / وَنَوادِبٌ قامَت لَهُم بِنَوادِ
هَمٌّ بِأَسوِدَةِ القُلوبِ مَناخُهُ / لِبيضِ حينَ أَنَخنَ بِالأَفوادِ
اِذكُر إِلَهَكَ إِن هَبَبتَ مِنَ الكَرى
اِذكُر إِلَهَكَ إِن هَبَبتَ مِنَ الكَرى / وَإِذا هَمَمتَ لِهَجعَةٍ وَرُقادِ
إِحذَر مَجيئَكَ في الحِسابِ بِزائِفٍ / فَاللَهُ رَبُّكَ أَنقَدُ النُقّادِ
تَغشى جَهَنَّمَ دَمعَةٌ مِن تائِبٍ / فَتَبوخُ وَهِيَ شَديدَةُ الإيقادِ
قَلَّدَتني الفُتيا فَتَوِّجني غَداً
قَلَّدَتني الفُتيا فَتَوِّجني غَداً / تاجاً بِإِعفائي مِنَ التَقليدِ
وَمِنَ الرَزِيَّةِ أَن يَكونَ فُؤا / دُكَ الوَقّادُ في جَسَدٍ عَلَيهِ بَليدِ
وَحَوادِثُ الأَيّامِ تولَدُ جِلَّةً / وَتَعودُ تَصغُرُ ضِدَّ كُلِّ وَليدِ