القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 6
ثوب السماءِ مطرزٌ بالعسجدِ
ثوب السماءِ مطرزٌ بالعسجدِ / وكأنها لبستْ قميص زبرجدِ
والشمسُ عاصبةُ الجبينِ مريضةٌ / تصفرُ في منديلها المتورَّدِ
حسدتْ نظيرتها فأسقمها الأسى / إن السقامَ علامةٌ في الحسَّدِ
ورأت غبارَ الليلِ ينفضِ فوقها / في الأفقِ فانطبقتْ كعينِ الأرمدِ
ومضى النهارُ يشقُّ في أثوابهِ / حزناً وأقبلَ في رداءٍ أسودِ
فتهللتْ غررُ النجومِ كأنما / كانت لضاحيةِ السماءِ بمرصدِ
وكأنها عقدٌ تناثرَ درُّهُ / من جيدِ غانيةٍ ولم تتعمدِ
أو حلي رباتِ الدلالِ أذلنهُ / شتَّى يروحُ على النهودِ ويغتدي
والأفق بينَ مفضضٍ ومذهبٍ / كالجيدِ بينَ معطَّلٍ ومقلَّدِ
وكأن صفحةَ بدرهِ إذ أشرفتْ / مصقولةَ الخدينِ صفحةَ أمردِ
وكأنَّ ضوءَ الفجرِ رونقُ صارمٍ / نضيتْ صفيحتهُ ولما تغمدِ
والأرضُ في حللِ كُستْ أطرافها / إلا معاصمَ نهرها المتجردِ
حفتْ جوانبهُ الرياضُ كأنها / وشيُ الفرندِ على غرارِ مهندِ
وكأنهُ صدرُ المليحةِ عارياً / ما بينَ لبتها وبينَ المعقدِ
وكأنَّ أثواب الرياض من الصبا / عبقتْ بأنفاس الحسانِ الخُرَّدِ
يمشي النسيمُ خلالها مترنحاً / بينَ الغديرِ وبينَ ظلٍّ أبردِ
والطيرُ مائلةٌ على أوكارها / منها مغردةٌ وغيرُ مغرِّدِ
باتتْ تناغي لا تحاذرُ فاجعاً / مما نكابدُ في الزمانِ الأنكدِ
يا طيرُ ما في العيشِ إلا حسرةً / إن خلتها نقصتْ قليلاً تزددِ
لم يمنعِ القصرُ المشيدُ ملوكهُ / منها فكيفَ وفاكها الغصنُ الندي
تأبى على الأحرارِ إلا ذلَّةً / ولو أنهم صعدوا ومدارَ الفرقَدِ
فانعم بوكركَ إنه لكَ جنةٌ / كالخلدِ لولا أنت غيرُ مخلدِ
كم واجدٍ منها تقاذفَ قلبهُ / ذاتُ الدلالِ فإن دنا هو تبعدِ
فتاكةُ الألحاظِ أنى يممتْ / سمعتَ زفيرَ متيَّمٍ متنهدِ
كالبدرِ لولا أنها أنسيةٌ / والشمسِ لولا أنها لم تعبدِ
قالتْ عشقتَ وما قضيتَ كمن قضوا / هذا الطريقُ إلى الردى فتزودِ
دعْ عنكَ أمرَ غدٍ إذا ما خفتهُ / يوماً لعلكَ لا تعيش إلى غدِ
فلقد أراك اليومَ من أثرِ الهوى / كالشمسِ إن لم تحتجبْ فكأنّ قدِ
أترى زمانُكِ بالحمى سيعادُ
أترى زمانُكِ بالحمى سيعادُ / أم طولُ دهرٍ كما نوى وبعادُ
سارتْ فما لبثَ الفؤادُ كأنما / بينَ الفؤادِ وبينها ميعادُ
ودَرَتْ عيوني بعدها كيفَ البكا / ودرى بعيني بعدها التسهادُ
وحسدتُ واشيها إذا استمعتْ لهُ / فعرفتُ كيفَ توجعَ الحسادُ
للهِ أيُّ مدامعٍ من بعدها / تجري وأيُّ لوعةٍ تنقادُ
كدنا نُجَنُّ وقد تأهبَ أهلُها / وجننتُ لما ودَّعوا أو كادوا
لو أنهم زموا النياقَ لسلمتْ / عينٌ وودَّعَ جانبيهِ فؤادُ
لكن جرى بالبينِ فيما بيننا / برقٌ لهُ في مرِّهِ إرعادُ
يتخطفُ الأرواحَ والأجسادَ أنْ / عرضتْ لهُ الأرواحُ والأجسادُ
ويفرقُ الشمل الجميع فإن دها / لم يمهلِ الأحبابَ أن يتنادوا
متضرمُ الأحشاءِ لا من لوعةٍ / لكنما استعرتْ بهِ الأكبادُ
كالقصرِ فيهِ لكلِّ خودٍ حجرةٌ / ولكلِّ صبٍّ مضجعٌ ووسادُ
وانهُ إذ أشرقتْ منه المهى / فلكٌ تحففَ حولهُ الأرصادُ
وكأنهُ أبراجَ السما حجراتُها / في كلِّ برجٍ كوكبٌ وقادُ
لو لم يكن للبينِ فيهِ علامةٌ / ماكانَ فيهِ من الغرابِ سوادُ
يا سعدُ هذا عصرُنا فدعِ النيا / قَ يشفها الإتهامُ والإنجادُ
واهجرْ حديثَ الرقمتبنِ وأهلهُ / بادتْ ليالي الرقمتينِ وبادوا
واذكر أحبتنا الذينَ ترحلوا / ولو أنهم رحموا القلوبَ لعادوا
أني أراهمْ كلما طلعتْ ذُكا / أو مالَ غصنُ البانةِ الميادُ
أو لاحَ لي قمرُ السما أو أثلعتْ / بينَ الرياضِ من الظِّبا الأجيادُ
ولقد رأيتُ لحاظهم مسلولةً / يومَ انتضتْ أسيافَها الأجيادُ
تلكَ السيوفُ وما سواءٌ في الهوى / ما تحملُ الظبياتُ والآسادُ
أتراهمْ ذكروا هوايَ وقد جفا / ذاتَ الجناحِ على الغصونِ رقادُ
فبكتء على شجنٍ ورجَّعتِ البكا / وتمايلتْ جزعاً لها الأعوادُ
أم يذكرونَ هوايَ إن قيلَ انقضى / أجلُ المريضِ وخفتِ العوادُ
بخلوا وجدتُ كأنما خُلقَ الهوى / وعليهِ من ظلمِ الفراقِ حدادُ
واسألهُ هلْ لهمْ إليهِ مرجعٌ / ولذلكَ الزمنِ القديمِ معادُ
فعسى يجيبكَ أني أرعى لهُ / عهدَ الودادِ وللقصورِ ودادُ
ولعلهُ يحكي تنهدَها فقدْ / يحكي الجمادُ الصوتَ وهو جمادُ
مري علينا يا صبا نجدٍ
مري علينا يا صبا نجدٍ / تشكو إليكِ مدامعي وجدي
أمسيتُ والأشواقُ مضنيةٌ / عندي من الأشواقِ ما عندي
تجري عيوني في محاجرها / ومدامعي تجري على خدِي
ما أنسَ والأيامُ تجمعنا / وكأنني في جنةِ الخلدِ
تشكو كما اشكو الهوى وإذا / طارحتُها أبدتْ كما أبدي
وتراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا / خطرتْ بقلبي لوعةُ الصدِّ
وإذا بكيتُ جرتْ مدامعها / جريَ الندى صبحاً على الوردِ
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ / ما دمتِ يا قلبي على وقدِ
هل كلُّ من يهوى يموتُ أسىً / أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي
سل مسرحَ الآرامِ كا فعلتْ / تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي
لهفي عليها كم وفيتُ لها / لو أن لهفي بعدها يجدي
ولكم حفظتُ لها الودادَ على / بُعْدِ المزارِ وضيعتْ ودِّي
ماذا أصابكَ بعدما نظرتْ / ورمتكَ عيناها على عمدِ
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن / كنسِ المها ومصارعِ الأسْدِ
وأريتكَ الألحاظَ مغمدةً / كالسيفِ مسلولاً من الغمدِ
أعدى على كبدي هواكَ فلو / أعلمتني أن الهوى يعدي
يا قلبُ ما لي لا أضنُّ بهِ / من بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي
حمل تحيتكَ الصبا فعسى / يوماً تعودُ إليكَ بالردِ
واجزع على قربِ الديارِ فقد / صبرتْ اوانسها على بعدي
يا غادةً أرعى العهودَ لها / هل أنتِ باقيةٌ على عهدي
أمسيتُ في قلبي وليتَ اذنْ / قلبي يساعدني على الوجدِ
رأتْ الملاحُ على السماءِ كواكباً
رأتْ الملاحُ على السماءِ كواكباً / فجعلنها فوقَ الصدورِ عقودا
ورأينَ نورَ الشمسِ يضحكُ في الضحى / فلبسنَ منهُ أوجهاً وخدودا
ورأينها تبدرُ وتغربُ لا تني / فجعلنَ ذاكَ تواصلاً وصدودا
إني لطِبٌّ بالنساءِ وقد رأي / تُ لهنَّ قلباً لا يزالُ حسودا
فلو أنهنَّ رأينَ عوداً قد تحلَّى / بالثمارِ حسدنَ ذاكَ العودا
وإذا غضبنَ جعلنَ أسبابَ التَّوا / صلِ إصبعاً أو معصماً أو جيدا
وقلوبهنَّ على الحليِّ كذي الليا / لي إن عدمنَ البدرَ كانتْ سودا
إن النساء خلائقٌ إن فتْنها / فهي الأسارى والحليُّ قيودا
تَعِدُ الملاح وأهونُ الأ
تَعِدُ الملاح وأهونُ الأ / شياءِ ان تعدَ الوعودا
والحبُّ إذا زادَ الحبيبَ / أمانيَ العشاقِ زِيدا
والحسنُ أعلقُ بالقلو / ب إذا تمنعَ أن يجودا
من ذا يطيقُ يرى ذُكا / إلا إذا كانت بعيدا
والعيدُ يرقبهُ الورى / من أجلِ ذا سموهُ عيدا
لا ترجُ أن يرضى ال / حبيبُ إذا بدا لكَ ان تريدا
إنَّ البخيلَ على غنا / هُ يعيشُ بالبخلِ سعيدا
ولو أنَّ في الدنيا وفا / ءً كانتِ الدنيا سعودا
هدَم الأنامُ وجئت انت تشيدُ
هدَم الأنامُ وجئت انت تشيدُ / فانهض الى محراب دهرك يقتدوا
الناسُ ما طلبوا الضلال وإِنما / ضلُّوا لأن هداتهم لم يهتدُوا
ويلسونُ قم فيهم مقامك أنهم / لو ساد فيهم مصلحٌ لم يفسدُوا
بلغوا بدهر همو نهاية فجعة / مشؤمةٍ فابدأ طريقاً يبتدوا
من شرِّ ما عاب السياسةً انها / وجدت ومن يرضونها لم يوجدوا
ان لم تكن قيداً تجدها مقوَداً / كل الورى قيدُوا بها أو قيدوا
حريةٌ في ما يقال وانما / في ما نرى حريةٌ تستعبدُ
ناريةٌ أو ما رأيت رجالها / أعمالهم ان يوقدوا او يخمدوا
فإذا اردت بها مظنة رحمةٍ / فكن الحديد الصلبَ فهي الجلمدُ
ظنَّ السيوفَ اذا اشتبكن اضالعاً / أترى لها قلباً يرقُّ ويسعدُ
والدمع لم ينبت نباتاً في الثرى / فاذا سقى زرعاً فماذا تحصدُ
ويلسون قد بيتها وجلوتها / للناس من يسهو من يتعمدُ
وصدمت باطل ذي السياسة صدمةً / قد لان فيها كل من يتشدد
ولقد علمت ولا محالة انها / ضرَمٌ على أكبادهم لا يبردُ
هذا يصاول ذا وذاك مراوغ / وجميعهم متثعلبٌ مستأسدُ
ما كان غليوم ليأتي ما أتى / لو لم يكن غليومُ آخر انكدُ
كيف السلام وكلهم مستوفرٌ / طمعاً وكلٌّ من سواهُ مكمدُ
ظفرٌ على ظفر ونابٌ ينتحي / ناباً فأين ترى التوحش يبعدُ
الحق ما بينتَ غير ملجلج / من يمض في حق فلا يترددُ
افصحت إِفصاح المهنَّد يُنتضى / ولأنت في كف الزمان مهنَّدُ
واتيتهم بسياسة مكشوفة / وبلاغة السوَّاس ان يتعقدوا
هي عادة فليبتغوا بدلاً بها / ان الخلائق في الانام تعوُّدُ
حاربت حرب الانبياء لغاية / ما نالها الاَّ النبيُّ محمدُ
الله فيها ضامن تأييدهُ / ولذاك فازوا مذ نزلت وأُيدوا
لا للبلاد نزلت كي تبتزَّها / ابناءَها وتقول قوموا واقعدوا
أو للمطامع في الضعاف تنالها / فتذلهم وتقول عيشوا وارغدوا
بل للعدالة في الطغاة تقيمها / من بعد ما سخروا بها وتمردوا
جعلوا العدالة للضعاف مذلَّة / ما بالضعيف فضيلة تتمجدُ
ما نالها شعب ضعيف يدَّعي / ما دام فيها مستبدٌّ يجحدُ
انزلتَ قومك للجلاد فدافعوا / في ذمة الحق المباح وانجدوا
كانوا ملائكة السلام بحربهم / ذُعرت شياطين العدى فتبدَّدوا
لم يضربوا بسيوفهم كي يكسروا / هاماً ولكن قيدَ من يتقيدُ
حطموا بها استبداد جبار الورى / والارض لاستبدادهِ تتجلدُ
واستهدفوا يفدونها حريةً / بنفوسهم وكذا يسود السيد
موت المجاهد في سبيل فضيلة / هو للفضيلة في سواهُ مولدُ
أبناءُ امريكا وكم من معجز / في الارض امريكا بهِ تتفرَّدُ
صنعوا لاهل الارض كل بديعة / مشهورةف ي الاختراع ودوَّدوا
واليوم قاموا يصنعون لدهرهم / مستقبلاً يزهو برونقهِ الغدُ
ما بعد امريكا واقيانوسها / في البر أو في البحر هول يشهدُ
ويلسون ان المال اصل شرورنا / والاصل منهُ فروعهُ تتمددُ
فاذا اردت الخير للدنيا وما / للخير الاَّ ما قصدت وتقصد
فضع الغني بموضع لا يشتفي / وضع الفقير بموضع لا يحقد
علمهمو ان السياسة رحمة / وأُبوة لا نقمة وتعبُّدُ
واذكر لأهل الغرب أن الناس في / ذي الارض ناس لا اقل وازيدُ
والله ما اعطى الورى الوانهم / ليلونوا في رسمهِ ويحددوا
البيض ما غُسلوا بجنة ربهم / فعلام خصوا جنسهم وتسودوا
بعض العقول على العقول بليةٌ / ولضرّ شيء نفع شيء يفقدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025