المجموع : 6
ثوب السماءِ مطرزٌ بالعسجدِ
ثوب السماءِ مطرزٌ بالعسجدِ / وكأنها لبستْ قميص زبرجدِ
والشمسُ عاصبةُ الجبينِ مريضةٌ / تصفرُ في منديلها المتورَّدِ
حسدتْ نظيرتها فأسقمها الأسى / إن السقامَ علامةٌ في الحسَّدِ
ورأت غبارَ الليلِ ينفضِ فوقها / في الأفقِ فانطبقتْ كعينِ الأرمدِ
ومضى النهارُ يشقُّ في أثوابهِ / حزناً وأقبلَ في رداءٍ أسودِ
فتهللتْ غررُ النجومِ كأنما / كانت لضاحيةِ السماءِ بمرصدِ
وكأنها عقدٌ تناثرَ درُّهُ / من جيدِ غانيةٍ ولم تتعمدِ
أو حلي رباتِ الدلالِ أذلنهُ / شتَّى يروحُ على النهودِ ويغتدي
والأفق بينَ مفضضٍ ومذهبٍ / كالجيدِ بينَ معطَّلٍ ومقلَّدِ
وكأن صفحةَ بدرهِ إذ أشرفتْ / مصقولةَ الخدينِ صفحةَ أمردِ
وكأنَّ ضوءَ الفجرِ رونقُ صارمٍ / نضيتْ صفيحتهُ ولما تغمدِ
والأرضُ في حللِ كُستْ أطرافها / إلا معاصمَ نهرها المتجردِ
حفتْ جوانبهُ الرياضُ كأنها / وشيُ الفرندِ على غرارِ مهندِ
وكأنهُ صدرُ المليحةِ عارياً / ما بينَ لبتها وبينَ المعقدِ
وكأنَّ أثواب الرياض من الصبا / عبقتْ بأنفاس الحسانِ الخُرَّدِ
يمشي النسيمُ خلالها مترنحاً / بينَ الغديرِ وبينَ ظلٍّ أبردِ
والطيرُ مائلةٌ على أوكارها / منها مغردةٌ وغيرُ مغرِّدِ
باتتْ تناغي لا تحاذرُ فاجعاً / مما نكابدُ في الزمانِ الأنكدِ
يا طيرُ ما في العيشِ إلا حسرةً / إن خلتها نقصتْ قليلاً تزددِ
لم يمنعِ القصرُ المشيدُ ملوكهُ / منها فكيفَ وفاكها الغصنُ الندي
تأبى على الأحرارِ إلا ذلَّةً / ولو أنهم صعدوا ومدارَ الفرقَدِ
فانعم بوكركَ إنه لكَ جنةٌ / كالخلدِ لولا أنت غيرُ مخلدِ
كم واجدٍ منها تقاذفَ قلبهُ / ذاتُ الدلالِ فإن دنا هو تبعدِ
فتاكةُ الألحاظِ أنى يممتْ / سمعتَ زفيرَ متيَّمٍ متنهدِ
كالبدرِ لولا أنها أنسيةٌ / والشمسِ لولا أنها لم تعبدِ
قالتْ عشقتَ وما قضيتَ كمن قضوا / هذا الطريقُ إلى الردى فتزودِ
دعْ عنكَ أمرَ غدٍ إذا ما خفتهُ / يوماً لعلكَ لا تعيش إلى غدِ
فلقد أراك اليومَ من أثرِ الهوى / كالشمسِ إن لم تحتجبْ فكأنّ قدِ
أترى زمانُكِ بالحمى سيعادُ
أترى زمانُكِ بالحمى سيعادُ / أم طولُ دهرٍ كما نوى وبعادُ
سارتْ فما لبثَ الفؤادُ كأنما / بينَ الفؤادِ وبينها ميعادُ
ودَرَتْ عيوني بعدها كيفَ البكا / ودرى بعيني بعدها التسهادُ
وحسدتُ واشيها إذا استمعتْ لهُ / فعرفتُ كيفَ توجعَ الحسادُ
للهِ أيُّ مدامعٍ من بعدها / تجري وأيُّ لوعةٍ تنقادُ
كدنا نُجَنُّ وقد تأهبَ أهلُها / وجننتُ لما ودَّعوا أو كادوا
لو أنهم زموا النياقَ لسلمتْ / عينٌ وودَّعَ جانبيهِ فؤادُ
لكن جرى بالبينِ فيما بيننا / برقٌ لهُ في مرِّهِ إرعادُ
يتخطفُ الأرواحَ والأجسادَ أنْ / عرضتْ لهُ الأرواحُ والأجسادُ
ويفرقُ الشمل الجميع فإن دها / لم يمهلِ الأحبابَ أن يتنادوا
متضرمُ الأحشاءِ لا من لوعةٍ / لكنما استعرتْ بهِ الأكبادُ
كالقصرِ فيهِ لكلِّ خودٍ حجرةٌ / ولكلِّ صبٍّ مضجعٌ ووسادُ
وانهُ إذ أشرقتْ منه المهى / فلكٌ تحففَ حولهُ الأرصادُ
وكأنهُ أبراجَ السما حجراتُها / في كلِّ برجٍ كوكبٌ وقادُ
لو لم يكن للبينِ فيهِ علامةٌ / ماكانَ فيهِ من الغرابِ سوادُ
يا سعدُ هذا عصرُنا فدعِ النيا / قَ يشفها الإتهامُ والإنجادُ
واهجرْ حديثَ الرقمتبنِ وأهلهُ / بادتْ ليالي الرقمتينِ وبادوا
واذكر أحبتنا الذينَ ترحلوا / ولو أنهم رحموا القلوبَ لعادوا
أني أراهمْ كلما طلعتْ ذُكا / أو مالَ غصنُ البانةِ الميادُ
أو لاحَ لي قمرُ السما أو أثلعتْ / بينَ الرياضِ من الظِّبا الأجيادُ
ولقد رأيتُ لحاظهم مسلولةً / يومَ انتضتْ أسيافَها الأجيادُ
تلكَ السيوفُ وما سواءٌ في الهوى / ما تحملُ الظبياتُ والآسادُ
أتراهمْ ذكروا هوايَ وقد جفا / ذاتَ الجناحِ على الغصونِ رقادُ
فبكتء على شجنٍ ورجَّعتِ البكا / وتمايلتْ جزعاً لها الأعوادُ
أم يذكرونَ هوايَ إن قيلَ انقضى / أجلُ المريضِ وخفتِ العوادُ
بخلوا وجدتُ كأنما خُلقَ الهوى / وعليهِ من ظلمِ الفراقِ حدادُ
واسألهُ هلْ لهمْ إليهِ مرجعٌ / ولذلكَ الزمنِ القديمِ معادُ
فعسى يجيبكَ أني أرعى لهُ / عهدَ الودادِ وللقصورِ ودادُ
ولعلهُ يحكي تنهدَها فقدْ / يحكي الجمادُ الصوتَ وهو جمادُ
مري علينا يا صبا نجدٍ
مري علينا يا صبا نجدٍ / تشكو إليكِ مدامعي وجدي
أمسيتُ والأشواقُ مضنيةٌ / عندي من الأشواقِ ما عندي
تجري عيوني في محاجرها / ومدامعي تجري على خدِي
ما أنسَ والأيامُ تجمعنا / وكأنني في جنةِ الخلدِ
تشكو كما اشكو الهوى وإذا / طارحتُها أبدتْ كما أبدي
وتراعُ من ذكرِ الصدودِ إذا / خطرتْ بقلبي لوعةُ الصدِّ
وإذا بكيتُ جرتْ مدامعها / جريَ الندى صبحاً على الوردِ
قلبي وما في العيشِ لي طمعٌ / ما دمتِ يا قلبي على وقدِ
هل كلُّ من يهوى يموتُ أسىً / أم قد بليتُ بذا الأسى وحدي
سل مسرحَ الآرامِ كا فعلتْ / تلكَ الظباء الغيدُ من بعدي
لهفي عليها كم وفيتُ لها / لو أن لهفي بعدها يجدي
ولكم حفظتُ لها الودادَ على / بُعْدِ المزارِ وضيعتْ ودِّي
ماذا أصابكَ بعدما نظرتْ / ورمتكَ عيناها على عمدِ
أوما نهيتكَ في الجزيرةِ عن / كنسِ المها ومصارعِ الأسْدِ
وأريتكَ الألحاظَ مغمدةً / كالسيفِ مسلولاً من الغمدِ
أعدى على كبدي هواكَ فلو / أعلمتني أن الهوى يعدي
يا قلبُ ما لي لا أضنُّ بهِ / من بعدِ ما فقدتُ سوى فقدي
حمل تحيتكَ الصبا فعسى / يوماً تعودُ إليكَ بالردِ
واجزع على قربِ الديارِ فقد / صبرتْ اوانسها على بعدي
يا غادةً أرعى العهودَ لها / هل أنتِ باقيةٌ على عهدي
أمسيتُ في قلبي وليتَ اذنْ / قلبي يساعدني على الوجدِ
رأتْ الملاحُ على السماءِ كواكباً
رأتْ الملاحُ على السماءِ كواكباً / فجعلنها فوقَ الصدورِ عقودا
ورأينَ نورَ الشمسِ يضحكُ في الضحى / فلبسنَ منهُ أوجهاً وخدودا
ورأينها تبدرُ وتغربُ لا تني / فجعلنَ ذاكَ تواصلاً وصدودا
إني لطِبٌّ بالنساءِ وقد رأي / تُ لهنَّ قلباً لا يزالُ حسودا
فلو أنهنَّ رأينَ عوداً قد تحلَّى / بالثمارِ حسدنَ ذاكَ العودا
وإذا غضبنَ جعلنَ أسبابَ التَّوا / صلِ إصبعاً أو معصماً أو جيدا
وقلوبهنَّ على الحليِّ كذي الليا / لي إن عدمنَ البدرَ كانتْ سودا
إن النساء خلائقٌ إن فتْنها / فهي الأسارى والحليُّ قيودا
تَعِدُ الملاح وأهونُ الأ
تَعِدُ الملاح وأهونُ الأ / شياءِ ان تعدَ الوعودا
والحبُّ إذا زادَ الحبيبَ / أمانيَ العشاقِ زِيدا
والحسنُ أعلقُ بالقلو / ب إذا تمنعَ أن يجودا
من ذا يطيقُ يرى ذُكا / إلا إذا كانت بعيدا
والعيدُ يرقبهُ الورى / من أجلِ ذا سموهُ عيدا
لا ترجُ أن يرضى ال / حبيبُ إذا بدا لكَ ان تريدا
إنَّ البخيلَ على غنا / هُ يعيشُ بالبخلِ سعيدا
ولو أنَّ في الدنيا وفا / ءً كانتِ الدنيا سعودا
هدَم الأنامُ وجئت انت تشيدُ
هدَم الأنامُ وجئت انت تشيدُ / فانهض الى محراب دهرك يقتدوا
الناسُ ما طلبوا الضلال وإِنما / ضلُّوا لأن هداتهم لم يهتدُوا
ويلسونُ قم فيهم مقامك أنهم / لو ساد فيهم مصلحٌ لم يفسدُوا
بلغوا بدهر همو نهاية فجعة / مشؤمةٍ فابدأ طريقاً يبتدوا
من شرِّ ما عاب السياسةً انها / وجدت ومن يرضونها لم يوجدوا
ان لم تكن قيداً تجدها مقوَداً / كل الورى قيدُوا بها أو قيدوا
حريةٌ في ما يقال وانما / في ما نرى حريةٌ تستعبدُ
ناريةٌ أو ما رأيت رجالها / أعمالهم ان يوقدوا او يخمدوا
فإذا اردت بها مظنة رحمةٍ / فكن الحديد الصلبَ فهي الجلمدُ
ظنَّ السيوفَ اذا اشتبكن اضالعاً / أترى لها قلباً يرقُّ ويسعدُ
والدمع لم ينبت نباتاً في الثرى / فاذا سقى زرعاً فماذا تحصدُ
ويلسون قد بيتها وجلوتها / للناس من يسهو من يتعمدُ
وصدمت باطل ذي السياسة صدمةً / قد لان فيها كل من يتشدد
ولقد علمت ولا محالة انها / ضرَمٌ على أكبادهم لا يبردُ
هذا يصاول ذا وذاك مراوغ / وجميعهم متثعلبٌ مستأسدُ
ما كان غليوم ليأتي ما أتى / لو لم يكن غليومُ آخر انكدُ
كيف السلام وكلهم مستوفرٌ / طمعاً وكلٌّ من سواهُ مكمدُ
ظفرٌ على ظفر ونابٌ ينتحي / ناباً فأين ترى التوحش يبعدُ
الحق ما بينتَ غير ملجلج / من يمض في حق فلا يترددُ
افصحت إِفصاح المهنَّد يُنتضى / ولأنت في كف الزمان مهنَّدُ
واتيتهم بسياسة مكشوفة / وبلاغة السوَّاس ان يتعقدوا
هي عادة فليبتغوا بدلاً بها / ان الخلائق في الانام تعوُّدُ
حاربت حرب الانبياء لغاية / ما نالها الاَّ النبيُّ محمدُ
الله فيها ضامن تأييدهُ / ولذاك فازوا مذ نزلت وأُيدوا
لا للبلاد نزلت كي تبتزَّها / ابناءَها وتقول قوموا واقعدوا
أو للمطامع في الضعاف تنالها / فتذلهم وتقول عيشوا وارغدوا
بل للعدالة في الطغاة تقيمها / من بعد ما سخروا بها وتمردوا
جعلوا العدالة للضعاف مذلَّة / ما بالضعيف فضيلة تتمجدُ
ما نالها شعب ضعيف يدَّعي / ما دام فيها مستبدٌّ يجحدُ
انزلتَ قومك للجلاد فدافعوا / في ذمة الحق المباح وانجدوا
كانوا ملائكة السلام بحربهم / ذُعرت شياطين العدى فتبدَّدوا
لم يضربوا بسيوفهم كي يكسروا / هاماً ولكن قيدَ من يتقيدُ
حطموا بها استبداد جبار الورى / والارض لاستبدادهِ تتجلدُ
واستهدفوا يفدونها حريةً / بنفوسهم وكذا يسود السيد
موت المجاهد في سبيل فضيلة / هو للفضيلة في سواهُ مولدُ
أبناءُ امريكا وكم من معجز / في الارض امريكا بهِ تتفرَّدُ
صنعوا لاهل الارض كل بديعة / مشهورةف ي الاختراع ودوَّدوا
واليوم قاموا يصنعون لدهرهم / مستقبلاً يزهو برونقهِ الغدُ
ما بعد امريكا واقيانوسها / في البر أو في البحر هول يشهدُ
ويلسون ان المال اصل شرورنا / والاصل منهُ فروعهُ تتمددُ
فاذا اردت الخير للدنيا وما / للخير الاَّ ما قصدت وتقصد
فضع الغني بموضع لا يشتفي / وضع الفقير بموضع لا يحقد
علمهمو ان السياسة رحمة / وأُبوة لا نقمة وتعبُّدُ
واذكر لأهل الغرب أن الناس في / ذي الارض ناس لا اقل وازيدُ
والله ما اعطى الورى الوانهم / ليلونوا في رسمهِ ويحددوا
البيض ما غُسلوا بجنة ربهم / فعلام خصوا جنسهم وتسودوا
بعض العقول على العقول بليةٌ / ولضرّ شيء نفع شيء يفقدُ