المجموع : 5
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ
وَرَدَ الكتابُ فداهُ أسودُ ناظرٍ / عكَفَتْ ذخائِرُهُ عليه تبدّدُ
ليلٌ من الألفاظ يُشْرِق تحتَهُ / فَلَقُ المعاني فهو أبيضُ أسودُ
يفْتَرُّ عن دُرَرٍ تكاد عُقُودُها / من لِينِ أعطافٍ تحلُّ وتعقِدُ
أَهَتُوفٌ بانَ في سرارِ الوادي
أَهَتُوفٌ بانَ في سرارِ الوادي / هل كنتَ من بَيْنٍ على ميعادِ
أَمْ قدْ شَجَاكَ على قضيبكَ أنّني / لِنَوَى قضيبِ البانةِ المَيَّادِ
وأراك يا غُصْنَ الأراكِ مُرَنَّحاً / أَلِزَمّ عِيرٍ أَمْ تَرَنُّحِ حَادِ
ما كُنتٌ أَحسبَ أَنّ طارقةَ النَّوى / شَحَذَتْ أَسِنَّتَها لغير فؤادي
يا صاحِ يا صاحي الفُؤادِ أَنِخ ولو / رجع الصَّدَى لِتَبُلَّ غلَّةَ صادِ
وَاِحْبِسْ فإنَّ وراءَ هاتيكَ الرُّبَى / أَربي وفي ذاك المُرادِ مُرادي
فَلَعَلَّ أنفاسَ الحِمَى يَبْرُدْنَ من / نَفَسٍ تَضَوَّع مربَعَ الأذوادِ
شِمْ بَرْقَ عانَةَ عن جُفُوني إنَّها / حُجِبَتْ بسُحبٍ لِلدموعِ ورادِ
دارٌ يُعطِّر ذيْلَ خاطِرِها بها / مِن طيبِ أَجسادٍ بِها وجسادِ
يَسْفِرْنَ عن سُحُبٍ سوافرَ عن سناً / مثلَ الأَهِلَّةِ في فروعِ صِعادِ
أَمَعاهدَ الأحبابِ هل عهْدُ الهوى / عادٍ بقصر يدي الزمانِ العادي
كعُقُودِ مجد أبي الرَّجاءِ تَبَسَّمَتْ / عنها رياضُ قصائدِ القُصَّادِ
عَضْبٌ يَرُوقُكَ أو يَرُوعكَ مرهف ال / حَدَّيْنِ بين الوعْدِ والإيعادِ
وحباً تظلُّ حياضُهُ ورِياضُهُ / شَرْقَى من الوُرَّادِ والرُّوّادِ
سَمْحٌ إذا ضَنَّ الصَّبِيرُ بقطرِه / هادٍ إذا سدرُ البصيرِ الهادي
يقظان يُسْهِرُ عينَهُ حبُّ العُلَى / وَمِنَ المُحَال هَوىً بغير سُهَادِ
ما المُلك إِلّا ما حَواهُ نِجادُهُ
ما المُلك إِلّا ما حَواهُ نِجادُهُ /
وَتدينُ حُسَّدُهُ لِمُحْكَمِ آيِهِ / وَالفَضلُ ما شَهِدت بِهِ حُسّادُهُ
شَمسٌ إِذا ما الحَربُ زَرَّ جُيوبَها / حَلَّ المَعاقِدَ كَرُّهُ وطِرادُهُ
ألْوَى أَلَدّ حَمى الشَريعَة جهدُهُ / وَأَذلَّ ناصِيَة الضّلالِ جهادُهُ
صعقَ البِرِنْسُ وَقَد تَلَألأ برقُه / وَأَطارَ ساكِنَ جَأشِهِ إِرعادُهُ
وَلَّى وَقَد سُلَّت فَسَلَّت ضَغنُهُ / زُبر تَلقّى فَودَهُنَّ فُؤادُهُ
مُستَلئِماً مُستسلِماً لا عدَّةٌ / ردّ المُنَى عَنهُ وَلا اِستِعدادُهُ
وَلِجوسِلين اِحتَثَّهُنّ فَأَصبَحَت / نُهْبَى لَهُنَّ بلادُه وتلادُهُ
جاءَت بِهِ بَعدَ الشّماسِ عَوابسٌ / قودٌ يَلين لِعُنفِهِنَّ قيادُهُ
وَتَصيَّدَتْهُ لَكَ السُّعود وقلّما / يَنجو بِخَيرٍ مَن أَرَدت مصادهُ
دانى لَهُ قيناهُ أَدهَم كُلَّما / غَنّاه طارَ شماتةً عوّادُهُ
سَلَبَت عزازَ عَزاءِهِ وبِقُورُسٍ / مَحجوبة فَرَشَت لَه أَقتادُهُ
وَبِتلِّ خالدٍ يَوم تَلَّ جَبينَها / خَلَطَ الثَّرَى بِجَبينِهِ إِخلادُهُ
وَغداً يُباشِرُ تَلَّ باشِرَ قَلبُهُ / بِأَحرّ ما حَمَل القلوبَ عِدادُهُ
مَنَّتْ أَمانيهِ بَشائِرك الّتي / عادَت لَهُنَّ مآتِماً أعيادُهُ
وحَبَوْتَ مُلْكَكَ من نظيم ثُغُورهِ / حَلْياً تَتَايَه تَحتَهُ أَجيادُهُ
لا يَخْدَعَنْكَ فإنّما إِصلاحُ مَن / يُخشَى انتشاط خناقه إفسادُهُ
أَنزِلهُ حيثُ قَضت لَهُ غَدراتُهُ / وأَحَلّه طُغيانه وعنادُهُ
في حِيثُ لا يَأوي لَهُ سَجّانُهُ / حَنَقاً وَيكشطُ جِلدُهُ جَلّادُهُ
وَثَنٌ هَدَمتَ بَني الضّلالِ بِهَدمِهِ / وَعَدت عبادك عَنوةٌ عبادُهُ
فَتَكَت بِهِ آياتُ مَنْ لِمُحَمَّدٍ / وَلِدِينِهِ إِبداؤُهُ وَعوادُهُ
أَو أَنشط البَلَدَ الحَرامَ تَواءَمَت / تُثْني عَلَيهِ تِلاعُهُ وَوِهادُهُ
وَلَوَ اَنَّ مِنبَرَهُ أَطاقَ تَكلُّماً / نَطَقَت بِباهرِ فَضلِهِ أَعوادُهُ
نامَ الخَليفَةُ وَاِستَطالَ لذَبّهِ / عَن سدّتَيهِ وَاِستطيرَ رُقادُهُ
رَجَعَت لَكَ العِزَّ القَديمَ سُيوفُهُ / ما زانَ رَونَقُ مائِها أَغمادُهُ
مِن بَعدِ ما نَعقَ الصّليبُ لِحِزبِهِ / وَرَأَيتَ زَرعَ المُلْكِ حانَ حَصادُهُ
أنَّى تُمِيلُ الحادثاتُ رِواقَهُ / بِهبوبِها وَاِبنُ العِمادِ عِمادُهُ
الدهرُ أنت ودارُك الدُّنيا ومَن
الدهرُ أنت ودارُك الدُّنيا ومَن / في العَدّ بعدُ مؤمِّل وحَسُودُ
وأزمَّةُ الأقدار طَوْعُ يديك وال / أَيَّامُ جُنْدُك والأنامُ عبيدُ
فُتَّ الوَرى وَعَقَدت ناصِيَةَ المَدى / بِمذمّر الشِّعرى فَأَينَ تريدُ
تالٍ أَباكَ فَهل سليمانٌ يُرَى / في الدَّسْت مَهَّد مُلْكَه داودُ
جَلَّى وسُدْتَ مُصَلِّياً ولا يُرْفَعُ ال / مَعْدُومُ ما لَم يَشفَعِ المَوجودُ
لم يُختَرَم جَدٌّ نَماكَ وَلا أبٌ / إِنّ النّباهَةَ في الخليفِ خلودُ
شَمَخت مَنارُكَ في اليَفاع وأمَّها / من لم يسُدْ فأَرَتْهُ كيف يسودُ
وَهَبَبْتَ لِلإِسلامِ وَهوَ مُصوّح / فَاِهْتَزَّ أَهضابٌ وَرَقَّ نجودُ
وَفَثأتَ جَمرَةَ صالميه بِصَيْلَمٍ / نَصَعَ الأجنَّةَ يومُهَا المشهودُ
خَطَمَتهُمُ فَوقَ الخَطيمِ لَوافِحٌ / نَفسُ الأَرينِ لِوأرهِنَّ برودُ
وَرُمُوا عَلى الجَوْلانِ مِنكَ بِجَولَةٍ / تَوئيدُها نَسرُ الضَلالِ وَئيدُ
وَلَحَا عِظامَهمُ بعَرْقَة عارِقٌ / مازِلتَ تَمحضُ جَوّهُ فَتَجودُ
وَشَلَلت بِالرّوح السّروج وَفَوقها / زرعٌ تحصِّدُه الرِّماح حصيدُ
وَعَلى عَزاز عَنَوْا وَثَلّ عُروشَهُم / مَلكٌ مُقيّدُ مَن عَصاهُ مَقيدُ
وبِتَلِّ باشِرَ باشَروكَ فَعافَسوا / أُهبَ الأَساوِدِ حَشوُهُنَّ أسودُ
أَوْدَوا كَما أَوْدَى بعادٍ غَيُّها / وَعَقوا كَما اِستَغوى الفَصيلَ ثَمودُ
إِنْ آلَموا عَقراً فَإِنَّكَ صالحٌ / أَو آلَموا غَدراً فَإِنَّكَ هودُ
وَزَّعتَهم فَبِكُلِّ مهبطِ تَلْعَةٍ / خَدٌّ بِهِ مِن وازعٍ أُخْدُودُ
وَعَصَبتَهم بِعَصائِبٍ مِلء المَلا / شَتَّى وَإِنْ خلَّ البَسالَة عودُ
آثارُها مَحمودَةٌ وَآثارها / مشهودةٌ وشعارها محمودُ
لَبِسَتْ مِنَ اِسْمِكَ في الكَريهَةِ مَلبِساً / يَبْلَى جديدُ الدَّهْرِ وهو جديدُ
وَقَصيرَةُ الآجالِ طَوَّلَ باعها / بَوْحٌ يُسامي هامَها وقدودُ
مطرورةُ الأسلاب مُذْ هَزَّعتها / تَاهَ الهُدى وَتَبخْتَرَ التّوحيدُ
أَشْرَعْتَها فَعَلى شَريعَةِ أَحمَدٍ / مِمّا جَنَتهُ بَوارِقٌ وَعُقودُ
وَلَكَم نَثَرتَ نَظيمَها في مَوقِفٍ / تَغريدُ صالي حَرّهِ التَغريدُ
يَجلو سَناكَ ظَلامَهُ وَيحُلّ ما / عَقَدت قَناهُ لِواؤك المَعقودُ
في هَبوَةٍ زَحَمَ السَماءَ رواقُها / وَالأَرضُ تَرجُف تَحتَه وتَميدُ
ضَرَبتْ مُخَيَّمَها فَكانَ كُمَاتُها / أَوتادَهُ القُصوى وَأَنت عَمودُ
في كُلِّ يَومٍ مِن فُتوحِكَ صادِحٌ / هزجُ الغناءِ وَطائرٌ غِرِّيدُ
تُهدي لِعانَةَ كَأسَه فِرغانة / وَتسيغُ زبدة ما شَداهُ زبيدُ
فَغِرارُ سَيفِكَ لِلأَحابِش محبسٌ / ومُثارُ نَقعِكَ لِلصّعيدِ صَعيدُ
لا تَعْدَمَنْ هَذا المقلّدُ أُمَّةً / مُلقى إِليهِ لِرَعْيِها الإِقليدُ
الوِرْدُ قرٌّ والمسارحُ رَحْبَةٌ / والرّفْدُ مَدٌّ والظّلالُ مَديدُ
وَالعَيشُ أَبلَجُ مُشرِقُ القَسَمَات وال / أَشجارُ غُرٌّ وَالأَصائلُ غيدُ
وَالمُلْكُ مَمدودُ الرّواقِ مُنوّرَ ال / آفاقِ وَضّاءُ المُنى مَحسودُ
في دَولَةٍ مُذْ هَبَّ نَشرُ رَبيعِها / نُشِر الرّفاتُ وَأَثمَرَ الجُلْمُودُ
مَحمودَةُ الآثارِ مَحمودِيَّةٌ / كلُّ المَواسِمِ عِندَها تَعْييدُ
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ
ما فَوقَ شَأوِكَ في العُلا مُزدادُ / فَعَلامَ يُقلِقُ عَزمَكَ الإِجهادُ
هِمَمٌ ضَربنَ عَلى السَّماءِ سَرادِقاً / فَالشُّهبُ أَطنابٌ لَها وَعِمادُ
أَنتَ الَّذي خَطَبَت لَهُ حُسّادُهُ / وَالفَضلُ ما اِعتَرَفَت بِهِ الحُسّادُ
قامَ الدَّليلُ وَسَلَّمَ الخَصمُ اليَلَنْ / دَدُ وَاِنجلى لِلآثر الإِسنادُ
زَهَرت لِدَولَتِكَ البِلادُ فَرَوحُها / أَرِجُ المَهَبِّ وَدَوْحُها مَيّادُ
أَحيا رَبيعُ العَدلِ مَيتَ رُبوعِها / فَالبُرنضُ نَجمٌ وَالهَشيمُ مُرادُ
فَالعَيشُ إِلّا في جَنابِكَ مِيتَةٌ / وَالنَّومُ إِلّا في حِماكَ سُهادُ
وَإِذا العِدا زَرَعوا النِّفاقَ وَأَحصَدوا / كَيداً فَعَزمُكَ ناقِضٌ حَصَّادُ
بِالمَقرباتِ كَأَنَّ فَوقَ مُتونِها / جنّ المَلا وَكَأنَّها أَطوادُ
تَدأى وَمِن وَحيِ الكماةِ صفورُها / فَالزَّحرُ قَيدٌ وَالنَّدى قَيّادُ
سُحبٌ إِذا سَحَبت بِأَرضٍ ذَيلَها / فَالحَزْنُ سَهلٌ وَالهِضابُ وِهادُ
يَهدي النَّواظِرَ في دُجُنَّةِ نَقعِها / بَدرٌ بِسَرجِكَ نيِّرٌ وَقّادُ
أَلبَستَ دينَ مُحمَّدٍ يا نورَهُ / عِزَّاً لَهُ فَوقَ السّهادِ أُسادُ
مازِلتَ تَسمِكُهُ بِميَّادِ القَنا / حَتّى تَثَقّفَ عودُهُ المَيّادُ
لَم يَبقَ مُذْ أَرهفتَ عَزمكَ دونَهُ / عَددٌ يُراعُ بِهِ ولا اِستِعدادُ
إِنَّ المَنابِرَ لَو تُطيقُ تَكَلُّماً / حَمَدَتكَ عَن خُطَبائِها الأَعوادُ
وَلَئِن حَمَتْ مِنكَ الأَعادي مهله / فَلَهُم إِلى المَرعى الوَبيِّ مَعادُ
وَلكَمْ لَكُمْ في أَرضهِم مِن مَشهَدٍ / قامَت بِهِ لِظُباكُمُ الأَشهادُ
مُلْقٍ بِأَطرافِ الفِرِنجَةِ كَلكَلاً / طرفاهُ ضَربٌ صَادِقٌ وَجِلادٌ
حاموا فَلَمّا عايَنوا حَوضَ الرّدَى / حاموا بِرائِشِ كَيدِهم أَو كادوا
وَرجا البِرنس وَقَد تَبَرنَسَ ذِلَّةً / حَرماً بِحارِم وَالمصاد مصادُ
ضَجَّت ثَعالِبُهُ فَأَخرَسَ جَرسَها / بيضٌ تَناسَب في الحديدِ حدادُ
وَسَواعِدٌ ضَرَبت بِهِنَّ وَبِالقَنا / مِن دون مِلَّةِ أَحمَد الأَسدادُ
يَركُزنَ في حَلَبٍ وَمِن أَفنانِها / تَجني فَواكِهَ أَمنِها بَغدادُ
يا مَن إِذا عَصَفَت زَعازِعُ بَأسِهِ / خَمَدت جَحيمُ الشّركِ فَهيَ رَمادُ
عَجَباً لِقَومٍ حاوَلوكَ وَحاوَلوا / عوداً فَواتاهَم إِلَيهِ مُرادُ
وَرَأَوا لِواءَ النصرِ فَوقَكَ خافِقاً / فَأَقامَ مِنهُم في الضّلوعِ فُؤادُ
مِن مُنكِرٍ أَن يَنسِفَ السَّيْلُ الرُّبَى / وَأَبوهُ ذاكَ العارِضُ المَدّادُ
أَو أَن يُعيدَ الشّمسَ كاسِفَة السّنا / نارٌ لها ذاك الشّهاب زنادُ
لا يَنفَعُ الآباءَ ما سَمَكوا مِنَ ال / عَلْياءِ حَتّى ترْفَعَ الأولادُ
مَلكٌ يُقيِّدُ خَوفُهُ وَرَجاؤُهُ / ولَقَلَّما تَتَظافَرُ الأَضدادُ