غَلَبَ الرُقادُ عَلى جُفونِ المُسهَدِ
غَلَبَ الرُقادُ عَلى جُفونِ المُسهَدِ / وَغَرِقتُ في سَهرٍ وَلَيلٍ سَرمَدِ
قَد جَدَّ بي سَهَرٌ فَلَم أَرقُد لَهُ / وَالنَومُ يَلعَبُ في جُفونِ الرُقَّدِ
وَلَطالَما سَهِرَت بِحُبّي أَعيُنٌ / أُهدي السُهادَ لَها وَلَمّا أَسهَدِ
أَيّامَ أَرعى في رِياضِ بَطالَةٍ / وَردَ الصِبا مِنها الَّذي لَم يورَدِ
لَهوٌ يُساعِدُهُ الشَبابُ وَلَم أَجِد / بَعدَ الشَبيبَةِ في الهَوى مِن مُسعِدِ
ما الدَهرُ إِلّا الناشِئانِ تَوالِيا / يَومٌ يَروحُ لَنا وَيَومٌ يَغتَدي
فَالأَمسُ لَيسَ بِراجِعٍ لَكَ عَهدُهُ / وَاليَومُ لَيسَ بِمُدرِكٍ ما في الغَدِ
وَخَفيفَةِ الأَحشاءِ غَيرَ خَفيفَةٍ / مَجدولَةٍ جَدلَ العنانِ الأَجرَدِ
غَضِبَت عَلى أَردافِها أَعطافُها / فَالحَربُ بَينَ إِزارِها وَالمَجسَدِ
خالَفتُ فيها عاذِلاً لي ناصِحاً / وَرَشَدتُ إِذ خالَفتُ قَولَ المُرشِدِ
لَأَحمِلَنَّ مَآرِبي عيدِيَّةً / حَملاً لِحاجاتِ الفَتى المُتَوَرِّدِ
يَنشُرنَ نَقعَ القاعِ حينَ يَطَأنَهُ / وَيُطِرن أَفراخَ الحَصا بِالغَرقَدِ
أَأُقيمُ مُحتَمِلاً لِضيمِ حَوادِثٍ / مَعَ هِمّةٍ مَوصولَةٍ بِالفَرقَدِ
وَأَرى مَخايِلَ لَيسَ يُخلِفُ بَرقُها / لِلفَضلِ إِن رَعَدَت وَإِن لَم تَرعَدِ
لِلفَضلِ أَموالٌ أَطافَ بِها النَدى / حَتّى جَهِدنَ وَجودُهُ لَم يَجهَدِ
يا اِبنَ الرَبيعِ حَسَرتَ شُكري بِالَّذي / أَولَيتَني في عودِ أَمرِكَ وَالبَدي
أَوصَلتَني وَرَفَدتَني وَكِلاهُما / شَرَفٌ فَقَأتُ بِهِ عُيونَ الحُسَّدِ
وَوَصَفتَني عِندَ الخَليفَةِ غائِباً / وَأَذِنتَ لي فَشَهِدتُ أَفخَرَ مَشهَدِ
وَكَفَيتَني مِنَنَ الرِجالِ بِنائِلٍ / أَغنى يَدي عَن أَن تُمَدَّ إِلى يَدِ