المجموع : 8
دَوِيَت بِغَيظِ صُدورِها الحُسّادُ
دَوِيَت بِغَيظِ صُدورِها الحُسّادُ / كَمَداً فَلا بَرِدَت لَها أَكبادُ
عادَت إِلى إِشراقِها شَمسُ الضُحى / وَجَلا النَواظِرَ نورُها الوَقّادُ
وَاِزدادَتِ الدُنيا نَضارَةَ بَهجَةٍ / فَكَأَنَّما أَيّامُها أَعيادُ
بِسَلامَةِ المَولى الوَزيرِ وَبُرئِهِ / صَحَّت وَكانَت تَشتَكي وَتُعادُ
كانَ التَأَخُّرُ عوذَةً لِعُلاكَ مِن / نَظَرٍ تَشِفُّ وَرائَهُ الأَحقادُ
فَاِبشِر بِمُلكٍ لا يَرِثُّ جَديدُهُ / يَبقى وَتَفنى دونَهُ الأَبادُ
يا اِبنَ المُظَفَّرِ أَنتَ أَنشَأتَ النَدى / مِن بَعدِ ما اِنقَرَضَ الكِرامُ وَبادوا
وَأَنا إِذا ما العامُ صَوَّحَ نَبتُهُ / مِن جودِ كَفِّكَ مَورَدٌ وَمُزادُ
يا لَيثُ إِنَّ اللَيثَ يَبخَلُ بِالقَرى / لِلنازِلينَ بِهِ وَأَنتَ جَوادُ
يابَدرُ إِنَّ البَدرَ يَنقُصُ نورُهُ / وَضِياءُ وَجهِكَ دائِماً يَزدادُ
مَن كانَ مَفخَرُهُ بِمَجدٍ تالِدٍ / فَاِفخَر فَمَجدُكَ تالِدٌ وَتِلادُ
أَضحى الوَزيرُ مُحَمَّدٌ عَضُداً لِدي / نِ اللَهِ فَاِشتَدَّت بِهِ الأَعضادُ
غَنِيَت عَنِ الأَنواءِ أَرضٌ أَصبَحَت / بِنَدى أَبي الفَرَجِ الجَوادِ تُجادُ
جَمُّ المَواهِبِ وَالزَمانُ مُبَخَّلٌ / سَبطُ الأَنامِلِ وَالأَكُفُّ جِعادُ
إِن أُنكِرَت مِنَنٌ لَهُ وَصَنائِعٌ / شَهِدَت بِها الأَعناقُ وَالأَجيادُ
نَقَدُ العَطايا أَقسَمَت آلاؤُهُ / أَن لا يُكَدِّرَ جودَهُ ميعادُ
تَأبى لَهُ أَن لا يُشامَ سَماؤُهُ / شِيَمٌ لَهُ في المَكرُماتِ وَعادُ
خِرقٌ تَزاحَمُ في النَحورِ نِصالُهُ / وَعَلى بُحورِ عَطائِهِ الوُرّادُ
فَيَبيتُ وَالنوقُ العِشارُ تَذُمُّ مِن / شَفَراتِهِ ما يَحمَدُ القُصّادُ
يَقظانُ في طَلَبِ المَحامِدِ ساهِرٌ / لا يَطمَإِنُّ بِمُقلَتيهِ رُقادُ
حَتّى كَأَنَّ المَجدَ أَقسَمَ مولِياً / أَن لا يَقُرَّ لِطالِبيهِ وِسادُ
يَلقى العِدى وَالشَرُّ يَقطُرُ ماؤُهُ / فَيُعيدُ نارَ الطَعنِ وَهيَ رَمادُ
ماضي الشَبا تَلقى النُفوسُ حِمامَها / ما فارَقَت أَسيافَهُ الأَغمادُ
تَسمو بِهِ نَفسٌ لَهُ مَطبوعَةٌ / كَرَماً وَآباءٌ لَهُ أَجوادُ
لَم يَكفِهِ ما وَرَّثوهُ مِنَ العُلى / شَرَفاً فَشادَ بِنَفسِهِ ما شادوا
قَومٌ إِذا أَلقى الزَمانُ جِرانَهُ / مُستَصعِباً فَلِبَئسِهِم يَنقادُ
كَلِفَت بِنَصرِهِمُ الظُبى مَشحوذَةً / وَالجُردُ قُبّاً وَالقَنا المَيّادُ
فَهُمُ إِذا اِقتَعَدوا مُتونَ جِيادِهِم / أُسدُ الشَرى وَإِذا اِنتَدوا أَطوادُ
قُل لِلحَوادِثِ نِكِّبي عَن ساحَتي / فَسُيوفُ نَصري المُرهَفاتُ حِدادُ
كُفّي أَذاكِ فَإِنَّ دونَ تَهَضُّمي / أَسَداً يَخافُ زَئيرَهُ الآسادُ
يَفديكَ مَغلولُ اليَدينِ عِتادُهُ / أَموالُهُ وَلَكَ الثَناءُ عِتادُ
يا خَيرَ مَن حَلَّ الوُفودُ بِهِ وَمِن / شُدَّت إِلى أَبوابِهِ الأَقتادُ
عِزُّ القَوافي عِندَ غَيرِكَ ذِلَّةٌ / وَنَفاقُهُنَّ عَلى سَواكَ كَسادُ
فَاِلبَس لِعيدِ الفِطرِ حِلَّةِ سودَدٍ / هِيَ لِلنَواظِرِ وَالقُلوبِ سَوادُ
وَاِستَجلِ بِكراً مِن ثَنائِكَ حُرَّةً / جاءَت إِلَيكَ يَزُفُّها الإِنشادُ
لَم يُخلِقِ التِكرارُ جِدَّتَها وَلَم / يَذهَب بِرَونَقِ حُسنِها التِردادُ
نَقَّحتُها وَزَفَفتُها في لَيلَةٍ / فَالعِرسُ مَقرونٌ بِهِ الميلادُ
جَمَعَت بِمَدحِكَ كُلَّ فَضلٍ شارِدٍ / وَلَهُ بِأَفواهِ الرُواةِ شِرادُ
لا خابَ قِدحُ مُؤَمِّليكَ وَلا كَبا / يَوماً لِمَن يَرجو نَداكَ زِنادُ
وَبَقيتَ ما غَنّى الحَمامُ وَما اِنثَنى / بِالبانِ خوطُ أَراكَةٍ مَيّادُ
يَعتادُ رَبعَكَ كُلُّ عيدٍ مُقبِلٍ / وَيَؤُمُّ رَبعَ عَدُوِّكَ العَوّادُ
لَو باتَ مَن يُلحي عَلَيكَ مُسَهَّداً
لَو باتَ مَن يُلحي عَلَيكَ مُسَهَّداً / ما لامَني فيكِ الغَداةَ وَفَنَّدا
وَجَوىً بِقَلبي لَو غَدَت بُرَحاؤُهُ / بِالنَجمِ في أُفقِ السَماءِ لَما اِهتَدى
وَرَكائِبٌ شَطَّت بِكُم لَو حُمِّلَت / وَجدي لَما مَدَّت لِرَحّالٍ يَدا
وَمُغَرِّدٍ بِالبانِ لَو عَرَفَ الهَوى / لَم يُمس في غَذَبِ الغُصونِ مُغَرِّدا
لِلَّهِ مِن أَعلى المُحَصَّبِ مَنزِلٌ / ذَهَبَت بَشاشَةُ إِنسِهِ فَتَأَبَّدا
فيهِ تَعَلَّمتُ الهَوى وَبِجَوِّهِ / عَلَّقتُها بيضَ التَرائِبِ خُرَّدا
مَن لي بِأَن أُمسي لِبارِدِ ظِلِّهِ / مُتَفَيِّئاً وَلِتُربِهِ مُتَوَسِّدا
لَيتَ الرَكائِبَ لَم تَشُدَّ لِرَحلَةٍ / يَوماً وَلَم تَملَأ مَسامُعَها الحِدا
غَري الوُشاةُ بِعَيشِنا فَتَكَدَّرَت / أَوقاتُهُ وَبِشَملِنا فَتَبَدَّدا
وَأَمّا وَحُبِّ المالِكِيَّةِ إِنَّهُ / حُبٌّ إِذا خَلِقَ الزَمانُ تَجَدَّدا
ما مِلتُ عَنكِ وَلا غَدا قَلبي بِغَي / رِكِ مُستَهاماً مُكَمَّدا
وَأَنا العَذولُ لِعاشِقيكِ عَلى الهَوى / إِن ذُقتُ غَمضاً أَو عَرَفتُ تَجَلُّدا
يا صاحِبيَّ تَحَمَّلا لي حاجَةً / وَتَجَمَّلا إِن أَنتُما لَم تُسعِدا
إِن جُزتُما مُتَعَرِّضينِ لِرامَةٍ / فَسَلا بِها ذاكَ الغَزالُ الأَغيَدا
لِمَ عافَ وِردَ الماءِ قَد ظَمِأَت لَهُ / شَفَتاهُ وَاِتَّخَذَ المَدامِعَ مَورِداً
وَعَلامَ وَهوَ يَرودُ بَينَ جَوانِحي / جَعَلَ الفُؤادَ كَناسُهُ وَتَشَدَّدا
يا ماطِلي وَهُوَ المَلِيُّ بِدينِهِ / ما آنَ أَن تَقضي فَتُنجِزَ مَوعِدا
نامَت جُفونُكَ عَن جُفونِ مُتَيَّمٍ / حَكَمَ السُهادُ عَلى كَراها فَاِعتَدا
وَلَرُبَّ مَعسولِ الدَلالِ مُهَفهَفٍ / لَعِبَ الصِبى بِقَوامِهِ فَتَأَوَّدا
قابَلتُ فَيضَ الدَمعِ لَيلَةَ زُرتُهُ / بِمُوَرَّدٍ مِن خَدِّهِ فَتَوَرَّدا
وَسَقَيتُهُ حَمراءَ تُشبِهُ ريقَهُ / طَعماً وَتَحكي وَجنَتَيهِ تَوَقُّدا
رَقَّت عَلى أَنّي غَنيتُ بِنَهلَةٍ / مِن ريقِهِ كانَت أَرَقَّ وَأَبرَدا
وَلَقَد حَلَبتُ الدَهرَ شَطرَيهِ وَقَلَّبتُ / الرِجالَ بِهِ ثُناءَ وَمَوحَدا
وَبَلَوتُهُم طُراً فَلَم تَظفَر يَدي / بِمُحَمَّدٍ حَتّى لَقيتُ مُحَمَّدا
القائِدَ الجُردَ العِتاقَ شَوارِداً / تَطَأُ الفَوارِسَ وَالوَشيجَ مُقَصَّدا
عِقبانُ دَوٍّ أوطِئَت صَهَواتُها / عِقبانَ حَقٍ لا يَروعُهُمُ الرَدى
راحَت قَوادِمُها الرِماحُ وَريشُها / حَلَقُ الدُروعِ مُضاعَفاً وَمُسَرَّدا
مِن كُلِّ ضَرّابِ الفَوارِسِ مِحرَبٍ / يَجِدُ الدِماءَ مِنَ المَلابِسِ مِجسَدا
ياطالِبَ المَعروفِ طَوراً مُتهِماً / يُنضي رَكائِبَهُ وَطَوراً مُنجِدا
عَرِّج بِزَوراءِ العِراقِ تَجِد بِها / مِن جودِ مَجدِ الدينِ بَحراً مُزبِدا
يُعطي وَيوسِعُكَ العَطاءَ وَلا كَما / يُعطي سِواهُ مُقَلِّلاً وَمُصَرَّدا
سَبطُ الخَلائِقِ وَالبَنانِ إِذا غَدا / كَفُّ البَخيلِ عَنِ النَوالِ مُجَعَّدا
أَحيا مَواتَ المَكرُماتِ وَقَد غَدَت / دِرساً مَعالِمُها وَسَنَّ لَنا الهُدا
مَلِكٌ إِذا لَم تَبتَدِئهُ عُفاتُهُ / يَوماً بِمَسأَلَةٍ تَبَرَّعَ وَاِبتَدا
مُتَناصِرُ المَعروفِ ما أَسدى يَداً / في مَعشَرٍ إِلّا وَأَتبَعَها يَدا
ماضي العَزيمَةِ لا يَبيتُ مُفَكِراً / في الأَمرِ يَفجَعُهُ وَلا مُتَرَدِّداً
فَضلٌ وَإِفضالٌ وَطَوراً تَجتَدي / أَفعالُهُ الحُسنى وَطَوراً تُجتَدى
شادَت يَداهُ ما اِبتَنَت آباؤُهُ / وَكَفاكَ مِنهُ بانِياً وَمُشَيَّدا
بَيتٌ عَلَت أَركانُهُ وَسَما بِهِ / مَجداً عَلى قُلَلِ النُجومِ مُوَطَّدا
يَتلوهُ وَضّاحُ الجَبينِ بِرَأيِهِ / عِندَ الحَوادِثِ يُستَنارُ وَيُهتَدى
صِنوا أَبٍ نَشَئا عَلى مِنهاجِهِ / فَزَكَت فُروعُهُما وَطابا مَولِداً
فَرَسا رِهانٍ رُكِّضا في حَلبَةٍ / فَتَجاوَزا أَمَدَ العَلاءِ وَأَبَعَدا
حازا تُراثَ المُلكِ مِن كِسرى أَنو / شِروانَ فَاِتَّحَدا بِهِ وَتَفَرَّدا
آلَ المُظَفَّرِ أَنتُمُ الكُرَماءُ في الد / دُنيا وَخَيرُ مَنِ اِحتَبى وَمَنِ اِرتَدى
قَومٌ إِذا قَحِطَ الزَمانُ وَجَدتَّهُم / فيهِ مَلاذاً لِلعُفاةِ وَمَقصَدا
وَرِثوا السِيادَةَ كابِراً عَن كابِرٍ / كَهلاً وَمُقتَبِلَ الشَبابِ وَأَمرَدا
يَتَتابَعونَ إِلى المَكارِمِ سَيِّداً / مِنهُم يَرِفُّ إِلى العَلاءِ فَسَيِّدا
مُتَشابِهي الأَعطافِ لا مِن فِتيَةٍ / مِنهُم رَأَيتَ مُعَظَّماً وَمُمَجَّدا
بيضَ الأَيادي وَالوُجوهِ إِذا غَدا / وَجهُ الزَمانِ مِنَ الحَوادِثِ أَسوَدا
نَكِرَت سُيوفُهُمُ الغُمودَ فَما تَرى / لَهُمُ عَلى ما كانَ سَيفاً مُغمَدا
فَنِصالُهُم بِأَكُفِّهِم مَشحوذَةُ / الشَفَراتِ إِمّا لِلنَدى أَو لِلعِدى
بِهِم أَصولُ عَلى الخُطوبِ إِذا طَغَت / وَبِهِم أُذيلُ مِنَ الزَمانِ إِذا عَدا
بِكَ أَصبَحَت أَيّامُنا مُبيَضَّةً / فينا وَعادَ لي الزَمانُ كَما بَدا
سَلَّ الخَليفَةُ مِن مُضائِكَ صارِماً / عَضباً إِذا نَبَتِ السُيوفُ مُهَنَّدا
فَنَهَضتَ نَهضَةَ حازِمٍ مُتَيَقِّظٍ / راضَ الأُمورَ مُدَرَّباً وَمُعَوَّدا
ثَبَتَت لِبَأسِكَ في القُلوبِ مَهابَةٌ / تَرَكَت مَخافَتُها مَغيبَكَ مَشهَدا
فَإِذا ذُكِرتَ لَدى المُلوكِ بِمَحفَلٍ / خَضَعَت رِقابُهُم لِعِزِّكَ سُجَّدا
جاراكَ قَومٌ في العَلاءِ فَقَصَّرَت / بِهِمُ مَآثِرُهُم وَقَد حُزتَ المَدى
حَسَدوكَ حينَ رَأَوكَ أَمنَعَ جانِباً / وَأَعَزَّ سُلطاناً وَأَكرَمَ مَحتِدا
وَأَجَلَّهُم قَدراً وَأَسمَحَهُم يَداً / وَأَعَمَّهُم فَضلاً وَأوسَعَهُم نَدا
فَتَراجَعوا خُزرَ العُيونِ تَوَدُّهُم / أَلوانُهُم جَعَلوا تُرابَكَ إِثمِدا
حَسبُ المُعادي أَن تَكونَ عَدُوَّهُ / وَكَفى حَسُدَكَ ضَلَّةً أَن يَحسُدا
مَولايَ دونَكَ فَاِستَمِع لي فيكُم / مَدحا كَما نُظِمَ الجُمانُ مُنَضَّدا
أَمسى حَبيساً في بُيوتِكُم فَما / يَغشى لِغَيرِ بَني المُظَفَّرِ مَعهَدا
بِكَ صُنتُ وَجهي أَن يُذالَ وَمائَهُ / مِن أَن يُراقَ حَياؤُهُ فَيُبَدَّدا
وَغَنيتُ أَن أُمسي وَآمالي بِأَبوابِ / اللِئامِ مُدَفَّعاً وَمُرَدَّدا
مِن بَعدِ ما عَرَقَ الزَمانُ بِنابِهِ / عَظمي وَأَرهَفَتِ الخُطوبُ لي المُدى
فَتَمَلَّ عيداً بِالسَعادَةِ عائِداً / وَاِفنِ الدُهورَ مُضَحِيّاً وَمُعَيِّدا
وَاَفى يَقودُ لَكَ العِدى هَدياً فَما / يَرجو لِمَجدِكَ يا أَبا الفَرَجِ الفِدا
لا زِلتَ في ثَوبِ السَعادَةِ رافِلاً / تَنضو وَتَلبَسُ مُبلِياً وَمُجَدِّدا
لَو كانَ يُعبَدُ في الوَرى لِسَماحَةٍ / بَشرٌ لَكُنتَ أَحَقَّهُم أَن تُعبَدا
أَو كانَ يَخلُدُ ماجِد في قَومِهِ / وافي الذِمامِ إِذا لَعِشتَ مُخَلَّدا
وَمُمَيَّلِ العِطفَينِ أَغيَد
وَمُمَيَّلِ العِطفَينِ أَغيَد / غَضِّ الصِبى بَضِّ المُجَرَّد
كَالحِقفِ أَهيَلَ وَالقَضي / بِ مُهَفهَفاً وَالظَبيِ أَجيَد
نادَمتُهُ وَالبَدرُ مُح / تَجِبٌ وَطَرفُ النَجمِ أَرمَد
بِمُدامَةٍ صِرفٍ كَأَن / نَ بِكَأسِها ناراً تَوَقَّد
وَكَأَنَّما الساقي بِها / يَختالُ في ثَوبٍ مُعَمَّد
بِأَبي غَزالٌ ما خَضَع / تُ لِحُبِّهِ إِلّا تَمَرَّد
جَذلانُ مِن مَرَحِ الشَبا / بِ يَنامُ عَن لَيلي وَأَسهَد
ظَبيٌ سَقاني خَمرَ عَي / نَيهِ فَأَسكَرَني وَعَربَد
يا مَن لَهُ مِن لَحظِهِ / سَيفٌ عَلى قَلبي مُجَرَّد
إِن كُنتَ سَفكَ دَمي تُري / دُ فَقَد ظَفِرتَ بِهِ تَأَيَّد
أَو كانَ قَد بَعُدَت طَري / قُ الوَصلِ فَالهِجرانُ أَبعَد
عَطفاً عَلى العَينِ القَري / حَةِ فيكَ وَالجَفنِ المُسَهَّد
عوفيتَ مِن لَيلي الطَوي / لِ وَنَومِ أَجفاني المُشَرَّد
وَهُناكَ أَن أُمسي فَأُص / بِحَ يا خَلِيَّ القَلبِ مُكمَد
وَأَما وَذاكَ العارِضِ ال / مُخضَرِّ وَالخَدِّ المُوَرَّد
وَالثَغرِ أَعذَبَ مِن زُلا / لِ الماءِ لِلظامي وَأَبرَد
يَفتَرُّ مِنهُ إِذا تَبَس / سَمَ ضاحِكاً عَمّا تَقَلَّد
وَقَديمِ حُبٍّ كُلَّما / قَدُمَ الزَمانُ بِهِ تَجَدَّد
أَنكَرتُهُ وَنُحولُ جِس / مي فيهِ وَالعبَراتُ تَشهَد
وَقَضيبِ بانٍ كُلَّما / مالَ الشَبابُ بِهِ نَأَوَّد
وَفُتورِ أَجفانٍ رَمى / بِسِهامِها قَلبي فَأَقصَد
إِنَّ الحَيا المِدرارَ يَخ / جَلُ مِن عَطائِكَ يا مُحَمَّد
يا مَن تَجَمَّعَ فيهِ مِن / كَرَمِ الخَلائِقِ ما تَبَدَّد
رَحبُ الفِناءِ إِذا حَلَل / تَ بِبابِهِ رَحبُ المُقَلَّد
غَمرُ الرِداءِ مُقابِلُ ال / أَعراقِ في كَرَمٍ وَسُؤدَد
مُستَيقِظُ العَزَماتِ لِل / مَعروفِ وَالسُؤالُ هُجَّد
سَهلُ الحِجابِ يَفي بِمَو / عودٍ وَيُخلِفُ إِن تَوَعَّد
سَنَّ النَدى فَطَريقُهُ / لِعُفاتِهِ سَهلٌ مُعَبَّد
أَعلى دَعائِمَ ما اِبتَنا / هُ قَديمَةً كِسرى وَشَيَّد
وَكَفاهُ طارِقُ مَجدِهِ / عَن سالِفٍ مِنهُ وَمُتلَد
أَسَدٌ أُسودُ الغابِ تَر / جِفُ مِن مَهابَتِهِ وَتَرعَد
وَكَأَنَّ قُدساً ماثِلاً / في الدِستِ مِنهُ إِذا تَوَسَّد
مِن مَعشَرٍ جَمَعَ العَلا / ءَ طِرافُ بَيتِهِمُ المُمَدَّد
قَومٌ مَآثِرُهُم تُعَد / دُ الزاهِراتُ وَلا تُعَدَّد
سَحَبوا أَنابيبَ القَنا / وَمُضاعَفَ النَسجِ المُسَرَّد
وَلَقوا الحُروبَ بِكُلِّ مُش / تَرِفٍ أَقَبِّ البَطنِ أَجرَد
مُبيَضَّةً يَومَ الهِيا / جِ وُجوهُهُم وَالنَقعُ أَسوَد
يا طالِبَ المَعروفِ قَد / أَنضى رَكائِبَهُ وَأَجهَد
يَطوي المَناهِلِ وَالمَجا / هِلَ فَدفَداً مِن بَعدِ فَدفَد
أَتَرومُ غَيرَ بَني المُظَف / فَرِ مَلجَأً وَحِمىً وَمَقصَد
أُضلِلتَ فَالإِحسانُ عِن / دَ سِواهُمُ ما لَيسَ يُقصَد
عُج بِالمَطِيِّ عَلى حِمى / مَلِكٍ أَغَرِّ الوَجهِ أَصيَد
وَمَتى ذَمَمتَ مَعيشَةً / فَأَنِخ بِمَجدِ الدينِ تَحمَد
المُخمِدِ الحَربَ العَوا / نَ وَنارُ جاحِمِها تَوَقَّد
في مَأزِقٍ كَالبَحرِ ما / جَ عَلى كَتائِبِهِ وَأَزبَد
كَلَحَ الحِمامُ بِهِ فَأَب / رَقَ في نَواحيهِ وَأَرعَد
طَعناً وَضَرباً فَالأَسِن / نَةُ رُكَّعٌ وَالبيضُ سُجَّد
يَغزى الكَمِيُّ إِذا اِنتَحا / هُ بِرَأيِهِ وَالسَيفُ مُغمَد
يا مَن لَهُ مِنَنٌ مُكَر / رَرَةٌ وَإِحسانٌ مُرَدَّد
وَيَدٌ كَمُنهَلِّ الغَما / مِ الجودِ بَل أَندى وَأَجوَد
وَمَواهِبٌ كَالغَيثِ با / دِئَةٌ عَوارِفُها وَعُوَّد
لا كَالَّذي أَعطى فَكَد / دَرَ رِفدَهُ وَسَقى فَصَرَّد
راجيهِ لَم يَظفَر لَدَي / هِ وَمُبتَغيهِ لَم يُزَوَّد
فَكَأَنَّ سائِلَهُ يُخا / طِبُ مِن لَوى تَيماءَ مَعهَد
لا ماجِدٌ في قَومِهِ / يَومَ الفِخارِ وَلا مُمَجَّد
أَيَرومُ إِدراكَ المُطَه / هَمَةِ السَوابِقِ وَهوَ مُقعَد
ضَلَّت مَذاهِبُهُ لِأَم / رٍ ما يُسَوَّدُ مَن يُسَوَّد
خُذها إِلَيكَ عَقائِلاً / مِثلَ العَذارى البيضِ نُهَّد
كَالماءِ إِلّا أَنَّها / مِن قُوَّةِ الأَلفاظِ جَلمَد
أَمسَت تُباري جودَ كَف / فِكَ فَهيَ في الآفاقِ شُرَّد
تَسري وَقَد قَيَّدتُها / فَاعجَب مِنَ الساري المُقَيَّد
وَأَصِخ لِمَدحِ مُفَوَّهٍ / تَرضى بِهِ غَيباً وَمَشهَد
أَثنى عَلَيكَ فَلا تَجَم / مَلَ في الثَناءِ وَلا تَزَيَّد
نَظَمَ المَديحَ قَلائِداً / تُزري عَلى الدُرِّ المُنَضَّد
إِن قالَ أَحسَنَ في المَقا / لِ عَلى مَعاليكُم وَجَوَّد
مُتَمَسِكٌ بِوَثيقِ عَه / دٍ مِن ذِمامِكُمُ مُوَلَّد
قَصَدَتهُ أَحداثُ الزَما / نِ بِرَيبِها وَالحُرُّ يُقصَد
وَرَماهُ صَرفُ الدَهرِ عَن / وَتَرٍ مُمَرِّ الفَتلِ مُحصَد
فَالحُلوُ مُرٌّ وَالصَفا / مُتَكَدِّرٌ وَالعَيشُ أَنكَد
وَلَقَد يُرى ثَبتاً إِذا / نابَتهُ نائِبَةٌ تَجَلَّد
وَالسَيفُ أَحياناً يَكَل / لُ غَرارُهُ وَالزِندُ يَصلَد
حاشاكَ تَقطَعُ عَنهُ مِن / أَلطافِ بِرِّكَ ما تَعَوَّد
فَاِحسِر لَهُ عَن ساعِدِ ال / نُعمى كَما قَد كانَ يَعهَد
وَاِحرِز بِهِ الحَمدَ الَّذي / يَبقى فَإِنَّ المالَ يَنفَد
وَتَهَنَّ عيدَ الفِطرِ مُغ / تَبِطاً بِهِ وَتَهَنَّ وَاِسعَد
لا زِلتَ تَلبَسُ مِن ثِيا / بِ المَجدِ مَلبَسَها المُجَدَّد
وَبَقيتَ ما غَنّى الحَما / مُ عَلى أَراكَتِهِ وَغَرَّد
وَوَشى بِأَسرارِ الرِيا / ضِ مِنَ الصِبى نَفسٌ مُرَدَّد
لَكَ ذُروَةُ البَيتِ العَتيقِ عِمادُهُ
لَكَ ذُروَةُ البَيتِ العَتيقِ عِمادُهُ / وَمُقَلَّدُ السَيفِ الطَويلِ نِجادُهُ
وَإِلَيكَ يَنتَسِبُ العَلاءُ قَديمُهُ / وَحَديثُهُ وَطَريفُهُ وَتِلادُهُ
آلَ المُظَرَّرِ مِنكُمُ بَدَأَ النَدى / وَإِلَيكُمُ دونَ الأَنامِ مَعادُهُ
لَكُمُ المُناخُ الرَحبُ وارِيَةً لِأَب / ناءِ السَبيلِ الطارِقينَ زِنادُهُ
وَالمَنهَلُ العَذبُ النَميرُ تَزاحَمَت / عُصَباً عَلى أَرجائِهِ وُرّادُهُ
وَالبَيتُ يَستَتِرُ الوُفودُ بِظِلِّهِ / وَالغَيلُ يَفتَرِسُ العِدى آسادُهُ
بَيتٌ يَشِبُّ عَلى البِقاعِ إِذا خَبَت / نارُ الضِيافَةِ وَالقِرى إيقادُهُ
رُذُمٌ إِذا قَحِطَ الزَمانُ جِفانُهُ / جَمٌّ إِذا قَلَّ الرَمادُ رَمادُهُ
فَكَفى الخِلافَةَ أَنَّكُم أَعضاؤُها / وَالمُلكَ فَخراً أَنَّكُم أَمجادُهُ
يا مَن إِذا ما رامَ أَمراً نالَهُ / قَسراً وَلَو أَنَّ النُجومَ مُرادُهُ
أَلفاتِكُ الوَهّابُ لا أَموالُهُ / تَبقى عَلى يَدِهِ وَلا أَضدادُهُ
رَوِيَت مِنَ العَذبِ الزُلالِ وُفودُهُ / وَمِنَ الدِماءِ المائِراّتِ صِعادُهُ
رَبُّ الشَجاعَةِ وَالعُلى مَغشِيَّةٌ / أَبياتُهُ مَجفوفَةٌ أَغمادُهُ
طَودٌ رَزينٌ حِلمُهُ وَوَقارُهُ / لَيثٌ خَفيفٌ كَرَّهُ وَطِرادُهُ
يُزهى بِهِ في حالَتَيهِ يَراعُهُ / وَقَناتُهُ وَسَريرُهُ وَجَوادُهُ
خِصبٌ عَلى مَحلِ الدِيارِ دِيارُهُ / أَمنٌ عَلى خوفِ البِلادِ بِلادُهُ
خَلَفَ السَحابُ فَما يُبالي أَن يَصُب / بَ عَلى البِلادِ عِهادُهُ
يُندي السَريرَ بِوَطإِهِ وَتَكادُ أَن / تَخضَرَّ حينَ يَمَسُّهُ أَعوادُهُ
جاءَت عَلى عُقمٍ بِهِ أُمُّ النَدى / بَرّاً إِذا عَقَّت أَباً أَولادُهُ
فَأَتى كَما قَرَحَ العَلاءُ إِبائُهُ / وَمُضائُهُ وَوَقارُهُ وَسَدادُهُ
لَم يَكفِهِ شَرَفُ القَبيلَةِ فَاِبتَنى / بَيتاً عَلى قُلَلِ السُها أَوتادُهُ
وَسَما إِلَيهِ وَمِثلُهُ مَن لا يُرى / كَلّاً عَلى ما شَيَّدَت أَجدادُهُ
طالَ السَماءَ فَأَصبَحَت أَفلاكُها / خُدّامَهُ وَنُجومُها حُسّادُهُ
لا تَطمَئِنُّ إِلى الرُقادِ جُفونُهُ / دونَ الخُفوقِ وَلا يَقُرُّ وِسادُهُ
إِن سارَ مَجدُ الدينِ في نَهجٍ سَمَت / حَصَباؤُهُ وَتَطامَنَت أَطوادُهُ
أَو كَرَّ يَمشُقُ في الفَوارِسِ فَالقَنا / أَقلامُهُ وَدَمُ الرِجالِ مِدادُهُ
مَلَأَت فَضاءَ الخافِقَينِ مَدائِحي / فيهِ وَجودُ يَمينِهِ وَجِيادُهُ
وَوَغى نَهَضتَ بِعِبءِ ما حُمِّلتَهُ / مِنها وَقَوّادُ الجَرادِ بَدادُهُ
في مَأزِقٍ مُتَلاطِمٍ تَيّارُهُ / مُتَقاذِفٍ بِكُماتِهِ إِزبادُهُ
لَبِسَت رِشاشَ الطَعنِ فيهِ خُيولُهُ / حَتّى تَساوَت شُهبُهُ وَوِرادُهُ
وَالنَصلُ قَد خَضَبَ النَجيعُ بِياضَهُ / وَالنَقعُ قَد صَبَغَ النَهارَ سَوادُهُ
وَالمُلكُ قَد كادَت تَميلُ قَناتُهُ / وَتَخُرُّ مِن أَعلى السِماكِ عِمادُهُ
حَتّى اِستَنارَ ظَلامُهُ وَتَوَطَّأَت / أَكنافُهُ بِكَ وَاِستَوى مَيّادُهُ
وَغَدا بِرَأيِكَ آمِناً في سِربِهِ / لا ريع سَرحٌ أَنتُمُ ذُوّادُهُ
لَمّا طلَعتَ عَلى العَدُوِّ تَخاذَلَت / أَنصارُهُ وَتَواكَلَت أَجنادُهُ
فَنَحا وَمِلءُ جُفونِهِ لَكَ هَيبَةٌ / وَمُطَّت خُطاهُ كَأَنَّها أَصفادُهُ
يُملي عَلى الريحِ الهَبوبِ فِرارُهُ / وَيُعَلِّمُ الرِقَّ الخُفوقَ فُؤادُهُ
لَو باتَ في حُلمٍ يَراهُ لَعادَ خَو / فاً مِنكَ مَحظوراً عَليهِ رُقادُهُ
ياعارِضاً لِلمُعتَفينَ زُلالَهُ / وَعَلى العَدُوِّ بُروقُهُ وَرِعادُهُ
يامَن حَبَستُ عَلَيهِ أَشعاري وَما / اِحتُبِسَت مَواهِبُهُ وَلا أَرفادُهُ
أَغنَيتَني عَن قَصدِ كُلِّ مُبَخَّلٍ / خابَت لَدى أَبوابِهِ قُصّادُهُ
يَحكي وِصالَ الغائِباتِ وَفاؤُهُ / وَيُريكَ أَحلامَ الكَرى ميعادُهُ
أَمسى يُحاوِلُ أَن أُكَلِّفَ شيمَتي / وَإِباءَ نَفسي غَيرَ ما تَعتادُهُ
وَيَسومُ فَضلي أَن يَبيتَ مُذَلَّلاً / بِيَدِ الهَوانِ زِمامُهُ وَقِيادُهُ
يَبغي لَدَيَّ المَدحَ ضَلَّلَ سَعيَهُ / فيما بَغى مِنّي وَقَلَّ رَشادُهُ
أَأُجاوِزُ العَذبَ النَميرَ مُيَمِّماً / وَشلاً يَجُفُّ عَلى الوُرودِ ثَمادُهُ
هَيهاتَ أَغنَتني رِياضُ مُحَمَّدٍ / وَحِياضُهُ عَن مَنهَلٍ أَرتادُهُ
أَنا في ذِمامِ فَتىً عَزيزٍ جارُهُ / مُذ كانَ شيمَتُهُ الوَفاءُ وَعادُهُ
إِن يَكذِبِ الشُعَراءَ رائِدُ حَظِّهِم / فَأَنا الَّذي صَدَقَت لَهُ رُوّادُهُ
ما أَجدَبَت أَرضٌ حَلَلتَ بِها وَلا / بَخِلَ الزَمانُ وَأَنتُمُ أَجوادُهُ
وَالفَضلُ عِندَكَ لا تَضيعُ حُقوقُهُ / وَالمَدحُ عِندَكَ لا يَخافُ كَسادُهُ
وَالحَمدُ أَبقى ما اِدَّخَرتَ وَكُلُّ مُذ / خورٍ سَريعٌ في يَدَيكَ نَفادُهُ
فَلأُلبِسَنَّ الدَهرَ فيكَ مَدائِحاً / تَحلى بِنَظمِ عُقودِها أَجيادُهُ
تَختالُ في أَفوافِها أَعوامُهُ / وَتَميسُ في حِبَراتِها أَعيادُهُ
مَدحٌ كَنَظمِ الرَوضِ أُحسِنَ نَظمُهُ / لَكُمُ وَيَحسُنُ فيكُمُ إِنشادُهُ
قُم بَينَ أَكسارِ البُيوتِ وَنادِ
قُم بَينَ أَكسارِ البُيوتِ وَنادِ / قَد طَرَّقَت أُمُّ العُلى بِجَوادٍ
جاءَت عَلى عُقمٍ بِهِ لَيثَ الشَرى / طَوَدَ الحِجى جَمَّ النَدى وَالنادِ
نَشَأَت لِإِسداءِ المَكارِمِ مُزنَةٌ / تُغني الفَقيرَ وَتُروِيَ الصادي
بَكَتِ العِشارُ فَصالَها وَتَبَسَّمَت / لِقُدومِهِ الأَسيافُ في الأَغمادِ
عَجَباً لَهُ في المَهدِ وَهوَ مُسَدَّدُ / الأَفعالِ في الإِصدارِ وَالإيرادِ
أَعطى المُوالِيَ وَالمُعادِيَ حَقَّهُ / فَشَفى الصُدورَ وَفَتَّ في الأَكبادِ
فَاِسعَد عِمادَ الدينِ مُغتَبِطاً بِمَي / مونِ القُدومِ مُبارَكِ الميلادِ
فَكَأَنَّهُ قَد مَدَّ عَن كَثَبٍ إِلى ال / عَلياءِ كَفَّ مُدَرَّبٍ مُعتادِ
وَغَدا إِمامَ الجَيشِ لَيثَ عَرينَةٍ / يَختالُ في غابِ القَنا المَيّادِ
مُتَسَربِلاً كَأَبيهِ ثَوبَي نَجدَةٍ / وَسَماحَةٍ يَومَي نَدىً وَطِرادِ
مُتَقَيِّلاً في جودِهِ وَإِبائِهِ / أَخلاقَ آباءٍ لَهُ أَجوادِ
جارٍ عَلى أَعراقِهِم يُنمى إِلى / شِيَمٍ لَهُ في المَكرُماتِ وَعادِ
حَتّى تَرى فيهِ نَجيباً ما رَأى / آباؤُكَ الكُرَماءُ في الأَولادِ
قَد كُنتُ ذا قَولَينِ فيكَ وَمُشكِلاً
قَد كُنتُ ذا قَولَينِ فيكَ وَمُشكِلاً / هَل يَستَهِلُّ نَداكَ أَم هُوَ جامِدُ
فَأَفَدتَني ثَلَجَ اليَقينِ وَرَدَّني / مافيكَ مِن لُؤمٍ وَصَدري بارِدُ
قالوا أَبو الرَيّانِ صِن
قالوا أَبو الرَيّانِ صِن / وُ أُسامَةَ بنِ مُقَلَّدِ
لِأَبٍ وَأُمٍّ يَكرَعا / نِ كِلاهُما مِن مَورِدِ
وَكِلاهُما مِن شَرِّ بَي / تٍ بِالفَجارِ مُشَيَّدٍ
فَعَلامَ بَينَهُما كَما / بَينَ الثَرى وَالفَرقَدِ
ذا وَجهُهُ طَرَقٌ وَوَج / هُ أُسامَةٍ طَلقٌ نَدي
وَكَأَنَّ هَذا صيغَ مِن / خَزَفٍ وَذا مِن عَسجَدِ
وَأُسامَةُ الماضي الصَقي / لُ وَذَلِكَ النابي الصَدي
وَأُسامَةُ الغَمرُ الرِداءِ / وَذَلِكَ الغُمرُ الرَدي
وَيَبيتُ ذاكَ عَلى فِرا / شٍ بِالفُجورِ مُوَطَّدِ
وَيَبيتُ هَذا في مَقا / مِ الخاشِعِ المُتَهَجِّدِ
وَيَمينُ هَذا مُزنَةٌ / لِلمُستَميحِ المُجتَدي
وَيَمينُ ذاكَ كَأَنَّها / مخلوقَةٌ مِن جَلمَدِ
وَتَرى أَبا الرَيّانِ لَي / سَ لَهُ مَخيلَةُ سودَدِ
جَعدُ الأَنامِلِ مُكفَهِرُّ ال / وَجهِ مَغلولُ اليَدِ
وَعَلى أُسامَةَ شارَةُ ال / قَرمِ الجَوادِ السَيِّدِ
حُلوُ الشَمائِلِ مُسفِرُ ال / صَفَحاتِ عَذبُ المَورِدِ
وَلهُ سَكينَةُ مُنصِفٍ / مُتَواضِعٍ مُتَوَدِّدِ
وَلِذاكَ غِلظَةُ ظالِمٍ / مُتَجَبِّرٍ مُتَمَرِّدِ
وَيلٌ لَهُ يَومَ القِيا / مَةِ مِن شَقِيٍّ مُبعَدِ
خَبُثَت سَرائِرُهُ فَما / أَغناهُ طيبُ المَولِدِ
وَبَياضُ مَلبَسِهِ عَلى / صَفَحاتِ عِرضٍ أَسوَدِ
فَهُما إِذاً جِدعانِ مِن / أَصلٍ كَريمِ المَحتِدِ
ذا الجِذعُ في الماخورِ مَث / واهُ وَذا في المَسجِدُ
لا تَنظُرَنَّ إِلى دَمٍ أَجرَيتُهُ
لا تَنظُرَنَّ إِلى دَمٍ أَجرَيتُهُ / وَانظُر إِلى عُقبى الصَلاحِ الوارِدِ
لَو أَنصَفَت بيضُ الأَسِنَّةِ وَالظُبى / في حُكمِها سَجَدَت لِدَستِ الفاصِدِ