المجموع : 3
يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا
يا صاحِ قَد صاحَ الحَمامُ وَغَرَّدا / دَع في المُدامِ وَشُربِهِا مُن فَنَّدا
أَو ما تَرى شَجرَ الخَريفِ كَأَنَّما / أَوراقَهُ ذَهَبٌ وَكُنَّ زَبَرجَدا
وَالكَأسُ تُعطيها لُجيناً كُلَّما / غُنّيتَ مِن طَرَبِ وَتَأخُذُ عَسجَدا
مِن كَفِّ أَبلَجَ كَالصَباحِ مُهَفهَفٍ / فَضَحَ الغُصونَ رَشاقَةً وَتَأَوُّدا
عَبَثَ العُقارُ بِعَينِهِ فَتَنَرجَسَت / أَجفانُها وَبِخَدِّهِ فَتَوَرَّدا
قَمَرٌ يَغيبُ إِذا بَدَأَت مَلالَةً / وَأَغيبُ مِن حَذرِ الوُشاةِ إِذا بَدا
نادَيتُ طَرَّتَهُ وَضَوءَ جَبينِهِ / سُبحانَ مَن قَرَنِ الضَلالَةَ بِالهُدى
في آمِدِ السَوداءِ بَيضٌ ما اِنثَنَوا
في آمِدِ السَوداءِ بَيضٌ ما اِنثَنَوا / إِلّا حَكَوا سَمَرَ الرِماحِ قُدودا
تَخَذوا مِنَ اللَيلِ البَهيمِ قِلانِساً / وَمِنَ النَهارِ مُباسِماً وَخُدودا
عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي
عَرِّج عَلى نَجدٍ لَعَلَّكَ مُنجِدي / بِنَسيمِها وَبِذِكرِ سُعدى مُسعِدي
بَدَوِيَةُ الأَلفاظِ دونَ خَبائِها / خَيلٌ تَروحُ إِلى الطِعانِ وَتَغتَدي
قَد كانَ يُغَنّي لَحظُها وَقَوامُها / عَن كُلِّ خَطِّىٍّ وَكُلِّ مُهَنَّدِ
يا سائِلي لِم دَمعُ عَيني سائِلُ / هاكَ الحَديثَ عَنِ الغَزالِ الأَغيَدِ
مَن لي بِمَعسولِ الثَنايا عَذبِها / لَدنٍ كَخوطِ البانَةِ المُتَأَوِّدِ
أَبَداً هَواهُ لي مُقيمٌ مُقعِدٌ / روحي فِداهُ مِن مُقيمٍ مُقعِدِ
وَلَقَد نَعِمتُ بِوَصلِهِ في نَيرَبٍ / أَلِفَ الرَبيعَ بِرَوضِهِ الغُصنُ النَدِيِّ
أَزهارُهُ مِن جَوهَرٍ وَنَسيمُهُ / مِن عَنبَرٍ وَثِمارُهُ مِن عَسجَدِ
وَعَلى الغُصونِ مِنَ الحَمائِمِ قَينَةٌ / تُغنيكَ عَن شَدوِ الغَريضِ وَمَعبَدِ
وَالماءُ في بَرَدى كَأَنَّ حَبابَهُ / بَرَدٌ جَنَتهُ الريحُ غَيرُ مُجَمَّدِ
بَينا تَراهُ كَالسَجَنجَلِ ساكِناً / حَتى تَراهُ أَجعَداً كَالمِبرَدِ
وَكَأَنَّما أَنفاسُ رِئاهُ ثَنا / أَبقِ الهُمامِ الماجِدِ بنِ مُحَمَّدِ
مَلِكٌ تَشَرَّفَتِ المَنابِرُ بِاِسمِهِ / وَعَلَت مَناقِبُهُ فُوَيقَ الفَرقَدِ
وَعَلى الأَسِرَّةِ وَجهُهُ / شَمسٌ تَجَلَّت مِن بُروجِ الأَسعَدِ
ما نُشِّرتَ راياتُهُ يَومَ الوَغى / إِلّا اِنطَوى جَيشُ العَدُوِّ المُعتَدي
مَن قاتَلَ الأَفرِنجَ ديناً غَيرُهُ / وَالخَيلُ مِثلُ السَيلِ عِندَ المَشهَدِ
رَدَّ الأَمانَ بِكُلِّ نَدبٍ باسِلٍ / وَمِنَ الجِيادِ بِكُلِّ نَهدٍ أَجرَدِ
وَمِنَ السُيوفِ بِكُلِّ عَضبٍ أَبيَضٍ / وَمِن العِجاجِ بِكُلِّ نَقعٍ أَسوَدِ
حَتّى لَوى الإِسلامُ تَحتَ لِوائِهِ / وَغَدا بِحَمدٍ مِن شَريعَةِ أَحمَدِ
طَلقُ المُحَيّا واضِحٌ مُتَهَلِّلٌ / مِثلَ الحُمَيّا في الحِمى طَلقُ اليَدِ
كَسَدَ القَريضُ وَكانَ قُدُماً نافِقاً / في ذا الزَمانِ وَعِندَهُ لَم يَكسَدِ
أَمُجيرَ دينِ اللَهِ وَاِبنَ جَمالِهِ / وَالسَيَّدَ بنَ السَيَّدِ بنِ السَيَّدِ
كَم حاسِدٍ لَكَ في الشَجاعَةِ وَالنَدى / وَالعِلمُ لا قَرَّت عُيونُ الحُسَّدِ
أَضحَت دِمَشقُ بِحسُنِ وَجهِكَ جَنَّةً / فيها الَّذي يَشناكَ غَيرُ مُخَلَّدِ
لا زِلتَ لِلإِسلامِ عَضداً ما سَرَت / بَعدَ الكَرى شَدَنِيَّةٌ في فَدفَدِ