المجموع : 7
مولاي تمطلني غداً فغدا
مولاي تمطلني غداً فغدا / وأرى غداً لا ينقضي أبدا
أحييتَني بالوعد يا أملي / ومطلتَني فأمَتَّني كمدا
لا تنسَ عهدك لي فأوفِ به / إن الكريم يفي إذا وعدا
ما لي أرى كلَّ العيون إذا / نظرت إليك تغايرت حسدا
لا تظهرن والشمس طالعة / لا تدَّعيك لنفسها ولدا
خطراتُ قلبي في طرائقها / تذر القلوبَ طرائقاً قِددا
لم تُبقِ لي جَلَداً ولا تركت / عيناك قطُّ لعاشِق جَلَدا
مولاي يا هارون زُر دَنِفاً / إن لم تزره اليوم مات غدا
مات الحسود من الكمدْ
مات الحسود من الكمدْ / ووفى الحبيبُ بما وَعَدْ
حيِّي الوصال وقل له / دم يا وصال إلى الأبد
اليوم أحيا بالمنى / ويموت قومٌ بالحسد
أوَ ليس من طُرَف الهوى / عطفُ الغزال على الأسد
ما لي بصدِّك يا غزالَ المربدِ
ما لي بصدِّك يا غزالَ المربدِ / فلقد أطلتَ تحيُّلي وتلدُّدي
مَن منقذي من جور حكمك في الهوى / من راحمي من شافعي من مُسعدي
يبلى شبابي في الهوى وعذابُه / متجدِّدٌ من هجرك المتجدِّدِ
يا أهل من أهوى رضيتم لابنكم / أن تبصروه قاتلاً لمُوَحِّدِ
أنا بالرجا واليأس حيٌّ ميت / حتى أرى إنجاز ذاك الموعِد
اشرب على وجه الحبي
اشرب على وجه الحبي / ب سلافةً في لون خدِّهْ
يا من حياتك بعد مَو / تك وصلُه من بعد صدِّهْ
لا شيء أحسن موقعاً / من قرب إلفٍ بَعد بُعدِه
فاشرب كُفِيتَ صدودَه / ورُزِقتَ منه وفاء عهده
يا موحش الإخوان عش مستأنساً
يا موحش الإخوان عش مستأنساً / ومصاحب التوفيق والتسديدِ
إن ينصرم حبل العيان تباعداً / فالذكر متَّصلٌ بحبل وريدي
لم أدرِ كيف فراق جسمٍ روحَهُ / حتى وقفتُ أُودِّعُ الجارودي
نفسي الفدا لمقارب كمباعد
نفسي الفدا لمقارب كمباعد / حذر الوشاة وراغبٍ كالزاهدِ
لزم التوقّي بالهوى فلسانُه / متباعد والقلب غير مباعدِ
مولاي لفظك في خطابٍ ناقصٍ / لكن ضميرك في وفاءٍ زائدِ
وأرى انقباضَك للتجمُّل تحته / لحظات طرفٍ بالمحبَّة شاهدِ
هي نعمة لك لا أُؤدي شكرها / أن مِلتَ نحوي بعد نهي الوالدِ
لو كان كلُّ العالمين مخالفي / ما ضرَّني إن كنتَ أنت مساعدي
وإذا تآلفت القلوبُ على الهوى / احتلنَ في إبطال كيد الكائدِ
قد قال قلبي إذ رآك مجانبي / ورآك ترصد غفلةً من راصدي
صدَّ الحبيبُ وقد رأيتُ لصدِّه / عذراً فلست على الحبيب بواجدِ
جزعي إذا أبصرتُ فيك تنكُّراً / جزعَ المريض من انكسار العائدِ
فإذا تواطينا فكلُّ مُغَرِّرٍ / من بعدُ يضرب في حديدٍ باردِ
لأُدارِينَّ وأُحسدنَّ ومن يَفُز / بوصال مثلك يصطبر للحاسدِ
لمكان ألفٍ لا يخلّى واحدٌ / لكنَّ ألفاً يكرَمون لواحدِ
كملت صفاتك فيك حسن المشتري / بين النجوم وفيك شكل عطاردِ
فاذا رأيتُ رأيت شخص محاسنٍ / واذا اختبرت رأيت شخص محامدِ
والله ما أبغي الوصال لريبةٍ / أو لا فلا اتصلت بكفي ساعدي
لكن لطيب تراسلٍ وتغازلٍ / وتآلُفٍ وتحادثٍ وتناشدِ
قد كان ذاك هوى الظراف وإنما / فسد الهوى في ذا الزمان الفاسدِ
وذَرِ الهمومَ نَسيئةً
وذَرِ الهمومَ نَسيئةً / وتَعجَّلِ اللذّات نَقدا