المجموع : 20
قرت بقلبي أعين الكمد
قرت بقلبي أعين الكمد / وبناظري نواظرُ السهد
وابتعت بالصبر الجميل أسىً / أفنى ولا يفني يداً بيد
ولبست ما أبلى بجدته / ويحول بين الروح والجسد
يأتي إليك ليشتكي دنفاً / شكوى فؤادي لا إلى أحد
أما الجفون فإنها مطروفة
أما الجفون فإنها مطروفة / من طول ما وكلتها للسهد
والقلب من زفراته متوقدٌ / بغليلِ شوقٍ في الحشا متوقدِ
يا رب كم أشكو وما لي راحةٌ / ماذا جنى طرفي وما كسبت يدي
يا موطن الزفرات قلب محبه / بالهجر هل من نائلٍ أو موعدِ
أرسلت دمعي عائداً لفؤادي
أرسلت دمعي عائداً لفؤادي / في وحشةٍ من قلة العوادِ
أعدى الحشا مأتاه لي فكأنما / كانا وما بهما على ميعاد
أبكي لجسم ما ينام سقامةً / ولمقلةٍ عبرى بغير رقادِ
فلعل دمعي أن يكون وسيلةً / في قرب قربٍ أو بعاد بعادِ
يا من أعوذ بوصله من صدهِ
يا من أعوذ بوصله من صدهِ / وبعطفهِ من قربهِ في بعده
بكمالِ صورتهِ وزهرةِ وجههِ / وضياء وجنتهِ وحمُرةِ خده
وفتور مقلتهِ وعطفةِ ناظرٍ / يزهو بما في قده من قدهِ
ما قلت أهوى قبله أو بعده / حاشاه أن يبقى هوى من بعدِه
شوقٌ تجدد في فؤاده
شوقٌ تجدد في فؤاده / وهوىً تمكن من قياده
ومدامعٌ تجري دماً / من حرِّهن على رقاده
أفدي حبيباً لا يرقُّ / ولا يجيب إلى وداده
قد كان يرغب للوصا / لِ فصارَ يبعدُ في بعاده
حاشا لعينك أن تذوق سهادا
حاشا لعينك أن تذوق سهادا / نعمت وزيدت مهجراً ورقادا
لا نالها ما نال طرفاً مدنفاً / لسهاده وبكائه معتادا
يا أيها الرشأ البديع جماله / من فاق في الحسن الصفات وزادا
أنت المليك فكن بعبدك راحماً / ما إن يضرك أن تكون جوادا
متوددٌ بلسانه
متوددٌ بلسانه / يطوي الضمير على صدودِ
بواته كيف الوصالُ / فقال لي هل من مزيدِ
هذا وقد نقلَ الضمي / رُ عن العذولِ إلى الحسودِ
لا ناله من نال من / نيلٍ من الشوقِ الشديدِ
عيني أسأت إلى فؤادي
عيني أسأت إلى فؤادي / فرمى جفونك بالسهادِ
فابكيهِ وابكي ما عدم / ت فلا سبيل إلى رقادِ
وكلته بمدللٍ / فرماه في وضح السوادِ
يا عين كيف بذلتي / أمكنتِ قلبي من قيادي
كل من مُلِّك عبداً
كل من مُلِّك عبداً / أظهرَ النية قصدا
ما لمن حظ بوجهٍ / حسنٍ أن يتعدى
زاهدٌ في وقد نق / قصته وداً ووجدا
إنما تفعل ما تف / علُ بي من ذاك عمدا
عش سالماً مما أصاب فؤادي
عش سالماً مما أصاب فؤادي / وأطارَ عن عيني لذيذ رقادي
فلما بجسمي من سقامي شاهدٌ / ولمقلتي من عبرتي وسهادي
إني أدين بطول حبكَ خالقي / يا غايتي وتدينه ببعاد
جعل الذي جعل الهوى لي مالكاً / بالشوق وصلاً منك آخر زادي
جسدٌ بلا قلبٍ ولا كبدِ
جسدٌ بلا قلبٍ ولا كبدِ / كيفَ الصلاحُ لذلك الجسدِ
مَن عَينه تبكي عليه له / ولما لها من دائمِ السهدِ
يا سائلاً عني وعن دنفي / هذا عن الزفرات والكمدِ
ماذا جنت عينٌ بلحظتها / ويدي فلا بقيت عليَّ يدي
بلغ الهوى من قلبي المجهودا
بلغ الهوى من قلبي المجهودا / والشوق أخلقَني وكنتُ جديدا
يا عاذلي لو ذقت مِن ألم النوى / لوجدته مراً عليك شديدا
يكفيك مما نال طرفي إنه / ألِف الدموع وحالفَ التسهيدا
لو مات من إثم التذكرِ عاشقٌ / حذر الوصالِ بهِ لماتَ شهيدا
يا من توعدني بصدِّه
يا من توعدني بصدِّه / ورَمى الفؤادَ بطولِ وجدِه
ما هكذا يا من تَمل / لَكَ يفعلُ المولى بعبدِه
لا مت يا من لامني / في كلِّ حالاتي بجهدِه
حتى أراهُ معانقي / متبسطاً خدّي بخدِه
سَعِدت جفونكَ بالكرى
سَعِدت جفونكَ بالكرى / ورقدت أنعَمَ من رَقَد
وأنا المسهد في هوى / باقٍ على طولِ الأمَد
لا نالَ جسمكَ ما براني / من سقامٍ أو كَمد
وإليك منكَ المشتكى / من ذاك ليس إلى أحد
يومٌ تقضى بالصدودِ
يومٌ تقضى بالصدودِ / وبمحنةِ الواشي الحَسودِ
ما أولعَ النومَ المشو / مَ بكلِّ محزونٍ عميدِ
قد كنتُ أطمعُ أن أرى / حسنَ الخدودِ على الخدودِ
فاليومَ أقصى غايتي / في أن أراهُ من بعيدِ
في القلب نارٌ من صدودِك
في القلب نارٌ من صدودِك / فأعذ بوعدكَ من وعيدِك
يا واحِداً في حُسنهِ / ماذا أردتَ إلى وحيدِك
ألا بذلتَ لهُ الوصا / لَ فما يؤملُ من مزيدِك
بفتورِ لحظٍ راعَهُ / من مقلتيكَ وحسنِ جيدِك
اللَهُ يعلمُ أنَّني كَمِدُ
اللَهُ يعلمُ أنَّني كَمِدُ / لا أستَطيعُ أبثُّ ما أجِدُ
رَوحانِ لي روحٌ تضمَّنها / بلدٌ وأخرى حازَها بلدُ
وأرَى المقيمةَ ليسَ ينفعُها / صبرٌ ولا يَقوى لها جلَدُ
وأظنُّ غائِبتي كشَاهِدَتي / فكأنَّها تجدُ الذي أجِدُ
ظَعَنَ الغريبُ لغيبةِ الأبدِ
ظَعَنَ الغريبُ لغيبةِ الأبدِ / حيَّ المخافةِ نائيَ البَلَد
حَيران يُؤنسُهُ ويكلؤُهُ / يومٌ توعَّدَهُ بشَرِّ غدِ
سَنَح الغُرابُ له بأنكرِ ما / تَغدو النُّحوسُ بهِ على أحدِ
وابتاعَ أشأمَهُ بأيمنهِ / الجَدُّ العثورُ له يداً بِيدِ
حتَّى ينيخَ بأرض مهلَكةٍ / في حيثُ لم يُولَد ولم يَلدِ
جَزعت حليلتُهُ عليهِ فما / تخلو من الزفراتِ والكَمَدِ
نَزلَ الزَّمانُ بها فأهلكَها / منهُ وأهدى اليُتمَ للولدِ
ظَفِرَت بهِ الأيَّامُ فانحَسَرت / عنهُ بفاقرةٍ ولم تَكدِ
فتركنَ منهُ بعدِ طيتهِ / مثل الذي أبقين من لُبَدِ
هَبكَ الخليفةَ حينَ يَر
هَبكَ الخليفةَ حينَ يَر / كَبُ في مواكِبهِ وجندِه
أو هَبكَ كنتَ وزيرَهُ / أو هَبكَ كنتَ وليَّ عهدِه
هل كنتَ تقدرُ أن تَزي / دَ المُبتلى بكَ فوقَ جُهدِه
قدُّ القَضيبِ حَكى رشاقةَ قدّهِ
قدُّ القَضيبِ حَكى رشاقةَ قدّهِ / والوردُ يحسدُ وَردَهُ في خَدِّهِ
وَالشمسُ جَوهرُ نورِها من نورهِ / والبَدرُ أسعدُ سعدِهِ من سَعدِهِ
خِشفٌ أرقُّ من البهاءِ بَهاؤُهُ / ومن الفِرندِ المحضِ في إفرندِهِ
لو مُكِّنت عيناكَ من وجناتهِ / لرأيتَ وجهَكَ في صفيحةِ خدِّهِ