القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 14
حَتَّامَ أرغبُ في مودَّةِ زاهدٍ
حَتَّامَ أرغبُ في مودَّةِ زاهدٍ / وأرُومُ قُربَ الدّارِ من مُتَباعِدِ
وإلاَمَ ألتزمُ الوفاءَ لِغادرٍ / وأُقِرُّ بالعُتبي لِجَانٍ جَاحِدِ
وعلاَمَ أُعمِلُ فِكرتي في سادِرٍ / سَاهٍ وأُسهِرُ مُقلتيَّ لراقدِ
وأروضُ نفسي في رِضَا مُتَجرِّمٍ / فَاتَتْ مودّتُه طِلاَبَ الناشدِ
وأقولُ هجِرتُه مخافَة كاشحٍ / يُغري بِنَا وحِذَارَ واشٍ حاسِدِ
وأظُنُّه يُبدي الصدودَ ضرورةً / وإذا قطيعَتُه قطيعةُ عَامِدِ
مَن لي بِنَيْلِ مودّةٍ مَمْذُوقَةٍ / منهُ يُبَهْرجُها اختبارُ النّاقِدِ
أَرضى بباطِلها وأقْنَعُ بالمُنَى / منها وأدْفَعُ غَيبَها بالشّاهِدِ
يا ظالماً أفْنَى اصْطِبَارِي هجرُه / وابتَزَّ ثَوبَ تَماسُكِي وتَجالُدِي
كيف السبيلُ إلى وِصَالِكَ بعدما / عفّيتَ بالهِجرانِ سُبلَ مَقاصدي
ويلومُني في حملِ ظُلمكَ جاهلٌ / يلقَى جَوَى قلبي بقلبٍ باردِ
يُزرِي عل جَزَعي بصبرٍ مُسعدٍ / ويصُدُّ عن دَمعي بطرفٍ جَامدِ
لِمَ لا تَرِقُّ لناظرٍ أرَّقْتَه / وحَشا حشاهُ الوجدُ جَذْوةَ واقِدِ
ومروَّعٍ يلقَى العواذلَ في الهَوى / بفؤادِ مَوتُورٍ وسمعِ مُعانِدِ
قَلقِ الوِساد كأنّ تحتَ مِهادِه / أُسداً ومَضجَعَهُ نيُوبُ أَساوِدِ
أَتُراكَ يَعطِفُك العِتابُ وقلّما / يَثني العِتَابُ عِنانَ قلبٍ شَاردِ
هيهاتَ وصلُكَ عند عَنْقَا مُغْرِبٍ / ورِضَاكَ أبعدُ من سُهاً وفَراقِدِ
ومِنِ العنَاءِ طِلابُ وُدٍّ صادقٍ / من مَاذِقٍ وصلاحُ قلبٍ فاسدِ
إن خانَ عهدَك من تَودُّهْ
إن خانَ عهدَك من تَودُّهْ / ونأَى فلا يَحزُنْك فَقدُهْ
واهجرْهُ هجرَكَ من تُحبِ / بُ إذا قَضى وحواهُ لحدُهْ
وإذا سُئِلتَ عَلامَ تَه / جُرهُ فَقُلْ ما صَحَّ عهدُهْ
وعَلامَ أرغبُ في مَلُو / لٍ خَائنٍ قد بان زُهدُهْ
واحْذَر مقالةَ من يقو / لُ الحبُّ تخضعُ فيهِ أُسدُهْ
وإذَا خضعتَ لمن يخُو / نُكَ فالإبَاءُ لِمَن تُعِدُّهْ
إن راعَ قلبَكَ هَجرُهُ / فغداً يَلينُ لهُ أَشَدُّهْ
والصّبرُ سُمٌّ ناقعٌ / لكنَّ منهُ يُشارُ شُهدُهْ
وإذا صرفتَ القلبَ فَهْ / وَ كأمسِ لا يُسطاعُ رَدُّهْ
غَالَطتَ نفسَكَ فيهِ وال / مَشغُوفُ يَعزُب عنهُ رُشْدُهْ
وظَنَنْتَه قَصَدَ ازديا / دَكَ في الهَوى وسِواكَ قَصْدُهْ
وأنَا الفِداءُ لباخلٍ / بالوعدِ والأحلامُ وَعْدُهْ
أرضَى بباطِله ويُقْ / نِطُنِي تجَهُّمُه ورَدُّهْ
لَدْنُ القَوامِ يُعلِّمُ الأغ / صانَ كيف تَميسُ قَدُّهْ
يَفتَرُّ عن عَذْب المقَّب / بَلِ يُضرمُ الأحشاءَ بردُهْ
لا شكّ لُؤلُؤ ثغرِه / من عقدِه أو منهُ عقدُهْ
للخَمرِ ريقَتُهُ ولل / وردِ الجنيِّ النّضْرِ خَدُّهْ
لا تَحسَبنَّ اللومَ أجدى
لا تَحسَبنَّ اللومَ أجدى / بل زادهُ كَلَفاً وَوَجْدا
أبْدَى صَبابَتَهُ / وللإعلانِ ما أخْفَى وأبْدَى
نَمَّتْ بهِ زَفَراتُ شَو / قٍ ما أطاقَ لهنَّ رَدَّا
لا تُكثِرَنَّ فما يَرَى / ممَّن تُعنِّفُ فيهِ بُدّا
قمرٌ أَعار الظبيَ أَل / حاظاً وغُصنَ البانِ قَدّا
شُغُفَ الجمالُ به فلم / يَجعلْ لما أعطاهُ حَدّا
يا دارُ إِن بَخِلَتْ على
يا دارُ إِن بَخِلَتْ على / مَغْنَاكِ سارِيةُ العِهَادِ
فَلَأُمطِرَنَّكِ من دُمو / عِيَ ما ينوبُ عَنِ الغَوادِي
كم حلَّ رَبْعَكِ من غَضِي / ضِ الطَّرفِ ممنوعِ الوِدادِ
يَستوقِفُ الأَبصارَ فَهْ / يَ عَلَيهِ حائِمةٌ صَوادي
فَرَمتْ جُموعَهُمُ اللّيا / لِي بالتَّشَتُّتِ والبِعَادِ
وصروفُ هذا الدّهرِ تَط / رُقُ بالحَوادِث أَو تُغَادي
يُحْسِنَّ لا عمدَا ويأ / تينَ الإساءَةَ باعتمادِ
مالي وللأيامِ كَمْ / تُصْمِي نَوافِذُها فُؤادي
رَنّقن من وِرْدِي وأَمْ / حَلَ جَورُها عمْداً مَرَادي
وَقصدْنَني بنَوائِبٍ / وَالينَهُنَّ بلا اقْتصَادِ
وإلَيكَ أشكو بَرحَ هَمْ / مٍ كلِّ يَومٍ في ازديادِ
حَظَر السّرورَ على فؤادٍ / لا يُسَرُّ بِمُستَفَادِ
لولا تأَلُّمُهُ لِماَ / يَلْقَى لَعُدَّ مِنَ الجمَادِ
أَتَظُنُّ صَبرَكَ مُنجِداً إِن أَنْجدُوا
أَتَظُنُّ صَبرَكَ مُنجِداً إِن أَنْجدُوا / هيهاتَ ليس لِمُستهامٍ مُسعِدُ
إِنّي لَأَحسَبُ أَنَّ قَلبَكَ ذَاهِلٌ / عمّا سَيلقَى في غدٍ أَو جَلْمَدُ
هذا الفِراقُ فإِن تُطِقْ / جَلَداً فَمِيعادُ اللقاءِ المَوعِدُ
قالوا غَداً لِنَوى الأَحِبَّةِ موعدٌ / والدّهرُ أجمَعُ بعدَ لَيلَتِنَا غدُ
فإلامَ تَحتَبسُ الدّموعَ وللنّوى / ذُخِرَتْ وأيُّ ذخيرةٍ لا تَنفَدُ
حمّلتَ نفسَك يا ضعيفُ مِنَ الهوَى / ما لَيسَ للجَلْدِ الخَلِيِّ بهِ يدُ
وورَدْتَ جَهلاً مورداً لا مَصدَرٌ / عنهُ فقد ألْهاكَ ذَاكَ المورِدُ
أَنَّى جَسَرْتَ عَلى الفِراقِ وأَنتَ في / قُربِ الدّيارِ بهم معنىًّ مُكمَدُ
فارقَتَهُم ثِقَةً بِصَبرِكَ عنهُمُ / فاصبرْ لِنيرانِ الأَسَى يا مُوقَدُ
لو رُضتَ قَلبَكَ في الدٌّنُوِّ بِهَجرِهِم / لعلِمتَ بعدَ البَينِ هل تَتَجلَّدُ
أَيُلامُ مسلوبُ الفؤادِ فقيدُهُ
أَيُلامُ مسلوبُ الفؤادِ فقيدُهُ / جَحَدَ الغرامَ فأَثْبتتهُ شُهودُهُ
والسِرُّ في يومِ الوَداعِ كأَنَّهُ / قَبَسٌ تضرَّمَ في الظلامِ وَقُودُهُ
وإِذا أَقرَّتْ بالهَوى زَفَراتُهُ / لم يُغنِ عَنهُ وإِن أَصَرَّ جُحودُهُ
بَرحَ الخفاءُ وبان يأَسُكَ منهُمُ / فإِلاَمَ أَنتَ جَوِي الفؤادِ عَميدُهُ
يُبلي الزّمانُ هَوَى القلوبِ وحبُّهُم / لا يَضمَحِلُّ ولا يَرِثُّ جَديدُهُ
وكأَنَّ دَمعَكَ حين يخطُرُ ذكرُهُم / عِقدٌ وَهَى فانثَالَ منهُ فَريدُهُ
تَحكي الغمامَ زفيرُ شَوقِكَ برقُه / ونَشيجُ دَمعِكَ وَبْلُهُ ورُعودُهُ
تبكي لأنَّتِكَ الحَمامُ وطَالَما / هاجَ الجوَى لأَخِي الهوَى تَغريدُهُ
يا راقِدَ الأجفانِ عن قَلِقِ الحشا / ولْهَانَ أقْذَى طرفَه تَسهيدُهُ
ماذَا عَليكَ إذا بَكى أَحبابَه / ذُو غُربةٍ نَائي المحلِّ بعيدُهُ
يا من هَواهُ على التّنا
يا من هَواهُ على التّنا / ئِي والتّدانِي في ازدْيادِ
أصبحتُ مُغترِباً لبُعْ / دِك بين أهلي في بِلاَدِي
مستوحِشاً معَ كثرةِ ال / خُلاّنِ وحْشَةَ ذِي انْفرادِ
وأقلُّ ما لا قيتُ بَعْ / دَكَ من تَبارِيح البِعادِ
شوقٌ إليك أباحَ فَيْ / ضَ مَدامعِي وحمى رُقَادي
اُنظُر بِعيشِكَ هل تَرى
اُنظُر بِعيشِكَ هل تَرى / أحداً يدومُ على المودَّةْ
لِتَرى أخِلاَّءَ الرَّخا / ءِ عِدىً إذا نابَتكَ شِدَّةْ
ولِكُلِّ ما تَأْبى وتَهْ / وى إن صَبَرْتَ مَدىً ومُدَّةْ
لا ترغَبَنْ فيمَن إذا شاهَدْتَهُ
لا ترغَبَنْ فيمَن إذا شاهَدْتَهُ / وخبَرْتَه لم تُلفِهِ بالشَّاهِدِ
ومَتى أردتَ تكثُّراً بدنُوِّهِ / فاعلَم بأنَّكَ لم تَزِدْ عن واحدِ
قالوا نهته الأربَعون عن الصِّبا
قالوا نهته الأربَعون عن الصِّبا / وأخو المشيبِ يجورُ ثُمَّتَ يَهتدي
كم ضلَّ في ليلِ الشَّبابِ فدَلَّهُ / وَضَحُ المشيبِ على الطَّريقِ الأقْصَدِ
وإذا عَددْتُ سنيّ ثم نقصتُها / زَمَنَ الهُمومِ فتلك ساعةُ مَولِدي
أصبحت في زَمنٍ يَشيبُ لجَوْرِهِ
أصبحت في زَمنٍ يَشيبُ لجَوْرِهِ / فودُ الجنينِ ويَهْرَمُ المولودُ
وإذا شكوْنا اليومَ ثم أتَى غَدٌ / قُلْنا ألا يا ليتَ أمسِ يعودُ
أَجرَى الحَيَا ماءً
أَجرَى الحَيَا ماءً / وأنبَتَ فيه لي آساً ووَردَا
مُتَحَرِّمٌ أبداً إذا / استعطفته بالعَتبِ صَدَّا
وأَرَى ضلالي في هواهُ / هُدًى وغَيِّي فيهِ رُشدَا
متباهِياً بالحُسن ما / أَنصفتُهُ إلاّ تَعَدَّا
لو كانَ يُنصِفُ لم يكن / بغرائبِ الحُسنِ استَبَدَّا
أن يُوَحَّدَ أو يُوَدَّا /
لما بلغت من الحياة إلى مدى
لما بلغت من الحياة إلى مدى / قد كنت أهواه تمنيت الردى
لم يبق طول العمر مني منة / ألقى بها صرف الزمان إذا اعتدى
ضعفت قواي وخانني الثقتان من / بصري وسمعي حين شارفت المدى
فإذا نهضت حسبت أني حامل / جبلا وأمشي إن مشيت مقيدا
حبسوك والطير النواطق إنما
حبسوك والطير النواطق إنما / حبست لميزتها على الأنداد
وتهيبوك وأنت موضع سجنهم / وكذا السيوف تهاب في الأغماد
ما الحبس دار مهانة لذوي العلى / لكنها كالغيل للآساد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025