القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 14
بصعود منزلة وجد صاعد
بصعود منزلة وجد صاعد / ودوام مملكة وعيد خالد
يوم أمد من السماء بطالع / سعد وجد في العلاء مساعد
يوم تعثرت الخواطر هيبة / منه بذيل مدائح ومحامد
عقلت مهابته اللسان وأطلقت / في كل قلب رعدة كالراعد
واعتاقها ضعف في الجنان لعرضها / زيف الكلام على البصير الناقد
يوم حسبت الجو يهمي عبرة / من ذكره بصواعق وجلامد
لكن أمركم المطاع وفضلكم / أذنا عليكم للثناء الوافد
زفت إلى حرم الإمام عقيلة / علقت لها أيادي الثناء الشارد
هي درة لم يرض عالي قدرها / بحراً سوى كنف الإمام العاضد
وقنيصة لولا الخلافة لم تكن / أبداً لتعلق في حبال الصائد
عربية الأنساب لكن لم تقد / نيرانها بالأجرع المتفرد
زارت قصورك بنت قصر لم يزل / رحب الفناء لصادر ولوارد
لا يسند المران في جنباته / إلا بجنب مراتب ومساند
جاءتك من خيس الضراغم لبوة / تحمى بأشبال الهزبر اللابد
ضربت بنو روزيك حول خبائها / سداً أقيم من القنا بقواعد
وحموا جوانب خدرها بخوادر / يتمايدون على الوشيج المائد
يصلون سمرهم بلين معاصم / وقصار بيضهم بطول سواعد
سحبوا على البيداء ذيل سحابة / سوداء ذات بوارق ورواعد
ولرب شهب من ظبي وأسنة / رجموا بها قلب الرجيم المارد
قوم تحن إلى الرقاب سيوفهم / في كل معترك حنين الفاقد
الحاقدون على كرائم مالهم / والناقمون على العدو الحاقد
الرافدون المدح من أفعالهم / ونوالهم بالسؤدد المترافد
العامدون إلى عوائد صفحهم / في النائبات عن المسيء العامد
يهني بني رزيك أن حبالهم / وصلت بخير أواصر زمحامد
سبب يمت إلى البتول وعروة / عقدة بأوثق عروة ومعاقد
أحرزتم الشرف الذي أخباره / في كل ناد غصة للحاسد
وكسوتم الأيام رونق بهجة / خضراء تخلف رغبة للزاهد
الدهر دهركم وأنتم أهله / والكل يضرب في حديد بارد
صاهرتم من لا يزال رواقه ال / محروس قبلة راكع أو ساجد
فزتم بهاد لم تزل تهدى به / أبداً بصيرة حائر أو حائد
فزتم بمن يضحي وسدة بابه / مفتوحة لمقاصد وقصائد
فزتم بمن ضمنت محبتكم له / عز الولي وذل كل معاد
فزتم بأبلج من سلالة حيدر / ورث الإمامة راشداً عن راشد
قوم إذا جحد الفخار فما ترى / في الخافقين لفخرهم من جاحد
تغدو قريش في الإضافة نحوهم / مثل الجداول في الخضم الراكد
عن واحد هو النبي تفرعوا / وكذا الألوف تفرعت عن واحد
لم يبق في رتب الخلافة بعد ذا ال / عقد الكريم زيادة للزئد
عقد تألف بني أشرف خاطب / في هذه الدنيا وأكرم عاقد
عقد تأكد بين كاف كافل / للمسلمين وبين هاد عاضد
عقد غدا صلة لغير قطيعة / لكن كما اتصل الذراع بساعد
عقد إذا استخبرت عنه فإنه / تقريب شمل ليس بالمتباعد
عقد تنزه أن يكون تمامه / بحضور قاض أو شهادة شاهد
عقد أقيم بشارعين تفرعت / بهما أصول قواعد وعقائد
لو كانت القصص الخوالي قبلنا / مما يعود مع الزمان العائد
خلنا شعيباً والكليم تجسدت / فهما حقيقة غائب في شاهد
فاسلم أمير المؤمنين ممتعاً / بالعز في ظل البقاء الخالد
متملياً بدوام كافلك الذي / جبل الزمان على صلاح الفاسد
حان عليك وإن كرمت أبوة / في كل نائبة حنو الوالد
أسماء ملك تحتها لك مقعد
أسماء ملك تحتها لك مقعد / أم دست نسكك فوقه لك مصعد
ورواق مجد أشرقت حجراته / أم صرح عز بالنجوم ممرد
وضياء وجه العاضد بن محمد / في التاج أم نور الهدى يتوقد
القائم المخصوص بالشرف الذي / أبقى على إرثه ومحمد
أبوان أحسنت النيابة عنهما / فيما تقوم به وما تتقلد
عمت رعايتك الرعايا فاستوى / في قسط عدلك مشرك وموحد
وجمعت شمل المسلمين ببيعة / حفظت نظام الدين وهو مبدد
وسمت أمير المؤمنين خلافة / أضحت تحل براحتيك وتعقد
وورثت عن عيسى ابن عمك منصباً / جاءت ليالي المهد وهو ممهد
إنا نراك وما نراك فإنما / أفكارنا للنص فيك تقلد
حسدت جوارحنا عليك عيوننا / إن العيون على جلالك تحسد
نبأ من النبأ العظيم تجسدت / أنواره والنور لا يتجسد
شرف تساوى فيه منكم أشيب / كهل ومقتبل الشبيبة أمرد
وسريرة درج الزمان وحكمها / متنقل ما بينكم متردد
يهني المواسم أن مطلق ذكرها / أضحى يؤرخ باسمكم ويقيد
رجب من الحرم التي حرمتمو / فثلاثة سرد وهذا مفرد
لو كان ذا شخص إذاً لثم الثرى / حمداً لما أولاده جدك أحمد
أثنى على آلاته بمناقب / منها القصائد والقنا المتقصد
لولا العيان وما ترى من فضلكم / كان الكمال حكاية تستبعد
لم أختصر شرح المديح وإنما / نفد الكلام وفضلكم لا ينفد
والحمد أدنى خدمة مفروضة / لأجل من يثنى عليه ويحمد
وبقاؤكم لله أكبر نعمة / إياه فيها نستعين ونعبد
بصفات مجدك يشرف التمجيد
بصفات مجدك يشرف التمجيد / وبنور وجهك يشرق التوحيد
أمن الهدى أن يستضام وشمله / بالعاضد بن محمد معضود
نزلت ليالي الصوم عندك منزلاً / مازال يعمره التقى والجود
وترحلت من بعد ما زودتها / بر التهجد والأنام هجود
ولقيت عيد الفطر منك بغرة / أضحى ببهجتها يهنا العيد
شرفت بك الأيام حين ملكتها / فجميع أوقات الزمان عبيد
شوال عبدك إن رضيت وإنما / تصحيف عبد في الكتابة عيد
في كل شيء من علاك إشارة / تبدي الخلافة سرها وتعيد
فأفد أمير المؤمنين ولم تزل / لعبيدك المتفهمين تفيد
ما السر في عود المظلة إنه / عود صليب المتن وهو يميد
ما ذاك إلا أنه نظر الورى / وهم لوجهك ركع وسجود
فصغى ولكن المهابة والحيا / منعاه مما يشتهي ويريد
حسدت مظلتك النجوم لأنها / فلك على شمس الضحى ممدود
وبسطت في طلب السيادة عذرها / ومن العجائب أن يسود حسود
وتشرفت لما غدت ورتاجها / فوق الخلافة دائر مشدود
ما فاز بالتشريف إلا مقلة / مدت إليك لحاظها أو جيد
تومي بطرفك نحوهم فتراهم / كالزرع منه قائم وحصيد
دانوا بحب خليفة ما فوقه / في الأمر إلا الخالق المعبود
لما برزت غداة فطرك خاشعاً / وشعارك التكبير والتمجيد
وعليك من شيم النبي وحيدر / للناظرين أدلة وشهود
شخصت إليك نواظر الأمم التي / ملكتهم لك بيعة وعهود
حتى صعدت على ذؤابة منبر / لو كان عوداً ماس ذاك العود
بشرت بل أنذرت بالحكم التي / فيهن وعد صادق ووعيد
لينت قاسية القلوب بخطبة / أصغى إليها المجمع المشهود
لا منكر أن تستكين جوارح / لسماعها أو تقشعر جلود
والوحي ينطق عن لسانك بالذي / من دونه يتصدع الجلمود
يوم جلت فيه الإمامة عزها / ولها الملائكة الكرام جنود
أمنت خلافتك الخلاف وأبرمت / بكفيلها مرر لها وعقود
بالعادل بن الصالح انتظمت فهل / وصى سليماناً بها داود
أغنى عن التقليد نص إمامة / والنص يبطل عنده التقليد
لا شيء من حل وعقد في الورى / إلا إلى تدبيره مردود
ملك أغاث المسلمين وحاطهم / منه وجود في الزمان وجود
ورث الكفالة عن أب لم يفترق / في عصره نصر ولا تأييد
قسماً بمجد أبي شجاع إنه / قسم كما لا ينكرن شديد
لقد استقل أبو شجاع بالتي / أثقالها للحاملين تؤود
واختط من شرف المساعي غاية / ما فوقها للطالبين مزيد
وتدارك الإسلام حين تمايلت / بالخوف أطناب له وعمود
وأقر طائشة القلوب بعزمة / سكنت بها الأطواد وهي تميد
وأذل عز الناكثين بعسكر / لولا التزاحم لم تسعه البيد
قرعت أنابيب القنا فيه القنا / ضيقاً وصل من الحديد حديد
ورأيت فوق السرج منه أجل من / خفقت له في الخافقين بنود
والشمس قد لبست نقاب عجاجة / ضوء النهار بليلها مطرود
لولا ضياء جبينه ما ابيض من / ظلماء مفرقها ذوائب سود
رويت بهيبتها الصدور فاصميت / منها ضغائن أضمرت وحقود
حتى استقال من العناد معاند / وأقر بالفضل المبين جحود
بأس يهد الراسيات وصولة / تأتي وليس أمامها تهديد
شرفاً بني رزيك إن علوكم / أبداً على مر الجديد جديد
لا تفتل الأيام حبل مكيدة / إلا وفيه لأمركم تأكيد
إن الوزارة لا تليق بغيركم / مادام منكم واحد موجود
جانبتم الإسراف إلا في الندى / فلذاك حسن فعالكم محمود
والأمر ليس بنافذ إلا إذا / قامت بحد المرهفات حدود
والناس ليس بمصلح أحوالهم / مع ذاك إلا الرفق والتسديد
يهنى أمير المؤمنين قيامه / في ثأركم ووفاءه المعهود
لم يرض بالأمر الذي رضيت به / في الملك أطراف طغت وعبيد
فشقوا بيوم الصالح الهادي كما / شقيت بصالح النبي ثمود
وتمزقوا بيد الإمام فهالك / ذاق الردى ومصفد وطريد
رعت الخلافة حق أروع لم يزل / يحمي العداء عن عزها ويذود
شهد الملائكة الكرام بأنه / لبى نداء الله وهو شهيد
كافأته في أهله وجعلتهم / سبباً تفيد به الورى وتبيد
وبلوتهم فوجدتهم مامنهم / لعلاك إلا ناصح وودود
وغدا لهم بجميل رأيك فيهم / شرف أناف وعدة رعديد
فاشدد عليهم راحتيك فإنما / ينمى ولاؤك عندهم ويزيد
وبقيتم للمسلمين ومجدكم / أبداً بأفراد النجوم مشيد
عادت عليك أهلة الأعياد
عادت عليك أهلة الأعياد / ببلوغ آمال ونيل مراد
ورأت بك الأيام ما تختار من / عز إلى يوم المعاد معاد
يهني أمير المؤمنين مواسم / أوقاتهن إلى اللقاء صوادي
نظمت على جيد الزمان جواهراً / إن الجواهر حلية الأجياد
ما العيد إلا أن تراك نواظر / لولاك ما اكتحلت بطيب رقاد
وتنير تحت التاج غرتك التي / تجلو صدى المرتاب والمرتاد
وتزور مجلسك المقدس بالهنا / أمم تراوح لثمه وتغادي
وتلوح في ظل المظلة طالعاً / كالبدر أو كالكوكب الوقاد
وكأنها فلك ووجهك شمسه / لولا اعتماد رتاجها بعماد
حسدت بساط الأرض فيك وما درت / أن السماء لها من الحساد
نشر المدير بها عليك غمامة / ذهبية ليست بذات عهاد
فغدا الورى يتعجبون وقد بدا / من تحتها الجودي فوق جواد
قد قلت إذا علت المظلة فوق من / يعلو محل الأنجم الأفراد
لم تعل إلا خدمة وصيانة / وكذا السيوف تصان في الأغماد
والقلب أشرف والضلوع تحوطه / والعين يحجب نورها بسواد
لما برزت إلى المصلى لابساً / ثوب الخشوع وهيبة الآساد
جلت الخلافة عزها في موكب / يكسو ضياء الصبح ثوب حداد
ستر القتام جيادها فكأنها / مكنون سر في مصون فؤاد
متلاطم كالموج إلا أنه / متتابع الأمواج والأزباد
حتى إذا وافيت ساحة مجمع / متضايق العرصات بالأشهاد
قابلت محراب الصلاة وللهدى / قبس على قسمات وجهك باد
وقضيت نافلة السجود ولم تزل / لله أفضل قانت سجاد
وصعدت ذورة منبر أبقيت في / شرفاته شرفاً على الأعواد
ونطقت من فصل الخطاب بخطبة / عون الإله لها من الأمداد
ذرفت دموع الخلق عند سماعها / واستنجدت بمدامع الأكباد
ذكرت ناسية القلوب وإنما / نادى رشادك أهل ذاك النادي
ونحوت متبعاً لسنة من مضى / من سالف الآباء والأجداد
وعلى شريعة جدكم ووصيه / صلى وضحى أهل كل بلاد
وتخاير الوفد الحجيج ضيافة / أعددتموها للقرى والزاد
فاسلم وقل للمشرفية والقنا / ينحرن كل مخالف ومعاد
واحكم على جور الزمان بعادل / ورث الكفالة عن كفيل هادر
فاستوهب النصر العزيز بناصر / صلحت به الأيام بعد فساد
ملك يصرف كل صرف نازل / بأعنة الإصدار والإيراد
لولا عزائمه وشد رأسه / أضحت قوى الإسلام غير شداد
شمخت أنوف عداته واقتادها / صعب الإباء على يد المقتاد
لما تجاوز غاية الأمد الذي / فات الملوك وفت في الأعضاد
قالت مناقبه لحاسد مجده / هون عليك فلست من أضدادي
وانظر لنفسك من يليق بشكلها / واعرف إذا عاديت كيف تعادي
وامنع قناتك أن تميل فإنني / أخشى عليك مثقف المياد
واصدق فما تخفى طوية صادق / ممن أسر الجمر تحت رماد
فإذا وفى لك صاحب وغدرته / فاعلم بأن الله في المرصاد
وحذار من نهشات صل أرقط / ظام ومن بطشات ليث عاد
فبأسفل الهضبات شبل عرينة / وبملتقى العقدات حية واد
منعت بنو رزيك ساحة عزهم / إلا على الرواد والوراد
قوم تخيرت الورى فوجدتهم / أندى الملوك يداً وأكرم ناد
شرفت مناقب مجدهم فكأنني / أتلو بها القرآن بالإنشاد
من كان يسند عن سماع فضيلة / فعن العيان لفضلهم إسنادي
وأبو الشجاع إذا أردت مديحهم / بيت القصيد وقبلة القصاد
يا خير من نظم المديح لمجده
يا خير من نظم المديح لمجده / وتنزلت سور الكتاب بحمده
يا حجة الله التي بضيائها / هديت بصيرة حائر عن قصده
أنت الذي بلغ النهاية في العلى / عفواً ولم يبلغ بداية جهده
ورث الهداة الراشدين إمامة / أحيا معالمها بواضح رشده
إن يفتخر بنبوة ووصية / فهما تراث عن أبيه وجده
وإذا تنزل دون ذلك لم يجد / إلا ولي خليفة في عهده
ما ضركم والمصطفى لكم أب / فقدانكم لقضيبه ولبرده
مابين آلات النبي وآله / إلا كما بين الحسام وغمده
شرف غدوت أبا محمد ذروة / في تاجه وفريدة في عقده
مجد يقول إذا عددت نجومه / خل الإطالة واختصر في عده
واذكر أبا الميمون تعل بذكره / شرفاً ولا تتعد نحو معده
الحافظ المحفوظ عند مغيبه / بثلاثة ورثوا الهدى من ولده
من ظافر أو فائز أو عاضد / أضحت بنو رزيك ساعد عضده
قوم أحلهم الزمان مراتباً / أوفت على حل الزمان وعقده
الباسطون ثوابهم وعقابهم / بأتم باع في العلى وأمده
ورث الكفالة عادل في حكمه / منهم ولكن جائر في رفده
نيطت حمائلها بعاتق أروع / حمل الشدائد قبل وقت أشده
وتيقنت رتب الوزارة أنها / كانت ممهدة له من مهده
ولقد أعاض الدست بعد كفيله / أنساً كفى الأيام وحشة فقده
ملك يرد الألف إلا أنه / لا يلتقي الراجي بنبوة رده
جذلان يعتصر الندى من كفه / كرماً ويقتدح الردى من زنده
ترضي رماح الخط بسطة باعه / ومضارب الهندي قوة زنده
وتظن لامعة البوارق في الدجى / بيضاً تجردها فوارس جرده
لا تغترر ببشاشة من بشره / فالسيف يلمع والردى في حده
طارت به همم العلى وتقاصرت / همم الليالي أن تجيء بضده
مطلت عواطف حلمه بوعيده / عفواً وقارنت النجاز بوعده
ملك الجوامح فاللسان بحمده / مستخدم وكذا الفؤاد لورده
وقفت مدائحنا عليه لأنه / ما عندها إلا الذي من عنده
يا عاضداً دين الإله وقائماً / لولاه ما عرفت إقامة حده
تهنيك في العصر الشريف سلامة / عفت على خطأ الحريق وعمده
ولعت به نار الخليل فأطفئت / بسريرة ذخرت لكم من بعده
الله صان عليك مهبط وحيه / ومقر رحمته وجنة خلده
شبهت قصرك والخلائق حوله / تعنو على حر الجبين وخده
بالبيت والركن المحلق ركنه / والوافدين إلى نداك بوفده
ولو أنني وجهت شعري نحوكم / لكفيتكم حر الحريق ببرده
شعر لو أن البحر عب عبابه / وطمت على الدنيا غوارب مده
وأعانه فصل الشتاء بثلجه / ما سد في الإطفاء بعض مسده
أغليتمو بالجود قيمة شعره / ورفعتم بالجاه خامل مجده
وسددتم بالنقد خلة فقره / وسترتم كرماً معائب نقده
يا جامع الشمل المبدد
يا جامع الشمل المبدد / ومسدد الراي المسدد
يا منعماً إحسانه / في كل حال ليس يجحد
يا موضحاً نهج الهدى / بشريعة الهادي محمد
أستر على عبد إذا / ما أشرك الكفار وحد
فعل القبيح تعمداً / فاغفر لمعترف تعمد
وأعد رضاك وعد على / هفواته فالعود أحمد
وابعث له الفرج القري / ب فصبره بالهم مبعد
أبني إن ذقت الردى
أبني إن ذقت الردى / فلقد أذقت أباك فقدك
ووحق عيشك لا حلا / لأبيك مر العيش بعدك
شوقي إليك على التبا
شوقي إليك على التبا / عد والتقارب زائد
وكذا المحب وداده / في كل حال واحد
والحر من لم تنقض ال / أيام ما هو عاقد
صرف النسيب إلى اللوى وزرود
صرف النسيب إلى اللوى وزرود / ضرب من الشعراء غير مفيد
وأرقهم ديباجة من عنده / غزل يرود هوى الفتاة الرود
وإذا عمدت إلى النسيب وصفته / في غير وصف كنت غير عميد
قل لي متى لقيتك ظبية حاجر / تختال بين محاجر وعقود
ملك أوحد مجده ولو أنني / ثنيته ثنيت بالتوحيد
أثني عليه ولا أردد مجده / ونداه مجبول على الترديد
وإذا قرنت مقالتي بفعاله / فاسمع مجيداً في صفات مجيد
جزلاً يقابله جزيل مكارم / أثنى بما لم يجر في المعهود
عن كل بيت بيت مال صامت / إذ كل بيت قلب كل قصيد
قالت حماسته لمادح جوده / أحسنت لكن أين مدح الجود
طوداً تعجب حلمه ووقاره / كيف استقل جواده بالجودي
جعلت بنو أيوب راية عزمهم / معقودة بلوائه المعقود
وغدت بسؤددك العريض مقرة / يا شمس دولتهم بغير جحود
والشمس معروف لها أن تنجلي / بضيائها ظلم الليالي السود
قوى قدومك ضعف كل عزيمة / وسددت ثلماً ليس بالمسدود
وتوفق الفتح المبين وما شفى التس / ديد حتى جئت بالتشديد
كشفت مهابتك القناع وقررت / بالمرهفات قواعد التمهيد
فالفتح فتحك سقت غرة نصره / بين الظبى والعزم والتأييد
وكأنما الإسلام عقد صنته / يا سلك لؤلؤه عن التبديد
إن فقت جيشاً أنت منه فإنه / ما غير يوم العيد مثل العيد
لو صورت شيم الملوك حكاية / كنت المعبر عنه بالمقصود
كرم بذلت به الثمين وقلت لي / اعذر فإن الجود بالموجود
ولكم وهبت الألف وهو أقل ما / تعتده في النائل المعهود
خبراً سمعت به وما الخبر الذي / وقع التواتر فيه بالمردود
صدقت عنك به وما شاهدته / والغالب المعلوم كالمشهود
بل لو مدحت سواك أطلب درة / لمسحت من كفيه ضرع حديد
لا يرشحون على المديح كأنما / خلق الإله أكفهم لجمود
بخلوا بفضل الزاد عن أضيافهم / والزاد آخره طعام الدود
عميتهم ولو أنني سميتهم / لم أقض فضل مقامه المحمود
فإذا استوى عرف وعرف صورة / فالفرق في المقصود والمقصود
للمجد عندك حاجة معلومة / ما المجد عن إدراكها ببعيد
تشكو إليك من السهاد جفونها / ما في جفون ظباك من تسهيد
ضاق الصعيد على جيادك بعدما / ضمنت صعادك فتح كل صعيد
والغرب و اليمن القصية أهله / من خوفهم في قائم وحصيد
والسيف يلمع في الخواطر برقه / بالسيف من عدن وأرض زبيد
فإلى متى أيدي الكماة معوقة / عن نشر ألوية ونشر بنود
ومعاطف الخيل الخفاف إلى العدى / تشكو جفاف ألبة ولبود
أفلا رميت بها الفلاة مجرداً / عزماً تسد به عراض البيد
وخلقت مملكة يقول طريفها / للدهر أرخ في رحل تليد
وعذرت من حسد الرجال على العلى / لما ظفرت بلذة المحسود
والنيل منقذ الأديم عليكم / حاشا رضاك بسيفه المقدود
وسماح كفك لا يقوم بزخره / إلا عباب الأخضر الممدود
فاسمع لمنظوم الفرائد صاغها / فرد المحاسن مادحاً لفريد
مدح يعبر عن طنين مهند / وتقول بل يحكي طنين العود
فصل إذا فصل الخطاب عدمته / ونسبته إياك صوت نشيد
وتمل عاماً راضياً ومقابلاً / لك بالمنى وأسعد بأسعد عيد
أسفي على زمن الإمام العاضد
أسفي على زمن الإمام العاضد / أسف العقيم على فراق الواحد
زمن دفعت إلى سواه وأذعنت / جمحات رأسي في يمين القائد
جالست من وزرائه وصحبت من / أمرائه أهل الثناء الخالد
ووجدت من جود الإمام وجودهم / للضيف أوثق عاضد ومساعد
لهفي على حجرات قصرك إذ خلت / يا بني النبي من ازدحام الوافد
وعلى انفرادك من عساكرك الذي / كانوا كأمواج الخضم الراكد
قلدت مؤتمن الخلافة أمرهم / فكنى وكنى عن صلاح الفاسد
فعسى الليالي أن ترد إليكم / ما عودتكم من جميل عوائد
لم يبق نوع تقتضيه كرامة
لم يبق نوع تقتضيه كرامة / حتى أتى منها بما لم يعهد
أهدى من الخلع النضار وما ارتضى / بهما فجاء بكل نهد أجرد
ورأت عيون الناس من نفحاته / كرماً يخبر عنه من لم يولد
فأثابني عن حمده الخلع التي / خلعت بحسرتها قلوب الحسد
رقت كما رق الهوا وتجسمت / فلبست ذوب الماء لو لم يجمد
وأجل ما في الأمر عندي أنه / شرف وبر لم يكن عن موعد
مدت بها يده إلى بداءة / منه ولا طرفي مددت ولا يدي
جاءت كما اختار السماح مص / ونة الإحسان عن تسويف يوم الموعد
ملك إذا قابلت غرة وجهه / شفع الندى ببشاشة الوجه الندي
وأغب عن نادي نداه زيارتي / خجلاً فيأبى أن يغب تفقدي
أقسمت لا كشفت لمصر غمة
أقسمت لا كشفت لمصر غمة / ومديرها ابن غمامة المستوقد
حمم لو اكتحل الحسان بلونه / لم يفتقرن إلى اكتحال الإثمد
وجد السبيل إلى بلوغ مراده / لما أرادوا ضبطه بالأمجد
وكأنه معه زيادة خنصر / سيان إن وجدت وإن لم توجد
ردا أحاديث المنى وأعيدا
ردا أحاديث المنى وأعيدا / ومعاهدا حسنت ربى وعهود
داراً عهدت بها الأهلة أوجهاً / متهللات والغصون قدود
والأقحوان مباسماً معسولة ال / نغمات والورد الجني
واستخبروا رياً برامة نافراً / لما لا يريد عن الصدود صدودا
لا تعرض الأرواح عن أجسادها / حتى يعرض مقلة أو جيدا
تهفو بسالفتيه سود ذوائب / من أجلها أهوى الليالي السودا
وبملتقى العقدات من أردافه / غصن يحل عزائماً وعقودا
متأود منع الحيا أعطافه / أن لا تميل على النقا وتميدا
كالشمس إلا أنه متقلد / دراً كأفراد النجوم فريدا
قذفت نوى قذفت بنا عن أرضه / فغدا قريب الصبر عنه بعيدا
وزهدت في عيش نبت أكنافه / عني وفي حلف أضاع لبيدا
ورغبت عن عرف وعرف أوجبا / أن أهجر المقصود والمقصودا
ولبست من عزمي وحزمي نثلة / نسبت علي فأنكرت داودا
وشفعتها من منطقي بمهند / تفري مضاربه الطلى مغمودا
ماض يقد السابري كأنه / قاض يقيم على الحديد حدودا
وركبت من نسل الجديل وشذقم / قلصا أبيد بها السرى والبيدا
أجني سكون الجسم من حركاتها / وإذا القيام أفاد كان قعودا
ومتى جرت في الآل وهي رواكد / أبقت مياه الوجه فيه ركودا
هجرت وصيد الباخلين فلم تنخ / إلا بخير الأكرمين وصيدا
وسرت ونجم الليل ترفع في الدجى / من صبح غرته لهن عمودا
ملك إذا أسدت يداه صنيعة / كانت قيود ندى تفك قيودا
وإذا السؤال أمض قال سماحه / ليديه عودا للمكارم عودا
كرم يولد في السماح بدائعاً / فيها معان تقبل التوليدا
ينهل بارق بشره منا ولم / يسمعك للوعد الجميل رعودا
ويقل مع فصل الخطاب كلامه / إلا إذا كان الكلام مفيدا
تأبى له فصل المقال جلالة / أمرت بنقص مقاله ليزيدا
ماش على سنن المعالي يقتفي / في المجد آباء له وجدود
جازوا على الشعرى وجاوز حدهم / بفضائل لا تقبل التجديدا
أبقى سليم من مصال سيداً / ساد الكهول من الملوك وليدا
فبنى لبيت بني مصال جده / شزفاً فزادته النجوم مشيدا
فإذا اختبرت العزم كان عرمرماً / وإذا اعتبرت الشخص كان وحيدا
ضعف الزمان عن القيام بحقه / فقضاه مما يستحق زهيدا
ولو أنه يسعى بغاية جهده / أبقى وراء الاجتهاد مزيدا
والشمس لو نطقت لقالت قل لنا / يا عزمه أنى تريد مزيدا
لا تعجلن فإن تحت رماده / جمراًَ ذكياً لا يخاف خمودا
ووراء طحلبه نمير ينجلي / عما قليل إن أردت ورودا
ولكم أجاب مثوباً بعزيمة / هجرت نهوداً حين رام نهود
وملمة في الملك غادر ثلمها / بمضائه وقضائه مسدودا
متعقب لحن الزمان يرده / بفصيح فعل بيناً مردودا
شكر الورى لك في البحيرة سيرة / أبقت عليك من الثناء خلودا
سعدت بعدلك بعد جور طالما / أشقى طريفاً واستباح تليدا
ونسخت من جور الولادة شريعة / يتوارثون رسومها تقليدا
أيدت بالتقوى وصادق عزمة / جلبا إليك النصر والتأييدا
ومهابة السمت الملوكي الذي / يغدو بها أسد العرينة سيدا
فقدت بك الإسكندرية أنسها / فأعدت فيها أنسها المفقودا
كنا وأنت على البحيرة نازل / والثغر يشكو فترة وخمودا
جزنا بدارك لا خلت فتصورت / فيها النفوس جلالك المعبودا
فجعلت سدة بابها ورحابها / حرماً وصحبي ركعاً وسجودا
واستشعروا وجه السما متبسماً / فيها وبشر جبينك المعهودا
حتى إذا قدم الركاب يحفه / نصر يحف ميامناً وسعودا
فطلعت في جنباتها متهللاً / كالبدر لا بل للوجود وجود
عنت الوجوه بها لوجهك خدمة / وغدت تبدد لثمها تبديدا
وسريت في نادي نداك مجهزاً / حمداً يزور مقامك المحمودا
من كل نادرة تهز رواتها / منها قناة بل فتاة رودا
سيارة في الأرض بات ثناؤها / وهي المقيمة في العقال شرودا
يحدي إليك بها لفكري سابق / لا مكذباً أملاً ولا مكدودا
فاعتد يا خير الملوك بصاحب / أمسى عليك من الورى معدودا
خل يزين ولا يشين وربما / كنت الفتى هرماً وكنت لبيدا
ما عذر أفكاري وقد علقت ندى / ملكاً مجيداً أن أكون مجيدا
متهللاً بشراً ومنهلاً ندى / ألقى الكرامة عنده والجودا
أبدى الندى وأعاده ليفيدني / في المكرمات العطف والتأكيدا
يا من تظل له الكواكب حسدا
يا من تظل له الكواكب حسدا / لعلو رتبته وتمسي سجدا
حاشا اهتمامك أن أروح مؤخراً / بعد التقدم في نديك والندى
قسماً عليك أبا الضياء مؤكداً / لا تقبضن إلا على ود يدا
فوحق نعمتك التي من أجلها / أصبحت محسوداً عليك من العدا
لو قست بي من يدعي لك خدمة / ومحبة لغدوت وحدي أوحدا
وعلمت أني في يمينك صارم / ماض يسرك منتضى أو مغمدا
أفنى وأبقي فيك غر قصائد / يبقى الثناء بها عليك مخلدا
فارجع لعادتك الكريمة منعماً / أولا فقل لي ماعدا مما بدا
واسلم فقد شكر الوصي وآله / عزماً نصرت به النبي محمدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025